رواية صراع الاحفاد الفصل التاسع9 بقلم هاجر محمد



الفصل ✿✿التاسع 


رواية ✿✿ صراع الاحفاد..


هاجر محمد ✿✿ حبيبة


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄ 


وقفت خلفه تنظر إلي وجهه وهو يغلق قميصه ظلت تتأمله وهي تحاول أن تخرج 


الكلمات المحبوسه داخل فمها لكنها لا تستطيع كيف تسأله عن شيئ


 كهذا وهي نفسها لا تصدقه لكن الشك يتأكلها ولا تستطيع أن تظل مع هذا الفكر الذي سيوصلها إلي الجنون

حسمت أمرها وأردفت بصوت مبحوح وهي تفرك يدها بقوه وقالت :- فف فهر في حاجه عايزه أسألك عليها


التفت إليها بابتسامة :- إسألي ياحبيبتي علي اللي إنتي عايزاه

تنفست بعمق ثم أطلقت زفيرا قويا :- وأنا في الشركه أول ع

قاطعها رنين الهاتف لتصمت بينما نظر فهر اليها ثم رد مسرعا وأردف بنبرة حاده :- أخيرا ياهانم آخيرا عرفنا نوصل لجنابك 


أتاه صوتها وهي تتحدث بهمس وخوف :- الحقني يافهر الحقني 


دب الرعب داخله وأردف بلهفة :- مالك يارنا فيه إيه؟ 


ابتلعت ريقها وهي تتابع الطريق بخوف :- قتله سليم وبيجروا ورايا أنا حاسه إني هموت يافهر ودي هتبقي نهايتي بس بلغ سيادة العميد نور الدين إن الغول لسه عايش ما ماتش 


_ركض إلي الخارج مسرعا وهو يرد عليها :- إنتي مكانك فين يارنا.. انقطع الخط قبل أن ترد عليه فهتف بصوت وهو يصرخ باسمها :- رنااااااااا 


قفز درجات السلم بسرعة الريح ثم جمع أكبر عدد من الحرس و توجه مركز شرطة القاهرة وما إن وصل حتي اقتحم مكتب العميد نور الدين فجأة. 


نهض العميد من مكانه علي دخوله المخيف فهتف به بحدة :- إنت اتجننت ولا إيه؟! إزاي تدخل المكتب بالطريقه دي 


رد فهر وقد احمرت عينيه وبرزت عروقه من فرط الحالة العصبية التي وصل إليها قائلا وهو يجز أسنانه بقوه :- مش هقعد أنقي طريقة لجنابك.... ثم علا صوته بحده وضرب بكفيه علي سطح المكتب وهو يقول :- أختي فيييييين؟ 


لانت نبرة العميد مقدرا للحالة التي هو فيها فقد علم منذ ساعات بأمر اختطافها ولكن لا يعلم من فعل هذا 

العميد نور :- أنا مقدر حالتك وخوفك علي أختك بس لحد دلوقتي ما فيش أي خبر عن مكانها أو مكان الرائد سليم بس أكيد مش هنسكت 


صرخ به فهر ثانية :- مش هتسكت!! مش هتسكت لحد امتي ياسيادة العميد لحد ما أختي تتقتل زي الظابط سليم 


بهت وجهه ورد بصدمة :- إنت عرفت منين إنه اتقتل 


أردف فهر بنفاذ صبر قائلا :- إنت لسه هتستفسر اعرف لي مكانها فين بسرعه لو سمحت هي لسه مكلمان من رقمها 

صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة

أومأ العميد برأسه وأمسك هاتفه بسرعة ثم طلب منهم أن يستعلموا أن مكان رنا.... 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄ 


أخذ صدرها يعلو ويهبط بخوف وأيقنت بداخلها أن الأمر قد وصل بها إلي النهاية بعد أن شعرت بيد من الخلف تكتم فمها وتقيد ذراعها خلف ظهرها بقوة حتي أنها لم تستطيع التحرك  . ثم سحبها داخل هذا المبني الخالي الذي يبدو أنه تحت الإنشاء 

واما أن دخل بها في مكان آمن حتي ترك يدها مما أثار دهشتها والتفت إليه بسرعة وهي تفرك في معصم يدها وما إن وقعت عينيها عليه حتي فتحتها بقوه وهي تقول بعدم تصديق :- ج ج جاسر 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. 


في قصر المهدي وبالتحديد أمام غرفة عمر وحنان 


طرقة حسناء باب الغرفة بسرعة حتي خرجت لها حنان وهي تصرخ بها :- فيه إيه هو حد قال لجنابك إني جاعده لك ورا الباب منتظراكي ولا إيه 


تجاهلت حسناء طريقتها وأردفت بتساؤل :- فين عمر بكلمه علي موبايله ما ييردش 


ضربت حنان باطن كفها علي ظهر الأخري وردت وهي تلوي فمها :- وإنتي عايزه عمر ليه ان شاء الله مش جوزك رجع ولا خلاص ما بجتيش تستغني عن عمر 


هدرت حسناء بها بغضب :- إنتي متخلفه وفكرك عقيم وما عندكيش ثقه في نفسك ولا في جوزك و 


رفعت حنان يدها في الهواء وهمت أن تضربها إلا أن يد عمر كانت أسرع منها وهو يمسكها من رسغها بعد أن صرخ عليها 

_حنااااااااااااااااان... نظر إليها بغضب ثم تابع :- إنتي اتجننتي إيه اللي بتعمليه ده 


تحولت نظرات حنان إليه وردت باستهجان :- واه مالك اتخلعت اجده ليه أني بس كنت رايده أعلمها الأدب وإن ولاد الخدامين لسانهم ما يطولش اسيادهم 


هدر بها ثانية بتحذير :- حنان احترمي نفسك ولمي لسانك بدل ما ورب الكعبه ليلتك ما هتعدي النهارده علي خير.. وثانية كمان لو لاقيت وشك قدامي مش ضامن هتصرف إزاي 

صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة

حنان :- لاه وعلي إيه أنا مش هجعد لك فيها من الأساس علشان يروج لك الجو مع الست هانم 


دلفت إلي غرفتها وأغلقت الباب بعنف بينما نظرت حسناء إلي عمر :- شوف مراتك ياعمر وأنا بجد آسفه 


قطعها عمر بحزم :- سيبك منها ياحسناء إنتي بالنسبه لي زيك زي رنا بالظبط هي بقي عقلها مريض تروح تعالجه . وأنا ليا حساب تاني معاها 


تذكرت حسناء بذكره رنا فضربت علي رأسها :- رنا.... رنا مخطوفه أنا كنت جايا علشان أقولك بس 


قاطعها عمر بصدمه قائلا :- رنا مين أختي 


حسناء :- هي اتصلت بفهر وكانت بتصرخ وفجأه الخط قطع وفهر خرج ومعاه كتير من الحرس بس بكلمه كتير ما ييردش 


أخرج عمر هاتفه واتصل بفهر مره واثنين وثلاث والنتيجه واحده يغلق الخط في وجهه. نفخ بضيق ثم طلب قائد الحرس الذي رد عليه في الحال 


_أيوه ياعمر بيه


عمر بقلق :- فين فهر وعرف حاجه عن رنا ولا لأ 


رد الحارث قائلا :- فهر بيه راح مع مجموعة عساكر والقائد بتاعهم رفض إننا نكون معاه بس أنا ماشي وراهم وأكيد إن شاء الله مش هنرجع من غير رنا هانم 


هدر به عمر بحده :- إنت فييين؟ 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. 


التفتت مسرعة فور أن رفع يده من علي فمها وتركها، احتلت الصدمة وجهها ما إن رأته هتفت إسمه بعدم تصديق :- جاسر 


وضع سبابته علي فمه ليمنعها من الكلام ثم همس بصوت مبحوح :- هشششش

نظر بحذر ليري رجلان يتجولان في المكان وأحدهما صرخ للآخر من بعيد وهو يسأله إن وجدها فرد الآخر قائلا :- لا ادخل شوفها جوه 

وأشار حيث المكان الموجودان فيه، عاد جاسر مسرعا إلي رنا وأمسك بيدها ثم أمسك قطعه حديديه طويله ملقاه علي الأرض وأشار إلي رنا أن تقف خلفه ثم اختبأ خلف الحائط وما أن دلف الرجل وهو يحمل سلاحا يشير به أمامه، باغته جاسر بضربه علي رأسه سقط بعدها فورا علي الأرض،. لم يكتفي جاسر بها بل تبعه بثانية وثالثه حتي أيقن أنه لن يفيق إلا إذا وضع داخل عناية مشددة .. 


أخذ جاسر رنا من يدها وركض بها إلي الخارج وظل يركض ويركض لا يعرف هذا المكان علي الاطلاق ولا يعرف كيف سيعود فهو قد آتي إليه معلقا داخل السيارة التي خطفت بها رنا، لكن لا يهم المهم أنها بخير ومعه الآن. 


ظلا يركضان سويا لعدة ساعات إلي أن حل الظلام ودخل في منتصفه حتي جف حلقهما ولما تستطع رنا أن تكمل السير فتوقفت واتكأت علي ركبتيها بتعب ثم أردفت قائله وهي تأخذ أنفاسها بصعوبه :- جاسر أنا مش قادره أتحرك تاني 


تلفت جاسر يمينا ويساراً فسمع صوت آلة تخرج المياه من باطن الأرض يبدو أن صاحبها مزارعا ابتسم جاسر ونظر إلي رنا التي اومأت إليه بابتسامة ثم رحل الاثنين حيث مكان الرجل الذي كان يجلس أمام موقد من النار يطهو عليه الشاي 


ألقي جاسر عليه التحيه وهو يأخذ أنفاسه بصعوبة :- سلام عليكم ياعم الحاج 


لم ينتظر منه ردا وجلس أمامه علي الحال مما أثار دهشة الرجل ورد عليه بتساؤل :- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إنت مين يابني 


جذب جاسر رنا من ذراعها لتجلس جواره ثم قال :- هقولك كل حاجه بس إحنا عايزين نشرب 


مد الرجل يده إلي جواره وآتي بدلو به ماء يطلق عليه


(أُلَّه) وأعطاه إلي جاسر الذي ناولها علي الفور لرنا. 


نظرت رنا إلي بعبث :- هشرب من دي 


جاسر :- أشوف لك عنده مايه معدنية.. تصدقي انا غلطان اشربي من الترعه

هم أن يأخذها منها إلا انه امستكها :- خلاص خلاص هشرب 

رفعتها علي فمها وظلت تشرب وتشرب وما وقع علي صدرها أكثر مما دخل في جوفها. 

توقفت عن الشرب حينما رأت ابتسامة جاسر والرجل فأنزلتها بخجل ثم مسحت فمها بيدها وقالت :- أسفه بس أول مره أشرب من حاجه زي كده 


أبتسم جاسر وقال :- المهم شربتي 


أومأت برأسها ثم أعطتها لها فشرب هو الآخر ثم نظر إلي الرجل وقال بامتنان :- إنت أول واحد نقابله في المكان الغريب ده وإحنا مش عارفين إحنا فين ولا نرجع إزاي ومحتاجين مساعدة حضرتك 


ابتسم الرجل وهز رأسه ثم نهض وهو يشير إلي آلة الري وقال :- استنوني هنا شوية هقفل المكنه وأرجع لكم تروحوا معايا الدار وهناك أسمع حكايتكم 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. 


في مكان آخر  بعدة عدة ساعات بحث وصل رجال الشرطة إلي المكان الذي عرفوه من الهاتف وأخذوا يبحثون فيه رأسا علي عقب فلم يجدوا شيئاً سوي هذا الرجل الملقي في المبني وتم نقله إلي المستشفي مباشرة .. 


في مركز قسم القاهره صدح صوت فهر وهو يصرخ بالعيد نور الدين وقد فقد كل صوابه ونفذ صبره 

:- أصبر أكتر من كده بقي لنا أكتر من 24 ساعه ومش عارفين ولا معلومه واحده تطمنا علي رنا 

صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة

ارتفع صوت العميد مقابلا له وقال :- أنا في إيدي إيه أعمله وما عملتش لو تقدر إنت تعمل اتفضل مش همنعك 


ضغط فهر علي أسنانه واقترب منه ثم قال بتحدي :- إنت اللي قولت وأنا أقدر أعمل كتير وأول حاجه أقدر أعملها إن لو رنا أختي حصلها حاجه أقسم برب العزه ما هيكفيني عشرة في رتبتك 


ثم خرج من مكتبه بغضب وأخذ عمر الذي كان ينتظره في الخارج بأمر منه ورحل.... 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. 


في منزل ريفي متواضع وبالتحديد في أحد غرفه تململت في الفراش الغير مريح لها علي الاطلاق لتشعر بلسع في ذراعها فهذا حالها منذ أن أتت في الظلام وخصص لهم الرجل هذه الغرفه بعد أن أمر ابنته وزوجته أن يعدان لهما الطعام وما إن اكلت حتي تمددت علي الفراش بتعب بينما جاسر خيب ظنها ونام علي الارض وعلي الفور ذهب في ثبات عميق. 


أخذت تحك ذراعيها بتوجع وأخذت تنفخ بضيق حتي سمعها جاسر الذي فاق علي الصوت الذي يصدره السرير .. قال لها بسخرية :- إيه ياسيادة المقدم عايزه ريش نعام... 


بعد فتره طرقة زوجة صاحب البيت علي الباب عدة طرقات إلي أن فتحت لها رنا الباب لتري ابتسامتها البسيطه والبشوشه وهي تقول لها :- خدي يابنتي أن جبت لك شوية خلجات من حدي بتي يعني مش عارفه هيعجبوكي ولا لأ 


أبتسمت رنا وأخذتهم منها بامتنان :- أي حاجه منكم جميله يأمي 

اتسعت ابتسامة الزوجة حتي ظهرت قسمات التجاعيد في وجهها بوضوح وكل خط منها يقص حكايه ويصف طيبة أغلقت الباب بعد أن طلبت من رنا أن تلحق بهم في الخارج لتناول الفطور... 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. 


دلف فهد إلي قصر النعمان ومعه ليث بقلق وفور أن وقعت عين فهد علي فهر حتي أسرع إليه قائلا :- عرفتوا أخبار عن رنا 


لم يرد عليه فهر ونهض بغضب فور رؤيته ليث وهدر به بقوه :- إنت ليك عين تيجي هنا اطلع بره 


صده فهد بيده ووقف بينهما وأردف إلي قائلا :- إيه يافهر اللي بتعمله ده مهما كان ابن عمك ورنا أخته والضفر عمره ما يطلع من اللحم 


أبعد فهر يده بعصبيه وهدر بغضب :- لأ بيطلع يافهد بيطلع اسأل إبن عمك أخونا اللي متربيين مع بعض عمل فيا إيه وحط إيده مع مين اطلع بره ياليث 


لم يرد عليه ليث ولم أن يرد يطيل في الكلام أمام فهر فنظر إلي فهد وقال :- أنا ماشي ولو عرفت حاجه عن رنا ابقي طمني 


ثم خرج تحت أنظار فهر الغاضبه، ركب سيارته وخرج من القصر وفي الطريق دق هاتفه وكان رقما غريبا فتجاهله وأغلق ولكنه عاود الاتصال فرد علي مضض :- ألو...... مين معايا......... جاسر!!!! 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄. 


في قصر النعمان ،


في بهو القصر وقفت عشق تهدهد إبنها الذي ينفجر في البكاء ولا تعرف ما به فعلت كل شيئ ولا يريد أن يكف عنه. حتي نزلت رهف علي صوته مسرعة ثم حملته من عشق بحنو :- إيه ياإياد تاعب ماما كده ليه


أرخت عشق يديها بتعب وجلست وهي تقول :- مطلع عيني من الصبح ومش مبطل عياط


مسدت رهف علي جسده بحنان واردفت لها :- طب جايز عنده مغص


عشق بحيره :- إديته العلاج بتاع المغص وبرده مافيش فايده


قاطعهم دخول أحد الحراس وهو يحمل بيده عدة حقائب ومن خلفه دخلت زهره زوجة الحاج جابر ومعها تلك العقربه جليله أم ليث وفور دخولها هبطت هناء من علي السلم مسرعة تستقبلهم بترحاب :- أما اتوحشتك جوي... ثم انحنت علي يد زهره وقبلتها وهي تقول :- إزيك ياستي عامله إيه

صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة

ربت زهره علي كتفها وقالت :- زينه يابتي وإنتي عامله إيه


هناء :- زينه بعد ما شوفتك


توجهت جليله نحو رهف التي تحمل الطفل بين ذراعيها وأخذته منها بوجه عابث دون حتي أن تسلم عليهم ثم نظرت إلي وجهه بابتسامة :- ياجلب ستك وأخذت تقبله بسعادة ثم نظرت إلي عشق وتحولت نظرتها إلي العبث ثانية :- الواد ضعفان اجده ليه انت مهمله فيه ولا إيه


قوست عشق فمها ثم أردف ببرود :- ما فيش واحده بتهمل في إبنها بس كل واحده بتتصرف مع إبنها بالشكل اللي يعجبها


جلست جليله ووضعت في حجرها :- لأ أني هربيه بالطريجه اللي تعجبني أني وأهم حاجه إنه ما يطلعش زي أبوه ويروح يتجوز واحده ما خبرلهاش أصل من فصل 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.   


في بيت بسيط وعلي طبق طعام موضوع فيه أصناف بسيطه من أحد بيوت الفلاحين المعتاده  وكان عباره عن عدة اطباق من (القشطه والجبن والعسل والبيض)  جلس بها جاسر ورنا وسط الزوج وزوجته وابنتهما


تحدث  الحاج إليهما قائلا :- كل ياولدي انت ومرتك، عارف إن الوكل مش قد المقام بس


قاطعه جاسر بنفي وهو يمضع اللقمة قائلا :- لا ياوالدي الاكل جميل جدا أنا بقي لي كتير ما أكلتش الاكل الفلاحي وكنت مشتاق ليه جدا تسلم ايديكم 


ردت رنا بتأيد :- فعلاً ما شاء الله الاكل جميل والبيت أجمل ياعمو وفي راحه هنا غريبه 


نظر الحاج بابتسامه إليها وأردف قائلا :- ربنا يجبر بخاطرك يابنتي ويرزقك إنتي وزوجك الذريه الصالحه 


تلاقت نظرات جاسر ورنا للحظات حتي طرقات علي الباب فنهضت ابنة الحاج وذهبت لتري من الطارق ثم عادة بعد لحظات 

_عمي الحاج عبدالراضي عاوزك بره يابا 


تبدلت ملامح الحاج وتحولت إلي الاصفرار ثم نهض بعد أن استأذن منهم... 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.      


صرخت به بنفاذ صبر قائله :- حرام عليك ياعز اللي بتعمله فيا إنت اتجوزتني ليه 


نفخ يضيق ثم أردف بهدوء :- فيه إيه ياأريج إنتي جايباني علي ملي وشي علشان تسأليني إنت اتجوزتني ليه 


هزت رأسها لاعلي ولاسفل وهي تقول ببكاء :- أيوه جايباك علشان أسألك السؤال ده 

صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة 

نهض من مكانه وأشاح بيده لها بعدم اهتمام ثم قال وهو يهم للمغادره :- أنا عندي شغل ومش فاضي للهبل ده 


قبل أن يصل إلي الباب ألجمته بكلمتها :-   أنا في عريس متقدم لي وبابا موافق والكل موافق وأنا كمان هوافق عليه ياعز والورقة اللي معاك ارميها في الزباله 


عاد إليها ثانية وكأن كلماتها سحبته لا اراديا إليها. لم يشعر بنفسه إلا وهو يمسكها من شعرها بقوه المتها :- نعم سمعيني كده تاني قولتي إيه 


أمسكت يده وهي تتأوه بألم قائله :- سيبني ياعز سيبني لو سمحت بتوجعني 


شدد من ضغطه عليها وهو يقول بغضب :- انتي مراتي والهبل ده لو فكرتي فيه تاني مش هخليكي تنفعي نفسك ياأريج 


أريج :- عرفي أنا مراتك عرفي ياعز 

تركها ثم امسك بحقيبتها وألقاه في وجهها بغضب وقال :- مشكلتك في العرفي يعني ماشي أنا هخليه رسمي يأريج قدامي 

ثم جذبها وغادر بها قاصدا  أقرب مأذون شرعي.... 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.    


في مساء جديد في هذا البيت الريفي الصغير جلست في إحدي غرفه ترفض عيونها الخضوع للنوم بسبب خوفها علي جاسر فقد خرج منذ ما يقترب من نصف ساعة ولم يعد 

فتح الباب فجأة فنهضت بسرعة وهي تنطق بإسمه مسائلة :- جاسر إنت كنت فين 

نظر إليها قليلاً في صمت يفكر هل لا زال يهمها أغلق الباب ثم دلف إلي الداخل واردف بهدوء :- كنت بكلم ليث  قالي هيوصل علي الفجر 


أومأت بصمت ثم جلست علي الفراش لتتفاجأ به يتمدد علي الأرض فاردفت بعفويه :- إنت هتنام علي الأرض تاني  


نظر إليها ثانية ثم قال :- كده أحسن علشان أفضل محافظ علي المسافه اللي ما بينا ولا إنتي نسيتي 


رنا :- مسافة ما بينا 

اومأ بتأكيد :- أيوه مسافه 


صمتت لفترة وتمددت علي الفراش ثم تحدثت متسائلة :- هو إنت عرفت مكاني إزاي 


أخذ نفسا عميقا ثم تذكر حينما كان يراقبها هي وهذا الرائد السليم الذي كان يريد قتله بيده لكن شاء القدر أن يلقي حتفه بعيدا عنه، اعتدل جالسا ونظر إليها ثم قال :- صدفه شوفتك إنتي والظابط اللي كان لازق معاكي ليل ونهار ده وإنتي ناسيه خالص إنك لسه علي ذمة راجل 


ردت رنا بسرعة تبرر له :- سليم كان زميل ليا في الشغل مش أكتر ده غير إنه مات بسببي فمش هسمحلك إنك تغلط فيه و


برزت عروق جاسر وأشار بيده في وجهها :- زي ما إنتي ومش هتتغيري عمرك واصلا ما بقتيش تفرقي معايا إنتي مجرد بنت عمي وبس وأنا واجبي إني أوصلك لعند اخواتك وإنتي بخير وبعد هطلقك يارنا علشان ترتاحي مني .. في مثل كنت بسمعه كتير خد اللي يحبك ده هيعزك وما تاخدش اللي تحبه ده هيذلك. 

وفعلا أنا شوفت كتير معاكي ولا هغلط فيكي ولا في سليم 

رنا :- كل ده علشان شوفتني مع سليم قولت لك ده سليم 


قاطعها وهو يضحك باستهجان ثم قال بسخريه :- ياشيخه سليم تصدقي ما كنتش أعرف.. يعني سليم أخ تالت ليكي وأنا ما أعرفش علي العموم ما بقاش يفرق معايا من بكره كل واحد هيبقي في طريق أنا ضيعت وقت كتير علشان وكفايا لحد كده ... تصبحي علي خير يارنا


أعطاها ظهره وأغمض عينيه ليشعر بكفها علي ظهره فاعتدل سريعاً ليراها جواره تنظر إليه بدموع وما أن تلاقت أعينهم حتي قالت بصوت متحشرج :- يعني إيه كفايا لحد كده إنت ما بقتش تحبني ياجاسر 


جاسر :- نامي يارنا عندنا سفر الفجر 


أمسكت بوجهه قبل أن يلتفت ثانية وكررت سؤالها :- رد عليه ياجاسر إنت ما بقتش تحبني 


جلس جاسر وبعد صمت قصير وهو يتأملها أردف بنبرة متألمه :- أنا بعشقك يارنا وعمري ما حبيت حد في حياتي غيرك  


لم تعقب رنا بأي كلمة بل اكتفت بأن تعلقت برقبته وضمته بشدة لتشعر بذراعية بعد فترة تحاوطها. رسمت ابتسامة بسيطه وشددت من احتضانه وهي تغمض عينيها براحة.. 


┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.    


قبل أذان الفجر استعدوا للرحيل بعد وصول ليث مع سيارتين حراسه تحسبا لحدوث أي شيء 

استلقت رنا العربة بعدما ودعت زوجة الحاج وابنتهما بينما نظر جاسر إلي ليث وهمس له قائلا :- جبت الفلوس اللي قولت لك عليها 


أومأ ليث واتجه إلي سيارته وجلب منها حقيبة أعطاها للجاسر الذي أخذها منه واقترب من الحاج الذي كان يقف لتوديعهم 

أمسك جاسر بيده ووضع فيها الحقيبه قائلا بامتنان :- ده أقل حاجه أقدر أقدمها لك وأتمني ما تكسفنيش 


أمسك الرجل بيده يحاول إعطائه الحقيبة وهو يقول برفض يسيطر عليه العفه وعزة النفس :- لا يابني عيب ده واجبكم وحقكم علينا 


أطبق جاسر يده علي الحقيبه بالحاح :- علشان خاطري اعتبرها هديه من ابنك 


وافق الرجل بعد إلحاح ثم غادروا بعدها مباشرة متجهين إلي القاهره....


بعد رحيلهم دلف الحاج مع زوجته وابنته إلي الداخل وفور أن جلسوا أخذت ابنته الحقيبه منه بفضول لمعرفة ما فيها وما أن فتحتها حتي شهقت بصدمة وهي تضع كفيها علي فمها بعدم تصديق :- دي فلوس كتير أوي يابا 

نهض الحاج من مكانه وأمسكها منها وهو يقول بتساؤل ودهشه :- :- فلوس!! 


أردفت زوجته بذهول وهي تنظر إلي المبلغ الموضوع داخلها :- ده باين عليها كتير أوي ياأبو سمر 


عبث وجه الرجل بعدم رضا :- ليه كده يابيه استقليت بينا أوي 


تحدثت زوجته قائله :- ده بدل ما تقول كتر خيره.. وربنا عالم بحالنا والديون اللي علينا 


رد عليها بحزن حقيقي :- عارف ياأم سمر بس أنا عملت الواجب ما استاهلش عليه 


قاطعتهم ابنتهم قائله :- علي فكره يابا الأستاذ جاسر خرج وانت كنت بتكلم اللي ما يتسمي اللي اسمه عبدالراضي 


مسدت زوجته علي كتفه بما واساه :- خلاص بقي يأبو سمر ده رزق ياأخويا وربنا عالم بحالك وبعت لك فك كربك في الاتنين دول 


ادمعت الرجل وهو يتذكر أنه لولا هذا المال لفقد قطعة الأرض التي يمتلكها والتي بالنسبة له سبيل العيش هو وأسرته فخر ساجدا عجبا لقدرة الله ورحمة الواسعه 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.  


في مساء اليوم التالي  استقبلت العائلة رنا بترحيب ومنهم بتأنيب وبعد فترة قطع 


جاسر أي حوار قائم وهو ينظر إلي جده ويقول بنبرة جديه :- جدي.. إحم في موضوع عايزه اتكلم معاكم فيه 


نظر الكل إليه باهتمام واردف الجد بانصات :- خير ياولدي دول 


نظرت إليه رنا بابتسامة ظنا منها أنه سيطلب أن يأخذها معه إلي بيتهم، لكن كلمته وقعت 



عليها كصاعق كهربي وهي تسمعه يقول بعدما نظر إليها لفترة :- أنا أنا أخذ نفسا طويلا ثم قال :- أنا ورنا هنطلق 

                        الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>