رواية لن تصمدى الفصل الثالث3والرابع4 بقلم ماري نبيل


رواية لن تصمدى

 الجزء الثالث/الرابع

بقلم مارى نبيل

لا تعلم بماذا تجيب حقا وضعت نفسها فى مشكله معه 

لم تنطق ولكنها نظرت إليه وعيونها متلقلقه بالدموع لا تعلم بماتجيب عليه حقا انها غير قادره أن تتحداه 

نظر لعيونها وبداخله يريد أن يفتح لها باب المكتب ليحررها من حضرته التى تجعلها قلقه وتجعل سماء عيونها بها سحب من الدموع 

ولكنه اكمل مابدء واخرج الكلمات بهدوء وجمود

امجد.ساكته ليه سالتك سؤال انتى عارفه انا ممكن اعمل فيكى ايه ولا لا 

رونا..... 

امجد .  واضح أن القطه كلت لسانك ولا اتخرستى من الصدمه سبحان الله انا اطرش واعمى وانتى خرسه

أنه لا ينسي بسهوله ومن الواضح أنه سيجعلها تكره العمل ولربما حياتها لتتطاولها عليه

وقام من مكانه ليحضر ورقه والقاها أمامها 

امجد. امضى 

رونا.امضى على ايه 

نظر لها وجلس بجانبها دا 

امجد.جزا مش شيك على بياض .....وابتسم بسخريه

رونا .جزا ايه

امجد. عمل اضافى لمده شهر ساعتين بعد شغلك وممنوع إذن وممنوع أجازات لمده تلت شهور .......شفتى انا جدع ازاى وطيب وغمز لها

رونا. بس دا كتير اوى دى مجرد كلمه قلتها في مكالمه وبعدين انا عليا بايه انا هقدم استقالتى وبيتهى لى دا حقى 

نظر لها بمجرد أن قالت كلمه استقاله

وقام بهدوء وجلس بنفس الاريكه التى تجلس عليها 

وابتسامه ساخره

امجد.انا موافق قدمى استقالتك وتانى يوم هخطفك وهحبسك فى مكان محدش يعرف يوصلك فيه ابدا

رونا أوشكت على البكاء

رونا .انا مش مصدقه اللى انت بتقوله بجد انت ازاى كدا هو انت فاكر أن مفيش قانون 

امجد ضحك بصوت عالى 

امجد.فى طبعا .... ماهو انا القانون ياحلوى 

رونا . على فكره انت مش هتقدر تعملى حاجه 

لا تعلم هى قالت هذا الكلام لتطمئن نفسها ام تقوله لتقنعه بعدم خوفها منه

امجد.اقولك جربينى.... ايه رايك ؟

لم تستطع التحمل أكثر بدأت دموعها بالنزول من مقلتيها وعيونها أصبحت كالبحر الهائج

لا يعلم الان ماذا يفعل هل يرفع عقابه ويأخذها بين أحضانه و يهدئها انها حقا جميله لا بل حوريه من الجنه منذ ان رأها قبل هذا اليوم المشئوم وهو يعشقها ولكنه لم يكتشف كم هى عنيده الا الان ولكنها أيضا رقيقه و هاشه للغايه

لاحظت رونا نظراته والتى لم تستطيع ترجمتها وتسألت بهلع بداخلها 

لما ينظر لها هكذا ماذا ينوى ..

ولكنها أيضا تلمح تأنيب الضمير فى عينه 

تحرك امجد من جانبها ليتجنب تأثير تلك العيون الساحره أنها حقا تسحره هو لا يعلم هل هو سحر ام اسر لروحه بين تلك العيون ولكنه مصر على ترويضها وإخضاعها له فهو لم يسبق وحاول أحدهم ولو من بعيد إهانته اخيرا قرر التحدث وهو يسند على مكتبه

امجد. ليه بتعيطى انا لسه معملتلكيش حاجه على فكره اهدى كدا واجمدى 

رونا .انت عايز منى ايه

امجد.بصى لو عايز ايه دلوقت فانا خلاص مش عايز انا كدا كدا عاقبتك بالجزا المناسب اما لو عايز ايه عمتا هبقى اقولك بس مش دلوقتى، تقدرى تنزلى على شغلك 

قامت رونا من مكانها حقا تشعر بثقل أرجلها نزلت إلى مكتبها ومر اليوم ببطئ مع اضافه تلك الساعتين وخصوصا أن فى تمام الساعه الرابعه جاء مساعد مكتبه وتوجه إليها 

مساعد المكتب. انسه رونا الرائد امجد بيقولك اطلعى هو عايزك

صعدت المبنى الإدارى بمنتهى الهدوء لا تعلم من أين أتى لها هذا الهدوء

تدخل مكتبه وتنتظره .....أين هو من الواضح أنه فى الصاله الرياضيه الملحقه بمكتبه ومر قليل من الوقت ووجدته خارج من الصاله الرياضيه ووجهه يتصبب عرقا لاحظت أنه مفتول العضلات وذات بنيه قويه لم تستطع النظر أكثر من ذلك فتلقائيا نزلت بنظرها إلى الأرض و تفكر ... حقا أنها لا تستطيع مواجهة شخصيته القويه المتسلطه اى مأزق وحظ اوقعها معه ولما هى بالاخص يعاملها بهذا الجفاء 

امجد.الساعتين الاضافى هتكونى فى المكتب اللى جنب مكتبى... يعنى لو احتاجتك تراجعى حاجه تخلصى حاجه مبقاش محتاج حد ينده لك

ويشاور على باب اخر ويتقدمها فتح الباب ويشاور لها بالدخول 

أنه أشبه بمكان مراقبه حيث يوجد به شاشه عملاقه مقسمه لصور كثيره تمثل كل مكان فى شركته أنه يراقب جميع العاملين ... وكأنه قراء افكارها

امجد.على فكره معظم الشركات الكبيرة فيها نظام مراقبه علشان لو حصل اى حاجه يكون فى تسجيلات لدا فهمانى 

لاحظت أيضا الديكور الراقى والكنب المريح الذى يوجد فى ركن بجانب مكتب موضوع أمام شاشه المراقبه

امجد.هسيبك تريحى انا بعت اجيب لك اكل من البوفيه لانى لاحظت انك ماخدتيش انهارده راحه الغدا واكيدا طبعا مااكلتيش 

رونا.عرفت ازاى 

امجد يشاور على شاشه المراقبه ويقول 

امجد.مش محتاجه سوال 

رونا.عمتاانا مش عايزه اكل 

امجد.براحتك بس مش هتروحى غير لما تاكلى ويبتسم ابتسامه بها مرح شديد وكأنه يتسلى بمضايقتها 

قررت عدم الرد عليه اكتفت بحركه براسها وكأنها متعجبه من تصرفاته 

امجد.هسيبك تهدى اعصابك وغمز لها بخفه وتركها

نظرت إلى شاشه المراقبه ماهذا أن مكتبه نفسه مراقب لاحظت دخوله إلى الصاله الرياضيه المراقبه أيضا لاحظت أنه يكمل تمرينه كم هو مفتول العضلات هو حقا مرعب وهو يقوم بلكم هذا الكيس المعلق كما أسمته فى عقلها لكنه قد يكون وسيما لم تنتبه لشكله جيدا من قبل لربما كان لطيفا مع الآخرين ولكنها وجدت نفسها تنفض رأسها أنها تعلم أنه متسلط وقد يكون ديكتاتور فى تعامله مع الآخرين لاحظت أنه يبتسم ابتسامه مستفزه أثناء تمرينه.. ماهذا هل يعلم أنها تشاهده تراجعت للخلف قليلا وهى تشاهد ابتسامته المليئه بالثقه والدهاء على وجهه 

ماذا حقا هل يشاهدها هل يعلم أنها تراه فترجع بتلقائيه أكثر حتى أنها سقطت أرضا ودون أن تنتبه اوقعت كرسى حاولت الامساك به فاصدر صوت شديد وفى لحظات وجدته يطرق باب مكان مراقبته كما أسمته ......

قامت فتحت ودون النظر له قالت

رونا. وقعت مفيش حاجه

وقبل أن يتكلم كانت أغلقت الباب بوجهه

امجد من خلف الباب وبصوت قد يكون به القليل من المرح 

امجد.ماشي بتقفلى الباب فى وشى وانا جاى اطمن عليكى يلا بسببك هعيد التمرين تانى 

لماذا تشعر أنها رأته قبل ذلك لماذا تشعر أنه يعرفها جيدا لماذا هذا الهاجس يتكرر كثيرا فى عقلها 



الجزء الرابع

تمر الساعتين الاضافي عن عملها وتقرر النزول ولكنها تخرج من الباب الآخر غير المتصل بمكتبه لتجده يخرج من المكتب من بابه الرئيسى 

امجد. رونا فى عربيه منتظره هتوصلك لبيتك 

رونا.مفيش ...

وقبل أن تكمل كلامها أشار بيده وهو يدخل مكتبه مره اخرى بما يعنى أنه لا يريد كلام اخر 

امجد.مش باخد رأيك على فكره....ياريت تسمعى الكلام

خرجت رونا وركبت السياره واوصلتها لمنزلها 

ومرت الايام التاليه بهدوء تنتهى من عملها تصعد إلى المكتب المجاور لمكتبه تشاهده فى بعض الأحيان فى كاميرات المراقبه التى أمامها وهو يعمل وتشاهد احيانا وهو يمارس الرياضه فى صاله الجيم المرفقة

تحاول احيانا أن تلهى نفسها عن أن تشاهده فى فتره عقابها كما اسمتها تحاول أن تقرأ ...تفكر...وتفكر. 

ولكن لماذا تفكر كثيراً فإنها لايجب أن تنظر إليه فى الكاميرات التى غالبا تعمد أن يجلسها أمامها ليسيطر على تفكيرها وتعتاد على وجوده ....هل هذا هدفه 

غالبا هذا مايقصد ولكنها اقنعت نفسها ان تغلق هذه الشاشة نعم ستفعل ذلك......

تمر الايام فى هدوء حوالى اسبوع من العمل الاضافى بدون نزاع بينهم لقد اقنعت نفسها أنه بما فعله معها قد أخذ حقه منها ولربما يتركها لحالها بعد ذلك ....

وفى اول يوم فى الاسبوع التانى كانت تقف فى مكتبها تغنى وهى على يقين أن لا أحد يسمعها فهاله اجازه وهى فى مكتبها ولم تتوقع قدوم أحد ..تمسك  بعد الأوراق وترتبها كان صوتها غايه فى الجمال وشكلها أيضا لقد تركت لشعرها العنان وكانت ترتدى قميصا لونه بلون شعرها الكستنائى وبنطلون ابيض تحركت لتقف أمام المكتبه المواجهه لمكتبها تبحث عن اوراق لعقود قديمه 

ماهذه الحوريه التى امامى وماذا عن هذا الصوت الملائكى تسال امجد عندما دخل وقف عند الباب المواجهه لمكتبها .....كم يتمنى أن يلمس هذه الخصلات الحريريه ذات اللون الرائع التى تصل فوق ركبتها    بعدة سنتيمترات ثم انتبه هل كل رجال الشركه يرونها بجمالها وشعرها هكذا من الموكد أنهم يفكرون مثله شعر بوخذه فى قلبه من الغيره...... هل من الممكن لأحد أن يسمع صوتها الملائكى لابد أنه سيقع فى عشقها فور سماع صوتها ...... يسال نفسه هل اخطفها لأمنع عيون الناس من رؤيتها

ثوانى وانتبه لما تغنى لقد كانت تغنى اغنيه حزينه ولكن من يسمعها بصوتها لابد أن يصبح فرحا ....تسأل أيضا هل تحب أحدا ام هناك من جرحها .... 

قرر أن يتحدث اخيرا ...

امجد.صباح الخير

انتفضت رونا ليقع ما فى يدها ونظرت لتجده يتقدم ناحيتها. وعلى وجهه ابتسامه لم تراها من قبل ماهذا أنه حقا وسيم جداا ووجهه رجولى للغايه ...

رونا.صباح الخير

اقترب ليلملم ما وقع منها معها 

لتفكر رونا ماهذا التواضع المفاجئ تأخذ من يديه الملفات ببعض التحفظ وتقول

رونا. شكرا هو انت لسه جاى ولا موجود من بادرى

امجد على وجهه تلك الابتسامه التى تنم عن الرضا والهدوء لقد كان مختلف 

امجد. انا واقف من شويه بصراحه صوتك حلو جدااااا مقدرتش اوقفك حبيت اسمعك وانتى بتغنى

اصبح وجهها ملون 

رونا.....

امجد .كنت جاى اقولك انى مش هكون موجود لمده اربع ايام فبالنسبة للعمل الاضافى هتكون فى مكتبك وفى عربيه هتوصلك زى كل يوم 

لا يعلم لماذا هو حزين هل لانه سوف لا يراها لمده اربعة ايام ويومين الاجازه الرسميه اى سته ايام سوف لا يراها ..... أنه لا يعلم مابه الان

اما رونا فكان وضعها مختلف فلقد شعرت بالسعاده؛ لأنها ستتحرر منه ولو بقليل من الوقت

رونا. تمام 

انها لاتعلم ماتقول 

امجد. طيب انا كمان عندى مؤموريه بره الشركه انهارده فلو احتاجتى حاجه ممكن تعرفينى

رونا تفكر فى عقلها ماذا ستحتاج منه أنها ستستريح منه ولكنها نطقت بهدوء

رونا .شكرا

لاحظ امجد هدوءها وتحفظها فقال فى وقار وهدوء هو الآخر

امجد.طيب انا هسيبك تكملى شغلك

وغادر المكتب سريعا وكأنه اخذ حجر من على قلبها لتستطيع التنفس 

                الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>