رواية وجع الحب الفصل الحادى والعشرون21والثانى والعشرون22بقلم روني محمد


 الفصل الحادي والعشرون والثانى والعشرون

           💔  وجع الحب  💔

                           روني محمد 

( اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم) 


عند عمر و ورد 


     بينما هو يقود سيارته عائدا الي المنزل وهي تجلس جواره ، لتتذكر شيئا ، فتنظر في مرآه السياره ، تصرخ قائله 

-: عاااااا ، انت ازاي تسيبني كده ...

       انتفض هو من صرختها ليوقف السياره فجأه قائلا 

-: في ايه يا ورد بتصرخي ليه؟ ...

ورد : شايف وشي ، حرام عليك ، انا عارفه انك قاصد ..

عمر : يادي اليوم الي مش معدي ، وريني وشك .. 

      امسك ذقنها ليلفه اليه وهو يفحصها بعينيه قائلا 

-: ماله ماهو كويس اهو ، دانا قولت قرصك تعبان ولا حاجه ، يا خربيتك قطعتيلي الخلف ...

ورد ببكاء : وانا اقول الممرضات كانت عماله تبصلي وتضحك ليه  ، طبعا مانا كنت شبه البلياتشو 

     ادار هو محرك السياره ولم ينطق بكلمه ، فهو قد فاض به الكيل وعلى وشك قتلها ....

ورد : انت ممسحتليش ليه وشي وسيبني كده ...

   مسح وجهه بضيق ، وجاهد حتى يتحكم باعصابه ، ولا يستدير لها ويخنقها ....


ليقول وهو يضغط على اسنانه : مالو وشك يا ورد عادي مفهوش حاجه 


ورد : سايبني كده رمش ورمش والكحل سايح ووشي كلو بايظ ومتلحوس كده  . 


عمر بغيظ : معلش المره الجايه لما يغما عليكي هبقى اشوف رموشك في مكانها ولا لأ واتأكد من الكحل ساح ولا مسحش...


      وضعت يدها في خصرها والتفت له قائله بغيظ 

-: ده انت بتتريق بقى..  

عمر بنفاذ صبر : اه بتريق وكلمه كمان، هولع فيكي وفي العربيه ، واخلص منك .....


          صمتت هي حينما ابصرت عينيه التي لا تبشر بالخير ، والتي تمتلئ بنيران الوعيد التي ستحرقها ، لتلتفت الي النافذه بعيدا عنه بعد ان نظفت وجهها الملطخ من اثر المكياج ....

     لتعود اليه بعد قليل قائله بدلع

-: موري ،  عاوزه اطلب منك طلب 

      ابتسم هو ليطالعها بهيام ، فهي تستطيع ان تخمد ثورته في لحظات لتستبدلها بحب وعشق ....

عمر : اتفضلي

ورد :  في محل ايس كريم قريب من هنا ممكن تجبلي منه ؟

   ابتسم عمر لها قائلا 

-: احلى ايس كريم هيجي بس يارب تبطلي جنان.. 

     قاطعهم صوت هاتف عمر ، ليلتقطه عمر سريعا ، ليرد سريعا بعد ما عرف هويه المتصل وهو صديقه بالمرور الذي سيخبره عن صاحب الدراجه الناريه ليرد قائلا 

-: ها عملت ايه ؟

......: اسمه سيد جمال عبد الناصر هتلاقيه ساكن في ******* هبعتلك عنوانه بالتفصيل في رساله ، مع باقي المعلومات الي عرفت اجبها.... 

عمر بامتنان : شكرا يا طارق.. 

طارق : لا شكر علي واجب ، لو احتجت اي حاجه انا فالخدمه.... 

عمر : انا عارف ولله من غير ما تقول... 

طارق : تمام تؤمرني باي حاجه.. 

عمر : لا شكرا ، بس متنساش تبعتلي الرساله... 

طارق : لا مش هنسى هبعتها حالا سلام.. 

عمر  : سلام 

     اغلق عمر الخط وهو مازال منتظر وصول الرساله ، لتصله الرساله بعد ثواني ، قرأها ثم اغلق الهاتف ، ووضعه امامه علي التابلوه ، بينما كانت ورد تشاهده وتحمل ملامحها الكثير من الدهشه لتقول 

-: رساله ايه دي يا عمر ؟

عمر : بعدين يا ورد هحكيلك ، بس معلش انا هوصلك للبيت بسرعه دلوقتي ولازم أمشي عشان ورايا مشوار مهم... 

      ضيقت ورد عينيها لتقول 

-: انت بتهرب....  ومش عاوز تجبلى الايس كريم صح ؟

     حك عمر طرف ذقنه ليقول 

-: لا بصي انا مش مركز دلوقتي غير في حاجه واحده بس هو اني اوصلك وبعدين اروح مشواري ، لو عاوزه تتخانقي خلينا باليل لما ارجع... 

ورد : عمر انت رايح تقابل ملك ؟

عمر بضيق : لا يا ورد .... مش رايح ويلا انزلي بقى احنا وصلنا.... 

     ثم غمز لها ثم اكمل 

-: ولا عوزاني اشيلك 

ورد بغيظ : لا شكرا انا هنزل لوحدي ...  وعلى فكره انا مش مرتحالك وشما ريحه ملك فالموضوع... 

عمر : شما ؟؟ ... سلام يا ورد

      نزلت ورد من السياره وهي تمشي بحزر على قدمها المصابه ، تابعها عمر بعينيه حتى اختفت في الداخل واغلق الحرس البوابه.... 


      انطلق عمر بالسياره حتي يصل الي العنوان المدون بالرساله الخاص بالمدعو "سيد جمال " صاحب الدراجه الناريه.... 


      ********************

عند الين وأمل 

     صعدت الين الى غرفتها لتجد أمل بانتظارها ، وما ان دخلت واغلقت الباب ، وقفت امل لتتجه اليها وهي تقول 

-: ها طمنيني يا الين عملتي ايه ؟ 


الين بحزن : خلاص يا امل كل شئ انتهى..... 


    زمت امل شفتيها لتقول بحزن 

-: ليه يا الين ده آدم كويس غير ياسر خالص... 


     فكت الين حجابها ، وهي تتجه نحو الدولاب وقالت 

-: كويس بقى مش كويس ميخصنيش... 


امل : ازاي بس ، ده باين عليه بيحبك ، انا سمعت نص كلامه على فاكره وباين عليه فعلا مظلوم ، ميستحقش منك كده.... 


      سحبت الين ملابسها من الدولاب ، لتغلقه وهي تتجه الي المرحاض وقالت 

-: لو سمحتي يا أمل انا قررت هبدأ حياتي من أول وجديد ، مش عاوزه افكر في الي فات ولا عاوزه الي يفكرني بيه ، واعملي حسابك ، انا كلمت سمسار يدورلنا على شقه هنا فالقاهره ، ولما عمو شريف يخرج من المستشفى نبقى ننقل فيها.... 

      ثم دلفت الي المرحاض واغلقت الباب ، قبل ان تعارضها أمل ....


بينما امل نفخا في ضيق لتقول لنفسها 

-: ماشي يا الين براحتك ، بس مظنش انك هتنسي آدم بالسهوله دي.... 


        **********************

 

           ولجت ملك الي داخل النادي ، وهي تتغنج بمشيتها ، أرتدت فستانا من اللون الاسود القصير والذي يبرز مفاتنها بسخاء ، رفعت شعرها الى اعلا ، لتظهر جمال عنقها ، وارتدت عقدا من الألماس قد اشتراه لها عمر من قبل.... 

     تذكرت حينما اتصل بها عمر قبل ساعه ، ليخبرها بانتظاره لها في النادي ، لتسرع في اللحاق به ، فهي قد علمت انه بالتأكيد اتصل بها كي يحدد معها موعد الزفاف  فبالتاكيد سيعجل به خوفا من الفضيحه.... 


      كانت تسير بخيلاء وسط اعضاء النادي وخصوصا الرجال الذين كانوا مبهورين بجمالها الفائق عن المعتاد ، طالما كانت تغير منها الكثير من الفتايات ، ومنهم من حاولوا كثيرا تقليدها في مظهرها وملابسها ، ولكن لم يستطيعوا ان ينالوا حب عمر ....


       تسللت ابتسامه خبيثه الى ثغرها وهي تتذكر كيف استطاعت ان توقعه في شباكها ، وهي تلاحقه من مكان لأخر حتى استسلم لها وطلب الزواج منها ..... 


    لمحت عمر يجلس فالمكان المخصص لهم ، لتقوم بشد فستانها الي اسفل وهي تخرج مرآه صغيره من حقيبتها ، للتأكد من مظهرها الخارجي ، الذي طالما استطاعت  من خلاله ان تجذب عمر اليها ، وتجعله دائما ما يحب لقاءها..... 


       لم تعلم انها كالحلوى الرخيصه بلا ثمن ، لا يعف عليها سوى الذباب ، مستمتعين بحلوها فقط ، بينما من اراد ان يمتلكها لا يذهب سوى للحلوى الثمينه التي لم تترك نفسها للذباب.... 


     كان عمر يلوم نفسه كثيرا ، كيف استطاع ان ينخدع بها لذلك الحد ، لماذا لم يصدق والده ويستمع اليه ؟ ، كانت تتلون امامه كالأفعى ، وهي تبخ سمها به ، فأصبح مغيب يمشي وراء اهوائه ....


    قطع شروده طرق على منضده ، فلم تكن سوى ملك التي تطرق بأظافرها على المنضده ، بعد ان جلست لتقول 

-:الي واخد عقلك يا حبيبي ، رحت فين... 


     لف بكرسيه ليكون في مواجهتها ليقول بسخريه

-: بفكر في اكبر مقلب اخدته في حياتي..  


   شحب وجهها لتقول 

-: في ايه يا عمر ايه الي حصل ؟


    قبض على زراعها بقوه ليقول 

-: بأنا وحده ***** رخيصه زيك مفكره انها هتضحك عليه.... 


   التفتت حولها بزعر خوفا من ان يسمعه احد ويفضح امرها ، لتحاول ان تفلت يدها من قبضته وهي تقول وهي تبتلع ريقها بصعوبة 

-:  ااااه .... ااااه سيب ايدي..... عمر انا معملتش حاجه..  انا... 


قاطعها هو قائلا 

-: انتي واحد زباله متستحقش انها تشيل اسم عمر الانصاري ، الحمد لله ان ربنا كشفك ، الزفت  ألي أسمه سيد ألي بعتيه بالصور اعترف عليكي يا حلوه من أول ألم... 

 

    نفض يده بقسوه بعيدا عنها ،  لتجحظ عينيها لتقول بتلعثم

-: كدب....  لا  ... كدب...  محصلش انا معملتش حاجه ....


عمر : ما أنا قلت ممكن تكون مظلومه والواد بيتبلي عليكي ، ولا حد يكون زقه عليكي ، بس الي متعرفهوش يا حلوه انه سجلك المكالمات الي كنتي بتتفقي معاه فيها هو وصاحبه ( ثم أكمل بسخريه) العميل الي بعتهولي الشركه ...

    نظر لها  بإحتقار وهو يتطلع لها من اعلاها لاسفلها ليكمل حديثه قائلا 

-: وال ****  واخد نسخ من الصور عنده وناوي يساومك عليهم اشربي بقى.... 


    وقف وهم لينصرف ، أمسكت ملك يده وهي تبكي وتتوسل اليه قائله 

-: ارجوك يا عمر متسبنيش ،انا عملت كده عشان بحبك ، لما عرفت انك اتجوزت ورد كنت هموت ، ملقتش حل غير ده ، ارجوك يا عمر سامحني... 


عمر بقرف : اسامحك....  اه انسي ، ربنا بس الي بيسامح ، انتي الي جنيتي على روحك لما فرتي في نفسك ، زيك زي اي واحده فالشارع..... 

     ثم باغتها بنزع العقد الملتف حول عنقها ، ليدفعه أرضا قائلا باحتقار 

-: انتي أرخص من انك تلبسي العقد ده ، كنت جايبهولك لما كنت مغشوش فيكي وفاكرك أصلي مش فالصو ، طلعتي ارخص حتى من التراب الي بدوس عليه...... .. 

     

        مشى وتركها ، وهي تبكي وسط نظرات الجميع من حولهم ، منهم الشامتين ومنهم الذي يتأكله الفضول لمعرفه السبب ، فتحت ملك حقيبتها سريعا ، لتلتقظ نظارتها ، الشمسيه وترتديها سريعا ، لتحجب عينها عن الناس ، لتنصرف سريعا من النادي ، مطأطأه الرأس فيكفي ما فعلته بحق نفسها.... 

    بعد قليل 

جلست ملك في سيارتها خلف عجله القياده ، لتفكر فيما ألت اليه الأمور ، وقد وضعت نفسها في مأزق لن تستطيع ان تتخلص منه ، فلو سيد هددها فعلا بنشر الصور فقد تفضح امام المجتمع كله ، لم يكن امامها سوى الاتصال بمن تظن انه سينقذها ، ولكن هل سيدفع بها الى الجحيم ام لا...... ؟


(اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين) 

  



الفصل الثاني والعشرون 

              💔 وجع الحب 💔


(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )

(لا حول ولا قوة إلا بالله) 


    جلست ملك خلف عجله القياده ، تفكر فتلك الجريمه الشنعاء التي ارتكبتها في حق نفسها ، لا طالما كانت تفعل ما يحلو لها فالخفاء ، دون ان   يدري بها احد او يكشف أمرها ، وفالنهايه كانت ستتزوج عمر ، لتطمس من خلاله الماضي وعلاقاته العابره..... 


      كيف ستواجه المجتمع ، وخصوصا تلك الطبقه المخمليه التي هي منها ، والتي كانت دائما ما تتعامل مع الجميع بالعلو والتكبر ، كيف تستطيع ان ترفع رأسها بينهم ، اذا فضح أمرها ، لتفكر مليا لتجد ان الوحيد    الذي سيخلصها ، من هذا البئر المظلم الذي قد سقطت به هو ياسر ، رفعت هاتفها على اذنها ، بعد ان ضربت باصابعها الشاشه عده مرات ليأتيها الرد بعد وقت... 

ياسر بخبث : يا ترا ايه الي فكرك بيه ، مش انتي قلتي انك مش عاوزه تعرفيني تاني ؟

    

     اغمضت عينيها بقوه لتفتحها وهي تقول بحزن مصطنع

-: انا عمري ما اقدر استغنى عنك يا ياسر ، دانت أول حب في حياتي.... 


   ابتسم بسخريه ليقول 

-: ههههههههه أول حب!!!  اه منا عارف...... لا انا بصراحه مستغربك ، لوكا مالك حبيبتي انتي سخنه.... 

ملك : ياسر انا واقعه في ورطه ومحتجالك أوي جنبي... 


    ابتسم بخبث ليقول 

-: هي الحكايه كده بقى..... وانا الي فكرت اني وحشتك.... 

ملك بكذب : وحشتني طبعا يا ياسر ، بس انا بجد محتجاك جنبي... 

ياسر : لا انا كده قلقت ، انا مش متعود عليكي كده ، ايه يا لوكا هو حبيب القلب زعلك ولا ايه ؟.... ما أنتي مبتفتكرنيش غير وانتي زعلانه معاه ....

ملك بنفاذ صبر : خلاص يا ياسر انا هقفل مش  عاوزه  منك حاجه... 

ياسر بلهفه : لا استني خلاص قوليلي ايه الي حصل ؟


   قصت ملك له كل شئ وما فعله عمر معها ، وما اخبره بها حول الصور و احتفاظ المدعو سيد بها وانه سيهددها بها لاحقا ....

ياسر بضيق : ما انا قولتلك يا ملك ، متتصرفيش من دماغك ، وانتي الي روحتي ورطي نفسك في مشاكل منتيش أقدها ، وفالأخر ولا طلتي عمر ولا غيرو  ..


ملك : خلاص بقى يا ياسر ، اخر مره ومش هكررها ، المهم خلصني من الورطه دي بأي شكل.... 

ياسر : امممممممم ، طب والمقابل؟

ملك : الي انت عاوزه هعملهولك... 


ياسر : ماشي يا ملك اعملي حسابك تيجي تعدي معايا اسبوع في شقه اسكندريه ، وانا هخلصلك الموضوع ده.... 


ملك : اسبوع بحاله ، طب وهقول لمامي ايه ؟

ياسر بسخريه : انتي هتغلبي يا ملك ، هي يعني أول مره ، قوللها اي حاجه ، المهم عاوزك تكوني عندي بكره.... 

ملك باستسلام : ماشي يا ياسر..... 


     اغلقت الهاتف وهي تقول لنفسها 

-: اخلص بس من القرف ده ، وهبقى اشوف هخلص منك ازاي.... 

  

       أدارت السياره وانطلقت بها ، بعد ان اطمئنت انها ستتخلص من كوابيسها التي تلاحقها ، و كيف ستعمل جاهده حتى تنصب الشباك لعمر حتى يقع في فخها من جديد ، فهي لم يستعصى عليها احد من قبل ، وكما استطاعت بالماضي ان تجعله رهن اشارتها ، فستفعل كل ما بوسعها حتى تستعيد ثقته بها........ 


        ***********************

في اليوم التالي 


     خرج شريف من المشفى ، بعد ان استعاد عافيته ، اخبرته أمل والين برغبتهم في الانتقال لمنزل أخر ، رفض شريف بشده ، ولكن مع اصرارهم واقف على ان يكون هذا المنزل بالقرب من فيلته..... 

    خرجت الين بمفردها لتبتاع بعض الأشياء لتجهيز منزلها الجديد ، أما امل فظلت بالمنزل لانها شعرت بالاعياء الشديد ، نتيجه ارتفاع درجه حرارتها..... 


       ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان ، فقد ظنت ان ياسر قد نسى امرها ، ولن يطاردها طالما هي ابتعدت عنه ، للتفاجأ به يعود ويقف امامها الصياد المتربص لفريسته..... 


      هزت الين رأسها بالرفض بعد ان اتسعت عينيها برعب ، وهي تراه يقترب منها ، وقد شحب وجهها كشحوب الأموات ،تناولت بيد مرتجفه هاتفها من المقعد المجاور ، تحاول ان تستنجد بأدم فهو الوحيد الذي يستطيع انقاذها من براثن ذلك المفترس ...

  

        آدم الوحيد الذي خطر ببالها حينما رأته يقترب منها ، اغلقت اقفال الابواب سريعا ، لتحاول وضع المفتاح في المكان المخصص له ، بايدي مرتعشه ، وقبل ان تتحرك بسيارتها... 


     صرخت بعنف عندما سمعت صوت طلقات الرصاص يخترق زجاج السياره ليسقط الزجاج جوارها كحبات اللؤلؤ ، مد يده سريعا ليفتح الباب ، وهو يجذبها خارج السياره بعنف ، حاولت مقاومته كثيرا ، وهي تصرخ مستنجده بادم ، لكن ياسر كان أشبه بالأسد المنقض على فريسته ، قبض على حجابها بقوه سحبها بعنف الي خارج السياره ،ليلقيها بعنف على الارض ، ليقبض على زراعها بقوه ، صرخت هي بألم من قبضته الفلاذيه ، التي كادت ان تهشم زراعها ،ليحملها ويضعها داخل سيارته بقوه ، وهو يقول 

-: ايه مفكره ايه هتتصلى بحبيب القلب يجي يلحقك مني ...

الين ببكاء : ارجوك يا ياسر سيبني ابوس ايدك سيبني .... انت عاوز مني ايه ؟

     تأملها ياسر بنظرات وقحه وهو يركب جوارها داخل السيارة قائلا 

-: هتعرفي لما نوصل... 

      حاولت فتح الباب مرارا وتكرارا ، وهي تصرخ مستنجده باي شخص ، ليوقف السياره فجأه ، ويقبض على فكها بقوه كادت ان تهشمه ، ليضغط على الزر المجاور للكرسي جوارها ، يرجعه الي الخلف ، ليجثو فوقها  وهو يمزق مقدمه فستانها قائلا بوقاحه 

-: لو سمعت صوت منك تاني ، هعمل الي انا عاوزه هنا وقدام الناس وهو بالمره اخلى الناس تتفرج ...

      شهقت بدموع وهي تحاول ان تزيحه من فوقها ، وهي تلملم فستانها ، ليعود الي كرسيه ، وهو يطالعها بابتسامته الشيطانيه ، بينما هي تطالعه بكره....... 


        *********************

في شقه الاسكندريه 


       جلست ملك على كرسيها الوثير الموجود في غرفه النوم ،وهي تهز ساقيها بعصبيه مفرطه ، رفعت اصابعها وهي تقربها من فمها لتقضم اظافرها من فرط توترها... 

  فتحت حقيبتها لتلتقط علبه السجائر الموجوده بها ، ومعها القداحه ، لتخرج سيجاره وتشعلها ، لعلها تنفث بها غضبها... 


    التقطت هاتفها لتتصل بياسر للمره التي لا تعلم عددها ، فهو حدثها واخبرها بأنه سيتخلص من هؤلاء الاوغاد ويعود اليها ليبدأ لياليهم الماجنه سويا....  واخيرا سمعت صوته قائلا 

-: ايوه يا ملك ، بتتصلي كتير ليه ، ما انتي عارفه مشغول في ايه... 

    ابتلعت ريقها بتوتر وخوف لتقول 

-: عملت ايه ؟

ياسر بخبث : عيب عليكي ، انتي مش واثقه فيا ولا ايه ؟

ملك بتوتر : مش كده ، انا بس قلقانه يكونوا هربوا ولا حاجه... 

ياسر : لا انا خلاص اخدت كل حاجه منهم ، وادتلهم درس مش هينسوه بقيت حياتهم... 

ملك بفرحه : بجد يا ياسر... 

ياسر :  جد الجد يا عيون ياسر ، المهم انا جي حالا ، عاوزك تدخلي تاخدي شاور وتجهزي كده ، الليله دي هتكون ليله مش هتنسيها في حياتك كلها.... 

ملك : ماشي .... ماشي....   سلام ....

     اغلقت الخط ، وأطفئت سيجارتها وهي تتنهد بارتياح ، فاخيرا قد انزاح هذا الحمل الذي اطبق على انفاسها..... 


       ثم نهضت واتجهت الي المرحاض للتتجهز لهذه الليله المشئومه ، والتي ستدفع ثمنها طيله حياتها .....


    بعد وقت 

خرجت  من الحمام وهي تلف المنشفه حولها ،  لتجده يجلس على السرير عاري الصدر ، في البدايه ، لم تتحقق من ملامحه ، لانه كان يواليها ظهره ويتصنع انه منشغلا بشيئا ما، و مع انخفاض ضوء الغرفه كانت الرؤيه ضبابيه ، اقتربت هي منه ، لتحتضنه من الخلف وهي تغازله ، ولكن سرعان ما تسربت البروده الي اطرافها ، حينما استدار بوجهه لها ، فلم تجده ياسر بل كان ذلك الرجل الذي يدعى " سيد جمال " صاحب الدراجه الناريه.... 

    شحب وجهه كشحوب الاموات ، وهي تنتفض مبتعده عنه ، ليمسكها الأخر قبل ان تفر منه... 

لتقول بخوف : انت ايه الي جابك هنا ، ابعد عني.... 

سيد بصوت اشبه بالفحيح 

-: جيت ادوق العسل ، الي بدوقيه لكل الناس ، مجتش عليه يعني... 


ملك بغضب : ابعد عني يا حيوان ، انا هقتلك ، ياسر جي دلوقتي ، وهيموتك لو لقاك هنا  ..

سيد : هههههههه  ياسر باشا هههههه ماهو الي باعتني يا مزه ، يلا بقى مضيعيش وقت... 

     حاولت هي فك حصاره عليها  و لم تستطع ، ليدفعها تتمدد على السرير وهو يجتو فوقها ....

ملك : انت كداب ، ياسر مستحيل يعمل كده. 


    تفحصها سيد بعينين زائغه ، وجسدها العاري امامه ، ليقول 

-: امال انا عرفت منين انك هنا يا حلوه ، ماهو  الي مديني مفتاح الشقه ، يلا بقى خليني اتبسط شويه.... 

   

      ليهجم عليها يقبلها بعنف ، وبعد دقائق اندفع باب الغرفه بقوه ليدخل مجموعه من الرجال ويبدو عليهم انهم من الشرطه 


الضابط : لفهولي يا بني فالملايات وهاتهم عالبوكس ....

سيد : يا باشا انا مليش ذنب هي الي غويتني....

كانت ملك في حاله ذهول مما حدث ، تشعر وكأنها تحلم بكابوسا تتمنى ان تستيقظ وتفيق منه...... 

فاقت مش شرودها علي صوت احدهم وهو يقول

-: يالا يا ختي قومي قدامي ، انتي لسه هتنحي.... 

    مد يده ليجذبها لتقول هي بدموع ممتزجه بالغضب

-: ابعد ايدك عني يا حيوان ، انا معملتش حاجه ، هو الي جه واعتدى عليه ، انا معملتش حاجه ، ولله انا بريئه.... 


امين الشرطه : جرا ايه يا *****انتي هتعمليهم عليه ، هو كل واحده **** زيك تعمل عملتها وبعدين تيجي تقولنا معملتش حاجه ، ايه كلكو شرفا يا ******.....


ملك بغضب : اخرص يا حيوان ، انا اشرف منك ومن الي خلفوك... 


      صفعها بقوه ، و امسكها من شعرها ليقول وهو يتطلع لها بوقاحه 

-: دانتي ايامك معانا هتبقى اسود من السواد 

    ليطالعها من اعلاها لاسفلها وجسدها الظاهر امامه وهو يقول 

-: بس بصراحه طلعتي جامده وتستهلي ، يلا يا حلوه ورانا شغل مش فاضينلك ....


      بصقت هي في وجهه ، وهي تلملم الملائه عليها  ، هم هو لينقض عليها ويضربها مره اخري ليعود الضابط مره اخرى ليقول بحده 


-: خلص يا امين مجبتهاش ليه وحصلتنا ؟

امين الشرطه : حاضر حاضر يا باشا وراك اهو ، جايين علي طول ....اتفضلي يا ختي قدامي ، لولا بس دخول الباشا انا كنت عرفتك مقامك.... 


    كان ذلك هو مصيرها المحتوم ، فهي من شكلت نهايتها  بيديها ، فقد سلكت طريق الشيطان ، وانساقت خلف غرائزها وشهواتها كالحيوانات ، وتعاونت مع ابليس على ذلك..... 

لتنال عقابها المحتوم..... 


      اما ياسر فقد ابتسم حينما اغلق الهاتف ، بعد ان اخبره امين الشرطه ان كل شئ سار وفق الخطه التي وضعها ، ليضحك ضحكته الشيطانيه ، فاخيرا تخلص منها ، ليتفرغ لتلك الجميله التي تحتضن جسدها وهي تنظر اليه بذعر......



              الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>