استاجرني لاكون عاشقة
الفصل الاول والثاني
بقلم اميرة انور
غاضب... قاسٍ... متعجرف..
ينظر للحياة بمنظور آخر لا يتقبله غيره
قوته تفوق الجميع.... دلف حياتها منذ أن بدأت
أجبرت على الغضوع للأوامر الخاص به
.........
الحب أنفاسي والعشق قوتي
أحببت جبروته وقوته
عشقت صرامته وغضبه
أدمنت كل ما يفعل
أصبح جزء يتجزأ من عالمي
ولكن أنا من أكون بالنسبة له
اِسَتأجرني لأَكُون عاشقة
الفَصلُ الأَول
قراءة ممتعة.... ♥
_____________(1)____________
دارت عيناه الثاقبة حول غرفة الخادمة التي كانت تعمل في منزله، رافعٍ رأسه بشموخ
وكبرياء، لا يستطيع أن يتحمل المكان، وبرغم من كون المسكن في حديقة منزله إلا أنه أول
مرة يدلف الى هذا المكان، حدق بكوب القهوة المتواجد على المنضدة، والذي تقدم له،
انتبه إلى الفتاة التي تنتظر أن يتفوه بالكلام ولا يظل هكذا صامت، هز رأسه ثم أخرج
من جيبه علبة السجائر الخاصة به، أخرج واحدة وأشعلها ثم أخذ يشربها بشراهة...
وأخيرًا وبعد أن لهث أنفاسه ليخرج الدخان من فمه بقوة، تكلم بكل برود:-
_بصي يا "دمعة" أنا هسيبك تعيشي هنا بعد موت أمك خلاص ملكيش حد غيري هتروحي فين يعني
حدقت به "دمعة" بذهول لا تستطيع أن تتعرف على هذا الشاب الغريب، ليس هو صديق الطفولة الذي كان يخشى عليها حتى من نفسه، نعم أكبر منها
بعشر سنوات، وبرغم من هذا كان يدللها، هي إبنة الخادمة وهو إبن صاحب العمل ولكن
كانت رفيقته الوحيدة، منذ أن سافر إلى الخارج تغير تماماً، انتابه الغرور والكبرياء...
ترى غموض في حديثه، ماذا يريد منها، انتظرت ان يكمل كلامه بعد أن قالت بهدوء يسبق العاصفة:-
_طب ما باباك الله يرحمه كان دا رأيه يا "صقر" أنا مليش غيركم...
قاطع كلامها بكلمته:-
_غيري ملكيش غيري
رمقته بحيرة، هي لا تعرف ما الذي يقصده بحديثه، أصبحت ضائعة لا تعلم هل هو المتكبر أم صديقها التي أعتادت على وقوفه معها....
أطرقت رأسها تؤكد ما يقول ثم قالت:-
_أيوا ماشي بس إنت جاي من بيتك للأوضة اللي عمرك ما فكرت تخشها حتى وإحنا صغيرين عشان تقول لي الكلام دا....
_لا...
قالها بقوةٍ لتتأكد بعدها إن هناك شروط لاقامتها بالمنزل، وكأنه يصنع عقد بين البائع وشروطه والمشتري..
أومأت برأسها ثم هتفت من بين نواجذها:-
_وإيه بقى شروطك يا أستاذ "صقر"
شبك يديه ببعضهما ثم وقف أمامها وسرد ما ينوي فعله:-
_بحب بنت من زمان عاوز أعرف هي بتحبني ولا لاء فهمثل قدامها إنك حبيبتي عاوز أشوف رد فعلها..
لقد صعقت من حديثه، أهي للإيجار، صديقة الطفولة التي ترعرعت على يده سـ تصبح وسيلة للوصول للحب.
أهانها مرتان بتلك اللحظة، مرة حين وضع شروط لإقامتها والثانية حين جعلها عاشقة بالإيجار..
أغمضت عيناها بقهر ثم أردفت:-
_أنا هوافق بس مش عشان المكان اللي هتعيشني فيه بالعكس أنا بعد كلامك ما بقتش عاوزة أعيش هنا تاني أنا هساعدك من واجب الصداقة اللي بنا
لاحت بسمة السخرية على فمه ثم قال بحدة:-
_بلاش تعلي مستواكي ليا وأفتكري إنها مجرد خدمة مقابل خدمة
انسابت ضحكتها الهامسة من بين شفتيها، رفعت رأسها لتندفع بالكلام:-
_أول مرة أحس إنك بجد غريب عني تمام يا "صقر" بيه أنا موافقة
ثم مدت يدها نحو كوب القهوة الخاصة به وقالت:-
_أشرب قهوتك....!!!
بتعالي شديد وغرور رد:-
_أعذوريني مش عاوز أشرب القهوة قرفان
يعاملها بطريقة لا تعادت عليها، هل هو حقاً "صقر" التي ودعته منذ خمس سنوات، لا تشعر بذلك، تشعر بأنه قام بإجراء عملية جرحية وبدل بها قلبه بقلب متحجرٍ وبارد، مليئ بالجفاف، أصبح كالصقر بالفعل ثاقب،
واثق كثيراً بما يفعل، ليس جسده الذي أصبح عريضاً فقط المتغير به هو كله متغير، حتى ملامحه تغيرت بخيوط جديدة، نعم أكثر شباباً ووسامة، لحيته التي تفاجئت بها، جرأته التي اكتسبها، كل هذا يدل على أن الذي أمامها ليس صقرها اللطيف.....
............................................
في صعيد مصر، تحديداً بمنزل كبير يملأه الصرامة والقواعد الهامة للجميع، نزل الحفيد الأكبر لـ "مهران السيوفي"، ذلك الشاب الذي ورث من جده الطبع الحاد، يتصف بأنه الذئب المفترس، الجميع يخشى التقرب منه، سعل بشدة فـ وضع يده على صدره، يعرف الجميع بأنه قادم، قاموا النساء احتراماً له، بينما جده فـ ابتسم له وقال:-
_صباح الخير عليك ياولدي...!!!
انحنى يقبل يد جده قائلاً له بحبٍ:-
_صباح الخير على الحاچ "مهران" كبير عيلة السيوفي كلها..
حدق به "مهران" ضاحكاً ثم قال بغموض:-
_كل الصفات الكاملة فيك بس أنا مستعد أكتب لك نص مال السيوفي لما ترچع الغايب هنا يا "سالم"
لاحت بسمة واثقة على وجه "سالم" الذي قال بتحدي:-
_يبقى چهز نفسك ودفاتر الحسابات عشان هتكتبهم ليا
جلس بتلك اللحظة وسمح لزوجاته الثلاثة وأشقائه بالجلوس، بدأ في تناول طعامه ثم قال بدون خجل:-
_الليلة هتكون على مين منكم يا هجر
تحدثت زوجته الثانية برقة:-
_عليا يا سيد الناس
هز رأسه ثم قال ببرود:-
_باااس يا بت مزاجي ماعاوزكيش "نهلة" الدور عليكي إنتي
ابتسمت زوجته الأخرى وهي تقول:-
_أمرك يا سيد الناس...!!
عاد ينظر إلى جده ومن ثم حول أنظاره إلى شقيقته وقال بسعادة تخشها أخته حتى:-
_في عريس چاي لـ "إلهام" يا چدي ما يعبوش حاچة واصل
اهتم "مهران" بالتفاصيل الذي يرويها عليه حفيده:-
_ومين دا يا ولدي؟؟
قطع جزء من الفطائر المتواجدة أمامه وأدخلها بفمه ثم أجاب جده:-
_"عز الجبلاوي" صاحبي
صرخت شقيقته بفزعٍ:-
_دا اللي متچوز تالتة يا أخوي هتقبلها على أختك يا ولد أبوي
نظر لها الجد بقسوةٍ ثم هتف من بين نواجذه:-
_اعتذري لاخوكي
لا تستطيع أن تقول لأحد كلمة آسف وهي على صواب، قامت من مكانها ثم قالت:-
_لما أبوي وأمي يرچعوا من السفر ناخد رأيهم وخلوا في بالكم الچواز دا قبول وأنا لو مش موافقة يبقى باطل
كادت أن تعطيهم ظهرها ولكن رد أخيها ببرود:-
_التلاتة عاملينها أهم وماحدش فيهم قادر يفتح بقه فريحي نفسك
التفتت له لتجيبه جاف:-
_هما غيري قبلوا بالأمر اللي استحالة اقبله هما كل واحدة فيهم بتكون چنبك بس ما حدش يعلم باللي في قلبها
ضرب بيده منضدة الطعام ليصرخ بها بقوةٍ:-
_إنتي ازاي تتحددي معاي بالشكل دا!!
أشار إلى زوجاته الثلاثة ثم مد أقدام للأمام وقال:-
_كل واحدة فيهم تتمنى تبس جزمتي وإنتي كمان هتكوني زيهم...
حدقت "إلهام" بجدها بنظرات رجائية، تتمنى أن يدافع عنها، يقف بجانبها هي حفيدته ومن المفترض أن يقف بجانبها، ولكنه يفضل شقيقها عنها وهذا ما بزعجها
تحدث بهدوء:-
_ما تبصيش ليا كدا يا بنت "مهران" البصة دي بتفكرني باللي مش عاوز افتكروا...
لاحت باسمة ساخرة على ثغرها، ردت عليه بتشفي:-
_الحمدلله إنك لسة حاطط اللي حصل في دماغك يا چدي
نفذ صبر "سالم" بعد حديث شقيقته، قام من مكانه وجهه لا يدل إلا على الشر، جمرات الغضب تشع من كل وجهه، أقترب منها فـ بتعدت بخوفٍ وهلعٍ، تمكن من أمسك شعرها الذي كان يغطيه الحجاب ثم قال بعصبية:-
_عاوزة تبقي فاچرة قبل ما تعمليها ادفنك وإنتي عايشة ومش هاخد فيكي ساعة سچن حتى لمي نفسك يا "إلهام" وطلعي نفسك من التفكير في العريس لإني متاكد إنه هيعچبك
تمردت خصلاتها وخرجت من داخل الحجاب، دموعها نزلت بقوةٍ ولكنها مازالت متمردة، هتفت بانفعالٍ:-
_هتعمل كدا عشان إنت مش أخوي الحنين اللي كان بيچبلي الهواء لو طلبته
انطلقت إلى غرفتها مسرعة بعد أن قالت هكذا، حدق "سالم" لطيفها ثم عاد وجلس يأكل ببرود، بينما الجد فـ رق قلبه على حفيدته فـ قال:-
_مكنتش عملت كدا قدام حريمك وقدامي
التفت حتى ينظر له بغيظ ورد بـ:
حاچ "مهران" كسر للبنت طلع يطلع لها أربع وعشرين
.............................................
دلفت معه منزله الكبير والكلاسيكي، ابتسمت بسخرية حيثُ غير أشياء كثيرة أختاروها مع بعضهم، جلس على الأريكة أما هي فـ ظلت واففة بمكانها، تنتظر أوامره.
بتلك اللحظة نادت عليها إحدى الفتيات العاملين بالمنزل وقالت:-
_بت يا "دمعة" واقفة عندك كدا ليه، تعالي أعملي الغداء معانا؟!
كادت أن تذهب إلى المطبخ ولكن أوقفها بصوته الرجولي وهو يقول:-
_لا "دمعة" هانم مش هتحضر حاجة من النهاردة هي بقيت خطيبتي وهتقعد هنا لحد ما نتجوز
صعق الجميع، كان الخبر لهم مفأجاة لا يتوقعوها بالفعل هم أصدقاء، كانت تسرد "دمعة" دائما عن صداقتهم ولكن لم يتوقعوا قط أن إبنة الخادمة
أوقعت ابن الحسب العريق في شباكها، لوت الخادمة فمها ومالت على زميلتها وزادت همهماتهم مما أزعج "دمعة" بشدة، حدقت بـ "صقر" بشدةٍ وبندم ثم قالت بصوتٍ هامس:-
_عجبك كدا شوف هيتكلموا عليا كدا اتفضل حل اللي عملته...
صرخ "صقر"' بالجميع:-
_الكل يكمل اندهاشه جوا يالا وجهزوا لنا اتنين قهوة
بعد أن رحل الجميع من أمامهم قالت هي بقرف:-
_لا هشرب في الفنجان اللي أتعود أشرب فيه مش من يوم وليلى هكون هانم يا صديق الطفولة
كانت تتحدث بسخرية شديدة، أزعجته بشدة، مازالت متمردة وهو لا يحب تمردها هذا، اقترب من أذنها وهمس بجحود:-
_أنا ميترفضش ليا طلب وعودي نفسك تشربي في الحاجات النضيفة اتعودي على الكلاسيك
كادت أن ترد ولكن رنين هاتفها أوقفها عن الحديث، ضغطت على ذر الرد وقالت:-
_الو أيوا يا " مدحت "!!!
جحظ بعينه، كيف لها أن تتحدث مع رجل غيره ويكون هذا أمامه هو يستأجرها من أجل أن يغيظها ولكن هي بأفعالها تستفزه، انتظرها تنهي المكالمة، ليسحبها معه لغرفته وجمرات الغضب تملأ وجهه، وكأنها صغيرته التي كان يعاقبها في صغرها على أخطائها، تعني له كثيراً، عاشقة بالفعل، كل هذا يدل على أن ما يحدث ليس لشخص يصتنع حبه المتيم...
دلف الغرفة ثم تركها وأحكم أغلاق الباب، لتصرخ" دمعة" به بشدةٍ:-
_أوعى وجعتني، إيه مالك ماسكني من أيدي جامد وبتتحكم فيا قدام الناس اللي تحت في إيه يا بني آدم مالك....!!!
جذ على أنيابه وأردف بحد:-
_مين "حمدي" دا ها انطقي....؟؟؟
ابتسمت ببرود ومن ثم أجابته:-
_زميلي في الكلية وبنروح الجامعة أنا وهو!!!
لا يستطيع أن يسمع ردها هذا، تتحدث بنبرة تزيد من رغبته بقتلها، أمسكها من معصمها بقوةٍ ثم وبصراخ قال:-
_هو أنا مش قولت ما تكلميش أي راجل حذرتك من دا قبل ما سافر ولا لاء....!!!!
قهقهت بشدة، هل يعاتبها على شيء هو بذاته تنازل عن حقه به، بغضب شديد قالت:-
_ونبي إنت بجح إنت أصلاً اتغيرت بتحاسبني على إيه هو إنت سألت عليا في الوقت اللي كنت محتاجة ليك فيه، لا كنت مشغول في بلاد برا لكن "حمدي" وقف جنبي ومقدرش أرفضه كصديق...
دفعها للحائط بقوة فـ تأوهت من شدة الاحتجاج الذي حدث بين ظهرها والجدران، دمعت عينها بشدة من الألم التي تشعر به، صرخت به بقوة:-
_أنا بقيت أكرهك يا "صقر" ومملكتك دي أنا مش عاوزها أوعى تكون فاكر إنك ممكن تذليني بالقاعدة في بيتك الطفلة كبرت وممكن تصرف على نفسها كمان....
تعلت أصوات ضحكاته، اقترب منها ثم قال باستفزاز:-
_دا على الأساس إنك بقيتي تعرفي تنامي لوحدك وبقيتي تطفي نور الأوضة عليكي روحي أشربي اللبن يا ماما وأغسلي سنانك قبل ما تنامي....
نظرت لها باستحقار وتركته ورحلت من أمامه، أخرج من جيب بنطاله سيجاره ثم بدأ يلتهمها بشراهة
لحقها وهو يأمرها بـ:-
_إنتي راحة فين دلوقتي؟!
لم تجاوبه وخرجت من المنزل وهو خلفها ليجد زميلها ينتظر في حديقة منزله، وجدها تبتسم له وترحل معه إلى الجامعة
كور يده بقوة ثم قال بتوعد:-
_لما ترجعي لي يا "دمعة"...!!!!
................................................
في مكانٍ آخر، في بلاد الحب والعشق باريس، جلست "ماريا" بمنزلها تحديداً على مقعدها
الهزاز، التي تجلس عليه دايما حين تبدأ بالتفكير، ظلت تشغل
النور وتغلقه بتوترٍ شديد، يجب أن يحدث ما أمرت به، بتلك اللحظة دلف صديقها "ماركو" ثم أردف:-
_أخذتي قرارك "ماريا"...؟؟؟
أومأت "ماريا" برأسها ثم هتفت بهدوء:-
_أجل "ماركو"...!! غداً سـ تكون رحلتي الطيارانية إلى إيچبت"
هز رأسه ثم ألقى عليها الأوامر:-
_رئيسنا يخبرك ألا تضعفي وأن تبعدي دقات قلبك عن العمل هل سمعتي!!!!
تأففت بشدة ثم ردت بجدية:-
_نعم فهمت كل شيء اصمت فقط ولا تتحدث فيما لا يعونيك سـ انتهي من مهمتي في أقرب وقت...!!
قرب منها وحضنها بشدة ثم قال بوداعٍ:-
_دعيني أودعك حتى أتركك تجهزين حقائبك يا "ماريا"
ابتسمت بحبٍ، ووضعت يدها على وجهه وقالت:-
_أوو"ماركو" سـ أشتاق إليك كثيراً سـ انتظر قدومك إلى إيچيبت حين تنتهي مهمتنا...
.................................................
في "مصر" في حي الزمالك، جلست "نيمار" تعد لزوجها واجبة الأفطار، وملامحها لا تدل
على الخير قط، كيف لها ولعائلتها أن ينزلوا لهذا المستوى الغير لائق، حتى حديث زوجها لا يعجبها:-
_يا حبيبتي كل واحد حر، وبعدين ما تنسيش إنهم كانوا أصدقاء يعني صداقتهم ممكن تكون وصلت للحب...
صرخت به بشدة:-
_لا يا "عصام" أنا حتى قولت لعمي كتير بلاش تخليهم قرايبن من بعض بس هو كان دايما بيزعق لي
هتف "عصام" بضيق:-
_ألا قوليلي يا حبيبتي مين قالك على موضوع الجواز والخطوبة بتاعت "صقر" على "دمعة"
تأففت بشدة ثم أجابته بكل عصبية:-
_زميلتها واحدة من الخدامين الموجودين قولتلهم إنهم يقولولي أخبار "صقر" أول بأول
قام "عصام" من مكانه بعصبية شديدة، هو لا يهمها، تهتم بابن عمها أكثر منه، تحدث بانفعال:-
_أنا ليه بحس إنك بتهتمي بأمور إبن عمك أكتر ما بتهتم بأموري وأمور ابنك.....
قامت من مكانها ثم صرخت به بعلو:-
_لازم أهتم بابن عمي اللي اتربيت معاه طبعا وبعدين أنا مش ملزمة إني أقوم أحضر لك
الآكل وأجهزلك لبسك بس أنا بعمل كدا من باب الأصول
كور يده بعصبية ثم اقترب منها بجسده العريض الذي أخفها من شدة عرضه، تحدث بتحذير:-
_أقسم برب العباد لولا إنك مراتي وإني بحترم الستات لكنت مديت إيدي عليكي
دا واجب من واجباتك يا هانم وإلا أروح أتجوز غيرك بقى
صمت قليلاً حتى ياخذ أنفاسه ثم أكمل وهو يشير لجدران المنزل:-
_بيتك كامل مكمل مش ناقصه حاجة عشان تبصي لأمور ابن عمك هي إنسانة متعلمة
زي ما إنتي متعلمة ربنا اللي خلقك خلقها فـ بلاش تعمل نفسك أزود منها في حاجة
شعرت بالضيق الشديد منه، مما جعلها تتركه وترحل للداخل وهي تهمهم مع نفسها:-
_أنا غلطانة اللي بحكي لك حاجة راجل شكاك زيك المفروض ما يتحكيش معاه في حاچة...
..................................................
جلست في غرفتها، حزينة، شاردة، أخيها التي ترعرعت معه أصبح قاسٍ عليها
، لطالما أسرعت لداخل حضه حتى تشعر بالأمان، بكت بحرقة شديدة،
إنزلقت دموعها بقوةٍ
وكأنها فقدت كل ما هو عزيزٍ عليها، اتجهت نحو نافذة غرفتها، تنظر للسماء التي تفتحت
ولكنها لم تفتح باب فرحها اليوم بل فتحت كل أبواب أحزانها ألا منتهية، وجدت العصافير جميعهم يطيرون بحرية،
تمنت أن تكون مثلهم، لها أجنحة وتفر بهم من هذا العالم الظالم التي تعيش
به، وجدت عصفورة مسكينة تستند على شباك غرفتها، جناحها يؤلمها شعرت بأنها تشبها
فقدت حريتها كما فعل بها أخيها....أخذتها حتى تعالجها، أردفت بحزنٍ:-
_متخافيش مش هسمح لحد تاني يكون شبهي هدويكي
وبالفعل وضعت لها بعض الأدوية البطرية على جرحها ثم وضعت لها بعض الطعام
، لتنظر لها العصفورة بمحبة وألفة، تركتها على الأرض حتى تعود لها عافيتها ثم تأوهت بشدة:-
_آه يا قلبي....ليه كدا يا أخوي ليه كدا يا ولد أبوي
بتلك اللحظة دلفت زوجة أخيه الآخيرة وقالت بحنو:-
_ماتزعليش نفسك يا "إلهام"
بكرة ما حدش عالم بالنصيب أكيد ما هيحصلش اللي في دماغه ما تخبيش خبتي يا خيتي
حدقت بها بشفقة، هي الأخرى إنغلبت لأمرها الجميع يتمنون أن يكونوا أزواج لأخيها ماعدا
زوجته الآخيرة "نورهان" التي حتى مازالت لم تغضع لأوامره
وتتمرد عليه بشدة زوجة أخيها الأولى "نهلة" والثانية "قمر"
لا يفرقوا معهم غير اسمه، كما أن كل واحدة منهم جلبت له ثلاث أولاد، هما لا يحبون "إلهام" ويتمنون لها حياة مثلهم
بينما "نورهان" فهي صديقتها الوحيدةمنذ نعومة أظفارهم واشتدت صداقتهم منذ أن تزوجت أخيها...
حضنتها بشدة ثم قالت بحزن:-
_بذمتك هو دا "سالم" اللي كان حنين هو دا اللي كنتي بتحبيه زمان يا "نورهان" ....!!!!
قامت "نورهان" من مكانها بحزن، شردت في كلمتها هل مازال حبيبها كـ اليوم التي أحبته
وأحبها فيه، هزت رأسها بشدة، تجيبها وتجيب نفسها:-
_لا مش هو "سالم" اللي حبيته زمان اللي حبيته زمان كان قادر يستغنى عن الدنيا
عشاني وكان قادر يخسر صحابه عشانك يا "إلهام" وعشان أخوتك عارفة أخوكي
اتغير من اليوم اللي اتفرقنا فيه
وراح أتچوز واحدة والتانية وچه يتچوزني إچباري يوميها كرهته يا "إلهام"
صمتت عن الحديث حين رچع "سالم" من عمله، سمعت صوت "قمر" و "نهلة"
يرحبون به لذأ فـ فضلت الصمت
ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بتوتر:-
_تعالي ننزل بدل ما يفتكر إننا بنفكر إزاي أهربك ولا حاچة....!!
وبعد أن أنهت كلامها وجدته يدخل بقوة بدون أي أستئذن لتصرخ "نورهان"
من شدى الخوف بينما "إلهام" فـ قالت بغضب:-
_في حد متعلم يدخل أوضة أخته بالشكل دا
نظر لهم بشك ثم قال:-
_عارف إن الكلام عليا بس هعدي روحي يا "نورهان" حضري لي الوكل وحطيه في أوضتنا عاوزك
نظرت له باستهجان ثم قالت بانفعال:-
_خلي حريمك اللي تحت وبعدين إنهاردة على "قمر" واللي هتاخده "نهلة" فأنا مش
فاضية وبعدين هبات مع صاحبتي اللي كسرت بخاطرها....
الفَصلُ الثاني
بقلم اميرة انور
قراءة ممتعة♥
_____________(2)___________
حدق بزوجته بعصبية ثم جز على أنيابه، كاد أن يضربها، اقترب منها بسرعة ولكن وقفت شقيقته بالمنتصف، لتبعده عنها ولكنه أمسك يد "إلهام" بقوة وابعدها عن طريقه، ثم أمسك "نورهان" من معصمها وقال بصراخ:-
_عيدي كلامك الماسخ تاني الواحد بيشوف زوجات يقفوا على الباب يستقبلوا رچالتهم وأنا بلاقي اللي بتنكد عليا العيشة!!!
دفعته بعيداً عنها ثم قالت بانفعال:-
_عندك اتنين تحت مش مكفينك ولا مليت منهم احمد ربنا عليهم وطلقني أنا وريح دماغك من اللي بتنكد عليها
ضربها على كتفها بقوةٍ ثم قال بعصبية:-
_لا ما مهطلقكيش فهمتي وأنا وراحتي بقى ولو متعدلتيش هتچوز عليكي
قهقهت بقوةٍ من حديثه، لتهتف بسخرية:-
_دا على الأساس إن الإتنين اللي تحت دول إيه مش أنا عليهم وهما عليا
ملست على كتفه ثم أكملت بتصنع:-
_على العموم يا سيد الناس مش أنا اللي أزعل زمن الزعل خلص أنزل لمراتاتك يمكن هما اللي يزعلوا وممكن لا أصل إنت مجرد اسم وعيلة وفلوس وأبو العيال
جز على أنيابة، كور يده ثم قال بعلو:-
_أقسم بالله العلي العظيم لو ما تعدلتي وروحتي أوضتك لهمد إيدي عليكي وخليكي تكرهي نفسك
اقتربت "إلهام" من صديقتها وقالت بهلعٍ عليها:-
_روحي يا حبيبتي ما حدش عارف هيعمل إيه؟
اتسعت بسمته ومن ثم رد بـ:-
_اسمعي كلام صاحبتك يا أختي...!!
اتجهت للخارج بينما هو فـ نظر لأخته وقال بأمر:-
_أقعدي يا خيتي عاوزك في كلمتين؟؟
حدقت به باستغراب، لا تعلم ما المفأجاة الذي سـ يقولها أخيها بتلك اللحظة....
تنهد بقوةٍ ثم قال بحنو:-
_إنتي أغلى واحدة في أخواتك وإنتي عارفة كدا كويس صح
انسابت بسمتها لقد شعرت أن أخيها سـ يعود ويرحمها من قراره هي لا تريد أن تفعل شيء يغضبه أو يجعل أهلها في حالة صعبة أمام القرية...
أردفت بحب:-
_كنت عارفة إنك مش هيجلك قلب ترميني كدا إنت مازالت حنين عليا كنت واثقة إنك أكتر واحد حاسس باحساس مراتاتك والكره اللي بينهم
حدق بالحائط بعيدا عن نظرات عينيها وعن كلامها ثم قال:-
_هو إنتي بتحبيني قد إيه؟؟
أمسكت يده ثم قالت ودموعها على خديها منزلقة:-
_أنا والله بحبك أكتر ما بحب أمي وأبويا أنا بحبك يا أخوي لإنك أماني بالله عليك متخليش الأمان دا يروح على الفاضي
هز رأسه وقال بأمل:-
_عشان كدا عاوزك تتجوزي "عز" في شغل وهو مش عاوز غيرك عشان يمشليي الشغل دا
دمعت عيناها هي أصبحت وسيلة حتى يصل إلى لغايته حزنت على حالها، بحزن شديد قالت:-
_يعني أنا بقيت وسيلة عشان توصل لغايتك برحتك يا أخوي خليني بيعة برحتك
قامت وتركته وذهبت إلى ناحية الفراش وقالت باقتضاب:-
_روح لعيالك يا أخوي هنام يمكن أموت....!!
قام من مكانه وهتف برجاء:-
_خلي بالك من نفسك ومتزعليش مني
نظرت له بسخرية وقالت باستياء:-
_ما زعلش لا مافيش حاجة تزعلني يا أخوي أخ على الوچع لما أبقى مجرد وسيلة بس....!!!
تنهد بقوة ثم خرج من أمامها وذهب لغرفته...
جحظت عيناها على الباب، راقبت طيف أخيها لتصرخ بعد ذلك بشدة:-
_مصر يموتني من القهر أخويا مابقاش زي الأول يارب حلها من عندك أنا زهقت يارب
أخذت وضع الجنين في بطن أمه ونامت على فراشها، دموعها ملئت وسادتها، قهرها التي تشعر به الآن لا أحد يشعر به غيرها، حدقت للصور المتواجدة على الحائط، تجمعها معه، حين التقطت تلك الصورة قال لها:-
_هكون أمانك حطي الصورة دي هنا عشان كل ما تنسي إني أمانك ترچعي تفتكري...
....................................................
جلس بالحديقة، ينتظرها، مر من الوقت ساعة، رفع حاجبه ونظر لساعته ليحول أنظاره بعد ذلك للبوابة يراقب دخولها ولكن لم تأتي، أشار للحارس أن يتقدم له وبالفعل قرب منه الحارس ملبي للأوامر:-
_أومرني يا فندم...!
سأله باقتضاب:-
_هي "دمعة" بترجع أمتى من الكلية؟
رد عليه بهدوء:-
_انهاردة عليها محاضر واحـ....
وإذا به يقطع كلامه حيثُ رأى "دمعة" تقف خارج المنزل ومعها ذلك الـ "حمدي"، قام من مكانه بسرعة، صرخ بالحارس:-
_افتحلي البوابة بسرعة خلص...!!؟
وبالفعل نفذ الحارس اوامره ليخرج لها ويقول بحدة:-
_طب ادخلي إنتي وزميلك اشربوا قهوة أو عصير
فزعت "دمعة" من وجوده ، وانتفض جسدها، ردت عليه بتلعثم:-
_.. ا.. ا أنا... كـ.. نـ. ت هدخل..!
رفع حاجبه بسخرية ثم حدق بها ببرود وقال:-
_آه ما أنا متأكد من كدا عيب عليكي يا حبيبتي..!!
أمسك يدها ثم بحنق قال:-
_"حمدي" عاوز حاجه لو عاوز اتفضل أنا مش بعزمك على قهوة عزومة مركبية بتكلم جد والله...
كاد أن يعتذر منه ولكن قام "صقر" بسحب "دمعة" ولم يبالي لرد "حمدي"
انكمش حاجبيه بقوةٍ، الغضب والجمرات التي بداخله الآن تحرق دولة باكملها....
أسرع لغرفته وهي معه، دلف للغرفة ثم قال بصراخ:-
_من انهاردة مافيش جامعة ليكي خلاص بلا "حمدي" بلا "حمدية" خلص الموضوع
حدقت به بقوة ثم ردت بفتور:-
_آه إيدي وجعتني إنت إيه يا أخي
ثم تحولت نبرة صوتها للقوة وقالت:-
_اعتبر إن صداقتنا انتهت خلاص وأنا مش همثل إني حبيبتك مش عاوزة بيتك أنا أي مكان يقبل أقعد فيه
جز على أنيابه وهو يقول:-
_إيه هتروحي فين وأخدة قرار على فين يا أستاذة "دمعة"
هزت رأسها وقالت:-
_"حمدي" مش قاعدة في بيته مع مامته وأخته وعرض عليا إني أروح ومامته متقبلة الوضع وكمان هيخطبني وأنا وافقت وكنت هقولك عشان تقرأ معاه الفاتحة
وضع يده نحو أذنه ثم صرخ بصوت جمهوري:-
_نعم يا ختي ايه ايه ايه لا وأخدة القرار طب وعلى إيه أنا بقى مش مهم يا حبيبتي....!!!!
وضع يده على خصره بانفعال ثم أتجه نحوها وأمسكها من معصمها بشدة ثم وبانفعال قال:-
_البهيم أبو قرون هيسمح لك تروحي تقعدي معاهم عادي ما أنا كيس جوافة وكأني سافرت ورجعت مليش قيمة
صرخ بوجهها قائلاً لها بقسوة:-
_لا والصراحة البت طلعت مخلصة هتسبني أقرٱ لها الفاتحة كـ وكيل للعروسة لا كتر خيرك
حدقت به وردت عليه ببرود:-
_بقولك إيه إحنا كنا صحاب وأظن إن إنت بنفسك نهيت الصداقة، وبعدين إيه اللي منرفزك بنت الخدامة اللي مش من مستواك هتتجوز اللي من مستواها زعلان لية بقى...
صفق لها بيده، لقد أزهلته بحديثها الذي فاق تخيله، تلك الطفلة كبرت كثيراً، وتغيرت بشدة، أصبح لها فمً قوي تتحدث به، ابتسم لها ثم جلس على الأريكة وبدأ يخرج زفيرًا ويستنشق شهيق، أومأ برأسه وقال بهدوء:-
_أيوا من حقك تروحي وتيجي خلاص لقيتي نومة طب مش خايفة ليزلوكي بالنوم عندهم
نظرت له بلوم ثم ردت بسخرية:-
_ما هو هيتجوزني هو في راجل هيرمي مراته
كور يده بشدة ثم وبصوت هامس لا تسمعه قال:-
_برضه هتقول مراته يارب ما اقتلها وموتها واخلص نفسي والبشرية منها
حدق بها ثم قال ببسمة صغيرة:-
_آه مش همك بقى حقك يا شبح برافو عليكي بقينا أشباح ولينا ألسنة طب هوريكي حاجة
اتجه نحو خزانته وأخرج منها وصل أمانة بمليون جنية ثم قال بخبث:-
_الشيك دا أمك مضت عليه لأبويا كـ شرط جزاء لو سابت البيت وكتبت لو حصلها حاجة هتنفذ بنتي الآمر
حدقت به ثم بجموح قالت:-
_دا إزاي مش فاهمة حاجة أمي استحالة تعمل كدا وبعدين في حاجة أنا هفضل عبدة عندك مثلاً
ببرود شديد هز رأسه وقال:-
_أيوون
هم بالوقوف ثم واصل حديثه:-
_يالا هقوم أمشي عندي شركة وشغل متطلعيش برا البيت والجامعة هتصرف لك عشان الدروس ما تفتكيش يا روحي
ضربت الأرض بأقدامها ثم صرخت بشدة:-
_معندكيش دم قاهر قلبي أنا وبس أبوك دا إيه يدخل في تسمية اسمي وكمان يتدخل في أمي وفيا حسبي الله ونعمة الوكيل فيك وفي أبوك
عاد مرة أخرى وقال بنبرة قاسية:-
_بتقوليه إيه؟!
بتمرد شديد قالت:-
_أنا عاوزة أنزل من هنا...!!!
تجاهلها وخرج ولم يعود، اتجهت إلى النافذة للتأكدة من رحيله فوجدته يعطي بعض الأوامر للحرس، شعرت بأنه أخبرهم بمنع خروجها
........................................
جهزت حقيبتها، وضعت الكثير من ملابسها وملابس ابنها، نظرت لساعة يدها وانتظرت عودة زوجها، هو لا يتتأخر بعمله يعود بعد الظهر وها هي تمسك هاتفها حتى تهاتفه وإذا به يفتح باب الشقة ويدلف، بعلو ظل ينادي على اسمها:-
_"حبيبة"!!!! "حبيبة"!!
ردت عليه بحنق:-
_أنا هنا أهو تعالى في أوضة النوم يا" عصام"
اتجه نحو غرفة "النوم" فوجد بعض الملابس على الفراش والأخرى بالحقائب رفع حاجبه باندهاش ثم سألها بفضول:-
_هو إحنا مهاجرين
أجابته بصوت هامس:-
_لا بس هنروح نقعد في بيت عمي لحد ما نشوف جنان ابن عمي هيوصل لأيه ألم هدومك معايا يا حبيبي
ما هذا البرود التي تنتاب به، أسلوبها يستفزه، كاد أن يصفعها على فمها حتى لا تتمكن من اغضابه مرة أخرى، ألقى بمفتاح المنزل على الكومود ثم صرخ:-
_هو إنتي ليه بتحسسيني إني مش راجل معاكي آخر من يعلم على اللي بتعمليه إنتي فاكرة نفسك مين في عصمة مين أنا ولا إنتي أنا بقيت أكره أفعالك
قامت من مكانها ثم قالت بغضب مكتوب:-
_ابنك نايم وبعدين أوعى تقلب الآية عليا إنت فاهم ولا لاء
ابتسم بسخرية ثم قال بحنق:-
_هو إنتي بجد كنتي بتحبيني قبل الجواز أسلوبك بيخليني أشك لمي هدومك يا "حبيبة" بس استني ورقة طلاقك في بيت عمك وابن عمك اللي راحة تخربي حياته
صعقت من حديثه هل يريد التنازل عنها بتلك السهولة، كيف له أن يقول هذا، هزت رأسها غير مستوعبة لحديثه
اشارت لنفسها ثم قالت باندهاش:-
_مش فاهمة يعني إنت هتستغنى عني
فتح ذراعيه مشيرًا للحقائب ورد بـ:-
_والله مش أنا اللي بستغنى اللي بتلم هدومها ومن باب الذوق اللي اتربت عليه بتقول لي الم هدومك هتيجي ولا لاء
قربت منه بحزن وقالت بحب:-
_هو إنت بتشك في حبي ليك والله العظيم أنا ما حبتش ولا هحب قدك بس أنا بأمن مستقبلي ومستقبلك إنت وابنك ومستقبل "صقر" من البنت دي
أمسك أناملها بقوة ثم وبقسوة قال:-
_أنا عمري ما شوفت حد أناني زيك سبيه يفرح إنتي عارفة كويس هما بالنسبة لبعض إيه ما تكنيش سبب في دمار حد
وضع أنامله على قلبها وقال:-
_خلي قلبك نضيف بكرا لما ابنك يكبر ويحب واحدة حالتها الاجتماعية أقل. منك وترفضي هيكرهك مقياس الناس مش بالفلوس المقياس بالأفعال بالقلوب أنا نفسي حاسس إنك فقيرة
حدقت به باستغراب وسألته بعدم فهم:-
_مش فاهمة قصدك
بصراخ شديد رد عليها:-
_فقيرة في مشاعرك وحبك ونيتك حتى حبك ليا ولابنك
صدمت من حديثه فـ قالت:-
_إنت بتقول إيه؟
لم يرد عليها أكثر من ذلك، أخذ مفاتيحه ثم خرج دافعًا الباب خلفه بشدة
...............................................
جلس "مهران" السيوفي على مقعده الهزاز، يفكر في عريس حفيدته، هل سـ يواجه العواقب مرة أخرى، يخشى أن يرأ هذا...
تنهد بقوة ثم أمر الخادمة بـ:-
_أم "السعد" أعمليلي كوباية قهوة رأسي هتنفجر
بتلك اللحظة خرجت "نورهان" ومعها كوب القهوة ثم قالت بلهفة:-
_أنا حسيت إنك عاوز قهوة يا چدي وعملتها
ابتسم "مهران" ثم قال بحنو:-
_شكرا يا بنتي روحي بقى لچوزك
برجاء شديد قالت:-
_چدي بلاش تظلم "إلهام" هي قطعة من قلبك چدي أنا بعيش في تعب بين ضراير وخناق سيبك من إن الواحدة بتحب راچلها يكون ليها بس دا كمان في ضراير بتحرق في دمها
مقتنع تماما برأي زوجة حفيده، واقرب له من أي زوجة لـ "سالم"، تنهد بقوة ثم قال بتعب:-
_روحي إنتي دلوقتي يا" نورهان" وأنا هتصرف يا بنتي
ابتسمت بأمل، لم تستطيع إنقاذ نفسها من قبل ولكن الآن تستطيع إنقاذ صديقتها، أسرعت للداخل ووجهها يزداد أشراق وكأنها شمس ساطعة، أسرعت للمطبخ تكمل طعام زوجها بينما "مهران" فـ استند على العصاه الخاصة به واتجه نحو مزرعته لمراقبة العمال
صرخ بقوة بالجميع:-
_اللي سايب المية مفتوحة على الزرع دا مال ناس والحيوانات اللي ماحدش مراعيها أبداً مالكم بتقبضوا على إيه
...............................................
لوت "قمر" فمها وهي تتحدث مع "نهلة" غير مستوعبة ما يحدث، زوجها لا يفضل أحد غير تلك المتكبرة، التي تتعالى عليه..
تحدثت بحقد:-
_والله يا "نهلة" أنا معنديش مشكلة إن دوري تاخديه بس البت دي لا أنا واثقة إن هو برضه كان هيخليها انهاردة زي أمبارح في دورك وانهاردة في دوري إحنا بس اللي بنهتم بيه
هزت "نهلة" رأسها وقالت بضيق:-
_وياختي إنتي متعرفيش اللي أنا سمعته
بلهفة وفضول قالت:-
_عرفتي إيه يا ختي قولي؟!
نظرت "نهلة" يمينًا ويسارًا، تراقب هل هناك من يسمعها، بعد أن أطمئنت، قوست فمها وقالت:-
_لسه ما دخلش عليها ولسة بنت بنوت دا اللي أنا سمعته، هموت وأعرف يا ختي ملهوف عليها ليه بقى
ضربت يدها بصدرها مصدمة ثم قالت بفزع:-
_يا نهار أسود وسي "سالم" وافق على كدا، دي الواحدة مننا كانت مكسوفة أول يوم جواز لا وكمان مشاها دخلة بلدي نفسي أعرف البت دي عاملة لچوزك عمل خلاص ما بقتش مستوعبة
ضحكت "نهلة" بشدة ثم أردفت:-
_يا ختي إحنا عنده ولا شيء بس هقولك أنا عندي خطة عشان يقلب عليها
حدقت بها بخبثٍ وقالت:-
_واللي هي...؟
_قومي معايا...!!
اتجهت نحو غرفة "نورهان" فـ وجدت "سالم" يفكر بشدة، تحدثت "نهلة" بصوت مسموع:-
_شوفتي يا " قمر" بنت عيلة الچبلاوي راحت وأصرت تتعلم برا وأما أتچوزت كل ما چوزها يحاول يقرب منها ترفض لحد ما اكتشف إنها مش بنت
انتبه "سالم" لحديثهم، صرخ بعلو:-
_يا هجر كل واحدة تروح على أوضتها
وبعد أن رحلوا كور يده بقوة، لا يعلم ما الواجب عليه فعله، صرخ بشدة:-
_"نورهان"
كانت تمسك الطعام، اتجهت للداخل بخوف وضعت الطعام، فوجدته يغلق الباب بغضب، تكلمت بتوتر:-
_الأكل يا "سالم"...!!! عاوز مني حاچة تاني
أمسكها من معصمها بشدة ثم قال بحدة:-
_ليه مش عاوزاني أقرب منك ها كنتي بتتكلمي مع" إلهام" عليا وسكت صبرت عليكي شهر بحاله ليه ها عاملة إيه غلط يا "نورهان"
شعرت بأنه سكب عليها دلو من الماء، هزت رأسها بعدم استعياب ثم قالت بغضب:-
_قصدك إيه بكلامك بتشك فيا يا "سالم"
أشار نحو الباب وصرخ بـ:-
_كل واحدة من الحريم اللي برا دول اتعمل لها دخلة بلدي ما سمحتش للخچل بتاعهم ينهي رچولتي لكن إنتي قولت لا... أصريتي تتعلمي بمصر وروحتي لوحدك إيه اللي حصل يمنعك تديني حقي الشرعي
انهى حديثه ثم ألقها على الفراش وقال:-
_من حقي اتاكد إذا كانت مراتي سليمة ولا معيوبة
تساقطت دموعها بشدة، كيف له أن يشك بحبيبته، صرخت به:-
_إنت بتشك في حب عمرك، إنت فضلت تحبني ولحد الآن أنا واثقة من دا
هز رأسه وهو يقول بغضب:-
_بس مكنتش موافق على تعليمك في مصر، ومع ذلك أصريتي برغم من خطوبتي بيكي إلا إنك حكمتي رأيك
زادت دموعها وقالت بقهر:-
_ورجعت لقيتك متچوز اتنين إنت الخاين مش أنا
صفعها بشدة وقال بقسوة:-
_قولي إيه اللي منعك
لم ترد على اتهامه، قامت من أعلى الفراش وكادت أن تذهب باتجاه الباب ولكن أمسكها بحدة وقال:-
_إنهاردة هتكوني مراتي شرعي يا "نورهان"
بدموع وحزن هتفت:-
_متخلنيش أكرهك يا "سالم" خلي الحب اللي باقي لك في قلبي ما يتحولش للكره يا "سالم" أنا استحالة أعمل كدا
فكرت قليلاً ثم اقترحت الحل:-
_إيه رأيك نكشف إنت متعلم يا "سالم" نروح عند الدكتورة وهي تقولك
نظر لها بضيق وقال:-
_على آخر الزمن افضح نفسي طب إيه رايك نعملها دخلة بلدي زيك زيهم
لقد نفذ صبرها، بدون مشاعر قالت:-
_أنا قدامك يا "سالم" جيالك لحد هنا أو حتى روحت للدكتورة أو كلامك كلهم بيأكدوا عدم الثقة وبيخلوني ازيد في عدم رغبتي ليك إنت عاقبتني على تحقيق حلم حياتي وروحت اتچوزت واحدة والتانية أنا كان نفسي يوم ما أبقى مراتك شرعي تكون اتغيرت...
ابتعد عنها وقال:-
_اطلعي برا مش عاوز حد معايا
قبل أن تخرج نظرت لنفسها بالمرآة، كيف سـ تخرج الآن ووجها تورم من صفعته، بكت بشدة وازدات دموعها، مما جعل قلبه يرق لها، اتجه لها فَ ارتعد جسدها، بعد أن كان الدفء لها أصبح الشخص التي تخشى قربه، نظر لوجهها وقال:-
_معلش يا "نورهان، وچعك!!؟
هزت رأسها وقالت:-
_أوي
أخذها بداخل أحضانه، رفضت في البداية ولكن سكنت بداخل ذراعيه، رائحته التي تشتاق إليها، حنيته التي يتحول لها من وقت لآخر
ذهب معها إلى السرير وسألها بحنو:-
_فيه مرهم هنا...!!؟
هزت رأسها وأشارت نحو الكومود وبخفوت قالت:-
_هناك...!
أسرع وجلبه ثم وضعه على وجهها وقال:-
_أنا مكنتش هعمل كدا بس اللي سمعتوا فور دمي بنت الچبلاوي اتچوزت ورچعت معيوبة
انكمش حاجبها وضيقت عيناها وقال بنفي:-
_لا مين قال كدا البت سليمة وأهلها راحوا وأني وحريمك واخواتك كنا هناك والعريس مبسوط
هز رأسه، تمكن من معرفة المكيدة الذي وضع بها من قبل زوجاته، قبل رأسها وقال بنبرة جادة:-
_وديني لأچيب حقك وحق بنت الچبلاوي
وضع الطعام أمامها وقال:-
_افتحي نفسي على الأكل
هزت رأسها بلا وقالت:-
_مليش نفس يا" سالم" هنام
يعلم أنها لاتأكل حين تحزن، لقد نحفت كثيراً، هو من يؤلمها وبسببه لا تأكل
وضع الأكل بجانبه وقال:-
_ولا أنا هاكل هانام لي ساعة...!!
أمسكت يده وقالت بضيق:-
_خلاص هات الأكل هاكل معاك
.............................................
مازال غاضب من أسلوب "دمعة" معه، يريد قتلها، جز على أنيابه بشدة، يتمنى قتل "حمدي" ولكن لا يستطيع..
بتلك اللحظة دلف سكرتيره وقال برسمية:-
_اتفضل يا فندم دي المناقصة اللي المفروض ناخدها راجعها يا فندم عشان نبدأ في التنفيذ
هز رأسه وقال:-
_سبها
بتلك اللحظة رن هاتفه، رد على المتصل، ليقوم بعد ذلك بسرعة، وصل لسيارته، وبدأ في السير باقصى سرعة
إلى أن وصل لبيته، وجد "دمعة" تصرخ بالحرس وتريد الخروج ومعها حقيبة ملابسها، وكأنها تريد الفرار من سجنه
دلف من البوابة،نزل من سيارته وأمر الحارس بـ:-
_اركن إنت العربية
اتجه نحو "دمعة" وقال بنبرة جامحة:-
_اللي في إيدك دا؟
بدون خوف قالت:-
_شنطة هدومي أنا مش بحب الحبس وبعدين أنا المفروض عندي كورس انجلش
هز رأسه وقال ببرود:-
_هو الكورس بتقلعوا في هدومكم راحه بشنطة هدومك أول مرة أشوف كدا
قرب منها وهي تراجعت ثم قالت بتمرد:-
_أنا أخدت القرار مش هقعد هنا الخدمين كتير أجر غيري وسبني أنا كنت الأول بحب القعدة معاك كنت بجد أعظم حد في حياتي بس دلوقتي بقيت قاسي
رفع يده وبدأ في العد:-
_هعد لتلاتة لو ما روحتيش تنامي في أوضك همد أيدي عليكي و"صقر" العصبي هيرجع تاني أنا كل دا مش عاوز أوريكي وشي التاني
وقبل أن يعد أرقامه أسرعت للداخل وهي تصرخ وتسب به...
