رواية حتى نلتقى الفصل الخامس5بقلم رغدة


 رواية حتى نلتقي 

بقلمي رغدة 

البارت الخامس 

بسم الله الرحمن الرحيم 


كانت حور ممدة على سريرها تنظر للخواء لا تعلم ماذا تفعل او 


تقول سمعت طرقا على الباب فأذنت بالدخول 

دخلت فاتن وعلى وجهها ابتسامة جميلة واقتربت من حور وقبلت جبينها 

عامله ايه يا حبيبتي.... اجابت حور وهي تعدل من جلستها : الحمدلله 

فاتن: الصداع راح 

حور : ايوة متخافيش انا بقيت كويسه 

فاتن وهي تتذكر كلمات مراد ( حور مش صغيرة ويمكن هيا بتحب حد وعشان كده هربت . حاولي تفهمي منها ... فاتن بنفي  : مستحيل الكلام ده حور لو زي ما بتقول بتحب كنت هعرف .  اقترب مراد منها ممسكا إياها من كتفها  يا حبيبتي اولا حور مش زيك تانيا دي عايشه هنا بعيد عنك يعني مهما كنتي قريبة منها هتفضل تحس بالغربة وأنها وحدها وكمان يا حبيبة قلبي حور شخصيتها العنيدة ممكن تمنعها انها تصرح بالحب ده ) تنهدت فاتن وقالت بصوت حنون حور هو انتي مخبية عني حاجة؟ 

هزت  حور رأسها نفيا : لا هخبي ايه 

فاتن : طب قوليلي ليه هربتي عند سالي ؟؟؟

صمتت حور ولم تعرف بما تجيب فأكملت فاتن :مكلمتنيش ليه ؟؟؟قولتلها متقولش لحد عن مكانك ليه؟؟؟ انتي عارفة احنا دورنا عليكي بكل مكان ومفيش فايدة انا كنت هموت لو جرالك حاجة 

رمت حور نفسها بحضن فاتن : بعد الشر عنك متقوليش كده .. فاتن بلوم : يعني كلامي زعلك واللي انتي عملتيه مزعلنيش اياكي يا حور تكرري تصرفاتك دي مش عاجبك العيشة هنا عند أحمد يبقى تحضري نفسك عشان تسافري معانا نهاية الأسبوع اللي جاي ونخلي مراد او أحمد يتصرفوا ويجهزوا الأوراق بتاعت الجامعة... وذهبت فاتن دون أن تسمع رد حور على كلامها 


........

عند أحمد و مراد 

كرر مراد سؤاله على أحمد وهو يحثه على التصريح بما داخله : أحمد قولي انت بتحبها ؟ 

نظر أحمد لمراد وابتسامة حزينة كست ثغره وقال :بحبها .... سكت قليلا وقال : لو انت فاكر ان اللي جوايا بس حب تبقى غلطان ..... انا بعشقها  ... انا زي الغريق اللي لقي نفسه فجأة بوسط البحر لا عارف يسبح ولا عارف اتجاهات ولا عارف يفضل مكانه ... كل شوية الموج يضربه كأنه بيحاول يفوقني  من اللي انا فيه ...... كل شوية تصرفاتها وكلامها الجارح واهانتها بتغرقني جوا المية لحد ما وصلت القاع واكتشفت ان البحر اللي بتشوفه من برا مش زي البحر وانت بوسطه ولا زي البحر وانت غرقان جواه 

انا تعبت من حور ومن حبها ومن جفاها وكل حاجة بتعملها 

نظر أحمد لمراد بجمود وقال : اسمعني يا مراد كويس .......انا بحبها ايوة وكنت على طول بتمنى قربها وتفضل قدام عيوني وجنبي..... كنت بحلم باليوم اللي اعترف بحبها واتجوزها  .....لكن عمري ما عصيت ربنا ولا كنت خاين للأمانة ولا بصتلها بصة وحشة 


أغمض مراد عينيه قليلا وأبتسم ابتسامة عشق ونظر لأحمد فهو يذكره بأيام قد ولت وقال : طب و ديلوقت هنعمل ايه 

أحمد نعمل ايه ؟؟ اللي هو احنا يعني 

مراد وهو يقف ايوة احنا يلا قوم معايا 

أحمد: استنى يا مراد اقعد انت مش فاهم حاجه 

جلس مراد وعلى وجهه الاستغراب مش فاهم ايه 

أحمد بضيق وحزن : انا ايوة قولتلك اني بحبها ... لكن هي مش بتحبني لا دي بتكرهني ومش بتطيقني 

وانا مش ممكن افرض نفسي عليها 

ابتسم مراد لهذا الابله هل حقا هو لا يرى نظرات حور له وكيف تراقب كل تحركاته 


تنحنح مراد ثم اردف قائلا : اذا لو حبك من طرف واحد وهي مش بتحبك ومش عاوزاك يبقى متغلطش وتوقف الدنيا عندها انت مش صغير والعمر بيجري اتجوز يا احمد اتجوز وفرح والدتك وفرح نفسك بدل الأوهام اللي انت فيها دي


صدمة 

هل ما يسمعه حقيقة ؟؟؟ يتزوج ؟؟؟؟ يتزوج فتاة غير حور ؟؟؟ 

فكرة لم تزره حتى في خياله رغم معرفته بنفورها منه الا انه لم يفكر قط بالزواج من اخرى 

نظر لمراد بصدمة وإنكار من انت يا هذا وما الذي تهذي به هل جننت ألم تكن انت ذلك العاشق الذي قضى أكثر من سنة يجري خلف فاتنته يتمنى أن تكلمه فقط 


كان مراد يجلس بكل استرخاء يتمحص بملامح أحمد التي تتغير بين لحظة وأخرى واخيرا تحدث قائلا : ولما انت بتعشقها بالشكل ده مستني ايه؟؟ مقولتلهاش ليه؟؟؟؟ مش يمكن تلاقي الإجابة اللي انت بتدور عليها 

هز أحمد رأسه نافيا وقام من مكانه ليقول مراد يبقى خلاص اعمل زي ما قولتلك واتجوز 

...........

حل المساء على ابطالنا وكل منهم في عالم خاص به منهم السعيد بحياته وما اصبح عليه ومنهم الحزين على حبه الضائع ومنهم من يريد استعادة حياة قد تخلى عنها واهتمام اختفى وحنان افتقدته 


تجمع الجميع على مائدة الطعام ليتناولوا العشاء وسط صمت من الجميع ما عدا مزاح الأطفال وضحكاتهم مع حور التي كانت ابتسامتها لا تخرج من قلبها ابتسامة حزينة بائسة لا تصل لعيونها الجميلة 

تنحنح مراد وهو ينظر لأحمد ومن ثم ل فاطمه وقال بمرح : عندي ليكي خبر بمليون جنيه 

ابتسمت فاطمة وقالت : حلو؟ 

مراد : هو انا ييجي مني غير الحلو 

ضحك الجميع فأكمل: أحمد مكسوف يتكلم بس انا هقولكم هو قرر ايه

نظر أحمد له برجاء الا يتحدث ولكن مراد قد حسم أمره فقال : أحمد  قرر يتجوز 


قرار أطاح بعقلها    وقلبها    وضرب بكل مشاعرها


 احاسيس كثيرة شعرت بها اولها كان الخواء احست ان قلبها قد حفر بداخله حفرة كبيرة واشتعلت بالنيران لتطيح بكل معالمها 

تحولت ملامحها للحزن الشديد واقتنى وجهها بالاصفرار شعرت ان الأرض تدور بها وتتقاذفها امواج من خيبات الأمل نظرت حولها تتمنى أن يكمل مراد جملته ويضمها لقراره ولكن لا لقد اكتفى بما قال 


كانت عيونه تراقبها    شعر بتوهانها    نظراتها الممتلئة بالدموع كانت كالغزو على حصونه 

رأى فرصة قد تكون سبيل لتغيير مجرى حياة بأكملها 


قرر أن يكمل لعبة صديقه فقال : ايوة خلاص انا عاوز اكمل نص ديني ويا ريت يا ماما تحضري نفسك عشان ننزل مع مراد مصر وتشوفيلي عروسة 

اصل انا بحب البنت اللي هتجوزها تكون بنت بلد وفاهمه دينها وعاداتنا وتقاليدنا 


كان يتكلم وبكل كلمة ينظر لها بتحد واضح 


وقفت بوهن وغادرت لغرفتها دون أن تنطق بحرف واحد 

كان الجميع قد لاحظ ما بها لقد فضح عشقها الدفين كانت عيونها قد اعترفت وعبرت وصرخت وانكرت


 فهل منهم من سيفهم وينقذ قلبا من الانفطار ام ان السعادة ليس لها نصيب منها 

جلست على سريرها وامسكت هاتفها بأيد من جليد وخطت له رسالة لتبث له ما بها 

💔💔💔

من أنت حتى تلومني وأنت من لدمعي أهدرته..

من أنت حتى جعلتني فريستك بعد أن كنت لقلبك أسيره..

أصابتني سهام غدرك وتعاتبني على جرحا لقلبي قد أصبته..

ماذا تفعل كلماتك الواهية بعد دمي الذى أستبحته

ما كان بقلبك غير الخداع والكذب قد عشته..

تسألني من أنا.. أنا من  في هواك قد عذبته..

قدمت لي وهم رسمته لي باسم الهوى والشوك في دربي قد زرعته..

أيمليك قلبك هجري وبعدك عني وقلبي قد ملكته

أبإرادتك أهدرت غرامي وأماته..

كيف تتهمني بالغدر وأنت للخداع فى الغرام بفعلك وصفته..

ألك قلب تمزق.ألك قلب يشعر بأنيني وصمته

أنت من للعاشقين بفعلك للغرام قد وصمته..

تعالى أنتزع ذكرياتك. وحنيني فقلبي من ضلوعي قد أنتزعته...

لن أنظر لتوسلات ودموع كاذبة خادعة فقد مات قلبي بعد أن خدعته💔💔



وضعت رأسها على وسادتها وأغمضت عيونها تتمنى أن يكون ما تمر به مجرد حلم بل كابوس مرعب يسرق منها امنية تتمناها منذ سنين 

نعم هي تعشقه هو اول حب لها هو اول من مال القلب له 

عشقت عنفوانه وقسوته عشقت رجولته وغيرته عشقت خوفه وضعفه الذي لا يظهر الا لها 


ولكن يال غبائها أرادت أن تغيره على هواها ظنت ان بقولها له جاهل و معقد سيتحول لشاب روش وكول ليناسب تحولاتها 

لم تعلم أن هذه الصفات التي عشقتها هي النقيض لما تتمنى أن يصبح 

أرادت أن تظهر بشكل مناسب ومتحرر أمام أصدقائها فهل وصلت لما تريد 


هل كانوا هؤلاء الاصدقاء يستحقون ما فعلت لاجلهم ولأجل ان تكون فردا منهم 

أخذت تفكر بكلامه حول من تستحق ان تكون زوجته قال دين وعادات وتقاليد وهي فشلت


 بكل هذا أطلقت تنهيدة عميقة و تذكرت حجابها الذي تخلت عنه بكل سهولة وسهرها مع رجال تحت مسمى الاصدقاء 


وارتدائها لباس فاضح من يراها به لا يمكن أن يظن انها امرأة شرقية مسلمة نعم لقد تخلت عن هويتها لأجل ثلة منافقة


 لا يستهويهم الا الأمور السطحية  ... اما هو فهو انسان يعشق دينه وأصله ويفتخر به هو شخص يغار على معتقداته وحرمة 


عرضه وقد أوضح ذلك جيدا وهي لم تبالي وضربت بكل كلامه عرض الحائط 


جالس هو في وسط الصالة وعيونه مثبتة على باب غرفتها ينتظر خروجها المفزع 


وغزوها المخيف وردها العنيف ولكن خابت ظنونه لحد هذه اللحظه 

اقتربت زينة منه ومدت له هاتفه الذي كان بعيد عنه لينظر له فيلمح ان هنالك رسالة 

منها ليفتحها ويصدم ويفرح من كلماتها رغم ألمها الا انها كانت


 كالترياق يشفي قلبه الجريح المتألم


              الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>