رواية عزلاء امام سطوة ماله الفصل الحادى والعشرون21 والثانى والعشرون22 بقلم مريم غريب


 رواية عزلاء امام سطوة ماله 

الفصل الحادى والعشرون والثانى والعشرون

بقلم مريم غريب


( 21 )


_ جنون ! _


في السادسة مساءً ... تعود "سمر" إلي بيتها أخيرا


تفتح باب شقتها و تدخل ، لتري "فادي" يجوب الصالة ذهابا و إيابا


بدا أنه كان ينتظرها منذ وقت طويل ، و كعادته كان ثائر و قلق إلي أقصي حد ..


-كنتي فين يا سمر ؟ .. صاح "فادي" بتساؤل حين لمحها و هي تدخل من باب الشقة


بينما أغلقت "سمر" الباب و هي تتحاشي النظر إلي عيناه ، تخشي أن يعرف ما حدث لو طل في وجهها فقط


و لكن لا مفر ، يجب أن تواجهه ..


إستعادت رباطة جأشها و إلتفتت إليه ، ثم أجابت بإبتسامة بسيطة :


-إيه يا حبيبي مالك ؟ عصبي كده ليه بس ؟!


فادي بعصبية ممزوجة بالدهشة :


-بتسأليني عصبي كده ليه ؟ يعني أنا سايبك تعبانة و في السرير أجي ألاقيكي مش موجودة و بتصل بيكي مابترديش . عايزاني أبقي عامل إزاي !!!


سمر بلطف :


-طيب إهدا . ماحصلش حاجة و أنا كويسة قدامك أهو . كل الحكاية بس إني حسيت بخنقة فقلت أنزل إتمشي علي البحر شوية.


فادي بخشونة :


-و ماكنتيش بتردي علي موبايلك ليه ؟ إتصلت بيكي ميت مرة.


سمر ببراءة و هي تخرج هاتفهها من الحقيبة :


-ماسمعتوش و الله ! ما انت عارف الدوشة علي الكورنيش بتبقي عاملة إزاي.


و تظاهرت بتفحص الهاتف ، ثم قالت بأسف :


-آااه صحيح ! ده إنت إتصلت كتير أوي .. معلش يا حبيبي حقك عليا . بعد كده قبل ما أخرج أو أروح في أي حتة هبقي أتصل أقولك علطول.


أشاح "فادي" عنها و نظر في الجهة الأخري معبرا عن ضيقه ..


لتسرع هي و تقوم بالتمويه عن النقاش قائلة :


-بالمناسبة بقي و قبل ما أنسي .. أنا بكره هاروح أبات مع ملك في العيادة.


عاود "فادي" النظر إليها في الحال و قال بخوف :


-ليه ؟ هي مالها ؟ حصلها حاجة ؟؟؟


-لأ يا حبيبي إطمن هي كويسة . بس وحشتني أوي . مش متعودة تبعد عن حضني المدة دي كلها !


إبتسم "فادي" بحنان ، ثم إقترب من أخته و ربت علي كتفها برفق قائلا :


-إن شاء الله هتخف و هترجعلنا . أنا كمان وحشتني أوووي . لولا الإمتحانات بس كان زماني أنا إللي معاها كل يوم و لا كنت سيبتها أبدا.


سمر بإبتسامة حزينة :


-خلاص . هانت فاضل إسبوع . ربنا يعديه علي خير .. ثم قالت بإسلوبها الدبلوماسي :


-خلاص بقي أديك عرفت أهو أنا هبقي فين بكره . و ماتقلقش يا سيدي قبل ما أمشي هكون محضرالك غداك و عشاك و بإذن الله تاني يوم الصبح هتلاقيني رجعت.


فادي بإستغراب :


-طيب و شغلك ؟ هتبطلي تروحي و لا إيه ؟!


-لأ طبعا يا فادي هاروح . أنا كلمت عثمان بيه و إتفقنا هرجع كمان يومين كده.


أومأ "فادي" بتفهم ، ثم قال بإبتسامة :


-ماشي يا سمر . إبقي بوسيلي لوكا جامد بقي و إبقي إتصلي بيا كمان عشان تطمنيني عليكي و عليها.


سمر بإبتسامة مماثلة :


-حاضر يا حبيبي . و إنت كمان إبقي إتصل بيا لو إتزنقت في أي حاجة هنا . لو عوزت تعمل حاجة معينة يعني .. إبقي كلمني.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في سيارة "عثمان" ... يفتتح "مراد" حديثا معه أثناء القيادة


مراد بإبتسامة تهكمية :


-يعني عدوا اليومين بتوع الرهان يا خويا و محدش عارفلك حاجة ! ماقولتليش يعني عملت إيه ؟!


إلتوي ثغر "عثمان" بإبتسامة خبيثة و هو يجيبه و في نفس الوقت يركز علي الطريق أمامه :


-و الله شكلها زي ما قلت يا صاحبي.


مراد و قد تلاشت إبتسامته :


-مش فاهم قصدك إيه ؟ فشلت معاها يعني ؟!


عثمان بغموض :


-يعني .. تقريبا !


-يعني إيه تقريبا ؟ .. تساءل "مراد" بشئ من الإنفعال ، و تابع :


-قولي إيه إللي حصل.


عثمان بفتور :


-ماحصلش حاجة يا مراد . ماوصلناش لحاجة مع بعض لسا.


مراد بفضول :


-يعني كلمتها و لا لأ ؟!


تأفف "عثمان" بضيق و قال :


-يا أخي زهقتني . لو كان حصل حاجة كنت قولتلك إخرس بقي.


تنهد مراد بسرور حقيقي ، ثم قال :


-ماعندكش فكرة أنا فرحان فيك إزاي يا صاحبي . أول مرة تخسر رهان.


تجاهل"عثمان" عبارته تماما و إكتفي فقط برسم إبتسامة شيطانية غير مرئية علي فمه ..


-حقيقي فرحان فيك .. قالها "مراد" بمرح و هو يبتسم بشدة ، ليرد "عثمان" بسخرية :


-إفرح ياخويا .. مرة من نفسك !


و مرت بضعة دقائق أخري ... حتي وصلا إلي المشفي


صعدا سويا إلي جناح "صالح" ليطرق "عثمان" الباب و يلج أولا ..


كانت الممرضة بالداخل تعطي لـ"صالح" جرعة دوائه ، بينما هو يتمنع و يظهر لها إسلوبا عدائيا ، لكنها تعاملت معه بحزم حتي نجحت في مهمتها ..


-بــــــس . شفت حضرتك خلصنا بسرعة إزاي ؟ لازم تتعبني كل مرة و خلاص يعني ؟! .. قالت الممرضة بعتاب ، ليأتي "عثمان" من خلفها و هو يقول :


-إيه يا صلَّوحي ! لازم تتعب الـNurse معاك كل مرة ؟ مايصحش كده يا أخي عيب .. ثم أكمل مخاطبا الفتاة :


-إحنا آسفين أوي يا أنسة . بس هو صالح كده متعود علي الدلع من و هو صغير . إستحمليه معلش و سايسيه بالراحة هتلاقيه بقي علي أد إيدك زي البيبي بالظبط.


كانت لهجته مرحة ساخرة ، فحدجته الممرضة بإبتسامة صفراء قائلة :


-إممم لأ ماتقلقش يافندم . إحنا هنا موجودين عشان ندلع النزلا طبعا مش عشان نعالجهم .. ثم تجهمت فجأة و أردفت بصرامة :


-عن أذنكوا ورايا عيانين.


إشتدت عضلات فك "مراد" و هو يداري إبتسامة و يقاوم ضحكة كبيرة في نفس الوقت ، إلي أن خرجت الفتاة ..


إنفجر ضاحكا و هو يقول :


-يخرب عقلك يا عثمان . سحلت البت بكلمتين . آاااخ وحشتني أيام الشقاوة دي !


ضحك "عثمان" بخفة ، ثم إلتفت إلي "صالح" و قال :


-إيه يابن عمي ! أخبارك إيه ؟؟


-إيه إللي جابك يا عثمان ؟ .. قالها "صالح" بجفاء و هو ينظر أمامه مباشرةً متجنبا النظر نحو ضيفيه


تظاهر " عثمان" بعدم ملاحظة إسلوبه ، و قال بدهشة :


-إيه المقابلة البطالة دي ؟ المستشفي دي بهتت عليك و لا إيه ؟ ده بدل ما تقولي إتفضل ليك وشحة يابن عمي !


صمت "صالح" و لم يرد ..


فسحب "عثمان" كرسي و جلس بجواره ، ثم قال :


-إيه يابني .. مالك ؟


صمت أخر ، ليزفر "عثمان" بضجر قائلا :


-مش عايز تتعالج ليه يا صالح ؟ .. رد عليا ؟ مش عايز تتعالج ليه ؟ إيه إللي إنت عايز تثبته بالظبط ... ثم صرخ فيه :


-رددد عليــــــــــــــا !


-عايزني أقولك إيه ؟ .. صاح "صالح" بعصبية ، و تابع :


-عايزني أقولك إنك إنت السبب في إللي حصلي ؟ عايزني أقولك إني مش هعرف أقف علي رجليا تاني بسببك ؟ عايزني أقولك إن حياتي شبه إنتهت و حياتك إنت مكملة عادي ؟ .. ده إنت يا أخي ما سألتش فيا من يوم دخلت الهبابة دي . حتي زيارتك إللي فاتت . عملتها تقضية واجب و مشيت و من ساعتها ماشوفتكش . كأنك بتقولي إنت مش مهم أنا أهم منك . و صحيح عندك حق . ما حظك إنك إبن يحيى البحيري الوريث الكبير للعيلة و إللي بيتحكم في كل حاجة حتي في أخوه و ولاده . سافر يا رفعت . يسافر رفعت . خد هالة معاك و سيب صالح يا رفعت . ياخد هالة معاه و يسيب صالح . صالح ماينفعش لصفية دول ولاد عم و بس و بعد فيييين و فين يتكرم يحيى باشا و يوافق علي الخطوبة . بس أنا بقي إللي مابقتش عايز . أنا إللي فسخت الخطوبة قبل ما يعملها هو و لما هخرج من هنا مش هستني أبويا يشوف صرفة مع أخوه . أنا إللي هقفلكوا كلكوا . بس مش علي رجلي يابن عمي.


كان "عثمان" يستمع إليه بصدمة كبيرة ... حتي إنتهي ..


هب من مكانه فجأة و هو يقول بصرامة شديدة :


-أنا مقدر الحالة إللي إنت فيها . و رغم إنك زودتها شوية بس هعذرك .. إنت يعتبر مش في وعيك . عشان كده أنا هسيبك دلوقتي . و بعدين هبقي أجي أشوفك .. يكون عقلك إتردلك ساعتها.


ثم إستدار و غادر بخطوات ثابتة دون أن يضيف حرفا أخر


ليتبعه "مراد" الذي صـُدم بدوره من أقوال "صالح" و بدون أن يفه بكلمة هو أيضا ...


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في قصر آل "بحيري" ... يقوم "رفعت" بجولة روتينية مارا بالطوابق و ما بينها


ليري زوجة أخيه تجلس بالشرفة الواسعة فوق الأرجوحة الساكنة ، بدت و كأنها شاردة في صفحة الليل الحالكة المرصعة بالنجوم المتلآلئة ..


إبتسم "رفعت" و مشي ناحيتها بحذر ، ثم جاء من خلفها و بدأ يدفع بالأرجوحة بصورة مفاجئة


شهقت "فريال" بذعر في بادئ الأمر ، لكنها نظرت ورائها و إكتشفت من الفاعل ..


-رفعت ! .. هتفت "فريال" و هي تبتسم برقتها المعهودة ، ليرد الأخير :


-مساء الخير يا فريال.


-مساء النور يا رفعت . إيه إنت خارج و لا إيه ؟!


رفعت و هو يعاين جمالها بإعجاب ظاهر :


-لا أبدا مش خارج . أنا كنت بتمشي في البيت بس . عادي .. ثم سألها :


-يحيى ماكلمكيش ؟


-كلمني من شوية.


-وصل بالسلامة يعني ؟!


-أه الحمدلله . و وصل للأوتيل كمان.


-كويس !


و أخذ يرمقها بنظرات مطولة غامضة ..


توترت "فريال" حين لاحظت هذا ، فقامت و هي تقول بإرتباك :


-طيب آا أنا هـ هطلع علي الأوضة . عن أذنك.


و تعثرت رغما عنها و هي تخطو بمحاذته ..


ليسرع هو و يسندها بذراعيه صائحا :


-حسبي يا فريال.


-آه . أنا آسفة ! .. قالتها "فريال" بحرج شديد و هي تحاول أن تتوازن بلا جدوي


بينما ضحك "رفعت" و قد كان يمسكها بإحكام ..


-طيب إصبري هسندك . إنتي كده إللي بتوقعي نفسك و هتوقعيني معاكي.


فريال بتوتر :


-آسفة يا رفعت.


و بعد لحظة كانت تقف معتدلة تماما ، بينما لا يزال يطوقها "رفعت" بذراعيه و يرفض إطلاق سراحها ..


حاولت "فريال" التصرف بشكل متحضر ، فإبتسمت بتكلف و هي تقول :


-رفعت ! فـ في حاجة ؟ .. يعني لو تمسح تعديني بس .. و لا إيه !!


غامت عيناه من شدة تحديقه فيها بتركيز قوي ، لكنه تكلم أخيرا ..


رفعت و هو يشدد قبضته حولها :


-فريال .. أنا بحبــــــــــــــــــك !


توسعت عيناها و جحظتا من الصدمة ..


لتتصرف بعنف بعد هذا فورا و تدفعه عنها بمنتهي القوة و هي تصيح :


-إنت بتقول إيـــــــه ؟ إنت مجنووووووون !!!


رفعت و هو يرمقها بغضب شديد :


-لأ أنا مش مجنون . أنا أخيرا بقولك الحقيقة . أنا بحبك يا فريال . بحبك و من زمان أوي من قبل ما تقابلي أخويا و تتجوزيه . هو . هو إللي خدك مني زي ما طول عمره بياخد مني كل حاجة . إنتي المفروض تكوني مراتي أنا . إنتي من حقي أنا . أنا يا فريال لازم تعرفي ده كويس.


غطت فمها المفتوح بكفها ، و لم تنتظر لتسمع المزيد ..


ركضت من أمامه فورا و هربت إلي غرفتها


أقفلت الباب بالمفتاح و هي تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة خفقانه ، ثم تداعت فوق أقرب آريكة و هي تلهث بقوة


و كم تمنت لو كان ذلك مجرد حلم .. و لكن لا ، كان حقيقي و كلماته ما زالت تدوي بأذنيها بصخب و إلحاح شديد


بحق الله ، أي شيطان دفعه لقول هذا ؟؟؟


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


صباح يوم جديد ... إستيقظت "سمر" من نوم متقطع مليئ بالكوابيس و الأحلام المزعجة


أولا إنتهت من إعداد طعام اليوم كله لـ"فادي" ثم تناولت هي وجبة خفيفة ، و ليتها أكلت جيدا ..


شهيتها مفقودة تجاه كل شئ ، لا تفكر سوي في موعدها معه بعد قليل


ذهبت "سمر" لتغتسل ، ثم عادت إلي غرفتها و إرتدت ملابسها ..


لم تهتم بإختيار ثوب معين ، و لكنها حرصت ألا يكون مميز أو ملفت


لا تريده أن يغتر بنفسه و يعتقد أنها مسرورة بما حدث البارحة أو بما سيحدث اليوم ، يجب أن يدرك أنها مرغمة علي فعل هذا و أن الخيار لو كان متاحا لها لما رضخت لإرادته أبدا ..


إنتهت "سمر" من تجهيز نفسها ، و أخر شئ


فتحت حقيبتها و تأكدت من وجود ورقة الزواج الخاصة بها و التي مضت عليها بنفسها .. بكامل إرادتها و بدون أي ضغط منه تماما كما قال


إبتسمت بسخرية مريرة و هي تطوي الورقة بكفها ، لكنها عادت و دستها بمكانها مرة أخري


ثم أخذت نفسا عميقا و إستعدت للرحيل !!!!!






م

الحلقه الثانيه والعشرون 

عزلاء أمام سطوه ماله 

_ قصر عائم ! _


تحت نهار شتوي ساطع ... تخرج "سمر" من بيتها ، يداهمها خوف غريب من مواجهة الجمهور


تشعر أن كل من سينظر لها و هي تسير سيعرف بالحقيقة .. إلي أين هي ذاهبة ؟ ماذا فعلت ؟ و ماذا ستفعل ؟ .. الجميع سيدري بالجريمة التي إرتكبتها !!!


ضمت ياقتي ردائها الصوفي حول عنقها و هي تشعر بإرتجافة في جسدها بسبب التوتر لا البرد الذي يغلف الأجواء


و بينما هي تمر من أمام محل الجزارة ، سمعته ينادي بإسمها ..


-أنسة سمر !


إلتفتت "سمر" إلي الصوت المألوف ، لتجده "خميس" يبتسم و هو يهرول صوبها بسرعة ..


-إصباح الخير يا أنسة سمر .. قالها "خميس" بنيرة تزخر باللهفة و السرور


لترد "سمر" بصرامة ممزوجة بالجفاء :


-صباح الخير يا خميس . نعم عايز حاجة ؟؟


أجفل "خميس" و هو يجيبها بإرتباك واضح :


-آا لأ مـ مش عايز . أنا بس كنت حابب أتأسف علي إللي حصل بيني و بين الأستاذ فادي . أنا ماكنش قصدي أتعارك معاه و الله بـ آاا ..


-حصل خير يا خميس .. قاطعته "سمر" بجمود ، ثم قالت بإقتضاب :


-أنا لازم أمشي دلوقتي . عن إذنك.


خميس و هو يرمقها بحزن :


-إتفضلي !


مشت من أمامه مسرعة ، بينما وقف بمكانه يتابعها بعيناه في تخاذل حتي توارت تماما ..


-بردو مش هزهق يا سمر .. تمتم "خميس" لنفسه ، و أكمل بإصرار :


-أنا بحبك . طول عمري بحبك و محدش هيقدر ياخدك مني أبدا !


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في قصر آل"بحيري" ... يستيقظ "مراد" من نومه و ينزل للأسفل فلا يجد أحد من أهل البيت و مائدة الفطور فارغة بصورة غير إعتيادية


يهز كتفاه بعدم إكتراث ، ثم يتجه إلي غرفة "عثمان" و يدخل دون أذن كعادته


ليجده في غرفة الثياب خاصته يقوم بإعداد حقيبة صغيرة بعد أن إنتهي من إرتداء ملابس عصرية جدا مؤلفة من كـِـنزة صوفية بيضاء ، و سروال من الچينز القاتم ، و حذاء جلدي ذو رقبة أسود اللون من العلامة التجارية Geox ..


أطلق "مراد" صفيرا عاليا و هو يقترب منه و يقول بدعابة :


-إيه الشياكة إللي علي الصبح دي يا جدعان ! أكيد مش ممكن تكون رايح الشركة باللبس الشبابي ده يا چان عصرك . أومال فين البدلة يا عم ؟ و إيه الشنطة دي ؟!


حدجه "عثمان" بنظرة جانبية و هو يقول :


-من الذوق و الأدب إنك تستآذن قبل ما تدخل علي حد أوضته . يا قليل الأدب.


مراد بسخرية :


-يابني أنا الأدب ده معداش من جمبي أصلا ! .. ثم سأله بفضول :


-المهم قولي . رايح فين كده و واخد معاك شنطة هدومك ؟!


عثمان بفتور :


-و إنت مالك يا مراد ؟ إنت مالك أنا رايح فين ! .. ثم أبعده من أمامه بيده و توجه نحو ركن الزينة الخاص به


-لا ياخويا مانا زنان و مش هاسيبك إلا أما تقولي علي فين العزم كده ؟


تآفف "عثمان" بضجر و هو يختار نظارة من مجموعة نظاراته الشمسية الفاخرة ، ثم قال بضيق شديد :


-طيب يا زنان هقولك بس بمزاجي .. هغيب يومين كده و راجع تاني إن شاء الله.


-مسافر يعني ؟!


عثمان و هو ينتقل لقسم العطور الثمينة :


-لأ مش مسافر . و كفاية عليك كده . ماتسألش تاني خلاص.


مراد بشك :


-شكلك رايح تعمل مصيبة ما يعلم بيها إلا ربنا.


ضحك "عثمان" و هو يأخذ من درج العطور قنينة الـJimmy Choo ، ثم قال و هو يرش منها بغزارة :


-بذمتك يا شيخ . ده شكل واحد رايح يعمل مصيبة ؟


-ما هي بتبدأ كده.


-و بعدين !


-و بعدين بضلم بعيد عنك.


إنفجر "عثمان" في الضحك أكثر و قال :


-لأ ماتقلقش ياخويا . مش هضلم . مش هضلم خآاالص .. ثم سأله بجدية :


-صحيح إنت كنت جاي عايز إيه ؟ في حاجة ؟ مش عوايدك تصحي بدري !


مراد بجدية مماثلة :


-أبدا كنت جاي أشوفك عامل إيه ! مانا سايبك إمبارح و إنت في حالة مش حلوة خالص . كلام صالح يضايق أنا عارف . و أنا شخصيا إتفاجئت بيه زيك بالظبط.


تنهد "عثمان" ثم إستدار ليواجهه و هو يقول بعدم إهتمام :


-أنا مش زعلان منه . هو معذور بردو إللي حصله مش قليل . و عموما أنا عارف إنه مايقصدش و هي فترة صعبة عليه و هتمر و في الأخر هيوافق يتعالج.


ثم إتجه نحو حقيبته الصغيرة قبل أن يفتتح "مراد" حديثا أخر و يؤخره عن ميعاده ..


حملها علي كتفه ، ثم قال بإبتسامة مفعمة بالحماسة الملتهبة :


-أوووك يا صاحبي ! بــــــــاي بقي و إلي اللقآااااااء.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في المركز الطبي الخاص حيث تتلقي "ملك" العلاج هناك ... تصل "سمر" و تمر علي مكتب الطبيب أولا


-أنا آسفة جدا علي التأخير .. قالتها "سمر" بإعتذار ، ثم سلمته مظروف ضخم و هي تكمل :


-إتفضل حضرتك . ده حساب الأيام إللي فاتت و معاه باقي حساب الأسبوع إللي فاضل.


الطبيب مبتسما بنفاق :


-أنا إللي آسف إذا تعبتك أو أزعجتك يا أنسة سمر . بس أكيد حضرتك عارفة دي حاجة غصب عني . الإمكانيات هنا مكلفة أووي و كل يوم ببعت أطلب من برا معدات جديدة و آدوية كمان.


سمر بإبتسامة مصطنعة :


-و لا يهمك يا دكتور . أنا فاهمة . و في الأخر ده حقك و لازم تاخده .. ثم إنتقلت للحديث عن أختها :


-و ملك عاملة إيه دلوقتي ؟ حالتها إزيها ؟!


-لا حضرتك الحمدلله . حالتها مستقرة أوي لحد دلوقتي و أحرزنا تقدم كبير معاها . بس أكيد علي أخر الإسبوع لما تنتهي جلسات العلاج هتتحسن أكتر و أكتر و يمكن تروح معاكي كمان.


تنهدت "سمر" براحة شديدة و قالت :


-الحمدلله . ربنا يكمل شفاها علي خير .. ثم أردفت بتساؤل :


-طيب أنا ممكن أشوفها ؟


الطبيب برحابة :


-أه طبعا ممكن . إتفضلي معايا .. و واكبها لغرفة الحضــَّانات المليئة بالعديد من الأطفال الذين يعانون مما تعاني منه "ملك"


دخلت "سمر" خلف الطبيب و راحت تبحث عن أختها


وجدتها أخيرا في المنتصف ، كانت راقدة في سريرها الصغير المغطي بغلاف زجاجي شفاف موصل ببعض الأنابيب البلاستيكية ..


-هي نايمة علطول ؟ .. تساءلت "سمر" و الدموع تترقرق بعينيها ، ليجيب الطبيب بنبرته الهادئة :


-لأ طبعا . بتصحي و بتاكل و بتشرب عادي جدا . بس الممرضة لسا مأكلاها و منضفاها عشان كده نامت.


نظرت "سمر" إلي وجه شقيقتها المستدير ، و تأملت بفرحة خديها البارزين المخضبين بالحمرة ..


و كم أرادت أن تحملها في هذه اللحظة و تضمها بقوة إلي صدرها ثم تبكي بعد ذلك ، و لكنها تماسكت و طردت شعور الوهن قبل أن يطغي عليها كليا و يجعلها تنهار 


ليأتي صوت الطبيب في اللحظة المناسبة تماما :


-علي فكرة طلعلها سنتين من فوق . تعبتنا أوي الأيام إللي فاتت و ماكنتش بتنيم حد خااالص.


نظرت "سمر" له و هي تقول بإبتسامة حزينة :


-بجد ؟ .. أكيد نفسي أشوفهم . حبيبتي وحشتني أووي !


و هنا دق هاتفهها ..


لتتجهم فجأة و كأنه ناقوس الموت هو الذي يدق معلنا عن حلول موعد إعدامها ، أو بالأحري موعد إعدام براءتها ، شرفها ، مبادئها ، أخلاقها !!!


-ألو ! .. هكذا ردت "سمر" بصلابة شديدة ، ليأتيها صوته الكريه فورا :


-إيه يا بيبي ! فينك ؟ أنا واقف مستنيكي في المكان إللي إتفقنا عليه . إتأخرتي ليه ؟؟؟


سمر بإقتضاب :


-أنا جاية.


الأخير بضيق :


-قدامك أد إيه ؟


-عشر دقايق و هكون عندك.


-أوك . مستنيكي !


أغلقت "سمر" الخط و هي تشعر بالحريق ينشب في كل إنش من جسدها ..


ألقت نظرة أخيرة علي "ملك" و تمتمت بصوت منخفض للغاية لا يسمعه إلا هي :


-أنا بعمل كل ده عشانك . إنتي بالنسبة لي أهم حاجة في الدنيا . و مستعدة أفديكي بروحي يا حبيبتي !


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°


بعد بضعة دقائق تجاوزت العشرة التي وعدته بهم ... كانت تستقل سيارة آجرة ، سارت بها في شوارع الإسكندرية الحية المضيئة


حتي توقفت عند إحدي الميادين الشهيرة بحسب تعليماتها ..


نظر إليها السائق من خلال المرآة الأمامية و هو يقول بصوته الخشن :


-وصلنا يا آنسة !


زمت "سمر" شفتيها بشئ من العصبية ، ثم فتحت حقيبتها و أخرجت الآجرة و أعطتها له


نزلت من السيارة و هي تتلفت حولها باحثة عنه ..


كانت تريد أن تعثر عليه بسرعة لتقي نفسها من نظرات المارة ، إذ خيل إليها أن الجميع يترصدها جيدا في إنتظار اللحظة الموعودة ليتم ضبطتها و هي ترتكب الجُرم المشهود !!!


و أخيرا لمحته ..


كان يجلس بسيارته المصفوفة علي جانب الطريق ، ما أن تأكد أنها رأته أخذ يلـوَّح لها بيده و هو يبتسم تلك الإبتسامة الشيطانية


مشت ناحيته و هي تقدم ساق و تؤخر الأخري ... جاهدت لتحظي ببعض الثقة ، و لكنها معدومة ..


الثقة معدومة في هذا الموقف الذي وضعت نفسها به ، لا يحق لها التصرف بكبرياء ، لا يحق لها إدعاء العفة أو الشرف ، لا يحق لها التمنع ، حتي لا يحق لها التراجع


لقد سارت بدرب لا عودة منه ..


مسار واحد فقط ، محفوف بالأشواك و الألغام .. إنها الآن تمشي علي الجمر و تدوس في الوحل بنفس الوقت


اليوم ستموت "سمر" البريئة العفيفة ، و ستولد أخري آثمة مهما فعلت ، لن تستطع محو خطاياها ..


-أخيرا وصلتي ! .. قالها "عثمان" عندما إستقلت "سمر" بجانبه في السيارة المكشوفة التي لا تتسع سوي لفردين


-إيه العربية إللي جايبها دي ؟ .. غمغمت "سمر" بحنق شديد و أكملت :


-فين عربيتك ؟ إزاي تيجي بعربية زي دي ؟ إنت متعمد تعمل كده يعني ؟!


عثمان بدهشة :


-إيه إيه إيه ! إهدي شوية . مالك بس ؟ إيه إللي مش عاجبك في العربية ؟؟؟


سمر بغضب :


-مكشوفة حضرتك . مكشوفة . إفرض حد شافني معاك ؟ هقول إيه ساعتها ؟!


إبتسم "عثمان" بخفة ، لتظهر أسنانه البيضاء ، ثم قال بعذوبة :


-سمر يا حبيبتي . Take it easy . ماتخافيش . أولا المكان ده بعيد جدا عن بيتك و عن منطقتك كلها . ثانيا دي مش أول مرة تركبي معايا في عربيتي . و فرضا لو صادف و حد من معارفك شافنا تقدري ساعتها تطلعي مليون حجة مش حكاية هي يعني . و يا ستي لو مضايقك أوي موضوع إنها مكشوفة و لا يهمك . هقفلهالك دلوقتي حاضر.


وضغط علي أحد الآزرار باللوحة المثبتة علي يمين عجلة القيادة ، لينطلق سقف السيارة تدريجيا و يحجب عنهما ضوء النهار ..


رمقته "سمر" ببغض شديد ، ثم أشاحت عنه بسرعة ، بينما إبتسم بإتساع أكبر و هو يشعر بالمرح حيال الوضع برمته


تنهد "عثمان" تنهيدة مطولة ، ثم شغل محرك السيارة و إنطلق عبر الحشود الكثيفة ..


إلي أن بدأ عدد السيارات و الناس يقل ، و بدا أنهما يقتربا من الحافة الغربية للمدينة بإتجاه البحر


أوقف "عثمان" السيارة عند مرسى المراكب و إلتفت إليها قائلا بأمر :


-إنزلي.


إنصاعت له دون أن تفه بحرف ، لينزل هو الأخر و يمشي ناحيتها


قبض علي معصمها برفق ، ثم سار بها علي إمتداد صف طويل من اليخوت البيضاء الراسية في ماء البحر الذي جعله النهار أزرق شفاف كالجواهر المشعشعة ..


توقف "عثمان" عند يخت معين ، بدا أكبر و أكثر جلالا من البقية ..


تركها جانبا و تقدم بضعة خطوات بعيدا عنها


نزع نظارته الشمسية و أخذ ينادي علي سائس اليخت ، ليظهر شاب هزيل في اللحظة التالية ، إبتسم تلقائيا حينما رأي "عثمان" و نزل من اليخت بسرعة و قفز أمامه برشاقة .. 


ليصافحه "عثمان" بود قائلا :


-إزيك يا ناجي ؟ أخبارك إيه ؟


ناجي بإبتسامة واسعة :


-تمام يا عثمان باشا . أنا بخير بفضل سيادتك عليا .. ثم قال مفتخرا بنفسه :


-أنا جهزت كل حاجة و عملت كل إللي حضرتك أمرتني بيه إن شاء الله هتتبسط مني.


ربت "عثمان" علي كتفه بلطف و هو يقول :


-متشكر يا ناجي . أنا علطول مبسوط منك .. ثم أخرج بعض النقود من چزدانه و طواهم بيد "ناجي" مكملا :


-خد دول و مع السلامة إنت بقي . لما أرجع هبقي أكلمك تيجي تستلم مني.


إبتسم "ناجي" و هو يضع النقود بجيبه و يقول :


-ماشي يا باشا . أنا تحت أمرك في أي وقت.


و غادر ..


لينظر "عثمان" نحو "سمر" و يشير  لها برأسه لتأتي


تقدمت صوبه ، فأمسك بيدها و ساعدها علي صعود درجات اليخت ، ثم ذهب ليحل عقدة الحبل الضخم  عن رصيف المرسى و لحق بها بسرعة ..


يتكون اليخت من أربعة طوابق هرمية الشكل ... أول طابق به مصعد للتنقل و ثلاث حجرات للضيوف و حمام و قاعة داخلية تتضمن بنشات و مقاعد طولية مصنوعة من خشب السنديان المصقول


الطابق الثاني به حوض سباحة و صالة رياضية و غرفة بخار و بار كبير مزود بكافة و أفخر أنواع الخمور


و الطابق الثالث به جناح المالك مجهز بالكامل ، و غرفة للجلوس و قاعة خارجية تحتوي علي مشمسة كبيرة و شاشة تلفاز بلازما ، و يتميز هذا الطابق بنظام صوتي بصري يتحكم بالإضاءة و الستائر و المكيفات 


أما الطابق الرابع فيتضمن المقصورة و غرف طاقم اليخت ..


صعدا معا إلي الطابق الرابع ، ليتركها "عثمان" و يتجه إلي غرفة التحكم


كانت تراقبه صامته فيما كان يجهز اليخت من أجل الرحيل ، لم تكن تري منه إلا ظهره العريض من خلال الشرفة المفتوحة ..


ليستدير إليها بعد قليل و يقول بإبتسامته الجذابة :


-يلا يا سمر . قاعدة عندك كده ليه ؟ إنزلي الدور إللي تحت ده علطول هتلاقي أوضة و كل إللي إنتي عايزاه . إتصرفي علي راحتك خالص و أنا هظبط شوية حاجات هنا وجايلك.


إبتلعت ريقها بصعوبة ، و غام كل شيء من حولها بسبب عنف صوت نبضات قلبها في أذنيها ، و لكنها و بشئ من الخوف و التردد إستمعت له و هبطت إلي الطابق الثالث ..


لم تكن مأخوذة أو مبهورة بجمال هذا المكان المذهل ، لو لم تكن في وضع كهذا حتما كانت ستسعد برؤية هكذا مناظر ..


و لكن لا .. هي مرتعبة ، فقط مرتعبة ، عقلها لا يعمل


الخوف وحده هو الشئ الوحيد الذي عرفته خلال تلك اللحظات ... و أخيرا وجدت صعوبة في التحرك من مكانها ، فظلت واقفة بلا حراك ، حتي آتي هو ..


-إيه ده إنتي لسا واقفة عندك ؟ .. قالها "عثمان" بدهشة كبيرة و هو يتجه نحوها


بينما ثبتت علي وضعها متحاشية النظر إليه ..


-إيه مالك ؟ .. تساءل بغرابة ، لترد بإرتباك :


-مـ مافيش . بس .. بتفرج علي المكان.


إبتسم عثمان و هو يقول بتفاخر :


-المكان فعلا عظيم . المهم يكون عجبك !


سمر بنفس الإرتباك :


-عجبني.


-ماعندكيش فكرة أنا عرفت أشتري اليخت ده إزاي . كنت في إطاليا السنة إللي فاتت و شفت صورته في كتالوج هناك كان غالي أوي بس عجبني و قررت لازم أشتريه . دفعت كتير جدا عشان أشحنه لحد هنا كمان . بس هو يستاهل بصراحة.


أومأت بشئ من العصبية لتجاري حديثه الكريه مثله تماما ، بينما تنهد و قال و هو يشير بسبابته إلي غرفة النوم :


-أوضة النوم إللي هناك دي يا سمر . إدخلي غيري هدومك إعملي أي حاجة عشان نلحق نتغدا سوا قبل ما الشمس تغيب . لسا في حاجات كتير هنعملها سوا.


عقدت حاجبيها و هي تقول بتوتر :


-هدوم إيه إللي هغيرها ؟ أنا ماجبتش معايا هدوم.


عثمان بضيق شديد :


-إنتي بتقولي إيه بس يا سمر ؟ إزاي ماتجبيش معاكي هدوم ؟ يعني هتفضلي كده طول اليوم ؟ إزااي ؟؟؟!!


-زي الناس ! .. قالتها "سمر" بإستهجان ، ليرفع حاجبه بدهشة


بينما تململت بضيق و هي تحاول أن تصوغ عبارتها الفائتة :


-مش مشكلة . أنا مش هكون مضايقة .. عادي.


صمت قصير .. ثم قال "عثمان" بغموض :


-طيب .. إذا كده بقي أنا إللي هغير هدومي . و خليكي إنتي هنا لحد ما أرجعلك . و لا تحبي تيجي معايا ؟


سمر بنفي قاطع :


-لأ ماحبش . إتفضل إنت . أنا هستناك هنا.


أومأ "عثمان" دون أن يتكلم ، ثم أخذ حقيبته متوجها صوب غرفة النوم ..


لكنه غافلها أثناء مروره البارد بمحاذاتها ، و إستدار فجأة قابضا علي خصرها


و بحركة سريعة من يده الماهرة ، حل عقدة حچابها عن رأسها


ليتحرر شعرها الحريري من عقاله ، و ينسدل كشلال أسود حول وجهها  و علي طول ظهرها ..


-واااو ! ده شعرك بجد ؟ .. قالها "عثمان" بإنبهار شديد و هو يعبث بخصلاتها و يشبكهم بين أصابعه


لتصرخ "سمر" بقوة حين شدد قبضته علي شعرها من فرط حماسته ، بينما ضحك بقذارة ، ثم قال :


-أحب أوي العمليات الإستكشافية دي .. يا تري الدور علي إيه بعد كده ؟ هستكشف فيكي إيه تاني الليلة دي يا بيبي ! 


رمقته بتقزز و في نفس الوقت إنكمشت خائفة من إلتماع البريق الشيطاني بعينيه !!


                 الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>