أخر الاخبار

رواية عشق الرجال الفصل الرابع4بقلم سارة مجدي


 رواية عشق الرجال 

بقلم سارة مجدي


الفصل الرابع 


كانت تقف وهى خائفه تشعر بالتوتر أن يشعر أحد بغيابها فهى أعتذرت عن حضور حفل الخاله نعمات حتى تأتى لكى تراه  كانت تفرك يديها بقوه وتوتر 


حين سمعت صوته يقول 

- حرام عليكى إيدك ... كفايه عليها كده مش هقدر أصالحها وأبوسها زى ما بتمنى

نظرت إليه بابتسامه خجوله وهى تقول 

- اتأخرت عليا أووى يا عامر وأنا خايفه حد يلاحظ غيابى .

تقدم خطوه واحده فقط وهو يقول 

- أسف يا فدوى أكيد إللى أخرنى عنك شئ مهم 

أبتسمت وهى تقول 

- طيب خلاص المهم طمنى عليك .

نظر لها بحب حقيقى ...  وقلب يشعر بالخوف أنها هى الشئ الوحيد فى حياته الذى يخاف عليها ومنها 

تنهد حتى يخرج كل تلك الأفكار من رأسه وقال 

- أنا كويس داخل مشروع جديد ومحتاج أنى أخده جدا .

أبتسمت له وهى تقول  

- أن شاء الله ربنا يوفقك ويحقق لك كل إللى بتتمناه 

نظر إلى ساعة يده ثم إليها وقال 

- يلا بقى علشان متتأخريش أكتر من كده .

نظرت إليه بحب حقيقى ثم تحركت من أمامه مغادره وظل يتابعها هو بعينه حتى أختفت تماما من أمام نظره ليتذكر أول مره ألتقى بها ووقع صريع هواها 

كانت تغادر الجامعه حين أقترب منها شاب وضايقها بشكل مستفز وكان هو ينتظر أخته أمام الجامعه ليشعر بالدم يغلى فى عروقه ليقترب منه وهو يقول 

- هو مش عيب إللى أنت بتعمله ده 

ليخرج الأخير سلاح أبيض وهدد به عامر قائلا

- خليك فى حالك يا حيلتها 

ليشعر عامر بالغضب و رفع يده لكى يلكم ذلك القزر فى وجهه ولكن الأخير وضع السلاح على رقبه فدوى وهو يقول 

- أمشى بدل ما أخلص عليها . 

نظر إليها عامر نظره طويله لتشعر بالثقه فى ما ينوى فعله صمتت تماما ولم تتحرك  ليرفع عامر يده بجانب رأسه علامه الأستسلام لينظر له الشاب بابتسامة سخريه وأوشك أن يضع يده على كتفها وفى لحظه   خاطفه كان عامر يمسك يده الممسكه بالسكين الصغير  يبعدها عن فدوى التى أبتعدت مباشرة ليمسك هو بذلك الشاب وظل يضربه حتى حضر أمن الجامعه الذى بدوره أتصل بالشرطه ولكن عامر وفدوى كانا قد أختفيا تماما ولم يتكلم أى شخص ليقول من هم 

عاد من أفكاره وهو يتنهد بهم فهو حقا يعشقها ولكنه أيضاً يعلم أنه المستحيل بذاته 

*********************        

كان كامل وسليمان وراشد يقفان أمام نعمات يحمونها حتى من نظرات منصور الغاضبه 

حين تقدم إلى داخل الغرفه وهو يقول 

- أيه المسخرة إللى بتحصل هنا دى ... لا وما شاء الله ولادى الرجاله مشاركين فيها يظهر أنى عندى ثلاث بنات عايزين كسر رقبتهم .

كان سليمان يغلى غضبا من كلمات والده ولكن ملامح وجهه جامده دون أن يظهر عليها شئ ... وكان راشد ينظر إلى والده بسخريه فهو يكره والده بشده مما يفعله فى أمه وأخته  وأيضاً ما جعل عليه سليمان ...  وما جعله هو أيضاً عليه حتى يعترض على كل تلك الأوضاع وكان كامل فى حاله تأهب كامله ولكنه لن يتحرك سيترك الأمر كله لسليمان فى البدايه .

تقدم منصور مره أخرى فى محاوله للوصول لنعمات ولكن سليمان لم يسمح له حين ضم أكثر على راشد لينظر له والده بغضب وهو يقول 

- أيه يا سيد الرجاله .... واقف فى وش أبوك بدل ما كنت تمنع المسخره إللى بتحصل دى ... أيه المهم أووى كده علشان تحتفلوا بيه .

ليقول راشد بسخريه مستفزه 

- بنحتفل بعيد ميلاد أمنا إللى جابتنا للدنيا دى . 

نظر منصور باشمئزاز لنعمات التى لم تتأثر بنظرته وكلامه الجارح  

نظر منصور لأبنائه وهو يقول 

- يا خسارة الرجاله المفروض تلبسوا طرح ... .يا ترى جبتو ورد ودباديب كمان ولا نسيتوا .

تقدم سليمان خطوه وقال بثبات 

- ربنا وصنا بالأم ... والرسول الكريم لما أتسأل عن أفضل صحبه قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك .... وجنتى تحت رجليها ... مش هتيجى حضرتك وتخلينا نقلل إحترام ليها علشان رغبتك فى أنك تقهرها وتزلها لأسباب أحنى منعرفهاش ... أمنا ليها فضل علينا مغرقنا من ساسنا لراسنا ... وده عمره ما هيتغير لا بكلام حضرتك ولا أفعالك .

كانت نعمات تشعر بالسعاده فولدها أنتفض من أجلها دافع عنها رفض ظلم ابيه لها وكان كامل ينظر إلى ابن عمه بسعاده حقيقيه وأيضاً راشد وكانت ورد تنظر إليه باندهاش أما حور فكانت سعيده حقاً فها هو بطلها ينتفض على ظلم ابيه ...  أما منصور كان ينظر إلى سليمان بغضب وعكس كل التوقعات ظل يضحك بصوت عالى يضحك ويضحك ويضحك ثم صمت فجاءه ونظر إلى سليمان بشر ثم رفع يده التى هوت على وجنت سليمان بقوه لتتعالا الشهقات المستنكره المصدومه ليقترب منصور من سليمان وهو يقول 

- يظهر أنى فعلا مخلفتش رجاله .

وغادر بعد أن نظر إلى نعمات نظرة حقد ثم قال 

-نامى فى حضن بناتك من النهارده 

وغادر تارك خلفه عيون ذاهله ورجل يشعر بالإهانة ولكن أيضاً يشعر بالراحه .

****************           

كان جالسا فى غرفته يستمع لأصواتهم العاليه ولم يحتاج أن يستمع إلى ما يقال  فهو يعرف ابنه جيداً ويعرف كلماته السامه إستغفر الله كثيراً حين دلف إليه عثمان وهو يقول 

-  الله يهديك يا منصور هى وصلت لكده 

نظر إليه نعمان  وهو مستمر فى الإستغفار ليجلس عثمان بجانبه صامت 

نظر إليه نعمان وأبتسم بهدوء ليشعر عثمان أن ابيه يرتب لشئ ما فقال مباشرة 

- أيه إللى فى دماغك يا حج 

أبتسم مره أخرى ثم قال 

- بكره هتعرف ... بكره كلكوا هتعرفوا

ليصمت وهو يتذكر كلمات عمران له 

- أنا بفكر يبقى فى بنا نسب يا نعمان يمكن ده يقلل حدة العداوه إللى بين الولاد  .

نظر إليه نعمان بصمت لبعض الوقت ثم قال 

- والله فكره ... وياترى بقا هتجوز مين لمين 

أبتسم عمران وهو يتذكر كلمات عامر له عن حبه لفدوى وشعوره أن ذلك بعيد بعد النجوم فقال له 

- عامر يأخذ فدوى  وكامل لنجاة بنت بنتى قولت أيه .

أغمض نعمان عينيه ثم أبتسم  وهو يتذكر رفض كامل التام للزواج .ها هى الفرصه تأتى بمفردها حتى يتزوج فتح عينيه وهو يقول  

- على بركه الله وأنا هبلغ الولاد بكره .... وخليها تبان قرار منى ومنك 

ليأكد عمران على كلمات نعمان قائلا

- أكيد .. ومرفوض الرفض أو الأعتراض 

**************               

يجلس داخل مكتبه يمسك بين يديه سلسال فضى يلفه حول أصبعه وهو يستمع إلى كلمات رجله المخلص 

- الظابط أسمه حمزه عبد العزيز عمران النادى خاطب بنت عمه وأسمها علياء ... وكان عند الدكتور النهارده ... وإللى عرفته كمان يا ريس أن جده وجد الدكتور صحاب ... لكن شباب العيلتين ما بينهم مصانع الحداد .

أبتسم الجالس وهو يقول 

- كويس أوووى ... أنا عايز معلومات عن كل فرد فى عيلة الظابط ... وكمان عيله الدكتور معلومات دقيقه ... أرقام التليفونات إيملاتهم أصحابهم عدد أنفاسهم فاهم يا سعد .

ليبتسم سعد بثقه وقال

- أوامرك يا كبير . 

ليعتدل غيث الأسدى فى جلسته وهو ينظر إلى الأمام بتوعد أن يقف أحدا أمامه ويوقف ما يريد .

********************           

جالسه فى غرفتها كالعاده بمفردها تنظر من نافذه الغرفه إلى ذلك الظلام الذى بالخارج  حين سمعت طرق على الباب لتسمح للطارق بالدخول 

لتجدهم حسناء وعلياء نظرت إليهم باندهاش وهى تقول 

- هو فى حاجه ولا أيه 

لتنظر كل من علياء وحسناء لبعضهما وقالت علياء 

- لا مفيش أحنى بس جينا  نقعد معاكى شويه 

شعرت نجاة بالأندهاش ولكنها أشارت لهم بالجلوس 

وجلست أمامهم صامته وهم أيضاً لا أحد فيهم يعرف ماذا عليه أن يقول فهم حضروا بناء على طلب والدتهما وهى لم تكن إجتماعيه يوما .

كانت جلسه غريبه صامته ولكن قررت حسناء كسر ذلك الصمت وهى تقول 

- هو أنتِ على طول لوحدك ليه يا نجاة 

ظلت نجاة تنظر إليها بصمت ثم قالت  

- والمطلوب منى أيه ... هو أنا إللى بعيده ولا أنتوا إللى محدش فكر فى بنت عمتو المنبوذه من وقت ما جينا نعيش هنا ... فعادى يعنى مفيش مشكله خالص أنى ابقى لوحدى لأنى أصلا مش حاسه أنى أنتمى للبيت ده ومش فارق معايا أن حد يهتم بيا أو يكلمنى 

نظرت كل من علياء وحسناء لبعضهما باندهاش ثم وقفا على قدميهما وتحركا فى إتجاه الباب ولكن علياء وقفت مكانها وهى تقول 

- أنتِ إللى حاسه أنك غريبه أنتِ إللى حاسه أنك مش مننا ..وده مش غلطنا ولا ذنبنا ... أنتِ إللى عندك المشكله يا نجاة مش أحنى 

وخرجتا من الغرفه دون كلمه أخرى منهم أو منها لتظل نجاة تنظر إلى الباب المغلق لتهرب من عينيها دمعه وحيده تعبر عن تلك النار التى تأكلها من الداخل

 *****************             

كان يسير فى أروقه المستشفى يتفقد أحوال المرضى الخاصه به ومعه مساعدته الشخصيه وعد فتاه فى  الرابعه والعشرين من عائله فوق المتوسطه كانت تحلم أن تصير طبيبه نفسيه كبيره ولكنها لم تستطع لأسباب    عائليه فقررت دخول آداب علم نفس وأخذت بعدها مباشرة الماجستير ..   لم تصبح طبيبه بالمعنى المفهوم ولكنها أصبحت أستشاريه نفسيه فى هذه المستشفى الكبيره خاصه وقد أوشكت أن تنهى الدكتوراه أنها مجتهده بشده حياتها عمل ودراسه عمليه جدا ولكنها أيضاً تعشق د . رحيم بشده وهى   من سعت أن تكون مساعدته الشخصيه بحجه أن تتعلم منه وأن تكون قريبه من الحالات التى تشبه أفكار دراستها 

كانت تسير بجانبه تنظر إليه بتمعن طوله وجسده المميز بعضلاته بشرته السمراء بجاذبيه وعيونه العميقه بتلك النظارات الطبية

أنها تعشق كل تفاصيله حتى رائحه عطره الجذابه  أفاقت من أفكارها على فرقعه أصابعه أمام عينيها وهو يقول 

- أنتِ مش معايا خالص يا دكتوره

لتنظر له بانتباه و أبتسمت وهى تقول 

- لأ إزاى مع حضرتك يا دكتور معاك طبعا وعلى طول

وقالت الأخيره بلهجه موحيه لينظر لها نظره طويله وهو يشعر من داخله بالأشمئزاز ملابسها الضيقه ألوان وجهها الكثيره وأيضاً حركاتها المستمره للفت أنتباهه رفع حاجبه وعدل نظارته وقال بعمليه  

- طيب تمام ... ياريت الأدويه إللى قولت عليها الحاله تخدها بأنتظام ومراقبه دقيقه لتأثير الدواء عليه وعايز تقرير يومى عن الحاله  

لتهز وعد رأسها بنعم ليغادر هو دون كلمه أخرى لتظل هى واقفه مكانها تحتضن الورق الذى كان بين يديه منذ قليل ولولا أنها فى رواق المشفى لقبلته بحب 

*******************            


كانت تبحث عنه فى كل مكان فى المنزل هى تعلم جيدا أين تجده ولكنها تحاول تركه قليلا بمفرده وفى نفس اللحظه قلبها يؤلمها من أجله وتريد أن تركض إليه ولذلك تأجل ذلك بتحججها أنها تبحث عنه ...  وصلت إلى الغرفه الخلفيه الموجوده بالحديقه كان كامل قد جهزها  بمكتبه كبيره وكراسي مريحه ومشغل موسيقى وجعلها مكان للجميع يلجئ إليه كل من يشعر بالضيق من يريد التفكير بهدوء وهو دائما يحضر إلى هنا حين يشعر بالضيق وقفت عند باب الغرفه تنظر إليه وهو جالس أرضا ينظر إلى الأمام بشرود وصمت . 

أقتربت وجلست أمامه بهدوء لم يشعر بها فلمست قدمه بيدها ليرفع عينه إليها فقالت بهدوء 

- أنت كويس .

لم يجيبها لتكمل هى بأبتسامه 

- أنا فخوره بيك ... أنت النهارده كبرت جداً فى عينى بعد ما دافعت عن أمك برجوله ... بجد يا سليمان أنت كبرت فى نظرى اوووى .

ظل ينظر إليها ثم قال

- أنا كنت خسرت إحترام أمى من زمان وكنت ديما بتألم من نظرة عنيها ... وخلاص مبقتش قادر أتحمل أن أبويا يهنها أكتر من كده .

ربتت على قدمه من جديد وقبل أن تقول شئ أخر كانت تتحول نظراته إلى غاضبه وهو يقول 

- أيه إللى حصل فى المول ؟

نظرت له ببرود وهى تقول 

- عادى ولا حاجه مهمه واحد حاول يسرق شنطه ورد وراجل شهم فى المول مسكه و ضربه وبعد كده أمن المول مسكه ... بس

ظل ينظر إليها طويلا ثم قال 

- كان هيحصل أيه بقى لو حد فينا كان معاكوا لكن إزاى ... كانت هتقلب بقى قضايا المرأة والتحرر والمجتمع الذكورى المتعفن 

رفعت حاجبها تنظر إليه بغضب مصتنع ثم وقفت وهى تقول 

- أيوه هو فعلا مجتمع ذكورى متعفن ... ومن حقى أعيش تجربتى بكل أخطائها وتحركت لتغادر الغرفه ليقول لها 

- هتجوزك يا حور وهوريكى المجتمع الذكورى المتعفن ده هيعمل فيكى أيه .


                       الفصل الخامس من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close