رواية عشق الرجال الفصل العشرون20 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال 

 الفصل العشرون 


فى صباح اليوم التالى أرسلت علياء صباح لتشترى لها النقاب وأخرجت إحدى فساتينها الغامقه وخمار ملائم حين دلفت صباح وبيدها النقاب .... أرتدته ووقفت أمام المرآة تنظر إلى نفسها وهى تشعر براحه نفسيه ..


. وجدت نفسها تمسك سجادة الصلاه وفردتها ورفعت غطاء النقاب عن وجهها وكبرت ووقفت بين يدى الله تدعوه الثبات و قبول توبتها .

طرقت صباح الباب وهى تقول 

- حمزه بيه وصل ... وحسان بيه طلب منى أناديكى .

أخذت علياء نفس طويل ثم أسدلت النقاب وخرجت من غرفتها تستعين بالله أن يلهمها القوه للوقوف أمام حمزه 

                             ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كان جميع أهل النادى حول طاولة الطعام حين دلف حمزه بوجه هادىء لا يظهر عليه أى شئ فى محاوله منه أن يظهر كل شئ طبيعى وجلس على كرسيه    بعد أن قبل يد جده ووالده ورأس والدته ليسمع وقع 



خطوات على الدرج ليرفع عيونه وهو يوصى نفسه بالتماسك لتجحظ عيناه من الصدمه وهو يتعرف عليها ...  ليقف ينظر إليها بزهول حين قال تمام 

- ما شاء الله ... مبروك يا علياء 

لتخفض رأسها وهى تقول 

- الله يبارك فيك يا أبيه 

لتقف حسناء سريعاً تحتضنها وهى تقول 

- عملتيها يا علياء برافوا عليكى

أبتسم الحج عمران وهو يقول 

- ربنا يبارك فيكى يا بنتى ....  بس يارب  يكون عن أقتناع 

ليقول حمزه بغضب مكتوم

- صحيح من أمتى جه أقتناعك بإنك تلبسيه  

نظرت إليه بعيون تملؤها دموع التوسل والرجاء وهى تقول 

- من زمان بفكر فيه ... بس مكنش عندى القدره  على أخد القرار 

ظل حمزه ينظر إليها طويلاً ثم خرج سريعاً للحديقه ليقول عبد العزيز 

- روحى يا بنتى وراه وبالهداوه كل حاجه تتحل .

                          ••••••••••••••••••••••••••••• 

كان واقف فى وسط الحديقه الكبيره ينظر إلى الأمام وهو يعصر يديه بقوه من كثرة غضبه وقفت خلفه ونادته بصوت ضعيف 

ليلتفت إليها بقوه و أمسك ذراعها بعنف وبيده الأخرى أمسك نقابها وهو يقول 

- أنتى فاكره أن دى هتمسح إللى عملتيه .... أو هتخليكى من تانى علياء الجوهره الغاليه. .. مش علياء الرخيصه إللى أى حد بكلمه حلوه ممكن يخدها على سريره 

لتشهق بصوت عالى ودموعها تغرق وجهها و تغرق نقابها ليكمل هو دون مراعاه لأى شئ 

- ولا أنتى لبساه بقى علشان توسعى نشاطك ..  وبدل شات ومكالمات تليفون يبقى خروج بقى وتروحى شقق 

لينتفض جسدها وترجع خطوه للخلف ولكن يده منعتها لتظل تحاول أن تفلت من يده وصوت بكاءها يعلوا ليتركها فجاءه لتسقط أرضا أسفل قدميه ليظل ينظر إليها من علو وهى تبكى بقوه ثم قال 

- فاكره أن ده الصح ... فاكره أن لبسك النقاب هو إللى هيمحى ذنبك الكبير .... فاكره أنى هثق فيكى من جديد .... فاكره أنى بكده هقول خلاص عليا رجعتلى من تانى .... أنتى وقعتى خلاص يا عليا وقعتى .... مكانك عندى نفس مكانك دلوقتى تحت رجلى ... ولولا أنك بنت عمى أنا كنت رميتك بطول دراعى .

مرت بضع دقائق ينظر إليها بغضب وهى تبكى منحنية الرأس بذل لينفخ الهواء بضيق ثم نظر إلى الجهة  الأخرى وبعد ثوان أستمع لصوتها الضعيف وهى تقول 

- أنا عارفه أنى سقط من نظرك  وأنك عمرك ما هتثق فيا من جديد لكن ... لكن أنا من وقتها وأنا بين أيدين ربنا بستغفر وبدعى ربنا يقبل توبتى أنا عارفه أنى غلطت غلط كبير فى حق ربنا وحق نفسى وحقك وكمان .... وكمان   .... عارفه أنك لا طايقنى ولا عايز تسمع صوتى .... بس أقسم بالله أنا لبست النقاب علشان أريحك من أنك تشوفنى بحاول أعمل إللى قولتلى عليه  ..   حمزه أنا غلطت بس ربنا بيسامح ويغفر ده لأنه ربنا إللى خلقنا وهو الوحيد القادر يطلع على قلوبنا ويفهمنا من جوه .... مش هطلب منك أنك تسامحنى علشان أنا متأكده أنك شلتنى من حسباتك خلاص   وزى ما قولت لولا أنى بنت عمك كنت بعدت عنى ....   لكن ممكن أطلب منك فرصه ... فرصه واحده أثبتلك فيها أنى رجعت علياء بتاعة زمان .... مش علشان ترجعلى .... علشان أرجع لنفسى من جديد علشان يوم ما تقرر تسبنى تبقى عارف ومتأكد أنى مش هعمل كده تانى ... أنك مقصرتش فى أمانه عمك.   

كان يستمع إلى كلماتها وقلبه يتمزق ألما عليها وعلى الحال الذى وصلا إليه ... منذ متى كان هذا الحديث بينهم .... منذ متى يترك علياء تجلس أرضا هكذا و أيضا يخبرها أن هذا مكانها الأن لديه... بعد أن كانت تاج فوق رأسه يتباها بها .. ويتغنى بعشقه لها  رفع رأسه ينظر إلى السماء بضيق يشعر أنه يختنق أخفضها وكاد أن يقول شئ ولكنه جلس سريعاً أمامها لتنظر له بأندهاش ليقول بصوت منخفض

- عمى حسان وتمام جايين 

لتعتدل فى جلستها  وتعدل نقابها ليقول حسان 

- ها جوزك أقتنع ولا لسه 

ثم نظر إلى حمزه وقال 

- أنا سألتها لو أنت موافق ولا لأ .... بس هى قالتلى أنك مش هتعترض وكمان هى كانت حابه تفجاءك  

نظر حمزه إليها وهو يقول 

- اه يا عمى أنا معنديش مشكله ... أنا بس كنت فاكر أنها مش فارق معاها رأى علشان معرفتنيش قبل ما تلبسه .... لكن هى وضحت كل حاجه .

ليقول تمام 

- ألف مبروك يا علياء.... ربنا يتقبل منك .

ثم نظر لحمزه و قال

- قاعد معانا ولا مسافر على طول 

ليقف حمزه وهو يقول 

- عايزنى فى حاجه .

ليقول تمام بهدوء 

- أنا مش عايز أعطلك لكن لو هتفضل عايز أتكلم معاك 

ليقول حمزه.

- المفروض أرجع .... بس هقعد مع أمك شويه وأجيلك المكتب ماشى 

ليهز تمام رأسه وأقترب من أذن أخيه وقال

- أى حاجه تتحل بهدوء ... أفتكر أنها علياء حب عمرك 

ليغمض حمزه عينيه بألم وهز رأسه بنعم .ليغادر تمام و عاد حسان للداخل و خلفه حمزه وعلياء . 

وعند باب البيت نظر إليها وقال 

- عندك حق أكتر حاجه ريحتنى النهارده أنى مشفتش وشك ... بس أتمنى يكون كلامك صح وتكونى لبستيه علشان ربنا .

كانت كلماته قاسيه ومؤلمه لكنها تستحقها

                       ••••••••••••••••••••••••••

مر شهران كان حال منصور كل يوم أسوء من ذى قبل ...  فا عفاف أصبحت أكثر تبجحا تتكلم مع سعد كما يحلو لها أمامه ... ودون أن تراعى كلماتها ومعانيها وما تأثيرها عليه ... كل يوم حين يذهب إليه سليمان كان يجده أسوء من اليوم الذى يسبقه ... ودائما يحاول أن يقول له شئ ولكنه لا يفهمه ... و تلك العفاف دائما تطلب المال .... وكانت نعمات تسأل دائما عن أخباره دون أن تظهر إهتمام كبير 

أما عن ورد فكانت ترى تمام دائما  .... تشعر بأهتمامه وأحتوائه ... أحساس مختلف .... وخاصه من شخص غريب خارج إيطار عائلتها.     كان لديها شعور غريب كانت تشعر به معها دائما حتى اذا لم تراه بعيونها  

                       ••••••••••••••••••••••••••••

كان الجميع يستعد من أجل جراحه راشد دخلت حسناء الغرفه إلى راشد قبل أن يتم تجهيزه للعمليه وقفت أمامه تبتسم بحب وهى تقول 

- هترجعلى بالسلامه مش كده

ليظل ينظر إليها  يتذكر وقوفها بجانبه دائما ...  عدم تخليها عنه.... صبرها على كل حالاته ..... كلما تذكر حالة والده ... ومعاملة زوجته له يشعر بعظيم فضل الله عليه ... ومن أخطاء فى حقها ... ومن يود أن يطيب فقط ليعوضها عن كل ذلك أبتسم وهو يشير لها أن تقترب لتجلس بجانبه وأبتسمت ليقبل يدها وهو يقول 

- هعافر و هحارب حتى نفسى علشان أرجعلك ... علشان أخف و أقدر أعوضك عن كل تعبك معايا وصبرك عليا .

تجمعت الدموع فى عينيها دون أن تستطيع الرد  

أنحنت تقبل يديه وقالت

- أنا مستنياك ... و مستعده أفضل أستناك العمر كله.   المهم إنك تكون كويس 

دلفت إلى الغرفه نعمات وهى تقول 

- سيبهولى شويه يا حسناء

لتبتسم حسناء وهى تقف على قدميها وقالت 

- بس كده عيونى .

ثم نظرت إلى راشد وقالت .

- هشوفك قبل ما تدخل العمليات .

ليهز رأسه بنعم 

لتقترب نعمات وهى تقول 

- أنا عارفه أنك قدها ... و أكيد هترجعلى بالسلامه 

ليقبل يديها التى تحتضن يده وهو يقول 

- راضيه عنى يا أمى ..... سامحتينى ... غفرتى كل إللى عملته قبل كده .... سامحتينى عن بعدى عنك ... عن كل الأخطاء إللى عملتها فى حقك .... تفتكرى ورد سامحتنى

لتحتضنه بقوه وهى تقول 

- أنا طول عمرى راضيه عنك ... ولو فى يوم زعلت منك فده كان خوف عليك. ... أنت راجل حقيقى يا راشد .. وأنا يا أبنى بحبك وفخورة بيك .... و ورد أكيد سامحتك .. أنت أخوها يا حبيبى .

أبتعدت عنه بصدمه حين سمعت صوت بكاءه لتنظر إليه بأندهاش ليقول من بين دموعه 

- تعرفى نفسى أخف وأقف من جديد على رجلى علشان بس أركع تحت رجلك وأبوس تراب رجليكى يمكن أكفر عن كل أخطاءى فى حقك .

لتقبل هى رأسه وعينيه وهى تقول بتأثر

- هترجع زى الأول وأحسن ... مش علشان تعمل إلى قولت عليه لأ ... علشان تكون راشد الحقيقى ... علشان ترضى ربنا وتوب وأنت بكامل صحتك.... أنت أبنى حبيبى ... قلبى راضى عنك يا راشد .. وأن شاء الله هترجعلى بالسلامه أنا متاكده من رحمة ربنا 

لم يستطع الرد حين دلف الممرضين لتجهيزه للعمليه

                      •••••••••••••••••••••••••  

كان يجلس أمامه ينظر إليه بأندهاش ..   ولكنه حقا سعيد من أجل أخيه الأكبر ... ذلك الرجل الذى لا يعلم قدر نفسه جيدا ... هو رجل ندر وجوده تلك الأيام ..  رجل يعتمد عليه ثقه وأمان .... يسأله إذا كان يرى فيه الشخص المناسب  لورد أجابه قائلا

- أنا مش فاهمك يا تمام .. أيه إللى ناقصك علشان تسأل سؤال زى ده ... أنت مفيش منك على فكره ... أنت راجل أنا شخصيا أتمناك 

قال الأخيره بمرح وغمزة شقاوه 

لينظر تمام أرضا وهو يقول 

- ده رأيك فيا علشان أنت أخويا ... لكن مش كل الناس هتشوفنى كده أنا أنسان عادى فيا عيوب ومميزات لكن 

ليقف حمزه وينظر إلى أخيه قائلا بصدق

-  لكن أيه يا تمام .... على فكره أنا مش بجاملك ... أنت راجل حقيقى مفيش منك  ... أى بنت بتدور على الشخص إللى يحتوى ويحب ويخاف ويحسسها بالأمان وأنت فيك كل ده 

ليقول تمام بصوت يحمل خوف وقلق 

- أنت شفتها يا حمزه ... رقيقه وصغيره ... وكمان شفت معاملة أبوها ليها ... وشايفنى أنا كمان عامل إزاى 

قال الأخيره وهو يشير إلى جسده .... ليقاطعه حمزه قائلا

- ورد مش محتاجه غير حبك وقلبك الكبير ده ... وخصوصاً بعد إللى شفناه من والدها ....  وصدقنى مش هترفضك ..... ومش عارف أنت إزاى شايف نفسك مش حلو .. ده كفايه طولك وعرضك ... يا أبنى ده أنا لو بنت كنت طلبتك للجواز 

تنهد تمام بصوت عالى ثم أبتسم وهو يقول 

- ده أنا كده لازم أخاف على نفسى بقى 

هز حمزه رأسه بنعم ليقترب منه تمام وقال 

-  راشد هيعمل العمليه النهارده هتحضر ولا عندك شغل

ليأخذ حمزه نفس طويل وهو يقول 

- لأ لازم أمشى عندى شغل متأخر .... هبقى أتصل أطمن وأن شاء الله خير 

ليخرجوا سويا ليعود حمزه لعمله ويذهب تمام للمستشفى .

                     ••••••••••••••••••••••••••••

كان الجميع يقف أمام غرفه العمليات فى أنتظار الأطمئنان على راشد ....  جلست نعمات على إحدى الكراسى تقراء  فى المصحف.... ونعمان كان يسبح ويذكر الله بنيه رفع البلاء .... كانت حسناء تبكى بصمت وقلبها لم يتوقف عن ذكر الله والتوسل له أن يعيد زوجها    إليها سالماً و كانت ورد تسند رأسها على كتف نعمات تبكى بصمت ..  هى تشعر بالحيرة خائفه بشده على راشد لكنها أيضاً لا تعلم بما تدعى له ... تخشى أن تقول شئ و خائفه أن تظل صامته كان يتابعها بقلب مشتاق لضمها بين ضلوعه .... أقترب بهدوء وجلس بجانبها لتعتدل تنظر إليه ثم نظرت أرضا ليقول هو بهدوئه المعهود

- كل الأمور هتبقى كويسه لازم تكونى متأكده من كده ... كل شئ بيعدى ويمر ... وكل الأمور أن شاء الله هتكون كويسه المشاكل عمرها ما هتفضل على طول هيجى يوم وتخلص .... والأيام الحلوه أكيد جايه 

كان الجميع ينظر إليه ويستمع إلى كلماته التى تبث فيهم الأمل 

نظرت  ورد إليه وهى تقول 

- تفتكر .... طيب ليه أنا من يوم ما جيت للدنيا دى وايامى كلها وحشه ... أبويا وعمرى ما حسيت أنه بيحبنى .... عمرى ما حسيت بحب أخواتى وخوفهم عليا .....  عمرى ما حسيت فى حياتى غير بالخوف..... حتى دلوقتى ... الشئ الوحيد إللى حاسه بيه هو الخوف ... خايفه أنى بعد ما بدأت أحس أن ليا أخ وسند يروح منى .

كان الجميع يشعر بالتأثر من كلماتها التى رغم بساطتها إلا أنها مؤلمه جدا وتلك الدموع التى تسيل على وجنتيها 

أنتبهت هى إلى نفسها وكلماتها أنها تتحدث إلى شخص غريب فوقفت وغادرت سريعاً كاد تمام أن يتبعها ولكن حور أوقفته وهى تقول 

-  معلش خليك أنت .....  أنا هروحلها .

ليظل ينظر فى أثر ورد دون أن ينتبه لسليمان الذى أقترب منه ينظر إليه بعيون غير مقروءه

- عايز أفهم

نظر إليه تمام وقال بهدوئه المعهود 

- أكيد لازم تفهم ... وأنا مستعجل جدا أنكم تفهموا .

                   •••••••••••••••••••••••••••••••••

مر الوقت ببطء شديد ... والجميع فى ترقب ... دون أن يلاحظ أحد تلك العيون الدامعه  التى تتوارى عن الأعين ... تريد أن تتطمئن .

بعد أكثر من خمس ساعات خرج الطبيب ليلتفت الجميع حوله ليقول بتعب واضح

- الحمد لله ... أحنى نقدر نقول إن العمليه نجحت ... وهنتأكد أكتر أن شاء الله لما يفوق .. هو أتنقل العنايه المركزه ... وكل حاجه هتوضح بعد ثمانيه وأربعين ساعه .

أخذ الجميع نفس وأخيرا أطمئنت قلوبهم 

                        •••••••••••••••••••••••••••

كانت عفاف تجلس على الأريكة الكبيره تتحدث فى الهاتف مع سعد وهى تلوك العلكه بطريقه مستفزه وبصوت عالى  وهى تطلى أظافر قدميها ....   وكان منصور يزوم بصوت عالى معترضا ورافضا  ... وكانت هى مع كل صوت يصدر منه تضحك بصوت 

أغلقت زجاجه طلاء الأظافر ووقفت على قدميها و أقتربت من منصور تنظر إليه بشماته وهى تقول 

- لا يا حبيبى متخافش ... أبنك بخير ... وبيتغذا كويس جدا ... أصل أخواته مهتمين أوووى بيه ... والفلوس تحت رجلى كتير  ... يعنى كل حاجه ماشيه زى ما أنا عايزه  .

كان منصور يحرك يديه السليمه فى كل الأتجاهات يحاول أن يبعد عفاف عنه ... وأيضا يحاول الوصول لأى شئ ولكنه غير قادر لتبتعد هى عنه وهى تقول 

- خلاص يا حبيبى هجيلك أنت أصلا وحشتنى أوووى ومحتاجه منك جرعه حنان وحب 

وغادرت الغرفه ليتوقف منصور عن الحركه وعقله يفكر فى أكثر من شئ ...  متى حدث هذا وهو كان دائما فى البيت ... هل حينما كانت تخبره بزيارتها    لصديقتها الوحيده ... أم فى الأوقات القليله الذى كان يغادر فيها المنزل ..... كانت عينيه السليمه لا تتوقف عن البكاء وحين أستوعب ذلك تذكر نعمات ... وبدأت تظهر أمامه لمحات من حياته معها وما كان يفعل فيها ... أغمض عينيه للحظه ليرى أمامه نعمات جاثيه أرضا تخلع عنه حذائه بعد أن قبلت    يده وأجبرها على التوسل له من أجل معاشرتها ... كان يجعل كل حركه كل نظره منه تحمل الإيهانه والذل لها ... وتذكر يوم وقعت ورد وكسرت ساقها وكان هو فى سفر من أجل العمل ... حين عاد وعلم ما حدث أراد الذهاب لورد وضربها حتى تنتبه فى المره القادمه حينها نعمات أنحنت على قدميه وقبلتها وظلت ترجوه ألا يذهب ويكفى عليها ألم كسر ساقها .... لمحات كثيره  لألم نعمات.... ونظرات الأنكسار.... ولمحات أخرى لدموع ورد وإيهانته لها أمام الجميع 

أنتبه من ذكرياته على عودة عفاف التى جلست بجانبه من جهة اليمين وعدلت من وضع ذراعه لتضع قدمها على ذراعه وهى تقول 

- أهو يبقى ليك لازمه 

وبدأت فى تكملة طلاء أظافرها وهو يبكى قهرا ..  وبعد عدة دقائق ... غادرت عفاف  الغرفه ليظل ينظر إلى الباب ثم حرك فمه ببطئ قائلا

- نعمات

          الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>