
رواية صراع الاحفاد ::
بقلم :هاجر محمد 🌸 حبيبة 🌸
الفصل 🌸 الأول
مواجه قاتله وصراع جديد بعد ثأر عانت منه الأمرين وفقدت
فيه كل عزيز وغالي عليها والآن أبتسمت لها الحياه بعد أن منَّ
الله عليها بمعشوق قلبها فهر لكن الحياه ربما استكثرته عليها
لتبدأ معاناه جديده تعيش فيها الكدر كل هذا يهونه عليها شيئ
واحد ضمه إلي صدره تملك فيها أمان العالم بأسره....
أبتسمت وهي تتململ في الفراش علي أصابع يده التي تتحرك
علي وجهها ببطئ مع همساته الساحره بجوار أذنها :- حسناء يلا ياحبيبتي قومي
أمسكت يده وضمتها وهي تدفن رأسها في عنقه و:- فهر عايزه أنام
فهر :- حبيبتي النهارده أول يوم ليكي في الجامعه يلا علشان أوصلك
حسناء بنوم :- طب شويه صغيره بس
رفع الغطاء عنها وهو ينهض من جوارها :- قومي بلاش كسل أنا كده اللي هتأخر ومش هلحق أوصلك
اعتدلت جالسه وهي تنفخ بضيق وتأفف :- فهر عايزه أنام شويه بس شويه وبعدين ما تتأخر يعني فيها إيه المدير هيحاسبك هناك
قضم شفتيه السفلي وهو يومئ برأسه لأ علي ولأسفل :- اممممم، كسل من اول يوم كده بدايه مش مبشره خالص وده كده مبدئياً أحب أقولك إن اليومين اللي هتيجي فيهم الشركه لو كانوا بالنظام ده هتترفدي من أول ثانيه
زمت حسناء شفتيها بعبث طفولي وهي تقول :- وترفد مراتك
فهر بجديه :- أيييوه هرفد مراتي اخلصي قومي
نهضت حسناء من علي الفراش بعبث. ابتسم فهر واقترب منها وقبلها علي جبينها و:- صباح القمر اللي عايز أشوف ضحكته
تراجعت حسناء إلي الخلف :- ما فيش قمر وما فيش ضحك وسع من قدامي بقي علشان متتأخرش
اتسعت ابتسامة فهر ومد يده إلي خصرها ليجذبها إليه و ويزيح خصلات شعرها من علي عينيها :- حتي لو ما فيش ضحك بتفضل حبيبتي قمر
أبتسمت حسناء وهي تضع رأسها علي صدره بدلال :- أيوه أيوه اضحك عليه بالكلمتين دول
طبع فهر قبله مطوله علي جبينها :- لسه زعلانه؟
صمت حسناء قليلا بعبث و:- شويه... بس لو اتكرر تاني هزعل بجد. أنا ما بحبش أشوفك تكلم أي بنات غيري وبحس إني هموت من جويا فما بالك بقي لما تحضنك وأنا واقفه وتقولي حفلات رجال الأعمال كده
فهر بأسف :- خلاص ما تزعليش أوعدك مش هيتكرر.
وقفت حسناء علي أطراف اصابعها وطبعت قبله خفيفه علي وجنته و:- لو اتكررت إحتمال أقتلك أصلا... خمس دقايق وهكون جاهزه
...................................................................
استيقظت مبكرا كعادتها توضأت وصلت وبعدها ارتدت ملابس تليق بالجامعه علي غير عادتها فهي منذ زواجها لم ترتدي سوي العباءه فقط حتي ان حجابها لم ترفعه من علي رأسها إلا علي محض الصدفه
صدح رنين المنبه ليستيقظ فهد وهو يمط ذراعيه لأعلي ثم اعتدل جالسا لتقع عينيه عليها بإعجاب و:- إيه الصباح المتغير ده؟ فين العبايه والطرحه ياشيخه رهف
التفتت إليه وهي تقف أمام المرآه وبعدها عادت وهي تلتقط دبوسا وتضعه في الخمار وردت بضجر و:- النهارده أول يوم جامعه لو ناسي
نهض فهدمن علي الفراش وارتدي (الشبشب) ثم توجه إليها بابتسامه وهو يفتح ذراعيه ويطوقها بهما :- معقول أنسي.. ده آخيرا وبعد طول إنتظار هنول شرف الخروج مع ملكة قلبي رهف
ابتعد رهف وهي تمنعه بيدها و:- بس ممنوع الاقتراب
قوس فهد فمه بيأس و:- أو التصوير نسيت... ما تصليش استنيني هتوضأ ونصلي مع بعض
رهف بجمود :- أنا صليت خلص إنت بقي علشان ما أتأخرش
.........................................................................
صرخ بفزع علي آثر قطعة الثلج التي وُضعتها في ظهره وهدر بغضب :- يخربيت تقل دمك مش هتبطلي الجنان اللي فيكي ده. بس والله ما هسيبك
ركض خلفها لتسرع بالركض خارج الغرفه وهي تصرخ باستغاثه و:- وأني مالي مش جنابك اللي نايم زي الجتيل (القتيل)
لحق بها بغضب وهو يقلد لهجتها بسخط :- والله ما حد هيجتلني ويفرجع مرارتي غيرك يابنت نعمان
ضحكت باستفزاز :- والله ورجعت لأصلك ياولد عمي بس تعرف والله زي الجمر وانت بتتكلم صعيدي
طرق عمر قدمه في حافة السلم وصرخ بتوجع :- آآآآآآه
وقفت حنان وهتفت بلهفه مستعاره :- مالك ياعمر
عمر بتوجع :- مش شايفه يعني اتخبطت في رجلي آآه مش قادر أحطها في الأرض
رفعت حنان حاجبها بعدم تصديق :- بطل تمثيل وروح غير خلجاتك أني هستناك تحت علي الفطور
تركته حنان وهبطت إلي أسفل ليعتدل ويضرب بقدمه الحائط و:- عيبها إنها بتصدقني على طول
..........................................................................
نهضت من علي طاولة الطعام بتأفف وهي تحمل الكاب وتضع سلاحها في مكانه و:- أسطوانة كل يوم أنا ماشيه أحسن لي
نهض هو الاخر من مكانه بغضب وجذبها من ذراعها بقوه :- أنا ما خلصتش كلامي واللي أنا بقوله هيتنفذ
جذبت ذراعها منه بشده قائله بحده :- وأنا كلامي خلص ياجاسر بيه وده اللي عندي شغلي بالذات مش مسموح ليك تدخل فيه
اقترب منها عدة خطوات وعلامات الغضب مسيطره علي ملامحه :- أنا مسموح لي أتدخل في كل حاجه تخصك أنا جوزك ياهانم وإنتي عليكي تنفذي كل كلمه بقولها
رنا بسخريه :- بجد ياسي السيد .. احتدت ملامحها بغضب قائله:- الكلام ده مش علي رنا النعمان ولو انت عايز واحده حياتها معاك تبقي نعم وحاضر فدي مش أنا تقدر تشوف لك واحده من بتوع البلد إنما أنا لأ
جاسر :- آخر كلام عندي يارنا ياتنقلي من مكافحة التهريب يإما كل واحد يروح لحاله
صمتت رنا قليلا وهي تنظر له بوجه جامد ثم هتفت بهدوء :- يبقي كل واحد يروح لحاله أحسن يابن عمي
وتركته ورحلت..........
................................................................................
_بطل دلع بقي علشان لسه هصحي البنات.. هتفت بها عشق وهي تساعد ليث علي ارتداء ملابسه
مد ليث ذراعيه يرتدي الجاكيت منها و:- شكل بداية المدارس دي هتيجي فوق دماغي أنا وهتاخدك مني
جلبت عشق أنينة العطر من علي (التسريحه) ونظرت إليه بابتسامه وهي تقف علي أطراف أصابعها وطبعت قبله علي وجنته :- مافيش حاجه في الدنيا تاخدني منك أبدا
جذبها ليث من خصرها إليه وابتسم بتلاعب وهو يحرك أنفه علي وجهها و:- بيقولوا أول أسبوع في الدراسه مش مهم معايا إنتي في الكلام ده صح
دفشته عشق برفق وهي تضحك و:- وبيقولوا إن في إجتماع مهم عمله الحاج نعمان لاحفاده في الشركه فاضل عليه أقل من نص ساعه برده مش مهم صح
ضرب ليث علي جبهته بتذكر وهو يسرع بخطاه إلي الخارج و:- اوووبس ده انا نسيت ده جدي زمانه وصل أصلاً
لحقت به عشق وهي ترسم ابتسامه تلاشت فور رؤيتها هناء التي جحدتها بنظراتها المعتاده . تغاضت عنها عشق وتركتها وغادرت فمنذ آخر مشكله تسببت بها بينها وبين ليث وهي عزمت علي تجنبها نهائياً
لوت هناء فمها باستنكار وغل و:- ماشي يابت الشحاتين هتعمل نفسك نضيفه عليه بس ماشي أنا وانتي والزمن طويل وهتخرجي من البيت ده إنتي ومجصوفة الرجبه التانيه اللي إسمها رهف دي علي يدي
............................................................................
في غرفة فهد ورهف..
وقق يتابعها وهو يستند بجزعه علي الحائط بتدقيق لكل حركاتها ويبتسم ببساطة حتي نفخت هي بعنف و:- علي فكره أنا كده مش هعرف أكمل لبسي
اعتدل فهد وهو يتصنع البراءه :- عملت إيه أنا طيب أنا واقف مؤدب خالص أهو
أخذت الدبوس من أمامها بعنف وهمت بوضعه في حجابها لكنه اخترق يدها فأنت بخفوت وهي تضغط علي إصبعها ليسرع إليها فهد بلهفه ويمسك بيدها :- سلامتك.. مش تحاسبي
رهف :- عادي بتحصل كتير مش مشكله
أخرج فهد محرمه من جيبه ومسح الدماء من علي إصبعها ثم طبع قبله رقيقه عليه و:- هاتي الدبوس
أخذ الدبوس منها ووضعه برفق بعد أن لف الخمار لها بطريقتها و:- شوفتي بيتحط براحه كده
حمحمت رهف بخجل و:- ش شكرا م م مكن توسع بقي
رفع فهد حاجبيه وهو يتاملها من رأسها إلي أخمص قدميها و:- ليه.. فاضل حاجه تاني
رهف :- أيوه فاضل حاجه تاني ممكن شويه
تنحي فهد جانبا فأخذت رهف الساعه ووضعتها في يدها ثم أخذت حقيبة الظهر التي ترتديها وتحركت أمامه :- كده خلاص
نظر فهد إلي الحقيبه بتعجب و:- مش شايفه ان الشنطه دي أطفالي أوي
عبثت رهف بفمها بضيق وهي تلتفت اليه :- أنا بحبها
اقترب فهد منها وطبع قبله خاطفه علي وجنتها :- وأنا بحبك إنتي
نفخت رهف بقوه وهي تضرب بقدمها علي الارض وتحركت إلي الخارج وما ان فتحت الباب حتي وجدت تلك المتسلطه هناء التي تقبل العما عنها في وجهها
رأت هناء الضيق الواضح علي وجهها فتمنت لو أن تكون هناك نار لا يخمدها سوي الطلاق بينها وبين فهد. اقتربت منها بخطوات مدلله وهي تقول بغنج :- صباح الخير يارهف
تمتمت رهف بخفوت من بين أسناها :- وهيجي منين الخير طول ما انتي موجوده
هناء :- بتجولي حاجه
هزت رهف رأسها بضجر وردت من بين أسنانها :- لأ بقولك صباح النور
خرج فهد وهو يضبط في ثيابه :- صباح الخير
أبتسمت هناء وهي تتأمله بهيام بطلته تلك التي خطفت أنفاسها:- صباح الخير ياولد عمي
اقترب فهد من رهف ولف ذراعيه حول كتفها متجاهلا طريقتها التي تتحدث بها :- صباح النور ليث وجاسر وصلوا ولا لسه
سلطت هناء نظرها بغل علي يده الموضوعه علي كتف رهف و:- وصلوا ومشيوا علي الشركه علشان جدي وصل
ارتبك فهد وأمسك بيد رهف وغادر بسرعه وهو يقول :- ياحبيبي ده جدي هيعملني بطاطس محمره دلوقتي يلا يارهف خليني الحق اوصلك
تحرك بها بحت أنظار هناء التي يتطاير منها شظايا تكاد تحرق رهف وهي تردد داخلها بغل :- ماشي يارهف ما ابجاش (ابقاش) هناء بت نعمان لو ما خليتك تلعني الساعه اللي دخلتي فيها حياته وسرجتيه (سرقتيه) مني
................................................................................
توقف فهر بسيارته أمام الجامعه وأخذ ينظر إليها بتدقيق شديد ويتفحص وجوه الطلاب وبالاخص الشباب يشعر بنار تأكله من مجرد التفكير بأن حسناء ستبقي وسط هذا المستنقع وحدها
أمسكت حسناء يده :- فهر هنزل
أسرع فهر بالنظر إليها وهو يقول :- استني. بلل شفتيه وهو يتمتم بتلعثم :- ح ح حسناء بصي ياحبيبتي جو الجامعه مختلف تمام عن المدرسه
حركت رأسها بتفهم :- عارفه ياحبيبي بس
قاطعها فهر بنبره حازمه قليلاً :- من غير بسبسه مش عايز كلام مع أي شاب تحت أي ظرف من الظروف أي بنت تفكري بس مجرد تفكير تكوني صداقه إسمها الثلاثي يكون عندي
رفعت حسناء حاجبيها بدهشه :- نعم وده ليه ان شاء الله
نظر إليها وهو يمسك بوجهها بين يديه بابتسامه من بين أسنانه قائلا :- من غير ليه ياحبيبتي بالاضافه ان ممنوع الخروج من باب الجامعه من غير السواق والحراسه مفهوم
كشرت حسناء بغضب :- ده سجن علي فكره انا مش طفله علشان تحركني كل خطوه بأمر منك
عاد فهر بظهره علي المقعد :- بس مرات فهر النعمان اللي أوامره بتتنفذ علي أي حد فما بالك بمراته بقي؟
أخذت حسناء حقيبتها بغضب وفتحت باب السياره وهمت بالنزول وهي تقول :- وأنا مش هنفذ غير اللي علي مزاجي وبس
منعها فهر وهو يجذبها من ذرراعها بقوه إليه :- حسناااء
نظرت إليه حسناء وهي تكاد تبكي :- حاضر يافهر حاضر هعمل اللي إنت عايزه في حاجه تاني
رد فهر بنفس الحده قائلا :- أيوه فيه
حسناء بنفاذ صبر :- إيه تاني
ارتخت ملامحه وهو يرسم ابتسامه بسيطه ثم اقترب منها وطبع قبله خاطفه علي شفتيها :- بحبك
أبتسمت له هي أيضا وهي تخرج من السياره :- وأنا كمان بحبك باي بقي علشان ما اتأخرش
................................................................................
في شركة أولاد النعمان وبالتحديد في قاعة الاجتماعات يجلس الحاج جابر النعمان علي رأس الطاوله الخاصه بالاجتماعات وحوله احفاده عدا فهد وعمر
ظل الصمت سيد الموقف والجميع ينظر الي بعضه في تساؤل حول سبب هذا الاجتماع المفاجئ حتي قطع هذا الصمت دخول فهد وهو يلقي التحية مع توجهه ناحية جده. ثم انخفض إلي مستوى يده وقبلها قائلا باعتذار :- أسف علي التأخير
لم يكد الجد يرد عليه حتي قاطعهم دخول عمر وهو يهلل بمرح:- طب والله الشركه فيها حاجه غريبه تحس نورها زايد ياسمينها فايح
ضحك الجد :- ما هيتتغيرش أبدا عتضحك عليه بالكلمتين دول
اقترب عمر منه وقبل يده :- أنا أقدر برده ده إنت الحاج نعمان بجلالة قدره
أشار الجد إلي مقعده :- طب اجعد ياولد مهدي طالع غلباوي زي بوك بس ربنا يجعل حظك أحسن منيه.. نظر إلي فهد هو الآخر :- اجعد ياولدي بكفيانا عطله اجده
جلسه الجميع بانتباه بينما أخرج الجد حقيبه من جواره ووضعها أمامه ثم أخرج منها بعض الأوراق ونظر إليهم نظره مطوله :- طبعاً كلكم مستغربين أني جمعتكم ليه..أني ما بجيتش ضامن عمري وما خابرش بكره هكون وسطيكم ولا لأ
رد الجميع في صوت واحده وأولهم فهر الذي يجلس جواره :- بعد الشر عنك ياجدي ربنا يبارك لنا في عمرك ويخليك لنا
ابتسم الجد ابتسامه بسيطه وهو يربت علي يده :- الموت مش شر ياولدي الموت علينا حج بس عايز لما ربنا يريد ياخد أمانته أكون جاهز... أهم حاجه لازم تعرفوها إن كلكم عندي غلاوه واحده وربنا يجدرني وأكون عادل بيناتكم ... صمت قليلا ثم تابع :- ودلوجتي لازم كل واحد يعرف ليه إيه
انصت الجميع باهتمام وهو يتابع.. المقر الرئيسي للشركه هيكون تحت إدارة فهر ولد مهدي ولدي وهيكون ليه نسبة 40 ٪ من أسهم الشركه بعد الوصايا علي نصبه ونصيب رنا وعمر
وال 60 ٪ هيتوزعوا بالتساوي بين ولاد عتمان وولاد دياب
ظهرت ملامح غريبه علي ملامح الجميع وأكثرهم ليث الذي شعر بالدماء تندفع بالفوران إلي إلي رأسه وهتف بنبره حاول السيطره فيها علي غضبه الجامح الذي يكبته :- هو ده العدل ياجدي من وجهة نظرك
نظر فهر إلي ليث وشعر بما يخفيه وراء استفاهمه هذا فأسرع قائلا :- أنا ماليش حق في الشركه دي أصلا ياجدي أنا وعمر ورنا مكتفيين بشركة المهدي الشركه هنا من حق ليث وفهد وجاسر
مرر الجد نظريه بين الإثنين ثم اردف بهدوء :- خلصت إنت واياه . أنا أكتر واحد عارف مين من حجه إيه ومين لاه ده غير إني لسه ما خلصتش كلامي. ده بالنسبه للي في مصر وفروع شركتنا بره مصر، أما اللي في البلد بجي فيه المحاجر ودي لنعمان الله يرحمه وعلشان اجده اني هكتبها لرنا بته وهتكون تحت وصاية ليث عمها
وباجي الأرض أني هكتبها لاولد جمر (قمر) علشان ما يبجاش في احتكاك بناتكم بأي شكل. احتدت نبرته وهو يري الاعتراض البادي علي وجوههم :- وما عاوزش اعتراض من حد واصل أني خلصت كلامي والمحامي هيوثق الورج وكل واحد هيعرف حجه إيه وليه إيه أول ما يجهز
بمجرد إنهاء الجد كلامه انتفض ليث من علي كرسيه وخرج بدون أي كلمه وسط نظرات الجميع
..............................................................................
عاد ليث إلي القصر وسط غضبه الذي لا يستطيع السيطره عليه منذ أن سمع كلام جده. لحق به فهر في الحال وأخذ ينادي عليه :- ليث اصبر خلينا نتكلم اسمعني.. ركض خلفه وأمسكه من ذراعه بقوه :- يابني أقف خلينا نتكلم بقي
جذب ليث يده بقوه منه وهدر بغضب قائلا :- اسمع إيه واتكلم فيه إيه بعد اللي جدك قاله مبروك عليك يافهر بيه يارئيس مجلس إدارة شركات النعمان مش مستكفي بشركات بجد بهنيك من قلبي لعبتها صح
قضب فهر حاحبيه وهو يرد بدهشه :- لعبت إيه إنت مجنون أنا لسه سامع الكلام ده من جدك زي زيك بالظبط
ضحك ليث باستخفاف :- صح إنت هتقولي بس أنا هنتظر إيه منك ما انت أمك فريده اللي موتت أبوك بحسرته علش
لم يدعه فهر يكمل كلامه وقبض علي ملابسه وهو يصرخ بقوه :- ليييييث
تبادل الإثنين نظرات لا تبشر بالخير وكأنها بداية خصومه لن تنتهي بين الإثنين
أوقفهم صوت الجد من علي باب القصر وهو يهدر بصوت عال :- جري إيه يا أحفاد النعمان هيحصل بيناتكم صراع وأني لسه علي وش الدنيا ولا إيه
.....................................................................................
في الجامعه :-
أنهت حسناء أولي محاضرتها وخرجت لتغير جو وتتجول في الجامعه حتي ميعاد المحاضره الاخري
جلست في مكان هاديء بعد أن جلبت كاسة من ( النسكافيه) وفي أثناء شرودها وجدت فتاه تجلس جوارها وبدون مقدمات :- أنا مش عارفه إيه البلاوي اللي بتتحدف علي الواحد دي الواحد يبقي ماشي في حاله يلاقي مصايب كده من حيث لا يدري ولا يعلم بجد بجد بجد الواحد زهق
نظرت إليها حسناء بابتسامه بسيطه :- خير ان شاء الله واضح إن فيه حاجه مضيقاكي
نظرت إليها الفتاه وفتحت في الكلام :- حاجه واحده بس قولي لي ليه الناس بقت غريبه أوي كده تخيلي تخيلي كده الصبح أول ما ركبت الاتوبيس الصبح اتخانقت مع السواق خلصت من السواق وأنا في الميترو التذكره وقعت مني والامن بقي يسيبني وعادي لأ إزاي روحت دابه خناقه معاه كلمه منه علي كلمه مني راح قالي غرامه خمسين 50 جنيه يجيله حول وهو لو معايا 50 جنية كنت جيت في ميترو ما كنت طلبت أوبر ولا حتي توك توك في وسط كل ده بقي والمحطه كلها بتتفرج عليه طلع حتت عيل ملزق وقال إيه خد ال 50 جنية مني أهم يدفع لي ليه ده
ضحكت حسناء علي طريقتها فصمتت الفتاه ونظرت إليها بحاجب مرفوع :- بتضحكي ليه إنتي كمان دلوقتي
حاولت حسناء كبح ضحكتها وهزت رأسها قائله :- أسفه ما فيش حاجه كملي ودفع لك ال 50 جنيه ولا لأ
حكت سبابتها في رقبتها بخجل :- أيوه.. بس وربنا بعد ما اتحايل عليه واتفقنا إني هرجعهم له
حسناء :- طب كويس.. ما اتعرفناش بقي أنا حسناء أولي تجاره انجلش
مدت الفتاه كفها لتصافحها قائله :- وأنا مروه أولي تجاره بس عادي مش انجلش
أبتسمت لها حسناء :- أهلا وسهلا اتشرفت بمعرفتك لازم أسيبك بقي وأقوم لأني عندي محاضره دلوقتي
نهضت الفتاه هي الاخري :- اشطا وأنا كمان هقوم علشان عندي سكشن طياري كده.
.......................................................................................
في قصر النعمان :-
طرق فهد علي غرفة جده وما أن سمح له بالدخول حتي دلف إليه وجلس إلي جواره بهدوء
نظر إليه جابر النعمان :- جول اللي كاتمه في جوفك يافهد
هتف فهد وهو ينظر إلي جده بتأنيب :- ليه ياجدي ليه تعمل حفره هيبقي صعب ردْمها بين فهر وليث انت عارف ان الشركه دي ليث قضي فيها حياته كلها ومش ليث بس وجاسر كمان ويمكن اقل واحد كان له علاقه بالشركه هو فهر أنا عن نفسي مش هممني حاجه من الشركه دي غير إني اكون وسطهم ونكون مع بعض رابطه واحده كده إحنا هنتفكك ياجدي وأولها النهارده خلاف فهر وليث اللي وصل إنهم رفعوا ايدهم وصوتهم يعلي علي بعضهم
أومأ الجد رآسه بحزن :- معاك حج ياولدي واضح إني ما عرفتش أربي زين واضح إني ما عرفتش ازرع فيكم الرضا والثقه في قرارات جدكم وزيكم زي غيركم الطمع بيخلي نظركم تحت رجليكم ال10 ٪ دول أني مش ظالم بيهم حد دول حج فهر واخواته وثقت راجل أمني عليهم من غير ورجه لأنه كان متأكد إني ما هكولش حج ولادي
قضب فهد حاجبيه بعد فهم:- تقصد إيه بالكلام ده
أنا مش فاهم حاجة
................................................................................
في شركة المهدي
دلف فهر إلي مكتبه بغضب وهو يتحدث إلي عمر :- أنا مش فاهم ليه جدك عمل كده أحنا مش محتاجين حاجه من الشركه كلها أصلا لا ولا انت ولا رنا
جلس عمر أمامه واردف بهدوء :- أنا معاك ان جدي صدم الكل باللي قاله بس أنا واثق ان عمل ده لسبب وفي نفس الوقت مش مستاهله اللي ليث عمله إحنا مش كلاب سعرانه هناكل بعض علشان الفلوس بس هو من آخر مناقصه أخدناها منهم وهو متغير ومش ليث اللي أنا أعرفه كمان أنا في حاجه حصلت ومش عارف إذا كان مهم تعرفها ولا لأ
فهر باهتمام -:- حاجة إيه
تردد عمر قليلا ثم قال :- أنا أنا شوفت عز وشهاب ولاد عمتك في مصر هنا وكان قاعد معاهم ليث وجوز ألفت وابنها والكلام ده كان تاني يوم علي طول للمناقصه بعد رجوعك من تركيا
نهض فهر من مكانه هو يقول بصدمه وعدم استيعاب :- بتقول مع مين؟؟؟
................................................................................
في قاعة المحاضرات انتهي الدكتور من المحاضر وما أن خرج من القاعة حتي نهضت حسناء وشرعت في إعداد نفسها للخروج ولكن قاطعها صوت رجولي يجلس أمامها ويمد يده بكاسة مشروب ساخن وهو يقول بأسلوب ساذج ومستفذ :- القمر يشرب أي حاجه
ابتعدت حسناء بفزع وهي تضع يدها علي صدرها من صوته المفاجئ وهتفت بهلع :- أفندم!!! فيه حاجه
ابتسم وهو ينظر إليها بإعجاب :- واو ده إنتي فعلاً قمر
هتفت حسناء وهي تزمجر بضجر وضيق :- إحترم نفسك وخليك في حالك
تابع بمزاح وهو يتراجع خطوات بسيطه إلي الخلف :- لأ لا بلاش سوء ظن أنا محترم جدا والله بس تقدري تقولي بحب التعارف عشري أليف بحب الناس مش هتعرف بقي
قوست حسناء حاجبيها باندهاش وهي تفكر داخلها بأنه يشبه كثيراً تلك الفتاه التي قابلتها في حواره يبدو أن الجميع في هذا المكان لا يهم عندهم مع ولمن يتحدثون، حملت حقيبتها وهمت بالخروج إلا أنه قاطعها وهو يقفز أمامها ويقول بأسف :- شكلي فعلا ضايقتك ورخمت عليكي بجد اسف انا بس لقيتك قاعده مع نفسك من اول اليوم فحبيت يعني أشركك في الشله معانا
ردت حسناء بجديه وهي تنظر بعيدا عنه :- أنا مرتاحه كده بحب أفضل مع نفسي ولو شاركت حد فأكيد مش هيكون شاب أن مختلفه عن اللي بيسمحوا بكده وياريت بعد كده تخليك في نفسك وما تقتحمش خصوصية أي حد مره تانيه بعد إذنك
رحلت حسناء من أمامه تحت نظرات الإعجاب التي لم تفارقها حتي التفت علي صوت ناعم مصطنع :- إيه ياروحي نفضت لك ولا إيه
تلعثم وهو يلتفت قائلا بمزاج مستعار :- ا ل لأ نفضت لي مين هو في واحده في الجامعه كلها تقدر تنفض لي ده أنا دنجوان الجامعه يابنتي تعالي تعالي نشوف بقيت الشله
.................................................................................
في قسم آداب :-
وقفت مني صديقة رهف أمامها يتبادلان حديثا حادا بعض الشيئ منهم اللا مبالي ومنهم الحاقد
وقفت مني مكتوفت الأيدي وهي تحدث رهف :- وحشاني يارهف عامله ايه
هاجر محمد. حبيبة
أبتسمت لها رهف بمجامله وردت ببرود وتعالي بعض الشيء :- كويسه الحمد لله ازيك إنتي يامني
لاحظت مني لهجتها المتعاليه فقوست فمها قائله بسخرية : واضح ان جوازك من دكتور فهد هيخليكي تتغيري وتنسي صحابك
رفعت رهف حقيبتها علي كتفها وهي ترد بفظاظة بعض الشيء :- بس أنا ما عنديش صحاب أساساً علشان أنساهم بعد إذنك.
تركت ورحلت تحت أنظار مني الحاقده لها وهي تحسدها علي ما وصلت إليه بزواجها من الدكتور فهد النعمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت إلي القصر بعد يوم منهك وشاق بالنسبة لها وما إن وصلت إلي القصر حتي صعدت مباشرةً إلي غرفتها وطلبت من الخادمه ألا توقظها للطعام وإن حضر فهر تخبره بذلك
وصلت إلي غرفتها لتلقي بكل ما بيدها علي أقرب أريكة بها ثم خلعت حذائها بإهمال وألقت بنفسها علي الفراش بملابسها كما هي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت رهف خارج الجامعة ووقفت في إنتظار أي وسيله موصلات تنقلها لتتفاجأ بعد فتره بفهد يقف أمامها بسيارتة قائلا :- يلا يامدام رهف ما يصحش تروحي موصلات وأنا موجود
نظرت رهف حولها بترقب لتري أعين تلك المدعوه مني ترقبها من بعيد ولم تكن هي فحسب بل كانت أنظار كل فتيات الجامعه مراقبه لها، نفخت بضيق وهي تهز رأسها يمينا ويساراً ثم دلفت إلي السياره بجوار فهد قائله من بين أسنانها :- ما كانش فيه داعي تتعب نفسك أنا ما بحبش المظاهر دي
رفع فهد إحدي حاجبيه باستنكار :- إيه المظاهر في إني أجي أخد مراتي من الجامعه
ضربت رهف علي حقيبتها بعصبيه وهدرت بصوت عال :- المظاهر في إنك الدكتور فهد ومش أي فهد ده فهد النعمان
رد فهد بهدوء وهو يتحرك بالسياره :- أظن إن ده فخر ليكي مش حاجه تخجلي منها
أشاحت وجهها بعيداً عنه وهي تشعر بالدموع تتجمع في عينيها :- لو واحده غيري يمكن تحس انه فخر ليها إنها تتجوز في عيلة نعمان المعروفه لكن أنا لأ سامع يادكتور فهد أنا لأ
أوقف فهد السياره فجأه لتصدر صريراً عاليا ثم جذبها من ذراعها بقوه إليه وهدر قائلا بغضب :- ليييه إنتي لأ؟إيه اللي أنا قصرت فيه معاكي يخليكي لحد دلوقتي مش قادره تتقبلي وجودي في حياتك رغم إني حاولت بكل الطرق أقرب منك وحاولت إني ارضيكي
حاولت رهف أن تبعده عنها وهي تقول بدموع :- وأنا مش عايزاك ترضيني ولا عايزه وجودك من أصله لإن وجودك ده أنا كنت مجبره عليه وقولت لك أنا عمري ما هحبك يافهد فالأحسن ليك وليا إنك تطلقني طلق
هاجر محمد. حبيبة
لم تكمل كلمتها ثانيةً لأنه استولي علي شفتيها في قبلة ساحقه وضع فيها كل غضبه من أول ما حدث في هذا اليوم إلي تلك الكلمه التي اوصلته إلى ذروته من التحمل والصبر وقد فاض به ليصب كل غضبه علي تلك الشفاه المسكينه متجاهلا أنه في الخلاء وتحت أنظار العامة
ابتعد عنها وهو يتنفس بسرعه بعد شعوره أنها تختنق بين يديه ظن أنها ستنهره علي فعلته لكنها لم تصدر اي فعل وعادت إلي الوراء في سكون تام وهو أيضا تابع طريقه متجاهلها تماماً وكأنها لم يحدث شيئاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر المهدي....
استيقظت حسناء ما يقارب منتصف الليل لتتفاجأ بعدم وجود فهر جوارها نهضت بقلق وأخذت تبحث عنه في المرحاض ثم هبطت إلي الأسفل لكنها أيضا لم تجده، عادت إلي غرفتها وحاولت أن تتصل عليه في البداية لم يرد عليها ولكن بعد فتره أجاب عليها بصوت مريب وبطريقه فظه :- أيوه ياحسناء فيه حاجه
ابتلعت حسناء لعبها وهي ترد بتلعثم :- أيوه يافهر إنت فين ياحبيبي
رد عليها بإيجاز لإنهاء حديثه معها :- عندي شغل ومش هقدر آجي الليله دي نامي إنتي والسواق بكره هوصلك للجامعه
حسناء بصوت متحشرج :- أ أ أنا بكره ما عنديش جامعه بس إنت قولت لي إني هروح معاك الشركه
صمت قليلا ثم رد عليها قائلا :- ربنا يسهل بكره هشوف سلام علشان مش فاضي
أغلق الهاتف بدون إنتظار رد منها وهو ينظر إلي تلك التي تأتي من الداخل ووضع الهاتف جواره مشيراً اليها وهو يفتح ذراعه :- تعالي جانبي هنا
جلست إلي جواره ووضعت رأسها علي كتفه :- أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه ربنا ما يحرمني منك ياحبيبي
مسد علي شعرها وهو يتنهد بعمق :- ولا منك ياحبيبتي عارف إني قصرت معاكي كتير الفتره اللي فاتت بس أوعدك إني هعوضك عن كل ده.