رواية عشق الرجال الفصل الثانى عشر12 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال

 الفصل الثاني عشر 


خرج من بوابه المستشفى الكبير وصعد إلى سيارته ومد يده ليعدل وضع المرآه الأمامية


 ليرى وعد تقف عند الباب تنظر إليه بتمعن فمن وقت  أخر حديث بينهم وهى تراقبه عن كثب ... 

 أينما كان يجدها تقف خلفه تنتظر دخوله لقسم الحالات المستعصيه أبتسم بسخريه


 فهى لا تعلم أن لذلك القسم باب خلفى سرى لا أحد يعرفه سواه والدكتور أشرف 

تحرك بسيارته مبتعد عن المشفى ليجدها تدلف إلى الداخل من جديد ليكمل سيره وبعد ربع ساعه كان يدلف من الباب الخلفى ومنه إلى باب  غرفتها ليبتسم


 وقد وجدها جالسه على الكرسى المواجه للنافذه العاليه تنظر إلى السماء أقترب وجلس


 جانبها ينظر إلى ما تنظر إليه ثم قال بصوت هادئ بعد أن تذكر حديثه الأخير  مع الحاج نعمان الذى قال له

- مسك بريئه أوووى ... وكانت متعلقه بحسن جدا ... بس ساعه ما بتيجى هنا كانت بتفضل فى حضنى طول الوقت كمان هى كان متعلقه بحور علشان هوايتهم هما الأتنين القراءة وديما يبدلوا فى الكتب

 عاد من أفكاره و نظر لها وقال بصوت ناعم

- جدك بيسلم عليكى يا مسك ... وبيقولك أنك وحشتيه أوووى  

لتنظر إليه بصدمه لعدة ثوانى ثم عادت بنظرها إلى الشباك من جديد لكنه لاحظ تلك الدمعه التى سالت على خدها ليبتسم إبتسامه صغيره ثم أظهر الكتاب الذى كان بجانبه وقال 

- وكمان حور بنت عمك بعتتلك الكتاب ده وبتقولك كمان أنها عايزه تعرف رأيك فيه 

لترتجف يدها التى تحتضن الدب لتضمه إلى صدرها بقوه 

ليقترب منها أكثر وهو يقول 

- لازم تخفى يا مسك .... لو بتحبى الدكتور حسن لازم تخفى ... و علشان جدك و حق والدك ميضعش 

ظلت صامته تحتضن دميتها تبكى بصمت 

ليتنهد بإرهاق ثم قال 

- طيب يا مسك أنا لازم أمشى دلوقتى لكن أكيد هجيلك بكره ... وأتمنى أنك تكونى أحسن من كده 

لم تتحرك لم تتكلم ولم تتغير حالتها خرج من الغرفه ليقول لأيمان الممرضه التى تهتم بمسك فى غيابه ... 

- أدخليلها وخليكى جمبها وأوعى تسيبيها لحظه .

لتهز الفتاه رأسها بنعم ودلفت إلى الغرفه ليظل ينظر إلى الباب المغلق لثوانى ... ثم غادر وهو يمسك هاتفه يريد أن يطمئن عليها 

•••••••••••••••••••••••••.         

جالسا فى الغرفه يشعر بالضيق أنها لا تهتم به حتى أنه لم يقربها من وقت عقد قرانه عليها تعامله بجفاف ودائماً تشعره أن والدها يشعر بالضيق من وجودهم ...  وأنه لابد أن يساهم بالمال فا والدها رجل فقير ... وليس ملزم بإطعامهم وخاصه أنها ملزمه منه هو فهى زوجته نفخ بضيق  حين دلفت إلى الغرفه وهى تلوى فمها وتضع يدها حول خصرها وقالت بصوت كله دلال ولكنه ساخر 

- منور بيت أبويا يا منصور .

ليعتدل فى جلسته وهو ينظر إليها بضيق ثم أقترب منها وهو يقول 

- البيت منور بصحابه يا عفاف ... عارف أنى تقلت عليكم ... بس أنا هروح لأبويا دلوقتى وهتشوفى أنا هعمل أيه .

لتحرك فمها يمينا ويسارا فى حركه شهيره وقالت 

- أما أشوف  .

ليضع يده على كتفها بحركه موحيه وهو يقول 

- وحشتينى يا عفاف مش ناويه تحنى عليا ده أنا جوزك ومن يوم ما أتجوزنا وأنتى منشفه ريقى عليكى .

لتبتعد خطوه للخلف وهى تهز كتفيها بدلال وتقول 

- مش هتلمسنى وتحط إيدك عليا غير فى بيت الوريدى ... وفى أوضة نعمات غير كده لأ 

وجلست على الأريكة الكبيره واضعه قدم فوق أخرى ليظل ينظر إليها بأحباط ولكنه يفكر لماذا لا يأخذها غصباً مثلما يفعل مع نعمات لماذا لا يريد أن يرى دموعها ... أو يرى نظرة ذل وهوان فى عيونها ... قال بصوت بارد 

- طيب قومى جهزيلى الهدوم علشان أروح أطمن على أبنى وأتكلم مع أبويا .

لتقول وهى تضع شعرها خلف أذنها 

- أنا مش خدامتك ... هدومك فى الدولاب روح طلعهم 

ليقول بضيق 

- طيب لمعيلى الجزمه 

لتشهق بصوت عالى وهى تقول 

- نعم يا عنيا جزمة أيه إللى ألمعها ... ليه هو أنا خدامه عند أهلك ... أنا عفاف يا بابا ... عفاف مش نعمات .

وغادرت من أمامه بعد أن ضربت ذراعه بكتفها 

ظل ينظر إليها بأندهاش وهو يتذكر كلمات والده 

«« - أبنك .. أنت ملكش ولاد ... سليمان وراشد و ورد ولاد نعمات و ولاد البيت ده إللى أنت بيعته بالرخيص ... نعمات إللى أنت دوست عليها 30 سنه تحت رجليك خلى الجديده تشيل شويه »» ««- ده لو أستحملتك يوم »» 

أغمض عينيه وهو يشعر بالغضب يتصاعد داخله من نعمات .

••••••••••••••.          

كانت جالسه فى غرفتها كعادتها صامته تنظر من النافذة إلى تلك الأرض الزراعيه الكبيره حول البيت ....   هى للتو أنتهت من قراءة أخر روايه أحضرها لها رحيم ... وكأنه خرج من أفكارها لتجد الهاتف يعلو رنينه وأسمه يزين شاشتها لتبتسم وهى تجيب 

- رحيم وحشتنى أوووى .... وماما كمان كانت لسه بتكلمنى عنك 

ليقول بحب 

- أنا أسف يا نجاة ... بس والله الشغل واخد كل وقتى .. بس فى أقرب فرصه هنزل البلد علشان أشوفكم .

لتقول بحب وتفهم 

- أنا عارفه يا حبيبى .. بس أنا وماما ملناش غيرك يا رحيم .. متغبش علينا 

ليقول لها بخوف أخوى ظهر فى صوته 

- ليه يا نجاة ... كامل مزعلك فى حاجه .

كادت أن تقول له أنها لا تعلم عنه شئ منذ أخر مره رأته فيها فى المستشفى ولكن دلفت صباح بعد طرقه صغيره تبلغها أن السيد كامل ينتظرها فى الأسفل 

لتسمع رحيم يقول 

- روحى شوفى جوزك ... وأنا هكلمك تانى ... خلى بالك من نفسك 

لتجيبه بحب 

- وأنت كمان ... خلى بالك من نفسك ... وتعالى بجد لأنك وحشنى جدا 

- حاضر يا حبيبتى بوسيلى ماما على ما أشوفها وأكلمها .

وأغلق الهاتف لتتنهد هى بعدم أرتياح ... وعقلها يسأل لماذا هو هنا ... تركت الهاتف على الطاوله وتوجهت إلى الخزانه وأخرجت ملابس مناسبه حتى ترى زوجها المزعوم  

•••••••••••••••••••••             

كان يجلس فى سيارته أمام منزل آل النادى منذ أكثر من نصف ساعه ....  لقد سمع كلام جده ونفذه أحضر قالب حلوى كبير وعلبه فاخره من الشكولاته وظل أكثر من ساعه يبحث عن هديه خاصه لها  .... تذكر وقت وقفه فى محل الهدايا ينفخ بضيق فهو لا يفهم فى تلك الأشياء وأيضاً هو لا يشعر برغبه فى أن يقوم بهذا الشئ ظل واقف مكانه يبحث فى كل مكان بعينيه عن شئ يعجبه فيحضره لها ولكن لا شئ لفت أنتباهه بالمره كاد أن يغادر دون شراء الهديه ولكن أقتربت منه فتاه قصيره تعمل بالمتجر وهى تقول

- حضرتك بدور على حاجه معينه 

نظر إليها قليلا ثم قال بأمتعاض 

- اه فى الحقيقه عايز هديه لخطيبتى ومش عارف أخدلها أيه 

لتقول الفتاه ببساطه 

- أيه أكتر حاجه هى بتحبها .

صمت فى حيره هو لا يعرفها جيدا بل فى الحقيقه لا يعرفها بالمرة ... كاد أن يقول أى شئ لتلك الفتاه القصيره التى تنتظر إجابته حين تذكر عندما رآها تقراء كتاب فى حديقة منزلها ليقول للفتاه بسرعه 

- هى بتعشق القراءة 

لتبتسم الفتاه وهى تقول 

- فى الجزء إللى على اليمين ده هتلاقى فى كتب وروايات وكل حاجه تخص القراءه أو الكتابه 

هز رأسه بنعم وتحرك لذلك الجزء ليشعر بالصدمه كل تلك الكتب ماذا عليه أن يفعل الأن أقترب شاب بسيط الملبس وهو مبتسم. وقال 

- تحب حضرتك أساعدك فى حاجه

نظر له كامل بحيره وقال 

- عايز أشترى كتاب لخطيبتى أصلها بتحب القراءة جدا ومش عارف بصراحه أيه إللى ممكن يعجبها

ليقول الشاب بإبتسامه

- ولا يهم حضرتك شوف الكتاب ده كل البنات بدور عليه .... كمان الكاتب ده كل البنات بتابع روايته .

أمسك كامل الكتابان من الشاب وقال 

- خلاص هخدهم .

ليقول الشاب بأبتسامه ودوده ومريحه للنفس 

- حضرتك عايز نصيحتى 

لينظر له كامل بأندهاش ليكمل الشاب بنفس الإبتسامه 

- خد كمان  مفكره وقلم وأسطوانه لموسيقى عمر خيرت ..

ليزداد إندهاش كامل ليقول الشاب بصوت منخفض 

- أصل خطيبتى أنا كمان بتحب القراءه ودايما ماسكه المفكره وبتسمع عمر خيرت وبعدين كل البنات كده صدقنى 

أبتسم كامل  للشاب  وقال

- خلاص تمام ظبتهم بقى كده على زوقك .

ليهز الشاب رأسه وهو يقول 

- تحت أمرك 

عاد من أفكاره ليتنهد بضيق وهو يقول 

- اه يا خوفى لبكره علشان خاطر الست نجاة أجيب دباديب كمان .

أدار محرك السياره ودلف من بوابه البيت الكبير وتوقف أمام الباب الداخلى ترجل من السياره وحمل الحقائب ودلف إلى الداخل 

أستقبله الحج عمران والحج عبد العزيز والمهندس محسن بترحاب شديد وحضرت نجاة التى لم تتغير ملامحها عن الأستياء والضيق .كان كامل قد وضع كل ما أحضره على الطاوله الكبيره الموجوده فى منتصف الغرفه ولكنه أحتفظ بهديتها بجانبه جلست على نفس الأريكة الذى يجلس هو عليها ولكن فى أبعد نقطه عنه .ظل الحديث دائر بين الأربع رجال لبعض الوقت ثم غادرا الثلاث الغرفه ليتركاهم بمفردهم لبعض الوقت .

•••••••••••••••••••••.           

كانت تجلس بجانبه داخل سيارته التى يقودها بهدوء وهو ممسك بيدها التى يقبلها كل دقيقه وأخرى وهى تنظر إليه بحب كبير ثم قالت 

- رغم إننا كتبنا الكتاب لكن أنا مش قادره أصدق أن فعلا أحنى بقينا لبعض وموضوعنا أتحل ببساطه كده ... يااااه يا عامر أنا بجد مش مصدقه 

ليجيبها بحب وأبتسامه كبيره 

- لا يا فدوى صدقى .... أنا وأنتِ خلاص بقينا لبعض  

قبلت يده بحب وهى تقول 

- أنا بحبك جدا .... وسعيده جدا معاك ... وما دام أنت معايا مش عايزه حاجه تانى فى الحياه .

لينظر إليها بحب وهو يقول

- ربنا يباركلى فيكى .... أما أنا بقى هفسحك حته فسحه خياااال 

لتجيبه بحماس شديد 

-  ياريت .... أنا عايزه أروح معاك كل مكان و أى مكان ... نفسى نفضل كده أيدى فى إيدك طول حياتنا 

ليضع يده على وجنتها وهو يقول 

- أن شاء الله يا قلبى ...مفيش حاجه هتفرقنا عن بعض إلا الموت .

•••••••••••••••••••••••.         

كان يبتسم وهو يحاول أن يوقف أمه وحسناء عن إطعامه فالأثنان وكأنهم فى سباق من تطعمه أكثر ضحك بقوه ثم صدرت عنه اه ألم لتنتفض الأثنتان بخوف ونعمات تربت على ظهره وتركض حسناء لتنادى الطبيب ليناديها وهو يقول

- تعالى تعالى أنا كويس ... بس أنتوا أرحمونى .. ده أنتوا لو ناوين تضحوا بيا فى العيد مش هتأكلونى كده 

لتقول حسناء بستياء وهى تلملم صحون الطعام 

-هو فى حد تبقى مامته ومراتوا بيأكلوا وهو يعترض .

ليضحك مره أخرى وهو يقول 

- معلش أنا شخص جحود وبتبتر على النعمه هتقولى أيه 

 لتضحك نعمات وهى تجلس على الأريكة الموضوعة أمام السرير .وقالت 

- مفيش غير حسناء فعلا هى إللى هتقدر عليك .

ليقول وهو ينظر لأمه بتوسل 

- ده أنا إبنك يا حاجه .. خافى عليا شويه . 

لتضحك حسناء بتشفى وهى تجلس بجانب نعمات تحتضنها وهى تقول 

- قول على نفسك يا رحمن يا رحيم .. أنا وماما نعمات أتفقنا عليك خلاص 

كاد أن يجيبها حين أستمعوا لصوت طرقات على الباب لتقف حسناء على قدميها وفتحت الباب لتبتسم بسعاده وهى تحتضن حور وبعدها ورد ليدلفا إلى الداخل لتحتضن ورد أمها وكأنها تحتمى بها من شئ ما لاحظ الجميع حتى راشد تصرفها لتبتسم حور لراشد وهى تقول بمرح فى محاوله لكسر ذلك التوتر  

- أخبارك النهارده يا مدوخنا 

ليضحك وهو يقول

- يا بنتى أرحمينى بقى ... هو حد طلب منك تدوخى ورايا ... خليكى ورى سليمان بس.. إما أقطع نفسك .

لترفع حاجبها وهى تقول 

- ده أنا أدوخ بلد ... ربنا يعينوا هو 

لتضحك حسناء وهى تنظر لراشد وقالت 

- شكلنا عملنا حاجه غلط فى حياتنا وعلشان كده ربنا بيعقابنا بيهم

لتقول نعمات من خلفها  

- متنسيش أن أمهم موجوده وهدافع عنهم 

لتركض إليها الأثنان وهما يقولا 

- هو أحنى وافقنا عليهم إلا علشانك أنتِ يا قمر 

ليضحك الجميع ما عدا ورد التى أبتسمت بتوتر 

لتغمز نعمات للفتيات لتفهم حور غرضها وتقول لحسناء 

- تعالى نسيب العيله دى مع بعضها شويه ونشرب قهوه أنا وأنتِ ونتفق عليهم .

لتشعر حسناء أن هناك شئ ما فغادرت مع حور سريعاً 

ظل الجميع بالغرفه صامت ورد تحتمى بحضن نعمات وراشد ينظر إليهم بحزن ... ياالله هل كانت ورد طوال سنوات عمرها هكذا تتجنب النظر إليه تبتعد عنه ... تخشى قربه ... هل كانت دائما خائفه.... وأين كان هو من كل ذلك لماذا تركها فريسه سهله لأحقاد والده ... لماذا لم يعترض بطريقه عكسيه .. لماذا لم يتقرب من أمه وأخته وحماهم من والده وأسكنهم ضلوعه .

تنهد بضيق وهو ينظر إلى أمه يلتمس العون لتبتسم له إبتسامه تشجيعيه 

- ورد 

نادها بصوت مرتجف لتنتفض فى حض والدتها ليقطب جبينه بحزن ولكنه نادها من جديد 

- ورد من فضلك قربى عايز أتكلم معاكى .

لتربت نعمات على ظهر أبنتها وهى تبعدها قليلاً عن حضنها تنظر إلى عينيها وقالت لها بثبات 

- روحى شوفى أخوكى عايزك فى أيه .

لتنظر لها ورد برجاء ألا تتركينى لتبتسم لها بتشجيع  وهى تدفعها برفق 

لتقترب منه ورد بخطوات بطيئه حين رأت يده ممدوده لها برجاء مع نظره عينيه الحنونه التى تراها لأول مره ... وقفت بجانبه ليرفع لها يده نظرت إلى أمها نظره خاطفه لتشجعها بأبتسامه واثقه 

عادت بعينيها إلى أخيها وهى تضع يدها المرتعشه فى يد أخيها .... ليمسك يدها بحنان و يقربها من شفتيه يقبلها .. زادت أرتعاشه يدها وحاولت سحبها ولكنه مسكها بقوه حانيه وهو يقول لأمه دون أن تفارق عينيه عيون ورد 

- أمى من فضلك سبينا لوحدنا .

لتنظر ورد لأمها بخوف ودموع تتجمع فى عيونها ولكن أمها أبتسمت لها وهى تقول 

- ما تخافيش يا ورد راشد مش هيضايقك خالص .. ومتنسيش انه لسه تعبان ها .

فى محاوله لتهدئتها وتذكيرها أنه لا يستطيع  النهوض والمشى حتى تهدء وغادرت سريعاً حتى لا تضعف أمام نظرة الرجاء التى بعيون أبنتها وتلك الدموع .

ظلت تنظر إلى الباب الذى غادرت منه أمها للتو برجاء أن يفتح من جديد وتدلف منه أمها أو حور حتى لو حسناء لكن لا يتركاها بمفردها معه قبل يديها من جديد وهو يقول

- ورد أرجوكى أسمعينى .

•••••••••••••••••••••••••.            

كان الحج نعمان جالسا بالمندره الكبيره هو و ولده عثمان يراجعان بعض الأوراق التى أحضرها كامل الذى أصبح الحمل الكبير يقع عليه بعد حادثة راشد الذى كان يحمل نصف عمل الشركه على كتفه ...  و سليمان يقسم يومه بين العمل والمستشفى 

تكلم عثمان وهو يعطى لوالده ورقه من إحدى الملفات 

- عامر بلغ كامل عن الشركه الجديده وكامل طلب من سليمان أنه يجبله كل المعلومات عنه وأنت عارف سليمان ليه علاقات كتير 

ليهز الحج نعمان رأسه بنعم فى نفس اللحظه التى دلف فيها منصور من الباب 

نظر عثمان إليه بأندهاش مصحوب بشوق لأخيه أما نعمان نظر إليه نظره خاطفه مستنكره رافضه وعاد إلى الأوراق التى أمامه .

تقدم منصور وهو يقول 

- مساء الخير يا أبا .

لم يجيبه نعمان وظل ينظر إلى الأوراق و يقلبها بتركيز ليقول عثمان 

- مساء النور يا أخويا .. أخبارك أيه .

وقبل أن يجيبه قال الحج نعمان 

- عثمان شوف الضيف عايز أيه وخليه يمشى .

نظر عثمان لأخيه سريعاً ليرى علامات الصدمه والغضب ترتسم على وجهه وقبل أن يتكلم أحدهم أكمل الحج نعمان قائلا 

- يلا يا أبنى أتحرك ... نعمات زمنها جايه من المستشفى وعايز أطمن على حفيدى بهدوء 

ليخرج شيطان منصور وهو يقف بغضب قائلا بصوت عالى جعل كل من بالبيت يتجمع بالمضيفه 

- نعمات أيه إللى خايف عليها وعملها حساب ... أنا إللى إبنك مش هيا .. أنا أبن البيت ده ...أنا منصور الوريدى لكن هى لأ .. هى ولا حاجه ... هى مجرد خدامه كانت موجوده هنا علشان تخلفلى العيال وتمتعنى وتخدمنى وبس .. عمرها ما كانت ست البيت ولا أصلاً من سكانه وأهله .

كان الجميع ينظر إلى ما يحدث بأندهاش رافض لكل كلمه يقولها منصور ...   عثمان وصفيه حتى دلال التى تعمل لديهم وأبنتها حسنات .... كل ذلك ونعمان على نفس جلسته لم يرفع رأسه حتى .

ليجلس منصور من جديد أمام أبيه وهو يقول 

- يا أبا ... أنت ملكش حد غيرى أنا وعثمان بعد حسن  الله يرحمه .. عايز تخسرنى أنا كمان ليه ... يا أبا مش نعمات إللى تقف معاها ضدى .. أنا هطلقها وتخرج بره البيت ده وأرجع أنا و عفاف البيت صدقنى عفاف بنت حلال ... وهتعجبك جدا صدقنى .

كان الجميع ينظر إلى الحج نعمان بخوف أن يضعف بعد أن ذكر منصور الدكتور حسن رحمه الله 

ليقف الحج نعمان أمام منصور  صامت لعدة دقائق ثم قال 

- نعمات من اللحظه دى أصلاً مش مراتك ... ومع ذلك مش هتخرج من بيت الوريدى ... ولو على خسارتك فهى لولادك ونعمات مكسب وأنا مش هخسر أحفادى ... كفايه أنى خسرتك ومش من دلوقتى لأ ده من زمان ... من وقت ما سيبتك تكسر نفس مراتك ... من يوم ما سيبتك تخلى ورد تخاف من خيالها ... من يوم ما خليت سليمان قاسى زيك .... وراشد بقى ماشى فى سكة الحرام ... ومع ذلك ولو أنت شايف أن عفاف دى كويسه يبقى حلال عليك .... هتقف جمبك وتسندك وتكبرك .. وتبدأو  سوى من الصفر  وأنسى ولادك وأبوك والبيت ده ... ومش عايز أشوفك هنا تانى . 

وأمسك ذراع عثمان وتحرك ليغادر المضيفه دون كلمه أخرى ظل منصور واقف مكانه يشعر أن هناك نار تشتعل بداخله لقد خسر كل شئ ..... والسبب نعمات 

••••••••••••••••••••••.         

ظلت صامته تنتظر  أن يتكلم ولكنه لم يتحدث تنهدت بضيق و وقفت لينظر إليها لتقول ببرود 

- نورت يا أستاذ كامل والله .. وعملت إللى عليك .. وعطلت نفسك وغرمت كتير كمان 

قالت الأخيره وهى تشير إلى علبه الشكولاته وقالب الحلوى ....  ظل صامت لثوانى يحاول السيطره على غضبه يحاول الهدوء ولكن لا يعلم لماذا يشعر أنها تستفزه بشده .. عنادها لهجتها وقفتها الواثقه عكس عينيها الحزينه مزيج غريب وقف أمامها ووضع يده فى جيب بنطاله وقال ببرود 

- حقيقى أنا عطلت نفسى لكن أنتِ برضوا مراتى وهيبقى شكلك وحش أووى لما مجيش أزورك .... وبعدين فى واحده تقول لجوزها يا أستاذ .. أنا مهندس على فكره قوليلى يا باشمهندس  .

كانت تنظر إليه وهى تشعر هل يسخر منها أم يتحدث بجديه ولكنه أبتسم إبتسامه صغيره وهو يمد يده ليمسك الحقيبه التى كانت بجانبه ولم تراها هى ومد يده لها بها نظرت إلى الحقيبه بشك وكأنه يحمل شئ غريب أو خطير ... أبتسم بتفكه وهو يقول 

- مفيهاش مفرقعات ...دى مجرد هديه صغيره لمراتى .

قوله لكلمة مراتى بتلك الطريقه جعلتها تشعر بالضيق الشديد ولكنها مدت يدها وأمسكت الحقيبه وهى تشكره قائله 

- شكراً تعبت نفسك 

ليرفع حاجبه وهو يقول 

- عفواً .... بس مش هتشوفيها .

لتنظر له بأبتسامه صفراء رسمت البسمه على شفتيه لتفتح الحقيبه لتشهق بصوت عالى وهى ترى محتواها نظرت إليه بأندهاش ليرفع حاجبه وهو يقول بأبتسامه مستفزه 

- يارب ذوق الولد إللى فى محل الهدايا يكون عجبك ...  

وكاد أن يغادر ولكنه وقف أمامها وأخرج هاتفه وهو يقول 

- أكتبيلى رقمك ... ما هو مينفعش تبقى مراتى ومش معايا رقمك .

لتمسك هاتفه وتكتب رقمها وهى فى حاله صدمه أو عدم شعور 

لينظر لها بأبتسامه صفراء ثم قال 

- يلا بقى سلام علشان عندى شغل و أنا كده أتعطلت كتير 

وغادر وهى تنظر أمامها بأندهاش وصدمه تحولت لغضب كادت أن تمزق ما بيدها ولكنها تذكرت كم كانت تبحث عن تلك الروايات ولم تجدها لوت فمها بأمتعاض وهى تقول 

- بس للأسف كل ما هقراء فيهم هفتكره .

كانت على وشك أن تعيد الكتب إلى الحقيبه حين رأت باقى الهدايا ...  شعرت بأندهاش أكبر وهى ترى المفكره والقلم المزين بقلب كبير فى آخره ...ومفكره باللون الوردى .. و أسطوانة للمبدع عمر خيرت .. زاد أندهاشها وحيرتها أيضاً لتقول لنفسها 

- الأنسان ده مش طبيعى أكيد عنده شيزوفرينيا 

•••••••••••••••••••••••••.  

ورد أرجوكى أسمعينى .

أشار بيده إلى السرير وهو يقول

- أقعدى يا ورد.... متخافيش منى ... أنا مش هقدر أتحرك من مكانى وبعدين أنا عمرى ما هأزيكى  

جلست وهى تنظر إليه بصمت وخوف ولكنه أقل من ذى قبل 

أبتسم إبتسامه حزينه وهو يقول 

- سامحينى يا ورد ... سامحينى فى بعدى عنك ... سامحينى أنى مكنتش الأخ إللى أنتِ محتاجاه ... سامحيني أنى سيبتك للخوف وقهر بابا ليكى .. سامحينى أنى مكنتش أمانك وحمايتك 

وقبل يديها عده مرات متتاليه 

كانت تبكى وهى تستمع لكلماته النادمه رفعت عيونها إليه لتجد دمعه تسيل على وجنته مدت يدها المرتعشه بخجل لتمسح تلك الدمعه ليبتسم لها وهو يقول 

- فى أمل أنك تسامحينى ... فى أمل أنك تعتبرينى من النهارده أخوكى وصديقك ... سندك وأمانك

 ظلت تنظر إليه لعدة ثوانى وهى صامته ثم قالت بصوت باكى مرتعش 

- أخويا .... الكلمه دى ياما زمان حلمت أنى أقولها من غير خوف ... 

شهقت شهقه عاليه بسب محاولتها أن لا تبكى وأكملت قائله 

- كل أصحابى البنات كانوا ديما يحكولى عن معاملة أبوهم وأخواتهم ليهم ... الضحك والهزار .. الهدايا والفسح ... حتى لما بيغلطوا 

صمتت فى محاوله لأخذ بعض الأنفاس من البكاء والكلمات التى حبست داخلها طويلاً 

وكان هو ينظر إليها بألم .. وحصره .. حزن وغضب من نفسه 

 أغمضت عينيها وهى تكمل قائله 

- تعرف أنا عمرى ما حسيت بالأمان بقربكم ... أو فى حياتى ... قربكم كان معناه الخوف والرعب ... عمرى ما حسيت أن ليا ظهر وسند 

نظرت إليه وهى تقول 

- أبيه كامل رغم أنى مقدرش أقف قدامه وأتكلم كلمتين على بعض .. لكن حضوره فى أى مكان أمان ... عمى عثمان لما كان بيخدنى فى حضنه كنت بتمنى أغمض عينى وأفتحها الاقيه بابا .... جدى حنيته وطيبته هى إللى كانت مخليانى عارفه أعيش .

صمتت لثوانى وصوت شهقاتها تتعالى ثم قالت 

- أسامحك على أيه ... أنت كنت فين فى حياتى علشان أسامحك وأنسالك ... أنا مش فاكره موقف كان يجمعنى بيك .

وقفت على قدميها وهى تقول 

- أنا بقيت جبانه خوافه ... مستنيه بابا يجوزنى واحد شبه وحياتى تفضل كلها خوف ورعب وعذاب .... لا أنت ولا سليمان هتكونوا سند وحمايه ... سليمان منصور بس على مودرن شويه قاسى وقلبه جامد ... أنا بالنسبه ليه عار زى ما بابا بيفكر .. وأنت  .... وأنت بعيد ... بعيد أوووى يا راشد 

سحبت يدها من يده  بعد أن نظرت إليه نظره خاطفه لترى الدموع تغرق وجهه ......  توجهت إلى الباب لتجد سليمان يقف هناك ينظر إليها بنظرات غير مفهومه أرتعش جسدها خوفاً ورجعت خطوه للخلف 



وخطوه أخرى وجسدها يرتعش بقوه 

لتجد يده فجأه تسحبها إلى حضنه وتضمها بقوه لتغمض هى عيونها وتذهب إلى اللا وعى بعيداً عن كل ذلك الخوف .



                       الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>