CMP: AIE: رواية فى عصمت صعيدى الفصل التاسع عشر19بقلم اسراء محمد امين
أخر الاخبار

رواية فى عصمت صعيدى الفصل التاسع عشر19بقلم اسراء محمد امين


 
رواية فى عصمت صعيدى
 الفصل التاسع عشر19
بقلم اسراء محمد امين

كانت متعبة و بشدة تلتقط أنفاسها بصعوبة و هي جالسة على فراش المشفى تأتي الممرضة 


التي و تعطيها الدواء و تتفحص إن كان كل شىء بخير ثم تقول لها بإبتسامة : الحمدلله اتحسنا اهوه

صباح بتعب واضح : انا عاوزة تليفوني يا بنتي

الممرضة بموافقة : حاضر يا حاجة ثم تجلب لها هاتفها من على المنضدة فتضغط على رقمه دقائق و اتاها صوته الوقور رغم مرور الزمن و هو يجيب برزانة :الو مين معايا

صباح بتعب : اانا صباح..يا كريم......صباح اخت مراتك الله يرحمها

**********************

كانوا يتناولون الطعام الذي جلبه بدر من المطعم و هم يمدحون بدانه و جمال طعامه و رائحته الشهية و هي تشكرهم بفخر و كأنها من صنعه حقا

مصطفى بمرح : لا يا مرات اخويا بصراحة عمرى ما توقعت انك بتعرفي تعملي اكل و حلو اوي كده كمان

دانه بفخر : دي اقل حاجة عندي

جليلة بإبتسامة : لا بقا ده انتي من هنا و رايح انتي اللي هتعملي الاكل

لتشهق دانه و تسعل بقوة بعد أن غص الطعام بحلقه من الصدمة لتعطيها حنين الماء فيتناول بدر منها الكوب و يعطيه لدانه و هو يربت على ظهرها و يكتم ضحكاته بصعوبه و هو يقول به. إن خف سعالها بخبث : اه والله ياريت يا حبيبتي بجد اكلك جميل اوي

دانه و هى ترميه بسهام الغضب من عينيها ثم تلتفت جليلة قائلة باسف مصطنع : والله يا ماما مبعرفش اعمل غير الأصناف دي بس

بدر بتسلية : خلاص ابقي علميها باقي الاصناف يا امي عشان تبقا تعملهالي من أيدها

جليلة بإبتسامة: طبعا امال و هي تعلمني طريقة البط دي

ليضحك بدر بصخب و هم ينظرون له باستغراب بينما دانه تنقهر من داخلها و توما فقط بابتسامة صفراء

صباح اليوم التالي

كان بدر يبدل ثيابه في الغرفة فوجد جلبابه البيضاء متسخة فغضب و نادى على دانه بصوت مرتفع قليلا لتاتي دانه من الاسفل بخوف من صوته الغاضب و اجيبه بسرعة بعد انا دخلت : نعم

بدر و هو يرفع الجلباب أمامها و هو يقول بغضب : اتفضلي يا هانم ده منظر هدوم

دانه باستنكار و تعجبك : دي بتاعتك وانا مالي انت اللي وسختها

بدر و غضب و تهكم : والله! لا يا هانم انتي مراتي و من وجبك الاهتمام بجوزك و أموره

دانه بملل: ايوا يعني اعمل ايه

بدر بأمر و تسلية : يعني خدي كل هدومي اللي مش نضيفة و روحي اغسليها

دانه بسخرية : طب يعني لما احطه ف الغسالة هتستريح

بدر بضحك عالي ثم يكمل بخبث : لا يا روحي اصل انا بحب لبسي ده فمبحطوش في الغسالة عشان ميبوظش ....اغسليه على ايديك

دانه بغرور و ذهول : ايه noway

بدر بأمر و ثقة : لا يا روحي هتغسلي و بسرعة كمان و لو معجبنيش هتعديه تاني ثم يرتدي جلباب اخر و يخرج بثقة و هي تطلع له بغضب و ضيق ثم تأخذ الملابس بعنف و كانها نتتقم منه هو و هي تتمتم و تسب بخفوت و تذهب لغسيله

يأتي مساء و هو يطلق صفيره البغيض بالنسبة لها

ليجد دانه تخرج من المرحاض و هي مبلله بالكامل حتى شعرها و لا يعلم السبب هل تغسل بشعرها ضحك على سخافة أفكاره و على مظهرها و هي تمسك الثياب الغارقة بالمياه حتى أغرقت أرضية الغرفة لينظر لها باستغراب و هو يضحك لتنتبه له فتنظر له بغضب و تقول بانفعال : بتضحك على ايه حضرتك ايه اللي يضحك

بدر و هو مازال يضحك و هو يشير لها باصبعه : عليكي اكيد ......ثم يكمل و هو يشير للثياب : ايه اللي بتعمليه ده ازاي الغسيل كله مياه كده

دانه باستنكار و سخرية لا تليق بموقفها ابدا : امال هغسل الهدوم بلبن مثلا

يضحك بدر بخفوت عليها ثم يقول باستفزاز: انا قصدي أن المفروض تعصري الهدوم الاول و بعدين تنشريها يعني بصى بهدلتي الاوضة و غرقتيها ازاي ...يعني كده هتضطري تنشفي الاوضة بردو

دانه بتعجب : اعصرها ازاي يعني

بدر و هو يمسك منها الملابس ثم يقوم بعصرها : كده مثلا

تنزل كمية كبيرة من المياة على الأرض فيكمل باستفزاز و هو يعطيها الثياب : يلا بقا عشان تنشفى المايه دي

دانه و هي تتكلم بصوت باكي : انت ليه بتعمل معايا كده هاااا ثم تكمل باستعطاف و نظرات بريئه : ينفع كده بس اتبهدلت ازاي

بدر بابتسامة و هو يربت على وجنتها : مش عليا الحركات دي و يلا بسرعة خلصي ثم يبدأ ثيابه و ينزل للاسفل فتكمل هى ما كانت تفعله و يصعد هو مرة أخرى و ينظر للغرفة برضا ثم يذهب للشرفة و يشرب سيجارته يفكر في علاقته بها و ماذا سيحدث و لكنه قرر قرار فقط عندما يعود والدها بالسلامة فهي تعتقده طامع لا شرف له


 و لا قيمة سارق اذا هي لا تستحق قلبه الذي أعطى لها بكل حب دلفت للغرفة و تبحث عنه حتى وجدته فدلفت له و هي تقول باستئذان اعتادته منذ فترة فهو يذهلها دائما بأخلاقه و لا تصدق كيف له أن يكون طامع و سارق و لكن لا تبدى اي من أفكارها : بدر انا عاوزة اكلم بابا

ينظر لها لحظات بجمود ثم يخرج هاتفه من جيبه و يعطيه لها بدون حرف و يعود بنظره للخارج أما هي نظرت له باستغراب ثم اخذت الهاتف و اتصلت بوالدها الذي أتم عمليته منذ يومين بنجاح حمداً لله كم فرحت و بكت و شكرت الله ليجيبها باسما : الو انتى اكيد دانه صح

دانه بابتسامة فرحة : ايوا انا ...عامل ايه يا بابا حاسس بحاجة

عبدالحميد بفرحة: الحمد لله انا كويس و حاسس اني فرحان اوي ان بنتي سعيدة مع جوزها

دانه و هي تنظر لبدر الذي مازال ينظر للامام و هو يدخن بجمود بابتسامة حزينة : الحمد لله ...هتيجي امتى بقا

عبدالحميد: مش عارف يا بنتي بس قربت اجي خلاص هما قالولي هقعد فترة بس عشان يشوفوا لو في اي مضاعفات او كده

دانه بايجاب : طيب ربنا يرجعك بالسلامة روح ارتاح بقا و سلملي على دادة

عبد الحميد: ماشي يا بنتي الله يسلمك

ثم يغلقوا المكالمة لتنظر له لحظات ثم تقول بخجل و هي تعطيه الهاتف : ششكرا

بدر يهز رأسه دون حديث ايضا و هو يأخذه منها

دانه بتوتر و استغراب و هي تضع يدها على كتفه: مالك يا بدر

بدر و هو يلتفت لها بجمود : مفيش ثم يزيح يدها و هو يكمل : في حاجات كتير هتتغير قريب

انقبض قلبها لا تعرف لماذا لتساله بخوف: قصدك ايه

بدر بجمود : قريب هتعرفي يرحل ثم يقف على الباب قائلا : اجهزي يلا عشان فرح نور و فارس ثم يغلق الباب قلبها يؤلمها بشدة تستشعر أن هناك شىء سئ سيحدث ثم تنفض أفكارها كبريئها و غرورها لا يجعلها تعترف انها مخطئه و أنه مظلوم هى فقط تشعر بذلك و تذهب

 لتتجهز فترتدى فستان باللون الاسود و حجاب باللون الاحمر و تضع لمسات من ادوات التجميل و احمر شفاه باللون الاحمر الصارخ و تنزل للاسفل تجده يجلس ينتظرها فتساله : امال فين ماما و حنين

بدر قبل أن يلتفت لها : راحوا من بدري عشان يساعده عمتى ما ان التفت لها إلي أن تصنم مكانه و كأن جمالها لعنه إصابته بعيناها البندقية الرائعة و الفستان الأسود الذي و كأنه مصنوع لها

دانه برقة : بدر ...بدر

بدر و كأنها إعادته للواقع فنظر لها بغضب و هو يشير لها : اي اللي حضرتك عملاه ده امسحي يلا اللي ف بوءك ده

دانه بغضب طفولي : لا بقا ده فرح

بدر بحزم : بقول يلا حالا

اخذت المنديل و مسحت شفايفها بغضب و هي تنظر له : ها خلاص

بدر بنظرة تقيمية من اسفل لأعلى جعلتها تخجل و تنظر للاسفل و تسير قشعريرة بجسدها يقول بصوت اجش : تفضلي قاعدة مكانك مع الحريم و نتتحركيش منه انا بقولك اهوه

دانه بغضب و سخرية : واتنفس عادي و لا اكتم نفسي لغاية ما الفرح يخلص

بدر باستفزاز و سخرية : اتنفسي بس مش اوي ...ثم يكمل بثقة : يلا قدامي

تسير بجانبه و هي تلعن تحكمه و أوامره التى لا تخلص و لكن هناك فرحة داخلية من انه يهتم لامرها و يغير عليها فهى قد استشعرت غيرته و تتمنى أن يكون شعورها صحيح

***************************

كانت نور جالسة بغرفتها حزينة وحيدة فطوال الأيام الماضية لم يتحدث معها احد و لا أخيها الحنون عبدالرحمن و لا امها و التي كانت قاسية سابقا و لكنها أصبحت اقسى كانت ترتدي فستانها الأبيض و وضعت لها 


خبيرة التجميل بعض اللمسات التجميلية التي جعلتها حورية جميلة و لكنها شاردة حزينة على الرغم من أنها ستزف لفارس أحلامها و حب عمرها فتصير نفسها بأن حياتها ستصبح افضل عند و سيعوضها عما حدث عما رأته من قسوة و ظلم

في الاسفل كان عبد الرحمن طلب من فارس الحديث على انفراد بعد كتب الكتاب

عبد الرحمن بتوعد و غضب : اوعى تفكر اني سبتك كده خوف أو ضعف ..لا ابدا انا عشان لما وشك يتخرشم الناس متعرفش حاجة و ميتكلموش على اختى

فارس بثبات : و انا لو مكنتش عايزة اتجوز اختك مكنتش هتجوزها ..كل ده بمزاجى انا

عبد الرحمن بلامبالاه لحديثه و توعد : لو فكرت بس انك تاذيها أو تعملها حاجة صدقني هتندم

فارس ينظر له بلا اهتمام ثم يرحل بينما صعد عبد الرحمن لاخته ليدلف للداخل ما ان رأته حتى وقفت سريعا بخوف و ارتباك و خجل يشير للفتيات الموجودة بالغرفة بالرحيل ليخرجوا و يتركوهم ليقترب


 منها و هي ترفع نظرها له باستعطاف و توسل أن يسامحها ليقول عبد الرحمن بالألم : كان نفسي اوي اشوفك عروسة و اليوم اللي هسلمك لعريسك اللي يستحقك و يحافظ عليكي ... و اشوف بنتي اللي انا ربتها كبرت اد ايه و بقا عروسة زي القمر

كانت تنظر له و هو يتحدث بالالام و دموعها تنزل على وجنتها بحزن ليكمل بحسرة : بس للاسف انتي ضيعتي كل ده اتمنى تتحملى نتيجة اختيارك و استهتارك

نور ببكاء و حزن.و خجل : عبد الرحمن

يقاطعها. هو يشيح ببصره حتى لا يتأثر فهي اخطات و اخذلته و يجب أن تعاقب و هو يقول بجمود : يلا عشان ننزل و يمسك بيدها و ينزلوا للاسفل ليسلمها لفارس و هو ينظر له بتحذير الآخر بالامبالاه و هو ياخذ يدها 



و يسحبها و يذهبوا للجلوس على الكراسي المخصصه العروسان دون حديث مما جعل قلب نور ينقبض و هى تنظر لفارس الذي توقعت انه سيقول لها ما يهدئها و يطمنها فيقول لها


 بجمود و ابتسامه صفراء : اضحكي و افردي وشك عشان الناس متقولش حاجة تنظر له بحزن شديد لم تتوقع أن هذا هو الحب.يث الذي ستتلاقاه منه فتحاول رسم ابتسامة مغتصبه و الخوف ينهش قلبها

***************

في الجانب الآخر كانت حنين شديدة الحزن و تكتم دموعها من رفيق روحها الذي تعتقد. انه يتجاهلها أو مل منها. لم يعد يريدها فهو لم يتكلم معها



 طوال اليوم على الرغم من محاولاته لجذب الحديث معه منذ أن اتوا صباحا إلا أنه أوقف حديثها قائلا إنه منشغل و ليس لديه


 وقت و رحل و تركها حزينه خجله. لم يحاول أن يصالحها أو يتحدث معها فقط ينظر لها و يشيح بصره تستشعر انه حزين لكن لا تعلم السبب و هذا يزعجها اكتر و لا تعرف ما فى قلبه من حزن و خذلان و غضب من شقيقته التي خذلته ابنته التي لم ينجبها و كان لها الاب و الاخ و الرفيق لم يبخل عليها 


او يقسو عليها حتى تفعل ما فعلت يعلم أنها لن تتخطى حدودها فهو من رباها و لكن استغفلته و جعلت منه و منها حديث في البلد بالإضافة إلي 

حزنه عليها فهى تزوج شخص مستهتر معروف بسوء أخلاقه و لو كانوا فى ظروف و موقف أخرى لكان رفضه و بشده فهو لا يستحقها و لكنه سيندمه حقا أن اذاها بأي طريقة

***********************

دخل المشفى بهيبته بعد أن نزل من سيارته الفارهة و يسير بخطوات واثقة ببذلته ذات


 الماركة العالمية و ثقته رغم الشيب المنتشر في خصلات شعره ثم يدلف الي غرفتها قائلا بثبات : الف سلامة عليكي يا صباح .. عاملة ايه

صباح بتعب : الحمد لله

كريم الشهاوي بحزن : معلش يا صباح مجتلكيش من زمن بس انتي عارفة من ساعة موت المرحومة و انا مش قادر اشوف حد من ريحتها

صباح بحزن شديد و تعب : اانا طلبتك عشان اقولك حاجة ....مهمه اوي

كريم باستغراب : حاجة ايه

صباح و هى تلهث بتعب و بكاء و ندم : اانا لما لما كنت حامل .... الدكتور قالي أن الجنين حالته مش مستقرة ووو اليوم اللي ولدت فيه انا و رحمة بالصدفة دي



 .....ابني انا اللي اتولد ميت و انا انهارت .....بعد كده عرفت من الممرضة أن رحمة اختى ماتت و انت كنت منهار و في



 حالة صعبه حتى مرحتش تشوف الولد ......روحت انا اخدته و حطيت ابني انا مكانه ....فافتكره كلكوا أن اللي مات ابن رحمة ...لكن في الحقيقة ده كان .. ابني انا .

ثم دخلت في نوبه بكاء مرير

كريم بصدمة و دموعه تنزل على وجنته لا يصدق ما يسمع لقد عاش لحظات و ايام و سنين 


في حزن و وحدة على فقدان ابنه و زوجته في اليوم ذاته و رفض أن يتزوج بعدها عاش على ذكرهم في حزن عليهم

ثم قبض على ذراعها بقوة و هو يصيح بصوت مرتفع: انتى بتقولي ايه ...انتي ازاي تعملي كده ......ابني فين...انطقى ابني فين

صباح بانهاك و مازالت تبكي : ففي ..السجن محبوس ظلم ...اسمه احمد ....أنقذه ارجوك هو مظلوم معلش حاجة ..

كريم و هو يكرر اسمه بخفوت و دموع : احمد...ابني ...احمد كريم الشهاوي



                     الفصل العشرون من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-