رواية عشق الرجال الفصل الخامس عشر15 بقلم ساره مجدي

رواية عشق الرجال
 الفصل الخامس عشر 


كان الجميع يقف أمام الغرفه التى يتم الكشف فيها على ورد ....  الجميع فى حالة صدمه  من تلك الحاله الصعبه التى كانت بها  

لقد كانت مقيده يديها خلف ظهرها وقدميها مقيدان بحبال قويه خشنه وعلى عيونها 


شريط أسود وفمها أيضاً ...وكان هناك الكثير من الجروح فى وجهها ويديها شل الجميع من الصدمه لم يتحرك أحد وكاد تمام أن يصاب بنوبه قلبيه


 من كثرة الألم الذى شعر به من رؤيتها على تلك الحاله ... وزادت صدمتهم بعد أن شاهدوا تصوير الكاميرات الخارجيه للمشفى 

سياره بيضاء لا أرقام لها تتجه فى إتجاه باب المستشفى بسرعه كبيره وأمام الباب مباشراً فتح الباب والقت منه بسرعه السياره  لتصطدم بجدار المشفى بعد أن تضحرجت على الأرض الترابيه أكثر من مره .

كان منصور يجلس على إحدى الكراسى فى رواق المستشفى بعيد عن الجميع يفكر فيما حدث ومشهد أبنته الملقاه ارضا بتلك الطريقه البشعه ...  ألمه قلبه بشده ولكنه لا يستطيع التفكير فى أى شئ سوى أن من أختطفها قد وضع على رأسه الطين .... ولابد من غسل عاره ... ولن يوقفه أحد 

كان سليمان يقف بجانب باب أخته وكأنه حارس أمين ينظر إلى الأمام بعيون يملأها الخوف .... أنه لا يستطيع تخطى نظرته الأولى حين رائها عند باب المشفى .... وبجانبه راشد على كرسيه المدولب .... يضع رأسه بين يديه ... يحاول أن لا يرى أحد دموعه الحبيسه فى عينيه 

وكانت جميع النساء يحاولن مواسات نعمات التى فى حالة أنهيار تامه ....  فليس من السهل أن ترى أبنتها على تلك الحاله .. وردتها الصغيره التى سقتها بعمرها وشبابها .. بكل عذاباتها فى الحياه ... من تحملت من أجلها كل ما مضى مع منصور ... من أجلها تجلدت وتحملت العذاب والذل والقهر. ...أبنتها زهرة حياتها .

كان عمران ينتظر أن يقول نعمان أى شئ ولكنه لم يتحدث ظل صامت ينظر إلى الأمام ولسانه لا يتوقف عن الدعاء لحفيدته .

قرر عمران الحديث فهو يخشى منصور و لا يضمن تصرفه وخاصه بعد كل حديثه السابق 

- هتعمل ايه مع منصور يا نعمان  

نظر إليه نعمان سريعاً وهو يقول 

- هو أنت مش شايف أخواتها و أبن عمها ... طيب مش شايف حفيدك .... لو لمس شعره منها هدبحه ومش هزعل عليه 

ربت عمران على قدمه وهو يقول 

- ربنا يستر ... ونطمن عليها 

ليهز  نعمان رأسه وهو يقول 

- أيوه هو ده المهم دلوقتى نطمن عليها .

••••••••••••••••••••.           

فى مقر عمل حمزه وصل إلى هناك ظرف أبيض كبير بأسمه أستلمه عنه صديقه ...  ووضعه على مكتبه ... وأتصل به يخبره بذلك 

••••••••••••••••••••••••.         

وصل لغيث تصرف سعد مع الفتاه ... وذلك جعله يشعر بالغضب ...  رغم عمله فى كل ما هو ممنوع ومحرم .... إلا أنه لا يدخل النساء فى عمله ... وما فعله مع علياء ما كان سوى بضع كلمات فقط .. وأذا لم تستجب هى له لنحى تلك الفكره من رأسه ... حين دلف سعد إلى مكتب غيث ... وجد أسد هائج ... أمسكه من ملابسه وظل يسدد له اللكمات المتتاليه وهو يقول 

- قولت توصلها سليمه ... قولت بأحترام ... أنت حيوان مش بتفهم .

ليقول سعد فى محاوله لتهدئته 

- رامز خطفها من المستشفى.......اااااه  كنت هرجعها إزاى ... وبعدين ... ااااه ... وبعدين اااه كده كده البنت أتخطفت ... نكمل ااه الموضوع للأخر والرساله توصل صح ااااااااه 

مع تلك ال اه الأخيره كان يصطدم بظهره فى  الحائط بعد لكمه قويه سقط بعدها أرضا لا يستطيع الوقوف وغيث ينظر إليه من علو ...ثم قال 

- من بكره تمسك شركه رامز ... وتنفذ المشروع .

ليهز  سعد رأسه بنعم وهو يحاول الوقف بصعوبه . 

••••••••••••••••••••.             

خرج الطبيب من غرفة ورد ليقترب منه الجميع سريعاً وعيونهم تنضح بالاسئله ليقول هو 

- الحمد لله مفيش كسور أو جروح كبيره ... و أن شاء الله أسبوع بالكتير وتكون كويسه 

ليقول منصور سريعاً 

- مش مهم مكسوره ولا مجروحه المهم إللى كانوا خاطفينا دول لمسوها ... بنتى زى ما كانت ولا حصلها أيه 

كان الجميع ينظر لمنصور بغضب قاتل ولكن الطبيب أجابه قائلا 

- دكتورة النسا بتكشف عليها دلوقتى وهتخرج تطمنكم .

كان يريد أن يسكتهم ...  أن يخرس الجميع كان يود لو يقتحم الغرفه ... يضمها إلى صدره ويخفيها عن العالم ... ولكن لا حق له فيها الأن ... لو كانت زوجته أو خطيبته لمنع الجميع من الأقتراب منها .... وأيضاً هو لا يريد أن تلوكها الألسن وخاصه بعد حديث والدها ... يريدها أن تظل مرفوعه الرأس .... أن يخرس الجميع من أول والدها .

كانت دقائق قاتله على روحه ... ينظر إلى والدتها يريد أن يطمئنها أن يضمها كأمه ويريح رأسها على صدره ... يقول لها أن زهرة حياتهم ستكون بخير .

خرجت الطبيبه من الغرفه لتقف نعمات أمامها لتبتسم الطبيبه وهى تقول 

- مالكم قلقنين ليه البنت زى الفل ... أطمنوا .. وهى كمان فايقه لو عايزين تطمنوا عليها .

تنهد الجميع براحه .... وسقطت نعمات مغشى عليها ... فما مرت به كثير اليوم .

جلس نعمان فقدماه لم تعد تحملانه وهو يحمد الله فى سره .

و جميع النساء أنشغلوا بنعمات بعد أن نقلتها الطبيبه لغرفه أخرى وأحضرت لها طبيب 

وأنشغل الرجال مع حمزه فى الحديث ... ورغبته فى الدخول إليها ومعرفة ما حدث معها وأن كان لديها معلومه تفيده .

أنتهز منصور كل ذلك ودلف إلى الغرفه دون أن يلاحظه أحد خاصه وتمام ذهب ليصلى ركعتى شكر لله .

••••••••••••••••••••••••.         

كانت مغمضه العين تتذكر كل ما حدث معها ... لقد مر عليها الكثير خلال هذان اليومان ...  من كلماتها التى خرجت بعد كتمان سنوات وخوف وقهر ... و مواجهه لم تتوقعها يوما مع سليمان حتى لو كانت بالعيون فقط ... ثم أختطاف ورعب من نوع أخر 

لم تشعر به وهو يضع يده على فمها وأنفها يكتم أنفاسها لتفتح عيونها على أتساعهما فى رعب وهى تحاول أن تبعد يده عنها ولكنها بحاله إرهاق شديده وهو يحكم إمساكها بيد واليد الأخرى تكتم أنفاسها وهو يقول بغل وحقد 

- جبتيلى العار ... كل الناس هتتكلم على بنتى إللى أتخطفت ... محدش هيصدق أنك زى ما أنتِ .. محدش هيصدق أنك لسه نظيفه ... أنتِ عار ... عارى ولازم أغسله 

بدأت أنفاسها تختنق ..  خارت قواها ولم تعد تقاومه أستسلمت للموت ... ولكن للقدر رأى أخر حين دلف للغرفه سليمان وخلفه كامل وتمام وحمزه ليروا ذلك الموقف .. وقبل أن يتحرك أى شخص كان تمام  يركض باتجاه منصور ويمسكه  من ملابسه ويبعده عن ورد التى شهقت بصوت عالى فى محاوله لألتقاط أنفاسها المقطوعه  ليركض إليها سليمان يضمها بقوه

فى حين كان تمام يغلى غضبا وهو يقول

- أنت أيه ... كنت هتموتها .. هو مفيش أحساس .. مش كفايه إللى هى مرت بيه ... أنت مستحيل تكون أبوها .. مستحيل .. لولا أنك راجل كبير كان هيكون لى تصرف تانى معاك  

كان كامل وحمزه ... ونعمان وعمران وعامر الذين دخلوا إلى الغرفه الأن فى حالة زهول ... من موقف تمام ... وكلماته .. و غضبه الغريب عليه فى العاده ... وخاصه على شخص لا يخصه ليقترب منه حمزه يبعده عن منصور وهو يقول 

- خلاص يا تمام  حصل خير . 

أبتعد تمام عن منصور وهو يشعر أنه قد أصبح مكشوف أمام الجميع  خاصه مع نظرات راشد وحسناء الذين يقفا عند الباب ... وأيضاً نظرات جده والجد نعمان أيضاً ... أبتعد تماما عن منصور و وقف أمام النافذه البعيده ... كانت ورد تنظر إليه من بين يدى سليمان ولديها شعور غريب ... لا تستطيع تفسيره ولكنه حلو  

تحرك نعمان ليقف أمام إبنه وهو يقول 

- أنا قولتلك قبل كده أنت ملكش مكان ما بينا ... قولتلك أنك ملكش ولاد عندى ... أمشى .

ظل منصور ينظر إلى الجميع ويرى الرفض التام لوجوده وله هو شخصيا فا غادر دون كلمه أخرى .

••••••••••••••••••••••.         

أقترب حمزه من سرير ورد وهو يقول 

- حمد لله على سلامتك يا آنسه ورد 

نظرت إليه ولم تجيب 

ليربت سليمان على ظهرها وهو يقول 

- متخافيش يا ورد ... أحنى معاكى 

نظرت إليه بقلق لتجده ينظر إليها بحنان وحب لتنظر إلى راشد الذى يبتسم لها بحب دافئ ... شعرت معه بالأمان لتعود لحمزه بنظراتها وهى تقول بصوت منخفض التقطه أذن ذلك العاشق الخائف لينظر فى أتجاهها بشوق 

- الحمد لله كويسه 

سحب حمزه كرسى وجلس وهو يقول 

- معلش هتعبك معايا شويه ... ممكن تقوليلى لو سمعتى أو شفتى أى شئ مميز يساعدنا

ظلت صامته لعده ثوانى ثم قالت 

 - أنا سمعت أربع أصوات .... ومشفتش غير شخص واحد وبعدها غموا عينى .... وسمعت واحد بيقول للتانى يا بوص ... وهو رد عليه وقالوا ... قالوا

كان الترقب والقلق يظهر على وجوه الجميع فأكملت قائله

- قالوا الأسدى محدش يدخل فى شغله .. وأنه مش هيسكت ... وأن قضية عمى حسن لسه مخلصتش 

أنتفض حمزه واقفا وهو يقول 

- أنا قولتلكم ... أن القذر ده هو إللى ورا الحكاية دى .

تنفس بعمق وهو يقول 

- حمد لله على سلامتك مره تانيه ... وأنا ههتم بالموضوع 

وخرج سريعا بعد أن وعد بإنهاء الأمر 

ظل تمام على وقفته ينظر إليها ثم غادر بعد أن قال عدة كلمات مبهمه ومعه جده 

وذهبت خلفه حسناء .

ربت كامل على قدم ورد وهو يقول 

- حمدلله على سلامتك يا ورد .. خوفتينا كلنا عليكى .. وأطمنى كلنا جمبك 

وغادر هو وعامر .... ليظل سليمان الذى ظل فى مكانه يحتضنها ... وراشد الذى أغلق الباب خلف من رحلوا 

أقترب نعمان من حفيدته وعلى وجه أبتسامته الناعمه الهادئه وجلس فى مكان حمزه وهو يقول 

- متخافيش يا ورد .. كلنا جمبك يا بنتى ... وأخواتك أهم فى ظهرك ... و أمك كمان 

حاولت الإبتعاد من حصار يد سليمان لها ولكنه تمسك بها أكثر وهو يقول 

- خليكى مكانك .... لأن من النهارده ده المكان إللى هيحميكى دايما .

أبتسم نعمان وهو يقول 

- شفتى بقى .... أسيبك ترتاحى يا بنتى ... وبكره البيت هينور بيكى وبأخوكى 

وغادر بعد أن قبل جبينها وربت على كتف راشد .

أقترب راشد من السرير وهو يقول

- خوفتينا عليكى أوووى يا ورد ... بصى أنا وسليمان مش هنتكلم دلوقتي فى أى حاجه .. أبقى كويسه بس .. وأى كلام يتأجل .

ربت سليمان على كتفها وهو يقول 

- فعلاً فى كلام كتير .. بس مش هينفع يتقال دلوقتى ... أرتاحى يا حبيبتى 

قالت هى بصوت ضعيف 

- ماما فين ... أنا عايزه ماما 

ليقول راشد بهدوء 

- ماما كانت قلقانه عليكى جدا .. علشان كده ضغطها على شويه ..  بعد ما أطمنت عليكى ... أغمى عليها وهى بترتاح دلوقتى 

شهقت بصوت عالى ليقول سليمان سريعاً 

- متقلقيش يا حبييتى هى بخير ... بس هى محتاجه فعلاً ترتاح وتنام شويه بعد الضغط العصبى الكبير إللى مرت بيه .

لتهز رأسها بنعم ... ثم أغمضت عيونها بأرهاق لتغرق فى نوم عميق .

••••••••••••••••••••••••••.        

حاولت حسناء اللحاق والتحدث مع تمام ولكنه لم يعطيها فرصه ...  وحين وصل إلى المنزل ناداه جده بهدوء وقال 

- تمام ... تعالى عايز أتكلم معاك 

تنهد تمام بتثاقل أنه غير قادر على الحديث الأن مع أى شخص .. ما مر به من خوف ورعب .. ما شعر به من ألم أستنفذ طاقته كامله ... دلف إلى الغرفه خلف جده وظل صامت ينظر أرضا وظل الحج عمران ينظر إلى حفيده وبعينه إبتسامه هادئه 

ضرب بعصاه الأرض لينتبه تمام وينظر إليه ليقول الحج عمران 

-  مش عايز تقولى حاجه 

قطب تمام حاجبيه وهو يقول 

- حاجه زى أيه بس يا جدى 

- تفسير مثلا للى حصل النهارده فى المستشفى .

نظر تمام أرضا وهو يقول 

- ما هو كلامه مستفز .. مقدرتش أمسك نفسى 

ليضحك عمران وهو يقول

- بس كده ... يعنى مفيش حاجه تانيه ... كده أو كده 

ليصمت تمام لعدة ثوانى ثم قال 

- حتى لو فى يا جدى أى كلام دلوقتى الناس هتقول أن فى حاجه حصلتلها وأنا بقى عايز أطلع شهم وأستر عليها ... وأنا مش عايز ده يحصل .. هى متستحقش كده أبدا 

كان عمران ينظر إلى حفيده بفخر وسعاده وقال

- طيب وناوى على أيه 

 وقف تمام على قدميه وهو يقول 

- هى تستاهل أنى أروح أطلبها بعزه و فخر وشرف .... هى تستحق أن رأسها تكون مرفوعه .. ومن حقها كمان يكون عندها فرصه القبول أو الرفض .

وغادر بعد أن أستأذن جده أن يذهب ليستريح 

ليبتسم عمران بفخر حقيقى ... أن حفيده رجل ندر وجوده فى ذلك الزمان . 

•••••••••••••••••••••••.        

كانت تقف أمام النافذه المواجه لباب غرفة نعمات ...   تنظر إلى السماء بشرود ... أن كل ما يحدث مؤلم ويحير ... ولكن أكثر ما يؤلمها هو أبتعاد سليمان عنها .. دائما يبتعد عنها حين يحدث أى شئ ... لا يقبل مساعدتها .. أو دعمها ... لا يقبل وقوفها بجانبه .. وذلك يؤلم قلبها حقا ... تشعر بأبتعاده عنها المواقف الصعبه التى تقرب بين الناس ... تبعده عنها أميال .. وخطواتها لا تلحق بذلك البعد .

شعرت به يقف بجانبها .

لم تنظر إليه ولم يتكلم هو .

مرت عدة دقائق فى صمت  حين قال 

- أمى كويسه

نظرت إليه وهى تشعر من داخلها بالغضب 

ولكنها قالت 

- لسه نايمه ... والممرضه كانت لسه عندها وقالت أن كل الأمور تمام 

ظل ينظر إليها ثم قال 

- أرجعى البيت .. أنا هنا .

لتقول له بغضب 

- أرجع أيه .. وأسيب ورد ومرات عمى هنا لوحدهم .... إزاى 

ليصرخ بها قائلا

- هو مفيش مره أقول الكلام ويتقال حاضر ويتنفذ 

لتقول بصوت عالى جعل كامل الذى كان يجلس بغرفة راشد يسمع صوتها ويخرج على أثره 

- مش لما يكون كلام صح ... أنفذه .. فى أتنين ستات هنا فى المستشفى لو أحتاجوا أى حاجه مين هيساعدهم ها حضرتك .. ولا هتطلب من الممرضات .

لتنتفخ أوداجه وهو يقول 

- حور ما تنقشنيش .

لتأخذ نفس طويل ثم قالت 

- أنا هناقش وأعترض وأرفض أى كلام غير منطقى وغلط .. ومش لمجرد أن أنت إللى قايله يبقى صح 

كان ينظر لها بغضب يزداد لتغادر من أمامه دون كلمه أخرى .

نفخ سليمان بضيق ثم أعتدل فى وقفته ينظر إلى النافذه 

ظل كامل ينظر إلى ظهره وهو يتذكر أخر حديث حدث بينهم قبل حدوث كل تلك المصائب 

«« - يا سليمان أنا مش عايز أتجوز .... معنديش إستعداد أتخان تانى ... ولا كرامتى تتهان تانى 

وقف سليمان ينظر إليه بتمعن ثم قال 

- بلاش تفكر بالطريقه دى  ... مش كل الستات مها .... ومش كلهم خاينين 

لينتهز كامل الفرصه ويقول 

- و الستات كمان مش خدامين ولا جوارى للرجاله ولا أتخلقوا علشان يكونوا تحت رجلينا ولا نكون أسيادهم... ولا ربنا خلقهم وكرمهم علشان أحنى نزلهم»» وتذكر رد فعل سليمان وقتها على تلك الكلمات .. تنهد بهدوء وأقترب منه وهو يقول 

- أنت مقاطعنى يا أبن عمى ولا أيه من أخر مره أتكلمنا فيها كولاد عم فى المكتب بصراحه وأحنى مفيش حاجه بنتكلم فيها غير الشغل 

قالها كامل وهو يقف بجانب سليمان  لينظر له سليمان بأندهاش ليكمل 

- من أخر مره كنت فيها عندى فى المكتب ... والكلام إللى حصل بنا وأنت كلامك معايا قليل 

ليعتدل سليمان فى وقفته ليواجه كامل وهو يقول 

- أنت شايفنى إزاى .

ليبتسم كامل وهو يقول 

- راجل .... شايفك راجل ملو هدومك أهو 

- أنا مش محتاج حد يقولى أنى راجل لأنى راجل بجد .... أنا بتكلم أنت شايفنى سليمان ولا منصور .

ليصمت كامل لعدة ثوانى ثم قال 

- أنا شايفك سليمان لكن المشكله هنا لو أنت شايف نفسك منصور .

أخذ سليمان نفس عميق ثم قال 

- أنا مش منصور وعمرى ما هكون منصور .. أنا مقدرش أذل وأهين حد ... مين أنا أكون علشان أعمل كده ... لكن ده مش معناه أنى أسيب الحبل وأن الست تعمل ما بدلها .

قال ذلك وهو لديه شعور مؤكد أن كامل سمع ما حصل الأن بينه وبين حور أقترب كامل خطوه وهو يقول 

- مش فاهم ... وضح كلامك 

ليعود سليمان ينظر إلى النافذه وهو يقول 

- يعنى أنا مين علشان أذل أنسانه زى زيها وأهينها .... لكن

صمت لثوانى ثم أكمل قائلا

- لكن ربنا خلق حوا من ضلع أدم ... عارف ليه علشان تكون تحت جناحه وفى طوعه ودايما فى ظله .... وكمان قال أن الرجال قاومون على النساء ورهنها بما أصرفوا ... يعنى معناه أن الست مكانها بيتها وجوزها هو إللى يشتغل علشان يصرف عليها ويلبى طلبتها .

صمت لثانيه واحده ثم أكمل 

- أنا لا يمكن أسمح أن حور تكون نعمات تانيه .... لكن كمان هى لازم تفهم أن الراجل راجل والست ست .

أبتسم كامل بسخرية وهو يقول 

- كويس أنك عارف أن حوا أتخلقت من ضلع أدم .... فحاسب بقى عليه علشان وأنت بتعدله زى ما أنت عايز تكسره وتخسره للأبد ... ومش معنى أنك قوام عليها أنك تقهرها .... صحيح الراجل راجل والست ست .. لكن كمان متنساش كلام حبيبك المصطفى رفقاً بالقوارير ... قوارير يا سليمان مش حمل طوب .

وغادر بعد ربت على كتفه ظل سليمان على وقفته لعدة دقائق ثم عاد لغرفة ورد وجلس أمامها ينظر إليها وهو يفكر بتمعن فى كل ما حدث وقيل .

•••••••••••••••••••••.     

دلف إلى مكتبه وهو منهك القوى لا يستطيع التفكير .. يريد أن يتنفس هواء نقى مشبع بالحب 

وقبل أن يمسك هاتفه ليتصل بها وجدها هى تتصل به وأسمها ينير قلبه وعقله كما ينير هاتفه 

أجابها وعلى وجه إبتسامه مرهقه 

- حبيبتى بتحسى بيا .. كنت لسه بفكر فيكى وكنت هكلمك

- أنت كويس يا حمزه .. وصلت بالسلامه 

ليبتسم وهو يريح رأسه على الكرسى 

- كنت تعبان ولما سمعت صوتك بقيت كويس أنتى دوى كل جروحى وبسمة حياتى ... ونور قلبى .

كانت تشعر أن كل كلمه رغم أنها تسعدها ... ولكنها تذبحها من الوريد الى الوريد . 

قالت بعد عدة ثوانى 

- خلى بالك من نفسك يا حمزه ... وخليك ديما فاكر .. أنى رغم كل إللى حواليا  أنت أهم حاجه فى حياتى وكل حاجه . 

أغلق معها الهاتف وأغلق عينيه لثوانى ثم فتحهم ليقطب جبينه وهو يرى ذلك الظرف الأصفر الكبير على مكتبه ويتذكر حين أخبره خالد عنه 

أمسكه بيده فتحه وأفرغ محتواه لتجحظ عيناه فى صدمه وهو يرى أمامه تلك الصور التى جعلت قلبه يتوقف من كثره الألم

           

                  الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>