رواية عشق الرجال الفصل التاسع والعشرون29 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال

 الفصل التاسع والعشرون  


كان عمران النادى جالس بصمت يستمع لكلمات ولده وحفيده وحفيدته يفكر ويجمع كل الخيوط 


نظر إليه تمام بعد أن ألقى سؤاله إلى أخته التى مازالت صامته شعر تمام أن الحل سيكون بين يدى جده فأقترب منه وهو يقول 


- ساكت يعنى يا جدى مقولتش حاجه من أول إللى حصل 


 رفع عمران عيونه لحفيده الذى يفتخر به بشده ثم نظر لولده وقال 


- هو أبوك سايب لحد فرصه أنه يتكلم 


ليجلس عبد العزيز جوار والده وهو يقول 


- إزاى يا أبويا أنا بس قلبى واجعنى على بنتى  وإللى حصل مش سهل ومش قادر أتقبله 


رفع نعمان عينيه لولده وهو يقول بتمهل 

- وأنت لما وافقت على راشد كنت فاكر أنه ما بيفارقش السجادة ولا كنت عارف أنه لعبى 


اخفض عبد العزيز رأسه ولم يجيب ليكمل عمران قائلا


- أيه إللى خلاك توافق غير أنه أتعهد قدامنا كلنا أنه يتغير وأنه هيكون قد المسؤليه 


- و أهو طلع مش قد كلمته ومن أول يوم 


قالها عبد العزيز  بعصبيه وأندفاع ليبتسم عمران إبتسامه صغيره ثم قال 


- الواد ملحقش يعمل حاجه دى حاجه من الماضى حاجه وحصلت وخلصت دلوقتى بقى نفكر بنتنا هتقدر ولا لأ هتكون قد التحدى ولا لأ


وقال جملته الأخيرة بطريقه تحدى جعلت حسناء تنظر إلى جدها بتفكير وأبتسم تمام إبتسامه صغيره لمعرفته بنيه جده 


نظرت إليه وداد وقالت بعد صمت طويل 


- يا عمى الحاجات دى صعبه على أى ست .... ليه بنتى تشيل الحمل التقيل ده وتتحمل أنها تشوف نتيجة خيانة جوزها كل يوم قدام عينيها 


ضرب عمران الأرض بعصاه وقال بعصبيه 


- أسكتى يا وداد  .... متخليش كلامك يقصر عليها خليها تفكر وتاخذ قرارها  


صمت الجميع لم يصبح عند أحد منهم كلام يقال حتى تنهد عمران وضرب الأرض مره أخرى بعصاه ووقف وهو يقول 


- معاكى وقتك يا بنتى فكرى و خدى قرارك وأحنى معاكى بس أفتكرى مين راشد وأفتكرى أن إللى حصل حصل وخلص حتى أم البنت بقى الله يرحمها يعنى مش موجوده معاكى هنا ولا فى خوف منها ولا من غيرها .... فكرى و خدى قرارك


وغادر الجميع بعد أن ضمت وداد أبنتها بقوه وربت عبد العزيز على يديها و وقف تمام أمام أخته وقال بصوت منخفض 


- أنا معاكى فى كل الأحوال ومهما كان أختيارك أنا موافق عليه ... ومتقلقيش  هخدلك حقك


قال الأخيره  بغمزه جعلت حسناء تبتسم ليضمها بقوه وأنحنى قليلاً ليقول بجانب أذنها 


- فكرى فى كلام جدى كويس .... وأتصلى بيا أجيلك فى أى وقت 


أبتسمت إبتسامه خفيفه وهزت رأسها بنعم ليغادر المنزل لتغلق الباب و وضعت رأسها عليه بتعب وعقلها يحلل ويفكر فى كل ما قيل


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


حين غادرت نعمات والحج نعمان منزل راشد وحسناء أتصلت نعمات بورد سريعاً حتى تخبرها ما حدث وطلبت منها 


- ورد أنا عارفه أن تمام راجل حقيقى ومش هيظلمك يا بنتى بس خليكى هاديه وقدرى موقفه وزعله على أخته 


لتشعر ورد فجاءه أن العالم أجمع قد أنهدم فوق رأسها وضاعت الأحلام الوردية التى عاشتها يوم أمس وبدأت تشعر أن القادم مرسوم بيد منصور لن يكون هناك فرق 


لام الحج نعمان على نعمات تصرفها وقال 


- ليه عملتى كده أنا واثق أن تمام عمره ما يأذيها 


بكت نعمات بشده وهى تقول 


- أنا بنتى شافت كتير أوى وأتظلمت كتير أوى ومكنش فى حاجه بسببها كله كان بيصب فوق راسها وهى ملهاش ذنب خايفه عليها كمان أفعال أخوها تخسرها حياتها الحلوه إللى ممكن تعشها مع تمام فبوعيها تقدر أن موقف جوزها محرج وممكن يتعصب عليها يقول كلمه كده ولا كلمه كده 


أستغفر نعمان بصوت عالى وهو يخرج هاتفه ليتصل بكامل يخبره أن يذهب  لأبناء عمه ويكون معهم


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


وصل راشد وسليمان إلى المشفى ليخبرهم الطبيب بما حدث 


- كنا بنجهزها علشان نعملها مسح ذرى علشان بس هى رفضت نعمل أى حاجه وطلبت منى أبلغك أنها تابت عن كل إللى عملته وبتقولك بلاش تعرف بنتها أى حاجه عن الماضى خليها تفتكر أن حسناء أمها ولو حسناء رفضت أتكلم عنها كويس خليها بصوره كويسه قدام بنتها وطلبت منى كمان أقولك أنك تسامحها هى ما كنتش تقصد تلغبط حياتك أو تضايقك 


صمت الطبيب قليلا ثم قال 


- وبعدين ماتت بعد ما الدكتوره طمنتها على بنتها أنها كويسه وبتتحسن  


كان سليمان صامت تماماََ يشعر بالاندهاش والحيرة رغم أنه حين علم بما حدث كان يشعر بالغضب ولكنه الأن يشعر بالشفقة على أخيه وما هو فيه وليس بيده شئ يقدمه له سوى أن يدعمه ويقف بجانبه ويساعده فى كل ما هو آت 


أنهى راشد كل أوراق المستشفى وأحضر من يعد نانسى لمثواها الأخير وفى هذا الوقت ذهب إلى غرفة الأطفال ووقف خلف الزجاج ينظر إلى الصغيره بعيون حائرة سائله و كأن تلك الصغيره سوف تجيبه على أسئلته الكثيرة أقترب منه سليمان ووقف بجانبه أخذ راشد نفس عميق وقال 


- هى البنت إللى قدام دى 


نظر سليمان إلى الصغيره ليبتسم بتلقائيه وقال


- تعرف أنها شبهك فعلاً 


نظر إليه راشد هو مقطب الجبين ولكنه لم يعلق ليعم الصمت لعدة دقائق ثم سأله سليمان 


- مش هتعرف أهلها 


هز راشد رأسه بلا و قال 


- أهلها مقطعينها ومعتربينها ميته 


همهم سليمان وهو يفكر أين ستدفن إذاََ  وترجم أفكاره لسؤال 


- طيب هتدفنها فين ؟


لينظر إليه راشد بحيره وخوف ولأول مره يرى سليمان أخيه على هذه الحالة ليربت على كتفه بدعم وقال 


- خلاص متقلقش أنا هتصرف 


وغادر من أمامه ونزل إلى الأسفل ووقف أمام باب المستشفى يفكر ماذا عليه أن يفعل ليجد كامل يترجل من سيارته ويقترب منه بقلق قص عليه كل شىء ليظل صامت لبعض الوقت ثم قال 


- طيب أدخله أنت وأنا هتصرف متقلقش 


وأبتعد عائداََ إلى سيارته وجلس بها ولكنه لم يغادر المشفى بل أتصل على جده وأخبره بالموقف ليصمت نعمان لبعض الوقت ثم قال 


- ماشى يا كامل وأهو من باب ستر مسلم  هكلم رضوان يفتح المقابر ويجهزها 


أنتهى كل شىء سريعاً وظل راشد واقف أمام القبر ينظر إليه وبرأسه آلاف الأفكار وبداخله مليون سؤال ولكن بالأخير رفع يديه أمام وجه يقرأ الفاتحة ثم غادر وأغلق باب المقابر و صعد إلى السيارة بجانب أخيه بصمت وأراح رأسه إلى الكرسى وأغمض عينيه بتعب واضح


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


حين عاد تمام إلى المنزل ودلف من الباب لم يجد ورد فى البهو أو المطبخ والجو هادىء تماماََ أتجه إلى غرفة النوم وحين دلف إليها لم يجدها أيضا قطب جبينه بقلق وكاد يشعر بالقلق ولكنه وجد باب النافذه الكبيرة مفتوح دلف إليها ليجدها تجلس على الأرجوحة ترتدى إسدال الصلاه تنظر إلى السماء سارحه ولكن أيضاً هناك دمعه عالقه فوق أهدابها جعله يخمن أنه قد أصبح لديها خبر عما حدث اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها لتنتفض خوفاً ليقطب جبينه بغضب مكتوم أبتعدت عنه قليلاً ليزداد غضبه حين ظهر الخوف على ملامحها ليقف أمامها وقال بصوت يملئه الغضب لكن هادىء 


- مالك يا ورد فى حاجه حصلت زعلتك 


كانت نظراتها تملئها الحيره والخوف ليقترب خطوه لترجع بظهرها إلى الخلف ليعود برأسه إلى الوراء وقال باندهاش  


- ورد أنتِ خايفه منى 


لتقف سريعاً و كل عظمه بجسدها ترتعش خوفاً وقالت بصوت متقطع من الخوف 


- أنا مليش دعوه أنا مليش دعوه أنا معملتش حاجه أنت زعلان منى..... هو  أنت ممكن تضربني أرجوك أنا مليش دعوه هو إللى عمل كده أنا مليش دعوه 


كان يشعر وكأن دلو ماء مثلج سقط فوق رأسه من هول ما يسمع ولا يعلم لما كل ذلك حتى إذا علمت بما فعله راشد ما دخلها هى لما تدافع عن نفسها بتلك الطريقة وكأنه سيعاقبها هى بدل عن راشد و كانت هى تشعر حقاََ بالخوف خوفاً حقيقاََ من معامله  سيئه عانت منها لسنوات وسنوات تصل إلى الضرب والسب وشعور بالمهانة والإذلال 


أنتبه من أفكاره على انحنائها لتقبيل يده ودموعها التى شعر بها على بشرته ليبعد يده سريعاً قبل أن تلمسها شفتيها وأمسكها من كتفها يوقفها جيداََ ونظر إلى عينيها وهو يقول بجديه وأيضاً صوته يحمل حب خالص ودفء وأمان 


- ورد أهدى أيه إللى أنت بتعمليه ده ليه ده كله مين قالك أنى ممكن أحاسبك على غلطة غيرك أنت أيه ذنبك فى إللى عمله راشد 


وضع يده فوق وجنتها يتحسسها برفق ويمسح عنها تلك الدموع وأبتسم وهو يقول 


- كل واحد يتحاسب على أخطائه .... أنتِ ملكيش علاقه  بكل ده أنا مش هقبل أن حد يحملك غلط مش غلطك أرجوكى متخافيش بلاش تحسسينى أنى مش راجل كفايه علشان تحسى وأنتِ معايه بالأمان 


كانت تستمع إلى كلماته التى طمئنت قلبها وروحها ولكن عقلها الذى عاش لسنوات داخل دائرة الدونيه والأحتقار عقلها الذى لم يسمع يوما كلمه طيبه أو شاهد حب وحنان وأحتواء كيف يصدق أن ذلك الرجل المميز يراها تستحق المعاملة الجيدة 


ظلت تنظر إليه برجاء ليضمها بحنان وقلبه يعتصره الألم من تلك الحالة التى بها وتلك النظرة الراجيه ظل يربت على ظهرها وهو يزيد من ضمها إلى صدره ليستمع لصوتها الضعيف وهى تقول 


- أنا تعبت ... والله تعبت أنا نفسى أفهم أنا أيه ليا أيه وعليا أيه .... بس أرجوك بلاش ترفعنى للسما وترجع تنزلنى سابع أرض بلاش تحسسنى أنى هبقى ملكه وفى الأخر أكتشف أنى حتى مش محصله خدامه 


رغم كلماتها المؤلمه له إلا أنه أراد أن يسمعها أراد أن تخرج ما بداخلها أن تخرج كل تلك السموم التى تغذت عليها روحها لسنوات حتى يبدء هو فى تطهير روحها وتغذيتها بما تستحق 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت تقف أمامه وهو يتلوى ألما ويصدر أصوات عاليه مزعجه ولكن بالنسبه لها فهو كالأنغام الشجيه تحركت ووقفت أمام الخزانه ترتدى ملابسها و عادت لتقف أمام المرآة وهى تغنى بدلال لقد أتصل بها سعد بعد غياب أيام طويله لقد أخبرها أنه يريد أن يراها ولكن تلك المره هو يريد أن يحضر إلى بيتها كم سعدت بكلامه فهى كانت تخطط للتخلص من منصور لقد أصبح حمل ثقيل عليها هى لم تعد تحتمله لقد أعتقدت  أن بعد ما حدث  سوف يرضا عنه والده ويأخذه فى البيت الكبير وتنفذ خطتها فى  رد الإهانه للجميع ولكن ذلك لم يحدث فقررت الأنتقام بشكل أخر وها هى سوف تنسب لهم ابن سعد وتأخذ منهم المال كما تريد وأيضاً سوف تتخلص من منصور  ..... اقتربت منه بهدوء و بدلال لتضع الحقنه اليوميه التى أصبحت تعطيها له وبدأ تأثيرها يظهر عليه فأصبح حين يأخذها هادىء دون صوت وحين يمر وقتها يبدء فى إصدار أصوات عاليه ويتلوى ويتحرك بطريقه عشوائيه 


وضعت محتوى الحقنه داخل المحلول المعلق بيده وهو ينظر إليها بشر وكره رغم ذلك الألم القوى الذى يعتصر كل جسده الذى أدمن تلك المخدرات ومع زيادة الجرعة سوف تتخلص منه ولكنها تنتظر اليوم أن يأتى سعد إليها فى بيتها أن تدعس على ما تبقت من كرامة منصور ورجولته 


أبتسمت وهى تتذكر كيف أخرجت والدها من البيت بعد أن أعطته مال كثير وطلبت منه أن يسافر إلى العاصمة يستأجر بيت فى منطقه راقيه حتى تنتقل إليه بعد أن تلد حتى تستطيع أن تتزوج سعد بعيد عن أعين عائله الوريدى 


اقتربت من السرير وهى تمسك بطرف ثوبها الفاضح تتمايل بدلال مبتزل وقالت 


 - حلو يا حبيبى تفتكر هيعجب أبو ابنى ... تفتكر سكسى كده ولا ألبس حاجه أحلى أصل هو بيحب الأسود ولا رأيك ألبس الأحمر ما أنا لازم أعجبه وأنت لازم تهتم أنى أعجبه مش أنت جوزى حبيبى ويهمك أن أبو ابنى يتمتع معايا ويمتعنى 


لتضحك بصوت عالى وهى تراه ينظر إليها بأبتسامه بلهاء غير مدرك لما حوله رغم أحساسه به وخاصه مع تلك الدموع التى تسقط من عيونه بكثافه 


سمعت طرقات على الباب لتبتسم بسعاده وهى تقول 


- حبيبى جه 


وخرجت ركضاََ تفتح الباب 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يقود سيارته متوجهاََ إليها فى بيتها لكى ينفذ أنتقامه الأخير ويتخلص من كل تلك القصه حتى يتفرغ لما طلبه منه سيده فالقادم أصعب أن قضية الدكتور حسن أخذت منهم وقت أكثر من اللازم وهو لا يفهم لماذا ولا يفهم أيضاً لما سيده يتعامل مع تلك القضية بشكل مختلف عن كل مره 


صحيح غيث الأسدى رجل مافيا نادر الوجود فهو لديه مبادئ لا يبدلها مهما حدث لا أطفال أو نساء هو يتنافس مع من يستطيع الوقوف أمامه ومع من يتساوى معه فى القوه  


أوقف سيارته خلف بيت عفاف وظل ينظر إلى البيت بكره كبير ثم فتح درج السيارة وأخرج منه شىء ما وضعه فى جيب بنطاله وترجل من السيارة فاليوم سينهى تلك القصه وإلى الأبد 


طرق الباب ليستمع إلى صوتها الذى أصبح يبغضه بشده  ثم فتحت الباب ليدلف بابتسامه مزيفه لم تلحظها تلك العاشقة الغارقة فى الملذات المحرمه ضمها إلى صدره ويده تتجرء على كل جسدها المكشوف أمامه يتلمس كل ما يستطيع وهى تصدر أصوات سعيده بتلك اللمسات اقتربت منه تقبل أسفل عنقه وهى تقول 


- أنت وحشتنى أوى بقالك كتير ناسينى 


ليبتسم بجانب فمه وهو يقول باستهزاء 


- ليه منصور مش مكفيكى ولا أيه 


لتضمه بقوه وهى تقول بحب وعشق صادق 


- أنا محدش لمسنى غيرك و لا حد هيلمسنى بعدك 


ليضحك بصوت عالى وهو يمسك إحدى خصل شعرها يجذبها بقوه وقال 


- أحلى حاجه فيكى أنك مخلصه جداََ 


جلس على الأريكة الكبيرة لتقول بلهفه 


- أنت قعدت هنا ليه تعال ندخل جوه 


ليمد قدميه أمامه وهو يقول بعنجهيه 


- هو أنت على طول مستعجله كده ..... تعالى قلعينى الجزمه 


أنحنت سريعاً أسفل قدميه بسعاده وقبلت أعلاها ثم خلعت عنه حذائه وجوربه وظلت جالسه أرضا تنظر إليه باستعطاف مهين وهى تدلك أصابع قدمه بحركات ناعمه ... ليمد يده لها لتمسكها سريعاً وتقبلها بعشق ولهفه وكأنها سبب بقائها على قيد الحياه 


كان يشاهد تصرفاتها وهو يفكر 


(( أنا كنت بحبها إزاى ... واحده رخيصه زيها كبيرها أنها تكون مجرد جاريه للمتعه تنذل وتنهان وبس أنا كان عقلى فين يوم محبيت واحده ملهاش تمن )) 


سحب يده من بين يديها وأعتدل واقفا ينظر إليها وهى أسفل قدميه تنظر إليه بتضرع ليقول 


- أنهى أوضه إللى فيها جوزك 


لتقف سريعاً وهى تشير عليها لينظر لها بطرف عينيه وهو يقول 


- ورايا علشان تاخدى إللى تستهليه وإللى بتتمنيه


لتبتسم بسعاده فقد أصبحت مدمنه لتعذيبه لجسدها ولمساته المؤلمه لها وكان هو يفكر بما سيحدث بعد قليل وكيف سينهى كل ذلك بأبشع طريقه


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يجلس كاليومين السابقين على الأريكة الكبيرة وهى بجانبه تتكىء برأسها على كتفه تشاهد أفلام الأميرات أو تقرأ له إحدى رواياتها ولكنها اليوم  ظلت صامته لبعض الوقت حتى شعر هو بالاندهاش وظن أنها نائمه لينظر إليها ليجدها تبكى بصمت اعتدل فى جلسته وأمسك وجهها بكفيه وقال بقلق 


 - مالك يا مسك فى أيه بتعيطى ليه


لوت فمها كالأطفال ومسحت دموعها التى تسيل فوق وجنتها بظهر يدها وقالت 


- بابا وماما وحشونى 


قطب جبينه بتركيز أنها المره الأولى منذ الحادث تقول هذا الكلام وكأنها كانت ترفض الفكرة ولا تريد التعامل معها أبتسم إبتسامه صغيره وهو يقول بهدوء


- الله يرحمهم ... ادعيلهم واقريلهم الفاتحة 


هزت رأسها بلا وزادت فى البكاء ليجعد أنفه بحيره لتقول هى 


- أنا عايزه أروح لهم 


- بعيد الشر عنك ليه بتقولى كده 


رفعت عيونها المميزة بلونيها وخاصه وهم يشبهون النجوم الساطعة وسط دموعها لتجعل قلبه ينبض بشكل مختلف مخيف فى الحقيقه فلو كان هو متعلق بها مشفق عليها فالأن هو سقط صريع هواها وبرائتها وجمال عيونها وكانت هى تحاول ترتيب كلماتها حين قالت 


- أنا عارفه أنى أنا مفتاح السر وعارفه أنى حمل تقيل على الكل عارفه أنك متجوزتنيش علشان بتحبنى ولا زى ما قولت لجدى أنى حلوه وأنت مش قديس أنت اتجوزتنى علشان تحمينى وتهربنى من المستشفى أنا سمعتك وأنت بتكلم الظابط حمزه وبتتفق معاه 


كان ينظر إليها بصدمه كبيره كيف علمت بكل هذا ظل ينظر إليها بحيره لا يعلم ماذا عليه أن يفعل لتقف هى وقد بدأت تشعر أن قواها بدأت تنفذ منها وشجاعتها التى كانت تحاول جمعها منذ عادت إلى حضن جدها أن تنتهى قالت سريعاً 


- ياريت تتصل بالظابط حمزه خليه يجى علشان لازم أروح بيت بابا علشان كل حاجه تخلص بقى 


وغادرت من أمامه تبكى ألم قلبها الذى وقع فى هوا طبيبها الذى لم يراها إلا حاله تحتاج لحمايه وعلاج فقط تبكى ألم فقد اقترب كثيراً 


وكان هو ينظر إلى ظهرها وهى تغادر من أمامه بصدمه لم يتخيلها هل كل ما حدث منها طوال تلك الفترة كانت خدعه هى كانت تحمى سر والدها وتعى كل ما يحدث حولها هل وعت وقتها أنه كان يشفق عليها ولكنها الأن لن ترى حبه لها أنتبه من أفكاره على انغلاق الباب الذى أشعره بالضيق وأنه أصبح هناك حواجز كبيره قد وضعت بينهم. ليغمض عينيه وهو يتذكر ما حدث قبل أيام من العرس حين حضر حمزه إلى المستشفى يخبره أنه يريد مقابلة مسك بشكل شخصى وحين رفض رحيم ذلك خوفاً عليها من ذلك الموقف خاصه مع موقفها حين ذكر إسمه أمامها فغادر حمزه وهو غاضب وبعد عدة ساعات كان رحيم جالساً معها كعادتهم علا صوت رنين هاتفه وحين وجد أن المتصل حمزه غادر الغرفة ووقف فى الرواق يتحدث معه كان صامت يستمع لمحدثه بتركيز ثم قال 


- خلاص فهمت ..... ماشى يا حمزه هخدها من هنا 


صمت قليلا يستمع لمحدثه ثم قال بشىء من العصبية 


- أكيد مينفعش إزاى هفضل أنا وهى فى بيت واحد أنا هرجع بيها على البلد وأهو فرصه أكتب كتابى عليها علشان لما تفضل فى بيتى يبقى كل حاجه طبيعيه 


عاد من ذكرياته ليضرب رأسه بيده وهو يقول 


- غبى غبى


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


عاد راشد إلى البيت متعب بشده فقدمه تؤلمه وقلبه أيضاً لا يعلم على ماذا أنتهى ذلك الإجتماع الذى تركه منعقد فى منزله ولكنه خائف


هل من الممكن أن تتركه حسناء الأن أن يخسرها إلى الأبد أن لا ترافقه طوال حياته أن لا يستطيع تعويضها عن كل ذلك الألم الكبير الذى عاشته معه 


فتح الباب ودلف إلى الداخل ليقابله الهدوء التام الذى يؤلم القلب وجعله يشعر بالخساره والضياع ولكن صوت صغير صدر من غرفة النوم جعل قلبه يعود له النبض من جديد ليتحرك فى إتجاه الغرفه ووقف أمام الباب ينظر إليه برجاء و كأنه ينظر إلى حسناء  أخذ نفس عميق يحاول أن يهدء من نفسه رغم صعوبه كل شىء وطرق الباب ليستمع لصوت خطواتها تقترب من الباب ولعده ثوانى ظن أنها لن تفتح ولكنها فتحته لتطل عليه بفستان منزلى قصير أسفل الركبه مباشرةً وبحماله عريضه وشعرها ترفعه كزيل فرس عربى أصيل بطوله المميز وقفت أمامه تنظر أرضاً وظل هو صامت مأخوذ بجمالها ورقتها وشعر أن نبض قلبه قد هرب منه ولم يعد


ظل الصمت يخيم عليهم حتى رفعت عينيها إليه ليتنهد هو بصوت عالى ثم انحنى وجلس أرضاً ومدد قدميه بتعب وهو يتأوه لتجثوا على ركبتيها تنظر إليه بقلق ليغمض عينيه عن جمالها الذى يؤلم القلب وقال بصوت مجهد 


- أنا تعباااااااان ..... تعبااااااان أوى يا حُسن 


ظلت تنظر إليه بحيره وقلق وشوق له فدلاله لها بحُسن يجعل قلبها يحلق فى سماء الحب  ليكمل هو  قائلا 


- عارف أنك كرهانى وعارف انى أستحق الكره ده بس أنا بجد محتاجك يا حسناء 


فتح عيونه ينظر إليها برجاء وقال بنوع من التوسل 


- ممكن تحضنينى  ... أنا بجد محتاج أحس أن ليا مكان أحس فيه بالأمان أو أحس أن ليا أصلا مكان 


كانت تشعر بالشفقة حقاً فهو يبدو كطفل تائه من أمه اقتربت منه وحاوطت رأسه بذراعيها وضمتها إلى صدرها بقوه ليحاوط خصرها بذراعيه بقوه وأخذ نفس عميق وأغمض عينيه فى استرخاء 


هو يعلم أنها لم تسامحه وهى تحبه بصدق وتشفق عليه مما يحدث معه فلتأجل أى شئ اليوم


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


خرج من غرفته يشعر بالضيق حقاً هو لا يتحمل كل ما يحدث معه كان قد أبدل ملابسه واستعد لمغادره المنزل حين دلف إلى المطبخ ليجدها تقف هناك تغسل بعض الصحون ولكن ما وجع قلبه حقاً وجعله يشعر و كأن خنجر حاد اخترق قلبه حين وجدها ترتدى نقابها على وجهها.....  أنه منذ أول أمس لم يرى وجهها رغم وجودها معه فى بيت واحد فأمس ظل كل منهم فى غرفته بعد أن رفض تناول إفطاره وأيضا لم يخرج من الغرفة بعد أن طلب منها أن تذهب وتأكل وصباح اليوم حين استيقظ يشعر بالجوع يقتله خرج من غرفته ليدلف إلى المطبخ ليجد الطعام معد وموضوع على الطاولة وكوب قهوته فى الكوب الحافظ للحرارة ولكنه اليوم لم يستطع أن يترك الطعام ويغادر فجلس وتناول كل ما كان معد على الطاولة وجمع الأطباق الفارغة ووضعها بالمغسلة وعاد إلى غرفته من جديد ولم يخرج منها إلا الأن وقد مر أكثر من ثلاث ساعات أصدر صوت بمفاتيحه لتلتفت إلى الخلف بعد أن أغلقت صنبور الماء ووقفت أمامه تنظر أرضاً ليظل ينظر إلى رأسها المنكس بضيق ثم قال بسخريه 


- لا والله ده أنا فلوسى مرحتش هدر وراحت تمن لخدامه ممتازه أبقى فكرينى ازودلك مرتبك 


ثم ضرب رأسه وهو يقول بطريقه تمثيله 


- نسيت أنك بتشتغلى هنا بلقومتك 


وكاد أن يغادر ليسمع صوت بكائها المكتوم وشهقاتها التى تكتمها بيدها ليظل واقف لعدة دقائق يعطيها ظهره ويستمع لصوت بكائها... ثم غادر سريعاً لتجلس هى أرضاً تبكى بقهر وحسره وتضرب مكان قلبها وهى تقول 


- أستاهل أكتر من كده أنا أستاهل أكتر من كده بس يارب يا حمزه تكون مرتاح يااااااارب 


وكان هو يجلس فى سيارته مقطب الجبين يشعر بغضب شديد وكره شديد وحقد شديد رغم ألمه من كلماته قبل أن تتألم هى ولكنه لا يعلم لماذا يشعر أنه يريد أن يعود إليها ويسمعها أكثر من ذلك يريد أن يستمع من جديد لشهقاتها و أن يرى دموعها أغمض عينه بقوه وأخذ نفس عميق ثم أدار محرك السيارة وانطلق بها 


بعد عدة دقائق وصل إلى العنوان الذى يريده صعد السلالم سريعاً ودلف إلى ذلك المكان ليقف أمام تلك الفتاه الصغيره التى تجلس خلف مكتب صغير يشبهها وقال 


- عندى معاد مع الدكتور


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• ••


كانت تصرخ بصوت عالى وهى تركض فى كل مكان تحاول أن تجد أى شىء يطفىء تلك النار التى تحرقها وتأكل جسدها 


وكان هو يقف بعيد يشاهد كل ذلك بابتسامه متسليه منتصره ثم أدار محرك السيارة وغادر المكان

                   الفصل الثلانون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>