الفصل الثالث والرابع
رواية ورطة قلبى
بقلم سارة فتحي
ولجت للمكتب،، لحظات من الأندهاش توسعت عينيها بأنبهار المكتب مربع واسع من
الطراز الكلاسيكى به بساط صغير كثيفة الوبر و به مكتبة بها عدد هائل من الكتب
المتنوعه ، أول مرة تدخل إليه همست لنفسها :
- بجد ذوقه عالى تحفففة
((أنت أيه اللى دخلك هنا ))
كانت تلك الجملة التى أردفها النعمانى ، مما جعل جسدها ينتفض رعباً ووجلاً أستدرت وطالعت هيئته فهو ذو وقار مرعب ومخيف تعلثمت فى الكلام :
-ااه ااه حضرتك هو اللى قالى ادخل أاابن حضرتك
عقد النعمانى حاجبيه متسائلاً :
- ابنى مين فيهم اللى سمحلك بالدخول هنا لؤى أكيد
جعدت ملامحها وحركت رأسها بنفى سريعاً :
-لا لا مش لؤى أبن حضرتك الكبير
نظر لها بعينيان قاتمة قائلاً بنبرة ذات مغزى :
- أقصدك جوزك يعنى ثم أكمل ضاحكاً وهو يرى أرتباكها الذى أتضح عليها أبنى الكبير أسمه ""يعقوب ""
بلعت لعابها وأحتضنت كتابها كحصن منيع تتمسك به هزت رأسها بالإيجاب بدون ان تنبس نبت شفة
فى هذه الأثناء ولج " يعقوب " يرتدى تيشرت أسود وبنطال أسود يظهر عضلاته السداسيه ، ورائحة عطره النفاذ :
- مساء الخير يا بابا ،، خير فى حاجه
نظر إليه وهز رأسه بهدوء :
-مساء النور ، لا شفت النور منور قولت أشوفك ، لقيتها هى هنا
"الحب بداخلنا لانشعر به إلا عندما نجد الحبيب فيصبح الهواء الذى نتنفسه بدون فجأءة"
تحاشى يعقوب النظر إلى عينيه رد عليه بتوتر :
- أه ، لقيتها متوتره وفى بكره أمتحان قولت أساعدها
هز النعمانى رأسه بتفهم وهو يتجه للخارج :
- تصبحوا على خير
بينما وقفت دالين تتطالع يعقوب من اعلاه لأدناه بأنبهار فهى أول مرة تتفحصه بدقه عينيه العسليه ، غمزاته أبتسامته الرجوليه هو ليس وسيم الوسامة المعروفة لكن به جاذبيه خاصه ، ضمت كتبها إليها وعلى وجهها أبتسامة هادئة شئ ما يتحرك بداخلها ولا تعلم ما هو
بينما هو تبادل النظرات معها بحاجب مرفوع وكأنها يسألها بنظراته إلى ماذا تنظرين ؟ ليحصل من تلميحات وقسمات وجهها على أجابته فهز رأسه يشير لها على الأريكه خلفها ثم تجاوزها وهى خلفه جلست بجانبه بهدوء فسحب الكتاب منها وبدء فى تصفح صفحاته
ثم سألها وهو يقلب صفحات الكتاب :
- هو انتوا يعنى والدك وانتى مالكمش اعداء مع حد او فى خلافات مع حد مثلاً
بلعت لعابها ثم طأطأت رأسها وأجابته بخفوت :
-لا خالص مفيش الكلام ده
هز رأسه متفهماً ثم سألها :
-أيه بظبط اللى مش فاهمه جزئية معينه ولا المنهج كله
أماءت برأسها عدة مرات متتاليه إيجاباً ثم قالت تؤكد كلامه :
-هو أنا عندى فكره بس المنهج كله بصراحة تقيل
لاحت أبتسامة سخرية جانبيه على ثغره ثم غمغم :
- المنهج كله وبعد كام ساعةالأمتحان كنتى مستنيه تذكرى فى لجنه ولا أيه ؟
غمغمت فى شجاعة بدت مألوفه منها :
-لا أنا مطلبتش أنك تشرحلى فحضرتك مش جايبنى هنا تتريق عليا شكرا أنا هقوم مش عايزه حاجه
رمقها بنظرات نارية يحذرها من النهوض ، بينما هى أبتلعت لعابها بتوتر هى لا تعلم لماذا تخشى نظراته ؟
فهى لا تهب أحد ، فأنكمشت فى نفسها وألتزمت الصمت
ثم بدء فى شرح بنبرة رجولية خشنه جزئية جزئية ، وهى تسجل فى كتابها كل ملحوظة وصوته يتغلغل بداخلها ، مر حوالى أكثر من ثلات ساعات هو يشرح لها بدون كلل او ملل بتعبيرات حازمه ،بينما هى تستقبل المعلومات بتركيز شديد لا تصدق أنها أستوعبت الماده فى تلك الساعات القليلة
أنتهى من الشرح يحرك رأسه يميناً ويساراً بتأوه خافت :
-فهمتى حاجه كده ولا أيه
هزت رأسها بأبتسامة واسعة ثم صفقت :
-هايل يادكتور ده أنت طلعت جامد أووووى ده انا هقفل المادة مفييش سمر ، ده طلع العيب فى لؤى انا بفهم عادى اهو
أرتسمت أبتسامة على طرف شفتيه وهو يراقب رد فعلها ولمعة عيونها فهى طفلة بجسد أنثى شديد الأنوثة
فنهض من مكانه يطالعها :
- ده أقل واجب تقفلى المادة يلا قومى نامى تصبحى على خير
**************************************
وقفت أمام المرآة بعد ما أرتدت فستانها باللون الزهرى
وجاكت من خامة الجينز ثم ألتقطت فراشاة الشعر من على طاولة تمشط خصلاتها الذهبية ورفعتها بدوس الشعر ، وقفت تقيم نفسها أمام المرآه فى رضا تام على مظهرها الجديد لكن سرعان ماغزت الدموع عينيها
ترى كيف حال والدها ؟ عضت على شفتيها بندم حقيقى
هل تبرأ منها بالفعل ؟ لم يجيب على أتصالاتها ، حتى أن لؤى حذرها من الذهاب إليه خوفاً على سلامتها فى الوقت الحالى ، كاتمة تنهيدة حسره تكاد تخرج من شفتيها ثم رفعت رأسها بكبرياء مزيف واتجهت خارج غرفتها ، نزلت الدرج مسرعه تحمل شنطة ذو أكتاف على ظهرها
بينما يعقوب يقف فى بهو الأستقبال يتحدث فى هاتفه ، رفع عينيه للدرج فساد الصمت للحظات ، يطيل التحديق بها فهى فكل حالتها فتنه ، لو كان للفتنه أسم فهى " دالين " بجملة واحدة من صوتها أربكت خلايا جسده:
- صباح الخير
أنهى مكالمته وهو يمرر حدقته فوق كل تفصيله بها بذهول كأنها حوريه سقطت من السماء ، أشاح بوجه عنها وغمغم بخفوت يستغفر لله ثم أجابها بأقتضاب :
-صباح النور
عبس جبينها من طريقته فهى تعلم أنها ثقل عليهم ،
تجاهلت رده الخشن وسارت بخطوات منزعجه للخارج
لكن اوقفتها جملته:
-ركزى وأنتى وبتحلى أنتى قولتى هتقفلى الماده واعتبرتوا وعد فأستدارت تنظر إليها نظرة متباينه بين الخضوع والتمرد :
- أنا موعدتكش بس هحاول على ماأقدر
أبتسم بسخرية حتى اختفت من أمامه كالظل
************************
خرجت دالين من بعد أن ادت أمتحانها تغمرها السعادة لم تصدق أنها أجابة على كل الأسئلة بسهولة و الفضل يعود إليه رعشة سارت بجسدها على ذكره ، نفضت هذه الأفكار عنها ثم بدءت تبحث بعينيها فى المكان عن صديقتها تتفحص وجوه الجميع من حولها تبحث عنه ، شقت البسمة وجهها عندما رأتها فتوجهت إليها فهى صديقتها المقربة لكنها عكسها فى كل شئ ملابسها المحتشمة وطريقة تفكيرها أقتربت منها فهتفت:
- عملتى أيه ؟! الامتحان أيه اخباره ؟!
أجابتها بسمة بأبتسامة هادئة : الحمدلله المهم نعدى المادة على خير ،، اتفضلى ياستى قولى أيه اللى مضايقك وقولتى اخر يوم
اخذت دالين شهيقاً ثم اخرجت زفيراً وبدءت تقص عليها ماسار معها فهبطت دموعها بالأخير :
-بس شوفتى اللى حصلى معايا
توسعت عين بسمة بذهول ثم قالت بعدم تصديق :
-أنت أزاى تعملى كده يا دالين أزاى تروحى معه البيت
اتجنتى ده مش تحرر ده أنحلال أزاى انتى تعملى كده
تنهدت تسألها بصوت مبحوح من البكاء :
- بس اه ممكن أكون غلطت ،، بس مش لدرجة بابا يرمينى كده ويسبنى
هزت رأسها بيأس ثم هتفت بخشونه :
أيه اللى وصل الدنيا لهنا مش تصرفتك اللى مش محسوبه
وكمان ياما قولتلك لبسك المظاهر الخارجى بيفرق بس ازاى تسمعى لحد غير دماغك
مش عارفه أيه اللى وصل لعمو عشان يعمل كده وده اكيد حاجه مش صغيرة عشان يتصرف كده ، أما بنسبة لاهل لؤى احمدى ربنا أنهم عملوا كده ، أما بنسبة لمعاملة أخوه أنتى تحمدى ربنا على كده بردوا ده أقل حاجه
أنكسرت عينيها بألم للحظات ثم كففت دموعها وهتفت بمجادلة :
- ماانتى أديك أهو ملتزم اكتر منى وصاحبتى عادى ومش شايفه أنى مش كويسه ، شوفتى من حاجه غلط
تنهدت بسمة تهدئها :
- أنا أعرفك من الثانويه وعشرتك وعارفه أد أيه انت نضيفه من جوه ، بس متنكريش انا ياما طلبت منك
أنك تغييرى وانتى رافضه وأديك شوفتى النتيجه
وخليك عارفه أن ديه قرصت ودن عشان ربنا يردك ليه
تانى ، أى حد ينصحك اعرفى أنه بيحبك ، ياريت ترجعى نفسك ، انا مش متصور ازاى روحتى البيت معاه
هزت رأسها بأبتسامة هادئة بنبرة تحمل الحزن فى طياتها :
أدعيلى ، أنا بابا وحشنى أوى أنا معرفش حاجه عنه
ثم هتفت هقوم أشوف لؤى وأروح عشان عليا متابعة
ذى الهربانين
************************************
فى شركة النعمانى بالأخص فى مكتب يعقوب طفحت حمم البركان داخله ، تأججت النيران فى صدره لكنه ألتزم الصمت معاها لا يعرف السبب يهمس بداخله
ماهذا الهراء؟!! من يمكن أن يكون ذلك الشخص؟
فكل المعلومات عنها تثبت حسن خلقها وليس لها علاقة بمجال عمله من قريب أو من بعيد من الذى يرسل الرسائل فهى حتماً المقصودة بضرر
ألتقط هاتفه يجرى أتصالاً ثم انتظر حتى سمع الأجابه
- أنت يا بنى ركز معايا كويس أنت متأكد من المعلومات اللى جبتها عنها
تنهد بضيق :
- ولما هو عيب ومش اول مره وواثق من معلوماتك أومال الرسايل اللى بتيجى ديه أيه ؟!
جز على أسنانه :
أول حاجه عملتها والرقم مش متسجل أسمع أنا عايز نهاية الموضوع إلا اشوف حد غيرك
ثم أغلق الهاتف وألقى به بعيداً وجملة الرسالة ترن بعقله
معلش حقك بردو البت مش أى حاجه لازم تبسط يومين قبل ما تعرف حقيقتها
*******************************
وقفت مع لؤى بأبتسامة واسعة تسأله عن أداءه فى الامتحان بينما لؤى عينيه متسمر على صديقتها فهو يراقبها منذ فترة من بعد لا يملك الجرأة على الأقتراب :
-لؤى عملت ايه فى الامتحان اكيد قفلت ذى كل ماده صح ، ده اقل شئ طبعاً
تنهد لؤى عندما وجدها ولجت خارج الحرم الجامعى ثم تجاهل ثرثرتها :
- بس كفايه حقد أنتى عملتى أيه ؟؟ سمر كورس بردو
تلاعبت بحاجبيها ثم أشارت لنفسها بفخر :
-أنا لأ طبعا أقل حاجه جيد جدا ده لو مش امتياز
انعقد مابين حاجبيه بعدم تصديق :
-ده أزاى ؟! اومال مين كان بيعيط أمبارح ؟!
قطبت حاجبيها وأجابته بتذمر طفولى :
-على فكره انا ماكنتش بعيط وكنت عارفه أنى هنزلها سمر كورس ثم استرسلت حديثها بأستيحاء بس أخوك شرحى أمبارح وفهمتها ده طلع شاطر اووى
توسعت عينيا لؤى بذهول ثم رفع حاجبيه متسائلا :
أخوك يعنى أيه الكلام ؟!
ده اخويا يعقوب أنا صح ؟!
أردف لؤى جملته مذهولاً فردت دالين تمزحه :
-ايوه ايوه هو الرجل المكشر اللى بيجى عندكم مالك يالؤى أيه كل الدهشه ديه ؟!
أتسعت أبتسامته بمكر :
-لا كده الموضوع أتطور خالص ابيه يعقوب يذكرلك ديه مش سهله خالص ، يعقوب ميعرفش فى حياته غير حاجتين الشغل و الشغل بردو
عارف يعقوب يا دالين
أنتبهت لحديثه بكل حواسها لكن قطع حديثهم دخول ياسر ، تحمحم بخفوت من خلف لؤى ثم تقدم يقف بينهم يلتهمها بنظراته لم يكف عن ملحقاتها وكل مرة ترفع فى وجهه رايات التجاهل رفع يده يربت على كتف لؤى :
-دالين لؤى أخبار الأمتحان أيه ياشباب مش هنخرج ذى كل مرة شايفكم قاعدين
رفعت أنظارها إلى لؤى ثم هزت رأسها بالنفى :
- لا أنا مش هينفع اخرج معكم المره ديه
لم تكد أن تنهى جملتها حتى أجابها ياسر مسرعاً : خلاص نفكس النهارده ونتقابل بكره عادى عشان خاطر عيون دالين
تشعب الغضب بجوف لؤى وكور يده بغضب فهو لم يحب يوماً علاقته بدالين ، حتى نظرات عيونه تلتهمها وهو حذرها كثير لكن لم تستجيب ، لكن الآن الوضع مختلف هى على ذمة أخيه حتى وأن كان هذا حل مؤقت لكن تظل تحت حكمهم ورعاياتهم :
-فى أيه يا ياسر قالتلك مش هينفع يعنى خلاص لا بكرة ولا بعده
ساد الصمت للحظات فخرج صوتها أخيرا :
-فعلا أنا مش هعرف أخرج الفتره ديه
انفجرت البراكين داخل انس لكنه تصنع البرود والهدوء :
-خلاص بلاها خروج احنا نعمل حاجه جديده الاجازه ديه هى اجازة نص السنه صغيره أحنا نتجمع كل مره عند حد من الشلة اهو أحسن بيقولوا فى فيروس جديد بينتشر وبكرة عندى والمره الجايه عندك ومفيش اعتراض يامعلم
********************************
فى المساء
ولج يعقوب لداخل فداعبت أنفه رأئحة طيبة من المطبخ
فتسلل لداخل فطالعها تقف فى المطبخ تتحرك مثل الفراشات مرر نظره عليها من رأسها لأخمص قدميه بنظرات مبهورزضحك داخله بتهكم أنقضى شهر واحد فقط على وجودها معهم لا يكاد ينفك من التفكير بها فهى شخصية غريبه
حاول كبح ابتسامته الواسعه عند رؤيتها حك ذقنه الشبه ناميه ثم أقترابه منها :
- أنت بتعملى أيه هنا
أبتسمت دالين وهى تضع أمامها صحن من الكيك : أتفضل ديه كيك شوكولا أنا بعملها حلوى أوى وعملتها
عشان انا حليت كويس وطبعا تعبتك معايا فتستاهل الكيك
تأمل ملامحها والبسمه على وجهها فمد يده يحسب الصحن إليه ثم بدء فى التذوق فى صمت وهو يسمع ثرثارتها
بينما هى تنظر إليه بملامح متوترة ومرتبكة تنتظر تعليقه
أنتهى من صحنه بكامل ثم نهض متوجهاً للخارج فوقفت أمامه بملامح عابسه عاقده حاجبيها متسائلة : مش حلوه ولا أيه؟!
هز يعقوب رأسه بنفى ليطمئنها :
-لا حلو اووى
ثم مد يده يمسك أحد خصلاتها الثائر بدون وعى منه هامساً أمام عينيها :
-بس أنتى أحلى بكتير
كانت الصدمة حليفتها تتطلعت ليده التى تتلاعب بخلصتها ثم رفعت عيناها إليه بأرتباك ودقات قلبها تصدح بعنف :
-شكرااااا
يعقوب بأبتسامة هادئة وبنفس ثباته :
-ديه مش مجامله ديه حقيقة
ترجعت للخلف وتوردت وجنتيها بالخجل ثم همست بخفوت مصحوب بأرتباك :
- هو أنا ممكن أطلب طلب لو سمحت
****************************
تصدق أنى غلطان عشان واقف معاك
كانت تلك الجملة التى صاح به ياسر منفعلاً
تنهد زميله بيأس ثم قال بحزم :
-يابنى حرم عليك أنت مفيش احساس كفايه لحد كده
أجابه ياسر بغيظ شديد :
-أنت مصمم تفكرنى وتخرجنى عن شعورى أنا أعمل كل ده وهو اللى يتجوزها ، أنا حاولت اقرب صدتنى ، نتصاحب رفضت ، قولتلها اتقدمت رسمى بردو لا ، فى الأخر تجوز الأنسان الألى ده
ظهرت علامة الأستياء على زميله :
انت بتلعب المره ديه مع يعقوب النعمانى والناس كلها عارفه كويس هو مين ، غير انت شايف ده حتى لؤى مش بتيجى معاه ولبسها اتغير ابعد وانساه احسن واحمد ربنا انك متكشفتش
تجاهل حديثه وهو يجز على شفتيها :
- تتغير متتغيرش مش هتنازل عنها بأى طريقه
تنهد زميله بثقل يلكزه فى كتفه بخفة :
- ياجدع أنا خايف عليك العيلة ديه مش سهله
--وأنا ياسر الغمرى مش أى حد انا فى المره ديه محضر خطه وأول خطوه أخدتها بس هى محتاجه شوية وقت
الفصل الرابع
التفاعل مش حلو ياجماعه....لو هيفضل كده شكراً
* ورطة قلبى *
توترت دالين وهى تراه يحاصرها بنظراته فأخذت نفساً مرتجفاً :
- أنا متعودة بخرج أخر يوم فى الامتحانات فمعرفتش النهارده ممكن اخرج بكره ..كمان عايزه اروح لبابا لازم أتكلم معاه
أشعلت فتيل غضبه لم يرد عليها بل كانت نظرته الحادة
كفيلة أن تلجمها ثم همس بنبرة مرعبة :
-تخرجى فين مع أصحابك ؟؟
قصدك الشباب صح ؟؟
حاولت التغلب على رعبها وترسم الجمود على ملامحها :
-اه ايه المشكلة ؟!! عاادى يعنى
قبل أن تكمل جملتها كان يجذب ذراعها بقوة :
- أيه هو اللى عادى ؟!!
أنتى مش بتحرمى أنا عارفه لو كنتى خارجتى من هنا أهلك كانوا عملوا فيك ايه ؟؟!
لا تعلم لما كلامه جرحها فهى اتعرضت لعديد من الأنتقادات ومضت عينيها بالدموع التى انسابت على وجنتيها :
-وأنت مالك أصلاً ؟!
إذا كان تفكيرك نفس تفكرهم مين قالك تغصب على نفسك تنقذنى كنت سبنى ..
رفع عينيه إليها بوجه حازم يهتف بلهجة مستنكرة :
-أولاً مالى لأنك بقيتى على أسمى ،، ذمتى
ثانيا أنتى غبية كل اللى وصلك من كلامى بس كده
أنتى مش حاسه أنك لازمك تغيير لأسلوب حياتك لبسك
طريقة تعاملك مع ناس يعنى أيه تروحى مع شاب البيت يعنى لو ماكنش بنى أدم متربى تخيلى أنتى ، أنتى بنت نضيفة بس لأسف الناس مش عارفه كده وده ليه ؟!
من طريقة لابسك وتعاملك مع الشباب
مش بيشوفكى غير بنت سهلة .. ومش هقولك تفكير الشباب فى البنت السهلة بقى
لازم تبقى عارفه أنا مش متشدد بس فى اساسيات الواحد مش بيتنازل عنها
بس أنتى كل حاجه فى حياتك غلط أنا مستغرب رد فعل والدك وهو سايب كل حاجه براحتك وفى الأخر بيعترض !!!
أرتعشت شفتيها بقوة بالأضافة لأرتعش جسدها وقالت بصوت مبحوح من البكاء :
- أنا ماما ماتت وهى بتولدنى وماكنش ليا حد وبابا رفض يتجوز عشانى ..عارض الدنيا كلها ..ماكنش بيرفضنى طلب ..كانت معاملتنا اتنين أصحاب مبنيه على الثقة
هو مش ذنبه ولا أنا ذنبى ،أنا عارفه الناس بتقول عليا
أيه بس مش يمكن أكون أحسن منهم
إكتوت قسوته مع تعالى شهقتها فهو لا يعلم لماذا يقسوا
عليها هى ورطة وبقائها مؤقت
بينما بداخله يحاول السيطرة على مشاعره ونبضات قلبه فهى أول أنثى تحرك مشاعره لكن تنحى صوت العقل جانباً للحظات فمد أنامله يمسح دموعها وهو يردد فى المقابل بحنو :
-خلاص بلاش عياط ..والدك بخير أنا اتطمنت عليه أما الخروج جهزى نفسك هبقى اخرجك أنا
تراجعت للخلف ثم تجمدت مكانها كأن ثلوج الدنى وضعت على اطرافها
*****************************
مر اليوم اسبوع بلا أحداث لا تذكر فهو يتجاهلها منذ أخر لقاء بل يتعمد عدم الأحتكاك بها
فى صباح يوم جديد خرجت من غرفتها تقودها خطواتها نحو البهو فوجدت لؤى يجلس على الأريكه
يمسك هاتفه يطالع صفحته على التواصل الأجتماعى
جلست بجواره بأهمال ثم هتفت بنزق :
- لؤى أيه الملل ده انا جبت أخرى
نظر إليها لؤى يتصنع البراءة :
- تعالى اقعدى ندردش مع بعض ، صحيح هى البنت اللى كنتى قاعدة معاها فى نفس فرقتنا ؟!
رفعت حاجبيها بريبة تضمر خلفهم المكر :
أيه ده ؟! قصدك مين ؟بسمة ؟!
فتنهد لؤى ثم أبتسم أبتسامة واسعة :
هى اسمها بسمة اسم على مسمى بسمة بجد
تعالت ضحكات دالين بعد ما سمعت جملته :
لؤى أنت وقعت ولا أيه ؟ بس انت وبسمة ازاى ؟
توترت ملامحه ثم حك مؤخرة رأسه وظهرت على شفتاها أبتسامة مجهولة المصدر :
- مش عارفه بس أنا بقالى فترة الصراحة مركز معاها بشوفها بتقعد معاكى انتى بس ومالهاش أصحاب كتير
غمزت بعينيها ثم هتفت بمكر :
تؤ تؤ ده أنت حالتك صعبه يا قلب أمك بتراقبها فى صمت ده حب ده ولا أيه
ساد الصمت للحظات ثم هز رأسه بالإيجاب :
هو الظاهر كده ..مش عارفه بس هى مش بتروح عن بالى
أنقضى أكثر من ثلاث ساعات وهم يثرثرون فى سعادة ومرح قطع جلستهم صوت الجرس إلى أن جاءت أحد العاملات همست بخفوت :
- فى مجموعة شباب يا لؤى بيه بيقول أصحابك ومعهم واحد أسمه ياسر قالى أبلغ حضرتك
قطب جبينه للحظات ثم غمغم حائراً :
-دخليهم الجنينه.. أنا جاى.. وشوفى يشربوا أيه ؟!
رماها لؤى بنظرات تحذيريه ليهز رأسه نافياً ويهمس بنبرة حازمة :
-أياك تفكرى أنك تتطلع معانا يعقوب يعلقنا كلنا والله
حركت رأسها بنفى وجهت أنظارها صوب الحديقة لتحمحم :
- لأ مش هقعد أنا هسلم بس ، ماهو أنا مش محبوسه هنا
فى أى يا لؤى
توسعت عيناه فى ذهول يرمقها بنظرات مندهشة :
- أنتى مش بتحرمى يا دالين عايزه تعملى أيه ؟
كفايه واطلعى فوق لحد ما يمشوا
سار نحو الحديقة ثم توقف فجاءة فوجدها خلفه تشنجت ملامحه هز رأسه بأستنكار يأس منها تفعل
ماتريد فهو حذرها ، خرج لؤى وهى خلفه ، ألقى لؤى
التحية على زملائه وقف معاهم
بينما أشتعلت الأجواء وسرقها الوقت معهم
تتضحك بشقاوة ومرحها المعتاد لم تدرك من يتربص بها كوقوع الغزل فريسة للصياد ووصل يعقوب كان أول من طالعه " ياسر" فأبتسم فاول اجزاء خطته ستم الأن
راقب أقترابه وتأكد من رؤيته لها ، فأقترب يمد يده
يعبث بأحد خصلاتها ليتعلل بكلمات كاذبه لكن بنبرة
صوت خافضة فمن يرى الصورة من بعيد يظن بها
السوء :
- أستنى ايه ده فى حاجه فى شعرك
قبل أن تتراجع للخلف كان يقبض على خصلات شعرها بيده توسعت عينيها بذهول وقبل أن تنطق بأى كلمة
باغتها يد فولاذية تقبض ع معصمها وأنامله تنغرس
بلحمها توسعت عينيها برعب من هيئته سحبها خلفه
ولم يعبأ بتعثرها خلفه على الدرج حتى وصل إلى غرفتها دفع الباب برجليه بعنف ثم ولج لداخل فدفعها بحدة من يده فأرتمت على الفراش تتأوه :
-والله معرفش هو كان بيقول فى حاجه فى شعرى
أنا معرفش أنه هيمد أيده
أحمر وجهه غضباً حتى برزت عروقه فى رقبته قائلاً :
-أخرسى ...أخرسى
أنت اصلاً أيه اللى طلعك بره معاهم العيب مش عليكى العيب عليا أنا عشان سمحت بواحده ذيك أنها تبقى على أسمى وذمتى ، ده غير لبسك يا هانم
أخذت الدموع مجراها على وجنتيها بعد أهانته المقصودة :
- واحدة ذى أنا مالى ، ذى يعنى أيه ؟ أنت شايفنى وحشه ليه أنتى متعرفنيش اصلاً
وقف أمامها بطلته بوجه خالى من التعبير :
- أنا أصلاً مش عايز أعرفك كفايه اللى ظاهر قدامى
ثم وولج للخارج وتركها تنحب من البكاء
*********************************
**طب كفايه عياط أنا مش فاهمه حاجه منك **
كانت تلك الجملة أردفتها صديقتها بسمة وهى تجلس
بجوارها على الفراش تربت على رجليه
تغمض عيناها بحزن وهى تتذكر كلماته ليلة أمس:-حاولت تجميع جملة مفيدة وسردت عليها ماسار
هزت بسمة رأسها بأسف :
- ليه ؟! دالين أنتى محرمتيش
عمره ما يتجرأ على حاجه ذى كده غير لو أنتى اللى مديه فرصه لكده ، كمان الرجل عنده لبسك مشكلة
وهو كرجل مش هيقبله
ده غير أصلاً اللى ربنا أمرنا مش كده
(( لا تبرجن تبرج الجاهلية ))
أنت على طول حتى نفسك فى دايرة الشك ولازم عايز يعرفك يبقى معشرك ليه عشان يتأكد من أخلاق . رجعى نفسك يادالين وكفايه عياط وياريت المره ديه بجد
عضت على شفتيها بألم ثم همست بحزن :
بس يا بسمة كلامه وجعنى أووى
رفعت بصرها إليها متسائلة بمكر :
أنتى حبيتيه ولا أيه يا دالين ؟ اصلى دالين اللى اعرفها مش بيهمها رأى حد
مسحت دموعها بظهر كفيها تغمغم بأرتباك :
أيه الكلام الأهبل حب أيه بس ده يلا عشان تروحى وأسف انى جبتك المشوار ده
وقفت تودعها عند الباب فطالعها لؤى وفتوجهه إليها مسرعاً بأبتسامة واسعة دقات قلبه تصم أذنيه ثم هتف بترحاب:
- أهلاً وسهلاً .. أنا لؤى كنت شافتك قبل كده مع دالين فى الجامعه أنا زميل ليكم
طأطأت رأسها بخجل ثم همست بخفوت :
-أهلاً بحضرتك
فأبتسم ثم أشار إلى نفسه :
بقولك زميلك تقولى حضرتك
قبل أن يكمل جملته كان اختفت من أمامه
عقدت دالين يديها أمام صدرها ثم هتفت تشاكسه :
-كده بردو تخوف البت وتطفشها كده قال زميلك قال
تنحنح لؤى وهو يحك ذقنه ثم قال بمكر :
دالين الكيوت بتاعتنا اللى هتقف جنب أخوها
******************************
مرت عدة أيام يتجاهلها ويتحاشها أما هى فكانت حبيسة غرفتها حتى قررت النزول إليه لتوضيح الأمور كان " يعقوب " فى مكتبه يعمل بتركيز شديد منذ فترة فحرك عنقه يميناً و يساراً طالعها أمامه تقف عاقدة ذراعيها امام صدرها بثوبها جعلها كحورية ، ظل ساكناً يتطالع إليها بأنبهار يتحاشها يبتعد عنها فكلما رأها تزداد ضربات قلبه بعنف همسه بداخله
ما هذا الهراء؟! فكيف ذلك ؟! هى مختلفه عنه طريقتها
أسلوبها ،، فرق السن .. متمردة
لكنها يشعر بأنها مسئولة منه ولا يعلم سبب ذلك الشعور
كانت هذه الكلمات كفيلة بدب الرعب بداخله ففى النهاية الزواج لإنقاذ موقف وسوف ينتهى أرتسم الجمود على ملامحه :
-أنتى ازاى تتدخلى هنا من غير أستئذان
جاهدت تخرج مرحها الذائقة لتخفى الحزن والمرارة من طريقته تعامله معاها فمعاملته لها التى تظهر فى قسوة كلامه ونظرته الأحتقاريه و أنها كارثة حلت فوق رؤوسهم يتعامل بأنها أساس المشكله لكنها تأبى الخضوع عكس ما بداخلها من قهر نتيجة لهجومه العنيف عليها :
- أنا دخلت عادى أنت اللى سرحان ، كان فى حد وعدنى أنها هيخرجنى فين بقى ؟!
هز رأسه بأستنكار ثم أعادة نظره مره أخرى للحاسوب
ليكمل عمله يحدثها وهى يضغط على أزارر حاسوبه :
-اه قولت بس مش فاضى عندى شغل مهم
تقدمت منه بخطوات بطيئة تقف بجوار مكتبه تنظر
لشاشة الحاسوب ثم ترفع عينياها له فزمت شفتيها
بضيق :
-ماهو الحياه مش كلها شغل محتاح تفصل
شويه تغير مود أنت مسمعتش حليم بيقولك
جد ولعب وحب فين بقى
رد عليها بتهكم :
- وانتى حياتك كلها لعب فى لعب ومفيش حاجه مفيده
تلألأت الدموع بعينيها وهتفت بصوت متحشرج :
أنا فعلاً غلطت عشان أقعدت معاهم ، وكمان غلطت عشان جتلك هنا عشان تهزئنى
فتوجهت صوب الباب نهض مسرعاً يجذبها من معصمها
فأرتطمت بصدره العريض حوط خصرها بيده وأنهزم عقله للمرة الثانية ثم قال :
- أيوه غلطتى عشان قعدتى معهم ، وغلطتى عشان جيتى هنا
رفع يده يحوط عنقها يطبق على شفتيها بنعومة شديدة
يلتهمها بأشتياق حاول منع نفسه لكنه لم يقدر
