رواية عشق الرجال الفصل السابع عشر17 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال

 الفصل السابع عشر 

بقلم ساره مجدي 

كاد راشد أن يتصل بسليمان فهم فى أنتظاره من أكثر من ساعه ولكن دخول حسناء    وتمام جعله يتراجع عن تلك الفكره وخاصه مع خجل أخته الواضح ونظرات تمام التى بحثت عنها بشوق ....  أقتربت حسناء من راشد تطمئن عليه بعد أن ألقت التحيه على نعمات و ورد    وجثت على ركبتيها ... لينظر إليها راشد بنظرات غريبه وهو يقول لتمام الذى أقترب منه 

- أنا كنت عايز أستأذنك أن حسناء تتغدا معايا النهارده فى البيت .

لتبتسم حسناء رغم أحساسها أن راشد به شئ غريب 

ليربت تمام على كتف راشد وقال بصوته الرزين الذى فعل الأفاعيل بمشاعر تلك الواقفه بعيدا 

- مفيش مشكله ... وأنا هبلغ بابا .

ليرفع راشد عينيه إليه وهو يقول 

- عربيتك هتكفينا مش كده 

لينظر تمام إلى ورد سريعاً ثم عاد ببصره إلى راشد وهو يقول بسعاده 

- العربيه وصاحبها تحت أمركم .

لتقول نعمات سريعاً 

- تسلم يا أبنى .... أنا كنت عايزه أشكرك على إللى عملته علش

قطع سيل كلماتها وهو يقول 

- أنا معملتش حاجه أستحق عليها الشكر ... الأنسه ورد ونعم الأخلاق ومحدش يقدر يقول عليها نص كلمه .

نظرت إليه ورد نظره خاطفه وبداخلها يتنازع بين الخجل مما حدث أمامه من والدها وأيضاً إحساسها بالأمان والسعاده بوجوده 

وكان هو يفكر بسعاده أنها سوف تركب سيارته لأول مره....  وكان راشد يتابع كل ما يحدث وهو من داخله يتمنى أن تكون ورد من نصيب تمام وقتها سوف يطمئن على أخته أنها بين يد أمينه ولكنه يخشى أن يكون هو السبب فى عدم حدوث هذا  

جلست نعمات فى سيارة تمام فى المنتصف وورد عن شمالها وحسناء عن يمينها بعد أن ساعدت راشد على الجلوس فى الكرسى الأمامى بجانب تمام ....  تمام الذى كان يعيش لحظات سعيده حبيبته فى سيارته لأول مره ... يا الله من سحر عطرها .... رقتها حجمها الصغير كل شئ بها جميل ومميز كان يقود السياره بهدوء شديد لاحظته حسناء وراشد الذى كان يود لو يضحك بصوت عالى ... ولكنه فضل الصمت ... هو لا يريد أن يجرحه أو يشعره بالحرج .... كان كل ثانيه وأخرى ينظر فى المرآه ... يشبع عينيه منها حتى وصلوا إلى البيت الكبير .

كان الجميع فى انتظارهم .. حين ترجلت من السياره شعر أن قلبه خرج من صدره وذهب معها ولكنه لا يريد أن يحرج نفسه خاصه بعد كلمات جده له وشعوره بأن الجميع شعر بما شعر به جده ظل فى السياره بعد أن شكرته نعمات وطلبت منه الإنضمام إليهم ولكنه رفض بخجل . 

كان الجميع سعيد بعودتهم سالمين .. وخاصه  بعد شهرين ونصف سيقوم راشد بإجراء جراحته ويعود للسير من جديد .... وكان الجميع يجتمع حول ورد خاصه البنات بعد أن رحب بها جدها بحفاوه وسعاده وضمها عمها بحب عميق أسعدها بشده ... وكانت زوجه عمها قد أحضرت لها كل أنواع الطعام التى تحبها هى وراشد 

••••••••••••••••••••••.          

كانا صامتان وكانت هى تغلى غضباً إذا كان لا يريد الكلام لما طلب منها أن تجلس معه ....   وكان هو يحاول أن يتحدث ولكنه لا يجد ما يقوله يرفض عقله ما يطلبه قلبه أن يعتذر لها أو يراضيها ... فهو مقتنع أنه لم يخطئ ... كادت أن تقول شئ ولكن صوت هاتفه أسكتها وحين أجاب على الهاتف وقف سريعاً بغضب وهو يقول 

- وأنت لسه فاكر تعرفنى دلوقتى 

ليقول محدثه 

- يا باشمهندس أنتوا كنتوا فى ظرف صعب ... وإللى حصل حصل فى جميع الأحوال .

رفع سليمان رأسه إلى الأعلى وهو ينفخ بضيق ثم قال 

- ماشى يا باشمهندس ... ماشى .

وأغلق الهاتف والتفت ليجدها تقف خلفه تنظر إليه باستفهام وأهتمام ... عكس نظراتها المستائه منذ قليل ...  ليزيد لوم قلبه له 

ظل صامت لعده ثوانى ثم قال 

- المشروع إللى كنا معتمدين عليه ... لا رسى علينا و لا على عيلة النادى .

لتقطب جبينها وهى تقول 

- والحل ... كده يعنى خساره كبيره 

ليرفع كتفه وهو يقول 

- مش خساره قد ما هى كانت هتفرق فى مكانة الشركه فى السوق  

لتقول هى سريعاً 

- بمجهودك وشغلك مهما كان صغير أكيد هتثبت وجودك وهتكبر .. مش محتاج مشروع واحد علشان تبقى كبير صحيح كان هيوفر عليك مجهود .. بس النجاح بعد التعب طعمه أحلى .

كان ينظر إليها بأندهاش وداخله يتلوى ألما .. هل ما يفعله صواب أم خطئ ...  ولكن المؤكد أن هناك شئ خاطئ كبير جدا ولا يعلم كيف يغيره . 

••••••••••••••••••••••••••.         

بعد تناول وجبه الغداء جلس معها فى حديقة البيت الكبير ... ينظر إليها بتمعن أنها حبيبته حب حياته ... الأمل الوحيد فى توبه لا يستحقها 

نظرت هى إليه بحب وقالت 

- جنينه جميله جدا وواسعه ومترتبه ... شبه جنينة بيتنا ... بس بصراحه مش أحلى منك أنت 

ليضحك بصوت عالى وهو يقول 

- أنتِ بتعكسينى  ولا أيه 

لتقول له بحب صادق

- فيها حاجه دى هو مش أنت حلالى ومن حقى أعاكسك .

ليقول لها بتأكيد 

- حقك ..ومش حق حد غيرك 

لتبتسم بسعاده ليقول هو بهدوء 

- حسناء 

نظرت إليه بحب .

ليقول 

- فاكره إللى حصل طبعاً فى اليومين إللى فاتوا 

وفاكره كمان لما وقعت على الأرض و بصعوبه قعدتينى على الكرسى 

لتنظر له بمشاغبه غير مستوعبه لغته وتلمحياته 

- ما فى فرق فى السرعات سيدى الرئيس شوف طولك وطولى 

ليبتسم بحزن وقال 

- تفتكرى أنك هتقدرى تستحملى كده كتير .

قطبت جبينها وهى تقول 

- تقصد أيه ... أنت بكره هتعمل العمليه وهترجع وتمشى على رجلك من جديد وأنت الى هتشلنى .

- ولو مرجعتش أمشى .

- هشيل حديد علشان أقدر أشيلك العمر كله 

أجابته بإبتسامه ناعمه وحب يظهر فى عيونها ليقول هو بحب أكبر 

- خايف عليكى .. أنا هبقى حمل  تقيل عليكى 

لتجيبه بحب أكبر 

- ملكش أنت دعوه .... على قلبى زى العسل  

ليمد يده لها فوضعت كفها فى حضن يده ليقربها من شفاهه ويقبلها بحب وتقديس 

•••••••••••••••••••••••••••.       

طرق على الباب فسمحت للطارق بالدخول لتجدها صباح تخبرها أن المدعوا زوجها وصل و جدها أرسل فى طلبها ...  هى كانت تنتظر حضوره لا تعلم لماذا ولكنها تريد أن ترد له ما قاله فى الهاتف .

نزلت إلى الأسفل لتجد الجميع يجلس معه والدتها و جدها وخاليها والجميع يضحك على كلماته ويجاملوه .. ويتعاملوا معه بتقدير وحب ... ظلت واقفه عند الباب عيناها معلقه بأمها الذى يضمها كامل بقوه وحنان .... حين رفع كامل عينيه ينظر إليها بمشاغبه وأستفزاز ولكن ما رائه بعينيها جعل قلبه يود لو يخرج من صدره ويذهب إليها يضمها كانت عيونها تتجمع بها الدموع وهى تنظر إلى أمها بحصره وكأنها فقدتها ... ونظرت إليه بكره وكأنه سرق منها شئ غالى وثمين ... هل ما يشعر به حقيقه ... هل ذلك الجرح المرسوم بعيونها لأنه ضم والدتها بحنان ... هل تخشى أن يأخذ مكانها فى قلب أمها ... هل هى طفله تظن أن أمها ستحب أحد أخر غيرها وأنه من السهل أن يأخذ مكانها لمجرد ضمه هل هى هشه وضعيفه لتلك الدرجه جلست فى أبعد نقطه عن الجميع صامته كعادتها ولكن هناك أيضاً من لاحظ كل ما حدث فى تلك الثوانى القليله ولكنه ظل صامت حين لاحظ الأهتمام يرسم على وجه كامل ...  والضيق أيضاً مما حدث .. فاطمئن أن حفيدته فى يد أمينه .

فوقف على قدميه وغادر الغرفه بعد أن قال لكامل 

أنه ذاهب للصلاه ... وغادر خلفه خالها عبد العزيز وبعده بدقيقه خالها حسان ومعه أمها التى ربتت على خدها بحنان ... جعلت دمعه خائنه تغادر عينيها لتمسحها سريعاً حتى لا يراها ذلك الجالس بعيدا .. ولكنه رائها بالفعل ويالا العجب شعر بالضيق أكثر .

ظل ينظر إليها لا يعلم ماذا عليه أن يقول فهو كان يرتب لاستفزازها فكم هى لذيذه وهى لا تستطيع الرد على كلماته المستفزه وتغضب كالأطفال .

كاد أن يقول شئ لتسبقه هى قائله 

- أنت عايز منى أيه ... أنا عارفه كويس أوووى أنك مش بتحبنى .. ولا أنك عايز من الأساس تتجوزنى .... جدك أمرك وأنت نفذت وأنا كمان بس متخيلتش أنك جاى تخطف الحاجه الوحيده إللى ليا فى البيت والدنيا دى .... أنت مش طايقنى ... صح أنا عارفه ... بس متقهرنيش ... أبعد عنى أنا مش عايزه حد فى حياتى .. مش عايزه ... لا عايزاك ولا عايزه حد منهم ... أنا مليش غيرها وغيره أبعد عنى أنا عارفه أن مفيش حد بيحبنى غيرهم ... أبعد متجيش تانى .. أنا مش عايزه أشوفك .

وقبل أن يستوعب كل ذلك الألم الذى يسكن قلبها وروحها غادرت الغرفه ظل واقف فى مكانه فى  زهول لعدة دقائق ثم غادر هو الأخر ولا يفهم حقا ما يشعر به 

•••••••••••••••••••••••••••.       

 وقف بالسياره أمام البوابه الكبيره بعد ذلك الطريق الطويل ...  تذكرت ما حدث طوال الطريق وهى تبكى بصمت وهو يحاول أن يسيطر على غضبه عقله يعمل ويفكر فيما أخطئ هو لتقوم هى بذلك الفعل المشين ... أنشغاله بعمله وإخلاصه به يصل بهم إلى ذلك ... هل كل رجل أنشغل عن زوجته تخونه .. أم هو من أخطاء خطئ كبير والله يعاقبه ذلك العقاب القاسى .

ضرب المقود عدة مرات أنتفضت هى على أثرها خوفاً وهى تتخيل رغبته فى أن تنال هى تلك الضربات .... حمزه الهادئ المهندم دائما تجده الأن مشعث الشعر ملابسه غير نظيفه ومجعده ...مرهق حول عينيه هالات سوداء غاضب وبشده .... هذا صنع يديها ... هى من فعلت ذلك فالتسعد الأن .... عادت من أفكارها على صوته البارد ....  أين أختفت العاطفه والحنان فى صوته  

- هتدخلى ومش عايز حد يعرف حاجه .... وإللى يسألك على التليفون ..قولى أنه أتكسر وأنا هجبلك واحد تانى ... ممنوع الخروج من البيت لوحدك ... وأى حاجه تحصل لازم أعرفها مفهوم 

لتهز رأسها بنعم لمحها هو بطرف عينيه ليقول

- أحسن أنك مبترديش .. أنا لا طايق أسمع صوتك .. ولا طايق أشوفك ..

لتشهق بصوت عالى لينظر إليها بغضب لتضع يدها على فمها سريعاً .

أقترب من وجهها وهو يقول 

- تعرفى أنتِ لو مش بنت عمى أنا كنت عملت أيه ... علشان بس أرد كرامتى ... أدبحك 

قالها بغل وكره وحقد ...وصلها كامل .

ليكمل هو ببرود ... 

- واحد غيرى كان أتعامل معاكى زى العاهرات نام معاكى وبعدين يرميكى ... ما أنتِ اصلا رخيصه 

لتضع يدها على وجهها تبعد عنها نظراته القاتله .... نظراته التى كانت تراها شئ غالى وثمين ... الأن تنظر إليها بإحتقار .... لسانه التى لم تسمع منه سوى كلمات العشق والغزل الأن يقول لها تلك الكلمات الرخيصه .

ليضحك هو بصوت عالى وهو يقول 

- أيه كلامى وجعك وجرحك .

ليبعد يدها عن وجهها بعنف وهو يقول 

- أتعودى عليه علشان من النهارده مش هتسمعى غيره .

نظراتها المجروحه الحزينه الراجيه تؤلم قلبه الخائن التى تسكنه ولكن روحه وكرامته و رجولته عقله الذى ذبحتهم هى بدم بارد تحت قدمى عشق محرم يمنعانه من ضمها إلى صدره .... فلقد حرمها على روحه وقلبه ... الأن هى لا مكان لها بحياته ... هى فقط إبنة عمه شرفه وعرضه الذى يجب أن يحافظ عليه أن يضحى برجولته بالبقاء معها .

أبتعد عنها سريعاً ليقول 

- أنزلى ... وأكيد هتلاقى كدبه تقوليها علشان مدخلتش معاكى .. وكمان كدبه ليومك الهايل النهارده معايا . 

ظلت تنظر إليه تريد أن تقترب منه أن تضمه ...  أن تمحى من عقله كل ما حدث ولكنها تعلم جيدا أنه لم يعد لها مكان لديه ولا مسمى فتحت الباب وكادت أن تغادر السياره لتسمعه يقول بقهر 

- غلطه .... غلطه واحده ... وأقسم بربى هدفنك حيه 

ترجلت من السياره ونظرت إليه وهو يقود السياره سريعاً مغادرا ظلت واقفه لثوانى ثم دلفت بعد أن مسحت دموعها وحاولت أستنشاق بعض الهواء حتى تهدء .

••••••••••••••••••••••.          

دلفت إلى غرفتها بعد ما بزلته من مجهود فى إظهار سعاده مزيفه أمام الجميع ...  جلست على السرير بأرهاق وبدأت فى البكاء بصوت عالى تريد أن تخرج كل ما بداخلها من خوف وإرهاق ... حزن وخزى ....قهر مما كان عليه حمزه .... خوف ورعب من الحاله التى وصلا إليها 

كيف سيتعامل معها ... وكيف ستكون حياتها القادمه .. هل سيأتي يوما تحصل على عفوه طرقات على الباب جعلتها تنتفض واقفه وتركض إلى الحمام 

دلف عامر إلى الغرفه يبحث بعينيه عنها لتخرج هى من الحمام بعد عده دقائق... وقد غسلت وجهها و بدلت ملابسها أبتسمت إبتسامه صغيره ليقول لها 

- تضحكى على كل الناس بالضحكه دى لكن أنا لأ 

لتنظر له بأندهاش ليقول 

- حمزه مزعلك .... أنا عارف أن الواد ده ميستهلكيش  اصلا

لتقول سريعاً 

- لا خالص ليه بتقول كده 

- علشان حالتك دى .. ولا مش شايفه شكلك 

لتقول بصدق 

- بالعكس أنا إللى مزعلاه ... أنا إللى مش مقدره شغله وتعبه وحبه وأخلاصه ... أنا إللى مستهلوش يا أبيه مستهلوش 

وأرتمت فى حضنه تبكى

شعر بالغرابه من كلماتها ولكنه قال بحب أخوى وهو يربت على كتفها 

- علياء أنتِ أختى الوحيده ... ومعنديش أغلى منك لو حصل أى حاجه تعالى ليا أنا موجود ديما علشانك ... ماشى 

لتحتضنه بحب وهى تقول 

- ربنا ما يحرمنى منك .

وأكملت بينها وبين نفسها 

- ويقدرنى على إللى جاى مع حمزه .

       

************************       

أجتمع الشباب الأربعه بعد أن قص سليمان ما أخبره به كبير مهندسين الشركه وحين أتصل كامل بعامر ليخبره وجد عنده خبر وكاد أن يتصل به .

جلس أربعتهم يفكرون ماذا عليهم أن يفعلوا ...  ولكن أتصال صغير من حمزه جعل كل شئ ينقلب رأسا على عقب حين علموا أن رامز العدوى هو اليد اليمنى لغيث الأسدى ... وأيضاً هناك أحتمال مشاركته فى أختطاف ورد .... وأيضاً إختفاء ذلك الرامز جعل الأمر أكثر تعقيدا ليجلس الأربع فى حاله صدمه 

••••••••••••••.                  

جالسه فى الحديقه تحت شجرتها المميزه تبكى ...  حين أقتربت منها أمها تنظر إليها بحيره حين وجدتها تبكى فجثت على ركبتيها تسألها بأهتمام 

- مالك يا نجاة أيه إللى حصل ... هو كامل زعلك

نظرت إليها نجاة برجاء وهى تقول 

- أنا مليش غيرك يا أمى ... أرجوكى ما تبعديش عنى ... أنتِ ورحيم كل ما ليا ... أرجوكى يا أمى ... أرجوكى 

لتضمها رحمه بخوف وقلق وهى تقول 

- مالك يا نجاة أيه يا بنتى إللى حصل لكل ده ... أنا وأخوكى جمبك وعمرنا ما هنبعد عنك 

لتتشبث نجاة بملابس والدتها وهى تبكى لتضمها بقوه ... تكاد تدخلها رحمها من جديد .

بعد بعض الوقت صعدت بها إلى غرفتها وأراحتها فى سريرها وظلت بجوارها حتى غفت خرجت من الغرفه وهى تخرج هاتفها لتتصل برحيم 

••••••••••••••••••••••.         

كان فى طريقه إلى غرفتها بعد أن تخلص من مراقبة عهد له ... أنها مازالت تراقبه ليس من أجل أمر علاج مسك ولا فكرة أتهامها بإعطاء أدويه خاطئه إنما حتى تتقرب منه ... أصبحت الأن أمامه وبجانبه دائما .. دائما تبحث عنه ... تتحدث معه فى أى شئ وكل شئ تنهد بنزق أنه لا يتحملها طرق الباب ودلف إلى الغرفه فقد قرر أن يقوم هو بتدريبها اليوم ....  يريد أن يرى حركه عضلاتها بنفسه .... أن يجرب اليوم أن يجعلها تتكلم ... وأيضاً هو يشعر بالراحه بجانبها ..  وكأنه كان لا يستطيع التنفس ... و عندها فقط يجد الهواء النقى .... أبتسم وهو يفكر كم هى رقيقه بعيونها الامعه دائما وكأنها على وشك البكاء ... رقيقه حساسه ... أيضاً نظرة عيونها له وكأنه كل العالم .. خاصه حين يتكلم عن عائلتها ... أبتسم إبتسامه واسعه حين رفعت عينيها إليه ليقول 

- أخبارك أيه النهارده .

رفعت يديها له بمعنى « كويسه » ليقول لها 

- أنا مش بفهم لغة الإشارة ... وكمان أنا سمعت أن صوتك حلو .. أيه رأيك تسمعهولى .. وأنا أحكم 

قطبت جبينها وهى تنظر إليه بشر ليجلس على الكرسى أمامها وهو يضع قدم فوق الأخرى ثم قال بأبتسامه 

- مسك أنتِ قويه .. وأنا متأكد أنك قادره على الكلام حاولى أرجوكى ... علشان خاطر والدك الله يرحمه .. علشان خاطر جدك إللى بيتألم علشانك ... علشان كل عيلتك إللى بتحبك 

ظلت تنظر إليه دون أى ردة فعل  كاد أن يقول شئ أخر ولكن علا صوت هاتفه ليخرجه من جيب معطفه وهو يقول 

- دى أمى .. هرد عليها وأرجعلك .

وقف عند النافذه البعيده وهى تتابعه بعينيها كم هو وسيم ببشرته السمراء وعيونه العسليه وشعره الناعم.... أنها تشعر بسعاده كبيره حين يجلس معها ويتحدث إليها ويحثها على الحديث.... سخرت كل حواسها معه لتسمعه يقول 

- أهلاً يا أمى وحشانى جدا  أخبارك أيه أنتى ونجاة

ليقطب جبينه وهو يقول 

- براحه يا أمى علشان أنا مش فاهم .

ظل صامت يستمع لسيل كلمات والدته عن ما رأته من نجاة وكانت هى تتابع كل حركه منه بتركيز  شديد 

حين أنتهت والدته من سرد ما حدث قال هو 

- أنا جاى يا أمى .... لا جاى حالا 

أغلق هاتفه وأعاده لجيب معطفه ثم نظر إليها ليجدها تنظر إليه بأهتمام وتقطب جبينها  فتقدم منها حتى وقف أمام السرير ثم قال 

- أختى فى مشكله ولازم أروحلها مش هتأخر عليكى .

قال أخر كلماته وهو ينظر إليها بأبتسامه ناعمه حانيه سكنت قلبها من أول يوم وقعت عينيها عليه يوم الحادث ... حين أنتشلها من السياره وأنقذها من موت محتوم وبعدها حين دلف إلى غرفتها لأول مره ... هى تشعر بالأمان فقط فى وجوده وكأن والدها مازال حيا ..  أو أنها تنعم بدفئ وحنان جدها ... يقول أنه سيتركها ويسافر .... سيذهب عنها أمانها ....حين أغلق الباب ظلت تنظر إلى الباب طويلاً وخط طويل من الدموع يسيل من عينيها لتهمس قائله بصوت يملأه التوسل

- رحيم 

ولكنه لم يسمعها أو يشعر بتوسلها لتبكى ولأول مره بصوت عالى .

•••••••••••••••••••••••••.        

عاد إلى شقته يشعر وكأنه كان فى حرب وعاد منها مهزوم ومجروح ومكسور ....  خاسر هو بكل القوانين والأعراف ... خسر إبنة عمه .. ربيبته ... خسر حبيبته وزوجته ... خسر رجولته وكرامته ... دعست عليهم علياء بكل برود  .

نظر إلى صاله منزله المهشمه بالكامل وهو يتذكر كلماتها فى ذلك التسجيل دموعها أمامه ... أغمض عينيه وهو يشعر أن كل عضله فى جسده تأن ألما كما روحه دلف إلى غرفة نومه وألقى بجسده إلى السرير ليغمض عينيه بتعب  ويغرق فى نوم عميق ..... بعد القليل من الوقت شعر بيد رقيقه  تمسد قدمه وتخلع عنه حذائه فتح عيونه بتثاقل لينظر لمن تجثوا على ركبتيها أسفل قدميه لكن شعرها الطويل يغطى وجهها ولكنه يشعر أنه يعرفها قال بصوت واهن 

- أنتِ مين ؟

رفعت رأسها إليه لينتفض جسده وهو يرى علياء تنظر إليه بعين واحده ونصف وجهها فقط هو الواضح والنصف الأخر يغطيه شعرها الأسود الطويل حاول قول أى شئ ليجدها تنحنى تقبل قدمه فى ذل وهى تطلب منه ألا يتخلى عنها ... أن لا يتركها لهم مره أخرى ... كان يشعر أنه مقيد لا يستطيع التحرك لا يستطيع إيقافها عن تقبيل قدميه ولا أن يفهم من هم هؤلاء الناس الخائفه منهم لتلك الدرجه أنتبه لكلماتها وهى ترفع شعرها عن وجهها وهى تقول 

- شوف .. شوف عملو فيا أيه 

لتجحظ عيناه وهو يرى نصف وجهها مشوه بالكامل بشكل بشع .

ظل على حالته تلك عدة دقائق ينظر إليها بزهول غير مصدق لما يراه ولكن حين أنحنت من جديد لتقبل قدمه أبعد قدمه عنها ووقف على قدميه ليوقفها أمامه وهو يقول بإندهاش

- مين إللى عمل فيكى كده ... قوليلى 

- بابا وعامر 

قالتها بإقرار ليبتعد خطوه للخلف لتكمل هى 

- بعد أنت ما قولتلهم على إللى عملتوا هما عملوا فيا كده ... أرجوك يا حمزه أقتلنى أنت ... أدفنى حيه زى ما قولت ... عيشنى عمرى كله تحت ذل وإيهانه منك بس مترجعنيش ليهم تانى ... أرجوك يا حمزه أرجوك 

كان يستمع إلى كلماتها بصدمه متى قال لعمه وعامر .. ومتى حدث كل ذلك وفى تلك اللحظه أقتحم عمه وعامر الغرفه وأمسكاها من شعرها بقوه مؤلمه صرخت على أثرها بصوت عالى وسحباها بشده لخارج الغرفه وهو يقف ينظر إليهم بزهول ويسمع صوت صراخها بأسمه وتوسلها له ولكنه لا يعلم ما ذلك الشئ الذى يقيده و لا يستطيع التحرك 

- حمزه .. أنجدنى يا حمزه ... متسبنيش يا حمزه ... حمززززززه 

- علياااااااااااااااء 

أستيقظ من نومه وهو ينادى عليها بألم وقهر ينظر حوله فى كل الأتجاهات يبحث عنها نظر إلى قدميه وجد بهما حذائه كما هما حاول التنفس بهدوء وهو يضع يده موضع قلبه فى محاوله لتهدئة دقاته وذلك الألم الحاد الذى يشعر به ... جلس مكانه يستغفر الله عله يهدء من ذلك الحلم الغريب ....  وما يعنيه .

••••••••••••••••••••••.            

عاد من الخارج بعد أن قابل أخيه وأخذ منه المال فا عفاف لا تتوقف عن رميه بكلماتها الجارحه وأيضاً هو تعب من أكل الجبنه والخبز  وأشتاق لطعام جيد وإلى مذاق اللحم والدجاج  ... دلف إليها فى الغرفه بعد أن قابل والدها عند الباب ... ألقى عليه التحيه بأستخفاف ليخرج منصور بعض المال وأعطاه له ليبتسم الرجل له بسعاده ثم غادر ..... لم يجدها فى الغرفه ولكنه وجد باب النافذه الكبيره مفتوح ... ليتحرك فى أتجاهه ليستمع إلى صوتها تتحدث مع أحد ما فوقف مكانه من هول الصدمه وهو يسمعها تقول

- لا يا حبيبى أنا لازم أخليه ينام معايا النهارده علشان أقدر أقوله أنى حامل ... ما هو طالما معرفناش ناخد حاجه منه دلوقتى على الأقل ناخد لما يغور فى داهيه ويموت ... أنا عارفه أنك بتغير عليا بس معلش نستحمل شويه وهى مره واحده وحياتك عندى  لتقطع كلماتها حين سمعت صوت أرتطام شئ بالأرض لتنظر خلفها لتجده منصور ممدد أرضا دون حراك 

•••••••••••••••••.          

جالسه فى غرفتها تتحدث معه فى الهاتف وهى تقول 

- طمنى عليك .

ليبتسم بحب وهو يقول 

- أنا كويس يا قلبى .... ربنا ما يحرمنى منك يا فدوى ... أنتِ أحلى حاجه فى حياتى 

شعرت بالحزن فى صوته فقالت بأهتمام 

- مالك يا عامر 

تنهد بصوت عالى وهو يقول 

- علياء .. كانت النهارده مع حمزه بيفسحها .. بس رجعت شكلها غريب .. عينيها تايهه .. مطفيه .... مش عارف مالها .. ولما سألتها لو حمزه مزعلها قالتلى لأ ..خايف عليها  

- أنا مش فاهمه سبب خوفك يا عامر مش حمزه بيحب علياء ...ومن وهما صغيرين .. أكيد عمره ما هيجرحها

ليتنهد وهو يقول 

- أنا واثق فى حمزه يا فدوى بس علياء فيها حاجه غريبه ... تحسيها النهارده دبلانه ... مش عارف 

لتبتسم وهى تقول 

- طيب أهدى أرجوك  ..  كلمت حمزه .. يمكن متخانقين عادى يعنى ما طبيعى يحصل خلاف بين أى أتنين .

- هكلمه بكره الصبح وأشوف ... يلا سلام دلوقتى علشان أنا مع أخوكى و ولاد عمك .

••••••••••••••••••••.            

كان الثلاثه صامتون كل منهم يفكر فى أتجاه حين عاد عامر بعد أن أنهى مكالمته ليقول له كامل 

- ده وقت رغى ده 

ليرفع عامر كتفيه وهو يقول 

- كنت بكلم أختك .

ليقف كامل سريعاً يمسكه من مقدمه قميصه وهو يقول 

- ما تحترم نفسك يلا 

لينظر إليه عامر بإندهاش  وهو يقول 

- أيه يا ابنى أنت فيه أيه هى مش أختك دى مراتى ولا أيه .

ليتركه كامل بعد أن دفعه للخلف وهو يقول 

- ابقى نقى ألفاظك يا حيوان أنت .

ليضحك عامر بصوت عالى وهو ينظر لسليمان وقال 

- بيعمل كده معاك لما بتكلم أخته 

ليضحك راشد بصوت عالى وهو يقول  

- بتلعب فى عداد عمرك يا عامر والله 

ليغمز له عامر وهو يقول لسليمان 

- ما تيجى أنا وأنت وأخوات كامل نخرج يوم الجمعه نتف

لم يكمل كلماته ليجد لكمه قويه من كامل على وجهه أوقعته أرضا وهو يضحك بصوت عالى وقال 

-أيه يا كامل يا أخى إيدك تقيله .. وبعدين بنهزر بنهزر .. ما بتهزرش .

ليظر إليه كامل بغضب وهو يقول 

- أنا غلطان أنى قاعد مع شوية عيال ... أنا ماشى .

وقبل أن يغادر وقف عند الباب وقال 

- أنا بكره هروح لبنت عمتك البيت . 

ليضحك سليمان وراشد بصوت عالى ثم قال راشد 

- قصف جبه . 

ليجييه سليمان 

- فى منتصف الجبهه 

نظر إليهم عامر وهو يقول 

- عنيف أوووى أبن عمكم ده ... بس عاجبنى الصراحه .... رجوله رجوله .


                الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>