أخر الاخبار

رواية اسقطت مغرورا الفصل السادس


رواية اسقطت مغرورا

الفصل  السادس

بقلم قسمةالشبيني


فتح فارس عينيه بتثاقل وهو يشعر بثقل فوق صدره ، رفع رأسه قليلا ليجد أمنية تتوسد صدره بأريحية ، ابتسم 





لبراءة ملامحها المسترخية قبل أن يعيد رأسه للوسادة التى بدت قاسية بعض الشيء . نظر للأعلى ليرى السقف بعيدا ، تلفت حوله ليتذكر أنه افترش الأرض بجوار تلك العنيدة ، رفع ذراعه بتكاسل ليقرب كفه من وجهها ، أزاح خصلاتها عنه لتشعر بحركة أنامله فتتأفف بضيق وعبوس رسم ابتسامة فوق شفتيه . أعاد الكرة مناديا اسمها بصوت مبحوح : أمنية 

همهمت وهى تجذبه نحوها أكثر لتريح رأسها من جديد ، عاود التحدث بخفوت : أمنية اصحى 

رفعت رأسها واعادته لتضرب به صدره بتذمر  دون أن تستيقظ ليضحك بخفوت ويقول : هو حضنى حلو اوي كده !! أمنية انت ما صدقتى ولا إيه ؟؟

تخللت أنامله خصلات شعرها وعادت لوجهها لتفتح عينيها اخيرا ، رمشت عدة مرات تتأكد من رؤيته قبل أن تبتعد بغتة ليمنعها ذراعه وهو يقول : إيه بس ما كنا كويسين !! 

دفعته لتتحرر من ذراعه بحرج : معلش ماخدتش بالى ..انت ايه جابك هنا ؟؟





تساءلت لتغير الموضوع وتعفى نفسها من الحرج ليعتدل جالسا بتأوه مسموع : اااه يا ضهرى .. كسرتى عضمى منك لله 

اتسعت عينيها دهشة : اناااا !!!

مسح وجهه بكفيه قبل أن يقترب منها مشاغبا : اه انت .. طول الليل نايمة على صدرى وكل ما ابعدك ترجعى تانى ..ما صدقتى ولا إيه !!

شهقت بصدمة : انااا !!! 

ليومأ مؤكدا : ايوه انت وعمالة تعملى حركات كده مش تمام 

عادت تشهق وتتسع عينيها : اناااا !!! 

ليعود مؤكدا : ايوه انت نسيتى ولا إيه !!

هبت واقفة : انا ماعملتش حاجة من اللى انت بتقوله ده ..انت بتضحك عليا 

أشارت نحو صدره : انت اللى جيت وقلت لى عاوز انام جمبك .

اقترب حتى لمس صدره إصبعها : اه جيت .. إيه يعنى لما احب انام جمب مراتى !! 

عادت للخلف بتوتر ، إنه يبدو مختلفا بشدة ..ما الذى حدث معه منذ الأمس ..لتتذكر اختفائه طيلة اليوم بالأمس وتعود لها شراستها التى عهدها وهى تتخصر وتقول : اه شكلك كده عاوز تغطى على عملة امبارح .

قطب جبينه بتساؤل : عملة !! عملة إيه !!

اقتربت لتهاجمه : عملة إيه !!! غطست طول اليوم امبارح فين !! مافكرتش لو حد جه كان هيبقى شكلى إيه !! ما فكرتش وانت سايبنى كده إن ممكن احتاج حاجة !! أو يجرى لى حاجة !! 

ظل متجهم الوجه يستمع لها حتى انتهت من هجومها عليه وبدلا من رد الهجوم كما إعتادت منه أمسك كفها القريب منه ليجذبها نحوه بقوة اجفلتها ، نظر لها نظرة لم ترها بعينيه من قبل ليهمس بخفوت : انا اسف .. غلطت انى سبت البيت .. فكرت بعدى عنك هيريحنى 






دارت عينيه تلتقط ردود فعلها وهو يتابع : انت احتلتينى مش عارف اهرب منك ..

هز رأسه بشرود : لا .. انا مش عاوز اهرب منك .. 

رمشت عدة مرات لا تصدق كل ما يحدث منذ فتحت عينيها ، ألا زالت تحلم !!! 

هذا هو فارس الذى كانت تراه بأحلامها ...

خفف قبضته عن ذراعها. ليحيطها بذراعيه ويشعر بدفء ضمتها للمرة الأولى .. لم ترفض ولم يتجاوز .. لحظات نعم فيها بقربها قبل أن يزيح ذراعيه مرغما عنها .

ابتعدت بحرج لتحمل إناءها الزجاجى وتتجه للخارج ويقف هو لحظات قبل أن يتبعها .. وضعت الإناء فوق طاولة المطبخ لتتجه للمرحاض ..دخل المطبخ ليرفع الغطاء ويقرب كفه من فريسة التى تخفت منه بين الوريقات الصناعية ليمسك بها ناظرا لها بحقد : بقى انت يا سحلية تتباسى وتتحضنى وانا اكلم نفسي . ماشى أما اشوف اخرتها معاكى انت وأمنية .

ظلت السحلية تخرج لسانها برتابة ليزفر بضيق : كمان بتطلعى لى لسانك !!

حملها واتجه للخارج بصمت لتخرج أمنية بعد دقائق متجهة إلى المطبخ لتجد الإناء خاو من فريسة فتعدو للخارج ،وجدته يجلس وفريسة تتسلق ذراعه فى خمول لتتجه نحوه فورا وتمسك بها : ماتخرجهاش ممكن تهرب منك وكمان الجو برد خليها تحت اللمبة علشان تدفى .

نظر لها وهز رأسه بأسف لتقول بنفس اللهجة : قوم اغسل ايدك وخلى بالك إنها من ذوات الدم البارد يعنى البرد ده وحش عليها .






نهض متجها للمرحاض : لا ما هو واضح إنها من ذوات الدم البارد .

اعادتها للاناء ووضعت لها طعامها لتقربها من المصباح وتتركها بأمان قبل أن تغسل يديها وتبدأ إعداد الفطور ، خرج فارس من المرحاض لتناديه : فارس تعالى انقل معايا الاكل على السفرة .

نظر لها بتعجب : انقل الأكل !!!

استندت للطاولة : وفيها إيه يعنى !! مش هتاكل منه ؟ 

اقترب يحمل طبقين مستسلما : ولا مش هاكل عادى ممكن اساعدك .

تناولا الطعام بصمت وهى تتمنى أن تعلم أين قضى كل وقته بالأمس ويأبى كبريائها أن تسأله بينما تساءل مراقبا وجهها بدقة : أمنية انت خرجتى امبارح ؟ 

نظرت له بحدة يراها مبالغا فيها : أخرج وانا عروسة !!!

تسأل بحنق : انا مش عارف إيه حكاية عروسة اللى انت ماسكاها دى ؟ مع انى مش حاسس بكدة خالص 

شهقت كمن تلقت صفعة قوية : مش حاسس !! 

نهضت عن الطاولة وبدأت تفرغ مكنونات صدرها : وتحس بيا ازاى انى عروسة وانا كنت ومازلت اخر اهتماماتك !! تحس ازاى بيا انى عروسة وانت حارق دمى ليل نهار !!






وتركته دون أن تمنحه فرصة ليتكلم لكنها اتجهت لغرفته وأغلقت الباب فورا بإحكام ..نظر فى أثرها بتعجب ، هو لا يرى سببا لهذا الانفعال .. 

راجع تصرفاته منذ يوم الزفاف .. تذكر كم مرة نظرت له بأعين دامعة دون أن يهتم .. كم مرة شعر بخيبة الأمل ترتسم فوق شفتيها دون أن يهتم ..

وكيف يهتم ؟؟

وكان اهتمامه كله منصبا على أن يسقط كبريائها .. أن يهزم سطوتها عليه .. ولم ينتبه أنها كانت تفعل كل هذا لتحظى بإهتمامه .

تركها تنعم ببعض الهدوء الذى تحتاج بالواقع للكثير منه ولأول مرة بحياته ينظف طاولة الطعام ثم يجلس في هدوء يعيد حساباته .

أخرجه من شروده طرقات مشاغبة ليتجه للباب فتح الباب ليقابله الكثير من الوجوه الضاحكة للكثير من الفتيات اللاتى هتفن بنفس اللحظة : صباح الخير يا عريس .

تهلل وجه فارس فزيارة صديقاتها أفضل ما قد يخرجها من حالتها تلك ويغير مزاجها للأفضل .

رحب بهن بشكل مغاير تماما لما رأينه منه ليلة الزفاف وأجلسهن بود قبل أن يستأذن ويتجه للداخل ، طرق الباب بخفوت : أمنية .. أمنية افتحى صحباتك هنا .

وفى لحظة فتحت الباب: إيه صحباتى !!! مين ؟؟

هز كتفيه : معرفش برة خمس بنات اللى كانوا معاكى فى الكوافير ومعاهم بنات تانية ماشوفتهمش قبل كده






نظرت له بغيظ : لا والله !! وانت بقا حفظتهم من مرة واحدة ؟؟

ابتسم واتكأ للجدار : انت بتغيرى !!

صدمها سؤاله الذى أصاب عين شعورها لتتجه للداخل فورا ، وقف يراقبها وهى تتحرك بسرعة ، أخرجت دراءا مميزا من القطن شديد النعومة ..وكم تمنى فى تلك اللحظة أن يتلمس ملمسه فوق بشرتها بينما نظرت له بحدة ليتقدم للداخل : اعمل ايه صحباتك برة وانت فى الاوضة ..اقولك هخرج اقعد مع صحباتك .

أسرعت تجذب ذراعه للداخل بحدة أسقطته فوق الفراش : تقعد مع صحباتى فين !!

نظر لها لترتبك : هغير فى الحمام .

عادت بعد دقائق لينظر لها بإعجاب .أخفت ابتسامتها لنظرته تلك ووقفت أمام المرآة تضع مساحيق التجميل وتصفف شعرها .

انتهت فى دقائق لتقف أمامه بتساؤل وقد غلبتها غريزة الانثى  : شكلى حلو ؟؟

وقف مستغلا لحظة ارتباكها ليقبل رأسها هامسا : قمر .

ابتسمت بخجل ليقبل وجنتها بدفء : احلى بنت فى الدنيا .

أمسك زجاجة عطره لينثره وهى بقربه ..ابتعدت بفزع : حاسب يا فارس ده برفن رجالى ..كده ينفع ؟؟






عاد يقترب بثقة : عارف ده البرفن بتاعى .. يعنى انت دلوقتى ريحتك فارس .

هرولت للخارج هربا من أفعاله المستحدثة لتقابلها صرخات الفتيات الحماسية لمجرد ظهورها لهن . إلتففن حولها بسعادة يباركن سعادتها الواضحة والتى كانت صادقة تماما فى تلك اللحظة .

دخلت بعد فترة تعد لهن الضيافة لتجده يجلس فوق طاولة المطبخ باسطا ساقيه لتصلا للحوض ، نظرت له بدهشة : انت قاعد كده ليه ؟ 

رفع الكوب أمام عينيها : بشرب 

زفرت بضيق واتجهت للبراد لتخرج بعض العصائر . حاولت الوصول للكؤوس ليحول هو دون ذلك ، أشارت له : هات الكاسات دى .

نظر للكؤوس ثم لها : مدى ايدك خديهم .

أشارت له : طب انزل من على الترابيزة .

هز رأسه نفيا : بشرب يا أمنية مستكترة عليا شوية المية !

ظل يشاكسها وكل همه تأخيرها فى الخروج ، فهو لا يحظى بالكثير من الفرص التي تكون فيها بهذه الرقة . مدت ذراعها تتناول الكؤوس لتكون شديدة القرب منه ، استنشق رائحة عطره الممتزج بعطرها لتشعر بقشعريرة وتعود للخلف وقد أعلن الحياء احتلاله لقسماتها الرقيقة . ابتسم وبدأ يقدم لها الكؤوس التى تحتاج ، انتهت ليقول : استنى هتبقى تقيلة هاتى انا هشيلها .

رفعت أحد حاجبيها : عاوز تشيلها ولا عاوز تخرج تقعد مع البنات ؟؟

ضحك فارس ؛ غيرتها واضحة ويقسم أنها تتمنى إخفاءه عن أعين صديقاتها .. نظرت له بغيظ بينما هبط عن الطاولة ووضع كوبه جانبا : خلاص مش هخرج بس خلى بالك وانت خارجة انا مش هشيل سجاد .






رفعت الصينية بعند واستقامت تنظر له بتحدى قبل أن تتهادى للخارج فى خطوات متدللة أثارت جنونه .

طال وجود صديقاتها ليصل لساعتين وهو فى الغرفة يتمنى أن يخرج فيلقى بهن من الشرفة وينفرد بتلك الفاتنة التى تتفنن فى هدم حصون قلبه الذى ظن أنه لن يعرف طريقا للعشق .

اخيرا شعر بهن مغادرات ليهلل قلبه فرحا .. اخيرا ستكون له وحده ..

مهلا إنها له وحده منذ ايام !!! هز رأسه ضاحكا لكنه منذ أيام لم يكن يشعر بوجودها ..لم يكن قلبه يتمنى قربها .. لم تكن روحه تهفو للسكن إليها .

سمع صوت إغلاق الباب ليزفر براحة ويتجه للخارج ، كانت تنظف الصالون ليقترب فورا : اساعدك ؟؟ 

نظرت له بدهشة ليتابع : شكلك مبسوط .. كويس إن صحباتك جم زاروكى .

حملت بعض الأطباق : بقا لى كام يوم لوحدى زهقت من القعدة فى البيت .

لحق بها نحو المطبخ حاملا بعض الكؤوس : تحبى نخرج !! 

التفت تنظر له : نخرج نروح فين ؟؟ ماينفعش أخرج دلوقتى .

أجاب بعفوية : مش دلوقتي بالليل .






هزت رأسها بأسف وهى تضع ما بيديها بالحوض لتتناول ما يحمله أيضا ثم تقول : دلوقتى وانا عروسة .. 

عادت للخارج ليلحق بها : ليه يعنى هى العروسة بتتحبس فى البيت ؟ 

مسدت جبهتها بحيرة : أقوله إيه ده يعنى ؟؟

اقترب منها لترتد للخلف : بتقولى إيه ؟؟

حمحمت بحرج : المفروض إن العرسان مابيحبوش يخرجوا ..بيحبوا يقعدوا مع بعض ..

أومأ فارس : ايوه قولى بقا إنك عاوزة تقعدى معايا .

دارت لتواجهه بحدة وقد إستعدت تماما للهجوم لكنه لم يمنحها الفرصة





 لذلك واسرع يتلمس ذلك الرداء كما تمنى منذ رؤيته لتشعر بكفيه ينثران الدفء فوق ردائها فيتسلل دفئه عبر مسام بشرتها ليصل مباشرة




 إلى قلبها  ..انتفضت فى محاولة للهرب منه لكنه أحكم سيطرته عليها وهو يزداد قربا لتشعر لأول مرة بشفتيه تبعثران مقاومتها بشغف لم 



تخرج شهقتها من بين شفتيها فقد التقطتها شفتيه ، رفعت كفيها تبعده بوهن زاده قربا ليزيد معاناتها الممتعة . لحظات طالت أو قصرت لم تفكر في 




احصائها لتأتى تلك الطرقات فتحكم على حلمهما الجميل بالذوبان وتجبرهما للعودة إلى أرض الواقع



                    الفصل السابع من هنا .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close