رواية حتى نلتقى الفصل الثامن والتاسع بقلم رغدة


 رواية حتى نلتقى 

الفصل الثامن والتاسع 



أحمد بصوت مرتفع : انت السبب يا مراد انت اللي عملت ملعوب الجواز واهي هربت 

مراد : وانا ايش دراني انها هتعمل كده  ....... انا اللي اعرفه انها مندفعه ومتهورة...قلت هتجري لحضنك وتعترفلك بحبها عشان متتجوزش غيرها 


أحمد بندم : حور مستحيل تعمل كده 😥 رغم كل حاجة إنما كرامتها فوق الكل... الحق عليا اني وافقتك عالكلام ده وأهو خسرتها


مراد : متقولش كده انت مخسرتهاش هي نزلت مصر عندنا يعني اطمن .....وانا هكون على تواصل مع بابا عشان خاطر اعرف اخبارها 


فتح باب الغرفة بعنف لتدلف منه فاتن بحزن وتصفق وهي تنظر لهم ب خيبة أمل: برافو لا بجد برافو 

يعني انت وهو عارفين انها بتحب أحمد وبتلعبوا اللعبة الرخيصة دي ..... بدأت تفقد هدوئها لتكمل : انتو مشوفتوش حالتها كانت عامله ايييه؟؟؟؟ هان عليكم كسرتها ووجع قلبها؟؟؟؟؟ اقتربت من أحمد ولكزته بكتفه : مصعبتش عليك ...... بدل ما تحميها بتعيشها برعب ..... بدل ما تديها الحب بتكرها بنفسها وبالدنيا كلها ؟؟؟؟؟ لو عملت بنفسها حاجة كنت هتسامح نفسك ... كان أحمد نظره مثبت بالأرض امسكته من ياقته وهزته : بص ليا .... انهمرت دموعها وأشارت إلى نفسها: انت عارف انا قولتلها ايه؟؟؟؟ قولتلها انتي متنفعيش لأحمد ... متحاوليش انك تخربي حياته لانه يستاهل ست البنات كلهم .... انا جلدتها بكلامي عشانك انت ..... عشان اخويا اللي عمري ما تخيلت يخوني 

وجهت نظرها لمراد بأسف وهزت رأسها يمينا ويسارا واقتربت منه بهدوء مريب وما ان أصبحت أمامه ونظرت لعيونه العاشقه التي تتوسلها ان تهدأ حتى أخذت تضربه على صدره بكفيها الصغيرين وهي تصرخ به : حوووور يا مراد حوووور مش دي اللي كانت بتساعدك عشان نتجوز..... مش دي اللي بتقول انها اختك الصغيرة اللي ربنا مرزقكاش فيها ..... مش دي عوضك عن اخوك ....... ده هو ردك .... انك تعمل فيها كده .... انت متتخيلش كانت عامله ازاي وعيطت قد ايه ......حور حست انها زي الشيطان اللي مبيعملش الا الشر وملهاش مكان بينا ...... 

امسك مراد يدي فاتن بحنان وقربها اليه واحتضنها بعشق حاولت في البداية التملص من بين يديه الا انه شدد من احتضانها ودفن وجهه بعنقها كانت أنفاسه كالنبيذ المسكر بالنسبة لها ويديه التي تسير بحنان على ظهرها ك المسكن وكلماته الرقيقة التي يلقيها على مسامعها و ملمس وجنته الملتحيه تلامس وجنتها جعلها تهدأ تماما ليحل محل الغضب والتوتر والانفعال سكون وهدوء 

وضع جبينه على جبينها مما جعل انفاسهما تتخالط ونظر لعيونها الباكية وقبل عينيها واحتضنها ثانية وسار بها واجلسها على طرف السرير وجلس بجانبها وهو ما زال محتضنا اياها .... مسح دموعها برقة بالغة ورسم على وجهه ابتسامة وقال : اوعدك ان زي ما كنت السبب بدموعها اكون سبب فرحتها بس دموعك دي مش عاوز اشوفها تاني ... قبل وجنتها وقال : دموعك غاليين عليا أوي يا فاتنتي 

.......

في مصر وتحديدا مطار القاهرة وصلت حور وكان محمد و رانيا بانتظارها 

رمت نفسها بحضن والدتها التي استقبلتها بسعادة عارمة فهي اشتاقت لصغيرتها كثيرا 

حاولت حور التماسك قدر ما استطاعت فلا أحد يعلم سبب عودتها الحقيقي ومدى ألمها وهي لا تريد شفقة من أحد ووالدتها بالتحديد تحب احمد حبا شديدا فهو ابنها الذي لم تلده كان دائما بارا بها وسندا لها وقت ضعفها وحاجتها لكتف تستند عليه 


سلمت على محمد واخذوها وعادوا للقصر ببهجة وسعادة لعودتها وحديثهم عن كم كانت هذه المفاجأة سارة لهم 

جلست معهم بعض الوقت وبعدها صعدت لغرفتها بحجة انها متعبة من السفر 

وما ان اختلت بنفسها حتى ارتمت على سريرها واجهشت بالبكاء على حالها والمها وكسرة قلبها 


.........


مر ثلاث ايام  على ابطالنا تعافى أحمد من جراحه الطفيفة ولم يتبق الا جرح قلبه العميق فهو لم يتصور أبدا أن ما خطط له حدث عكسه وها هي بعيدة عنه .... حاول الاتصال بها كثيرا ولكن هاتفها مغلق وعندما يكلم رانيا حور لا تحادثه  ويبدو انها تجد الحجج لعدم كلامها ولم تخبر والدتها بأي شيء مما حدث معها وعن مدى جرحها 

شعر بالذنب الكبير لما جعل محبوبته تقاسيه من ألم 


وما يزيد من المه هو قرار فاتن الحاسم انه لن يسافر معهم لمصر ف حور تحتاج وقت لتلملم شتاتها 


مراد يحاول أن يعوض رانيا عما بدر منه ويغدق عليها بالحب لم يتركها لحظة واحده 

ها هو يسعى لسد الفجوة التي حدثت بينهم دون قصد 

هذه اول مرة يشعر ان فاتنته برغم قربها بعيدة عنه  


..........

استيقظت صباحا بنشاط جديد فهذا يوم جديد من حياة ستبدأها دون ضغوط ودون تدخلات ستبني نفسها بنفسها ستكون حور مختلفة 

أخذت حماما منعشا وارتدت ملابسها ونزلت الدرج بحيوية لتجد والدتها تجلس تطالع إحدى المجلات قبلتها وجلست بجانبها وهي تسحب المجلة من يدها : ايه يا ست ماما انا شايفه ان المجلات دي وخداكي مني 

رانيا وهي تلف يدها حول حور لتحضنها وتقربها منها : ايه يا بكاشة ده انتي اللي النوم واخدك مني وكل ما اكلمك تقولي عاوزة انام ... هو انتي مكونتيش بتنامي 

حور : ياااااه يا ماما انا سريري واوضتي كانوا واحشني أوي أوي وما صدقت ارجع وانام بالراحة دي ......بس خلاص قفلنا عالنوم وجه وقت الشوبينج يا جميل ....

رانيا وهي ترفع حاجبها: وقت ايه يا حبيبتي 

حور وهي تتدلع على والدتها وتمسك بوجنتها برقة الشوبينج يا رنوشتي يلا ايدك عالمعلوم 

ضحكت رانيا على اسلوب ابنتها الذي اشتاقته كثيرا وقالت بدهاء  : اديكي ليه هو انتي مش في بحسابك فلوس 

حور بغرور : في و عاوزة اخد منك عندك مانع 

رانيا : اها و عاوزة كام يا ست حور 

ابتسمت ابتسامة واسعة وغمزت بعينها : انت اديني الكريديت كارد ومتشغليش بالك 

خضعت والدتها لها وخرجت حور لتشتري ما تريد من مقتنيات وملابس 


في منزل أحمد حان موعد انطلاق فاتن ومراد إلى المطار فودعوا فاطمه التي تعلق قلبها بالصغار جدا وهم كذلك لدرجة انهم بكوا كثيرا عندما احتضنوها ولم يرغبوا يتركها حتى ان الجميع بكى لبكائهم 


كان أحمد يقف وقلبه ملتاع فهو كان يطمح أن يسافر معهم في مثل هذا اليوم لخطبة حور ولكن كل آماله قد تحطمت كان يدعي الصلابة والتماسك وهو من الداخل محطم ومكسور وقلبه يؤلمه كما لم يؤلمه من قبل ولكنه لا يريد أن يكون انانيا يريد أن يمنحها فرصة لتقرر هي ما تريد كما أخبرته فاتن 

اقترب من فاتن يودعها وعيونه تلمع بالدموع المتحجرة وبداخلها الف أسف وندم ورجاء 

اندست بحضنه بحنان وودعته وهي تعطيه امل بلقاء قريب 


عادت حور للقصر محملة بالكثير من الأكياس والعلب فهي قد أحضرت لها ملابس جديدة وهدايا ل زين و زينة واحضرت معها مستلزمات الاحتفال الذي تخطط له لعودة أختها فهي كانت السبب بفساد اجازتها  وتريد تعويضها بهذه الحفلة البسيطة لاستقبالهم 

اشرفت على تجهيزات تزيين القصر بالكامل ومن ثم ذهبت لتستعد وفعلت  والدتها بالمثل اما محمد فذهب لاستقبالهم من المطار

ارتدت حور فستان اسود طويل ساتر لكافة جسدها و زينت وجهها بالقليل من مستحضرات التجميل فهي جميلة بطبيعتها ولا تحتاج للكثير منه 

وما ان وصل محمد القصر بصحبتهم حتى تفاجأوا 

بالعائلة والاصدقاء بانتظارهم والقصر مزين


حتى نلتقي 

 التاسع 

بسم الله الرحمن الرحيم 


وما الاشتياق الا نار تأكل الفؤاد وتذيب القلوب 

اشتاقها حد الموت اشتاق تمردها وعنفوانها  

أخبروها انني عاشق لها بكل صفاتها وكل حالاتها 

اخبروها انني اهوى هفواتها واخطائها قبل أن اهوى استقامتها وطاعتها 

تعالي يا حبيبتي تعالي يا صغيرتي 

أعطني املأ أعطني حبا واعطني وعدا 

لأعطيك قلبا وروح وحياة

........

هل تشعرون بقلبي وألمي  

ايامي تسير ببطء شديد 

ولكنها ستمضي نعم ستمضي 

كما انا سأمضي قدما سابتعد كل البعد 

عن كل ما يؤلم وكل ما يجرح 

فانا قوية .. قوية بكبريائي 

قوية بعنادي.... قوية بشخصي 

قوية بكوني امرأة مستقلة 

_______


مضى أكثر من ثلاث شهور كانت أشهر تدمي القلوب ل احمد وحور فكلاهما كالمدمنين يعانون اعراض الانسحاب والتعافي ولكنهما لا يعلمان ان العشق داء ليس له دواء سوا اجتماع الاحبة وتلاقي القلوب 


اصبح أحمد جسد بلا روح رجل عملي بلا قلب نحى قلبه وأغلق عليه بالمفتاح فليس لأحد الاقتراب من أملاك الآخرين وقلبه بكل ما فيه هو ملك لها هي فقط

 

اما حور فجرحها ما زال في لياليها ينزف كما المطعون بخنجر ثلم مع كل حركة بسيطة يزيد وجعه 


اما أمام الجميع فهي تتمالك نفسها لأبعد الحدود قوية ذات شخصية مستقلة أصبحت تعمل بالشركة مع مراد شديدة صارمة بعملها اما لباسها فكان ساترا ولكنها لم ترتدي حجابها بعد حاولت أن ترتديه كثيرا ولكنها شعرت بالنفاق مع الله وهذا أمر مرفوض تماما تريد أن تعود بقلبها قبل جسدها تريد أن يكون عندها ايمان ويقين بكل خطوة تخطوها 


أحمد وهو يغلق حقيبته : يا مااااماااا انا خلصت انتي جاهزة 

فاطمة وهي تدخل الغرفة : يا ابني انا جاهزة من بدري مالك انت متصربع كده لسا بدري على موعد الطيارة 


أحمد بتذمر  : يووووو النهاردة الوقت مش بيمشي خالص 


جلست على الأريكة وقالت : لا بالعكس ده انا حاسه النهار مشي بسرعة وكنت مش ملاحقة شغل وتحضيرات وابتسمت لتكمل وكنت بدعي واقول يا رب النهار يطول شوية عشان الحق اخلص كل حاجة 


التفت لها أحمد وفتح عينيه بتعجب ومن ثم اقترب منها واضعا أذنه بجانب فمها قوليلي يا حجة كنتي بتدعي ايه ؟ 


لم تتمالك نفسها وأخذت تضحك على شكل ابنها فهو متوتر ومشتاق لسفره لرؤية حوريته ولكنها أرادت ترطيب الجو العام فهي لا تريده ان يبقى على حاله هذا تريد أن ترى بسمته التي اشتاقتها ومزاحه الذي اعتادت عليه 


ساعات قليلة ووصلوا مصر الحبيبة نزل سلم الطائرة بتأن كأنه يرسم كل خطوة سيمشيها كان كل تفكيره كيف سيقابلها وما هي رد فعلها ؟؟؟ 

اما زالت تحبه ؟؟ أم أنها وجدت حب جديد في حياتها الجديدة 


آخذ سيارة أجرة واتجه لمنزله وبعد بعض الوقت بدل ثيابه وخرج متوجها لشركة مراد ولكنه قبل ذلك اوصل والدته للقصر لترى رانيا 


دخل الشركة وصعد للطابق العلوي ليتبادر لذهنه صوت كصوت البلابل صوت كزقزقة العصافير صوت كهديل الحمام


 انه صوتها أغمض عينيه ليطرب على صوت ناي يعزف

 بقلبه 

شعر بدقات قلبه تتراقص وان قلبه سيقفز من صدره .... فتح عينيه ببطء شديد وهو يستدير باتجاه الصوت ليرى ملاكه...حوريته....

انها هي بكل تفاصيلها بجمالها الرباني وصوتها الرنان وحركاتها العفوية وابتسامتها الرائعة 


وقف كالاصنام ليس قادرا على الحراك ولا النطق  ... ود لو يأخذها بأحضانه ويتلمس وجنتيها الرقيقة .... ليسرقها من هذا العالم لعالم خاص بهم يكون هما فقط من فيه ليعترف لها بعشقه المتيم بها 


كانت على مكتبها تراجع إحدى الملفات وتتحدث مع إحدى الموظفات أمامها..... فجأة تخلل عطره المميز اعماق عقلها وقلبها

 أغمضت عينيها واستنشقته وفتحت عينيها لتحرك رأسها ببطء شديد عن أوراقها لتراه أمامها

 يقف كالجبل الشامخ بكل صفاته فهو رجل قوي له هيبة و شخصية جذابه

 ملامحه جميلة بشكل رجولي......... امتلأت عينيها بالدمع حتى تشوشت صورته ... أخذت تمسح بظهر يدها دموعها التي خانتها من اول لحظة لرؤياه.... وهي من ظنت أن قلبها قد أصبح طوع بنانها 


رآها .... ورأى الحنين بعينيها .... رأى الاشتياق الذي أرق مضجعه ليال كثيرة .... رأى حبا كان غائبا خلف عتمة الليل ..... رأى حوريته جميلة محبوبته معشوقته .... ورأى دموعها حتى قطعت نصال قلبه 

اتبكي يا صغيرتي؟؟؟؟ 


خطوات قليلة لا يعلم كيف خطاها حتى أصبح يقف أمامها كانت لحظة لقاء طال انتظارها من كليهما 


انفصلا عمن حولهما لا يدركان زمان ولا مكان 


نظرات كانت بالف كلمة والف معنى ....

 قالوا للعتاب انتظر لنبث حبنا وشوقنا وحنيننا اولا .... 


طال اللقاء وطالت النظرات وكثرت العبرات حتى علت صوت شهقاتها لتخترق قلبه

 أغمض عينيه بعنف واستدار ليصبح ظهره باتجاهها فهو ان بقي كما كان لانتشلها بين احضانه وما استطاع أحد تخليصها منه 

جلى صوته وقال بصوت أجش: متعيطيش يا حور انا هنا ....... 

مشت خطوات بوهن لتقف أمامه ونظرت لعيونه بعتب وقلبها يشتعل نار وقالت : انت فين ... ها ... انت هنا ليه وازاي ؟؟؟

 

لكزته بطرف أصابعها على صدره العريض وصرخت به جيييت ليييييه ؟؟؟ 

بلحظة كان ممسكا يدها يحاول أن يسيطر على نفسه وعلى غضبها ...... وزع نظره لكل ركن بالمكتب الا عليها وقال : اهدي يا حور بلاش اتهور 

ضحكت باستفزاز: يااااا تتهور؟؟؟ يا راجل هو انت فاكر انك ليك سلطة عليا ولا انا حور بتاعت زمان اللي هتسيبك تتحكم فيها؟؟؟؟ 

كلماتها نعم انها  هي لم تتغير ولو رسمت الف قناع على وجهها سيظهر وجهها الحقيقي أمامه 

طفلته المدللة تلك المغرورة المتكبرة 


ابتسم لها وترك يدها .......وضع يده بجيبه ليخرج علبة قطيفة حمراء اللون ليركع أمامها ويفتح العلبة الصغيرة ليظهر خاتم جميلا مزين بحبة لؤلؤ صغيرة ويقول بهمس: حور تتحوزيني ؟؟؟؟....

 نظرت له كالبلهاء فيكمل بتهديد ووعيد: لو موافقتيش حالا انا هرجع على اول طيارة .. لم يكمل كلماته ليجدها ترمي نفسها بحضنه تتشبث به كطفلة صغيرة قد وجدت ضالتها ....


 ليعلوا صوت التصفيق حولهم ..... شعر هو بالحرج فحاول فصل العناق ولكنها رفضت رفضا قاطعا

 وزادت من تمسكها به كأنها خائفة ان افلتته ان يضيع من أمامها..... ان يكون حلما من أحلامها التي في لحظة تتبخر من أمامها.... ان يكون خيالا جميلا  وليس واقعا ....


خرج مراد على صوت الموظفين والتصفيق المستمر والضحكات حتى أن هنالك البعض منهم قد أطلق الصافرات 


ليتفاجأ أمامه بحور الغارقة بحضن أحمد تدفن رأسها بحنايا صدره وتلف يديها حول عنقه حتى كادت تخنقه


 أشار لأحمد ان يدخلوا للمكتب ... لف أحمد يديه حول خصرها ليرفعها عن الأرض وسار بها لمكتب مراد الذي أشار للموظفين للعودة لعملهم وأغلق المكتب سريعا 

نظر لهم وجدهم كما كانوا بل ان احمد دفن رأسه برقبتها يستنشق عبيرها ويشدد من احتضانها 

شعر أحمد بضعفه الشديد بقربها فسحب يديه على مهل ورفع رأسه لينظر لمراد كأنه يستجديه ان ينفذه 


اقترب مراد وأمسك يد حور ليفكها عن رقبة أحمد ويسحبها للخلف ليصبح حاجز بينهما 

كان أحمد بموقف لا يحسد عليه أنفاسه المتهدجة تعلو وتعلو ودقات قلبه كأنها بسباق اما جسده فشعر ان قواه قد خارت وأصبح لا يتحكم به ....

 نظر لها ليراها مسلطة انظارها عليه بعيونها الحمراء ... تتأمله  هل حقا انت هنا .... هل كنت بأحضاني.... هل ما حصل الآن حقيقة أم وهم 

استدار مراد وهو ما زال ممسكا يدها ليتناول هاتفه ومفاتيحه ويتجه للخارج وهو يقول : حمدلله على سلامتك يا ابو حميد .... 

ثم نظر له وقال معادنا الساعة ٨ تجيب الحجه وتيجي تشرفنا غير كده ماعندناش بنات للجواز 

نهى كلماته وخرج وهي تائهة تنظر لأحمد حتى غاب من أمامها 


دلف أحمد مسرعا لحمام المكتب ووضع رأسه تحت صنبور الماء البارد حتى استطاع أن يسيطر على نفسه وأفكاره 

وبعدها جلس على الأريكة تارة يبتسم ويضحك وتارة يبكي .... غير مصدق ما حدث 

كان مرعوب من رد فعلها ونفورها ورفضها ..... ولكنها كالمعتاد تفاجئ الجميع بتميزها بكل تصرفاتها 

فهو لم يظن او يخطر على باله للحظة واحدة انها ستوافق بهذه السرعة بل انها ستحتضنه بهذا الشكل 

لم يعتقد أن حبها كبير واشتياقها أكبر ولكنها كالعادة خالفت كل التوقعات 

في المساء حضر أحمد ومعه باقة ورد وعلبة شوكولاته من النوع الذي تحبه حوريته وحضر الي القصر وكان معه والدته و حسام صديقهم


                   الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>