الفصل الثانى
بقلم مارى نبيل
دخل مراد مكتب ريم بعد سماحها له بالدخول شاورت ليجلس أمام مكتبها
فى حقيقه الامر على الرغم من أنه يستطيع التلاعب فى مجال الصفقات بدهاء خارق الا انه
لا يفقه شئ فى كيفية التعامل مع السيدات،فهو دائما يكرس تفكيره فى عمله فقط
وعلى الرغم من محاولات العديد من سيدات الأعمال الوصول له لأنه ليس فقط وسيم
بل وسيم وذو شخصيه جذابه ....لكنه كان على استعداد أن يخسر اى صفقه تكون
شريكته بها إحدى المعجبات.
أما ريم كانت مختلفه من وجهة نظره فلاول مره فى حياته يجد من توجه له كلام دون حتى أن تنظر إليه ملامحها ملائكيه إلى حد أن من يراها وهى تتكلم لن يصدق ابدا أنها هى صاحبه تلك الشخصيه القويه التى جعلت مراد السويدى ياتى ليعتزر لها الان
مراد.انا متأسف على سوء التفاهم اللى حصل وعلى اللى صدر منى
على الرغم من ملاحظته لشخصيتها القويه ولكنه أيضا تفاجأ ببساطتها ...لتبتسم ابتسامه أقل ما يقال عنها ساحره مثلها
ريم.مفيش حاجه حصل خير
مراد.انا ممكن أتواصل مع حضرتك علشان اعرف ايه نتيجه تحاليل رامز
ريم.طبعا يافندم حضرتك ممكن تاخد رقم المستشفى من الاستقبال بره وهم هيوصلوك بيا
مراد. تمام شكرا لحضرتك
واستاذنها وغادر ليعود إلى شركته
لقد عاد لعمله واتصل بعد عده ساعات على المستشفى ليوصلوه بها ليعرف نتيجه تحاليل صديقه او بمعنى اصح لكى يكون هناك أى حوار بينهم وإن كان عن نتيجة تحاليل لربما لانه رأها أقل ما يقال عنها انها جذابه
كان صوتها الرقيق الهادئ جعله مشتت ولم يفهم شئ مما قالته لن على الرغم من انها شرحت له حالة صديقه بمنتهى الهدوء فطلب منها أن تعيد ماقلت لتضحك بتلقائية و تشرح له للمره الثانيه حالة صديقه .
فهم منها أن حالته ليست بخطيره وأنه يحتاج فقط للادويه لمنع المغص الكلوى وستتابعه بعد اسبوعين
فأنهى المكالمه معها بعد أن شكرها .
حاول أن ينتبه لعمله لكن دون جدوى تشغل عقله بلون عيونها الساحر وابتسامتها الرقيقه أيضا صوتها الهادئ أثناء مكالمتها معه فى الهاتف يتذكر أيضا شخصيتها القويه للغايه التى تتنافى مع جمالها الملائكى أنها خلطه جديده لم يراها فى سيدات الأعمال التى تحيط به أنها حقا طبيبه ولكنها طبيبه للارواح
دخل والده وجلس أمامه
عاصم.مراد....مراد
مراد.نعم يا بابا ...
عاصم.عمرى ماشفتك سرحان كدا ايه بتدبر لصفقات تانى بطريقتك
مراد.شكلها صفقه جديده ....جميله جدا...جذابه كده...مختلفه
وتنهد مراد ليضحك عاصم
عاصم.دى صفقه ولا واحده
انتبه مراد لنفسه وضحك
مراد.انا بردوا بتاع الكلام دا
عاصم.ياريت تبقى بتاع الكلام دا على الأقل افرح باولادك
لم يرد مراد على كلام أبيه
انتهى يوم العمل ليعود مراد للمستشفى وينقل صديقه لمنزله
مراد.حمد الله على السلامه
تكلم بخفه ظل
رامز.الله يسلمك ...بس دكتوره ايه قمر يامراد انا قررت اتعب كل يوم
نظر له مراد بحاجب مرفوع
رامز.عجبتك ولا ايه
مراد.رامز انت عارف انى مش بتاع الكلام دا
رامز .اه عارف وعارف كمان سكوتك اللى كنت فيه دا وعدم ردك عليها معناه ايه
بمشاكسه قال مراد
مراد.انت عايز ايه رامز انت المفروض تعبان يعنى
اهدى شويه
رامز .بيتهى لى انت عايز من صحبك اللى بيعرفلك كل اخبار الشركاء بتوعك وكل اخبار العملاء واصحاب الاراضى والصفقات يعرف لك شويه تفاصيل عن الدكتوره العسل دى... اللى صاحبى معرفش يتكلم حرف قدامها
نظر له مراد لقد أعجبته الفكره ...
مراد.اه قول لصاحبى يعرف لى تفاصيل عنها
رامز.اعتبره حصل ....وغمز له
ابتسم مراد ابتسامه جانبيه هادئه
عاد لقصره ليجلس فى الحديقه بملابسه ماذا به ....مراد السويدى الذى لم تهتز له شعره أمام اجمل سيدات الأعمال وبناتهن....
مد عاصم يده على كتف مراد
عاصم.مالك يامراد
مراد .مفيش يابابا ...انت اللى انا حاسك مخنوق
عاصم.عندى مشكله مع واحد كان صاحبى وكان عشره عمر مكتفاش باللى عمله زمان معايا جاى يكمل دلوقت
نظر له مراد باهتمام
مراد.مين دا وانا امسحهولك من على وش الدنيا
نظر له عاصم
عاصم.عيب يامراد هو مش معنى انى برفض اسلوبك انى ضعيف لا انا اعرف اجيب حقى كويس متقلقش
نظر له مراد لا يعلم لما لاول مره يشعر بالقلق على والده
تركه عاصم وصعد لحجرته ليتبعه مراد
مراد .استنى يابابا...مش هسيبك غير لما افهم منك
عاصم.انسى يامراد فى الوقت المناسب هقولك كل حاجه
دخل عاصم مكتبه ليكتب فى مذكراته
بعد مرور يومين
ذهب كلا من رامز ومراد للشركه ...
حيث دخل مراد مكتب رامز
مراد.عملت لى ايه
أخرج رامز ملف ووضعه أمام مراد
رامز.الملف دا فى كل حاجه عن دكتوره ريم
اخذه مراد ودخل مكتبه
قرأ كل تفاصيل حياتها اهتماماتها يومها واجازاتها اخر ما انتبه له اسم والدها .... احمد الألفى لقد سمع هذا الاسم كثيرا من والده أثناء صغره ...فماذا عنه الان يعلم أنه رجل ثرى للغايه ولكن هناك احساس داخله أن هذا الاسم وراءه الكثير لا يعلم لما شعر بانقباض فى قلبه ليكمل قراءته ويكتشف أن لها اخت من امها اصغر منها بحوالى عشر سنوات ....هل هذا يعنى أن امها انفصلت عن أبيها وتزوجت لا يعلم ولكن من الواضح أن الاختين مرتبطين ببعضهم كثيرا مسك صوره اختها الصغيره ليشعر بإحساس لا يعلم ماهيته أن قلبه يدق لهذه الصغيره بجنون
مرت الايام التاليه دون إحداث عدا أن مراد كان يلاحظ انطواء أبيه وحزنه الشديد
حاول مراد كثيرا أن يفهم سبب ماهو فيه ولكن عاصم لم يريد أن يقحمه فى ماضى أليم وحاضر اكثر ألما
_________________________

خرجت ريم يوم إجازتها لتمارس رياضتها المفضله حول حديقه قصر ابيها فهى تهوى قيادة الدراجة
لتسمع أحدهم يصدر صفيرا خلفها ماهذا لتنظر خلفها بتعجب فترى أحدهم يقود دراجته بجانبها ويبتسم لها ابتسامه جانبيه ساحره.
لم ترى أحدهم يمارس هوايتها فى هذا الوقت من الصباح هنا قبلا ....ماهذا أنه هذا الوسيم المتعجرف الذى اثار ضجه فى المستشفى لاجل صديقه
مراد.صباح الخير
ريم.صباح الخير ....هو حضرتك
قاطعها مراد مبتسم
مراد. ايوووه انا السخيف اللى عمل مشكله فى المستشفى اللى حضرتك شغاله فيها
نظرت له بتعجب ولكن فى حقيقه الامر أنه اعجاب أكثر منه تعجب
ريم.هو حضرتك ساكن هنا.
مراد.بصراحه لا
اوقفت دراجتها
ريم......
قال مراد بمشاكسه لطيفه
مراد .هو حضرتك مانعه أن حد يسوق غيرك عجل هنا ...وغمز لها
لتضحك بتلقائية جعلت قلبه ينبض بقوه
يالله لم يشعر بتلك المشاعر قبلا ....مراد السويدى قلبه يدق لطبيبه جميله وفى ثانى لقاء !
ابتسم بوقار لقد كان جذاب فى نظرها جدا لقد كانت طوال حياتها هدفها أن تكبر لتصبح طبيبه لم تعطى اهتمام ابدا لما يدعى بالحب وخصوصا أن والدتها كانت تقول لها دائما أن قبلما أن يكون قلبها لأحدهم يحب أن تثق أنها ستكون له
ضحك هو الآخر وأكمل
مراد.طيب ممكن اسوق عجلتى المسكينه جنب عجله حضرتك
ضحكت وقالت
ريم.مفيش مشكله
لقد كانت جميله وبسيطه على الرغم من شخصيتها القويه التى اظهرتها له فى المستشفى
قاد كلاهما الدراجات سويا
مراد .انا أسمى مراد مسئول عن اداره شركه والدى
لم يقول أنه ابن عاصم السويدى وفى حقيقه الامر لم يكن من المهم فى نظره أن تعرف شيئا عن أبيه فهو من الواضح أنه لا يعلم الكثير
ريم.انا ريم دكتوره وبحب شغلى اوى ...بس مفيش حاجه فى حياتى مختلفه. .....والدتى توفت بعد ولادتها لاختى الصغيره ....يعنى بابا هو كل حياتى ....
نظرت له لتكمل...بابا دا احلى اب فى العالم
لا يعلم لما شعر بانقباض فى قلبه عندما ذكرت ابيها احمد الألفى فانه مثير للقلق بداخله...ولكنه قال
مراد.اكيد احلى اب لانه عنده احلى بنت
ماذا هل يغازلها نظرت له نظره جانبيه جاده
لتجعل مراد السويدى يبتلع غصه فى حلقه هل ستحرجه الان
فهو فى حقيقه الامر لا يعلم كيف يتعامل مع الفتيات
ريم.انت بتعاكسنى
مراد.بصراحه انا معرفش اعاكس ....أو محاولتش قبل كدا
لقد شعرت بصدقه للغايه
فضحكت
ريم.عمتا انت شكلك هتبقى شاطر اوى فى المعاكسه ضحك كلاهما وقضوا وقت لطيف
لم تتخيل يوما أنها ستتكلم مع أحدهم دون أن تعرفه جيدا وتتكلم معه بتلك الببساطه، لربما لانها انجذبت له .
انتهى هذا اللقاء المقصود ولكن على الرغم من سعاده مراد بهذا إلقاء الا أنه يشعر احساس مريب تجاه ابيها الذى ذكرت أنه اغلى ما عندها فى هذه الحياه
