
رواية حتى نلتقى الفصل الأول والثاني
بقلمي رغدة
كانت تتهادى بخطواتها وجسدها الذي يظهر منه أكثر ما يستر
يتمايل بخفة وهي بطريق عودتها من الجامعة
صدر صرير سيارة بجانبها جعلها تفزع
نزل من سيارته وعلامات الغضب على وجهه
اقترب منها وامسكها من يدها بعنف جعلها تتأوه من الألم
سحبت يدها منه بعنف وصرخت به : انت بتعمل ايه يا جاهل انت
جز على أسنانه بعنف وأردف قائلا : انا جاهل يا محترمة .... ايه اللبس اللي انتي مش لابساه ده
نظرت لنفسها بغرور وقالت : ايه مش عاجبك ده الموضة يا حبيبي بس اقول ايه هتفضل طول عمرك جاهل وبتحب اللبس المكلكع
اقترب منها ببطء مخيف وعينيه يخرج منها الشرار: دي تاني مرة تقوليلي جاهل وانا ساكت ومش عاوز اهزقك بالشارع وقدام البهايم اللي ماشية معاهم ..... انجري اركبي العربية
فتحت فمها لتعترض ولكن نظرة واحدة كانت كفيلة بإخراسها
ركبت السيارة فقادها بسرعة جنونية كان يضرب المقود بعنف
يود لو يفتك بها فها هي تعانده وتضرب كلامه عرض الحائط
فكم من مرة حذرها من هذا اللباس الفاضح
حتى أنه بأحد المرات احرق كل ملابسها ولكنها مجددا تعيد أخطائها
هل هي مصرة على عصيانه
كانت تجلس ترسم القوة على ملامحها ولكنها من الداخل ترتجف رعبا منه فهو قد حذرها كثيرا ومظهره هذا لا يوحي بالخير أبدا
كانت نظراته تتحول بينها وبين الطريق وقلبه من الداخل نار مشتعله لو خرجت لأحرق نفسه وأحرقها
تنظر للخارج تتجنب النظر له تتصنع الا مبالاه
وبعد قليل وصل بيته نزل مسرعا وفتح الباب بجانبها أخرجها بعنف وجرها خلفه كاد يقتلع يدها من قوته نزلت دموعها من شدة ألمها ولم تتفوه بكلمة واحده
دخل المنزل وأغلق الباب بعنف ووقف مقابلها كالأسد الذي سينقض على فريسته
كان صدره يعلو ويهبط بسرعة وصوت أنفاسه تتعالى
اما هي فكانت منكمشة على نفسها تتحسس يبدها موضع ألمها ودموعها تهبط بصمت تام
خرجت الحجة فاطمة على صوت الباب وحين رأتهم ورأت لبس حور ركضت ووقفت بينهما بمواجهة ابنها : أهدى يا ابني وغلاوتي عندك ما تتكلم ولا تعمل حاجة وانت بالحاله دي
ضرب الحائط بعنف مرارا وصرخ : انتي مش شايفاها لابسه ايه يا امي
فاطمة : شايفه والله شايفه بس اهدى وانا هكلمها
أحمد: خلص الكلام مفيش كلام تاني
نظرت له حور وتقدمت منه بعنوان وكبرياء كعادتها ؛: تقصد ايه بكلامك ده يعني هتعمل ايه
نظر لها بغل وقرب وجهه منها وقال بصوت كفحيح الأفعى وهو يجز على اسنانه :مفيش جامعة بعد كده
حور باندفاع: ازاي يعني وانت مالك ومالي
تكونش مصدق نفسك انك مسؤول عني ..... لا يا بابا فوق لنفسك
واعرف انك ملكاش حكم عليا مش انا اللي يتحكم بيا واحد متعقد زيك وجاهل
كلماتها كانت كالخناجر بقلبه هل هذه نظرتها له
أغمض عينيه بعنف وفتحها كان لون عيونه كالدماء تخيف الناظر لها ملامحه تخبرها انه قاتلها الآن
وما ان رأته حتى تراجعت خلف فاطمة ممسكة بكتفها
شعرت فاطمه بارتجاف جسد حور فامسكتها بحنان وخطت من جانب أحمد بسرعة وادخلتها غرفتها مغلقة الباب خلفها
جلست حور على طرف السرير تبكي فجلست فاطمه بجانبها تربت على ظهرها بحنان مردفة: ليه بتعاندي يا بنتي مش كنا اتكلمنا وانتي وعدتيني مش هتلبسي كده
حور ببكاء طفولي: مهو كل اللي بالجامعة بيلبسوا كده اشمعنا انا
فاطمه: يا بنتي دول أجانب ومش مسلمين.... مش كفاية انك قلعتي حجابك رغم اعتراضه
حور : يووووو رجعنا لنفس الاسطوانه انتي مش شايفة الدنيا عامله ازاي يا ماما انتي مش بتخرجي ولا بتعرفي بيعاملوا المحجبات ازاي وبعدين احنا بزمن غير زمانكم احنا بعصر النهضة والتفتح مش التخلف
أخرجت فاطمة تنهيدة من صدرها وقالت : يا بنتي اللي بتقولي عليه تخلف ده دين أمر بالستر والعفة ليكي ولكل البنات
عشان يحفظكم ويحافظ على قيمتك ويصونك انتي جوهرة يا بنتي ومش اي حد يقدر يشوفها ويلمسها
حور : ماما حبيبتي بقولك ايه سيبك من المواعظ دي وقوليلي هتقنعي الدبش اللي برة ده ازاي بموضوع الجامعة
حركت رأسها فاطمه بيأس وقالت لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يهديكي يا بنتي وخرجت من عندها وهي تدعي لها بالهداية والصلاح وذهبت لترى ابنها
كان بغرفته كالثور الهائج لم يترك شيئ أمامه الا حطمه
دخلت والدته وهي على يقين من حال ابنها نظرت له وللغرفة التي أصبحت دمار أمامها واقتربت منه وقالت: وبعدهالك يا ابني لحد امتى هتفضل كاتم بقلبك كده قولها انك بتحبها و ....
نظر لها بألم وقال :متكمليش يا امي متكمليش اقولها اني بحبها ههه لا يا ماما انا مش بحبها .... انا بعشقها وهي بتكرهني انا بشوف الكره الاشمئزاز والنفور بعيونها لما بتبصلي
يا ابني ايه اللي بتقوله ده بتكرهك ازاي يا حبيبي
دي بس متدايقة من تصرفاتك معاها سايسها يا ابني خدها بالحنبه
حنيةايه يا امي انتي مش شايفاها بتعمل ايه ولا اللبس المحزق والعريان اللي بتلبسه
يا حبيبي انا عارفه انها غلطانه بس دي عيله صغيرة برضو
نظر لها بمكر وقال قولتيلي عيله صغيرة ممممم طب تمام
خرج من غرفته وبلحظة كان عند حور
حور : انت يا حيوان ازاي تدخل عليا كده من غير استئذان
أحمد: واستأذن ليه اولا ده بيتي يعني ادخل اي غرفه فيه براحتي تانيا وده الأهم طفلة زيك استأذن ليه لما ادخل عندها هتكوني بتعملي ايه
ابعدي كده قالها وهو يزيحها من طريقه وفتح دولاب ثيابها وأخذ يتفقدهم ويرمي بعض الملابس أرضا وسط ذهولها هي ووالدته
حاولت حور الاقتراب فامسكتها فاطمه وهزت رأسها يمينا ويسارا بألا تقترب
انتهى مما يفعله وأشعل بالملابس النار وهو ينظر لها يحثها على الكلام ووالدته ما زالت ممسكة بيدها تشدد عليها لألا تتكلم ولكنها أبت وقالت بتهور وصوت مرتفع انت بني آدم مهزأ ومتخلف وجاهل و معقد انت عارف اللبس اللي حرقته ده تمنه كام
نظر لها بابتسامة باردة على وجهه وقال : مش عاوز اعرف تمنه كام ومن النهاردة لبسك هيوصلك لهنا مفيش خروج ليكي وامشي اقلعي الهباب اللي لابساه ده والبسي حاجة تسترك بدل لحمك اللي برا ده مشيرا بنظره على جسدها
نظرت له بذهول وركضت للحمام الملحق بالغرفة وقالت أخرج برا يا قليل الادب
أحمد بعند : مش خارج الا بعد ما تغيري هدومك واشوفك
صرخت به من الداخل : مش هغيره يا احمد وامشي اطلع برا
أحمد: تمام براحتك ... وأشار لوالدته بالخروج فخرجت وأغلقت الباب خلفها
سمعت صوت إغلاق الباب فشعرت بارتياح وخرجت وعلى وجهها نظرة انتصار ولكن ما ان لمحته ممددا على سريرها يرمقها بمكر مع ابتسامة تزين محياه حتى تصلبت قدماها وشعرت كأن الهواء قد سحب من صدرها
أشار لها على السرير بجانبه لتقترب فجحظت عيناها وأشارت برأسها بكلا وابتلعت ريقها عدة مرات وهي تراقب نظراته لها وقالت بتلعثم : انت بتعمل هنا ايه وايه قعدك على سريري
أحمد وما زال مبتسما ولكنها كانت ابتسامة باردة خالية من المشاعر وقال : بعمل ايه يعني مهي البنت اللي جسمها كله باين ومصاحبة نص شباب الجامعة عادي يعني لو جيت قعدت بأوضتها وعلى سريرها مش كده
حور شعرت انه يطعن بشرفها فصرخت به : انا مسمحلكش انك تتكلم معايا بالطريقة دي
قفز عن سريرها وخطى نحوها حتى كاد يلتصق بها
رفعت اصبعها بوجهه : انا بحذرك تقرب مني
نظر ليدها فرأى علامات يده على معصمها فأمسكها بلهفة وحنان يتفحصها وقلبه يؤلمه عليها : بتوجعك قالها بهمس شذي وهو يتلمسها بحنان وينفخ عليها شعرت بجسدها ينهار من لمساته فسحبت يدها بهدوء وقالت ببحة بصوتها : مش بتوجع لو سمحت أخرج
خرج دون أن يتكلم كان حزينا عليها ولكنها من تجبره على إظهار أسوأ ما فيه
تمددت على سريرها وعبراتها تهبط على وسادتها فتخللت رائحة عطره إلى أنفها فاحتضنت وسادتها واستنشقتها عدة مرات حتى ذهبت بسبات عميق
خرج من المنزل وقاد سيارته ليبتعد عنها ... تجول كثيرا و بعد بعض الوقت دخل أحد محلات الملابس وعلى وجهه ابتسامة بلهاء فهو يتخيل ما سيحدث حين عودته
في الطرف الآخر في مصر كان مراد يبدل ثيابه فدخلت فاتن مبتسمة : حبيبي الغدا جاهز بلا تعال ماما وبابا مستنينك عشان ناكل مع بعض
اقترب منها واحتضنها بحب : وحشتيني يا فاتنتي
بادلته الحضن بشوق كبير وهمست بأذنه : وانت وحشتني أوي ثم فصلت الحضن وقالت : شغلك واخدك مننا احنا مبقيناش نشوفك والعيال بيسألوا عنك
احتضنها مجددا وقبل وجنتها : هانت يا حبيبتي انا بس عاوز اخلص الشغل واسلمه لحسام عشان نسافر وانا مطمن مش عاوز تحصل حاجة تأخرنا او تكون السبب اننا نقطع الإجازة
رواية حتى نلتقى
الفصل التاني
بسم الله الرحمن الرحيم
دخل المنزل بسعادة كبيرة يحمل بين يديه الكثير من الأكياس وينادي والدته بصوت عال
احمد: ماما يا ماما تعالي شوفي جبتلك ايه
فاطمة وهي تخرج من المطبخ : ايه يا احمد صوتك عالي كده ليه حور نايمه وطي صوتك
أحمد: نايمه ايه بس صحيها انا جبتلها معايا حاجات عشان اصالحها اصل يا ماما انا حسيت انها زعلت مني ... وغمز بعينه لوالدته
فاطمة بهمس: يا خوفي منك مش مطمنالك يا واد انت قولي جبت ايه
أحمد: اما تصحى تشوفيهم تعالي اوريكي حاجتك انتي يا حجوجة يا قمر انتي
ضحكت على شقاوة ابنها وسارت أمامه للصالة
فتحت عيونها على صوت أحمد وهو ينادي لوالدته نظرت للوسادة التي بين يديها واستنشقتها : ممممم ريحتك تطير العقل ومن ثم وضعتها مكانها ورتبت فراشها وخرجت فسمعته يخبر والدته انه احضر لها هدية
عادت مسرعة لغرفتها واغتسلت وبدلت ثيابها لأخرى شبه محتشمة وخرجت
لمحها تقف بالخارج تنظر لهم وقف سريعا ومشى نحوها امسك يدها بحنان واجلسها على الكنبه وتناول أحد الإكياس واخرج منه مرهم وجلس أمامها أرضا وأخذ يدهن المرهم موضع علامات يده بحنان بالغ
كانت لمساته وحدها مسكنا لألمها
نظر لها بعشق وقال : شوية و ياخد مفعوله
جلس بجانبها وقدم لها بضعة أكياس
التقطتهم منه بلهفة وسعادة فهي متشوقة لترى هداباه
فتحت الإكياس واخرجت ما بها وتفقدت الملابس لتتحول ملامحها للغضب فالقتهم بوجهه وعادت لغرفتها
فاطمة كانت تضع يدها على فمها تحاول كتم ضحكاتها
اما أحمد فانفجر بالضحك وتعالت ضحكاته على شكل والدته التي لم تعد تستطيع تمالك نفسها وبدأت الضحك بشكل هستيري ف أحمد قد أحضر لها ملابس طفولية مرسوم عليها كلها صور كرتونية مضحكه تصلح لطفلة صغيرة
دخلت غرفتها تستشيط غضبا من تصرفاته
هل يظن انها طفلة ليجلب هذه الملابس الا يرى أنها فتاة ناضجة ومثيلاتها يصلحن للزواج الا يشعر بها متى سيشعر بها هذا البليد عديم الاحساس والمشاعر
تناولت مقصا من إحدى الجوارير وأخذت تقص بغطاء سريرها والوسادة التي تحمل رائحته وهي تبكي وعند انتهائها لملمت القماش من حولها وخرجت والقتهم على رأس أحمد: انا عاوزة فرش جديد للسرير وإياك ايااااك تلمس حاجة تخصني انا مش عاوزة اي حاجة تكون ريحتك المقرفة عليها
وقعت كلماتها عليه كالثلج تخشب جسده ونظره مثبت بالأرض انغطر قلبه ألما الهذه الدرجة تقرف منه هل هذه مشاعرها نحوه
تصنع البرود ووقف نظر لوالدته متجاهلا حور وقال : ماما انا نازل الشغل عاوزة حاجة
نظرت لابنها بحزن وانكسار وهي ترى وتعلم مدى جرحه ولم تتحدث
فخرج من البيت يحاول التماسك يحاول الثبات بعد كم الإهانات والألم التي تعرض لها على يد طفلته ومعشوقته
جلس بسيارته التي حاول قيادتها ولكن يديه ترتجف فأوقفها على جانب الطريق بالقرب من المنزل
رن هاتفه فنظر له وجد المتصل مراد تجاهل اتصاله وأغلق هاتفه
شعر بألم كبير برأسه فاتكأ على المقعد وأعاد رأسه للخلف لعله يريحه ولو قليلا فغفى سريعا حتى أسدل الليل ستائره
تأخر الوقت كثيرا ولم يعد أحمد للبيت وهاتفه مغلق شعرت والدته بالقلق والتوتر خاصة انها تعرف الحالة التي خرج بها
كانت بغرفتها تراقب الشارع من النافذة تتمنى عودته فهو قد تأخر كثيرا
لم تعد تحتمل الانتظار أمسكت هاتفها وحاولت الاتصال به ولكنه مغلق لم تعد تطيق صبرا ابدلت ثيابها واتصلت على سيارة أجرة وخرجت قابلت فاطمة التي كانت تأخذ الصاله ذهابا وايابا بتوتر وقلق
فاطمة : رايحة فين يا حور بالوقت ده
حور: رايحه الشركة يا ماما أحمد اتأخر وتلفونه مقفول
فاطمة بحزم ،: ولما انت عارفه الوقت اتأخر نازلة ليه
حور بعد : ميهمنيش ومش هرجع الا وهو معايا انا غلطت بحقه واكيد مش هيرجع بسببي
فاطمه بود : لا يا بنتي أحمد مش بيزعل منك هو زعلان عليكي وخايف عليكي مش عاوز حاجة تجرحك
أغمضت عيونها تحارب عبراتها فهي محقة بكلامها وتركت فاطمه وخرجت رغم نداء فاطمة عليها
ركبت السيارة التي تحركت بها وما هي الا بضعة أميال حتى رأت سيارة أحمد
حور: وقف وقف ... توقفت السيارة ونزلت حور مسرعة لسيارة أحمد ورأته نائم بالداخل طرقت على الزجاج عدة مرات ولكنه لم يستيقظ حاولت فتح الباب ولكنه مقفل شكرت السائق وعادت ركضا للبيت فتحته بعنف جعلت فاطمة ترتعب
حور : ماما فين مفتاح عربية أحمد الاحتياطي
فاطمه : عاوزاه ليه في ايه يا حور ابني ماله
سارت فاطمة خلف حور وهي تتسائل وحور صامتة لا تجب فقط تفتش بالغرفة على المفتاح حتى وجدته
امسكتها فاطمة بقوة : وقفي هنا وكلميني أحمد فين
نظرت حور لفاطمة ودموعها تهبط على وجنتيها واخبرتها عما حدث فذهبت فاطمة مع حور وقلبها يكاد يقف وعيونها تبكي ما به ابنها
أسوأ الأفكار عبثت برأسها حتى وصلن السيارة فتحتها حور فاقتربت فاطمة تتحسس وجه ابنها فإذ به يعاني من ارتفاع حرارة جسده ضربت على صدرها : يا مصيبتي الواد سخن
مدت حور يدها تحسست جبينه فصعقت من حالته
حاولوا افاقته ولكنه كان بملكوت آخر
تحركت حور للمقعد الجانبي من أحمد وبمساعدة فاطمة نقلته للمقعد الآخر وأغلقت عليه واتجهت لمقعد السائق : اركبي يلا يا ماما نرجعه البيت
وصلوا أمام المنزل وتساعدتا بانزاله وكل منهما تسنده من طرف
بدأ يستعيد وعيه قليلا بسبب الحركة وخطى معهما بضعف حتى وصل فراشه
أسرعت حور بالاتصال بالطبيب وفاطمة أحضرت الماء البارد وأخذت تضع له الكمادات الباردة على جبينه
بعد قليل جاء الطبيب وفحصه : انا اديته حقنه وان شاء الله هيكون كويس وكتبت له أدوية
أوصلت حور الطبيب للخارج وعادت لغرفة أحمد الذي كان يغط بنوم عميق بل إنه مغيب بالكامل عن الواقع
كانت حور تجلس على طرف السرير تراقب فاطمه وهي تضع الكمادات وقلبها يؤلمها على شكل أحمد فهو قد فقد لون وجهه المشرق دائما هل المرض يفعل هذا برجل قوي ام انه سبب آخر
نعم انه كم الإهانات التي وجهتها له مرارا وتكرارا وكأنه عدو لها وليس ساكن الفؤاد ومعشوق الروح
قالت حور التي رأت التعب يسري على وجه فاطمة : ماما انتي تعبتي أوي والحمد لله الحرارة خفت عنه وشوي وهيصحى قومي ريحي شوية عشان لما يفوق ميتخضش عليكي
فاطمة وهي تسير نحو الأريكة انا هنام هنا شوية عشان لو فاق او احتجتي حاجة اكون جنبك
كانت حور تراقب فاطمه حتى رأتها تغط بنوم عميق فاقتربت من أحمد وأخذت تتحسس جبينه وأخذت يدها تسير بتلقائية على منحنيات وجهه سحبت يدها بخوف ولكن لما تبتعد هو لن يستيقظ الآن لتنعم بقربه قليلا اقتربت ثانية تتلمس لحيته الطويلة وكأنها تعبث بشعر طفل صغير
وأخذها شوقها ان قربت وجهها منه وسارت بأنفها على وجهه ورقبته بشوق ورغبة عارمة شعرت أن قلبها سيخرج من بين اضلعها
عدلت من جلستها بجواره ووضعت رأسها على رأسه ويدها تمسك بيده تخللت أصابعها بين أصابعه وسحبنها لتحتضنها وتتمنى لو يبقى طول العمر بهذا القرب منها
كان غارق بأحلامه يستنشق رائحة عبيرها المسكر يشعر بأنفاسها تخالط أنفاسه ولمساتها الرقيقة تدغدغ لحيته كم يتمنى لو بقي بأحلامه وتبقى هي بالقرب منه
فتح عينيه ببطء ينظر حوله حتى وقعت عيونه عليها ممدة بجانبه وتحتضن ذراعه بتملك شرد بشكلها الطفولي وأبتسم ورفع يده الأخرى ليزيح خصلاتها المتمردة على وجهها ولكن ....أليست هي من أهانته وعبرت عن اشمئزازها منه ومن رائحته وكل ما يخصه
نزع يده من أحضانها بعنف جعلها تنتفض نظر لها بغضب وصاح بها : انتي بتعملي ايه هنا وايه قعدك على سريري مش حضرتك البرنسيسه اللي بتقرف مني ... قامت فاطمة مفزوعة على صوته وتقدمت نحوه وهو يصيح بحور : تخرجي من هنا ومتعتبيهاش تاني
حور واقفة مكانها لا تعلم كيف تتصرف وماذا تفعل هو محق فهي قد تعدت كل الخطوط الحمراء معه ولكنها نادمة على ذلك وتريد ان تعتذر على كلامها
نظر لها فغضب أكثر قام من سريره وهو يترنح حاولت والدته إسناده ولكنه رفض اقترب
من الباب وفتحه وقال لها مشيرا للخارج يلا من هنا ظلت واقفة أمامه بل اقتربت منه ونظرت لعيونه تستجديه ان لا يفعل
ولكن الغضب اعماه فصرخ مجددا ان تخرج ولكن جسده المتعب كاد أن يخونه ويقع لولا يد حور التي أمسكت يده مما زاد غضبه أكثر فامسكها بعنف والقاها خارجا : مش محتاج منك حاجة واياكي تتخطي حدودك معايا صبرت عليكي كتير اوي وخلااااص كل حاجة من النهاردة هتتغير
صفق الباب بعنف بوجهها ومنع والدته ان تخرج لتراضيها يريدها أن تفكر بكلامه وتعيد حساباتها وتنظر لتصرفاتها بنفسها يريدها أن تنضج ولكنه لا يعلم أن ما فعله ما هو إلا زيادة اشتعال قلبها جرحها بنفس النصل خاصتها
نظرت لنفسها بألم شعرت بالإهانة والذل جرحت كرامتها ..... طردها نعم هو طردها لا يريدها بقربه
وقفت واتجهت لغرفتها رمت نفسها على سريرها واجهشت بالبكاء بكت نفسها ومشاعرها وقلبها بكت ذلها واهانتها بكت سكوتها وعدم ردها عليه
تاهت افكارها وتخبطت مشاعرها نسيت ما تفعله به وتذكرت فقط صراخه بها نسيت حنانه واحتوائه وامانه وخوفه عليها وتذكرت عنفه وصرخاته
ثلاث سنوات مرت عليها بمنزله يعاملها كطفلته الصغيره يدللها ويحبها ويهتم بكل ما يخصها كل هذا لم يشفع له عندها
أنكرت كل هذا بلحظة نعم
بلحظة واحده وها هي تأخذ اول قراراتها المصيرية لوحدها دون علمه دون نصحه ودون توجيهاته .....