رواية صاحب الشركة
الفصل الرابع عشر الخامس عشر
بقلم روني محمد
حتى الان لم يستوعب وليد ما سمعه وما رآه من والده ، في بدايه زواجه من ريم ( دعاء) كان من اشد المعارضين له لكونها فتاه بسيطه ويتيمه فقد فقدت أهلها منذ زمن لتكفلها خالتها وتعتني بها الي ان قابلت وليد حينما عملت عنده في شركته ، اعجب بها بل وعشقها منذ أول لقاء له ، جلس فالأرض يبكي وهو يمسك رأسه بكلتا يديه ويتذكر لقاءه بها
فلاش باااااك
ريم : وسع كده لو سمحت عشان ده مكاني
وليد : أوسع ؟ ومكانك!! ده الي هو ايه بالظبط
ريم : انا بركن الأسكوتر بتاعي هنا بقالي اسبوع ، فمتجيش انت تبوظلي الدنيا وتاخد مكاني عالجاهز...
وليد بغيظ : أجري يا شاطره يلا من هنا انتي والعجله الي انتي ركباها...
ريم : بقولك ايه انت شكلك سواق والعربيه دي مش بتاعتك ، فخاف مني بقى عشان حته مسمار صغير لو رسمتلك بيه قلب وسهمين ، هتدفع عمرك كله عشان تمسحهم...
وليد : طيب اعلى ما في خيلك اركبيه وايه رأيك لو فكرتي بس تيجي جنب العربيه لأكون ساجنك ، شايفه الكاميرا الحلوه الي هناك دي مصوراكي وهتصورك لو فكرتي تعملي حاجه ، لولا اني شاكك انك بنت انا كنت لزقتك فالحيطه زي الصرصار ده ...
كانت تستمع الى كلامه وهي تضع يدها في خصرها وتواجهه بتحدي ، الي ان ذكر هذا الشئ فالتفتت وجدت بالفعل صرصار على الحائط خلفها ، لتترك دراجتها البخاريه وتجري سريعا خارجه من الجراج......
ضحك هو حينما رأها بهيئتها المذعوره ليمشي بثقه وهو يدخل الشركه ، ولم يعلم انها احد موظفينه الجدد التي تم تعينهم قبل اسبوع اثناء سفره الي الخارج......
في اليوم التالي
جاء الي عمله وصف سيارته في الجراج وحينما نزل واغلق القفل الالكتروني للسياره تفاجأ بإنقطاع التيار الكهربي ليعم الظلام اخرج هاتفه ليضيئه حتى يستكمل طريقه الى خارج الجراج ماشيا على قدميه لتوقف المصعد بسبب انقطاع التيار الكهربي ، ابتعد قليلا عن سيارته ليسمع صوت الأنذار بصوته المزعج يصدح في المكان ، اندهش قليلا من هذا الصوت ليعاود ادراجه ويعود لسيارته ليعرف ما حل بها جعلها تصدر هذا الصوت ، وحينما اقترب منها ، لم يتبين من شكلها بسبب الظلام ليصمت صوت الانذار ، ويعاود للخروج مره اخرى ، وقبل ان يصل للباب رجع التيار الكهربي مره اخرى التفت بحيره وعاود النظر امامه مره اخرى الا انه استوقفه شيئا ، ليلتفت الي الخلف نحو سيارته وتجحظ عيناه مما رآه فسيارته البيضاء اصبحت باللون الأسود ، فهناك من صب عليها دهانا باللون الاسود ، حتى ان الزجاج قد صب عليه ذلك اللون البغيض الذي قد اشعل نار الغضب داخله وقرر ان ينتقم ممن فعل ذلك ....
اسرع نحو سيارته وهو يتفحصها بغضب ويلتف حولها باحثا عمن فعل تلك الجريمه الشنعاء في حق سيارته ، فلم يجد احدا ، ركل الارض بقدميه وهو يتجه نحو الامن صارخا بهم بالبحث عمن فعل ذلك ثم صعد نحو مكتبه ، لانه كان لديه اجتماعا مع الموظفين الجدد والتي كانت من بينهم تلك الجميلة التي تمردت عليه....
دخل الي قاعه الاجتماعات وهو يستشيط غضبا مما حدث ينتظر ان يهاتفه الامن باخباره بمن فعل هذه الجريمه في حق سيارته ، بدأ الاجتماع ولم يلحظ وجودها في بدايه الأمر ، اما هي حينما راته يجلس على رأس طاوله الاجتماعات وعلمت انه صاحب الشركه ، اضطربت وهي ترتعش خوفا من كشف أمرها ، دام الاجتماع لأقل من نصف ساعه تقريبا فكان وليد في حاله لا تسمحله بان يجلس وسط هذه الضوضاء لاكثر من ذلك وباله مشغول ، فقرر تأجيل الاجتماع لوقت لاحق ، وقبل انصراف الجميع ، دخل احد افراد الامن متجها الى وليد واخذ يحدثه بصوت خافت بالقرب من اذنه ويعرض له على هاتفه المحمول شيئا ، ثم اتجه حارس الامن بانظاره حيث المكان التي تجلس فيه ريم ( دعاء) بعدها تحولت نظرات وليد الي الجمر المشتعل وهو يصرخ بموظفينه ويأمرهم بالخروج ، اسرعت بلم أوراقها ، وهي تهرول لتختفي وسط الزحام الا ان استوقفها صوته قائلا
-: استني انتي رايحه فين ؟
نظرت له بخوف وهي ترتجف رعبا مما سيحدث لها ليخرج صوتها بصعوبه وهي تشير على نفسها قائله
-: انا ؟
استكمل حديثه بصياح قائلا
-: ايوه
خرج الجميع تاركينها بمفردها بعد ان تسللت البروده الى اطرافها وقلبها الذي كاد ان يتوقف رعبا مما حدث......
اقترب منها بخطوات ثابته وهو يتفحصها قائلا
-: بقى بتاعه زيك متسواش حاجه تعمل فيه انا كده ؟
-: بص انا بص هقولك... انا مكنتش اعرف وبعدين انا معملتش حاجه....
ضيق عينيه وهو ينظر لها بشك قائلا
-: تعالي
-: لا
-: تعالي هنا بقولك
-: لا يا عم انت عنيك حمرا وشكلك بقى عامل زي مصاصين الدماء....
-: ده انا مش هيكفيني مص دمك بس دانا لو اطول ابيعك بالقطعه كنت عملت.... انتي عارفه العربيه الي بوظتيها دي تسوى كام.....
تصنعت هي الشجاعه لتقول بكذب
_: انا مبوظتش حاجه ...
-: الكاميرات صورتك
-: ازاي والنور كان مطفي ؟
ابتسم هو لغبائها ليقول
-: وانتي عرفتي ازاي ان النور كان مطفي
ضربت كفها برأسها وهي تلعن غباءها الذي اوقعها في شباكه ، فلم تجد بد من الخروج من مصيدته سوى تلك الحيله التي كانت تفعلها في خالتها وهي صغيره حتى لا تذهب الي المدرسه وهي ان تتظاهر بالأغماء ، لتسقط بعد دقيقه وهي تتظاهر بانها فاقده للوعي......
توالت الخلافات بينهم ،ولكن وليد كان يحرص دائما على بقاءها فالشركه الى ان جاء اليوم واعلن لها عن حبه لها ، وتزوج منها بعد عده اشهر...
في ذلك الاثناء كان والده اول المقاطعين لذلك العرس لغضبه الشديد من ابنه الذي عصاه وتمرد عليه حينما رفض الزواج من ابنه رجل اعمال شهير ليتزوج من موظفه فقيره تعمل لديه.......
باااااك
جلس احمد الى جانب صديقه وهو يضع يده على كتفه كنوعا من المؤازره ، التفت وليد له وهو ينظر له بحزن ثم هب واقفا يمسح عينيه وهو ينزل من خلف التل ليقف ندا امام والده بكل شموخ.......
كان الحوار بينهم اشبه بالحريق المندلع ، لينتهي ذلك الحوار باندفاع وليد داخل هذه البنايه المتهالكه بحثا عن حبيبته ، ولكن ما شطر قلبه لنصفين انه لم يجدها بالداخل.....
اما عند والد وليد
انصرف في غضب من اسلوب ابنه الفظ معه وعتابه المستمر له ، وكذلك اتضح له انه قد خسره للأبد ، ليركب سيارته سريعا ويمسك بهاتفه ليجري مكالمه ، وحينما جاءه الرد من الطرف الاخر خرج صوته قائلا
-: نفذ وكلمني..........
صاحب الشركة
روني محمد
الخامس عشر
بعدما اغلق والد وليد الخط أمر السائق بالأنطلاق نحو وجهته ، تاركا وليد ينبش رمال الصحرا باحثا عن زوجته ، رأى السائق الطريق الرئيسي من بعيد فأسرع اليه بعدما امره رب عمله بالاسراع قبل ان يلحق به وليد ، لم ينتبه لتلك المقطوره التي تأتي مسرعه لتصطدم السياره وتنحرف عن الطريق السريع ، ثم انقلبت حتى سالت الدماء ولوثت تراب الأسفلت .....
عند دعاء
كانت تجلس وهي تحتضن ركبتيها وتبكي بحرقه ، وتتذكر ما ألت اليه الامور وما حدث لها دون ان تعرف ذنبها ، كيف اصبحت وحيده دون مأوى او عائلة ، ندمت بشده لتركها منزل وليد الذي كان يأويها.....
سمعت خطوات تقترب من الباب ومن بعدها سمعت صوت المفتاح يدور داخل الباب ، وقفت سريعا وأظلمت الغرفه لتقف خلف الباب وهي تحبس انفاسها ، فتح ذلك الرجل الضخم الباب ، تفاجأ بعتمه المكان ، وضع يده على مكبس الكهرباء ولم بنتبه لذلك السلك العاري الذي جعل جسده يصعق وينتفض من تعرضه لشحنه كهربائيه ، بينما هي استغلت الموقف لتنسحب ببطئ من خلفه قبل ان يراها ، وتقرر ان تلوذ بالفرار قبل ان يراها احد ولكن لم تستطع بسبب وجود الكثير من الرجال في المكان ......
اخذت تسير وتبحث عن مكان تختبئ به الي ان لمحت هاتفا محمولا موضوعا على المنضده بالقرب من الباب وهو متصل بشاحنا كهربائيا ومن الواضح ان صاحبه قد تركه ليملئ بطاريته بالطاقه ، اخذته سريعا وهي تدوس على ازراره وتتأكد من صلاحيته للأستعمال ، اول ما فكرت به هو ان ترسل رساله لوليد تطلب منه مساعدتها وتخبره ان الهاتف لاحد افراد العصابه ولا تستطيع الاتصال به كانت الرساله مازالت قيد الارسال ، تركت الهاتف موضعه بعد ان سمعت صوت خطوات تقترب من مكانها ، ومن ثم بحثت عن مكان للأختباء الى ان هداها القدر لذلك الصندوق الخشبي الموجود في أحد زوايا الغرفه ، فتحته بهدوء وتكومت به ، ونظرا لصغر حجمها استطاع ذلك الصندوق ان يتسع لها بصعوبه ولكنها تحملت آلام جسدها وعظامها على أمل ان ياتي وليد ويخلصها من تلك العصابه ....
عند وليد
بعدما فتش وليد عنها في كل مكان ولم يجدها ، خرج مسرعا ليلحق بأبيه لكنه كان قد فر بعيدا ، خارت قواه ليجلس ارضا وهو يبكي خوفا من فراق حبيبته فهو للمره الثانيه يدوق لوعه فراقها وهذه المرة دون عوده ، جلس صديقه بجواره محاولا التخفيف عنه
احمد بحزن : أهدى بس يا وليد وان شاء الله هنلاقيها....
وليد بدموع : ما أنت سمعته بنفسك وهو بيتكلم فالتليفون أكيد كان بيكلم رجالته عشان تخلص عليها، انا عمري ما هسمحه أبدا....
أحمد : ازاي السنين دي كلها مشكتش فيه ؟
وليد : هشك فيه ازاي بس... انا عمري ما كنت أتخيل انه بالقسوة دي ، لو كنت اعرف انا كنت هخبيها عن الناس وعن الدنيا بحالها ،،، ريم اتعذبت كتير بسببي ، انا كنت ناوي اعوضها عن كل حاجه ، كل حلمي في الدنيا ان اعيش معاها ونخلف ويبقى عندنا ولاد.... بس الحلم مش عاوز يكمل
احمد : ادعي ربنا يا وليد ربنا قادر يرجعها لحضنك وينتقم من كل ظالم....
وليد : اللهم انت حسبي ونعم الوكيل ، يارب انت عارف انا مليش غيرها ولا هي ليها غيري يارب احميها ورجعهالي ياااااارب
عند دعاء
كان الجميع على قدم وساق يبحثون عنها في كل مكان ...
الرجل 1: راحت فين البت دي بس ده الباشا لو عرف انها هربت هيخلص علينا...
الرجل 2: لا هربت ايه لا مش ممكن ، احنا متحركناش من قدام الباب ، وبعدين اديك شايف الشبابيك كلها عليها حديد ومقفوله...
-: امال بس هتكون لبست طاقيه الاخفا واختفت
_:لا يا خفيف تلاقيها مستخبيه هنا ولا هنا ، انا غلطان الي اعتمدت عليك من الأول
-: انا يعني عملت ايه ، انا دخلت عشان اخلص زي ما الأوامر جتلنا لقيت النور مطفي مديت ايدي اشغله لقيت السلك في ايدي ومحستش بالدنيا غير لما اتنطرت وقعت بعيد...
-: احمد ربك انك لسه عايش وحاول تلاقي البت دي وخلص عليها قبل ما الباشا هو الي يخلص علينا...
-: طيب طيب.. انا هروح ادور في الأوضه الي هناك وانت دور في الي هنا...
-: روح يا خويا عالله تخلص وتريحنا...
-: استنى انت دورت في الصندوق ده ؟؟
-: لا بس ده صغير ، هتستخبى فيه ازاي يعني
-: ياعم دور وخلاص متسبش حاجه الا لما تبص فيها...
-: طيب طيب انا هروح اشوف...
اقترب أحد الرجال من الصندوق ، ومد يده ليزيل الغطاء ليتفاجأ ب.......
عند والد وليد
اسرعت سياره الأسعاف لانقاذ المصاب حيث نتج عن تلك الحادثه مقتل السائق واصابه والد وليد باصابات بالغه قد تؤدي الي مقتله ، اسرع رجال الاسعاف نحوه ليحملوه بصعوبه من داخل السياره بعد ان تم بتر اجزاء من جسده حتى يستطيعوا ان يخلصوه من الهيكل المعدني للسياره......
سمع وليد من بعيد دوي سيارات الاسعاف لينتبه هو واحمد لذلك لينطلقا مسرعين حتى يتحققا من الصوت......
عندما وصلا الي المكان قد انطلقت سياره الأسعاف بالمصاب ولم يعلم وليد ما حدث لوالده ، وبما عاقبه الله ، ليعلم انها مجرد حادث سير نتيجه تصادم سياره مع مقطوره كبيره.......
رن هاتفه ليخرجه من جيبه وينظر به واذا بها رساله ريم تستنجد به....
