رواية شط الموت
الجزء الرابع
بقلمي / مي علي
الست ابنها ضاع
وفضلت تصرخ بعلو مافيها
لحد ما لقو العوامه بتاعتو مرميه ع الشط ومقطوعه
فضو الكاميرات وجت لقطة ظهور الولد
والمفاجأه كانت انهم لقو الولد هو اللي قطع العوامه بنفسو
وبعدها وقف وفضل يتلفت حواليه وبص للميه واتقدم ببطئ زي ما يكون بيتابع حاجه
ودخل ف الميه واحده واحده والميه بلعته خالص
لحد ما اختفي
اول ما امه شافت كده فضلت تصرخ ومش مصدقه وبتقول
دي مش تصرفات ابني ابدا
يعني اي .. ابني غرق ..مات ... طب جثتو ..هاتولي جثتو ...اااااااه ...اه..يارب
كل الناس بقت واقفه وصعبانه عليهم اوي
والناس فضلت تتكلم عن اللي شافوه ورد فعل الولد الغريب
واحد بصلهم وقال
النداهه
راجل تاني رد عليه
نداهة اي يا شيخ اسكت هيا ناقصه خاوته
- صدقني النداهه ندهتو ...طب تفسر بأي انو بعد عن امه المسافه دي وللمنطقه دي ويقطع الطوق بتاعه ويروح ناحية الميه بتردد كده
- يعني هو لازم يكون فيها نداهه ما جايز دماغو وذتو يعمل كده
- لا طبعا ده طفل واكيد بيخاف
- طيب ماشي يا سيدي
بس هي سابت الشط كلو وملقتش غيرو تندهو زي ما بتقولو
- ملقتش غيرو لوحدو
لو لاحظت انو كان وكل اللي قبل منهم كمان كانو لوحدهم تمام ف اللحظه اللي اختفو فيها
- والله كلام نص المنطق تمام بس العقل مش متقبل ابدا
طارق كان واقف بيسمع وقال
لا صح النداهه دي حقيقه والله انا اشهد بكده
يوسف قال
طارق انت بتقول اي
طارق
استني بس يا يوسف انا هقول اللي حصلي
انا امبارح كنت قاعد علي البحر وكنت لوحدي والشط كان فاضي تماما حسيت ان دماغي تقلت شويه
فريحت خمسه وشويه سمعت صوت غريب
هادي ومكتوم
الصوت زي ما يكون بينادي علي اسمي
قمت وقفت وركزت عشان اعرف مصدر الصوت
لقيته جاي من ناحية البحر
قربت شويه والصوت عمال يزيد
قربت كمان لدرجة اني فعلا دخلت ف الميه
لكن وقفني صوت يوسف ابن عمي وهو بينادي عليا
الصوت اختفي ف انا لفيت ورجعت وقولت يمكن تهيؤات
الراجل رد
قصدك ان فعلا في حاجه اسمها النداهه
طارق
ايوا في انا متأكد وأكيد ان الولد حصل معاه كده بردو وهو طفل ف أكيد الفضول أخدو يمشي ورا الصوت
يوسف
طب والطوق اللي قطعو
طب ما كان ممكن ينزل بيه تفسر بأيه انو قطعو
طارق
مش عارف والله بس
راجل قطعو وقال
النداهه دي احنا منعرفش اي هيئتها او طريقة شدها وجذبها للشخص ده
بس الاكيد ان الطفل غرق ودلوقتي لازم نساعد اننا نلاقي جثتو
وفعلا الغواصين نزلو يدورو علي جثة الطفل
لمدة اربع ايام مفيش اي أثر لاي حاجه نهائي
الناس متعظتش من الحادثه دي ورجعو تاني للشط بعدها
الشباب كانو المفروض يرجعو بس يوسف كان عاوز يفضل موجود عشان يعرف نهاية الحكايه
وف نفس اليوم دخلو وقعدو يتكلمو
يوسف قال
انا مش حابب امشي دلوقتي غير لما الموضوع ده يبان له نتيجه
طارق
والله شكلها مبينلهاش نتيجه يا يوسف
- انا مدخلش دماغي ابدا حكاية النداهه دي والموضوع اكيد في ايد بشر
ودماغ زباله بتستدرج الناس
عمرو
طب وافرض مفيش حاجه ظهرت
هنفضل قاعدين هنا
يوسف
اه لو بس لقيت دليل او اي علامه
بس للأسف
طارق
دليل علي اي انت معقد الموضوع
مازن
الواد مات الله يرحمو ربنا يصبر اهله ويعترهم ف جثتو بس احنا ...
يوسف قام واتنفض وقرب ناحية الفرندا
كان في ضل شخص واقف ولما لقاهم سكتو رجع لورا
يوسف شاور لمازن اشاره معناها كمل كلامك
مازن اتكلم بلعبكه
وبعدين
احنا...ل....ل...لازم نرجع ولا اي
يوسف فضل يقرب وبينو وبين الفرندا شويه
فجأه الضل اختفي لأنه حس ان هما سمعوه
خرج يوسف جري
بص يمين وشمال وكأنو أختفي
مفيش أثر لأي حد
مازن قال..
في اي يا يوسف
- في حد كان واقف هنا وبيتسنط علينا
- فين ده انا مش شايف حد وبعدين لحق امتي يجري
- مش عارف بس متأكد ان في حد كان بيسمعنا
- طب تعالي ندخل تعالي
- لا انا هروح اقعد ع البحر ولوحدي مش عاوز حد معايا
- ليه بس
- معلش يمكن النداهه تندهني ولا حاجه
- طيب اللي يريحك
وفعلا يوسف خرج وسحب كرسي وفضل قاعد علي البحر
وكلهم دخلو فضلو قاعدين شويه ودخلو نامو
يوسف فضل قاعد يفكر ويجمع الأحداث
لحد بعد الفجر
ونام وهو قاعد
صحي علي صوت حد حط ايدو علي كتفو وهو بيقول
يا اباشا
- اي ....ايوه
- سلامتك من الخضه اباشا ...انا لقيتك نايم هنا قولت اصحيك
اسند عليا اباشا تعالي ادخلك
- لا انا فوقت اهو
الا قولي يا صناره
انت ملاحظتش حاجه كده ولا كده امبارح
- قصدك علي حوار الواد اللي غرق
- اه
- لا اباشا والله ...انا فوجئت باللي حصل ده
بس احنا متعودين علي كده كل فتره يحصل كده وبيبقي بنفس الطريقه دي
- وانت عرفت منين بقي
- الكاميرات اباشا والله مش عارف احطلهم كاميرات فين تاني
- الشط في كاميرات كلو صح
- ايوه اباشا
- ومين مسؤل عن الكاميرات دي
- الشركه ... وغفر السواحل
- اممم
- بس عدم الاموأخذه بتسأل ليه اباشا
- مفيش بس كنت حابب اشوف كام تسجيل للحالات دي
- اه ...طب تمام
انا ممكن احاول اتصرفلك اباشا
- ازاي بقي !!
- دي سيبها عليا
- خلاص تمام يا صناره
ابقي عدي عليا اوك
- تمام اباشا
وقام يوسف ورجع ع الشاليه ونام ع الكنبه زي القتيل
كلهم صحيو وقامو نزلو البحر
كان في ناس ع الشط كتير
الشباب كانو قاعدين ع الشط والبنات ف الميه وفجأه طلعت أميره تجري علي طارق اخوها
- إلحقني يا طارق لوچي مش لقياها
- مش لاقياها يعني اي
- كنا بنلعب ف الميه مين يعرف يغطس مده أطول وفجأه جت موجه عاليه غطستنا ف الميه وطوحتنا بعيد بس نطرتني بره
ببص علي لوچي ملقتهاش
قامو كلهم جري علي الميه يبصو عليها
وجريت جميله علي يوسف وصحتو وهيا بتصوط ومرعوبه علي أختها
يوسف قام مخضوض
وجري علي الشط وفضل يبص عليها
وفجأه سمعو صوت صريخ
شافها مازن من بعيد
ماسكه ف برميل أزرق
عند الجسر ف نص الميه
دخل جابها وخرج جري بيها
يوسف جري عليها
وفضلو يضغطو علي بطنها عشان الميه اللي شربتها
وفاقت
شالوها ودخلوها الشاليه
وابتدت تهدي
يوسف سألها
اي اللي حصل ؟!
- مش عارفه يا يوسف
انا وأميره كنا بنلعب وفجأه الموجه طوحتنا انا ببص لقيتني خبطت ف برميل أزرق مسكت فيه
الميه كانت وصله لحد رقبتي
وبعيد عن الشط
فجأه لقيت حد سحب رجلي لتحت
زي ما يوسف بيعمل
معرفتش أشوف حاجه وبعدين كلبش ف رجلي جامد وحسيت سكينه غرزت ف رجلي جامد اوي
ودقيقه واللي كان مكلبش ف رجلي سابني
فطلعت ع الميه وصرحت بعلو صوتي
الكل بص لبعضو
يوسف مسك رجلها لقا ان فعلا دي تعويره زي ما يكون حد غرز فيها بسكينه
علامه زي الدايره
يوسف قرر انو خلاص لازم يمشو من هنا قبل ما يحصل حاجه تاني
قالهم وهما وافقو جدا لأن الخوف ملا قلوبهم
وفعلا جهزو حاجتهم وتاني يوم الصبح قررو يسافرو
وهما خارجين من الشاليه وبيقفلوه
يوسف بص لقي الغواصين خارجين من الميه وسط كل الناس وشايلين جثه باين عليها جثة طفل صغير
يوسف سابهم وطلع يجري عشان كان عندو فضول رهيب ومتأكد انو دي جثة الطفل
كانت الام جالها خبر انهم لقو جثه ومطلوب التعرف عليها
جريت ع الشط
اول ما رفعت الغطا عن وشو صؤخت بعلو صوتها ووقعت ف الأرض وفضل تعيط بحرقه
كلهم اتأكدو ان الجثه جثة ابنها
يوسف ف اللحظه دي كان واقف وشاف كل حاجه بس لاحظ حاجه غريبه اوي
لفت انتباهه ان في علامه ف رجلو
هي هي نفس العلامه اللي ف رجل لوچي اما اتعورت ف الميه وقالت ان حد شدها
ده غير ان جسم الطفل كلو سليم مجرد خدوش بسيطه بس وشو متشلفط تماما
اخدو الجثه والأم رفضت تماما تشريحها
يوسف رجع لهم وطلب من مازن يروحهم كلهم
- ليه يا يوسف انت ناوي ترجع ولا اي
- لا بس في حاجه مهمه حصلت ولازك اتابعها ..روح البنات انا قاعد شويه
- خلاص يا يوسف هنفضل معاك
- لا
- اسمع بس هنخلي ادم يروح البنات واحنا هنفضل معاك اوك
- يا مازن لا
- يوسف احنا جينا مع بعض وهنرجع مع بعض خلاص
- طيب
وفعلا اخد ادم البنات عشان يرجعهم
وطبعا يوسف فهمهم ان محدش يجيب سيره باللي حصل
ودخل الشباب الشاليه
عمرو قال..
ناوي تعمل اي يا يوسف
- اسمعوني في حاجات جديده حصلت
- اي اللي حصل
- جثة الطفل اللي لاقوها انهارده
جثه بقالها اربع ايام ف الميه المفروض تكون اتنفخت جدا
حتي لو يوم واحد
- اكيد طبعا
- اللي حصل بقي ان الجثه واضح ان هيا كانت ف الميه من مده قليله
ده غير ان جسمو كلو سليم ...ووشو بس متشلفط تماما
يعني اربع ايام ف الميه
والسمك شلفط وشو بس وساب جسمو سليم
ده غير العلامه اللي ف رجلو
هي هي نفس العلامه اللي ف رجل لوجي بس الي ف رجلو أوضح
- قصدك اي يا يوسف
- قصدي ان الحكايه بفعل فاعل في ايد بشر ف الموضوع مش حكاية خرافه
- صح يا يوسف صح
ولو النداهه بتاخد الناس والشخص اللي بيكون لوحدو
طب ما لوجي كانت لوحدها
النداهه مغرقتهاش ليه
- صح والنداهه هتعورها ف رجلها .. بس اللي اكيد ان ده شخص عاوز يمشينا من هنا
وهو هو نفس الشخص اللي كان بيتصنت علينا
- طب نعمل اي يا يوسف
- لازم نفتح عنينا كويس
انا متأكد هوصل لحاجه
- تمام واحنا معاك
- عاوز عينيكم متغبش لحظه واحده
اي حاجه بتحصل ولو صغيره وتافهه من وجهة نظركم هيا مهمه عندي
- تمام اتفقنا
وفعلا ظبطو أمورهم ودخلو كلهم نامو عشان يصحو بدري ويقدرو يراقبو
يوسف فضل قاعد تحت شباك بس متابع الشط بعينيه
وفجأه شاف صناره واقف ع الشط زي ما يكون بيبص علي حاجه
والشط فاضي تماما وفي نور خافت جدا
شافه يوسف وهو واقف
متنح قدام الميه وفجأه لقاه بيتقدم واحده واحده
يوسف قام وقف وهو بيقول
اي المجنون ده هينزل الميه دلوقتي
دخل صناره الميه وغاب تماما بعيد عن عين يوسف
اللي طلع يجري ع الشط
وهو خارج لمح حد بيجري بسرعه
يوسف جري ناحية الضل لكن ملقاش حاجه
لف بسرعه ورجع لصناره اللي اختفي تماما ف الميه
يوسف جري صحاهم كلهم وحكالهم اللي حصل
الشمس طلعت
راحو بلغو عن اللي حصل
وقلبو الدنيا علي صناره لكن ملوش أثر
الساعه كانت حوالي سابعه الصبح
فجأه الناس كلهم اتجمعو حولين حاجه خارجه من الميه
يوسف جري عليهم وكان متوقع انو صناره
لكن بيبص لقي الجثه جثة شخص تاني
جثة شاب ف العشرينات
جسمو متشوه تماما
ورجليه مبتوره
ولابس بس شورت
سألو كل اللي حواليهم لو حد يعرف مين ده لكن محدش عرف
مفيش اثبات علي اي حاجه
الحكومه أخدت الجثه
عشان يقومو بإجرائتهم كلها ويستدلو علي حالة الجثه واهلو
الناس ابتدت تمشي من الشط تماما
بس يوسف مرضيش يمشي لانو كان متأكد ان في شبهه ف الموضوع
بليل
خرج يوسف ع البحر ومكنش في اي حد
راح ناحية المنطقه اللي بيلاقو فيها الجثث دايما
شاف من بعيد قرموط واقف هو والكلب بتاعو
وزي ما يكون بيتكلم مع حد
بس الجسر حاجز الرؤيه ومش مبين حاجه
قرب يوسف براحه ناحية الجسر
عشان يسمع
شاف شخص واقف مع قرموط بس ميعرفش مين هو
قرب منهم بس مش سامع حاجه
ومش شايف وش قرموط لانو كان مديلو ضهرو
يوسف حاول يقرب كمان
لكن فجأه حد حط ايدو علي كتفو
يوسف لسه هيلف
اتضرب ضربه جامده علي نفوخه ...فقد الوعي .....
