رواية عشق الرجال
الفصل السابع
بقلم سارة مجدي
كان يقف أمام النافذه الخارجيه يراها وهى نائمه من وقت
حدوث الحادث وحين فاقت وعلمت بما حدث لوالديها أنتابتها
نوبه هستيريه ومن وقتها وهى تحت تأثير المهدئات مستيقظه
ولكنها ثابته تماما لا تتحدث لا تبدى أى تأثر بأى شئ حتى
عينيها لا يتحركان ولا يستجيبان لأى شئ .
وقفت وعد بجانبه تنظر إليه ولكنه لم يشعر بها لتشعر بالضيق فقالت بصوت ناعم
- مسكينه اووى ... بس حالتها صعبه جداً دكتور أشرف بيقول مفيش أمل فيها خالص
شعر بالأشمئزاز من صوتها وكلماتها المستفزه نظر إليها بطرف عينيه وقال
- مفيش حاجه مستحيلة... وخصوصا مسك أنا مش هسمح أنها تفضل كده .. ولو هيكون أخر حاجه أعملها فى حياتى
وغادر دون كلمه أخرى بعد أن نظر إليها نظره أستخفاف
كانت تغلى غضبا ... كلما حاولت التقرب منه تجد ما يقف بينهم
عادت بنظرها لتلك النائمه فى عالم أخر ويلمع بداخل عقلها فكره ستحقق بها كل ما تريده
*****************
كان الجميع فى بيت الوريدى مجتمع على طاولة الطعام معادا منصور الذى دلف الأن من الباب مبتسم ينظر إلى نعمات نظرات غير مفهومه وهى لم تهتم وتجاهلته تماما ليشعر بالغضب .... وحين سأله الحج نعمان قال
- حسيت أنى مخنوق من البيت قولت أتمشى شويه وأشم هوا الصبح المريح .
- فين راشد يا سليمان
قالها نعمان وهو يشير على كرسى راشد الخالى
ليجيبه سليمان قائلا بحيره من حال أخيه الذى كان عليه صباحاً شارد حائرا وكلماته الغير مفهومه
- هو أنا وحش أوووى يا سليمان
نظر إليه سليمان باندهاش وقال
- إزاى يا عم الوسيم .. وحش من أنهى إتجاه مش فاهم
ليقف راشد أمامه وهو يقول
- أنا مش بتكلم عن شكلى .. أنا بتكلم عن أخلاقى .
قطب سليمان حاجبيه وهو يقول
- مالك يا راشد فى أيه ... أنت يا ابنى محتاج بس تهدى شويه وتبطل تكلم بنات
ليضحك راشد بصوت عالى وهو يقول باستهزاء
- أكلم .... أنت متعرفنيش على كده .
ظل سليمان ينظر إلى أخيه باندهاش وشعور غريب يجعل صدره يضيق اقترب منه راشد وهو يقول
- عندى ليك سؤال لو جه لأختك واحد زى عايز يتجوزها سمعته .... بتاع بنات وصايع ... وكمان يعنى لو عرفت أنه ممكن يكون بيزنى ... هتوافق
كانت الكلمات التى قالها صادمه بقوه لسليمان ومع صمته الذى طال أبتسم راشد بسخريه وخرج ومن وقتها لا يعلم عنه شئ أتصل به أكثر من مره ولم يجيبه .
تنهد ليخرج من أفكاره وهو يجيب جده قائلاً
- خرج الصبح يا جدى ومش عارف راح فين
هز نعمان رأسه بنعم ثم قال
- كنت عايزه يسمع إللى هقوله لكن مفيش مشكله أبقى فهمه أنت يا سليمان
أنتبه الجميع إليه لشعورهم بأهمية ما سيقوله
صمت نعمان لدقائق ثم قال
- حسن الله يرحمه وهو أكيد فى مكان أحسن عايزكم كلكم تكونوا حولين مسك ... نتابع مع
المستشفى حالتها أول بأول .... صحيح د . رحيم بيتصل بيا كل يوم يطمنى عليها لكن واجب عليكم وخصوصاً الرجاله أنكم تسألوا وتطمنوا بنفسكم .
هز الجميع رأسه بنعم وقال كامل
- متقلقش يا جدى أطمن من الناحيه دى .
تنهد الحج نعمان وهو يضع يده أعلى الطاوله ثم قال وقلبه يعتصر من الألم هل سيفرح
بأحفاده وصغيره قد غاب عن الدنيا هل سيقيم الأفراح والحزن سكن قلبه وروحه بغياب ابنه الصغير .
- أستعدوا علشان نروح لبيت النادى نتفق على معاد لأعلان الخطوبه رسمى و كتب الكتاب
كمان علشان تقدروا تتعرفوا عليهم وهما كمان ... مش معقول هتتجوزهم وأنتوا متعرفوش عنهم حاجه و لا هما كمان .
أنتفخت أوداج كامل بغضب وأراد أن يعترض ولكن جده غادر الطاوله بعد أن ألقى كلماته ومفاجئته
******************
كان ينظر إليه باندهاش يشعر بالغضب من رؤيته وهو يتذكر علاقته وكلمات أخته له ولكنه ليس بالشخص الذى يحتكم لعضلاته فعقله دائما هو الكفه الراجحه .
ترجل من السياره ليقف أمامه بهيبته التى تجعل راشد رغم معرفته قدر نفسه جيداً وثقته
الكبيره بذاته لكنه يشعر أمام تمام بالضئاله ظل تمام صامت ينظر إليه ينتظر أن يتكلم أخفض راشد رأسه لثوانى ثم قال
- أنا عارف إنك مش شايفنى الراجل المناسب لأختك ... و أنا كمان عارف ومتأكد أنها تستاهل واحد أحسن منى .... يمكن فيا عيوب كتير ... ممكن تقول عليا نجس وقذر ... زانى معتدى على الحرمات ... لكن .
صمت لثوانى ثم رفع رأسه لينظر إلى تمام فى عينيه وقال
- لكن حسناء هى دوايا من كل ده .... هى طاقة النور إللى لو راحت منى .. هفضل فى ضلالى للأبد
تنهد بتعب ثم قال
- يمكن غلطت ... لأ أنا فعلا غلطت وكتير كمان بس مين فينا ما بيغلطتش ... ومقصدش
معرفتى بالبنات أو غيره .. أقصد غلطى فى حق حسناء ... حسناء تستاهل تتعامل معاملة الأميرات تستاهل أنها تكون مميزه فى كل حاجه
أقترب خطوه من تمام ثم قال بنبره واثقه لكن بها من الرجاء ما لمس قلب تمام
- أنا هاخد خطوات سليمه وصح فى إتجاه حسناء ... وطالب دعمك .. أو على الأقل متكونش واقف قصادى .... من أول نفسى و حياتى
كان تمام يستمع إليه بقلبه وعقله ... حاول أن يسمعه بعقله فقط ولكنه يشعر به ... يكاد يشعر بنبضات قلبه الصادقه ... ونظرات عينيه التى يعرفها جيدا ...
أنه عاشق ويشعر بمن يعشق لكن راشد ليس بالشاب الذى يحلم به لأخته كان يشعر بالحيره ولكنه نظر إليه وقال
- كويس أنك عارف أنك متستهلهاش ... وكمان أن كلك عيوب .. وأنك أقل بكتير من الشخص إللى تستحقه .... صحيح محدش فينا خالى من العيوب
لكن عيوب عن عيوب بتفرق ... كمان أنا سعيد أنك عارف حجمك كويس ... وخلينا نشوف خطواتك هتكون أيه ووقتها نقرر .
وتركه واقف مكانه ينظر إليه بابتسامه صغيره ولكنها بها من الأمل الكثير
******************
كان كامل يقطع المكتب ذهابا وأياب بغيظ وغضب ... كلما تخيل أنه قد تخلص من تلك الزيجه يكتشف أن لا مفر منها
جلس خلف مكتبه ينفخ الهواء بغضب كان سليمان يتابعه بعينه ويبتسم وهو يتخيل كامل كتنين ينفخ النار لم يعد يتحمل ليضحك بصوت عالى لينظر إليه كامل بغضب ليشير له بيده وهو يقول
- أهدى يا كامل هو فى أيه ... أنت ليه محسسنى أن جدى بعتك تحارب ... أو هيجوزك للساحره الشريره
نفخ كامل مره أخرى وقال
- يا سليمان أنا مش عايز أتجوز .... معنديش إستعداد أتخان تانى ... ولا كرامتى تتهان تانى
وقف سليمان ينظر إليه بتمعن ثم قال
- بلاش تفكر بالطريقه دى ... مش كل الستات مها .... ومش كلهم خاينين
لينتهز كامل الفرصه ويقول
- و الستات كمان مش خدامين ولا جوارى للرجاله ولا اتخلقوا علشان يكونوا تحت رجلينا ولا نكون أسيادهم... ولا ربنا خلقهم وكرمهم علشان أحنى نذلهم .
أنتفض سليمان للخلف خطوتان وهو ينظر إلى كامل بنظرة خوف ثم غادر سريعا وكأن العالم كله يجرى خلفه تنهد كامل بهم ثم وقف على قدميه مقرر أن يذهب إلى العاصمه ليطمئن على مسك
*******************
كان يجلس خلف مكتبه يضع رأسه بين يديه بهم حين دلف خالد ينظر إليه بضيق من حال صديقه من وقت حادثة الطبيب وهو على ذلك الحال صامت حزين يحمل نفسه المسؤليه
جلس أمامه وهو يقول
- وأخرتها يا حمزه
نظر حمزه إليه بعيون حمراء من قلة النوم والتفكير وقال
- مش قادر يا خالد حاسس بالذنب .. حاسس أنى قصرت فى حق دكتور حسن ... حاسس أنى مكنتش قد المسؤليه ... حاسس أنى أنا إللى قتلته
تنهد خالد بحزن وهو يقول
- ومين سمعك أنا كمان عندى نفس الأحساس ... بس يا حمزه بدل ما نفضل نفكر فى إللى حصل وكان ... خلينا نفكر هنجيب حق الدكتور أزاى ... وأزاى نجيب الأسدى هنا ونحاسبه .
شعت نظرات الإصرار والكره من عيون حمزه ليقف وهو يقول
- هو بقى فين دلوقتى .
ليبتسم خالد وهو يقول
- لسه موجود هنا لكن مش عارفين نوصل لمكانه
ليقول حمزه بأصرار
- أجمع الفريق كله وأستعد يا خالد
*********************
كان يجلس فى مكتبه يمسك بين يديه ذلك الملف الذى أحضره مساعده سعد عن كل عائلة ذلك الضابط كل المعلومات الذى يحتاجها وأكثر
وكان بين كل المعلومات لفت نظره إيميل مميز
جعل فكره شيطانيه تلمع فى رأسه
ليضحك بصوت عالى ثم أخرج هاتفه يبحث عن ذلك الإيميل وهو يتوعد حمزه بداخله
************
جالسه فى غرفتها تمسك بهاتفها تنظر إليه بغضب وكأنها تنظر لمن تنتظر مكالمته فمنذ أكثر من ثلاث شهور وكلماته قلت كثيرا ... أتصالاته شحيحه وكلماته قليله.
تشعر بالغضب من أهماله لها ... لا يهتم بمشاعرها وأحساسها بالوحدة بدونه ... قلبها الذى
يشتاق لكلماته وعينيها التى تشتاق لرؤياه أذنها ومشاعرها تحتاج لسماع كلمات الحب والشوق ... تحتاج أن تشعر
بالحب والإهتمام طرق على الباب أخرجتها من أفكارها لتجد حسناء تقف عند الباب وهى تقول
- لولو جدى طلب مننا كلنا نكون موجودين وقت الغدا علشان عنده حاجه مهمه عايز يقولها .
لتهز علياء رأسها بنعم فى نفس اللحظه التى سمعت صوت وصول إشعارات على إحدى مواقع التواصل
لتجدها تعليقات على أكثر من منشور لها وكلها كلمات شعريه رقيقه لفتت أنتباهها بشده
****************
كان يجلس فى غرفة المكتب يتابع بعض الأوراق الخاصه بأخر الأعمال حين دلف إليه حسان وهو يقول
- ينفع أدخل أتكلم مع أخويا الكبير شويه
لينظر له عبد العزيز بأبتسامه وهو يقول
- هو أنا أطول أن الباشمهندس حسان بذات نفسه يقعد معايا
أبتسم حسان وهو يدلف إلى داخل الغرفه وأغلق الباب وجلس أمامه وهو يقول
- أنت بتقول أيه بس يا عبد العزيز ... أنا بحس أنك أبويا .... المهم فى موضوعين عايز أتكلم معاك فيهم
ترك عبد العزيز الأوراق التى بين يديه ونظر إلى أخيه بأهتمام ليكمل حسان قائلا
- الموضوع الأول ... الشغل .. والمنافسه إللى بين العيلتين إللى المفروض تخلص مع النسب .
صمت قليلا ثم قال
- فى مشاريع كتير بنتنافس فيها يا عبد العزيز ... وأى شركه فينا لو خدت المشروع فكده هيحصل خساره كبيره للشركه التانيه ... أنا حاسس بالحيرة
تنهد عبد العزيز ثم قال
- أكيد هيحصل ترتيب لكل الأمور دى يا حسان متقلقش. .. وأكيد بعد النسب مصلحتنا هتبقى مصلحتهم والعكس .
هز حسان رأسه بنعم ثم قال
- ربنا المستعان ... الموضوع التانى بقى هو موضوع حمزه وعلياء
قطب عبد العزيز حاجبيه وهو يقول
- مالهم
أخفض حسان رأسه ثم قال
- حمزه مقصر جامد فى حق علياء لو مش عايز يكمل يقول ... ميسبش بنت عمه متعلقه كده ...
. ده لا بيتصل ولا بيجى يشوفها .... البنت طول الوقت سرحانه ومضايقه ... وساكته ... أمها إللى حست بالى فيها
وقالتلى .... يا أخويا أنا مش عايز فى يوم أخسرك بس تصرفات حمزه ... بنتى وجعالى قلبى
كانت نظرات عبد العزيز مصدومه ومندهشه لأبعد حد لم يتوقع يوما تلك الكلمات من أخيه ويبدوا أن الموضوع أكبر مما تخيل
ليقف على قدميه وهو يقول
- خساره أيه بس .... علياء بنتى قبل ما تكون بنتك أو خطيبة أبنى ... وأكيد أنا ما قبلش
أنها تنجرح أو تكون زعلانه .... أطمن ... أنا هتصرف .
وربت على كتف أخيه وهو يشعر من داخله بقلة الحيله فهو يعلم ولده جيداً ... يعشق
عمله حد الجنون وينسى الدنيا لأجله ... دعا الله أن يعينه وأن يهدى ولده
•••••••••••••••.
على مائدة الطعام فى بيت الوريدى كان جميع الشباب ينظرون إلى نعمان باندهاش
ليقف كامل وهو يقول
- معقول يا جدى هنتشارك كمان فى الشغل مش كفايه الجواز .
ليقف نعمان قائلا
- أنت هتعارضنى يا ولد من أمتى
ليخفض كامل رأسه وهو يقول
- مقصدش يا جدى ...بس يعنى
- ده قرار نهائى ... وعلى فكره عمران بلغهم بنفس الكلام ... يعنى إللى هيسرى عليكم هيسرى عليهم .. مفهوم
قالها بصوت عالى وغادر
الطاوله غاضب وبشده نظر كامل لسليمان وراشد الصامتان ولكن بغير رضا ولكن ما باليد حيله .. لقد صدر الأمر وأنتهى .
وكان الحال أهدئ قليلاً فى بيت النادى حيث كان يشعر كل من عامر وتمام أن كل ذلك يصب فى مصلحة قلبيهما فلم يعترضا
