صاحب الشركة
روني محمد
الفصل الثاني عشر والثالث عشر
ترجلت من السياره باتجاه البنايه وقفت امام المصعد الى ان لحق بها ، صعدا سويا الى ان وصلا الى الدور المخصص لشقته ، وقف المصعد ونزلا الاثنين ، واتجه الى شقته فقام باخراج مفاتيحه ، وضع المفتاح في
المكان المخصص له وفتح باب الشقه ، وقفت دعاء لدقائق تتردد بالدخول فكانت كما يقال انها " تقدم رجل وتأخر الأخرى "،
فهم هو عدم دخولها لينادي على والدته التي كانت منشغله بالداخل ، جاءت والدته واستقبلتها بالترحاب ، دخلت دعاء معها فاطمأن قلبها قليلا لها فوالدته سيده حنونه احتضنتها وكأنها
تعرفها منذ سنين واخذت تسألها عن احوالها وصحتها فتعجبت دعاء من ذلك ولكن لم تكترث لتجيبها باختصار انها بخير ، اما وليد فقد تركهم سويا ودخل الي داخل الشقه وخرج بعد قليل يحمل بيده حقيبه صغيره لتقول والدته
-: رايح فين يا وليد بالشنطه دي ؟
وليد : انا هروح ابات عند حد من صحابي اليومين دول وأسيبكم براحتكم...
دعاء : انا أسفه لو وجودي هي....
بترت جملتها حينما قاطعها وليد قائلا
-: من النهارده البيت ده بيتك يا دعاء لغايه ما يأذن ربنا وننقل في شقه اكبر...
دعاء : شكرا ليكم بجد بس أكيد مش هفضل العمر كله هعيش معاكم انا من بكره هدور على شغل وشقة صغيره وانقل فيها...
نظر لها بغيظ من غباءها ليقول بنفاذ صبر
-: انا قولتلك يا دعاء ان ده خلاص بقى بيتك وانتي مش هتسبيه مهما يحصل و انا قعادي بره ده هيكون لفتره مؤقته لغايه لما نتجوز..
حملقت دعاء به من كلمته الاخيره لتقول
-: نتجوز ؟
وليد : امال انتي مفكره ايه ؟
استأذنت والدته لتتركهم بمفردهم بحجه انها ذهبت لقضاء الصلاه حتى لا تفوتها....
وليد : فاكره اول مره شوفتك فيها ، مش كنتي عاوزه تتجوزيني وانا بقولك اهوه انا موافق
دعاء : بس انا مش موافقه ، انا كنت مجنونه ساعتها والحمد لله عقلت ، بس حاليا انا فعلا مش ناويه اتجوز
تحولت نظراته الى العدائيه ليتكلم من بين اسنانه ليقول
-: ليه هو انتي كنتي ناويه تتجوزي فهد فعلا ؟
-: لا طبعا ، انا اصلا قطعت دفتر الماذون و عملتلهم مجنونه عشان متجوزهوش...
-: امال ايه المانع...
-: مفيش مانع بس.....
قاطعها قائلا
-: انا هجيب المأذون معايا بكره ومش هتعدي ليله كمان غير وانتي مراتي....
نظرت له بغضب ، لتعقد يدها امام صدرها وتقول بعند
-: انا محدش يأمرني بحاجه انا مش عيله صغيره ، ومش هتجوزك هه..
ضغط على اسنانه بقوه ، وهو يضم قبضته حتي كاد ان يكسر عظامه وهو يرمقها بنظراته الحارقه ويتركها ويخرج دون ان يتفوه بكلمه ، فهي لا تعلم مايشعر به الأن.....
افاقت على صوت صفعه الباب التي رجت الجدران من حولها والارض من تحت قدميها ، اغمضضت عينيها بحزن وهي تشعر وكأنها تائهه لا مأوى لها ولا أهل ولا حياه ، لا تعلم ان كان وليد هو فعلا أمانها ام سيصبح كوالدتها فهي قد فقدت الثقه بالجميع ، ماذا ستفعل حينما يأتي في اليوم التالي وبصحبته المأذون ويرغمها على الزواج منه بالقوه.
لم تتحمل هذه الفكره واخذت تبكي ولكن خطرت ببالها فكره وهي ان تفر هاربه بعيدا عن الجميع وتبدأ حياه جديده ومن ثم تبحث عن اهلها....
فتحت باب الشقه وانطلقت مسرعه خارجه من المنزل قبل ان يراها أحد...
أما وليد
فقد وصل الى شقه صديقه أحمد الذي كان بانتظاره وبعد تبادل التحيات وجلسا سويا ليلاحظ احمد تجهم وجه صديقه وحزنه الشديد ليقول
-: خير يا وليد لسه بردو مقولتلهاش الحقيقه ؟
وليد بضيق : هقولها ازاي بس وانا شايفها مش فاكره حاجه خالص انا اصلا لغايه دلوقتي مش قادر اتاكد اذا كان هي فعلا ريم مراتي ولا لأ
أحمد : وانت يا جدع ازاي مش هتعرف مراتك ؟ دانا مراتي اعرفها من وسط مليون واحده...
وليد : ريم نقيض دعاء في كل حاجه انت ناسي انها مكنتش محجبة، وكمان شكل لبسها كان مختلف ، الميك اب الي كانت بتحطه اوفر وشخصيتها كمان مختلفه ، دعاء عكس ريم في كل حاجه دعاء متمرده اما ريم فكانت بتستسلم بسهوله لأي حاجه بقولها عليها ....
أحمد : يمكن عشان كانت مراتك فبتسمع كلامك...
وليد : لأ ريم مكنتش قادرة تتخطى الي عملته فده هز ثقتها في نفسها كانت ديما بتثبتلي انها احسن...
احمد : هو ايه الي خلاها تختفي كده
وليد : مش عارف يا احمد انا كل الي فاكره من خمس سنين انها كانت الفتره الاخيره علاقتنا كانت متوتره وكانت بتهددني انها هتسيب البيت وتمشي...
احمد : وبعدين..
وليد : صحيت في يوم ملقتهاش فعلا ودي كانت الصدمه ، لفيت عليها مصر كلها ، وكمان شوفت المطارات و قوائم السفر ملقتهاش سافرت اختفت واكأنها مكنتش موجوده...
أحمد : طب اهلها امها ابوها اخواتها فين ؟
وليد : انت ناسي انها كانت يتيمه ومتعرفش حد غيري ؟
أحمد : طب مامتك صح ممكن تقولها عالحقيقه ؟
وليد : لا ماما عارفه ان مينفعش نواجها دلوقتي غير لما نتأكد ، انا قلت أسلم طريقه اسبها هناك مع ماما منها تكون في أمان وتكون قدام عنيه لغايه لما أتاكد من انها تكون ريم ولا لأ....
الثالث عشر
روني محمد
جلست دعاء على شاطئ البحر تفكر كيف أنتهى بها الحال ، بعد ان كانت تعيش حياة مطمئنه مع والدتها لتنقلب حياتها رأسا على عقب وتصبح بلا مأوى ، بعدما تسللت وخرجت من منزل وليد ظلت تجول الشوارع الى ان انهكت قدميها وآلمتها فجلست على السور المواجهه للبحر ...
لا تتذكر حياتها قبل 5 سنوات ، هل ياترا كانت سعيدة ام تعيسة هل كانت تحب ام لا ، ام ربما كانت لديها اسرة تحبها ، او.. او .....
ظلت الافكار تدور برأسها يمينا ويسارا وتعصف بها ولم تنتبه لأختفاء الماره من حولها وعتمه الليل الذي نشر ظلامه حولها....
انتبهت فقط لذلك الصوت الذى صرخت به امعاها مطالبه بالطعام ، لتلتفت حولها وتنظر وتكتشف ان الوقت قد تأخر كثيرا وهي لم تجد مكانا يأويها...
وقفت وهمت بالانصراف لتبحث عن مطعم او مكانا تشتري منه بعض الطعام لكن هناك يد امتدت وامسكت بكتفها ، التفتت سريعا وهي مذعوره لتتفاجئ به يبتسم ابتسامته الشيطانيه لتظهر اسنانه البيضاء وسط الظلام وكأنه وحش كاسر ينوي ألتهامها......
عند وليد
كان يجالس صديقه احمد ويتحدث معه عما حدث في حياته الماضية ليأتيه الاتصال من والدته تخبره باختفاء دعاء وهروبها من المنزل...
التقط اشياءه ومفاتيح سيارته وقبل ان يخرج قاطعه احمد قائلا
-: في ايه يا وليد ايه حصل ؟
وليد بحزن : ريم (دعاء) مشت يا احمد ماما كلمتني وقالتلي انها نزلت بعد مانا سبتهم....
أحمد : استنى طيب انا جي معاك
وليد : يلا بينا نلحقها قبل ما تبعد....
بعد وقت
يجلس وليد خلف عجلة القياده وبجواره صديقه أحمد يسير بعشوائيه لا يعلم وجهته يسير باحثا عنها في كل مكان قد يشك بتواجدها به.....
أحمد : اهدى يا وليد وافتكر كويس ممكن نلاقيها فين ؟
ضرب وليد عجله القيادة ليقول بغضب
-: مش عارف .... مش عارف يا احمد يارتني ما سبتهم انا ماصدقت لقيتها بعد السنين دي كلها ، المره دي لو جرالها حاجه انا عمري ما هسامح نفسي ابدا.....
احمد : اهدى بس يا وليد وان شاء الله هنلاقيها بس تعالا نرجع نشوفها عند الست الي كانت بتقول انها مامتها....
لم ينطق وليد ليلف سريعا بالسيارة متجها لمنزل والده دعاء.....
عند دعاء
تسمرت مكانها حينما وجدت فهد امامها بهيئته القابضه للأرواح ليقول
-: كنت عارف انك مسيرك ليه فالأخر ، وهتلفي لفتك وهترجعيلي.....
تصنعت الجمود وتظاهرت بالقوه عكس الرهبه والخوف الذي يسري داخل شراينها لتقول
- : ده نجوم السما أقربلك مني انا هروح ابلغ عنك انت والي مأجرينك تقتلني و... ااااااه
لم تكمل كلامها بسبب قبضه فهد التى امسكت بذراعها بقوه كادت ان يعتصره بين يديه ، وهتف بصوت أشبه بفحيح الأفاعي قائلا
-: انتي عارفة لو رجعت بيكي دلوقتي هيدوني كام ؟
خارت قواها بعد قبضته عليها وهو يسحبها عنوة الي سيارته وهي تحاول ان تخلص نفسها من قبضته ، لتقول بصوت مختنق من كثرة الدموع
- : حرام عليك سيبني انا معملتش حاجه... ارجوك سيبني.....
لم يهتم لصراخها ولا لنحيبها الذي كان لا يتوقف.......
بعد وقت
وصل بها الى مكان مهجور لا تعرفه واشبه بمنزل قديم وسط الصحراء.....
نزل من السياره وانزلها بالقوة غير آبه لصراخها ، فتح الباب ثم ألقى بها بالداخل حتى وقعت على الارضيه ومن ثم اغلق الباب باحكام خلفه وامر رجاله بالالتفاف حول هذا المنزل المتهالك والتاكد من عدم وجود مخرج اخر يمكنها من الخروج.....
عند وليد
بعدما وصل لمنزل والدتها وفتش عنها جيدا ولم يجدها بل وجده فارغا خاليا من اي شخص....
جلس في سيارته أسفل البنايه يترقب وصول اي احد منهم فربما قد وصلوا اليها قبله ....
بعد قليل
وجد تلك السيدة التي كانت تدعى امومتها لدعاء تأتي مهروله وهي تدخل المنزل وبعد قليل تخرج ومعها حقيبه كبيره وهي تمشي على عجله من امرها لذلك لم تلتفت لوجوده ، بينما هو اتبعها في صمت وبجواره صديقه احمد....
ظل يراقبانها وهي تركب سياره تاكس واتجهت بها هذه السيارة الى بعد محطات القطار ، ثم صعدت القطار ومن خلفها احمد حتى لا ترى وليد وتهرب منهم ، اما وليد فكان يتابع احمد عبر الهاتف ، الى ان توقف القطار في أحد المحطات ونزلت هي وكانت بانتظارها سياره ركبت بها وانطلقت.....
لحق بهما وليد بعد ركوب احمد معه ولكن من بعيد حتى لا يفقد اثر هذه السيارة الى ان ا بتعدوا كثيرا عن المناطق السكنية ووصلوا الى الطريق الصحراوي.......
بعد وقت
توقفت السيارة وترجلت منها السيده متجه الى بنايه متهالكه يقف امامها مجموعه من الرجال ، صف وليد سيارته بعيدا خلف تل في الصحراء واقترب منهم بهدوء حتى يتسنى له ان يستمع لما يقولونه
السيده : انا كده يا باشا خلصت مهمتي ، اديني بقى باقي فلوسي وانا همشي ومش هتشوف وشي تاني ....
كانت هذه السيده تتحدث الى احد الرجال والذي يقف يواليه ظهره وقد زحف الشيب الى شعره ، كان وليد يراه من الخلف لذلك لم يتعرف على شكله الا حينما نطق ذلك الرجل وكانت الصدمه امرا رجاله ومشيرا لتلك السيدة
الرجل : اقتلوها وادفنوها في اي حته
اقترب رجلان منها وهم يقيدونها من ذراعيها
السيده : حرام عليك انا نفذت زي ما قولتلي وبعدتها عنكم 5 سنين وكنت هجوزها لواحد وكان هيبعدها عنكم العمر كله....
الرجل : انا كان اتفاقي معاكي انها متظهرش تاني في حياة وليد وهي ظهرت ووليد عرفها ، وانتي اخليتي بالاتفاق...
السيده بصراخ وهم يسحبونها
-: مكنتش اعرف يا باشا انه ابنك ارجوك سيبني وانا هصلح كل حاجه
الرجل : خلاص انا غلطان الي مخلصتش عليها بنفسي من البدايه....
شعر وليد وكأنه صب على رأسه دلوا باردا في شتاء ديسمبر القارس ، ليقف مصدوما مما سمع ، كان اباه من اشد الناس معارضه لزواجه من ريم ( دعاء) الا انه لم يتخيل انه يصل به الحال بانه يفكر بقتلها .......
أحمد بصدمه : معقول... معقول ابوك الي ورا الي حصل لدعاء !!!!!!!
