رواية حتى نلتقى الفصل الرابع4بقلم رغدة


 رواية حتى نلتقي 


الفصل الرابع 

بقلم رغدة


بسم الله الرحمن الرحيم 


وصلت حور أمام منزل أحمد بانهيار تام فأختها من المؤكد الآن انها تعاني صدمة ما حدث معها 


رفعت يدها لتطرق الباب ولكنها تراجعت خوفا من رد فعل أحمد فهي تعلم انها قد أخطأت كثيرا ومن المؤكد الآن انه سيقتلها لا محال بسبب تركها المنزل

 وقفت بعض الوقت وحرب دائرة بعقلها حاولت كثيرا التقدم وإقناع نفسها انه لن يحدث شيء ولكن الذعر كان مسيطر عليها 

جلست بجانب الباب واسندت ظهرها للحائط وضمت ركبتيها لصدرها تبكي بصمت كل ظنها انه سيعنفها وسيطردها 


هي ليس لها مكان هنا هذا منزله هو وقد أوضح ذلك جيدا ولكنها تريد رؤية أختها والاطمئنان عليها  .....  ليس أختها فقط فهي قد اشتاقت مرآه واستنشاق رائحة عطره الخلاب وملامح وجهه الرجولية اشتاقت حنانه وعنفه اشتاقت هدوئه وغضبه .... أطلقت تنهيدة طويلة وأخذت تفكر بكل ما مرت به بهذا المنزل 


فلاش باك ....


دخلت المنزل برفقة أحمد كانت فتاة غرة لطيفة مشاكسة .......جمالها الأخاذ وطفولتها البريئة تطغي على ملامحها 

استقبلتها فاطمة بكل حب وحنان وترحاب وكأنها طفلتها التي انجبتها تعود بعد غياب ..... أعدت من الأطعمة كل ما لذ وطاب 

كان أحمد بفكاهته المعهودة يمازحها ويضحك على سردها الطويل عن كل مقالبها بزوج أختها مراد وكيف حولت من طفليه البريئين أداة حرب ضده 

..........


تذكرت كم اتعبته وهي تلف المحلات بلا كلل ولا ملل تختار من الملابس كل ما يعجبها ولم تجد منه الا ابتسامة حنونة لم تفارق وجهه أبدا 

.......

تذكرت تلك الليلة التي مرضت بها وسهر طوال الليل بحانبها ليطمئن على صحتها وسلامتها .... تذكرت كيف عنفها بعد استرداد صحتها كي لا تنزل وتلعب تحت المطر المنهمر..... وتذكرت رضوخه لطلبها الملح ان تمشي تحت الأمطار وكيف نزل معها وخلع معطفه عنه رغم شدة البرودة كي لا تمرض ومرض هو 

......

تذكرت عودتها لمنزله بعد اجازة منتصف العام التي قضتها عند والدتها ....كانت لهفته واضحة على محياه واستقباله لها بكل حب وحنان  ..... تذكرت نظراته لها التي كانت تفيض بشوق كبير 

.......

تذكرت صراخه المتكرر بها كي لا تخلع حجابها وانه سيكون حاميها وامانها .... سيكون سند لها .... أخبرها مرارا انه ما دام يخرج من صدره نفس واحد سيكون لها وفي سبيلها ..... تذكرت نظرة الخذلان التي رمقها بها وهي تدلف المنزل وشعرها الحريري ينسدل على كتفها ..... تذكرت دمعاته الحبيسة بمقلتيه ..... 

..........

تذكرت كم المرات التي سحبها من بين رفاق السوء رغما عنها لحمايتها وهي كانت تتهمه بالجهل وانه معقد ذات عقلية شرقية متخلفة 

.......

تذكرت لهفته الدائمة للقياها والاطمئنان على سلامتها وامانها الذي كان يعتبره أولى أولوياته 

......


تذكرت رد فعله على لبسها الفاضح وانفعاله وصرخاته تتردد بأذنها انها تعري نفسها ليس فقط جسدها وإنما تعري دينها وعقيدتها واسلامها تعريه هو وأنها لا تعتبره رجلا ليخاف على شرفه ويصونه 

وتذكرت ردها ان لا صلة قرابة بينهم لتكون شرفه وأنها تعتبره أخ بحكم انه شقيق أختها  فاتن بالرضاعة 

..........

تذكرت كم الإهانات التي كانت مصرة على قذفه بها ورغم ذلك كان يتحمل ويصبر عليها 

.......

تذكرت والدته ونصحها ومحاولاتها الدائمة لاصلاحها وتوجيهها وكيف كانت تتمرد وتعاند وتصرح ان هذه حرية شخصية لها وليس لأحد عليها سلطان 

.......

بكت .... بكت كما لم تبكي من قبل غافلة عمن فتح الباب وهم بالخروج وتصلب جسده لرؤياها 

هل اشتاقها ؟؟؟ نعم اشتاقها حد الموت شعر ان أنفاسه سلبت منه وقلبه توقف عن الخفقان وضخ الدم بعروقه وأخذ يردد باسمها مع كل دقة 


دموعها جعلته يبكي دما بداخله    صغيرته    معشوقته تتألم تبكي يا الله صبرني على ما انا فيه وما اعانيه 

هل اقترب ... هل اخذها بأحضاني ابث لها الأمان 

لا والف لا        لقد اخطأت وحان وقت العقاب


 تراجع للداخل على مضض وقلبه يعتصر ألما 

اقترب من فاتن الجالسة واضعة رأسها بين يديها دموعها تهبط بصمت وبحانبها مراد محتضنها


 بحنان يربت على شعرها الحريري يحاول تهدأتها جلس أحمد أمامها وأمسك يدها بحنان وهمس لها بصوت اجش : اهدي شوية حور برا ومش لازم تشوفك كده 

لم تمهله ان يكمل وركضت للخارج كالبرق وارتمت أرضا بجوار شقيقتها محتضنتا اياها وأخذت كلتاهما البكاء بنحيب فكل منهما تحمل بقلبها شوقا والما 


بعد قليل تمالكوا انفسهم ودلفوا للداخل 


كان أحمد يقف بصلابة يتصنع البرود والامبالاة لم يحدثها بكلمة واحدة اكتفى ان يرمقها بنظرة قاسية ما ان رأتها حتى أبعدت نظراتها عنه وقلبها 


يؤلمها بشدة فهي برغم معرفتها بغضبه الا انها كانت تتأمل ان يحدثها ويطمئن عنها كما جرت العادة ولكنه حطم كل امانيها 

كان اللقاء محموما بالمشاعر الجياشة فها هي فاتن تلتقي مدللتها بعد فراق دام  بضعة أشهر على آخر زيارة بينهم وفوق ذلك اختفائها الذي آلم قلبها


 وشغل عقلها وايضا خوفها مما حدث معها منذ ساعات قليلة اما حور فهي تشعر انها اخيرا 


بحضن أختها ومن تعتبرها والدتها الصغيرة منبع حنان تعاملها كما تعامل صغيريها 


اقتربت فاطمة وسحبت حور بحنان لحضنها ربتت على ظهرها بحنان وبعد قليل فصلت العناق ورمقتها بنظرة عتاب طويلة قابلتها نظرة ندم وألم من حور والقت نفسها بحضن فاطمة مجددا لعلها تسامحها

 رفعت نظرها قليلا ورمقته بنظرة حطمت حصونه واذابت الجليد الذي يرسمه على محياه 


كان يقف بجمود يراقب تحركاتها فرفعت عيونها لتتلاقى عيونهم  وما ان رآى عيونها الممتلئة بالدموع وانفها ووجنتيها التي اصتبغت باللون الاحمر


 تخبره بمدى اسفها حتى خضع دون إرادته لتلك العيون التي اسرته فبادلها بنظرة عشق 


طويلة أخبرها بها ان ترأف  بقلبه وان تحس بمشاعره ان تستسلم لحبه الكبير أخبرها أنه يهواها ويعشقها ويريدها 


اخفضت عينيها بخجل فنظرته كانت تخترقها كأنها كتاب مفتوح أمامه شعرت أن حبها قد فضح 


دلف غرفته كالتائه هل ما رآه حقيقة أم أنه يتوهم هل هذه نظرات عاشقه ام ان عقله وقلبه قد رسموا له خيالا على انه واقع 

القى رأسه تحت صنبور المياه وترك الماء يهطل على رأسه لعله يفوق من اوهامه وخياله 


مراد كان يجلس وأبناؤه بجواره يحتويهم بين ذراعيه يستمد منهم طاقته التي نفذت ولكن شيء ما لفت نظره لينقل نظراته بين حور وأحمد فجحظت عيناه على وسعهما 

........


مر يومين على عودة حور وأحمد يتفادى لقائها فهو الآن في حرب داخلية يشعر أنه لا يقف على أرض صلبة 


وفي الصباح تجهز أحمد لكي يذهب لشركته  فرآه مراد 

مراد : انت رايح فين يا احمد 

أحمد: رايح الشركه انا بقالي مده مش بروح والشغل واقف 

مراد : استناني هبدل هدومي واجي معاك 


وصلوا للشركة وأخذ أحمد يعمل بجد واجتهاد وكان مراد يساعده  وينتظر الفرصة التي يريدها ليتكلم مع أحمد حول حور وما يحدث بينهما 

مرت عدة ساعات حتى انتهى أحمد من الأعمال التي كانت مكدسة عليه 

مراد وهو يريح جسده على الكنبة بالمكتب : انا هموت من الجوع قوم اعزمني عالغدا يلا يا بخيل 

ضحك أحمد بود وهو يلملم الأوراق من أمامه يلا بينا انا هعزمك على مطعم بيعمل اكل مصري إنما ايه هتاكل صوابعك وراها 

مراد وهو يهندم نفسه يلا بينا مع اني مش مرتاحلك 

ضحك أحمد وهو يردف تصدق انك ظالمني 

رفع مراد حاجبه باندهاش وقال : انا ؟ انا ظالمك ؟ يا ريت اطلع كده 

أحمد وهو يسير بغرور ويرفع رأسه لأعلى طب امشي ونشوف 


كان أحمد و مراد جالسين مقابل بعضهم في مطعم شعبي وامامهم الطعام 

مراد منتهزا فرصة قد لا تتكرر : انت عارف لو حور شمت خبر اننا بناكل الاكل ده هتعمل ايه ؟ كان مراد يتحدث ويضحك بشدة فضحك أحمد على 


كلام مراد وأكمل: عارف ياخويا عارف هتقول انتو وش فقر مش وش نعمه حد يسيب البيتزا والبرجر ويروح يأكل كشري يا متخلفين 

نظر مراد لاحمد وقاطعه بالقول : انتا بتحبها من امتى ؟؟؟


اختفت ضحكاته واختفى صوته وتوتر بشدة ولم يعد قادرا على التفكير ف مراد يعتبر 


نفسه أخ ومسؤول عن حور ومن المؤكد أن مصلحتها تهمه 

ظنون أحمد أخذت تتضارب هل من الممكن أن يظن مراد السوء بأحمد هل سيظن انه استغل وجودها بمنزله 

ما هي إجابة أحمد وما رد


 فعل مراد لمشاعر أحمد باتجاه حور 

  

                الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>