رواية عشق الرجال الفصل الثامن عشر18 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال 

 الفصل الثامن عشر 


جالس بغروره المعتاد ينظر إلى ذلك الرجل الأشقر بازدراء مستتر  حيث يفهم هو كل


 ما يدور برأسه من حقد وكره ورغبه فى التخلص منه ... لكنه يعلم أيضاً تمسك رؤساء المافيا به ..


. هو غيث الأسدى أخطر رجل فى المافيا ..  يعمل معهم منذ أكثر من عشرة أعوام ..


. دلف إلى ذلك العالم بالوراثه .. فوالده كان ذات يوم فى نفس مكانته ولكن هناك إختلاف كبير 


.... والده كان ينفذ كل شئ بأذرعه الكثيره فى كل العالم لكن غيث يحب أن يقوم هو بكل شئ ..


 حتى يكون دقيق وخالى من الثغرات والعيوب ..... وقريباً سيحقق أكبر نجاح فى حياته كلها ... 

تحرك أندورا وهو يمد يده لغيث بكوب من المشروب وهو يقول 

- لماذا أنت غاضب هكذا .... أتظن أن ذلك الضابط يستطيع أن يفعل شئ الأن ... لقد سحقت كرامته تحت حذاء رامز .. والأن عليه أن يقتل نفسه ....


 وهكذا نكون قد ساعدناك فى إخلاء الطريق لك ... الأن لا شئ يقف بينك وبين الفتاه الصغيره .

ضحك غيث بصوت عالى وهو يقول 

- يقتل نفسه لمجرد محادثه بين زوجته ورجل أخر ... كيف تفكر أندورا .

ليضحك أندورا هذه المره بصوت عالى وهو يقول 

- صدقنى غيث لولا ضيق الوقت لرأيت زوجة ذلك الضابط فى مخدع رامز .

ليقطب غيث حاجبيه وهو يقول 

- أندورا أنت تعلم جيدا أنا لا أحبذ العمل بتلك الطريقه فأحذر 

ليرفع أندورا إحدى حاجبيه وهو يقول 

- لكل منا أسلوبه بالتأكيد .. ولكن فى النهايه ذلك الضابط قد أنتهى أمره ... وعليك الأن التحرك وبسرعه .

ظل غيث ينظر إليه ببرود ثم قال 

- منذ متى أخذ الأوامر منك أندورا .

ليرفع أندورا يده بجانب وجه وهو يقول 

- لا يا صديقى .. أنا لا آآمرك ... فقط أخبرك هناك فرق كبير بين الأمر والأخبار أليس كذلك .

رفع غيث حاجبه الأيسر وهو يقول 

- هناك فرق كبير أندورا .... فرق كبير جدا . 

وغادر من أمامه وقبل أن يغادر الغرفه قال 

- أخبر السيد ريتشارد أذا حدث تدخل خارجى فى ذلك الأمر من جديد .... فأعلموا أن ذلك أغضب الأسدى ... وأنتم تعلمون جيدا ما هو غضب الأسدى .

وغادر بكبريائه وغروره المعهود تلاحقه نظرات حاقده كارهه .

••••••••••••••••••••••.          

ظلت تنظر إلى جسده الممدد أمامها دون حراك بصدمه ... لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ... ولا تعلم أذا كان سمع حديثها أو لا ماذا تفعل الأن أنتبهت لصوت محدثها لتتكلم بخوف قائله 

- الحقنى تقريباً منصور سمع كلامى كله معاك و وقع على الأرض مش بيتحرك أعمل أيه .

ليتكلم الأخر ببرود قائلا

- ولا حاجه يا قلبى ..... أنتى متعمليش أى حاجه سعد إللى هيعمل كل حاجه 

لتضرب وجنتها بيدها وهى تقول 

- أنت لسه هتتفشخر .. أتصرف يا سعد والحقنى .

ليقول لها بهدوء .

- أقفلى وأنا هطلبلك الإسعاف .

أغلقت معه الهاتف و هى تفكر ماذا ستفعل الأن أذا كان قد أستمع لكلماتها ..  كيف ستحل ذلك الموقف .

بعد عدة دقائق أستمعت لصوت سيارة الإسعاف فتحت لهم وحملوا منصور وخرجت هى خلفهم بعد أن وضعت عليها عبائتها وحين وصلت إلى المستشفى وجدت سعد يتصل بها وحين أجابته قال 

- أتصلى بأهله لحسن يموت ... ولازم يعرفوا أنك حامل.. علشان حتى لو هو فاق .... ميقدرش يكدبك ... ويمكن أصلا الصدمه تخليه يتشل ولا يموت .. فا لازم أهله يعرفوا أنك حامل فاهمه .

- فاهمه 

قالتها سريعاً وهى تاخذ نفس عميق بصوت عالى أبعدت عنها خوفها وأمسكت هاتف منصور لتتصل بسليمان  ... لتنفذ كلمات سعد بالحرف .

•••••••••••••••••••••••••.            

أستيقظت من نومها التى لا تعلم كيف حدث لتجد نفسها نائمه أرضا على سجادة الصلاه ترتدى أسدالها ...  تألمت حين حاولت الأعتدال فجسدها يؤلمها بالكامل ... جلست تتذكر بعد خروج أخيها من غرفتها لم تعد قدماها تحملانها لتجلس أرضا تبكى ... وهى تتذكر كلمات حمزه الجارحه المهينه .... نظراته التى تجعلها تشعر كم هى رخيصه .... تعريها وترفع عنها سترها 

تذكرت كلماته الأخيره لها فى منزله .

- أنا لو منك أدفن نفسى حيه ... أفضل أستغفر وأتوب ... تعيشى عمرك كله تكفرى عن غلطك ده .... تعرفى أنا كنت شايفك فين وبتعامل معاكى على أنك أيه ... جوهره غاليه ونادره ... بحاول أحافظ عليها بعمرى ... لكن دلوقتى شايفك حته إزاز  لا ليكى سعر ولا قيمه ... موجوده فى الشارع لأذية الناس ..  وإللى هيحاول يبعدها علشان متجرحش حد هو إللى هينجرح .... وأدينى أنجرحت ظلت تبكى وتبكى حتى شعرت أنه لم يعد هناك دموع فى عينيها 

ظلت جالسه فى صمت تضم ساقيها إلى صدرها تنظر إلى الأمام ولكنها لا ترى شئ وبعد مرور أكثر من ساعه وقفت على قدميها دلفت إلى الحمام توضئت وأرتدت إسدالها ووقفت بين يد الله تطلب المغفرة والتوبه .. تطلب العون لمعرفه كيف تعيد حمزه لسابق عهده .. ليس. من أجلها ولكن من أجله ... فليس له ذنب فى كل ما حدث ليتحول لذلك الشخص الذى يبغضه مؤكد .

عادت من أفكارها على طرقات على الباب جعلتها تنتبه لجلستها لتقف سريعاً وتقف أمام المرآه لتجد هالات سوداء حول عيونها الحمراء بشده لتركض إلى السرير ودثرت نفسها بالغطاء جيدا ومثلت النوم 

ليفتح الباب لعدة ثوانى ثم أغلق من جديد لتتنهد حين علمت أنها صباح مؤكد تريد أن تخبرها أن تنزل للإفطار .. ولكنها لن تستطيع مواجه الجميع الأن ... لتأخذ بعض الراحه .. وتفكر جيدا ماذا ستفعل 

•••••••••••••••••••••••.          

وصل رحيم بيت النادى ليجد أمه تنتظره فى حالة قلق وتوتر جلس معها وحاول تهدئتها وفهم ما حدث ...  وبعد أن أنهت والدته حديثها ظل صامت لعدة ثوان ثم أخرج هاتفه ليتصل بكامل الذى أجابه سريعاً قائلا

- أهلاً دكتور رحيم .. طمنى على مسك 

ليقطب رحيم حاجبيه وهو يقول 

- متقلقش يا باشمهندس الأنسه مسك بخير وديما فى تطور .. بس انا النهارده مش بكلمك علشان مسك .

ليقول كامل بعدم فهم 

- خير علشان أيه 

- نجاة .

قالها رحيم بصوت يملئه التحذير ليسمع تنهيده قويه من محدثه ثم قال 

- أنا كمان كنت محتاج أتكلم معاك علشانها لو ينفع نتقابل .. أنت جاى البلد أمتى 

- أنا فى البلد فعلاً .

ليقول كامل بهدوء

- خلاص نتقابل دلوقتى ... تحب تجى البيت ولا نتقابل بره

لينظر رحيم لأمه ثم قال 

- لا يفضل بره علشان نتكلم براحتنا .

أغلق الهاتف بعد أن حدد الموعد وعاد لأمه وقال 

- أهدى يا أمى متقلقيش ... أنا عارف أن نجاة بتعانى من فتره طويله من حاله نفسيه مش مستقره ... بس كده الموضوع زاد ومينفعش نسكت عليه 

لتنظر إليه أمه والدموع تملئ عيونها 

- عايز تقول أن أختك مجنونه يا رحيم ... دى أخرتها 

ليرفع حاجبيه بدهشه وهو يقول 

- مجنونه أيه يا أمى .... نجاة من وقت وفاة بابا وهى فى جوه دمغها أفكار كتيره غريبه .. والكل ساعد فى أنها تتأكد ... تعاملات أخواتك وعيالهم ليها ... وعدم توضيح الماضى بكل تفاصيله ... إحساسها أنها مرفوضه من الكل .. جوازها من كامل بالأمر ...  ده يتعب أى حد .

ظهرت الحيره على وجه أمه وهى تقول 

- يا أبنى إللى كان بين خالك وأبوك لا أنا ولا أنتم ليكم دخل فيه ... دى غيره ولاد عم ...وعمر ما خالك حسان ما عاملكم وحش ولا فكر حتى ... أصلا يا  هو كان بيحب أبوك جدا ... وإللى حصل ده راح لحاله قبل أبوك ما يموت .... أنا قولتلها كل ده .. لكن لا عايزه تفهم ولا تصدق .

تنهد بتعب ثم قال 

- خلاص يا أمى أهدى .. وأن شاء الله كل حاجه هتتحل .

••••••••••••••••••••••••••.        

أقترب من باب غرفتها فى حالة تردد لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ....  يشعر برغبه قويه أن يدلف إليها يضمها بقوه ... يسحقها بين ضلوعه .. يسكنها قلبه ... ولكنه ضائع فى أفكاره ما يعتقده ويقتنع به وبين ما تشربه من سنوات عمره بجانب والده .. وأيضاً معرفته الجيده بحور ... أنها فرسه متمرده لا لجام لها أذا حل الحبل المقيده به لن يستطيع الإمساك بها من جديد ... ستركض بعيدا ولن يستطيع إللحاق بها .... ظل على وقفته طويلاً ثم عاد إلى غرفته 

كانت هى تقف عند الدرج تنظر إليه ... لأول مره تجد أخيها على هذه الحاله كانت تشعر بالسعاده لرغبته فى التودد لحور .. وخفض جناح تشدده وغضبه معها ... ولكن عودته إلى غرفته دون أن يفعل أى شئ جعلها تشعر بالأسف ... والخوف أيضاً .... فمنصور يعيش بداخل سليمان وبقوه .

•••••••••••••••••••••••.      

جلس كامل داخل المقهى ينتظر رحيم ... هو يريد بشده أن يفهم تلك النجاة ....  أن تلك النظره التى كانت ترمقه بها وكأنه ألد أعدائها ... كأنه يسرق منها كل ما تملك وأغلاه ... كأنه عدو غادر .... يعلم أنها لم تتقبل وجوده فى حياتها بعد .. كما هو لم يتقبل وجودها كزوجه فرضت عليه وخاصه مع عقدته الأولى وغصب عنه تذكر تلك المره الأولى التى كان يطير معها بين غيوم الحب التى تحجب رؤية الحقيقه تذكر أول مره وقع نظره عليها كان فى أخر سنه فى الجامعه يقف وسط رفقائه يتمازحون حين وقفت أمامهم بجمالها الأخاذ تقول بصوت ناعم 

- من فضلكم ممكن حد يقول أستاذ كامل رئيس الأتحاد فين .

ليبتسم كامل بسعاده وهو يقول 

- أستاذ كامل واقف قدامك أهو .

لتخفض نظرها أرضا بخجل وهى تقول 

- أهلا بحضرتك .... أنا كنت عايزه أشترك فى إحدى أسر الأتحاد 

ليتقدم خطوتان منها وهو يقول 

- الأسره هتتشرف والله ... أتفضلى معايا على المكتب علشان أسجلك 

ليقول أحد زملائه الواقف بجانبه 

- خليك أنت يا بوص وأنا هسجل أسمها 

ليضع كامل يده على وجه صديقه يدفعه للخلف ليسقط أرضا ثم أشار لها بيده أن تتقدمه وصوت ضحكات رفقائه ترافقه 

عاد من ذكرياته حين جلس رحيم أمامه وقال بهدوء

- السلام عليكم .. أخبارك أيه 

أبتسم كامل نصف إبتسامه وهو يقول 

- بخير .. بس أكيد أنت مش جاى دلوقتى علشان تطمن على صحتى 

تنهد رحيم بإرهاق ثم قال

- عايز أعرف أيه إللى حصل .

ليقص كامل على رحيم ما حدث وكلمات نجاة دون أن يتطرق إلى كلماتها عن رفضه لزواجه منها .....  صمت رحيم قليلاً ثم قال 

- مكنتش أتخيل أن الموضوع يكبر بالشكل ده 

ليضع كامل يديه على الطاوله وهو يقول بأهتمام

- موضوع أيه 

أسند رحيم ظهره على الكرسى وعدل من وضع نظارته وهو يقول 

- أنا مش عارف صح أنى أقولك ولا لأ ... خصوصاً وأنا عارف يعنى أنك مش متجوزها بكامل إيراتك 

ليقول كامل سريعاً 

- يمكن مش أنا إللى مختارها زوجه ليا لكن أكيد أنا مش مجبر 

كان يعلم أنه يكذب .. وأيضاً رحيم يعلم ذلك ولكن أن ينكر ذلك ورغبته فى المعرفه ... وذلك القلق الواضح فى ملامحه شجعه أن يشرح له 

- نجاة عندها إحساس أن كل الناس رفضاها ..وأن محدش بيحبها ... وخصوصاً خالى حسان ... لأنه كان على خلاف دائم مع أبويا ... وبعد ما أتوفى ورجعنا نعيش فى بيت جدى ... بدأت تحس أن وجودها تقيل وأن محدش متقبل وجودها ... وأصبح تعلقها بيا وبماما أقوى ... بس متخيلتش أنها ممكن تفكر بالطريقه دى أبدا . 

ظل كامل صامت ينظر إلى رحيم بأندهاش ليقول رحيم مباشرا

- كامل عندك إستعداد تساعدنى ومهتم تساعدها 

ليجيبه سريعاً 

- قولى المفروض أعمل أيه .

•••••••••••••••••••••••.              

خرج سليمان يركض دون أن يخبر أى شخص إلى أين يذهب بعد أن أتى إليه أتصال هاتفى من زوجة أبيه تخبره أن والده فى المستشفى لم ينتظر يسمع منها ما حدث وركض إلى الخارج .. ولكن حور كانت تجلس بالحديقه حينها لتركض إليه وتسأله بلهفه

- سليمان مالك فى أيه ؟

نظر بحيره وهو يقول 

- منصور فى المستشفى .

شعرت بالإندهاش من قوله منصور هكذا دون ألقاب وقالت 

- طيب أنا جايه معاك 

حين وصلا إلى المستشفى وجد عفاف تقف هناك وبجانبها  والدها أقتربا منهم ودون سلام قال 

- أيه إللى حصل 

لتنظر إليه بحاجب مرفوع 

- يسم وده أسمه أيه ... متقول أزيكوا ولا السلام عليكو 

ليقول بغضب 

- أخلصى أبويا مالوا 

لتقول ببرود 

- لسه معرفش الدكتور لسه مخرجش من عنده أنزل أدفع أى فلوس للحسابات علشان يهتموا بأبوك لو خايف عليه .

لينظر إليها بزدراء ومسك يد حور أجلسها بعيد عنها وركض ليدفع المال 

بعد أن عاد ... كان الطبيب خرج من الغرفه 

ليقف أمامه سريعاً وهو يقول

- طمنى أرجوك 

ليقول الطبيب بعمليه وبرود 

- جلطه 

تشهق حور بصدمه حين أبتسمت عفاف دون أن ينتبه إليها أحد ..وظل سليمان ينظر إلى الطبيب بذهول


                 الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>