رواية قاتل ابى
الفصل الاخير
بقلم مارى نبيل
دخل رامز قصر ريم لم يكن هو الزائر المنتظر
رامز.ازيك ياريم
ريم.ازيك يارامز
رامز.سيبتى القصر ليه ياريم
ريم.وانت بتسأل ليه ايه مراد باعتك
رامز.مراد!!!!
ريم .....
رامز.كل الفكره أنى عرفت انك سالتى عليا ومراد اختفى ولما رحت لك القصر عرفت انك مش موجوده...فقلت انتى اكيدا هنا انتى تعرفى مراد فين!!!
لقد خاب آمالها
ريم.انا كنت جايه اسالك عن مراد وبعدين انت عرفت مكانى منين لو انت مش عارف مكان مراد
ابتسم لمكرهت واكمل
رامز.انتى متعرفيش انى انا اللى كنت بعرف له كل حاجه عايز يعرفها ..عملتى ايه لمراد ياريم...علشان يهرب من الدنيا بحالها اول مره من سنين ياخد اجازه اسبوعين من شغله
لا تعلم ما تقول ولكنها متاكده أنه يعرف كل شئ ولكنه يتلاعب بها فهو من المؤكد يشبه صديقه
ولكنها أرادت أن ترى آخره لتقص له ماحدث من وجه نظرها
رامز.دلوقتى انا فهمت هو لما سالنى على صوره المحضر وعرف أن المحامى اسمه سعيد فهم أنه المحامى بتاعك وفهم انك انتى اللى ورا اللى حصل ...بصى ياريم انا مش هقولك انك غلطانه لانه هو كمان غلط كتير ومنكرش انى قلت له كتير يغير طريقته بس فى النهايه هو مأذكيش فهمانى
ريم .وانا مأذتهوش يارامز
رامز.لا انتى جرحتيه وخسرتيه صفقه مهمه اوى بالنسبه ليه
ريم.اعمل ايه
رامز.ريم انتى بتحبيه
ريم.اوى يارامز
ابتسم رامز وارجع ظهره للخلف وأكمل كلامه
رامز.يبقى اتفقنا وغمز لها واخرج تلك البخاخ التى كانت مع مراد قبل ذلك
وقال لها
رامز.يبقى استخدمى دى
ريم.مش فاهمه البخاخه دى كانت مع مراد وقالى استخدمها لما اخدنى المنطقه المهجوره اللى اخدنى فيها قبل كدا ....انت تعرف مكانه صح
ضحك رامز
رامز.اكيدا طبعا اعرف مكانه بس هو قالى اتاكد من حاجه قبل مااخليكى تستخدميها
مسكت البخاخه منه دون تفكير ووضعتها فى فمها واستخدمتها
استيقظت بعد عده ساعات لتجد نفسها ممده على سرير فى غرفه فتحت أعينها ببطئ لتنظر حولها لقد تعرفت على المكان سريعا نعم إنه نفس المنزل فى تلك الارض المهجوره قامت من السرير بعد عده دقائق بعد أن استعادت اتزانها وخرجت من الحجره لم تجد احد نزلت
السلالم المؤديه لبهو المنزل الرائع لم تجد احدا دق قلبها بخوف شديد عندما نظرت للشباك لتجد أن الوقت ليلا والظلام الدامس يحيط المنزل من الخارج
فتحت الباب بحذر ونظرت للخارج لتجد مراد يقف بظهره على بعد عده امتار ويرفع رأسه متأملا تلك النجوم اقتربت بحذر ووقفت خلفه
ريم.مراد
لف مراد لها وقال
مراد.ريم وحشتينى
كانت عيونه صادقه هادئه مليئه بالاشتياق
ريم.مراد أنا اسفه
مراد.متتاسفيش ..... انتى ملكيش ذنب أن ابوكى احمد الألفى ....ولا انا ليا ذنب انى حبيت بنت الراجل اللى أذى ابويا
ريم.انت زعلان منى
مراد.لا لان ببساطه انتى مزعلتيش منى من اللى كنت بعمله معاكى ....واستمريتى فى حبك ليا
ريم.انا زعلت يامراد بس عمرى ماحسيت انى مش بحبك..بالعكس
مراد.ريم تعالى ننسي كل حاجه ونبتدى من جديد
ابتسمت ريم ودون اى مقدمات قفذت واحتضنته
أنه هذا الحصن الذى أرادت أن تحتمى به حضنه تحتمى به من كل ماحدث وكل الماضى الذى لم تعرف عنه شئ
لم يستوعب مراد أنها احتضنته فى بادئ الأمر ثم ابتسم ولف ذراعه حولها ورفعها عن الارض وتكلم بجانب اذنها
مراد .انا بحبك اوى ياريم ومش هخلى اى حاجه تفرق بينا
افلتت نفسها من بين أحضانه وقالت
ريم.ممكن اطلب منك طلب
مراد.ايه اطلع بره ...وغمز لها
ضحكت ريم وجلست على الأرض ليجلس بجانبها نظرت الى النجوم التى فى سماء أنها تعشق هذا الجو الساحر
ريم.لا عايزه اعرف كل حاجه
مراد.تقصدر ايه بكل حاجه ياريم
ريم.عايزه اعرف ايه اللى بين احمد الألفى وعاصم السويدى
لقد كانت اول مره تسميه باسمه بدلا من أن تقول ابى ولكنها لم تدرك ما قالت الا عند رد مراد عليها هو ما نبهها لما قالت
مراد.اللى بين والدك وبابا الله يرحمه مش هحب انك تعرفيه ياريم
ريم.ليه
مراد.لانه هيخليكى تكرهى احمد الألفى ولانى بحبك مش عايز كدا
ريم.بس انا من حقى اعرف
صمت مراد قليلا ثم تنهد وقال
مراد.بصى ياريم هحكى لك كل حاجه
ريم.ايوه يامراد ياريت
مراد.كان فى واحد اسمه عاصم السويدى بيحب واحده اسمها منار
ريم.ماما!!!
مراد.ايوه والدتك....كانوا بيحبوا بعض لاكتر من سبع سنين وجه احمد الألفى صاحب عاصم السويدى وبمنتهى الخيانه راح اتقدم لوالد منار ولما منار رفضت راح اقابلها وفهمها أنه معاه ورق ممكن يسجن بيه عاصم السويدى ولأن منار كانت بتحب عاصم صدقت وبخوف وافقت على احمد الألفى.....طبعا عاصم انهار وشاف الدنيا سوده وكرها وكره احمد الألفى وبعد سنين كان عاصم اتجوز وخلفنى قابل منار بالصدفه وكان أرواحهم رجعت للحياه تانى لما شافوا بعض...وبكل بساطه حكيت له أنها ضحت بحياتها علشان ميتسجنش ....
كانت صدمه أكبر حس بالذنب أنه محاولش يعرف ايه اللى خلاها توافق على احمد رغم تاكده أنها بتحبه كره احمد زياده وهى لما عرفت أن أحمد كان بيخدعها قررت تخدعه وتدعى المرض وطلبت الطلاق وأحمد وافق وطلقها ....
وطبعا عاصم اتجوزها وخلفو ساندى ....
وبعد سنتين عرف احمد الألفى بجواز عاصم بمنار فى السر وكان انتقام احمد شديد...قرر أنه يخطف امى ويخلى اللى يخطفوها يغتصبوها وعرفها أن عاصم اتجوز عليها ..وبعد كدا خلى اللى خطفوها يرموها قدام باب القصر بتاع عاصم السويدى
بابا حكى فى مذكراته عن شكل امى يوم ماترمت قدام قصره وهى متبهدله ومضروبه وعيونها مكسوره
امى حكت لبابا كل حاجه بكل قهر وحقد كان عاصم بيموت من احساسه بالذنب...
أمى بقى نامت ماقامتش ماتت من القهر والحزن
عاصم كره نفسه وحياته وغالبا من إحساسه بالذنب كره منار قرر أن يبعد عن الكل فللأسف صلح غلط بغلط وطلق منار وهى معاها ساندى عمر كم شهر
طبعا احمد الألفى حب يكسر عاصم زياده وأقنع منار أن عاصم اتجوزها بس علشان يكسره وان لازم ترد له القلم بأنها تنسب بنتها لاحمد الألفى واقتنعت وافتكرت أنها بكدا بتنتقم منه
المشكله ان عاصم غالبا ماصدق أن دا يحصل علشان مايشوهش صورته قدامى لما اعرف ام ليا تحت كان فاكر انى لو عرفت الحقيقه هعتقد أنه السبب فى موت امى
وبعد فتره وصل لاحمد الألفى رساله من منار غالبا قبل موتها أنها عرفت أن احمد الألفى موصى الشغاله تحط لها سم بيموت بالبطئ وفعلا كم يوم وعرف بخبر موتها
حساب احمد الألفى تقل اوى عند عاصم السويدى
عاصم مكنش ليه فى الإجرام آخره يتلاعب معاه فى شغله حاول يثبت أنه اتسبب فى قتل منار طلب تشريح الجثة ولأن احمد الألفى واصل اوى منع أن دا يحصل .....
عاصم حس بالذنب للمره التانيه وحس أنه اتسبب فى موتها هى كمان لانه بعد عنها
وبعد كل دا مااكتفاش احمد الألفى ساوم ابويا أنه يعرفنى كل حاجه ويخلينى اعتقد انه السبب فى موت امى لانه اتجوز غيرها وكان هيكون إثباته نسب اختى
ياانما ياخد منه فلوس تساوى اللى انا مضيته عليه بعد كدا وفعلا عاصم أتنازل عن مبلغ كبير لاحمد الألفى علشان يسكت
رغم أن احمد الألفى ميقلش عن عاصم فى ثروته إلا أنه كان مريض بأنه يأذى عاصم اللى هو المفروض صاحبه اصلا
لم تصدق ريم ماكانت تسمع أنه حقا شيطان نزلت دموعها .....هل هذا هو ابيها الذى
كانت تعتقد أنه احسن رجل فى العالم ....هل هذا هو من قال له أنها اميرته الصغيره نزلت دموعها بلا هوادة فهو قاتل
امها ..ماذا لو لم يمت احمد الألفى وعرفت كل تلك الحقائق أثناء حياته هل كان سيؤذيها كما فعل مع امها ...كيف كانت ستتعامل
معه لقد رحمه الله ورحمها بموته ..لقد كانت تثق أنها تسامحه على اى شئ الا قتل امها ....
مد مراد يده ليحاوط كتفها فتسند برأسهاعلى كتفه
ريم.انا اسفه اوى يامراد
ابتسم بحزن
مراد.بتتاسفى ليه ياريم...انتى ملكيش ذنب انك بنته....ولا ابويا ليه ذنب أن واحد زى احمد يكون فى حياته
ريم.مراد بيتهى لى انك كل ما هتشوفنى هتفتكر كل دا
مراد.انا لما بشوفك مش بفكر اصلا....قلبى مسيطر على فكره...وغمز لها
ابتسمت ابتسامه هادئه
ريم. انا بحبك اوى يامراد...حسيت انى روحى مش فيا لما بعدت عنى الاسبوعين
مراد.وانا كمان ...بس كان لازم ابعد شويه علشان اعرف افكر .... كنت حاسس انى مصدوم للحظات خفت تكونى زيه علشان كدا قررت ابعد بس لما فكرت
مع نفسي حسيت ان مستحيل تكونى شبهه عنيكى.. نظرتك ليا مستحيل كانت تبقى تمثيل منكرش انى كنت واثق أن
فى اوقات كانت عنيكى بتقول انك لازم تنتقمى منى أو تردى على اللى عملته معاكى بس واثق بردوا انك قلبك بيحبنى ...وبعدين انتصار بسيط ليكى يريحك...
مسك يدها ليكمل
مراد.ممكن ننسي كل حاجه ياريم انا مش عايز حاجه غيرك
ريم. ولا انا عايزه حاجه غيرك يامراد
كان الجو بالنسبه لها حقا ساحر فلقد نظرت لتلك النجوم التى فوق رأسهم ونظرت حولها هذا المكان الذى أرادت أن تهرب منه هو الآن ساحر بالنسبه لها
فاقت على همسه فى اذنها
مراد.ماتيجى ندخل بيتنا
ريم....
مراد.مش هحبسك .... وغمز لها
ضحكت ريم
ضحك مراد وحملها ودخل بها هذا المنزل الذى أصبح يشدها وكأنه مجال مغناطيسى يسحبها لسعاده لم تشعر بها ابدا
أسندت راسها على صدره وقالت
ريم.انا شكلى هحب انى اتحبس هنا طالما معاك
قضوا معا شهر عسل جديد فى هذا المكان الساحر الذى أصبح بالنسبه لها اكثر متعه من رحلتها لفرنسا....
مرت الايام والشهور لتحمل ريم وتلد ابنا وتسميه عاصم ...كانت الايام كفيله بأن تنسيهم هذا الماضى القاسي
لقد غمرت السعاده حياتهم أصبحت ريم هى الزوجه والصديقه والحبيبه وسعت لتعوضه حضن الامومه لقد أصبحت ام لعاصم ابنها ومراد زوجها فلقد كانت خير عوض ....
لقد أصبح قاتل ابيها هو الهواء الذى تتنفسه وأصبحت هى له الحصن والأمان والعوض عن تلك الأم التى قتلها ابيها....
النهاية
