الفصل ✿✿الحادي عشر
رواية ✿✿ صراع الاحفاد..
هاجر محمد ✿✿ حبيبة
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في أحد المقاهي جلس ينتظرها وهو يشعر بتوتر العالم يحتله
منذ أن أتاه اتصالها وأخبرته أنها اتخذت قرارها وتريد أن تخبره
به من وقتها والخوف يتملكه أن يكون قرارها كالمعتاد التخلي عنه واختيار حلمها وهو عملها الذي طالما كان أولي شيئ في
حياتها وأهم أحلامها هو الوصول لاعلي الرتب به
تمتم بصوت مسموع وهو يقول :- خلاص ياجاسر اهدي بقي
شويه وبعدين إنت كده يبقي عملت اللي عليك علشان تحافظ
علي حبك ليها لو هي بتحبك أكيد هتتنازل ولو لمره علشانك
_وأنا فعلا ياجاسر بحبك بس سامحني أنا مش هقدر أتنازل علشانك
التفت وهو ينهض بصدمة علي صوتها الذي فاجئه من خلفه
وما أن رأها حتي أخذ ينظر إليها بعدم تصديق وجف حلقه
لدرجة أنه لم يستطيع أن يخرج حتي كلمه واحده من فمه
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في قصر النعمان :-
استيقظت رهف لتشعر بنفسها عاريه تماما بين يدي فهد، أغمضت عينيها بخجل تمنت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها لكن مع هذا كله رسمت ابتسامه حالمه فهذه أجمل ليلة قضتها في حياتها تذكرت معاملة فهد معها ورقته وهو يتعامل معها كأنها قطعة رقيقة نادرة الوجود يخشي أن يمسها شيئ، شعرت بآنها تمتلك رجلا يعطيها حب العالم لها وحدها، ارتفعت نبضات قلبها وأخذت تتسارع بقوة وهي ترفع رأسها لتري وجهه الذي سحرها وأخذها معه إلي عالم العشق الذي لم تظن يوما ما أن ستصبح أحد سكانه لا لم تصبح ساكنه فقط بل باتت تشعر بنفسها الان أنها متربعه علي عرشه،
لاحظت حركه طفيفة لرموشه فعلمت أنه يمثل النوم فانسحبت بسرعة وهي تجر الروب من جوارها ثم اتجهت مباشرة إلي المرحاض.
أما عن فهد فبمجرد أن أغلقت الباب عليها استقام بنصف جلسة وأسند ظهره علي الفراش وهو يرسم ابتسامة تزين محياه تلقائياً هو لم يكن نائما لكنه كان مستمتعا بقربها وأيضاً لم يرد أن يزيد من إحراجها فهو كان يشعر بتسارع قلبها فلو استيقظ يعرف أنها ستذوب مكانها...
بعد فترة لا بأس بها خرجت من المرحاض وهي تخفض رأسها أرضا بخجل نهض إليها واقترب منها في محاوله ليخرجها من هذا الخجل الذي يجعل وجهها أحمرا يشدة ودقات قلبها التي لازالت علي حالتها
قبلها من جبينها بحنو ثم اردف قائلا :- بحبك
ردت عليه بتلعثم :- ش ش شكرا
قضب حاجبيه وهو يرددها بعدم رضا :- شكرا جوزك بيقولك بحبك تقولي له شكراً
تحركت بتذمر بعيدا عنه وقالت :- فهد ابعد عني دلوقتي الله يسترك كفايا اللي أنا فيه
ضحك فهد بصوت عال وهو يتقدم منها ثانية :- هو إيه اللي إنتي فيه، إنتي محسساني إني اغتصبتك، دي كانت احلي ليلة في عمري كله
هتفت به بخجل وهي تضع كفيها علي عينها :- فههههد لو سمحت
ضحك وهو ينسحب من أمامها حتي تهدأ :- حاضر خلاص أنا داخل آخد شاور وإنتي اجهزي علشان هنسافر دلوقتى
التفتت إليه بدهشة :- هنسافر دلوقتي إنت بتهزر
فهد :- لا طبعا بتكلم بجد جدا
رهف :-طب ما قولتش ليه من بدري
فهد :- مش قولت لك إننا هنسافر لحد ما مرات عمي وجدتي يمشو على العموم جهزي نفسك بس أنا مجهز كل حاجه
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في الأسفل جلس الحاج جابر في حديقة القصر يتناول فنجان من القهوة بعد أن تناول الإفطار حتي رأي سيارة فهر تدخل القصر وبعدها خرج منها هو وزوجته.
صراع الأحفاد،. هاجر محمد. حبيبة
خرج فهر من السيارة واتجه مباشرة نحو جده بابتسامة وهو يلقي علية التحية ثم انحني مقبلا يده باحترام :- صباح الخير ياجدي
أومأ الجد له بترحيب :- صباح النور عليكم ياولاد
صافحته حسناء هي الأخري وانحنت تقبل يدها ليمسد علي رأسها بحنان :- ربنا يرضي عليكي يابتي
جلس فهر جواره :- قولنا نيجي نصبح عليك قبل ما نروح الشركة
الجد بتساؤل :- نروح!! هي حسناء بتشتغل معاك بالشركة
حرك رأسه لأعلي ولاسفل بإيجاب وقال :- أيوه يعني حاجه بسيطه لسه علشان دراستها
رد الجد وهو ينظر إليها بتشجيع :- زين ما عملتي يابتي أحسن من الجاعده في البيت.. استنوا انادي علي حد يعملكم فطور
فهر برفض :- إحنا لسه واكلين قبل ما نيجي حالا أصلا لازم نقوم نمشي عندي اجتماع مهم
الجد متسائلا :- خير ان شاء الله ياولدي
فهد بحزن :- مش خير خالص والله ياجدي الشركة فيها تلاعب كبير ومش عارف اوصل لحاجه وفي آخر فتره اخدنا كام مشروع وفشلت فيه ده غير مناقصة نيويورك كل ده سبب خساير مالهاش أول من آخر ادعي لي ياجدي ربنا يعوضني في المشروع اللي جايلنا النهارده
الجد:- أنا ما بفهمش زيكم في العمار ياولدي بس اتوكل علي ربك وطول ما إنت بتعمل اللي عليك عمر ربنا ما هيخذلك أهم حاجه شوف الخاين اللي في شركتك ياولدي ده اللي هيبجي عامل زي السوسه اللي بتنخر وتخرب من غير ما حد يشوفها لحد ما توجع (توقع)
نهض فهر :- أن شاء الله ياجدي لازم نمشي دلوقتي
الجد :- بس هستناكم علي العشا بالليل ومش هجبل أي عذر وتجول لعمر يجيب حنان وياجي
فهر :- حاضر ياجدي يلا ياحسناء
نهضت حسناء وغادروا الإثنين علي وعد اللقاء والتجمع مع العائلة علي العشاء في المساء..
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
وقف أمامها مثل التمثال وهو يراها أمامه هل هذا حقيقي أم أنه من كثرة تفكيره يخيل إليه هذا هل هي أمامه الآن
عبثت بيدها أمامه حتي يفيق وأردفت لتنبهه :- جاسر
رد جاسر ببلاهة وهو يتأملها بهيئتها الجديده من خمار طويل يغطي ما بعد صدرها وجيبه واسعه مدرجة من اللون الكحلي وبلوزه بأكمام نفس درجة الخمار :- هو إنتي قدامي كده حقيقي ولا أنا بحلم
رنا :- أنا ما تغيرتش علشانك ياجاسر أنا غيرت نفسي لأني عمري ما فكرت في كلامك ولا عمر حد نبهني ليه بس والله أنا بحبك أوي
لم يفكر جاسر أنه في مكان عام يمتلئ بالناس فلم يشعر بنفسه إلي وهو يرفعها من علي الارض بين أحضانه ويدور بها وكأنه يطير بها محلقا في السماء
تصفيق حار ملأ المكان وكاميرات الهواتف اشتعلت بتصوير هذا المشهد أصوات التصفير تعالت ووقف كل من في المكان علي قدم وساق ومهنم من كان مرهف الحس بزيادة فدمعت عينيه.
صراع الأحفاد،. هاجر محمد. حبيبة
انتهت مرحلت الطيران واستقرت قدميها علي الأرض ولكنه لم يبعدها عنه بل ضمها بقوة وتملك وبعد فترة ابتعد عنها وهتف بصوت عالي وكأنه يشهد العالم علي عشقة لتلك الفتاه التي خطفت النوم من عيونه منذ أن تيم بعشقها :- بحبك يارنا بحبببببببببببك
وضعت يدها علي فمها وهي تنظر إلي الناس التي تشاهدهم :- جاسر الناس كلها بتتفرج
أمسك يدها وقبلها بفرح :- أنا عايز الكل يشهد علي اللحظه دي عايز العالم كله يعرف إني بعشقك بعشقك
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في لمح البصر كان الفيديو المصور لهم يتصدر المواقع وأصبح يسجل ترند علي مواقع التواصل الاجتماعي.
اقتحمت غرفة الاجتماعات وهي تمسك الهاتف بيدها :- فهر فهر شوف بسرعه
نظر فهر إلي العملاء ثم نظر إلي حسناء :- حسناء مش وقته
حسناء بابتسامة وسعادة غامره :- لا لا مش هينفع خالص سوري ياجماعه إني دخلت فجأه كده
تحدث فهد من بين أسنانه :- فيه إيه ياحسناء إيه الحاجه اللي مش هينفع تتأجل دي
نهض عمر هو الاخر بقلق :- فيه إيه ياحسناء قلقتينا
وضعت حسناء شاشة الهاتف ثم اردفت :- اتفرجوا
نظر الاثنين إلي الهاتف ثم إلي بعضهما
فهر :- مين دي؟
عمر :- مين ده
هدروا معا في آن واحد :- مييين دوووول جاسر ورنا
عمر :- إيه اللي بيحصل ده هو مشهد من مسلسل تركي صح الحق الحق ده بيشيل اختي قدام الناس والله ما أنا سايبه
فهر :- واختك بتحضنه قدام الناس ده انا هخلي ليلتهم
قاطعتهم حسناء :- متجوزين علي فكره يعني دي مراته
عمر :- ما أنا عارف إنها مراته بس ما ينفعش مش هفضل واقف ساكت كده
فهر بتأيد :- صح إنت معاك حق إحنا لازم نعمل حاجه تفتكر نعمل إيه
حسناء بتوجس :- إيه الجنان ده
عمر بتفكير :- اسكتي انتي نعمل إيه نعمل إيه إيه رأيك نعمل حفله
ابتسم فهر واردف موافقا :- صح هنعملهم حفله تكسر الدنيا..
احتضنه عمر بسعاده :- أنا فرحان أوووووي ابتعد عنه ثم اردف بمزاح :- بس مش عارف ليه يمكن علشان هنعمل حفله مش مهم المهم إني فرحان وخلاص يلا انا أنا همشي علشان نلحق نجهز..
غادر عمر بينما اعتذر فهر من العملاء وطلب منهم أن يشاركوا معهم في الحفلة مساء اليوم ثم غادر هو وحسناء...
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
فز من علي مكتبه وهو يهتف قائلا :- عرفت مكانها..... فين بسرعه؟؟... خليك عندك لحد إوعي تغيب لحظه من تحت عينك
أنهي المكالمه وسحب مفاتيح السيارة وغادر مسرعا
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
دلف عمر إلي قصر النعمان في نفس اللحظة التي كان يخبر فيها فهد جده أنه سيسافر هو ورهف ليقطع الحوار بينهما :- لأ سفر إيه؟ مش هينفع النهارده خالص
نظر الكل في اتجاهه بينما سأله الجد مستفهما :- خير ياولدي
عمر :- أحفادك قلبين الدنيا علي السوشيال ميديا
فهد بتساؤل :- قصدك مين
أكمل عمر وهو يعبث بهاتفه :- جاسر ورنا عملين فيلم رومانسي مكسر الدنيا
أعطي الهاتف لفهد وأخذ يتابع الفيديو وبجواره رهف التي دمعت عينيها وهي تشاهده
رهف :- معقول رنا اختمرت
مد الجد يده لفهد وهو يقول :- وريني اجده ياولدي
نظرت زوجته الحاجه زهره جواره ثم أردفت باعحاب :- واه دي شبه رنا بت ولدي تمام بس اسم الله عليها دي محتشمه ومؤدبه
نظر إليها الحاج جابر وقال :- سلامة نظرك ياحاجه دي رنا بذاتها
نظرت مره اخري لتتأكد من هويتها ثم تابعت :- واه دي رنا ربنا يحرسها مثل الجمر
وقف عمر في المنتصف ووجه الكلام للجميع وقال :- المهم دلوقتي لازم نلحق نحضر للحفله لحد بالليل والأهم إن رنا وجاسر يفضلوا بعيد عن البيت خالص..
صراع الأحفاد،. هاجر محمد. حبيبة
خرج صوت جليله من الخلف وهي تقول باستهجان :- ليه هتجوزوهم من جديد عاد ولا إيه
صمت الجميع وتجاهلوا وجودها، وتباعوا حديثهم بالتجهيز للاحتفال.
فهد بتأيد :- فكره حلوه جدا.. بص ياعمر استني جاسر ورنا بره وحاول تخليهم بعيد عن القصر.. في نفس الوقت دخل فهر بصحبة حسناء ليتابع فهد وهو يشير إليه :- كويس وكمان فهر جه أهو هو يتابع مع أي شركة حفلات تلحق تنظم في الكام ساعه دول وأنا هشوف
فندق يشرف علي الضيافة في الحفله
عرف كل منهم مهمته وشرعوا في المحاولة لتجهيز كل شيئ علي أتم وجه في هذا الوقت الضيق...
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في أحد الفنادق الفاخره وصل ليث بسيارته بعد أن علم بمكان تلك المزعومه التي خربت حياته وفور وصوله صعد مباشرة حيث تقيم.
طرق باب السويت الخاص بها عدة مرات حتي أتاها صوتها وهي تقول بغنج :- أيوه يازيزو جايا أهو ياحبيبي
فتحت الباب وهي لازالت تتحدث :- لسه فاكر تجي شهقت بفزع وصمتت بخوف حينما وقعت عينيها علي ليث :- إ إ إ إنت
همت أن تغلق الباب بسرعة لكن قدم ليث وقفت حائلا، دفش الباب بقوة ودخل خلفها ثم أغلقه ثانية ولحق بها.
أمسكها من رقبتها ودب أصابعه في حنجرتها حتي شعرت أنها تختنق وأردف بغضب :- مين اللي سلطك عليه
حاولت أن تخرج الكلام بصعوبة :- م م ما ما فيش حد انت اللي أخدتني
لطمها بقوة حتى سقطت علي الارض وسالت الدماء علي فمها ثم قال وهو يقترب منها ثانية :- والله هقتلك لو ما قولتي الحقيقه سامعه هقتلك قدامك فرصه لبكره الصبح هسيبك تفكري علشان تيجي لمراتي وتقولي لها الحقيقه غير كده هقتلك بإيدي سامعه
خرج من الفندق وتركها ثم أمر من رجله الذي يراقبها أن يستمر في متابعته لها.
بعد رحيله كان هناك من يتابعها من بعيد وبمجرد أن غادر ليث أجري اتصالا وأخبره بكل ما حدث.
_أوامرك ياباشا.... ما تقلقش مش هتلحق يجي عليها الليل
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في قصر النعمان وتحديدا في غرفة عشق :
جلست رهف وحسناء يتحدثان عن رنا وجاسر ويتابعان التعليقات الكثيره التي تأتي علي الفديو المنتشر لهما. أما عن عشق فكانت شارده في عالم أخر قاطعته عليها حسناء وهي تحرك يدها أمامها وتقول :- إيه ياعشق سافرتي فين كده
انتبهت عشق لها وأردفت :- إيه... ما أنا معاكم أهو
رهف :- لأ مش معانا خالص مالك ياعشق إنتي ما تصالحتيش مع ليث
شعرت عشق بالحسرة تستوطن قبلها وهي تقول بألم :- خلاص ما بقاش فيه داعي يصالحني كل حاجه بيني أنا وليث انتهت
حسناء :- إيه الكلام اللي بتقوليه ده يما ناس كتير بتقابلهم مشاكل وبيحلوها مش بيقولوا الحياه ما بينا انتهت
عشق :- اللي ما بينا مستحيل يكون له حل
حسناء :- إيه يعني اللي هيكون حصل.. ليث بيحبك ودي حاجه الكل عارفها
وضعت عشق طفلها ونهضت بنفاذ صبر وقالت بصراخ :- ما بيحبنيش ياحسناء ليث كان بيكدب عليه لأن اللي بيحب عمره ما يخون ولا يسمح لنفسه يسيب مراته ويروح يرمي نفسه في حضن واحده تانيه
فتح الاثنين فاههم بصدمة ولم يستطيعوا أن يتفوهوا بكلمة بينما غادرت عشق من أمامهم ودلفت إلي المرحاض....
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في المساء دلفت إلي القصر بصحبة جاسر وعمر لتجده مظلم كاحلا لا يوجد أي شعاع نور به نظرت إلي عمر بشك وقد عاد الحس البوليسي إليها وقالت :- عمر أنا مش مطمنه لك يا عمر... جاسر
أمسك جاسر بيدها ورد قائلا :- إيه ياحبيبتي أنا جانبك أهو ما تخافيش
رنا :- وأنا إيه اللي هيخوفني مش خايفه بس حاسه إنه عمر مخبي حاجه هو راح فين؟
تلفت جاسر حولهما ثم قال :- مش عارف كان لسه معانا
فكرت رنا لثواني ثم قالت :- أظن انهم عاملين لنا حفله
صراع الأحفاد،. هاجر محمد. حبيبة
قضب جاسر حاجبيه متعجبا وقال :- حفله وعرفتي إزاي
رنا :- مش محتاجه ذكاء يعني، إصرار عمر إني أشتري درس سهره وطول اليوم بيحاول يبعدنا عن البيت بأي شكل تعالي تعالي هنعرف دلوقتي
تحركوا إلي الداخل وبمجرد أن توسطوا حديقة القصر أضاء القصر بأكمله وظهرت تجهيزات الحفل من إضاءات وشاشة كبيره يتوسطها صورة عرسهما التي كانت تظهر فيها رنا بفستان زفاف عاري الذراعين مما أثار غضب جاسر وتوجه مباشرة إلي فهد الذي كان يمسك ريموت التكحم وهتف به بحدة :- اقفل الشاشه لو سمحت يافهد
نظر فهد الي الصورة باستغراب ثم قال :- ليه الصورة جميلة جدا أهي
صك جاسر أسنانه بغضب وقال :- إنت بتستهبل يافهد رنا بقت محبه
ضرب فهد علي رأسه فقد نسي تمام ثم أغلق الشاشه مباشرة وتمتم بأسف :- أسف بجد ياجاسر والله نسيت..
اقتربت رهف من رنا وهمست في أذنها :- تعالي معايا عشر دقايق
قضبت جابيه وقالت متسائلة :- فين؟
جذبتها رهف من يدها وهي تقول بعجله :- إنتي لسه هتسائلي فاضل نص ساعة والضيوف يوصلوا
اقترب عمر من جاسر هو الآخر وأردف وهو يغادر به :- اخلص انت كمان إنت لسه هتبحلق.
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في غرفة الفتيات جهزوا رنا وأصبحت علي أتم استعداد رغم تتذمر لكل هذا
رنا :- أنا مش فاهمه ايه الداعي لكل اللي بتعملوا ده هو إحنا لسه هتتجوز من جديد
لكزتها رهف وهي تغمز لها بخبث :- يعني بزمتك مش هتكوني عروسه النهارده
ضربتها رنا بخفة وقالت بخجل :- رهف
وفي وسط كل هذا الفرح والمرح كانت تجلس وسطهم لكنها في علم أخر فقد وقعت غريقة الاحزان وما يزيد عليها ضعفها ولكنها لن تظل هكذا تري نفسها بلا قيمه.
عزمت بينها وبين نفسها أن هذه الليل ستكون الاخيره لها في قصر النعمان وفي حياة ليث سترحل بابنها بعيدا ولها رب سيعينها من أجله
اقتربت منها حسناء لتخرجها من دوامة التفكير التي تغوص فيها وأردفت وهي تربت علي كتفها :- عشق.. عشششق
نظرت إليها بانتباه :- هاا بتقولي حاجه ياحسناء
حسناء :- بقول كفايا وقومي بقي ياحبيبتي حاولي تخرجي نفسك ولو شويه من حالتك دي.. هاتي إياد وقومي اجهزي
هزت رأسها ونهضت من مكانها ثم وضعت إياد بين يدها وقبل أن تتحرك وقفت رنا أمامها :- إيه رأيك فيا كده
صراع الأحفاد،. هاجر محمد. حبيبة
نظرت إليها باعجاب وقالت :- ما شاء الله قمر ياروني ربنا يحرسك يارب
قاطعت رهف حديثهم بعجالة وقالت:- اخلصي إنتي وهي الضيوف وصلوا.. نظرت من النافذة للتفجأ بكم الناس والصحافة والكاميرات التي تملأ القصر بالأسفل وتابعت :- يالله الناس دي كلها عرفت ازاي ولحقت تيجي امتي..
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
بعد فترة خرج الأربع فتيات كل منها تتزين بشكل خاص أنيق لافت وخاطف للانظار رغم البساطة والاحتشام . وبالاخص كل منهما خطفت قلب من تسكن داخله
توجه الأربعة شباب كل منهم إلي خاصته.
جاسر ورنا :-
اقترب منها وهو يتأملها بفستاها السكري يتوسطه حزام من اللون ذهبي وتزين رأسها بحجاب من نفس اللون
أمسك بكفها وطبع قبله مطوله عليه ثم أردف بعشق :- أنا النهارده فعلا حاسس إنها ليلة فرحنا
ثم انحني إلي جبينها وقبلها بحنو وبعدها مد ذراعه للتأبطه وسارا تحت أنظار الجميع أصوات لقطات الكاميرات من حولهم.
✿✿✿.
أما عن أبطالنا فقد عميت أعينهم عن كل شيئ ولم يشعروا بأحد حولهم اقترب نحوها بخطي بطيئة وهو يفكر في أن هذه الطفله جعلته يخضع لها وكلما ارتوي منها يزداد ظمأ، وقف أمامها مباشرة ولم يلقي بالا لأي شيئ حوله إلا هي مد يده بتملك وحاوط خصرها ثم جذبها إليه أمام الأعين وأردف بهمس :- بعشقك
تصبغ وجهها بالاحمرار وهي تري جميع الانظار اتجهت نحوهم وأصوات الكاميرات أصبحت أعلي . حاولت تحرير نفسها من بين يديه وهي تقول له :- ف ف فهر الكل بيتفرج علينا ل لو سمحت جدك شكله هيضربنا رصاصه دلوقتي
حررت يده بصعوبة ولكنها لم تستطع أن ترفع وجهها من الأرض خوفا من النظر في وجوه هذا الكم الهائل من المدعوين
أمسك فهر بكفها وربت عليها يطمئنها أنه بجواره وقال :- ما فيش داعي تقلقي إنتي مرات فهر النعمان
تمتمت بهمس مسموع :- وأنا مخوفني غير إني مرات فهر النعمان
✿✿✿.
أما الثنائي الثالث فهد ورهف
وقف فهد بجوارها ومد يده إليها لتتعلق بها ثم همس في أذنها :- كل مدي وبحس إني أكتر واحد محظوظ في العالم ربنا يحفظك من عيني أنا قبل أي حد بجد شبه الملايكه
أبتسمت برقة وهي تقول :- وانت كمان زي القمر علي فكره
ضحك عليها وقال :- زي القمر امشي يارهف إنتي محسساني إنك بتلاعبي ابن اختك
✿✿✿.
نظرت عشق إلي ليث الذي يقف مترددا أيقترب أم لا لتنهي هي الأمر وتتحرك بعيدا عنه متحاشية حتي النظر إلي.
في وسط الترحيب بالضيوف اقترب فهد من فهر وأردف إليه متسائلا :- فين عمر اختفي فين مره واحده كده
صراع الأحفاد،. هاجر محمد. حبيبة
فهر :- راح يجيب حنان كلمها كتير ما بتردش ومن المفروض انها كانت قايله له إنها هتيجي بدري مش عارف اتأخروا كده ليه. بس علي العموم انا بعت وليد يشوفهم.
علي آثر السيرة وجدوا عمر يأتي هو وحنان من بعيد ويبدوا أنهما كالعادة يتشاجران.
استمرت الليلة بين المرح والسعادة كانت ليلة مليئة بالحب والابتسامات الصادقة حتي انتهت بدخول عز الذي توجه إلي حيث تتجمع العائله
اقترب من جده وأردف قائله :- إزيك ياجدي
رد الجد بترحيب :- ازيك ياعز ياولدي خير إيه الطله الغريبه دي
مرر نظراته بين فهر وحسناء التي اقترب من فهر وتمسكت بيده بقوة قابتسم بخبث وهو يقول :- أنا أسف إني قطعت عليكم الحفله بس أنا عندي هديه لفهر وحسناء وده الوقت المناسب علشان أقدمها لهم
قضب فهر حاحبيه وقال :- هديه منك انت يابن الخولي ليا أنا
عز :- ما تنساش ان مراتك أم ابنك من ولاد ال ضرب علي رأسه وتابع بخبث :- أسف نسيت إنها أجهضت قصدي إنك اجهضتها
جف حلق فهر ونظر مباشرة إلي حسناء ولكن قبل أن يتكلم كانت سيارات الشرطة تداهم القصر بعدد من العساكر
وقف الجميع يتابعوا دخولهم بدهشة حتي وقف الضابط وقال :- فين ليث النعمان
تقدم ليث ناحيتهم وأردف :- أنا ليث النعمان خير
أخرج الضابط ورقة من جيبه وقال :- معانا أمر بالقبض عليك
اقترب الحاج جابر منهم وقال :- خير ياولدي هتجبض عليه ليه؟
رد الضابط بإيجاز :- متهم في قضية قتل ياحاج
الفصل الثانى عشر من هنا