رواية زواج اضطراري الفصل الثالث3بقلم ضحي حجازي


 رواية زواج اضطراري

الفصل الثالث 

ضحي حجازي

نظر لها بصدمة ثم قال بصراخ عالي : في ايه ؟؟!! ايه الي حصل ..حد دخل الشقة ولا حاجة ..انطقي !!

ـ لا محدش دخل ..انا بقالي ساعة بصحيك عشان تصلي الفجر وانت مبتصحاش 

اشعلت نيران الغضب بكلماتها الباردة من وجهة نظره !!! ..ثم صاح بها كالثور الهائج : انتي بترشي عليا ميه في عز نومي عشان تقوليلي قوم صلي الفجر !!!!! انا مكملتش ساعتين نايم انتي بقـــره 

نظرت له بغضب هي الاخري : وانا اعملك ايه يعني م تنام بدري زي الخلق !! وبعدين اسيبك نايم يعني يروح عليك الفجر ..قوم اتوضي دلوقتي لو سمحت ..وهاتلي مصلية ..

انها بالفعل تأمره !!!! استعاذ بالله من الشيطان وقام من امامها بسرعة كي لا يقتلها الان .....احضر لها سجادة الصلاة واعطاها لها قائلا لها بانفعال حاد : حضرتك خلصتي طلبات ؟؟!! وذهب من امامها دون ان يعطيها فرصة للرد !!

ذهب وتوضئ وادي فريضته ..حسنا انه لم يصلي تقريبا منذ شهر حينما كان في بيت والداه يوم الجمعة وذهب برفقة والده !!! في كل مرة يعزم فيها علي ان ينتظم ولكن حاله كحال الكثير من الشباب في هذا الوقت يقرر الالتزام ...ولا يصلي صلاة الجمعة من الاساس !!! نفض تلك الافكار عن رأسه ثم قام لينام لانه في امس الحاجة الي النوم الان ..

ولكنها اوقفته حينما قالت وهي تضع يديها في خصرها ...هذه الحركة تجعله في رغبة ان يمسك بمطرقة ويحطم ذلك العقل الطفولي عديم النفع : استني هنا انت رايح فين ؟!

نظر لها بسخرية ثم اردف : داخل اتهبب انام سيادتك عندك اومر تانية ؟؟!!

نظرت له باضطراب ثم قالت : اه ..يعني اقصد انا بقالي يومين باللبس ده وعايزة هدوم واسدال صلاة ..يا شيخ ده انا حتي الصلاة صليت بيهم انت مبتحسش [كانت ترتدي فستانا واسعا وعليه حجاب طويل قليلا ] 

ـ اجبلك هدوم منين انا الساعة 4 الفجر ....قالها بغضب 

قالت بغضب مماثل وهي تنظر له بحدة : مليش دعوه انا عايزة هدوم دلوقتي ..

ـ انتي هبلة ؟؟!! انتي بتزعقيلي ؟! وبعدين معيش معايا بنت اختي هو ايه الي دلوقتي ..

ـ افففف مش القصد بس انا مخنوقة ومش هعرف انام كده ...

يا الله من اين وقعت تلك علي رأسه ...دلف الي غرفته واخذ قميص قطنيا باكمام وسروال من القطن واعطاهم لها ..ثم قال : اتهببي البسي دول دلوقتي وبكره هبقي اشوف الزفت الموضوع ده .. انا داخل انام ولو لمحت طيفك حتي هفرغ المسدس في دماغك !!!!!!

ـ انت رايح فين ؟؟!!

ـ يا مثبت العقل والديـــــــــــــن .....متهبب داخل الاوضة عشان اتخمد 

ـ لا الاوضة دي بتاعتي انت استحليتها ولا ايه ؟؟!! انزل نام تحت ...

وما ان فاق من صدمته علي جرأتها الشديدة حتي وجدها قد دخلت الغرفة بالفعل واغلقت بابها عليها ..

اخذ يسب في سره بأقذع الشتائم ثم هبط وتمدد علي الاريكة الوثيرة ممنيا نفسه بنوم هانئ ومريح ....

ولكن لا تأتي الريح بما تشتهي السفن !!! ما ان دخل في النوم حتي ايقظه صوت هاتفه المحمول معلنا عن اتصال من اللواء عادل ...في مثل تلك الساعة !!تأفف بضجر شديد ثم اجاب علي الهاتف بمضض...

ـ هو يوم اسود عليا وعلي سنيني السودة ...في ايه ياعم عايز ايه الساعة 4 الفجر انت التاني ؟؟!!

ـ ده انت لو بتكلم واحد صاحبك هتكلموا احسن من كده ...متنساش اني رئيسك في الشغل ...قالها اللواء عادل بعصبية 

ـ مش القصد ياعم ....المهم في ايه دلوقتي عشان اتهبب اتخمد بدل م اصورلكوا قتيل هنا !!!

ـ انت مش ملاحظ مثلا انك معندكش اي معلومات عن الي عندك في البيت دي ولا انت استحليت الحكاية ...لازم تجيلي بكره اول م تهبب تصحي عشان تعرف تفاصيل المهمة لانك سمعت شوية عبط وعايش بيهم ...قالها بجدية 

ـ يا عم استحليت حكاية مين خدها يا شيخ خدها دي هتجبلي صرع قريب ...انا طبعا مش عيل اهبل يخيل عليه العبط الي بتقولوه ده الكلام متناقض مع بعض وعايز يتشرح ودورت عليك امبارح انت او اللواء فؤاد عشان تفهموني ملقتكمش ..

ـ اه ما أبوك كان لسه راجع من اسيوط فكنا بنلعب طاولة ...

هو بالفعل يعيش بحياة مليئة بالمجانين .....يا الله لما زججت بي في تلك الحياة السخيفة ...

ـ يعني انتو سايبين شغلكوا عشان تلعبوا طاولة !!!!!وانا الي بقول الجريمة كترت ليه ....لا ومتصل بيا الساعه 4 الفجر تقولي تعلالي الصبح ....انتو بتهزروا باين ؟؟؟!! قالها بنبرة متهكمة غاضبة ...

ـ ما تعدل كلامك يا بجم انت في ايه ؟؟!! خلص الكلام اول م ادخل بكره مكتبي الاقيك ....قالها ثم اغلق الخط بوجهه 

لم يشعر بنفسه سوي وهو يدخل في سبات عميق علي أثر التعب ......

...................................

استيقظ كعادته في الثامنة صباحا ...نعم بعد كل تلك المعارك لم ينم سوي اربعة ساعات فقط ....هو لم يكن في حاجة لشئ سوي الراحة فهو ليس ممن ينامون اكثر من نصف اليوم ..بضع ساعات تكفيه مثلما تتطلب عليه مهنته ....ارتدي ملابس الرياضة الخاصة به وقام كعادته اليومية التي لم يقطعها منذ ان عاش وحيدا في تلك المنطقة السكنية الجديدة التي بالمجمل خالية من السكان ...عدا يوم امس فقد قطعها بسبب تلك الكارثة التي حلت علي رأسه ....اخذ هاتفه كما العدة وسماعته الكبيرة التي تفصله عمن حوله الذين هم غير موجدين من الاساس !! وضعها علي اذنيه واشعل اغاني بشوت مرتفع واخذ يركض بسرعة الليث ...هو لم يدقق في الاغنية بل لم يسمعها من الاساس فقد هاجمته احداث اليومين الماضيين ...بالفعل لديه فضول لمعرفة ماهية تفاصيل حكايتها ...انها بالفعل شديدة الجمال بل حورية ولكن ؟!! بعقل طفلة في الثامنة من عمرها !! لا ينكر انه قد انجذب لشخصيتها ...مهلا كيف ؟؟!! نهر نفسه عندما وصل لهذه الفكرة انها ليست سوي مجرد عمل وضرورة حتمها عليه  عمله ماذا حدث اذا ؟؟!! هو ليس من هؤلاء الذين يستهويهم الجمال لطالما رأي جميلات من قبل وان يتأثر ....توقف عن الركض كي يعود للمنزل ويوقف تفكيره في تلك الفكرة السخيفة ...

وما ان عاد ودلف الي منزله حتي وجدها مستيقظة جالسة امام التلفاز تتابع برنامج كرتوني بشغف كبير ...ان الثامنة عمر يزيد عليها .....وما ان رأته حتي قامت من علي الاريكة وهي تقول : ده ايه النشاط ده من عالصبح الي يشوفك وانت بتزعقلي امبارح ميشوفكش وانت صاحي دلوقتي ...

نظر لها من اعلي الي اسفل ثم قال : انا متعود علي كده ميعرفش انام كتير ...قالها بازدراء 

ـ طيب مش مهم دلوقتي المهم ان انا عايزة افطر ومفيش حاجه تتاكل في البيت ده انا معرفش انت عايش كده ازااي ...جو فيتنس وكده يعني ...

ـ فيتنس ؟؟!! والله يا ختي ده الي موجود عاجبك عاجبك مش عاجبك اخبطي دماغك في اتخن حيط ...

نظرت له بحدة ثم اردفت : طيب مااشي متأكلنيش وانا هروح اتصل باللواء عادل وبابا وباباك واتصل بمامتك كمان علي فكرة هي حبتني جداا وممكن اخليها تيجي تطلع عينك وافضحك واقول مموتني من الجوع عاادي يعني ....قالتها بهدوء مفتعل ..

تأفف بسأم..حسنا سيذهب ليرتاح من هذا الهم  ثم قال لها : هو انا عيل يا مجنونة انتي ومتخانق معاكي في المدرسة هتصلي بولي امره ؟!! متتعدلي !!!جاتك داهية عايز تطفحـــي ايه ؟؟!! قالها بنبرة مرتفعة ارعبتها 

ـ عايزة اكل فول وطعمية !!

ـ نعــــم يا ختي ؟؟!! اجيب لاهلك فول وطعمية هنا منين ده كومباوند يا ماما مش حارة في السيدة!!

ـ متحترم نفسك يا عم انت الله !! مليش فيه تتصرف ...

ـ رحل مسرعا قبل ان يفتك بها ويرتاح ...فقاطعت مضيه بكلماتها التي زادت من استفزازه : متنساش المخلل هه وهات عيش ...واه انت نسيت درة الفشار امبارح هات بقي معاك ....

اوقف سيل كلماتها اغلاقه للباب بعنف اجفلها ...وكأن شئ لم يكن عادت الي التلفاز لتتابع برنامجها الكارتوني المفضل الذي استيقظت خصيصا لاجله .....

وبعد ما يقرب من النصف ساعة وجدته يدلف وهو يلقي اليها الطعام علي الطاولة قائلا : خدي اتهببي وحلي عن اهلي بقي ..ومنسيتش الهدوم انتي مينفعش تنزلي فهكلم اختي اخليها تجيبلك هدوم وتجيلك هي تقريبا نفس مقاسك ....قالها بازدراء وهو يتركها ويصعد لغرفته ليرتدي زيه الرسمي ويري ما هي حكاية تلك الخرقاء ....

هبط الدرج بعدما انتهي من هندمة ملابسه ثم نظر لها فوجدها قد انهت الطعام بأكمله ؟؟!!! حسنا معلومة اخري يمكنها اكل طعام قبيلة بأكملها ...هو يعلم ان امه كالعادة جاءت له بطعام للغداء يفي لاسبوع بالامس كما هي عادتها بالرغم من انه لايأكل ذلك الطعام ... فلم يستغرب انها لم تطلب طعام بالأمس ولكنه استغرب انها اكلت ما يقرب من نصفه !!! فسر ذلك بانها جائعة لانها لم تاكل من قبلها بليلة ولكن اليوم ايضا !!!

ـ الله شكلك حلوو اووي ببدلة الظابط ...انا عايزة اسألك من زمان لون عينيك ايه ؟؟ بندقي ده ؟؟!! قالتها ببلاهة شديدة 

ـ نظر لها بأزدراء ثم قال : بندقي ؟؟!! يا مثبت العقل يااارب ...انا متهبب ماشي هه وهقفل عليكي بالمفتاح واختي معاها نسخة هتدخل بيها ...لم ينتظر ردها وذهب ......

أخذت تفكر في انه بالفعل علي درجة كبيرة من الوسامة ....عينيه بلون العسل الصافي ممزوجة ببشرته البرونزية التي اضفت عليها الشمس رونقا ساحرا ...جسده الرياضي المفتول والمتكدس بالعضلات مع طوله الشاهق ....ملامح رجولية بحتة .....توقفت تلك الافكار حينما داهمتها الذكري فجأة واشتعل معها تأنيب الضمير بأن ما فعلته لم يكن سوي حماقة ...وخيــانة...حاولت نفض تلك الافكار عن تفكيرها والعودة الي مرحها "المصطنع" حتي لاتنكب في نوبة من البكاء لا نهاية لها ...خاصة وانها تشعر ان تلك المضغة التي بداخلها بدأت في النبض وكيف لا وهي لاتكف عن تأمله برغم معرفتها بأنه لا يلاحظ ....وان ما تفعله خطأ كبير !!


وصل الي مقر عمله ومنه الي مكتب رئيسه فكما توقع وجد والده بالداخل ...دلف والقي السلام ثم قال : اديني جيت اهه ..اتفضلوا بقي احكوا كل حاجة اما نشوف اخرتها عشان انا زهقت من القرف ده !!


                     الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>