
رواية"حــلم"ويوسف
بارت 5 والاخير
بــعد مرور شهر..........................
صفّ يـوسف سيارته اسفل منزل والدة حلم ،، و توجه راكضًا بسعاده نحو مدخل المنزل
صاعدًا للاعلى و بإبتسامه واسعه طرق على باب الشقه ،، و يريد اخبارها بتوقيعه للعقد و تطور شركته..........
بعد عدة دقائق من الطرق الكثير ،، خرجت سيده مسنه من الباب المُقابل للشقه
السيده:-
انتَ عايز مين
يوسف :-
الحاجه شيماء
السيده :-
شيماء قاعده ببنتها بقالها اسبوع فى المستشفى
ابتلع يوسف ريقه بصعوبه قائلاً :-
بنتها مين
السيده :-
معرفش يابنى انهى واحده فيهم بس هى كان معاها بنت و خالتها خدتها عشان مينفعش تروح المستشفى و لا تشوف امها كدا بعيد عنك بيقولو عندها المرض الوحش
شعر و كأنه محموم و تلقى دلو من الماء المثلج دون اى سابق انذار ،، شعر بالالم يعتصر قلبه ،، عجز لسانه عن التفوه بأى حرف
لمعت عبراته الآثيره داخل محجريها مهدده بنزولها ،، فأسرع بالركض خارج المبنى ليستقل سيارته و ينطلق بها كالسهم و هو يحادث حماته
وصل يوسف بعد نصف ساعه الى وجهته بعد نجاته اكثر من مره منه من حوادث وشيكه ،، ليردف و هو يلهث بقوه :-
فين اوضة المريضه حلم فهمى السيد
موظفة الاستقبال :-
الدور التانى قسم الاورام
فى غرفة حلم
كان الطبيب يتحدث مع "شيماء " لتجد يوسف يتجه نحوهم بسرعه
يوسف :-
مالها حلم فهميني يا ماما
الطبيب :-
حضرتك جوزها
يوسف بإيجاب :-
ايوه
ربت الطبيب على كتفه مردفاً بأسى :-
ادخلها يابنى يمكن دى تكون اخر مره تشوفها فيها
يوسف بعدم تصديق و نفض ذراع الطبيب مرددًا بصياح ،، يشعر و كأنه فى كابوس
بشع و منتظر إستيقاظه فى اى لحظه ،، ينتظر صاحبة الوجهه البرئ ان تيقظه و تخبره انه كان كابوس مزعج و انتهى :-
انتَ بتقول ايه ،، انتو هاتشتغلونى
و دلف للغرفه ليُصدم بذاك الهيكل العضمى ،، اصبحت شبه إنسان ،، شاحبه ،، شفتاها بيضاء ،، فاقده الكثير من وزنها ،، كانت كالموتى ،، هربت
دموع يوسف من محجريها ،، و تقدم نحوها بضعف شعر بالعجز و لعن نفسه مائة مره على ذهابه.........
كانت تغمض عينيها بإستسلام لألمها ،، و تسمع صوت الباب يُفتح ،، لتشعر به قبل ان تفتح عينيها ،، لم تكن تريد ان يراها أحد تلك الحاله
و خصوصاً هو........لكن اشتاقت لرؤيته ،، و كيف لا فهو من عشقه قلبها قبل
عينيها و هذه سوف تكون أخر مره تراه فيها ،، فتحت عينيها بضعف لتراه ،، دموعه تلوث وجهه ،، ينظر لها بحسره ،، تقدم منها ليجلس بجانبها بضعف قائلاً بمراره:-
ليه مقولتليش ،، ليه خبيتى عنى يا حلم
امسكت يده ،، قائله و هى تتآمله بقلب مشتاق :-
مكنش ليها لازمه يا يوسف ،، سواء قولتلك او لا كنت هاموت ،، بس لو انتَ كنت جيت كنت خسرت التعاقد اللى طول عمرك بتحلم بيه
يوسف بقهر :-
حرام عليكى يا حلم ،، يتحرق التعاقد على الشركه على اى حاجه ممكن تبعدنى عنك بس كنتِ عرفتنى كنت عايز اكون جمبك
ضغطت حلم على يده بقوه نتيجة ألمها المفاجئ ،، قائله بألم و دموعها تهطل بغزاره:-
مش وقته عتاب يا يوسف ،، شكلنا كدا قصتنا هاتبتدى و تنتهى فى نفس المكان
قبّل يدها و دموعه تهطل بغزاره كاليله ممطره قارصه البروده هاتفًا بمراره :-
بالله عليكى يا حلم ماتقولى كدا ،، انتِ هاتفضلى معايا ،، مش هتسيبنى فى اول الطريق ،، لسه انا و حلم محتاجينك
وضعت يدها على وجهه و تحسسته بحنو ،، و دموعها تسيل ،، تتأمله للمره الاخيره قائله بوهن:-
حلم يا يوسف مش طالبه منك حاجه غير انك تاخد بالك منها....عــ.... عوضها عن غيابى يا يوسف كن لها ام قبل ما تكون اب و لو مش هاتقدر و....و......هـ.....هـاتتجوز بعدى و....وديها لـ....لماما شهقت بقوه لتردف بخفوت متسبنيش هناك لـ.......لوحدى يا يوسف........خـ...خليك جمبى بــ.....بس اول ليله.......إنتَ عـ....عارف انى بخاف مـ....من المقابر............مــ....متنسنيش يا يوسف......
لتكون هذه اخر كلماتها قبل ان تغمض عينيها.......و تصعد روحها للسماء ،، ليسترد الخالق امانته..........تاركه احبابها يحترقون بنار فراقها.....................
بكى يوسف بصوت عالى كالطفل الذى فقد امه و علت شهقاته و انتفض جسده بقوه ليرتجف بشده و ينام بجانبها واضعًا رأسه على صدرها ،، و يلف يده حول خصرها ضاممًا اياها بقوه و هو يرتجف قائلًا و قلبه ينفطر على فراقها و صوت بكائه يعلو و شهقاته تزداد:-
حـ.......حلم لا انا عـ...عارف انى فى كابوس و انتِ هاتصحينى صح يا حلم.....يلا يلا صحينى و انا معتش هزعلك صحينى و ادلعى براحتك بس صحينى حلم انا خايف .. دا كابوس وحش اوى حلم يلا صحينى بقى و خدينى فى حضنك بالله عليكى ميبقاش قلبك اسود يلا انا مستنيكى تصحينى يلا حلم انا خايف اوى......
و دفن رأسه فى صدرها بقوه و يصرخ بقوه من اعماق قلبه و يزداد بكائه ،، صراخ يمزق نياط القلب
دلف الطبيب على صوت صراخه و امر الممرضين بإبعاده ،، ليرفع الغطاء و يغطى وجهها ،، لينزل على ركبتيه بضعف مرددًا بعدم استيعاب و عبراته تسيل :-
قومى و معتش هسافر ،، قومى و هافضل قاعد جمبك ،، بس ارجعلى ،، انا مقدرش اكمل من غيرك ،، انا اسف يا حلم ولله هانفذلك اللى انتِ عايزاه بس
قومى ،، هاهون عليكى يا حلم ،، لما انا ابقى زعلان مين هيخفف عنى و يخرجنى من الزعل دا و يعمل اللى يقدر عليه عشان يشوف ضحكتى ،، مين هيحضنى لما اشوف كابوس وحش
و ياخدنى فى حضنه لحد مانام تانى مين هيستحمل عصبيتى ،، مين هيستحمل يوسف يا حلم ،، انتِ ليه بتحرميني من امى للمره التانيه يا حلم ....
——————
فـي صـباح الـيوم التـالى .........بعد إتمام مراسم الدفن ...!!
كان يوسف واقف ينظر إلى القبر بعدم إستعياب مردفًا بهدوء إلى شيمـاء التى تبكى بحرقه على فقدان فلذة كبدها مبكرًا ،، كانت دائمًا تدعو بتعحيل
ساعتها لتلحق بزوجها ،، لكن الأن تخاف على حفيدتها و من سيراعها غيرها بعد ذهاب والدتها ،، انتشلها صوت يوسف.....
يوسف بهدوء قاتل :-
عدى على آيات خدى حلم معاكي الليله دي .
مسحت دموعها و الألم يعتصر قلبها على إنتها الفقيده :-
و إنتَ يابنى ،، مش هاتروح معايا
تنهد يوسف بألـم قائلًا :-
لـا
مسحت شيـماء دموعها لتنظـر على قـبر ابنتـها مره أخرى بقهر .
بعد ذهاب شيماء جلـس يوسف على الأرض بالقرب من القبـر و تسقط عـبراتـه بمراره .
يوسف و قلبه ينفطر بشده من الحـزن :-
أنا مكنتش عايزاك تمشي ... إنتِ أكتـر واحده عارفه أنا بحبك اد ايه ،، و إني مقدرش أبعد عنك .. عارف إني بعدت شهر بس عشانك يا حلم و عشان بنتنا
،، كنت عايز اعيشك مرتاحه ،، ليـه سيبتيني ياحلم و إنتِ أكتر واحده عارفه إني من غيرك اقع و اتهد ،، و علت شهقاته
و ازدادت دموعه ليقول بقهر ياحلم انا مش قادر أتخيل اني هاقدر ادخل بيتنا و انتِ مش فيه ..
. مـ..مش هاقدر ياحلم ،، إنتِ مش هاتبقى موجوده هناك ،، مش هادخلك المطبخ .. مش هاتضحكيلى و تدلعى عليا لما تعملى مشكله ..... مش هتاخدني فى
حضنك لما ارجع من شغلي ،، مش هتهوني عليا تعبي ياحلم ،، مش هتغيرى عليا لو واحده سلمت عليا ..
. مش هاتعملي معايا مشاكل .. تعرفي ياحلم ،، انا نفسى فى يوم واحد بس
يرجع من ايامنا سوا ... حتى لو كنتِ هاتتخانقي معايا ،، حتي لو كنتِ هاتسيبني زى ماقولتي قبل كدا و تبعدي بس لما توحشيني
هقدر اشوفك ... هيكون عندي أمل إنك ترجعى بس .... بس خلاص ،، كل حاجه راحت
لما إنتِ روحتي يا حلم ،، كل حاجه كانت سبب في بعدي عنك .. هحرم نفسى منها و هاسيبها ...
أطبق جفنيه بألم نفسي ينهش قلبه ليكمل فاكره ياحلم ساعة ماكنتِ عايزه تزوري عمي و انا استغربت إنك بتخافي من المقابر و قولتلك هتعملي
ايه لما اموت و قولتلك الفراق هو اللى صعب ...... قولت كدا وقتها لأني افتكرت إني يومي هايبقي قبل يومك ،، افتكرت نفسى هاترحم من الأحساس دا ..
بس إتكتب عليا أجربه بدل المره تلاته فى ابويا و امي و فيكي فى دنيتى كلها ...
. حلم أنا آسف .. آسف على كل لحظه اهملتك فيها .. آسف على كل لحظه سيبتك فيها لوحدك ....
آسف على كل مره زعلتك فيها و دموعك نزلت و انتِ معايا سواء بسببى او لا ،، آسف
على كل لحظه قولت فيها الشغل اهم و هابقى اعوضها بس الشغل مبيستناش .. صدقتي لما قولتي
ان انا معايا كنز و محدش بياخد كل حاجه ،، انا كان معايا كل حاجه و للأسف مشوفتهاش و لا قدرت قيمتها غير بعد ماضاعت .. أنا آسف يا أحلي حـلم في حياتي .
قضى يوسف النهار بأكمله بجانب القبـر يحادثها تاره و يبكى تاره و يكتفي بالسكوت و الشرود تاره أخرى
فـي المسـاء ..
عـاد يوسف إلـى منزله و لأول مـره يشعر بالغربه و الوحشه فـي منزله ،، لا يعلم لمَ ارتاح
فى تلك المقابر و شعر بتلك الوحشه فى منزله ..
. كان المنزل مظلم بارد يعمه هدوء مميت ،، كان دائمًا عندما يدلف من
هذا الباب يسمع لضحكات ابنته و مزاح زوجته و المنزل يعمه فوضى
بسبب لعبهم و مزاحهم ... يتذكر ذات مره أنه عندما فتح الباب وجد زوجته تركض خلف ابنته وشعرها ووجهها ملوثان
بالدقيق وكانت الصغيره تركض و صوت ضحكها يملئ المكان و تصرخ بقوه من ركض امها خلفها
نظر للمكان مره اخيره و دلف غرفته ليضئ الانوار و يغلق عينيه بألم عندما يرى تلك
الصور التي تملئ الحائط ،، تحامل على نفسه رُغم الألم الذى يجتاحه و اتجه نحو الفراش ليرى ذلك الدفتر الموضوع في نصف الفرش .
أخذه و جلس على الأرض أمام صورتها و فتح ذلك الدفتر .
"لمـا تشوف المذاكرت دي هكون قابلت وجهه كريم .. بعدما عرفت ان مرضي ملوش
علاج و شهر هايكون فتره كافيه للمرض انه يقضى عليا
، فقررت أكتب كل ذكريتنا اللي أنا فاكراها و كمان دا فيه كل
كلمه كتبتها و كل احساس حسيته و انتَ بعيد عني ،، خليه معاك و كل ما اوحشك اقرأ فيه .
بدأت عَبراته تسقط مره أخري بقهر و هو يتذوق مراره الفقد مع كل كلمه اضعاف الكلمه السابقه لها "
"مش كل اللى بنحبهم ينفع يفضلو معانا ،، حتى لو اترجيناهم ميمشوش لازم بيجى
وقت معين نسيب بعض فيه سواء كان فراقنا إجبار او إختيـار،، بس
اللى فى ايدينا نعمله نعيش كل لحظه معاهم و كأنها آخر لحظه .. منركنهمش على الرف و متوقعين ان وقت
مانحتاجهم هانلاقيهم لأننا زى الورد بالظبط لازم نلاقى اللى يراعنى
دايمًا و يسقينا مش يبعد و يسبنا نموت و متوقع انه لما يجى
هايلاقينا زى الاول .. أكبر خطأ بيقع فيه اللى الأنسان
ان اللى بتحبه دا يبقى أخر اولويات حياتك و تفضل معتقد انك مهما بعدت و روحت و جيت تلاقيه موجود زى ماهو "...
اصبحت رؤيته مشوشه من كثرة البكاء و يشعر بيد تجفف دموع عينيه ،، و تضح الرؤيه ليجدها بوجهه البرئ الذى زاد جمالًا عن قبل و النور يشع منه و تبتسم له بحنو اقترب ليأخذها فى أحضانه و يُصدم عندما تحتفى ينظر خارج الغرفه يرى الظلام و الرعد و البرق و الامطار بدأو بعملهم ليثيرو جنونه و هو يصيـح بجنون :-
حلم .. حلم متسبنيش يا حلم ..... حـــــلــــم .
شعر بأحدهم يحركه بخفه ليفتح عينيه و يُصدم بما يرى
حلم بخوف :-
مالك يا يوسف ... كنت بتزعق ليه ياحبيبى .
علت أنفاس يوسف و هو يراها أمامه بهيئتها البهيه .. شعر بالجنون .. فأكملت حلم بحنو و هو تحتوى وجهه بين يديها و ترى عينيه تلمع :-
في ايه بس ياحبيبى ،، شوفت ايه خلاك تعمل كدا .
نطق يوسف ببعض الكلمات بصوت خافت :-
فـ..في ايه .
ضمته لاحضانها بحنو بالغ و هى تغلغل اصابعها فى خصلات شعره قائله :-
معرفش ياحبيبي ... إنتَ من ساعة ما شديت معايا و انتَ نايم و جيت على صوتك افتكرتك بتنده .. اتخضيت لما لاقيتك نايم و عرقان و بتزعق كدا شكلك شوفت كابوس وحش .
و أخيرًا خرج من حالة الذهول التي تسيطر عليها ،، ليتضح كل شئ أمامه .... فيقوم بضمها اليه بشده كادت تخنقها و تكسر أضلاعها
اردف و هو يلهث كمن خرج من سباق للتو و يدفن رأسه بين كتفها و رقبتها يشم عطرها ،، قائلًا :-
وحش ،، حلم وحش اوي يا حلم ،، حلم
ربتت على ظهره و هى تشعر بالاختناق من قوة ضمته :-
ايه ياحبيبى
هتف هو بنبره مختنقه :-
خليكى جمبى ياحلم ،، اوعى تسيبنى .
مسحت على شعره بحنو و هى تقول بصوت هادئ و نبره رقيقه :-
أنا جمبك يا يوسف و عمري ماهسيبك .
ابتعد عنها قليلًا و احتوى وجهها بيديه قائلًا و هو يتأمل كل أنش فى وجهه :-
أنا بحبك اوى يا حلم .. إنتِ عارفه إني بحبك و عارفه كمان إني عصبى يعنى مش ببقى قاصد ازعلك .
اردفت بنبره حانيه :-
عارفه ياحبيبى عارفه .
وضع رأسه على صدرها و ضمه إليه مره أخرى لكن برفق قائلًا بصوت ضعيف :-
و عارفه إنى مقدرش أعيش من غيرك يا حلم .
حلم بنبره هادئه :-
و أنا جمبك يا يوسف و عمري ماهسيبك .. قوم يلا اغسل وشك كدا و خد دش عشان تعلق البلالين معتش حاجه على عيد ميلاد حلم .
———————
بعد مرور ساعتين ....
دلف يوسف إلى المطبخ ليراها تقوم بتجهيز بعض الطعام ،، أقترب منها بهدوء و عانقها من الخلف
وضعت حلم يدها على يده الموضوعه على بطنها و تردف بحنو :-
عامل ايه الوقتى... !؟
يوسف :-
كويس ... كويس طول ما انا شايفاك كويسه
استدرات ليكون وجهها مقابلًا لوجهها و تقول :-
مش هاتقول شوفت ايه مخليك عامل كدا
ومأ لها بالرفض ،، فقالت :-
علقت البلالين
أجاب بهدوء :-
اها ،، كنت عايز اقولك حاجه ... اى رأيك تيجى تشتغلى معايا فى الشركه بدل ما انتِ عايزه تشتغلى برا .
حلم بإندهاش :-
انتَ بتتكلم بجد يا يوسف ،، هو انتَ وافقت اصلًا على شغلى .
يوسف بنبره ثابته :-
ايوه .. ها ايه رأيك ؟
اتسعت إبتسامة حلم لتقول بسعاده عارمه و هى تعانقه :-
طبعًا موافقه .... ربنا يخليك ليا يا يوسف ،، بجد انا فرحانه اوى .
ضمها اليه بحنو قائلًا :-
و دى اهم حاجه عندى ياحبيبتى .
ابتعدت حلم و تردف بحماس :-
طيب يلا خرج الحاجه دى معايا بره زمانهم جايين .
لـكن فجأه شعرت بدوار فأسنتدت عليه ليردف هو بخوف :-
مالك يا حلم .. انتِ كويسه ،، فى واجعكى .
تنهدت حلم بعمق لتقول بأبتسامه هادئه :-
إرهاق يا يوسف انا واقفه على رجلى من الصبح .
يوسف برجاء :-
عشان خاطرى ياحلم بلاش تتعبى نفسك اعملى اللى تقدرى عليه متتعبيش نفسك فى حاجه بالله عليكى .
حلم بنبره رقيقه :-
حاضر ياحبيبى .
————————
بعد إنتهـااء الحفل و ذهاب الجـميع ....
يوسف :-
انتِ مش ناويه تاكلى بقى ..
حلم :-
مش قادره
يوسف بإصرار و هو يمسك طبق الطعام فى يده :-
مفيش حاجه اسمها مش قادره ... بطلى تهملى فى نفسك بقى ..
وضعت حلم يدها على فمها و تدير وجهها للجانب الآخر :-
ابعد الاكل دا عنى مش قادره ولله حاسه انى هارجع .
يوسف بإنفعال بسيط:-
مالك ياحلم .. عندك ايه
نظرت له بحيره من توتره و إضطرابه منذ استيقاظه من النوم :-
مالك يا يوسف فى ايه ..
تنفس شهيقًا قوى و اغلق عينيه لثوانى .. و يفتحهم و يقترب منها مردفًا بحنو و هو يحتوى وجهها :-
يا حلم انا خايف عليكى ... خايف يحصلك حاجه بسبب إهمالك فى نفسك دا و من
الصبح و انتِ تعبانه و انا واخد بالى و مش راضى اتكلم ..
بس انا مش هسمحلك تقصرى فى حق نفسك انا و حلم ملناش غيرك و حياتنا متنفعش من غيرك .
نظرت له و عينيها تفيضان بالحب قائله :-
متخافش عليا ياحبيبى انا واخده بالى من نفسى كويس اوى و مش عشانك إنتَ
و حلم بس و عشان الضيف الجديد كنت عاملهالك مفاجأه وحبيت اقولهالك فى آخر اليوم ..... أنا حـامل يا يوسـف
حـافظو على اللى بتحبوهم ،، بلاش يبقى الطرف التانى آخر اولوياتك آخر حاجه
ممكن تفكر فيها و خصوصًا لو كـان الشخص دا وهب حياته ليك ..
لو كان الشخص دا بيحبك بجد .... بلاش تحسسه بأفعالك أنه و لا حاجه ،، بلاش تكرهه فى اليوم اللى حـبك فيه ،،
بلاش تدوس عليه لمجرد انه بيحبك بجد ،، لانه حُـبك دا زى بذره فى قلبه ياترويها من البدايه للنهايه اهتمام و تقدير
و احترم .. يا ترويها قلة اهتمام و عدم تقدير و دا كفيل يخلى حصادك من البذره دى قسوه و وجع ... هاتبقى النهايه لعدم الاهتمام دا البـعد .......!!
الطرف التانى هايبعد مع الوقت و هايقسى لما يحس ان الحب دا وجعه و ملقاش اللى
المفروض يستحقه و ساعتها الندم هايظهر و هاتحاول ترجع .......!!
فى اللى بيسامح و بيرجع و فيه اللى يستحيل يسامح لانه بيبقى اكتفى و فى اللى
بيسامح بس يستحيل يرجع لانه عاش فى التجربه دى اللى علمه حاجات كتير اوى ........!
كسر القلوب وحش بلاش تكسرو قلوب الناس اللى بيحبوكو ... لأنكو يمكن متلقوش زيهم تانى و متقدروش ترجعلوهم .........!!!
النــــهـايـــة