صراع_الاحفاد
بقلم هاجر محمد 🌸 حبيبة 🌸
الفصل 🌸 السادس 🌸
حسناء
وقفت تحدث نفسها وهي
تنظر إلي الهواء الطلق الذي
يفلح وجهها بقوه من شرفة غرفتها. تشفق علي حالتها كيف تنقلب الحياه بين ليلة وضحاها
هكذا كيف خسرت طفلها بهذه السهوله ، سقطت دمعة حاره علي وجنتها بينما يدها تتحسس بطنها لتزداد في البكاء بتحسر وكأنها ربته لاعوام
وصار جزء منها ولم يكن فقط قطرات دماء قد بدأت تتجمع في رحمها. خرت علي ركبتيها جالسه علي الارض تواسي نفسها وهي تلف ذراعيها حولها
تحتضن نفسها بأسي وحزن حتي شعرت بيد تطوقها من الخلف وما إن رفعت رأسها ورأته
حتي استدارت وألقت بنفسها داخل أحضانه التي تعتبرها ملاذها الأول والأخير..........
****** * * * * * * * * * * * * * * * * * *
طرقات علي غرفة مكتبها تبعها دخول العسكري إلي غرفتها ليخبرها بانتظار شخص ما بالخارج يريد رؤيتها وقد رفض التعريف عن هويته مع
اصراره الحاد علي مقالاتها ، أومأت له بعدم إهتمام أن يتركه يدخل وما إن دلف وشعرت
بصوت إغلاق الباب حتي أردفت قائلة بدون أن ترفع رأسها من الملف الذي بيدها :-
اتفضل قالولي إنك عاوزني خير ان شاء الله؟
انتظرت لتسمع صوته لكن طال صمته فرفعت رأسها متعجبه ولكنها فتحت فمها ونهضت
وهي تشهق قائلة بترحاب :- الرائد سليم؟! حمد الله على السلامة
ابتسم أيضاً واقترب منها وهو يمد يده يحيها قائلا :- ياسيادة النقيب إنتي عامله إيه
رنا :- الحمد لله .. تعالي أعزمك علي حاجه بره أنا أصلا كنت خارجه أفطر
أومأ سليم بموافقة :- تمام أنا كمان لسه واصل من البلد علي هنا وفعلاً هموت من الجوع
أبتسمت رنا وجلبت سترتها العسكريه والكاب ثم رحلت معه إلي الخارج لتناول الإفطار....
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أغمض عينيه وشرع يدلك عينيه بأصابعه فقد مر أكثر من شهرين وحسناء تبدل حالها أصبحت ذات وجه ذابل مصفر يشعر بجفونها لا تجف ترفض
الخروج وحتي ترفض العمل والجامعه وكل شيئ وهو أيضاً بات كارها ًللحياة ولنفسه
وكلما تذكر فعلته لعن نفسه ألف لعنه ولعنة كيف كان بهذا الغباء ولكن حدث ما حدث ولا مبدل له يجب أن يعيد لها الحياه فقد ابتعد عنها بما يكفي.. يكفيه
أريج التي منذ أن علمت بفعلته وهي ترفض حتي الحديث معه والرد علي مكالماته ماذا
إن علمت صاحبة الشأن نفسها بالتأكيد أقل رد هو تركه لكنه يفضل الموت عن هذا
نهض من مكانه وترك المكتب ثم غادر الشركه بأكملها متجها إلي القصر وما إن وصل حتي صعد إلي غرفتهم ليجد حسناء كعادتها تقف في الردهة
إقترب منها وحاصرها بذراعيه من خلفها لترسم بسمه باهته وهي تميل برأسها علي صدره ثم همست بهدوء بعد فتره من الصمت :- رجعت بدري ليه مش قولت عندك شغل كتير
دفن فهر رأسه في عنقها ثم طبع قبلة تلاها العديد وهو يهمس بالقرب من أذنها :- وحشتيني وما كنتش هقدر أستني أخلص شغل
صمتت حسناء واكتفت بقربها منه حتي شق هذا الصمت وهو يقول :- إيه رأيك لو نسافر نغير جو شوية؟!
رفعت حسناء رأسها قائلة بتعجب :- نسافر!!
أومأ فهر مؤكدا :- أيوه نسافر أنا حاسس إني مخنوق ومش عايز أشوف حد في العالم غيرك
حاولت حسناء التذمر والرفض :- بس أنا مش
قاطعها فهر برجاء قبل أن تكمل :- علشان خاطري ياحسناء
أبتسمت حسناء وأعادة رأسها كما هي قائلة :- حاضر يافهر اللي إنت عايزه
فهر :- مش هتسأليني هنسافر فين؟
أردفت حسناء بعدم اهتمام :- مش مهم هروح المهم إني هكون معاك حتى لو أخدتني علي جهنم
عبث وجه فهر وحاول رسم الابتسامة التي رفضت أن تظهر علي شفتيه فأخذها في أحضانه ثانية ليبعد عينيه عن نظرها.
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄
ارتسمت ابتسامتها وهي تلوح له من بعيد فور أن وقعت عينيها عليه وهو جالس في انتظارها علي أحد المقاهي التي تتوسط مركبا داخل النيل. تحركت إليه ولا زالت ترسم ابتسامتها حتي وصلت اليه لينهض ويستقبلها بعناق حار فهي باتت تعشقه وتعد الثواني إلي تتيح لها الفرصه مقابلته.
جلست أمامه علي الطاوله ولا زالت يدها محاصره داخل كفه وابتسامته المزيفه ترسم ببراعة لتخترق جردان قلبها فسحقا للرجال يستغلون قلب المرآة بقلب ميت وراء وجوه مزيفة بالكلام المعسول،
نظر إليها ثم قال مباشرة :- فكرتي يأريج إنتي قولتي إنك هتفكري وتردي عليه
تبدل لونها وتلاشت ابتسامتها وقالت بخوف :- مش هقدر ياعز مش هقدر أعمل كده أنا بحبك وربنا أعلم باللي في قلبي بس ما أقدرش آوافق إننا نتجوز في السر ما أقدرش
ترك يدها ورسم تعابير الحزن علي وجهه وهو ينهض :- أنا أسف ياأريج واعتبرني ما قولتش حاجه ولا أقولك انسي إنك قابلتي واحد إسمه عز أصلا
لحقت به مسرعة وهي تمنعه من الرحيل وهدر ت به بحده بعض الشيئ :- إنت إزاي قدرت تقول الكلام ده انت هتقدر تنساني
رد عليها بنفس لهجتها الحاده قليلا :- لا مش هقدر يأريج قلبي ده هيموت من غيرك بس كمان مش قادر اشوفك كده ويبقي في حواجز بينا نفسي أخدك في حضني أصحي الصبح وأنا شايفك لما أبعد عنك ابقي مطمن إنك ليا بس واضح بقي إنك مش واثقه فيا
لانت حدتها وتحولت نبرتها إلي لين وهي تخدع في رقة كلامه وقالت :- أنا بثق فيك أكتر من نفسي بس
قطعها بلهجة منتهيه :- ما فيش بس ياأريج اللي إنتي عاوزاه أنا هعمله لو لسه رافضه صدقني من النهاردة أقسم لك بالله ما هتشوفي وشي تاني ولا حتي هظهر في حياتك. طول ما أنا عايش
شعرت باليأس والحيره هي تعشقه، لم تعرف معني الحب إلا معه ولم يدق قلبها إلا له وأخيراً خضعت لرغبته وأومأت رأسها باستسلام موافقة علي الزواج منه تبعا لمخططاته التي وقعت آسيرة لها تبا لقب المرأة ليتها لم تخلق بقلب يعطيها الحياه ويذيقها الأوجاع....
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄
تعد الأن أيامها الآخير لدق ناقوس حضور طفلها فهي أصبحت في مشارف نهاية شهرها التاسع كانت تتمني أن يظل بجوارها طوال هذا الشهر ليطمئن قلبها لكن كعادته غائب بحجة العمل الذي كلت وملت منه ، جلست تعبث بأصابعها في شعر صغيرتها(زهره) واليد الأخري تمسح بها علي بطنها وهي شاردة الذهن تفكر في ليث الذي بات غريب الأطوار بين الشدة والعصبية ينحصر وبين الرقة واللين أيضاً تشعر بالقلق عليه ولا تعرف لهذا سببا، ظلت شارده حتي باغتتها ضربه مفاجأة شعرت بها في بطنها وكأن أحدا ضربها بقوة لتطلق صرخة حاولت كتمها استيقظت علي أثرها الصغيرة أسماء وأردفت بقلق يكبر عمرها الصغير :- مالك ياماما؟!
شعرت عشق بزيادة الطلقات وأصبح الوجع لا يتحمل فنظرت إلي الصغيره وهي تعتصر شفتيها السفليه تحت أسنانها لا يوجد أحد غيرها هي وتلك البغيضه هناء والتأكيد لن تساعدها حتي وان رأتها تموت ، نظرت بعينيها تبحث عن هاتفها حتي رأته علي طاولة الأولاد فأشارت إلي أسماء وهي تلهث بشده :- أ أ أسماء ه ه هاتيلي الموبايل ياحبيبتى
أسرعة الصغيره بجلب الهاتف وما ان أخذته حتي ضغطت علي عدة أرقام وانتظرت الرد لكن لا رد فغيرت وجهتها وطلبت رهف التي ردت في الحال ما ان رأت إسمها
ردت رهف بصوت منخفض وهي تخفي نفسها عن الدكتوره التي تلقي المحاضره :- أيوه ياعشق سوري أنا في ال
قطعتها عشق وهي تبكي بوجع :- الحقيني يارهف ش شكلي هولد ال حقيني بسرعه
نهضت رهف بسرعه وأخذت تلملم في اشيائها ثم غادرة المحاضرة بسرعة متجاهلة نظرة الدكتوره المندهشه وغادرت من القاعة وهي لا زالت تضع الهاتف علي أذنها..
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
أخذت تركض في الجامعة كالمجنونة تبحث عن فهد هنا وهناك وتسأل عنه كل من تقابله في القسم الخاص به حتي هداها أحدهم إلي القاعة التي يلقي فيها المحاضره فاتجهت إليها مسرعة وفتحت الباب مباشرة وما إن رأته حتي وضعت يدها علي صدرها تشعر بألم فيه من شدة ركضها وهدرت به بعصبيه :- بقالي ساعة بتصل عليك ما بتردش ليه
أصابت تعابير الدهشة والقلق وجه فهد وأردف :- عامله س
أمسكت رهف بيده وهتفت باستعجال :- إنت لسه هتحكي لازم نمشي حالا
تحرك فهد معها إلي خارج القاعه وسط همهمات الطلاب وهم ينظرون إلي رهف منهم بحسد ومنهم بتمني ومنهم بسخط وحقد وتحسر
ضغط علي كفها يحثها علي التوقف وهو يقول :- في إيه يارهف فهمني
رهف بتوتر :- عشق كلمتني وتعبانه جامد شكلها بتولد وما فيش حد في القصر غير العقربه هناء بنت عمك وانت عارف عشق لو هتموت مش هتستنجد بيها
سيطر القلق علي فهد هو الاخر وفكر بسرعة في فهر وحسناء فهما أقرب إليها منهم فالطريق من الجامعة إلي القصر أدناه 40 دقيقه أخرج هاتفه وطلبة علي عجالة وطلب منه أن يذهب إليها وهو وحسناء...................
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في غضون وقت قياسي كانت عشق تستلقي في سيارة فهر في المقعد الخلفي علي قدم حسناء وهي تتصبب عرفا وتجز علي أسنانها بقوة حتي تكتم صراخها
_وصل فهر إلي المستشفي وصرخ فيهم حتي يأتي أحد ويأخذها وبالفعل خلال دقائق معدوده كانت عشق داخل غرفة العمليات.
خارج غرفة العمليات وقفت حسناء علي بابها تشعر بشعور غريب يجتاح جسدها فضمت يديها إلي جسدها تحاول السيطرة علي تلك الرجفة التي تتمكن منه حتي شعرت بيد فهر علي كتفها فالتفتت إليه مسرعة وارتمت في أحضانه دون أي تفكير وأردفت بقلق :- فهر أنا خايفه عليها أوي
مسد فهر علي جسدها يبثها الطمأنينه قائلا :- ما تقلقيش ياحبيبتي ان شاء الله هتبقي كويسه
قطعهم وصول فهد ورهف وهم يركضان إليهما بقلق فابتعدت حسناء عن فهر ونظرت إلي رهف التي لا تستطيع السيطره علي أنفاسها المتصارعه :- اهدي يارهف تعالي إقعدي
رهف بقلق :- عشق عامله إيه؟؟
حسناء بهدوء :- في العمليات جوه
تابعت رهف بتساؤل :- طب وفين البنات
حسناء :- فهر خلاهم مع عمتهم هناء
عبثت رهف ف إسمها وحده يجعلها تشعر بالغضب نظرت إلي أقرب كرسي وجلست عليه تلتقط أنفاسها. بينما نظر فهر إلي فهد متسائلا :- كلمت ليث
أومأ فهد بإيحاب :- كلمته كتير وما ردش واتصلت بجاسر قالي هيشوفه فين وهيجبه ويجي علي هنا.
ساد الصمت بينهم ختي خرجت الطبيبة بعد فترة بسيطة فركض الجميع نحواها وعلي وجوههم الأسئلة المعهودة
إبتسمت الطبيبة باستبشار :- اطمنوا ياجماعه المدام كويسه والبيبي كمان كويس
رهف بفضول :- ولد ولا بنت؟
الطبيبه :- ولد زي القمر شبة مامته ماشاءالله
ثم تابعت بتساؤل فين اللبس بتاع البيبي؟
نظر الجميع إلي بعضهم بعدم فهم وأردفوا في وقت واحد :- لبس إيه؟
الطبيبه :- ما فيش معاكم لبس .. طب ياريت بسرعه حد يجيب لبس من أخر الطرقه دي في أول قسم الولاده بسرعه لو سمحتم
نظرت كل من رهف وحسناء الي فهد وفهر وهن يممدن أيديهن طلبا لنقود مما جعلا الإثنين ينفجرن في الضحك
نظرت رهف إلي حسناء :- أنا اللي هجيب لبس البيبي
سحبت حسناء يدها ووقفت بجوار فهر بينما سحبت رهف المحفظة الخاصة بفهد وتوجهت إلى حسناء تجذبها من يدها بمداعبه :- يلا يارخمه بهزر بسرعه....
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
خرجت عشق من غرفة العمليات محمله علي سرير متحرك وبين ساقيها وضع الطفل لا يظهر من الملابس الموضوع بها وفور خروجها التف الجميع حولها بسعادة يحاولون تفقد ملامح الطفل.
تم نقلها في غرفة خاصه مجهزه علي أعلي مستوي حملها الأطباء إلي فراشها وأعطي أحدهم الصغير إلي فهر الذي ماإن لامسه حتي اقشعر بدنه وشعر برجفة عصفت بقلبه ثم أخذ ينظر إلي الطفل وتلقائيا إلي حسناء في تلك اللحظة تمني لو تعصف به رياحاً سامه تأخذه إلي حيث مولوده الذي قتله بيده لمعت دموع حاره في عينيه فاقتربت منه حسناء ووضعت يدها علي الصغير تزيح الغطاء عن وجهه وما إن نظرت إليه وإلي جمال صنع الخالق الذي أبدع في رسمته والي يده الصغيره التي يمتصها بشكل رائع البرائه لم تتمالك نفسها هي الاخري ورفعت عينيها إلي فهر بابتسامة تكسوها الدموع :- جميل أوي يافهر ما شاء الله
قرب فهر رأسها منه وطبع قبله علي جبينها بحنان وأردف :- ربنا هيرزقنا تاني ان شاء الله ومن النهارده لو عاوزه نروح نشوف دكتور علشان نطمن عليكي بعد الإجهاض وإن الحمل ما يكونش فيه ضرر عليكي
أشرق وجهها بسعادة وهي تقول :- بجد يافهر! يعني عاوز نخلف
تابع بابتسامة :- بس عندي شرط، لازم يكون قمر زيك كده
قطعهم دخول فهد ورهف بعد أن أحضروا بعض الأدوية الخاصة بالصغير والأم.. فابتعدت حسناء ثم همست إلي فهر بهمس مسموع :- أذن له يافهر
أومأ لها فهر بابتسامة ثم أذن في اليمين وأقام في اليسار وبعدها أعطي الطفل إلي فهد الذي لم تختلف نظرته هو ورهف عن فهر وحسناء فكل منهما تمني بداخله أن يمن الله عليهما بملاك كهذا مع اختلاف شعور فهر فهو لا يشعر سوي بالحسرة والألم.
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في مساء نفس اليوم وبعد عدة ساعات عادة عشق إلي البيت كل هذا وليث لا يعرف أنها وضعت طفلهما الأول شعرت بوخزة حزن داخلها وأغمضت جفونها حتي تظهر للجميع أنها نائمه لينسحبوا من جوارها بهدوء وما إن أغلقوا الباب حتي فتحتها مجددا وأطلقت العنان لدموعها وهي تنظر إلي صغيرها نحجثةً نفسها بألم :- لم نتعاهد علي هذا لم تكن هذه الأحلام التي رسمنها سويا لقد تغير كثير ولم يعد هو ليث الذي وقعت في عشقه يبدوا أن هناك فتاه تشغل باله بالتأكيد هذا ما يحدث وإلا لم تغير بهذا الشكل .
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في الخارج استأذن فهر للرحيل هو وحسناء بعد أن رفض كل محاولات فهد في الإلحاح عليه حتي يبقي الليلة في القصر ورحل علي وعد اللقاء في الصباح مره ثانية للاطمئنان علي عشق والصغير الذي لا يعرف له إسم حتي الآن...
نظرت رهف إلي الممرضه المرافقه لرهف بابتسامة قبل أن ترحل :- خدي بالك منها ومن البيبي ولو احتاجتي أي حاجه تعالي الجناح اللي في الوش ده، وأشارت إلي الجناح الخاص بها ثم رحلت بعد أن أومأت المرافقه لها...
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في أحد المقاهي الليليه وضع انينة المشروب علي الطاولة بعد أن أفرغها بأكملها وطلب واحده أخري وهو يهلوث بكلامه :- أنا خلاص هدمرك يافهر إنت اللي أذتني الأول إنت اللي ضحكت علي جدي وعلينا كلنا وطمعت وأخدت حق مش حقك أنا هرجع ح ح حقي وحق تعبي اللي تعبته
أتت إليه إحدي الفتيات واقتربت منه وهي تتراقص بدلال بعد أن أخذت الإشاره من مديرها وعلمت بأنه نهر فياض من الثروة، وضعت طرف سبابتها في مقدمة عنقه وأردفت قائلة بنبرة هامسه :- شايفاك قاعد لوحدك من بدري إيه مش عايز حد يسليك
نظر إليها ليث بثقل من كثر الخمر المسيطر علي عقله لدرجة أنه جعل الرؤيا مشوشه أمام عينيه وضحك وهو يتفقد ملابسها التي تكاد أن تكون معدومه من هذا الفستان اللاصق لجسدها الذي يكاد يصل بصعوبة إلي بداية فخذها ثم صعودا إلي أعلي ليراها تمضع علكة في فمها بطريقة مثيرة فأردف بابتسامة وهو ينهض بعدم اتزان قائلا :- عايزك تسليني بس مش هنا
ضحكت ضحكه عالية تليق بأشباهها وهي تقول بغنج وقلة حياء :- أنا تحت امرك في المكان اللي يعجبك....
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿─┄┅.
في قصر النعمان وبالتحديد في غرفة فهد ورهف،
بدلت ملابسها ثم خرجت وهي ترتدي بيجامة من الحرير ذات أكمام دانتيل وتطلق العنان لشعرها حتي ينسدل علي ظهرها بطوله المتوسط مع تلك الشعرات القصيره التي تتدلي علي جبينها تعطيها مظهرا جذابا.
ابتسم فهد وهو يضع الأوراق التي بيده جواره ثم أزاح الغطاء مكانها بجواره وأشاره إليها بإعجاب :- قمر ماشي علي الأرض
عبثت رهف بخصلاتها وهي تخفض نظرها في الأرض ثم أردفت بخجل :- فهد!!
فهد بحب :- عيون فهد
رهف بخجل :- ما تكسفنيش لو سمحت
جذبها فهد من يدها لتسقط في أحضانه ثم همس وهو يتأمل وجهها بعشق قائلا :- وإنتي بطلي تخطفي قلبي بالشكل ده أنا مستحمل غصب عني ومش عايز أتهور
ذل لسانها بغير قصد وهي تقول :- وليه مش عايز تتهور
اتسعت ابتسامة فهد وهو يغمز لها بمشاكسة :- يعني إنتي عايزاني أتهور ده من إمتي الجرئه دي
تصبغ وجهها بالحمرة وباتت الدماء تتدفق منه وأخذت تلعن نفسها بداخلها كيف تقول هذا كيف للسانها اللعين هذا أن ينطق بتلك الكلمات ، أغمضت عينها بخجل هربا من عينيه لتفتحهما بقوه علي قبلته التي باغتها بها لتدوم لفترة حتي شعرت بانقطاع أنفسها فضربت علي صدره تنبهه لهذا.
ابتعد عنها ثم أخذ رأسها داخل أحضانه وهمس وهو يطبع قبله حانية علي رأسها :- أنا عايزك أكتر من أي حاجه في الدنيا نفسي أحسس إننا كيان واحد بس كله بوقت ، شدد من احتضانها وأنهي كلامه بقبلة أخري قائلا :- تصبحي على خير خير يا أجمل حاجه في دنيتي
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. .
في قصر المهدي :-
توسدت صدره العاري تستشعر نبضاته المضطربه تشعر بتغير جذري في العلاقة بينهما ولكن لا تستطيع تحديد هذا التغير أهو خوف عليها لأنها المرة الأولي التي يقترب فيها منها بعد الإجهاض أم هناك شيئ آخر.
رفعت رأسها إلي لتراه شردا وهو يعبث بخصلات شعرها ظلت تراقبه للحظات تري فيها أنه معها جسدا فقط لكن علي ما يبدو أن عقله ذهب إلي رحلة في مكان آخر، حمحمت لتنبهه بوجودها، أخفض رأسه إليها بعد شعوره بحركتها الخفيفه بين ذراعية فنظر إليها وحاول رسم ابتسامة بسيطه بينما أردفت هي بهدوء :- مالك يافهر ليه حاسه إنك متغير؟
اضطربت ملامح فهر وحاول أن يبدو طبيعيا وهو يرسم إبتسامه بسيطه وأردف قائلا :- ولا أي حاجه ضغط شغل مش أكتر
إعتدلت حسناء ورفعت نفسها بجواره وقالت بعدم تصديق :- مش مصدقاك إنت كنت بتقولي أنا بنسي كل حاجه وأنا معاكي دلوقتي إنت معايا بس عقلك في مكان تاني
هم فهر أن يرد إلا أن رنين الهاتف أنقذه فما إن سمع صوته حتي رد مسرعاً :- ألو
نهض بسرعة من علي الفراش وهو يهتف بصياح وصدمه :- بتقول إيه؟! حصل إمتي الكلام ده؟؟.... أنا جاي حالا
