رواية عشق الرجال الفصل السادس6 بقلم ساره مجدي


 رواية عشق الرجال 

الفصل السادس 


كان الجميع موجود بالمشفى أمام غرفه الحج نعمان ينتظرون الشباب حتى يطمئنوا ويعرفون



 ماذا حدث مع الدكتور حسن وأسرته 

كانت حور تبكى بقهر وحزن شديد و ورد صامته تماما تنظر إلى الأمام بعيون جاحظه حمراء بشده .... 



 وكان تمام يتابعها بعينه بحزن وألم شديد فبعد أن طلب منه كامل بأن يظل فى المستشفى 



حتى يكون معهم من يستطيع التصرف بعد أن سقط الحج نعمان فاقدا للوعى بعد 



معرفته بما حدث لحسن ومن وقتها وهو فى العنايه المركزه  

*****************               

كانوا جميع الشباب يقفون أمام حمزه فى حاله ترقب وهو يقص عليهم كل ما لديه من معلومات 

- الدكتور حسن كانت مافيا الأدويه متبعاه بسب علاج جديد أكتشفه لعلاج السرطان بدون 


كيماوى وبعض الحالات بدون تدخل جراحى بالمره ....  عرضوا عليه يشتروا منه الأكتشاف


 ده وهو رفض بدأوا يهددوه بالقتل لجئ لنا وكنا حاطين عليه حراسه كامله  

صمت لثوانى وهو يأخذ نفس عميق ثم قال 

- الحراسه موجوده طول الوقت تحت بيته وكانت ماشيه وراه إمبارح بس فقدنا اتصالنا بيهم قبل الحادثه بدقايق ولما وصلنا المكان لقينا الحراسه كلها متصفيه 

تكلم كامل وهو يحاول كتم غضبه 

- يعنى عايز تقولنا أن عمى وعيلته ماتوا 

- لأ 

قالها حمزه لينظر له الجميع بترقب

ليكمل قائلا

- فى صدفه مش عارف إزاى حصلت الدكتور رحيم ابن عمتى كان معدى بالعربيه بتاعته من هناك وشاف إللى حصل وكلم دكتور حسن قبل ما يتوفى وطلب منه ينقذ بنته ومراته وفعلاً رحيم خرج البنت ولما كان راجع علشان يطلع دكتوره أمانى العربيه أنفجرت 

نظر الجميع لبعضهم باندهاش وحزن حين سأل عامر 

- يعنى البنت ورحيم كويسين ولا لأ 

تنهد حمزه بأرهاق وفرك رأسه وهو يقول 

- البنت كويسه بس مصابه بصدمه عصبيه والدكاتره منيمنها .

صمت لثوانى ثم قال 

- أما رحيم فاهو أتصاب ببعض الحروق والجروح بسب الأنفجار لكن أن شاء الله هيكون كويس 

جلس كامل أرضاً وهو يضع رأسه بين يديه قائلاً

- الله يرحمك يا عمى أقول أيه لجدى لما يفوق ... ده ممكن يروح فيها ده روحه متعلقه بعمى .

كان سليمان يقف ثابت وقوى ولكن من داخله يبكى قهراً على ذلك العم الصغير الذى كان بدرجه أخ كبير حنون .... على الصديق صاحب الإبتسامه   والنصيحه  وكان راشد المرح المتكلم صاحب اللسان الطويل صامت بعجز لا يستطيع الكلام .. أن الموقف أكبر من أى كلام يمكن أن يقال أنها صدمه  وخساره كبيره لعائلة الوريدى 

عاد راشد إلى جميع الناس المجتمعه عند غرفه جده وأخبرهم بما حدث لتعلوا الشهقات  ... ويرتفع صوت بكاء كل من نعمات وصفيه .... وتنهار ورد فاقده للوعى وتحتضنها كل من حور وفدوى وهم فى حاله أنهيار من البكاء 

لم يكن هناك ما يمكن دفنه من الطبيب وزوجته فلم يكن هناك إجراءات دفن أو أوراق أو أى شئ وكان إهتمام العائله هو بحاله الحج نعمان 

*****************           

مرت عده أيام تحسنت حاله رحيم وأخبر الشرطه بكل ما شاهده ونصحهم بوضع مسك فى المصحه النفسيه التى يعمل بها وكانت عائلة الوريدى تعلم مدى كفائه تلك المشفى فوافقا على ذلك .

كان الحج نعمان من وقت حادث ابنه وهو نائم بسبب الأدويه وحين عاد إلى وعيه كان الصمت والدعاء هو كل ما يقوم به حتى طلب أن يرى مسك 

كان الحزن يسكن أرجاء البيت الكبير رغم أن الدكتور حسن لم يعش طويلاً فى البيت الكبير لكنه كان صديق الكل والجميع يحبه أصبح البيت الكبير صامت تماما حتى منصور لم يعد يعلوا صوته وكأن الموت كسر بالجميع شئ كبير .

******************             

مر شهران لم يحدث جديد ...  كل يوم وأخر يذهب أحد من العائله يطمئن على مسك ... وكان حمزه يذهب كل أسبوع للحج نعمان يعتذر منه فهو   يشعر أنه المسؤل عن ما حدث ويشعر بالذنب .... رغم رضا الجميع بقضاء الله ومعرفتهم أنه القدر والنصيب .

و ذات يوم حضر الحج عمران  ككل يوم وجلس مع نعمان فى غرفته يتحدثان يهون عليه ويقويه بكلمات من الله يذكره أن الصبر والأحتساب أفضل . 

و لكن اليوم أراد أن يتكلم معه فى شئ أخر .

ظل ينظر إليه حتى قال نعمان 

- هترسملى صوره يا عمران عارف أن عندك كلام قوله على طول

أبتسم عمران وهو يقول 

- طول عمرك فاهمنى ... وأكيد كمان عارف أنا عايز أقولك أيه 

نظر له نعمان بألم وحصره 

- حسن يا عمران حسن ... الحنين والطيب الهادى ... عمره ما قالى لأ .. عمره ما عمل حاجه تزعلنى ... أتحرم من أمه طول عمره وعمره كان قوليل 

- أستغفر الله يا نعمان مينفعش كده 

قالها عمران قاطع سيل كلمات نعمان المؤلمه 

- أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .... أنا بس قلبى وجعنى كل ما أتخيل إللى حصل لحسن ومراته وابنه إللى كان فى بطنها  أستغفر الله اللهم لا أعتراض ... الحمد لله الذى لا يحمد على مكره سواه  

ربت عمران على قدم نعمان برفق ثم قال 

- أيوه كده ... خلى ديما ذكر الله على لسانك وأسأله الصبر ...والرحمه لحسن ومراته وبعدين 

نظر إليه نعمان باهتمام ليكمل عمران قائلا

- أنت شفت ولادك وأحفادك ... نزلت شوفت بيتك بقى عامل إزاى .... الكل تحت مات يا نعمان مش حسن بس .

ليقف على قدميه بعد أن قال ذلك وربت على كتف صديقه وغادر 

لقد صدمت نعمان تلك الكلمات وظلت تتردد فى عقله

 « الكل مات يا نعمان مش حسن بس » 

ظل نعمان باقى اليوم يفكر فى كلمات صديقه وما عليه فعله من أجل باقى عائلته وأيضاً مسك 

*******************    

فى بيت النادى كان الكل مجتمع على طاولة  الطعام كالعاده حين تحدث عامر قائلا 

- أخبار الحج نعمان أيه يا جدى 

لم يجيبه الحج عمران ولكن أجابه والده قائلاً 

- هيكون عامل أزاى يا ابنى الله يكون فى عونه ويصبره 

هز عامر رأسه بنعم كان الجميع يقدر ما حدث ويتألم 

أنتفضت نجاة حين قال تمام 

- بس الحقيقه كامل راجل حقيقى قدر يسند كل عيلته ويسد جمب والده وعمه فى كل الإجراءات .. ده غير أحتوائه لأمه وأخواته البنات حتى بنت عمه .

ليقول عبد العزيز 

- طبعا يا ابنى ...راجل من ظهر راجل من ظهر راجل .

ثم نظر إلى ابنة أخته وقال 

- حقيقى يا نجاة أحنى هنطمن عليكى معاه ونحس أن أحنى مقصرناش معاكى 

كانت تنظر إليه بصمت ولكن من داخلها تؤل كلماته معنى أخر أنهم وأخيراً سيتخلصوا منها ويلقوها لكاره النساء يذيقها العذاب ألوان فخلال الفتره الماضيه عرفت عنه بعض المعلومات التى جعلتها تشعر بالخوف والرهبه منه ... وتستطيع أن تتوقع شكل حياتها القادمه معه .

كانت حسناء تنظر إلى أخيها الذى يتجاهلها منذ ذلك اليوم رغم مرور ما يقرب من الثلاث أشهر .... 

وقف تمام حتى يذهب إلى عمله وهو ينظر إلى أبيه وقال 

- أنا هنزل النهارده يا حج أجيب الحاجات إللى أتفقنا عليها ويمكن أرجع متأخر 

لتقف وداد وهى تقول 

- خلى بالك من نفسك يا أبنى ربنا يرجعك لينا بالسلامه .

ليقبل يدها وهو يبتسم ثم قال 

- ربنا يخليكى ليا يا أمى حاضر ربنا هيستر أن شاء الله .

 و غادر مباشرة لتلحق به حسناء وهى تنادى عليه قائله

- آبيه تمام ... يا آبيه .

وقف مكانه دون أن ينظر إليها لقد أشتاق إليها حقا وإلى شقاوتها ومرحها .

وقفت أمامه وهى تنظر أرضا ظل ينظر إلى رأسها المنكس لتفاجئه وهى تنحنى تمسك بيده تقبلها ودموعها تغرق يده ليسحب يده سريعا وهو يضمها إلى صدره وقال 

- أهدى يا حسناء أهدى حبيبتى .... أهدى .

- أنا أسفه يا آبيه ... والله زعلك عندى غالى اوووى وبعدك عنى مؤلم موتنى أضربنى بس بلاش تعاقبنى ببعدك عنى ... أبوس إيدك يا أبيه سامحنى ..



. والله ما هعمل حاجه تزعلك منى تانى .... علشان خاطرى أنت أبويا وأخويا أنت صاحبى ... أنت إللى فتحت عينى على الدنيا من عينيه ... أرجوك يا أبيه سامحنى

ربت على كتفها وهو يقول 

- خلاص يا حبيبتى أهدى .. أنا سامحتك ومش زعلان منك ... بس توعدينى تحافظى على نفسك وقلبك ... خليكى ديما غاليه وكبيره 

.لتهز رأسها بنعم  ليقبل أعلى رأسها ثم غادر ... ركب سيارته  وكاد أن يخرج من باب البيت الكبير ليجد راشد يقف أمامه .

******************          

غادر منصور المنزل باكرا ...  لقد قرر أن ينفذ ما هدد به ... لابد أن يؤلمها ... سيقتلها حيه ... ووالده لن يستطيع تنفيذ كلامه بأن يطرده من المنزل بعد موت حسن 

جالس فى منزل الحج علام والد العروس الجديدة 

- أنت عارف يا حج علام أن أنا متجوز بس يعنى ... أنا ومراتى تقريبا علاقتنا مقطوعه هى بس موجوده فى البيت علشان الولاد وخصوصا البنت ... يعنى عفاف هتكون هى بس إللى مراتى 

أبتسم الحج علام ثم قال

- أنت راجل ويحقلك يا منصور تتجوز تانى وتالت ورابع كمان ... بس يعنى .

ليقول منصور 

- بس أيه .. طلباتك وطلبات العروسه كلها مجابه .

كانت تقف خلف الباب تستمع لما يقال بعد أن أتفقت مع والدها عليه 

عفاف سيده أربعينيه مطلقه  .

- شوف يا منصور ... أنا عايز شبكه ب 30 ألف ... ومهر 100 ألف وبنتى لازم تعيش فى البيت الكبير .. فى جناح ميقلش عن الجناح بتاع مراتك القديمه قولت أيه .

ليرتاح منصور فى جلسته وهو يقول 

- وأنا موافق بس ليا شرط .

ليبتسم الحج علام بخبث وهو يقول 

- شرط ... شرط أيه 

ليضع منصور قدم فوق الأخرى وهو يقول 

- نكتب الكتاب أخر الأسبوع ... وإللى أنتوا عايزينه كله هيكون .

ظل علام صامت لبعض الوقت ثم قال وهو يقف على قدميه 

- شوف أنا هشاور العروسه وأرد عليك ثوانى بس .

خرج علام من الغرفه ليجد عفاف تقف أمامه تبتسم فتحرك للداخل لتسير خلفه ودخل إلى إحدى الغرف وأغلق الباب 

وهو يقول 

- أيه رأيك فى إللى أنتِ سمعتيه 

لتجلس على إحدى الكراسى وهى تقول 

- موافقه طبعاً .. واضح كده أنه عايز يحطهم قدام الأمر الواقع ... وماله حتى أشوف بعينى 



كسرة نعمات إللى شايفه نفسها على الخلق و فى الأخر طلع جوزها راميها ولا طايق يقرب منها  .... بس قبل ما نكتب الكتاب شبكتى تكون موجوده ومهرى كمان .

ليضحك علام وهو يقول 

- بنتى بصحيح .

وغادر الغرفه ليعود لمنصور وأبلغه بكلام عفاف ليوافق منصور من فوره ثم وقف على قدميه وهو يقول 

- يوم الخميس الجاى هاجى ومعايا المأذون والشبكه والمهر .


                       الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>