رواية قاصر بين براثن ذئب الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم اسماء الكاشف


قاصر بين براثن ذئب

 الفصل الخامس5 والسادس6 

بقلم اسماء الكاشف

بعد شهر 

نزلت مهروله على السلالم شعرها يتطاير بخفه خلفها وابتسامه رائعة تعلو ثغرها هتفت بسعاده عندما وصلت الى غرفه الطعام حيث يجلس عامر يتناول الطعام بهدوء .............

"... صباح الخير جدى ...!!"

ابتسم لها وهو يرفع وجهه يحدق وجهها البريئ وتلك الابتسامه الذى دفع ثمنها الكثير لترتسم على ثغرها من جديد اجابها بنفس الابتسامه ........

"... صباح الخير ياروحى ......... يله اقعدى افطرى ...........!"

هتفت بااعتراض وهى تنظر داخل حقيبتها 

"... مافيش وقت انا اتاخرت اووى يدوب الحق وقت  الامتحان ..!! "

هتف بااعتراض ....

"... كده ماينفعش عشق هانم متنسيش انك محتاجه غذاا هاا .. هخلى عنايات تعملك ساندوتشات ..!!"

اغلقت حقيبتها ورمقته بترجى ...

".... خلاص هاخد السندوتشات اكلهم في العربيه ...!!"

اجابها بااستسلام ....

"... ماشى ياستى ...!!!"

همت بالرحيل بعد أن أمسكت حقيبه خاصه بالسندوتشات فاوقفها صوته ....

"... صحيح ياعشق سامى كمان هيوصلك على الامتحان مش ده بس كل امتحاناتك ....!!"

مجرد ذكر اسمه جعلها تشعر بسعاده ودقات قبها عازفه موسيقى رائعة لكنها هتفت بهدوء ..

"... ليه يوصلنى ويتعب نفسه ما السواق موجود ....!"

"...انا عايز كده علشان ابقى مطمن عليكى اكثر ....!!"

هتفها بهدوء فهتفت هى بموافقه ودقات قلبها تتراقص فرحا ستبقى جواره وتراه يوميا اسبوع بأكمله ....

".. حاضر جدو سلام بقى ...!!!!!"

خرجت تتهادى بخطواتها فتوقفت عندما وجدته يقف بكامل هيبته مستندا بظهره على سيارته لاففا قدم على الاخرى ابتسمت لا اراديا وتقدمت نحوه بهدوء اعتدل بوقفته وهو يراها تقف امامه بكامل اناقتها ابتسم بسخريه فهى طفله حقا تظن ان ارتدائها لاغلى الماركات سيجعلها انثى كامله هو لايحبها ولايكرهها هو فقط ينفذ امرا لذلك الجد العجوز صاحب القلب النقى الذى لجأ اليه وهو بطبعه لايرد شخصا يطلب عونه فمابالك بصاحب الفضل له استفاق على صوتها وهى تهتف برقه ...

".. صباح الخير ......!!!"

تفحصها بنظره تقيميه ودون كلمه فتح الباب الخاص به يركب خلف المقود تاركا اياها تنظر اثره بدهشه فهتف بحده ..

".. هتفضلى واقفه مكانك كثير يله خلصينى ....!!"

رمقته بنظره حزينه سرعان مااخفتها سريعا وهى تتجه لباب السياره الخلفى  فااوقفها صوته ...

".. اركبى قدام مش السواق بتاع الهانم ...!!"

رفعت راسها بكبرياء وهتفت بحده ...

"... برتاح ورا ...!.!!"

فهتف بجمود ...

".. ماهو ده مكانك  فعلا ...!!!"

اتسعت حدقتيها بصدمه وهتفت بعدم تصديق ...

".. انت تقصد ايه ...!!"

ابتسم بسخط وهتف بقسوه ...

"... الى فهمتيه ويله مش فاضيلك اليوم كله ...!!"

ابتلعت غصه مريره لولا جدها لما اهانت كرامتها فركبت بالخلف وهو لم ينتظر القليل حتى انطلق بااقصى سرعه مخلفا خلفه تراب يتطاير كمشاعرها المتناثره نظرت من النافذه وهى تلوم نفسها على مشاعرها التى اهدرتها له ارتسمت ابتسامه سخريه على شفتيها كيف لها ان تبنى احلامها على شخص مثل سامى نعم هو وقف جوارها بااسوء ايامها استطاع ان يحميها ويااخذ حقها على الرغم من معاملته الجافه لها الا انه لم يتخلى عنها لذا ظنت ان هناك فرصه لقلبها من جديد ان تعشق ولكن كتب عليها الهلاك ... لما عليه ان يحبها هو بينما والديها تخلو عنها 

اغمضت عينيها وهى تتذكر ماحدث بعد هروبها من منزل اسامه واستيقظت لتجد نفسها بمنزل الجد 

فلاش باااك

حملها سامى على كتفه بعد ان فقدت الوعى بمنزل ذلك المدعو زوجها اتصل بصديقه ليأتى يرى حاله اسامه تنهد بعمق  واتجه بها ناحيه سيارته منطلقا الى منزل الجد عامر الذى ماان راى حالتها تلك حتى هتف بفزع ..

".. عشق حفيدى ايه الى حصلها ياسامى ...!!"

هتف بهدوء وهو يدلف للداخل ...

".. هى كويسه .... خلينى احطها الاول وبعدين نتكلم ...!!"

قاده عامر لغرفتها المجهزه سابقا هاتفا ..

".. حطها هنا يابنى في اوضتها ...!!"

دلف للداخل ووضعها على الفراش برفق بعد ان ازاح عامر الغطاء ثم دثرها عامر بالغطاء واتجهو للخارج وهنا حكى سامى لعامر كل شئ وكيف هاجمت عشق اسامه شعر عامر بالحزن على صغيرته ومامرت به وللحظه تخيل ان حفيدته هى ماتعرضت لتلك المأساه استاذن سامى بالرجيل ودعه عند الباب ثم اتجه لغرفه صغيرته 

"...اصحى يابنتى انتى كويسه ...!! "

نداء خافت يحاول ان يصل لااعماقها حتى وصل اليها بالفعل جاذبا اياها بعيدا عن الظلام لتفتح عينيها بضعف ثم تغلقها اثر الضوء ثم فتحتها مره اخرى لتقضب جبينها هاتفه دون ان تنتبه لذلك الرجل الواقف يرمقها بقلق وخوف كبير 

.. " ايه الى حصلى وانا فين"!!….

قطبت جملتها وهى تتسع حدقتيها بصدمه وهى ترى الراجل المسن امامها هاتفه بااستغراب ...

" ده انت جدو ...!! "

ليبتسم عامر بهدوء هاتفا ببشاشه ...

" حمد الله على سلامتك ياحفيدى الجميله!"

لتنظر اليه بااستغراب رافعه حاجبها بعد م فهم ليبتسم بخفوت هاتفا برزانه ...

"... عشق سالم محمود حفيدى الوحيده بنت بنتى الوحيده ووريثتى  .....!!"

رمشت عده مرات بعدم فهم ثم وضعت يدها على راسها تدلكها برفق هاتفه ...

".. شكلى بحلم ولا ايه ....!!"

قرصت نفسها بخفه لتصرخ بوجع ..

".. اه ده حقيقى ...!!"

ابتسم بمرح هاتفا ...

".. عشقى الجميله انتى مابتحلميش اخيرا ياروحى رجعتى لحضن جدك من ثانى ...!!"

اعتدلت بجلستها وهى ترمقه بصدمه ..

".. انت شارب حاجه ياعم انت حفيده مين وروح مين ... لاء متفتكرنيش هبله ويضحك عليها ....!!!"

اغمض عينيه وهو يضحك هاتفا برقه ..

".. هضحك عليكى طيب ياستى خلينى احكيلك كل حاجه ....!!!"

هزت راسها بالموافقه تستمع له بهدوء 

الجد بهدوء ...

".. بصى ياستى بعد ماشوفتك فى اليوم اياه حسيت انى اعرفك من زمان حسيتك قريبه من قلبى وانا دايما قلبى دليلى فبعت حارس وراكى شاف شخص بهدلك وخدك معاه راقبكو وعرف مكانك وهنا كان لازم اعرف قصتك ومكنش فى حد عندى اقدر اثق فيه غير سامى الى جابك لعندى ....!!"

هتفت بخضه ...

".. قصدك الوحش ده الى جابنى ...!!! يازين مااخترت والله ده بهدلنى خالص ...!!"

هتفتها بسخريه 

ابتسم بمرح هاتفا ...

".. سامى شديد شويه فى معاملته  بس ...!!"

رفعت حاجبها وهى تهتف بااعتراض ...

"... شويه ...!!"

ضحك بخفه وهاتفا ...

".. قووى ارتحتى ياستى بس طيب صدقينى  ... خلينى اكملك بقى ....!!"

اومأت بهدوء ليستطرد قائلا ...

"... اديت كل مواصفاتك لسامى وهو فى ايام قليله كان عارف عنك كل حاجه انتى نفسك متعرفيهاش ....!!"

رمقها بهدوء وهو يهتف بحذر ..

".. يعنى ذى مثلا ان اهلك مش اهلك الحقيقين هم متبنينك ...!!"  

احتقن وجهها بضيق ليسالها بهدوء ..

"... انتى كنتى عارفه صح ...!!"

هزت راسها بهدوء هتفت بغصه ..

".. عارفه انهم مش اهلى الحقيقين انا واحده اهلها سابوها للبهدله ودول اتبنونى من وانا صغيره يمكن انا مفتكرش او نسيت لانهم اعتبرونى فى الاول ذى بنتهم واكثر بس سمعتهم مره وهم بيتكلمو وعرفه كل حاجه بس محكيتش وخفت يتخلو عنى ذى مااهلى سابونى فعلشان كده اول مااسامه اتقدملى وافقت .. فى الاول كنت معجبه بااسامه وشخصيته بس بعدين بقى شخص ثانى عصبى وخوفت اكمل معاه وطلبت منهم بس هم شايفنى عبئ عليهم وماصدقو لقو شارى وهم باعو وبعدين نسيونى  ....!!"

هتفت اخر كلماتها بغصه وصوت مختنق وقد غلب القهر قلبها من جديد لتشعر بتلك الدمعه تنزل على وجنتها متحديه كل شئ للظهور فتظهر ضعف فتاه بريئه ليس ذنبها سوى انها طفله بلا قلب يخاف عليها وعائله تحميها تشعر باليتم والوحده 

جلس جوارها على الفراش ومسح دمعتها برفق هتف بحنان  ....

"... عيلتك الحقيقيه متخلوش عنك ابدا بالعكس كانو بيحبوكى اكثر من نفسهم كانو هيضحو بنفسهم بس علشان تضحكى بس الموت كان اسرع مننا يابنتى اخدهم منى وانتى ضيعتى دورت عليكى كثير بس مقدرتش اوصلك الا متاخر ...!!!"

شهقت بقوه وهى تهتف ...

".. انت بتقول ايه عيلتى انا ماما وبابا خسرتهم قبل مااشوفهم يعنى انا بردو يتيمه وهفضل لوحدى .......!!!"

بكت بقوه وهو جذبها لصدره يضمها بحنان وهى تتشبث بقميصه بقوه هو يربط على ظهرها يعلم انه يكذب ويفجع قلبها فربما عائلتها لاتزال على قيد الحياه ولكن حمايتها الان في المرتبه الاولى فليحميها من اسامه عليه ان يثبت انها حفيدته وهذا مااستطاع فعله قبل ان يحضرها لعنده فقد اكتشف في الفتره الماضيه ماجعل راس شعره يشيب بشده لذا هتف بحنان ...

"... انتى مش يتيمه انا موجود هنا جنبك وهفضل احميكى انا سندك وامانك ... اسمعينى كويس ياعشقى ..!!"

ابعدها عنه وهو ينظر داخل عينيها ليجبرها للنظر اليه فهتف بجديه ...

"...  الى هقوله دلوقتى هيصدمك وعارف انه ش وقته بس عايزك تكونى قويه علشان الى في بطنك لو عايزه تحميه لازم تسمعينى والى هقوله هتعمليه اوك مافيش وقت معانا  ...!!"

نظرت اليه بعدم فهم ولكنها هزت راسها وهى تلمس على بطنها فهتف بهدوء ...

".... اسامه جوزك او الى كان خطيبك مات من سنه قبل ماتتجوزيه اساسا ...!!"

رمشت عده مرات بعدم فهم هاتفه ...

".. انت بتقول ايه اسامه انا لسه قتلاه دلوقتى ...........!!"

هز راسه بالنفى هاتفا بقوه ...

".. الى كنتى متجوزاه وضربتيه بالمزهريه بيكون مراد اخو اسامه التوام هو مريض نفسى كان بيتعالج بمصح بس للاسف هرب منه ومحدش بلغ بهروبه لان بالاساس اهله نسيوه من زمان ومحدش سال عنه طول فتره حجزه كان اتهم بقتل واحد وبعدين طلع قواه العقليه مش سليمه واتحول للمصح ولكن بهروبه فتح جحيم لحياتك هو قتل اسامه الشخص الى حبتيه من قلبك وخد مكانه وحياته واهلك الى انتى عيشتى معاهم كان مهددهم وباعدهم عنك هم عيله غلبانه ملهاش نفوذ تحميكى وانا روحتلهم بعد مااتاكد انك حفيدى وخليتهم ينسوكى بالخير والشر كفايه الى حصلك بسببهم وهم اصلا ميقدروش يحموكى منه انا بس الى اقدر على كده وسامى هيقدر يقف في وشه ويرجعه لمكانه الصحيح وانتى من انهارده متسجله بااسم حفيدى وهترجعى للدراسه وهتعيشى الحياه الى تستاهليها واتحرمتى منها ....!!"

مرت الايام عليها صعبه فقد فقدت القدره على التاقلم مع الناس بعد فتره حبسها وفقدت الثقه بالرجال خاصه كانت ترتعب من سامى ومعاملته القاسيه تزيد رعبها ولكن جدها قد جلب لها طبيبه نفسيه ومع الوقت زال الخوف ولكن لم تشعر بنفسها الا ومشاعرها تنجرف نحو عشق اسود عشق ذلك ال سامى كيف ومتى لاتعلم لكن وقوفه الى جانبها وقبضه على اسامه والحفاظ عليها وحراستها كان كفيل لتغير مشاعرها فالنساء حتى  وان كانو أطفال يميلو لمن يعطيهم الاهتمام فمابالك بتلك المحرومه منه 

باااك 

استفاقت على توقف السياره امام مدرستها نزلت بهدوء ودلفت للداخل دون ان تعيره اهتمام بينما هو انطلق بسيارته بسرعه كبيره بمشاعر متخبطه 

 ************************************  

"... هااى شباب ...!!!"

هتفها بمرح ولكن لكمه قويه كانت الاجابه فصرخ بحده ..

".. ايه ده ...!!"

فهتف امير باانفعال ...

".. دى الى خلاص داخل عليكم نصف ساعه يازفت ضيعتنا ...!!"

زم اسر شفتيه بضيق وهتف بلا مبالاه ...

".. ولايهمك يعنى اول محاضره منحضرهاش ولا الاخيره ...!!"

هز امير راسه بياس هاتفا ...

".. امشى احسن هيحصلى حاجه من برودك يااخى ...!!"

دندن بمرح وهو يتجه للكافتيريا بينما تاركا امير يحدق فيه بعصبيه هز راسه بضيق من صديقه البارد ولكن ماذا يفعل لايمكن ان يتركه فهما كالشقيقان فاتجه خلف اسر ولكن بنيته ان يعيد عقل ذلك الاسر لمكانه عليه ان يساعده ليصبح شخص مسئول ويتخلى عن الامبالاه التى يتصنعها مخفيا جروحه بها

********************

تجلس بغرفه صديقتها يذاكران معا بعد ساعه تمدت على الفراش الواسع تهتف بتعب ..

".. ضهرى خلاص اتقضم مبقاش فيه حيل ....!!"

تمدت حور صديقتها جوارها تغمض زيتونيتها باارهاق هاتفه ..

".. مين سمعك انا كمان خلاص فرهت على الاخر ادى الى اخدناه من الامتحانات وقرفها ...!!!"

هزت راسها بنعم وهتفت ...

".. بس انك تتعلمى دى نعمه كبيره اول مره احس بفرحه وانا بروح المدرسه ورجعت للحياه العاديه حسيت ان روحى رجعت ...!!!"

نهضت حور بهدوء واعتدلت بجلستها هاتفه ....

".. انسى ياعشق الى راح خليكى في حياتك الجديده ...!!"

ابتسمت حور وهى تهتف ...

"... بس الماضى مبيسبنيش ياحور بحاول انسى بس غصب عنى بفتكر الى عيشته  .. وبخاف اكون بحلم وارجع للكابوس ثانى ...!!"

امسكت كفها برقه وهتفت ...

".. هتفضلى في الحلم الحلو ده وتلاقى فارس احلامك على حصانه الابيض مستنيكى ..!!"

ابتسمت بهدوء وهتفت بضياع  ...

".. تفتكرى ....!"!

هزت راسها بقوه وهتفت ...

".. افتكر وافتكر الف مره كمان الا صحيح سامى باشا الى بيوصلك كل يوم اهو حاسه انه هو ده الى هيكون نصيبك يابت مش شايفه الى عمله علشانك اكيد ده لانه بيحبك ..!!"

اختفت ابتسامتها وحل العبوس هاتفه ....

"... هو مبيحبنيش هو شايفنى واحده ملهاش لازمه واقل من المستوى كمان ...!!"

هتفت بااعتراض .....

".. مستحيل ده تفكيرك بس ...!"

لتهتف بيأس مأكده كلامها .....

".. هو قالها في وشى بكل صراحه ... ...!"

صمتت بغصه واستطردت قائله مفسره  ....

"...هو ساعدنى بس علشان جدى بيقول انه بيعتبره جده وبيعزه ...!!!"

لوت حور فمها بضيق وهتفت باامتعاض ...

".. يمكن اهو الايام هتعرفنا ...!!"

**** الفصل السادس ****

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

يقف أعلى ذلك الجبل الشامخ عينيه زائغه وذهن شارد يحدق بيأس للمياه اسفل الجبل وقدمه على حافه الهاويه اغمض عينيه مستسلما لذلك الشعور والنداء داخله بالقفز لاانهاء تلك الحياة متناسيا قواعد الدين والاسلام فعقله مغيب لا يرغب سوى بالتخلص من الالم الذى يصرخ بالخلاص وباللحظة التى اتفق بها العقل والقلب تحرك جسده لتنفيذ الاوامر فتحركت قدمه اليسرى للامام حيث الفراغ وقبل ان يحرك قدمه الاخرى ليهوى للاسفل حيث نهايه الطريق جاء ملاك بصوت عذب يجذبه بكلاته الرقيقه ....

"... اوعى تعمل كده .. متسبنيش لوحدى ارجوك محتجاك اووى ....!!!"

توقفت قدمه ليلف رأسه للخلف يرى ملاكه البريئ متمثل بشكل طفله صغيره فتتسع حدقته بدهشه هاتفا ...

".... روح أختى .....!!"

مدت يدها اتجاهه دون ان تلمسه هاتفه بيأس ...

".. انا تعبانه اووى اسر تعالى انا بردانه اووى ...!!!"

ارجع قدمه المعلقه بالهواء لتلامس الارض من جديد وبخطوات مسحوره اتجهه ناحيتها هاتفا ..

".. احكيلى بس انتى فين انا هاجى واساعدك ....!!"

ابتسمت بوجع وهتفت بخفوت ...

"... المكان بارد اووى هنا ....!!!"

قبل ان يصل اليها تبدلت شقيقته بفتاه تكبرها بسنوات قليله لكنها طفله ايضا بنيتها تحكى قهر سنوات وعذاب لا يوصف هتفت بخفوت ....

"... اتاخرت اووى ...!!"

عندما مد يده لها تلاشت كالهواء تاركه خلفها قلب يصرخ قهرا وعجزا لتخرج الصرخه للواقع وهو ينتفض فزعا على فراشه وجبينه يتصبب عرقا

في نفس اللحظه دلفت والدته اثر صراخه هاتفه بفزع ...

".. اسر حبيبى مالك ....!!"

ارتمى بااحضانها كطفل صغير وجد ملجئه ليبكى كما لم يبكى من قبل ربتت والدته على ظهره بحنان وهى تهتف ...

".. الحلم بردو ...!!"

اومأ بالموافقة دون ان ينطق فهفتفت بحنو ...

"... انسى يا بنى الى حصل انت ملكش ذنب فيه ...!!"

هتف بتعب ...

".. الذنب كان ذنبى انا لوحدى ياماما بسببى اختى ضاعت والله اعلم هى عايشه ولا ...!!"

صمت بوجع وهتف ...

".. ميته ....!!!"

ضمته لصدرها اكثر وهتفت ...

"... حبيبى اهدى ده قدرها ومكنش في ايدك حاجه انت عملت الى عليك واكثر مسيبتش حته من غير ماتدور عليها .... واكيد هى كويسه وهنلاقيها ........!!!"

بكى بوجع وهتف ...

".. يااارب انا مبقتش مستحمل الذنب ده ........ الكل ميشيلنى الذنب وبيقولو انى السبب وانا محبتهاش لانها بنت الست الى اخدت بابا مننا بس صدقينى ماما انا عمرى مافكرت بكده انا كنت بخاف عليها من الهوا كنت واقف جنبها بس معرفش ازاى غابت عن عينى اليوم ده ...!!"

اغمضت عينيها بقهر وتتذكر كيف اخذت طفلها بعد ان تخلى زوجها عنهم من اجل امرءه اخرى فهفتفت بحنو ....

"... انت ابن بطنى وانا الى مربياك هو انت اه بارد وفاشل وفيك كل العبر بس قلبك طيب وبتحب الكل وانا اكثر واحده عارفه قد ايه كنت بتحبها هى اختك ملهاش ذنب بالى ابوك عمله فينا .........!!!"

شعرت بثقل رأسه على صدرها فعلمت انه قد ذهب بثبات عميق فملست بخفه على شعره وعينيها شارده بالماضى تراقب ذلك البرواز الذى يضم الصوره الوحيده التى تجمع اسر ابنها الوحيد مع شقيقيه التوأم مراد واسامه

اسر الميناوى

هو الشقيق الاكبر ل مراد واسامه وروح شقيقهم من ناحيه الاب فقط فقد تخلى والده عنهم وتزوج امرءه اخرى عمره 27 سنه في كليه الطب البشرى في السنه الاخيره وقد عاد عامين في فتره اختفاء شقيقته الصغرى حور التى اختفت بظروف غامضه اثناء خروجهم معا بااحد الملاهى علاقته بوالده سيئه ولكن علاقته ب كل من مراد وروح علاقه جيده وطيده فروح طفله لم تتجاوز العشر سنوات وقد اعتاد على اصطحابها كل فتره لمدينه الالعاب وبااحد المرات اختفت واتهم باانه من اختطفها واخفاها عن الجميع انتقاما من والده حتى ثبتت برائته ولكن ظل والده يلومه .. اما اسامه لم يختلط به كثيرا فمنذ صغره وهو يعانى امراض نفسيه اضطر والديه تركه بالمصح للعلاج وخرج بعد ان تم علاجه هكذا ظن الجميع ولكن اسامه لم يشفى بل ازدادت حالته اكثر لينتهى به المطاف بقتل الابرياء وتم وضعه بمصح وابتعدت اخباره عن الجميع

اسر المناوى يشبه شقيقيه كثيرا لكن يختلف عنهم بلون عينيه الزيتونيه الساحره له نفس الملامح والشعر البنى الغزير والناعم

فريده . والده اسر في منتصف العقد الرابع ملامحها جذابه بعينين زيتونيه ساحره وهى ماورثها عنها ابنها اسر

***********************************

تقف امام المراه تعدل وضع ثيابها وتهندمها نظرت لطفليها النائمين بعمق باابتسامه حانيه وطبعت قبله على جبين نوران ثم قبلت نور بهدوء وهتفت بخفه بعد ان التفتت للمربيه ...

"... انا هنزل خمسه تحت اشوف سامى وهرجع منكن تخلى بالك منهم متسيبهومش على مااجى ....!!"

هتفت سعديه ...

".. اكيد هم في عنيا يابنتى ....!!"

قبلتها من وجنتها وهتفت بحب ...

".. شكرا يااحلى ام في الدنيا ....!!!"

وركضت سريعا للاسفل تريد ان تشبع عينها برؤيته على الرغم من انها وعدت نفسها بعدم رؤيته او التفكير به ولكن للقلب شئ اخر

وقفت امام مكتب جدها وعلى ثغرها ابتسامه بلهاء امتدت يدها لتطرق ولكنها توقفت بمنتصف الطريق وهى تسمع صوته يهتف بحده

"... يابنى دى واحده غبيه معرفش متمسك بيها ليه وهى اصلا متقربلوش حاجه قال عايز يحميها ...!!"

صمت يستمع للطرف الاخر ليهتف بعد فتره ..

".. انا بعمل كده بدور على حفيدته سيلا ليل ونهار علشان اخلص من البت دى ...!!!!. "

صمت قليلا يستمع للطرف الاخر بملل ثم هتف ..

".. عارف انها ملهاش ذنب وهى لسه عيله بس لما اتخيل انها خدت مكان حبيبتى بتجنن مش قادر اصدق ان سيلا الصغيره الى كانت بتتعلق برجلى وتفرح بالشيكولاته الى بجيبهالها والى كنت مربيها على ايدى تيجى واحده تاخد مكانها الفكره بتجننى ... بقالى سنين بدور على سيلا وملقتهاش وفجاء دى تيجى تاخد مكانها مستحيل ....!!!"

صمت يستمع للاخر لتشتعل حدقتيه بغضب فهتف بعصبيه ....

".. طبعا لاء احب مين يابنى دى عيله لو كنت اتجوزت كنت جبت بنت قريبه منها في السن ....!!!"

اتسعت حدقتيها بصدمه .. بلهاء ودخيله ويتيمه واضافه لها يكرهها ..صفات تزاحمو داخلها وهى تتراجع للخلف لهذا يكرهها هى اخذت ماليس حقها وضعت يدها على فمها تكتم شهقه متالمه تريد الصراخ والبكاء تريد الصدر الحنين الذى ياخذها بين ذراعيه يخبرها انا هنا انا الى جانبك ولكن ليس هى من تملك تلك الرفاهيه تراجعت بخطواتها خطوتين ثم التفتت موليه الباب ظهرها وركضت للخارج

وقفت تلهث بقوه بمكان منعزل بالحديقه لتخرج اخيرا صرخه انثى مكسوره وذبيحه متالمه صرخت تفرغ وجعها تخرج ماضيها وحاضرها بعد لحظات كانت تلهث بقوه وتتنفس بعنق وعينيها تخفيها شلالات من الدموع التى لم تتحمل حبسها كثيرا فخرجت للعالم متساقطه كقطرات ماء رقيقه تتساقط على الورد ليظهر من جديد لكن قطراتها هى مختلفه لاتظهر بل تزبل روحها ول اول مره بحياتها تتخذ قرارها ستفعل فقط ما يناسب مصلحتها

فرفعت عينيها ل اعلى لتهز بنيتها بوضوح وهى تمسح دموعها فقد اخذت قرارها اخيرا

****************************

يسير بخطوات هادئه داخل الممر الطويل ليقف امام غرفه صغيره تحتوى على منضده صغيره دائريه وكرسين اتجهه الى احد الكراسى وجلس عليه واضعا قدما على اخرى ينتظر فقد بهدوء عكس دقات قلبه التى تطرق كالطبول لحظات قليله كان يفتح الباب ليدلف الاخر الى الغرفه الذى ابتسم بخبث وهو يتقدم من الجالس حتى وقف قبالته لينهض الجالس رافعا حدقتيه ل اعلى فتظهر زيتونيتها بمواجه زرقه الاخر متماثلان بالشكل الطول الجسد والملامح توامان رغم اختلاف الام والعمر... لايميز بينهم سوى تلك العين التى ترمق الاخرى بمشاعر مختلف احدهما يرمق بتساؤل ولوم وحزن والاخر يرمق بحقد وكره وبغض وانتقام عقيم استمرت نظرات والشرارت بينهم للحظات حتى قطعها صوت مراد هاتفا ...

"...اسر اللطيف بنفسه عندى يامرحب .. قولى بقى جاى تشمت ولا في هدف ثانى في دماغك ..... !!!"

"... انت الى خطفت روح مش كده يامراد ...!!!"

رمقه الاخر ببرود وجلس على مقعده بلامبالاه ينظر لااصابعه بملل فخرج اسر ل اول مره عن شعوره هاتفا بعصبيه ...

"... انطق ليه عملت كده ليه .... انا دلوقتى متاكد ان انت السبب في خطف روح واختفائها الى قتل اخوه توأمه يعمل كده واكثر لحد دلوقتى مش مصدق نفسى .....!!"

رفع عينه بجمود وهتف بلا مبالاه ...

".. اسر المثالى الغبى هيفضل طول عمره بيتاثر بالتفاهات اسامه مات خلاص مافيش داعى انك تكبر الموضوع بالشكل ده ...!!"

جلس اسر بتعب على الكرسى هاتفا بيأس ...

"... حور عملت فيها ايه قتلتها هى كمان ولا لسه عايشه ... خلى عندك قلب ولو مره واحده وعرفنى عمله في اختك ايه اختك الى من لحمك ودمك ... !!!"

نهض بجمود وهاتفا ..

".. الزياره خلصت اسر ... مشوفش وشك ثانى ....!!!!"

تحرك بااتجاه الباب وقبل ان يطرق للحارس هتف اسر من خلفه ....

"... انت ذى مالكل قال مسخ عايش بينا والسجن ده مكانك الى تستاهلو تستاهل تتعفن فيه ....!!!"

ابتسم بخبث هاتفا بجمود ...

"... بمناسبه العفانه زمانها اتعفنت من سنين .... سلام ...!!!"

اتسعت حدقتيه بصدمه قتلها بدم بارد كيف يكون هكذا وحش كاسر لايفرق بين طفله صغيره وشخص كبير لم يشعر بنفسه سوى وهو يمسكه من تلابيب ملابسه ويلكمه بقوه مره واخرى ومراد مستسلم تماما يشعر بالنشوه دمر الجميع يكفى انتصاره يتلقى الضربات بصدر رحب دلف الحارس على صوت صراخ اسر الغاضب وهو يلكم مراد وبصعوبه استطاعو ابعاد اسر عن مراد الذى ذهب الى سجنه يصفر بشكل جنونى

**************************

".. انت عرفه ازاى انه في السجن وايه الى شكك فيه ....!!"

هتفها امير بهدوء بعد ان روى اسر له زيارته لمراد تنهد اسر بوجع وهتف بخفوت ولكنه واضح ...

" بابا الى عرفنى شكله حس بالذنب ناحيتى فااتصل بعد السنين دى كلها يعرفنى بالى عمله واحد من عياله بااخوه .... هو بس لقى انه معدش ليه حد غيرى خسر عياله الى اتخلى عنى علشانهم دلوقتى مبقالوش غيرى يلجالى وطلب منى ازوره واعرف من مراد ان كان هو السبب في اختفاء روح .. فالى يقتل واحد يقتل الثانى ....!!"

صمت بوجع وهتف ...

".. كان نفسى يكذب احساسنا ويقول عمرى مااذى اختى الصغيره بس للاسف طلع وحش اكثر مكنت متخيل ... وحتى مكانها قصدى جث تها معرفتش منه عليها ده واحد كله اسرار بيقتل من غير ماتلاقى الجثه حتى اسامه جثته منعرفش مكانها كل الى قدرو عليه يااخدو اعترافه بالقتل بس المكان مجهول ....!!!"

ربت امير على كتف صديقه هاتفا بااسى ...

".... انا اسف ياصاحبى الى مريت بيه عارف انه صعب يتنسى بس متوقفش حياتك هم في مكان احسن بكثير وادعيلهم بالرحمة ...!!"

اغنض اسر عينيه بتعب وهتف بهدوء وبكل اصرار ...

".. ربنا يرحمهم بس مكانهم هلاقيه وهدفنهم في المكان الى يستاهلوه ...........!!!"

                الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>