رواية زواج اضطراري الفصل السادس6 الاخير بقلم ضحي حجازي

رواية زواج اضطرارى 

الفصل السادس والاخير :

بقلم ضحي حجازي

كانت عينيها محتقنة بالدموع وهي تقول : أدم كان خطيبي وأتوفي من سنتين بسببهم ...همه الي قتلوه عشان كانوا عايزينه يشاركهم وهو رفض وهددهم بالمعلومات الي وصلها من واحد كان شغال معاهم وفضحله كل حاجة عشان هو اكتشف وهدده بالسجن.....  منصور الشرقاوي يبقي عمه عشان كده لما كشف كل حاجة بتدور في الشركة الي المفروض مشتركة بينه وبين عمه بعد وفاة باباه شالوا الفرامل من عربيته وعمل حادثة ومات ....صمتت قليلا والدموع تتدفق كالسيل الجارف من عينيها ثم اكملت وكانها تناست وجوده : كان اقرب حد ليا في الدنيا دي كان ابن خالتي وكل حاجة في حياتي  واحن واحد عليا بعد موت ماما ... موته موتني انا.... انا اتاثرت بموته جدا ومريت بفترة مايعلم بيها الا ربنا.... صمتت لتمحو دموعها و اكملت ....الورق الي يدينهم وكل المعلومات الي كنت بهاجمهم بيها لقيتها في خزنته الي محدش كان يعرف الباسورد بتاعها غيري ...ولما دورت فهمت انهم قتلوه لان نفس الشخص الي اداه المعلومات دي كان بيحذرني منهم وحكالي كل الي حصل بس طبعا طلب مني مجيبش سيرته  ....

نظر لها بملامح جامدة لم تتبين ماهيتها قائلا : ندهتيني بأسمه ليه ؟!!

كان يدعو الله في خلده الا تجاوب تلك الاجابة التي يمكنها تحطيم قلبه الان.... ولكن كل اماله خابت حينما اردفت بحروف متقطعة وهي لا تستطيع التوقف عن البكاء : عشان انت شبهه اووي ...شبهه لدرجة اني يوم مشوفتك مصدقتش عيني ...شبهه لدرجة اني لو مكنتش شوفته وهو ميت كنت قلت انك هو!! 

اردف بلهجة حاول بان يجعلها هادئة وبداخله نيران مستعرة : ده السبب الي خلاكي تطلبي الجواز مني في اول يوم تشوفيني فيه علي اساس انه الحل الوحيد لسلامتك ؟؟!! عشان انا دوبلير بيفكرك بحبيب القلب ؟؟!!

نظرت له برجاء وهي تبكي بكاءا شديد ...افزعها صوته وزاد من رعشتها وخوفها صياحه العالي وهو يقول : ردي !!!!

قالت له بنبرة مرتعدة : اه ....بس... بس ... والله انا ندمت ...والله انا بمووت  ...انا معرفش انا عملت كده ليه ؟!... انا لو كنت وحشة مكنتش جيت دلوقتي قولتلك كنت كدبت اي كدبة وعديت الموضوع ...بس انا بجد كنت هقولك النهارده حتي لو موقعتش بلساني ...

أشاح بوجهه عنها وهو علي وشك قتلها الان ....اكملت بخوف وهي تقول : أكمل بصلي ....انا والله مش كده ...انا مش قولتلك قبل كده اني ساعات بتصرف بهبل من غير م افكر والله ده الي حصل ...انا بجد اسفة ...والله انا اسفة ...

نظر لها بجمود ثم قال : عارفه يعني ايه واحد كل الظباط في كل الاقسام بتترعب بس لما تيجي سيرته تيجي واحدة زيك وتخدعه ...بس لا ...لا عاش ولا كان ...انا مش هحاسبك علي الي انتي عملتيه ده مش  بس لان ابوكي صاحب ابويا ...لان مش انا الي أذي واحدة ست.... 

أخذت تبكي بصوت عالي وهي تترجاه : سامحني انا اسفة بجد ... انا اسفة ارجوك.....

ـ اسامحك ليه ؟؟!! ايه كان بينا اصلا عشان اسامحك ولا مسامحكيش ؟؟!! اوعي بس الشيطان يكون صورلك اننا ممكن نكمل مع بعض.... او اني اكون وقعت في دباديبك مثلا !!! انسي مش انا الي ابص لواحده زيك ...انتي بالنسبالي مهمة وهتخلص ويوم م هتخلص انتي هتطلعي من حياتي للابد ...لانك مدخلتيهاش اصلا عشان تخرجي منها ...

قال كلماته وتركها مكانها بالمطبخ تجلس علي الارضية في حالة يرثي لها ...مع كرامتها الجريحة أثر كلماته الاخيرة...أرتعدت أوصالها حينما سمعت دوي تحطيم قوي في الخارج تبعه اغلاق قوي لباب المنزل حتي كاد يقتلع من مكانه ....لم تعرف كيف تحاملت علي قدمها وخرجت للخارج لتري ماذا حطم وتتأكد انه لم يؤذي نفسه ...وجدت اغلب قطع الانتيكات الموجودة في الردهة محطمة.....  ولكن اكثر ما جعلها تجفل تلك الباقة الرائعة من الزهور ووجدت بداخلها بطاقة بها بضع كلمات جحظت عينيها وهي تراهم...... واودت بها  الي  نوبة هستيرية من البكاء " انا مليش في الجو ده خالص بس بجد انا بحبك... يا أجمل طفلة في العالم " هي السبب هي من اضاعته من يدها... هي بالفعل احبته ولكن قد دمر كل شئ وكان ما كان..... 

......................................................

عاد في الصباح الباكر في حالة يرثي لها فهو قد ذهب ليخرج طاقته في الملاكمة عند صديقه وائل ملاذه الوحيد في مثل ذلك الوقت العصيب.......  لم يصدق انها هي من خذلته ...."حبه الاول والوحيد " هي الوحيدة التي ملكت زمام قلبه في وقت قصير ...لا يستطيع تخيل كيف ولكن الان ؟! قلبه محطم الي اشلاء ...لم يكن سوي مرآة لحبيبها المتوفي... عشقها بكل معاني الكلمة... تخيل حياتهم المستقبلية ولكن كل شئ قد ضاع الان في لحظة!!! 

دلف الي المنزل فوجدها نائمة علي الاريكة التي توجد بالاسفل ...نظر لملامحها عن كثب ...من يراها وهي نائمة هكذا وبعض خصلات متمردة من شعرها تغطي وجهها يراها كالملاك ...لا يعلم ان وراء ذلك الوجه الملائكي البرئ مخادعة كبيرة حطمته واسقطته في هوة عميقة ...نفض تلك الافكار المؤلمة  عن راسه ودخل لغرفة الضيوف التي بالرغم من انه يكرهها الا انه مجبر علي النوم بها لانه لا يطيقها ولا يطيق ان يوجد في مكان به رائحتها ....

..............................................

ومرت عدة ايام وهم علي تلك الحالة من العزلة ...لا تراه الا في لحظات قليلة وبالطبع لا يعطي لوجودها اي اعتبار ...هو يتجنبها تعلم ذلك وهذا يحرق روحها ويؤلمها اشد الالم ....كانت اخته تزورها باستمرار مما خفف عنها الامها وجعلها تبوح لها بمكنون صدرها كي ترتاح.... لم يتحدث اليها طيلة هذه الفترة سوي في اليوم الذي طلب منها جميع الملفات التي بحوذتها واخبرها بقرب القبض عليهم ونهاية تلك المهزلة ...كان جامد الملامح حاد النبرة ...برغم معرفتها بحبه لها من تلك الورقة التي وجدتها في باقة الزهور ولكن هذه الايام كانت كفيلة باخبارها انها لم تعد تشكل اي شئ لديه ...قد ضاع حبه لها وقد فات الاوان الان  ..حديثه الذي قاله عن قرب موعد افتراقهم مزقها ...احبته نعم وقضي الامر ...لا تريد الفراق لا تعلم من الاساس كيف سوف تتحمله ....ولكن قد حان الوقت الذي يجب ان تتحمل فيه ضريبة غبائها وحماقتها ...

كان قد ترك لها ورقة صبيحة هذا اليوم يخبرها فيها عن ان هذا اليوم هو يوم القبض عليهم بعد خطة مدروسة ومخططة منذ زمن  وانه سيطلقها بمجرد ان يتم ذلك...واخبرها ايضا في تلك الورقة ان والدها سوف ياتي اليوم المقبل ليصطحبها معه فهو سوف يعود الي مصر بعد القبض عليهم ....اخذت دموعها الغزيرة تشق طريقها علي وجنتيها بعدما علمت ان الفراق قادم لا محالة ...هي الان لا تشتاق لشئ سوي عناق والدها الدافئ لها وفقط ...تشكي له همها وتخبره عن ما في  قلبها وغبائها الذي اضاعه من يديها ....كانت تلك من اصعب الليالي عليها ...لم يعود ...هي تعلم انه يتجنبها فتظل بالاعلي وقت حضوره ولكنها تتاكد من صوت الباب حتي تتطمئن عليه  ...ولكن تلك اليلة ظلت بالاسفل لتراه ولو للمرة الاخيرة قبل الفراق ...لكنها انتظرت وهو لم يعد وهذا ما ضاعف القلق لديها ايمكن ان يصاب بسوء في تلك المداهمة ؟؟!!اخذت تدعو الله ان يحفظه وهي تنتحب بشدة ...لا تعلم ماذا تفعل لتطمئن عليه ...لا يوجد هاتف ولا اي وسيلة اتصال متاحة وذلك لخوفهم من العثور عليها ... ظلت تلك الليلة يكاد الرعب يفتك بها ولم تنم حتي الصباح ...ولكن خانتها عينيها فغفت قليلا  و ما ايقظها كان  هو صوت فتح الباب ...فنهضت مسرعة لتراه ظانة انها ستجده  ولكنها ذهلت حينما رات من لم تتوقعه !!!

حور بنبرة مذهولة : بابا !!!!

                   تمت بحمد الله 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>