رواية العهد الفصل الاول1والثاني2 بقلم ماري نبيل


تعاهد قلبان يوما أن يبقوا سويا للابد ولكن كان للقدر رأي آخر 

فهل سيكون الاستسلام للواقع هو الحل الامثل ام سترفع تلك القلوب رايات الحرب و سيكون لا مفر من كتابة عهدا جديد



روايه العهد 

الجزء الاول

كانت الساعه الثالثه فجرا يوم الثلاثاء الموافق الواحد وعشرون من شهر مارس عندما حملت ملك حقيبتها ووضعت هاتفها فى جيب بنطالها وفتحت باب حجرتها بهدوء وترقب لتذهب الى تلك الحجره الشرقيه فتحت بابها ودخلتها ثم أغلقت خلفها الباب من الداخل    ،فتحت شباك الحجره وقررت النزول منه لقد كان البروزات التجميلية فى حائط هذا القصر تساعدها على التشبث إلى أن نزلت على الأرض ثم نظرت للباب الخلفى لحديقة القصر تحركت بهدوء إلى أن وصلت لهذا الباب وفتحته وفرت هاربه.

لم تغلق هذا الباب ورائها فلم تريد تلك الضجه التى ستصدر عن غلقه توقظ أحدا 

وبمجرد خروجها جرت باقصى سرعه لديها لتخرج من هذا المجتمع الذى يحتوى  على عدة قصور  وصلت للطريق الذى ستنتظر فيه هذا الحبيب الذى ستهرب معه.

كانت الساعه الان الثالثه وربع و الميعاد المتفق عليه فى الثالثه ونصف ،نظرت حولها وهى خائفه تريد أن تمر تلك الدقائق سريعا ليطمئن قلبها .

تذكرت والدتها وكلماتها فى تلك الرساله التى تركتها لها قبل أن تموت عندما قالت لها(أنها كانت ستخون روحها أن بقيت مع زوجها)

وها هى الان تقرر أخطاء الماضى الذى كانت ستدفع ثمنه ،انتبهت للوقت لتجد الان الساعه الرابعه الا خمسة عشر دقيقه اى أن حبيبها تأخر على ميعادهم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت به لتجد هاتفه مغلق !

شعرت بالتوتر حاولت الاتصال به أكثر من عشرون مره ولكن كان الرد واحد فهاتفه مغلق،بلعت غصه فى حلقها عندما انتبهت لحالها الان هل سيخون حبيبها عهده معها هل ستهون عليه!

ماذا تفعل الان ،ماذا لو اكتشف زوجها أنها هربت من المؤكد سيصل إليها الان ،ولكن ماذا اذا عادت لقصر ابيها سيكون غضبه أقل فهى تركت بيته   لتذهب لابيها وليس للهروب ،لتنفض تلك الأفكار من عقلها من المؤكد أن حبيبها لن يخونها ابدا من المؤكد أنه سيأتى لها الان مسكت هاتفها وحاولت الاتصال به مجددا ولكن كان هاتفه مازال مغلق

بدأت دموعها بالنزول ماذا اذا حاولت أن تعود قصر زوجها كما غادرت لا احد سيكتشف محاولة هروبها ولكن ماذا اذا جاء حبيبها الآن ولم يجدها ،يالله أنها حقا ستموت من الخوف والقلق 

خلعت حقيبتها ووضعتها أرضا وجلست عليها كانت تمسك هاتفها فى يدها وتنظر له عندما سمعت صوت احتكاك شديد لعجلات إحدى السيارات التى تقف أمامها لتنظر على أمل أن تكون سيارة حبيبها .

توقف حولها الزمان ومن المؤكد أن قلبها أيضا توقف عن العمل عندما وجدت أن تلك السياره التى تقف أمامها ليس إلا سيارة زوجها وهذا الذى ينزل من تلك السياره من المؤكد أنه زوجها .

بلعت غصه فى حلقها من هيئته المرعبه كان الغضب البادى على وجهه كفيل بجعلها تموت    رعباً لتكمل مابدأت وتترك حقيبتها أرضا وتجرى بأقصى سرعه لديها بعيدا عنه ولكنها تسمع صوت خطواته خلفها تعلو صوت أنفاسها كانت تحاول أن تهرب بحياتها لتقرر فجأه أن تعبر الطريق وبدلا من أن تنظر للطريق 

نظرت لوجه زوجها الذى يجرى ورائها التى تحولت نظراته من غضب لخوف وتحذير من أن تعبر الطريق ثم تنظر يسارها لتجد حافله كبيره تقترب منها باقصى سرعه وقبل أن تصطدم بها وجدت تلك اليد القويه تسحبها بعيدا عنها لتصتطدم بعضلات صدره القويه ياليته تركها لتصتطدم بتلك الحافله فمن المؤكد أنها ستكون أكثر رحمه منه الان .

وجدت هذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه وعيناه التى تحولت نظراتها لخوف بدلا من الغضب هم أقرب شئ لوجهها الان لتبتعد وتحاول أن تفك يدها من بين أصابعه

ملك.سيبنى ابعد عنى انا عايزه ارجع من مكان ماجيت 

لم يرد عليها ولم يتفوه بكلمه وانما سحبها خلفه كشاه فى طريقه للذبح كانت خطواتها   متعثره وصوت أنفاسها يفوق صوت احتكاك عجل السيارات  التى تسير بسرعه عاليه على هذا الطريق ،وصل بها للسياره ليفتح بابها ويلقيها بعنف داخل السياره .

لتنظر له وهو يلف ليركب بجانبها وتلعن هذا اليوم الذى ركبت فيه القطار لتأتى لهذه البلد الملعونه ياليتها نست أمر تلك الرساله التى تركتها لها امها  ....


رجوع بالزمن  (يوم الاحد الموافق الرابع والعشرون من يناير)

دلفت ملك إلى القطار المتوجه لسوهاج حيث كانت ترتدى ملابس لا تليق ابدا بكونها    ستستقل قطار ،لربما اعتادت أن ترتدى مثل تلك الملابس عندما كانت تركب فى سيارتها الفارهه حيث يقودها أحد السائقين الذين يعملون لدى والدتها .

دخلت إلى القطار وجلست بجانب النافذه لتنظر إلى زين الذى كان يقف فى انتظار مغادرة القطار بعدما أوصلها ،كانت ابتسامته الرائعه وهو يلوح لها اخر ما رأت قبل أن يتحرك بها القطار .

كانت تشعر بالقلق حيال أنها تسافر بدونه لربما لاول مره لا يكون معها فى اى مكان تسافر له فلقد كانت والدتها تثق به لدرجه كبيره وهو حقا جدير    بهذه الثقه ،ولكنه لم يحبذ أن يسافر معها لربما لانها ستذهب لعائلة والدها وللمره الاول  ولكنها من المؤكد أنها ستكون على اتصال به دائما.

كان يلوح لها ويشعر أن روحه تغادر مع هذا القطار بعيدا عنه،ولكنه كان مبتسم لها ثم تلاشت تلك الابتسامه تدريجيا إلى أن غادر القطار ولم يبقى على مرمى البصر فحل بدلا منها تعبير من الحزن على وجهه.

كانت تنظر للطريق وهى  تشعر بالقليل من السعاده لمجرد أنها فى قطار لقد كانت دائما تطلب من والدتها أن تركب مع اصدقائها أثناء سفرهم الحافله أو القطار ولكنها كانت ترفض دائما لربما لاقتناعها بأنه    طالما هناك وسيله مريحه فلما تركب مع العامه حتى وإن كان هؤلاء العامه هم اصدقائها لقد كانت لها اراء غريبه وتعتقد أن  وسائل النقل مثل القطار والحافله ماهى الا للعامه او الفقراء .

تنهدت اخيرا فعلى الرغم من تحكمات والدتها إلا أنها كانت خير ام وصديقه ،ياليتها تعود وتعودبتحكماتها .

تذكرت يوم عيد ميلادها الثامن عشر حيث كانت امها متعبه للغايه وبعد انتهاء الحفل الذى اثرت والدتها أن تقيمه وتدعى صديقاتها أعطت لها ظرف كبير وقالت لها بتعب أن تقراء ما به عند موتها ولقد رفضت ملك فكرة موت امها رغم أنه لا محال منه فهى كانت مريضه وحقا فى تعداد الموتى .

نزلت دمعه من عيون ملك لتلك الذكرى وأخرجت هذا الظرف من حقيبتها 

لتنظر له وتتذكر ما قراءت بعد موت والدتها بعدة أيام فلقد قراءته أكثر من عشرون مره لا تعلم هل لأن تلك الكلمات موجه لها من امها ام لانها لا تصدق ماتقرأ

كانت صدمه لها أن تعرف كل تلك الحقائق المكتوبه فى هذة الرساله من امها فلقد كان محتواها

(حبيبتى اعلم انك قد تظنين بى السوء ولربما تغضبى منى بعد انتهائك من قراءة هذه الرساله    ولكى كامل الحق فى غضبك ،لذا طلبت منك تأجيل قرائتها بعد أن اقابل وجه الكريم لاننى لم يكن لى القدره على مواجهتك بعد معرفتك للحقيقه ،

حبيبتى ثقى أننى احبك وانتى لم أخطأ سوا فى هروبى من ابيكى منذ سبعة عشر عام فبمجرد ولادتك هربت منه ولم اخبرك يوما عنه خوفا من أن تبتعدى عنى أو تطالبينى برؤيته لقد أخبرتك أنه فى تعداد الموتى لاجعلك لا تسالينى عنه،

لقد كنت انانيه لغايه ومازلت انانيه حتى تخرج منى اخر انفاسي ،فانا انانيه بحبى لكى.

لقد كان ابيكى له عدة أعمال غير مشروعه وانا لا أحبه لقد تزوجته إجبارا من والدى  لا أنكر أنه كان رحيم معى للغايه فى بادئ الامر ولم يؤذينى يوما    ولكنى لم استطع أبدا أن اعطيه قلبى، عانيت كثيراً لاننى لم احمل له أى مشاعر كنت اكره قربه منى وأكره نفسي بعد كل مره يقترب منى فقررت أن اهرب بحياتى بعيدا عنه حاولت كثيرا ولكننى كنت دائما أفشل فى الهروب منه وكل مره يستطيع أن يعيدنى له يعاقبنى بأن يجعلنى ابتعد عن اهلى واصدقائي إلى أن ماتت امى ولم اراها لا أنكر أننى السبب فى جعله   قاسي معى ولكننى لم اسامحه يوما واستطعت اخيرا الهروب منه والهروب بك  لأبدء حياه جديده بعد ان سافرت للعمل خارج البلاد وعدت معكى إلى مصر بعد  سنوات كثيره كان من المؤكد أنه نسي أمرنا 

لقد قررت اخيرا أن أبلغه بأنكى على قيد الحياه ليتولى هو رعايتك  بعد موتى لقد فكرت    كثيرا قبل أن اخطوا تلك الخطوه ولكن كان لا مفر من أن أكفر عن ذنب حرمانكم من بعضكم ،لا تجعليه يقنعك باننى خائنه أننى لم اخونه يوما  ولكنى كنت سأخون روحى أن بقيت معه   ،ولا تقلقى فابيكى ثرى للغايه لا يقل عن حالنا ولربما لديه أموال أكثر من تلك التى كانت لدينا يوما ولا اكذب عليكى لربما هذا هو السبب الأساسى فى أن اجعلك تظهرين الان فانتى لك كامل الحق فى أمواله ويجب أن ترثيها 

اخيرا اريد ان اقول لكى انى احبك وأتمنى أن تظل محبتى فى قلبك كما هى )

تنهدت اخيرا واعادت الظرف عندما دخل أحدهم كابينه القطار لتنظر له وهو يجلس بجانبها بعد أن رمقها بنظره جانبيه

ماهذا انها تعرفه جيدا أنه ملاكم مشهور على ماتعتقد لا تتذكر اسمه ولكنها تعرف شكله جيدا يبدو عليه الثراء من ملابسه وهذا الهاتف الذى يمسكه بين أصابعه القويه ابتسمت ابتسامه ساخره وتسألت فى عقلها اين انتى يا امى لترى بعينك أن القطار ليس فقط للفقراء 

أنهت تحليلها للموقف وقررت أن تغمض  عيناها عندما تذكرت نصيحة زين بان تنام حتى لا تشعر بالملل فأغمضت عيناها  وتذكرته بابتسامته التى تخطف قلبها دائما أنها تحبه لا بل تعشقه يا ليته وافق أن يذهب معها 

فتحت أعينها عندما  سمعت صوت محصل التذاكر يمر ويمنع أحد الرجال من دخول كابينة القطار التى يجلسون بها

المحصل.معلش يافندم الكابينه دى محجوزه باسم يوسف الراضى 

لينظر هذا الرجل لهذا الشخص القابع بجانبها ثم اليها ويمر بهدوء للكابينه التاليه فتحت حقيبة يدها ونظرت فى رقم التذكره لتتاكد من أنها تجلس فى المكان الصحيح ولكنها تفاجئت بحركه هذا المدعو يوسف ليحرك حقيبتها من الكرسي المقابل لها ويجلس أمامها ثم ينظر فى أعينها ويقول

يوسف. انتى تذكرتك مظبوطه ياملك

لتنظر لتلك العيون الخضراء التى تنظر لها وتتسال من اين يعرف اسمها

روايه العهد 

الجزء الثانى

بقلم مارى نبيل

نزل من سيارته التى سيقودها  السائق الخاص به إلى سوهاج 


قبل أن يستقل القطار الذى فضل العوده به ليرى ابنة المرأه 


التى تسببت فى حرب بين أكبر عائلتين فى سوهاج أو لربما 



ليرى ابنة تلك المرأة التى أدمعت عيناه عند معرفته بموتها أو لربما ليرى تلك الفتاه التى 


كان يحملها يوما فوق عنقه ويجرى بها فى حديقة قصرهم 

دلف الى كابينة القطار


 ليجد تلك الفتاه التى تمنى  أن تعود مع والدتهاالهاربه ،ليجدها ترفع شعرها لأعلى الذى 


على مايبدو أنه طويل جدا  وترمقه بنظره سريعه من تلك العيون


 التى يتذكر لونها جيداً ،جلس بجانبها عندما لم يجد مكانا أمامها من حقائقها الموضوعه 


على الكراسي  المواجهه لها فلقد أراد بشده ان يشاهد وجهها الجميل والذى تأكد منذ أن لمحه للمره الاولى بعد سبعة عشر عام  أنه سيعشق صاحبته 

لقد كانت غارقه فى افكارها على مايبدو إلى أن دخل محصل التذاكر وقال إن الكابينه محجوزه له 

تحرك عندئذ وجلس أمامها وتكلم معها

يوسف.التذكره اللى معاكى مظبوطه ياملك

لتنظر سريعا لهذا القابع أمامها لتجد عيونه الخضراء الثاقبه تنظر لها بتمعن ، لا تعرف لما شعرت بانقباض فى قلبها ومن اين عرف اسمها 

ملك.هو حضرتك تعرفنى

رجع إلى الخلف وجلس بأريحية على الكرسي المقابل لها وتعمد الكذب

يوسف.لا

ملك.انت تعرف أسمى منين

يوسف.من السلسله إللى لى  فى رقبتك مثلا

نظرت له بغضب يشوبه القليل من التعالى  ثم وضعت قدما فوق الأخرى وجلست بأريحية هى الأخرى على كرسيها وأخرجت من حقيبتها نظارتها الشمسيه ثم قررت أن تنظر للطريق ولا تعطى لهذا المتطفل الذى يبث في الأجواء القلق اى اهتمام

لم تمر ساعه حتى نامت ولم تستيقظ الا عندما شعرت بيد أحدهم تحركها وبهدوء لتفتح عيونها فلم تجد هذا المتطفل نظرت لتجد نفسها وصلت لمحطة قطار سوهاج 

نزلت من القطار سريعا كانت تشعر بشغف لترى ابيها الذى له صوره معها .

نزلت لتبحث بعيونها فتجده  رجل على مايبدو فى الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار كان يبحث بعيونه وسط الركاب عليها اقتربت منه وهى لا تشعر بتلك الاجواء حولها 

هل هذا هو الأب الذى تمنت طوال حياتها وجوده،هل هذا هو الأب الذى ظل يبحث عنها وعن والدتها دون جدوى لأكثر من سبعة عشر عام كما قالت لها والدتها وقفت خلفه على بعد متر منه وتسألت كيف سيكون شعورها عند الاقتراب منه فلقد كانت تتمنى طوال حياتها أن تلقى بنفسها فى هذا الحضن الابوى الذى طالما رأت زميلاتها يفعلون مع أبيهم ،هل سيفتح أحضانه لها ،انها تراه متوتر للغايه ترى عيونه الدامعه ،تراه ينظر لساعة يده كثيرا

اقتربت منه وقالت بتساءل وبصوت منخفض

ملك.بابا

ليلف سالم سريعا وينظر لها بعيون دامعه ووجه مبتسم ويمد يده المرتعشه لوجهها ويقول

سالم.بنتى ....بنتى ملك

ويشدها من يدها ليحتضنها،انها تلك اللحظه التى تمنتها كثيرا أنه هذا الحضن الذى طاقت له طوال حياتها.

بعدها عن حضنه ونظر فى عيونها ليقول بلهفه وحب جعلوها تشعر بالسعاده 

سالم.لون عنيكى وشكلها زى ماهى وحشتينى اوى يابنتى

دمعت عيناها وتكلمت بصدق

ملك .انا مبسوطه اوى انى معاك 

خرجوا معا وهو يمسك بيدها خارج محطه القطار وركبت معه سيارة دفع رباعى لم تكن تتوقع أن سوهاج منطقه راقيه ،كانت تتوقع أنها بلد ريفيه ،لم تصدق عيونها عندما رأت المنطقه  التى بها قصور التى تدلف لها السياره التى تركبها ثم ذاك القصر ذات اللوحه المكتوب عليها قصر سالم الحديدى


لن تتوقع أن ابيها بهذا الثراء بمجرد نزولها من السياره انتبهت للخدم الموجودين وصوت الزغاريد من الخادمات مسك ابيها يدها ودخل بها لهذا القصر التى شعرت بمجرد دخولها إليه أنها فى عالم اخر.

لف لها وعيونه دامعه

سالم.لو تعرفى يابنتى استنيت اللحظه دى قد ايه 

سحبها خلفه ليدخل بها حجره غايه فى الروعه

سالم.دى الاوده بتاعتك كل سنه كنت بجددها على أمل أن امك ترجع بيكى ،دورت عليكم كتير اوى كان نفسى الاقيكم اوى كان نفسي ترجعوا اوى يابنتى

نظرت له وهى لاتصدق ما تسمع هل كان سيستقبل امها أن عادت بعد كل تلك السنين من هجرتها له

ملك.هى ماما لو كانت رجعت كنت هتستقبلها عادى كدا

نظر لها سالم بعيون حنونه

سالم.كنت هستقبلها ياملك كفايه أنها امك ،عارفه ياملك اللى يحب بجد بيسامح وأنا على الرغم من كل اللى حصل واللى امك اتسببت فيه ليا ولعيلتى وأنها حرمتنى منك الا انى مسامحها،

ثم ابتسم بسخريه وأكمل

سالم.اوعى تفتكرى أن دا ضعف منى لا فى درجه من الحب لو وصلتى ليها هتفهمى كلامى

ابتسمت ملك وبدأت تشعر بأن والدتها كانت كاذبه بأمر ابيها وانها حقا ظلمته كما أنها امرأه حمقاء لتترك خلفها زوجا محب بهذا الشكل.

تكلموا كثيرا وقبل أن تضع ملابسها فى دولاب حجرتها تفاجئت بملابس جديده كثيره والغريب أن كل تلك الملابس على مقاسها تقريبا 

وقفت أمام المرأة لتنظر لقميصها الذى بلونه يعكس لون عيونها لتلمح عنقها الخالى من  السلسلة التى اهدتها لها امها لتنظر بهلع اين السلسله لتخلع ملابسها سريعا وتفحصها جيدا لربما انقطعت وعلقت بملابسها لتجلس حزينه عند إدراكها أنها فقدتها

ثم تذكرت هذا المتطفل الذى تكلم عن السلسله  هل هو سارق !

لا أنه ملاكم أنها تعرفه جيدا أنه مشهور ويبدو عليه الثراء فلما يسرق ولكنه هو من كان معها فى القطار وهو الذى تكلم عن سلسلتها من المؤكد أنه سارق .

شعرت بالغضب يتملكها لابد أن تجده وتسأله عنها ولكن اين تجده ،

دخلت على الانترنت وبحثت عن اسمه تتذكره جيدا يوسف الراضى  لتجد  عدة فيديوهات له وهوفى مباراته ،أغلقت سريعا أنه حقا ذو هيئه مرعبه جعلت قلبها ينقبض ،قررت أن تهاتف زين وتحكى معه ماحدث فى القطار ولكن كان هاتفه مغلق لتنزل لتبحث عن والدها .

عاد يوسف لقصره حيث وجد أخته الصغيره تجلس بحديقة القصر وبمجرد رؤيتها له قفذت لتحتضنه

هبه.كدا يا يوسف اسبوعين كاملين من غير ما اشوفك

يوسف .حقك عليا المره الجايه هاخدك معايا

قفذت كالطفله وحضنته مجددا

يوسف.فين بابا صحيح 

هبه .مش عارفه تقريبا فى اودته من الصبح

صعد كلاهما لتبدء المصائب حيث وجدوا أبيهم   واقع أرضا كجثه هامده 

اقترب يوسف بهدوء يسبق العاصفه عندما ركع على ركبتيه ووضع يده على رقبة أبيه ليدرك موته لم يكن يشعر باخته الصغيره التى تصرخ وتبكي بهستيريه حيث تجمع الخدم على صوتها .

أما عند ملك فلقد كانت مع أبيها فى حديقة هذا القصر الرائع عندما جاءته مكالمه هاتفيه ،رد ابيها على تلك المكالمه وهو يبتعد عنها ولكنها لاحظت أن تلك المكالمه جعلت ملامح وجهه تبدو أكثر جديه ثم يشوب ملامح وجهه الحزن، ثم دمعت عيناه ثم نزلت دموعه أمام ابنته

اغلق سالم الهاتف ونظر لابنته وتكلم بحزن وصوت باكى

سالم.معلش يابنتى اول زياره عائليه ليكى هتكون عزاء

ملك.زياره عائليه هو احنا لينا قرايب

نظر لها بعيون مكسوره ودامعه وقال بعد ان تنهد 

سالم.كان لينا قرايب والدتك كان ليها اخت واحده وهى مرات اخويا اللى لسه متوفى النهارده  

وضعت يدها على فمها وفهمت لما ابيها يبكى فأخيه مات اليوم 

مدت يدها على كتفه

ملك.معلش يابابا ربنا يرحمه 

ابتسم بسخرية وقال

سالم .انتى عارفه انى قطعت علاقتى مع اخويا بسبب امك من زمن !

ملك .ايه العلاقه مش فاهمه

سالم .لما امك هربت كنت متخيل أن اختها تعرف حاجه ولغبائى رحت بيت اخويا وكنت هتهجم على مراته،كنت متهور وشاب هيتجنن على مراته اللى اختفت ومن ساعتها وهو قطع علاقته بيا،بعد سنين كتير جدك حاول يرجع العلاقات بينا بس للاسف يابنتى اللى اتكسر عمره ما يتصلح صحيح كان بينا كلام بس طبعا مش زى الاول 

تنهد سالم وتركها وغادر

جاء وقت العزاء ليلا لترتدى ملك ملابس سوداء وتنزل لتدخل قصر عمها لم تصدق والدها عندما علمت منه أن جدها مازال بصحته.

جلست وسط السيدات لتلمح تلك الفتاه التى فهمت من الحوارات  القائمه حولها أنها ابنة المرحوم،اى أنها ابنة عمها ،جلست بجانبها بهدوء وقالت

ملك.البقاء لله 

دون أن تنظر لها هبه تكلمت

هبه.شكرا

لم تكن هبه على درايه بتلك القصه القديمه التى يعرفها جيدا يوسف ،يوسف الذى يتذكر خالته تؤام أمه الذى كان يحبها ويحب ابنتها ملك الصغيره المدلله كثيرا.

لم تتكلم ملك لأنها فى حقيقه الامر لا تعلم ما يجب أن تقول فمن الواضح أن هبه لا تعرف شئ عن قرابتهم

خرجت من تلك الأجواء التى جعلتها تتذكر امها ،وبمجرد خروجها لمحت يوسف لتصرخ بصوت عالى وتتجه ناحيته 

ملك.انت....انت حرامى سرقت السلسله بتاعتى واحنا فى القطر

يلف يوسف  لينظر لها لا يعلم كيف وجدت الابتسامه طريقها لوجهه ثم انتبه لكلامها ليرفع إحدى حاجبيها ويتكلم 

يوسف.بتقولى ايه ياشاطره

ملك.انت حرامى انت اللى سرقت السلسله بتاعتى واحنا فى القطر

تكلم بطريقه محذره

يوسف. يعنى أنا حرامى صح

ملك .اه انت حرامى وانا عايزه السلسله بتاعتى حالا

يوسف.طيب اختفى من وشى بدل ما هسرقك زى ما سرقت سلسلتك

رجعت للخلف خطوتان لا تعلم لما شعرت بجدية كلامه ولكنها تريد سلسلتها ،فتقنع نفسها انه لن يستطيع أن يفعل لها شيئاً فهى فى قصر عمها ولكنها تنظر حولها فلم تجد احد قريب منهم فالجميع بالداخل فى العزاء

يوسف .ادخلى عزا عمك  (ثم اقترب منها  وأكمل ) باباكى سالم الحديدى هيقلق لو حس بغيابك

هكذا إذن أنه من المؤكد يعرفها  

ملك.انت تعرفنى منين 

نظر لها وقبل أن يتكلم وجد.احدهم يضع يده على كتفه ليلف له ويقبل يداه

نظرت ملك لهذا الرجل الكهل الذى جاء من ورائه ابيها

سالم. اعرفك ياملك بجدك 

نظرت له لترى فى وجهه الجديه والصلابه فى ذات الوقت لم تشعر بأى مشاعر تجاهه ولكنها قالت بجمود

ملك.اهلا ياجدى

اقترب الجد ومد يده على رأسها وقال بحنو

الجد.ازيك يابنتى 

ملك .الحمد لله

ثم نظر الجد بمكر ليوسف

الجد.شكلك متضايقه هو يوسف زعلك

ملك.يوسف دا حرامى سرق السلسله بتاعتى وبعدين مين يوسف دا اصلا

نظر الجد بعدم فهم اي سرقه تتكلم عنها 

الجد.دا يبقى ابن عمك الله يرحمه وابن خالتك الله يرحمها بردوا

نظرت ليوسف لا تعلم لما تشعر بانقباض فى قلبها كلما نظرت له وقبل أن تكمل كلامها وجدت اتصال هاتفى من زين لتأخذ الابتسامه طريقها لفمها وتستاذن  من الجميع وتذهب لتحادثه وما أن ذهبت حتى تكلم الجد 

الجد.يوسف وزين عايزكم جوا

تكلمت ملك كثيرا مع زين حكت له كل شئ بالتفصيل وقالت له أنها تفتقده وبالتأكيد هو الآخر بادلها نفس المشاعر أغلقت معه لتشعر بأنها وعلى الرغم من وجود الاهل حولها الا انها تائهه بدونه متى تعود له أو ياتى هو لها ليطلب من ابيها أن يتزوجها ويبقوا معا للابد

انتهى واجب العزاء لتعود مع والدها للقصر لا تعلم لما لا يتكلم كثيرا هل لأن أخيه توفى ولكن هناك شيئا اخر تشعر بذلك

ملك.بابا انت كويس

سالم.لا ياملك مش كويس

ملك.معلش يابابا الله يرحمه

سالم.انا مش كويس لانى ملحقتش افرح بوجودك معايا ياملك

ملك .مش فاهمه

سالم .جدك اخد قرار جوازك 

ملك.قرار جواز مين مش فاهمه

سالم.جوازك انت ويوسف دا كان اتفاق زمان ايام مااخويا كان عايش وقت ماكان بيحاول جدك يهدى بينا الأمور جدك ساعتها قال إن لو انتى رجعتى هتكونى ليوسف 

هبت واقفه 

ملك.ايه اللى انت بتقولوا دا انا مستحيل اتجوز يوسف دا مستحيل

سالم.محدش هيقدر يقف فى وش جدك ياملك

ملك.انا هقف فى وشه ،انا مش هتجوز اللى اسمه يوسف دا


                     الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>