رواية عشق الرجال الفصل الاول1بقلم ساره مجدي


رواية .. عشق الرجال 

 بقلم سارة مجدي 

المقدمة والفصل الاول


على الطريق السريع سياره صغيره تحمل أسره محبه مكونه من أب وأم حامل فى شهرها الأخير 


... وفتاه جميله فى الثامنه عشر  


... كانت الأم تعانى من أللام المخاط وكان الأب يحاول أن يسرع حتى يصل بها إلى


 المستشفى ويريحها مما تعانى وكانت الفتاه رغم عمرها لكنها لا تطمئن إلا فى وجود تلك الدميه


 التى تحتضنها ... لقد أهداها لها والدها فى يوم ميلادها  وهى الأن تشعر بالخوف ..


  وفى لحظه خاطفه ظهرت أمامهم سياره أخرى كبيره ليصطدم بها الأب و دون أن


 يستطع أن يتحكم بالسياره أنقلبت السياره أكثر من مره لتستقر على جانب الطريق ...


. ترجل رجل ضخم من السياره الأخرى وتقدم من السياره المقلوبه وأنحنى ينظر إلى من بالداخل لتغلق الفتاه عينيها خوفا لكنها سمعت صوته



 وهو يتحدث إلى والدها قائلا

- حظرناك ومسمعتش الكلام ....إلى اللقاء فى الجحيم يا دكتور .

وضحك ضحكه عاليه مخيفه وتركهم وغادر .... لم تستوعب الصغيره ما حدث ..ولا ما قاله ذلك الضخم ...  ولا توسلات والدها أن يخرجها هى


 وأمها من السياره ... وفى لحظات كانت هناك أصوات أنفجارات عاليه .بقلمي ساره مجدي


••••••••••••••••••••.             

- يا جدى أنا قولتلك الناس دى ملهاش كلمه وسيبنى أنا أتعامل معاهم مصدقتنيش أهم بدءو فى قلة الأدب .

ظل جده ينظر إليه بصمت ثم قال 

- خلاص أنا لقيت الحل ....  بس ربنا يلهمنى الصواب ... وأقدر أنفذه .

نظر إليه حفيده بشك وهو يقول 

- أنت ناوى على أيه ... بلاش تفكر لوحدك .

أبتسم جده بسخريه وقال 

- المره دى لازم أفكر لوحدى .

ليشعر الواقف أمامه أن القادم ليس بهين .

••••••••••••••••••••            

جاثيه على ركبتيها أمام والدتها والأخيرة تقوم بعمل جديله طويله فى صمت يجعل تلك الجاثيه أمامها تشعر حقاً بالخوف .. فأخيها حتى الأن لم يتحدث معها فى شيء مما حدث ....  هل قال لوالدها .. أو والدتها ..


. أو يدخر لها عقاب من نوع خاص حركت أعينها فى كل مكان وهى تفكر ماذا عليها أن تفعل الأن ... والأخر لم يظهر حتى الأن ولم يتكلم معها حتى يطمئنها .

رفعت عينيها تنظر إلى والدتها الصامته التى بادلتها النظرات بصمت مخيف لتجعل قلبها يرتجف خوفا بين ضلوعها .

••••••••••••••••••.            

كانت تضع دلو الماء أسفل قدميه بصمت وأمسكت قدميه لتضعهما به ورفعت



 عينيها تنظر إليه ...  وهو أيضا دائما صامت ... يتقبل كل ما تفعل بصمت قاتل .... هى لم تعد تحتمل تلك الحياه .. نعم تحبه .


.  وتتمنى قربه دائما ولكنه لم يقولها يوما ... ياخذها أمر مسلم به 


.. قطعه ديكور ببيته لا يستطيع التخلص منها ... ولكنها سوف تخلصه منها حتى يرتاح قلبه بقلمي ساره مجدي

كان هو ينظر إليها وإلى ما تفعله يؤلمه قلبه بشده من تزللها له ... ونظراتها الكسيره ولكنه لم يستطع يوما أن يتحدث بما يشعر به هكذا علمه والده ... وعلى هذا أكتملت رجولته ..

« فالرجل لا يحب زوجته ... ولكنه يجعلها دائما خائفه منه ...» ولكنه لا يتحمل ذلك يشتعل جسده بنار الألم ... ولكن ماذا بيده .

••••••••••••••••••••                

كان جالسا على الكنبه الكبيره فى صاله منزله ينظر إليها تلك العصفوره الصغيره هى زوجته لا يصدق حتى تلك اللحظه .... أنها رفيعه للغايه وقصيره 


ناعمه ورقيقه بعيون وشعر عسلى ... وهو حقيقى طويل ولكنه ليس بجسد رياضى بال ممتلئ قليلا ..  وأيضاً ليس بوسيم ..


. أسمر البشره   ...هى حلم الكثير من الشباب وافقت عليه هو .. كان حقا يشعر بالصدمه ... وحين أغلق عليهم باب واحد ذادت حيرته وصدمته 

•••••••••••••••••••••••             

جالسا على الكرسى الذى بجانب السرير ينظر إليها صامته شاحبه .... منذ ذلك اليوم ..وهو يتابع حالتها ..... حين علم من هى وابنة من وهو يتابعها ...


..  لم يستطع أن يتركها شيء ما بداخله يحثه على أن يظل بجانبها ... يشعر أحياناً أنها تشعر بالأمان بوجوده ... وأحياناً أخرى يشعر أنها تبتسم .... 


مرت عده شهور وهى نائمه هكذا .... يشعر أن هناك شئ خاطئ وسوف يكتشفه

••••••••••••••••••••••.           

جالسا فى غرفه مكتبه ينفخ دخان سيجارته الأجنبيه فى الهواء مغمض العينين وهو يستمع إلى كلمات أحد رجاله 

- هى على وضعها وكل إللى حضرتك أمرت بيه بيتنفذ .... بس أحنى موصلناش لحاجه ... أحنى كده داخلين على أربع سنين يا بوس وموصلناش لحاجه ....  الدكتور ده كان حويط اووووى . 

أفترق جفناه ليسطع اللون الزيتونى فى عينه بقوه وهو يقول بصوت يدب الرعب فى أوصال الواقف أمامه 

- إللى بقوله يتنفذ ... ومفيش حد يبطل شغل ... كل واحد فيكم متكلف بحاجه يعملها وإلا العقاب هيكون شديد جداً 

ثم أعتدل فى جلسته وهو يقول لنفسه 

- مش معقول كل حاجه تضيع كده بسهوله .... مش هسمح أن ده يحصل .بقلمي ساره مجدي

••••••••••••••••••••••          

واقفه أمامه تشعر بالغضب .. أنه يكذب من جديد هكذا تشعر رغم كلماته ووعوده ... ولكنها لا تعلم لماذا دائما تشعر أنه كاذب ... تشعر أنها لا تملئ قلبه


 وحياته .. أنه دائما سوف يرى الأخريات أجمل منها ... سوف يخونها ...  وما يزيد من حيرتها أكثر حين تقف أمام المرآه


 وتبدء فى مقارنه نفسها به هو ... تشعر فى بعض الأحيان أنها لا تستحقه رغم كل ذلك الحب الواضح فى عينيه والذى لا يخطئه أحد أبدا ... ولكن ماذا عليها أن تفعل فى كل ذلك الخوف الذى يسكن قلبها .


•••••••••••••••••••••                

يا فندم أحنى مش ساكتين .... وبعدين القضيه قى الثلاجه من أربع سنين .... وأحنى إللى مسقعنها .... يبقى كله تحت السيطره ... وبعدين هما فاكرين أننا خلاص نايمين ومش سألين ... حضرتك أطمن ...  لو فيها موتى مش هسمح أنها تتأذى 

وكانت هى تغلى غضبا بسب أتصالها به وعدم إجابته . .. تعلم أنه حين يكون فى العمل لا يجيب على الهاتف ولكنها تشعر بالقلق والخوف .... لقد بدأت تسأم كل ذلك بقلمي ساره مجدي

•••••••••••••••••••••••.        

أمره جده بالزواج بها ... هو لا يريد ذلك هو يكره النساء جميعهم خونه ... يراهم عاهرات كيف سيتاعمل معها ... ولماذا هو ... هو أقرب الاحفاد لجده وهو من يدير العمل ... لماذا هو..

جالسه تبكى بقهر ...  لابد أن تتزوج ذلك الشخص التى لا تعلم عنه أى شيء ... لماذا هى .


.. هل لأنها ابنه لإبنه وليست ذكر تستطيع الرفض ... هى حقا خائفه تسمع عنه أنه كاره للنساء فكيف سيتعامل معها .



رواية عشق الرجال

 الفصل الاول 

بقلم سارة مجدي


فى إحدى القرى الكبيره التى 


يتميز أهلها بالترابط وبأنهم يد


 واحده مهما كان بينهم وكذلك نجد فيها عائلتان هم الأكبر والأغنى ويعتبرهم كل أهل    البلده كبار البلده وكل من له مظلمه أو حاجه يلجئ إليهم



 تربط بين كبيريهما علاقه صداقه قديمه ولكن الأحفاد بسب التنافس فى العمل لا يعترفا بتلك الصداقه 

فنجد عائله الحج نعمان الوريدى 

كبير عائله الوريدى التى تعمل فى تصدير الفاكهه والخضروات وأيضاً فى الإنشاءات ولديه ثلاث أولاد 

الكبير هو عثمان وكلمته تسير على الجميع بعد والده رجل حكيم وعاقل متزوج من صفيه ابنة عمه رحمه الله ولديه منها ثلاث أولاد الكبير كامل درس    التجاره إداره أعمال وهو من يدير أعمال العائله خلفا لوالده بعد إصابته الأخيره بنوبه قلبيه على أثرها طلب الطبيب منه الراحه التامه ... فاصبح يشرف على كل شيء والقرارات بيد كامل الذى يستشيره هو و جده فى كل شيء ..... يكره النساء بشده بعد تجربه حب فاشله ولا يراهم سوى عاهرات تحت ثوب الفضيله . 

والأصغر منه فدوى درست الحقوق ولكن تقاليد العائله تمنع عمل الفتايات رقيقه وجميله    هادئة الطباع ولكنها صاحبه رأى وعنيده والصغيره حور تدرس آداب علم نفس وتعشق ابن عمها سليمان وتحاول أن تطبق عليه بعض ما تعلمته ولكنه دائما يخلف توقعاتها 

والأبن الثانى للحج نعمان هو منصور وهو من يدير الأراضي الزراعيه للعائله وهو رجل    قاسى يرى أن المرأه ما هى إلا خادمه للرجل متزوج من نعمات أخت أحد أصدقائه عانت معه طوال سنوات زواجهم ولولا أولادها والحج نعمان لتركته منذ زمن 

لديه من الأولاد ثلاث 

الكبير سليمان وهو يشبه أبيه كثيراً ولكنه ليس بنفس قسوته ولكنه يتعامل مع أى إمرأه بخشونه وجلافه يتقبل منطق أبوه الذى زرعه فيه دون إعتراض .... يعشق ابنة عمه حور ولكنه لا يظهر لها لين أو هواده .والأبن    الأخر راشد شاب متعدد العلاقات يعشق البنات فهو على نقيد والده وأخيه ولكن تسكن قلبه واحده فقط ولا يضع أحد معها فى نفس الخانه ولكن ذلك لا يمنع من وجود أخريات 

والصغيره ورد عانت كثيراً بسب والدها هى بطبعها هادئه ولكنها دائما تتجنب التواجد    فى محيط والدها تدرس الآداب لغه أنجليزيه ولولا جدها ما كانت أكملت دراستها 

والأبن الأخير للحج نعمان هو الدكتور حسن تزوج زميلة دراسته طبيبه الأطفال أمانى محمود ولديه ابنه واحده مسك لديها ثمانى عشر عاما ولكنها لديها مشكله نفسيه منذ صغرها عند الخوف الشديد تفقد النطق    لأيام وتتلعثم إذا أحد صرخ فيها أو فاجئها ...  وذلك كان بسب حدوث محاوله أغتيال لوالدها جعلتها تشعر دائما بالعجز عن الصراخ مثلما حدث وقتها .... وتظل صامته لعده أيام قد تصل لشهر أو أكثر ... ثم تعود إلى طبيعتها .

ونجد أيضاً عائله الحج عمران النادى كبير عائله النادى ولديه ثلاث أولاد الكبير عبد العزيز يدير الأراضي الزراعيه متزوج من إبنة عمته وداد عن قصه    حب كبيره وأنجب منها ثلاث أولاد الكبير تمام خريج كليه زراعه وذراع والده الأيمن ... وهو من يدير معه العمل وينميه وأيضاً أنشئ مزارع للدواجن والأبقار وأصبحت مزرعتهم من أكبر 


المزارع التى تمد الدوله بالثروه الحيوانية ...  وأيضاً يصدرون الفاكهه والخضر إلى أكثر من دوله أوربيه ... قلبه مشغول بحب حياته الذى لا يرى غيرها ولا يريد الزواج من غيرها رغم معرفته بصعوبه ذلك.. وأبنه الأخر حمزه ضابط شرطه على

 درجه رائد ... مجتهد ومتفوق فى عمله ... وكل رؤسائه يحبونه ويشجعونه قلبه معلق بأبنة عمه علياء وهما مخطوبان وسيتزوجان قريباً ... والصغرى


 حسناء طالبه فى كليه تجاره السنه الأخيره فتاه طيبه القلب ولكنها مرحه بشده قلبها معلق بشخص غير أمين عليها ورغم المسافات فهى ترى فيه ما يجعلها متمسكه به 

الأبنه الثانيه للحج عمران هى رحمه كانت متزوجه من إبن عمها رضا رحمه الله ومن وقت وفاته وهى تسكن ببيت العائله لديها ولدان الكبير رحيم طبيب أمراض نفسيه وعصبيه يعمل فى مشفى كبير بالعاصمه


 والصغرى نجاة أنهت دراستها وتجلس بالبيت دائما تشعر أن لا مكان لها فى ذلك البيت تشعر أن لا أحد يحبها حتى بنات خاليها علياء وحسناء ...  تتمنى أن تتزوج وتخرج من ذلك البيت إلى بيت زوج يحبها ويبنى معها حياتهم الخاصه التى تكون فيها كل شيء 

والأبن الأصغر للحج عمران هو حسان مهندس معمارى ويدير عمل العائله هو وأبنه متزوج من عبله أبنة أحد أصدقاء والده ولكنه يحبها بشده ولديه


 ولدان الكبير عامر وهو يده اليمنى فى العمل وكل المشاريع الهندسيه تحت يده شاب هادئ الطباع وحنون بشده والصغرى علياء فتاه لطيفه هادئه تعشق إبن عمها حمزه بجنون ... ولا ترى غيره فى الحياه ...  ولكن غيابه الطويل بالعمل هى أكبر مشكله تواجههم معا .


••••••••••••••••••••••. 

فى منزل كبير وعريق يبدوا عليه الأصالة والعراقه بيت الحج عمران النادى نجد حديقه كبيره غناء يقف أسفلها شاب شديد الوسامه يتحدث عبر الهاتف بجديه شديده 

- يا دكتور أشرف أنا قولت لحضرتك من أسبوع على موضوع الأجازة وحضرتك وافقت أنا فى البلد حاليا وللأسف مش هقدر أرجع العاصمه دلوقتى ممكن على بعد بكره لحد ما الحكايه إللى هنا تخلص .

صمت قليلا ثم أبتسم وهو يقول 

- شكرا لحضرتك يا دكتور أنا تلميذك

أستمع بتركيز لمحدثه ثم قال 

- حاضر أن شاء الله مش هتأخر 

ليغلق الهاتف ويلتفت ليعود إلى البيت ليجد نجاة أخته تقف خلفه تنظر إليه بشوق اقترب إليها وهو ييتسم وقال 

- حبيبتى عامله أيه ... وحشتينى جدا ... طمنينى عليكى 

لتبتسم له وهى تقول 

- ببقى كويسه وأنت موجود هنا يا رحيم .

تنهد بحزن وقال بهدوء 

- يا نوجه والله كل إللى هنا بيحبوكى أنا نفسى أفهم ليه بتحسى أنك غريبه فى بيتك 

أخفضت رأسها وقالت 

- لأنى عارفه ومتأكدة ... لأن مفيش حد بيحبنا ... زى ما كانوا رافضين جواز ماما من بابا زمان فاكر 

نظر لها بتركيز وهو يقول 

- محدش كان معترض وعادى يكون ما بين العائلات خلافات طلما مش بتوصل لمرحله أننا نخسر بعض ... والخلاف بين خالى حسان وبابا مش معناه أنهم مش بيحبونا ولا متقبلين وجودك 

تنهدت وهى تقول محاوله تغير الموضوع

- أخبار شغلك أيه ... بتعالج المجانين ولا هما إللى جننوك 

ليضحك بصوت عالى وهو يقول 

- أنا أكتشفت أن كلنا مجانين ومحتاجين علاج . 

لتقول له بأقرار 

- لأ واضح التغير الكبير ... بقيت فيلسوف كمان .

ليهز رأسه بنعم وهو يقول مؤكدا 

- فيلسوف ... وأشطر دكتور نفسانى حضرتك .

ليضع يده حول كتفها و هو يكمل قائلا

- يلا خلينا ندخل ... علشان منتأخرش على الوليمة إللى أمك و مرتات عمامك عملينها أنا بستنه وليمه كل شهر دى بفارغ الصبر ... معدتى بتنشف من الأكل الجاهز هناك 

لتهز رأسها بنعم وهى تتحرك معه بهدوء 


••••••••••••••••••••••••

وفى مكان أخر وفى بيت لا يقل عما كنا فيه فخامه وعراقه نجد بيت الحج نعمان الوريد. 

كان يقف أمام المرآه يتأكد من هيئته قبل خروجه ....  فاليوم هام جدا بالنسبه له وللشركه ... اليوم سيعقد صفقه كبيره ستضع شركتهم فى مقدمة



 شركات التصدير .... وأيضاً يعمل هو وسليمان ابن عمه على مشروع قريه سياحيه ستضع الشركه الصغيره فى صفوف الشركات الكبيره .

خرج من غرفته ليصطدم بأخته الصغرى حور وهى كالعاده تسير وهى ممسكه بكتاب فى علم النفس وبيدها الأخرى قلم تدون به بعض الملاحظات على جانب الكتاب .... أنه يرى بنات عائلته غير كل البنات فهم



 دائما تحت نظره ويعلم جيدا تربيتهم .. ويعلم أنهم لن يكونوا يوما مثل تلك الخائنه ورغم ذلك لم يستطع أن يرى ورد ابنة عمه زوجه له رغم اقتراح والدته ذلك ... فهو دائما يرى خوفها من عمه .. وتحاشى تعاملها معه أو مع أخوتها ووالدها أيضاً إلا فى أضيق الظروف ... لا تتعامل بأريحية إلا مع

 الجد نعمان وذلك فى عدم وجود أى منهم .... وذلك يجعله يشعر بالشفقه عليها وهو لن يستطيع أن يتزوجها شفقه فهى تستحق أفضل من ذلك بكثير 

نظرت إليه حور بابتسامه خجوله وهى تقول 

- أسفه يا آبيه كامل ... كالعاده 

ليضرب جانب رأسها وهو يقول 

- يا بنتى بطلى العاده النيله دى ... هتلبسى مره فى الحيط أو تقعى من على السلم .

رفعت حاجبيها باندهاش وقالت 

- صباح التفائل ... شكرا على جرعه النشاط بتاع كل يوم .

لينظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها بتقيم لما ترتديه حجاب أبيض على فستان بينك بورود بيضاء وأبتسم إبتسامه جانبيه وتحرك من أمامها وهو يقول 

- خلى عم محسن يستناكى أنتِ و ورد مش ورد كمان عندها محاضرات 

قالت وهى تتحرك خلفه 

- اه بس.

وصمتت لينظر إليها باستفهام وقالت 

- هستأذن جدى علشان عمى يوافق ما أنت عارفه بقا 

ليقف مكانه وهو يقول 

- هتستأذنوا ليه يعنى .

قالت بصراحه ولكن بصوت منخفض 

- عيد ميلاد طنط نعمات بعد بكره و ورد عايزه تجيب لها هديه وأنت عارف عمى منصور بقى 

ليهز رأسه بنعم وهو يقول 

- كويس إنك عرفتينى ..  وأنا هتفق مع راشد وسليمان ونجبلها هديه كويسه .

أبتسمت بسعاده وهى تهز رأسها بنعم

••••••••••••••••••••• 

كانت جميع العائله مجتمعه على مائدة الطعام لتنظر حور نظره خاطفه على من سرق قلبها بادلها لها دون أن يظهر عليه أى تعابير فجلست مكانها بجوار فدوى أختها الأكبر و ورد .لينظر الحاج نعمان إلى عائلته الكبيره



 بفخر حين وقعت عينه على حور التى غمزت له بشقاوه ليبتسم لها بسعاده يشوبها الحزن حين تقع عينه على ورد التى ترتجف خوفاً بسب والدها 

كانت وجبه الإفطار هادئه كعادتها إحترما لكبار العائله حين أنهى الحج نعمان طعامه وقفت حور خلفه مباشره وهى تقول

- أنا هعمل لجدى القهوة 

ليبتسم كامل إبتسامه صغيره غمز له راشد باستفهام ليهز له رأسه بأشاره يفهمها هو وسليمان جيدا بمعنى سأخبرك

فى تلك اللحظه نظر منصور لورد وقال لها بصوت عالى 

-وأنتى هتفضلى تكلى سنه ما تقومى تعملى ليا أنا وعمك القهوة .... ولا هنستنى حضرتك لبكره 

لتنظر له ورد بخوف والدموع تتجمع فى أعيونها وهزت رأسها بنعم وغادرت الطاوله سريعا وهى تلاحقها نظرات الشفقه من الجميع ... والحسره والأنكسار من والدتها .

••••••••••••••••••••••••. 

أبتسم لها وهى تدلف إلى الغرفه الكبيره التى يجتمع بها العائله ...  وبيدها كوب قهوته

فقال بابتسامه 

- عايزه أيه يا بنت عثمان 

لتبتسم وهى تضع القهوة على تلك الطاوله الصغيره التى بجانب كرسى جدها وقالت 

- ديما فاهمنى من نظره ... بص يا جدو ... طنط نعمات عيد ميلادها بعد بكره و ورد عايزه 



تجبلها هديه ... وأنت عارف عمى منصور ... فأنا هستأذن حضرتك وبابا وعمى دلوقتى على أساس أنى هجيب ليا أنا حاجات و ورد وفدوى يبقوا معايا ... ماشى .

أبيتسم الجد بحزن وهو يقول 

- ربنا يهديك يا منصور معرفش طالع كده لمين .... ماشى يا بنتى يلا أخرجى أنتِ دلوقتى علشان أكيد أبوكى وعمك هيحصلونى دلوقتى .

وفى نفس اللحظه التى غادرت فيها حور الغرفه دلف عثمان ومنصور ليجلسا بجانب 


والديهما يتناقشان فى بعض أمور العمل لحظه دخول ورد وبين يديها كوبان القهوه وقفت أمام عمها ليخذ منها كوب القهوه وهو يقول 

- تسلم إيدك يا بنتى ... والله يا ورد ما فى حد بيظبتلى قهوتى زيك 

لتبتسم له بسعاده لم تكتمل حين قال 

- هى بتعرف تعمل حاجه .. أنت بس إللى بتجاملها يا عثمان وعايز تمرعها 

لتخرج ورد سريعاً ودموعها تغرق وجهها 

لينظر له عثمان بغضب وهو يقول 

- ما كفايه بقى يا منصور .. البنت مش بيمر عليها يوم إلا وهى بتعيط بسببك .. اتقى الله فيها يا أخى . 

لينظر إليه منصور ببرود وهو يقول 

- أكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعه وعشرين .

ليهز عثمان رأسه بيأس وهو ينظر إلى والده الذى يبدوا عليه علامات الأستياء ولكنه قد مل من كثرة نصحه لأبنه الذى لا يتغير أبدا 

مر بعض الوقت وبالفعل دلفت حور وطلبت الإذن ولكن منصور رفض بشده ولكن الحج نعمان حسم الأمر حين قال 

- البنات هتروح تجيب الحاجات إللى هى عايزاها ومعاهم محسن السواق .

لتبتسم حور وهى تقول 

- شكرا يا أحلى جدو فى الدنيا .

ثم قبلته بحب وقبلت والدها وغادرت 

لينظر منصور لعثمان وهو يقف على قدميه قائلا 

- دلعك فى بناتك هيجبلك العار قريب 

وغادر دون أن يسمح لعثمان بالرد عليه 

••••••••••••••. 

كادت أن تنادى على العم محسن لتسمع صوته المحبب ينادى عليها إلتفتت إلى الخلف


 وعلى وجهها إبتسامه ناعمه ليقترب منها دون أن يظهر على ملامحه أى تعابير وقال بهدوء

- عندك النهارده محضرتين يعنى هتكونى فى البيت على الساعه 3 مش كده 

ظلت تنظر إليه طويلا ثم قالت 

- لأ أنا والبنات رايحين المول 

ليقطب جبينه ثم قال بغضب 

- وأنا أخر من يعلم ... هو مش المفروض أنك تستأذنى منى 

لتنظر له باندهاش وهى تقول 

- وأستأذن منك أنت ليه ... أنت أبن عمى أنا أستأذنت من بابا وجدى ... وأخويا كمان ... لكن أنت بأى صفه يا ابن عمى .

ظل ينظر إليها بغضب ثم غادر دون كلمه ظلت تنظر فى أثره حتى سمعت صوت ورد من خلفها تقول بصوت باكى غاضب 

- بلاش سليمان يا حور ... ولا أنتى عايزه تبقى نعمات تانيه 

نظرت لها حور بشفقه ثم تحولت نظرتها لتحدى مع كلماتها الأخيره لتقول لها 

- أنا غير طنط نعمات ... أنا بحترمها وبحبها جدا لكن أنا عنديه و دماغى هى إللى بتمشينى يا ورد مش قلبى بس 

لتترقرق عيون ورد ودموعها تسيل فوق خديها وقالت 

- لو أنتِ فاكره أن ماما ما حولتش أنها تغير بابا وبكل الطرق تبقى غلطانه ... ماما ماتت


 من سنين عايشه علشانى .. بلاش تبقى نعمات تانيه يا حور أبعدى أى حياه هتعشيها بعيد عن سليمان هتكون أكرم وأحسن



 من الحياه معاه وغادرت من أمامها لتركب السياره وأغلقت الباب وهى تبكى ظلت حور واقفه مكانها لبعض الوقت ثم ركبت هى الأخرى وتحركت السياره الواقفه أمام الباب الكبير للبيت 

فى ذلك الوقت كانت هناك عيون تراقب كل ما يحدث وهو يتألم لكل دمعه غادرت عيون حبيبته البعيده بعد السماء عن الارض


                 الفصل الثانى من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>