الفصل ✿✿الثامن
رواية ✿✿ صراع الاحفاد..
هاجر محمد ✿✿ حبيبة
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄
في نيويورك.......
وصلت سيارة فهر أمام أحد الشركات التي أقل ما يقال عنها أنها قمه في الرقي والفخامه
من حوائطها الزجاجية التي يتخللها بعض الاعمده المصنعه من القوارير النادره إلي بوباتها
الالكترونيه دقيقة التصنيع أما دخلها فهي صممت من سبعة طوابق كل طابق يختلف
عن الاخر في تصميمه وكأن المهندس الذي صممها وضع كل مهاراة وابدعات الكون فيها
صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة
وصل فهر المكتب الذي يحتاج إلي مؤلف لوصفه. جلس علي الكرسي الخاص برئيس
الشركة وتربع عليه وكأنه عرش ملوكي هو نفسه يشعر بالفخر بنفسه عندما يتأمل عظمة الشركة
في كل شبر فيها يري كل نجاحه في هذه الشركه.. أجل فهي أهم وأعرق أحد فروع شركة المهدي والتي يطلق عليها
(F_O_R_M Architectural Company)
نظر إلي الشاشه الكبيره الموضوعه أمامه والتي تعتبر جانب حائط بأكمل ليري تلك السياره
التي تقف أمام الشركة ويتبعها عربة حراسة خرج منها رجل في منتصف العقد الخامس
ويتبعه العديد من الحرس يقترب عدهم إلي خمس أو ستة حراس أشار لهم قبل أن تطأ
قدمه داخل الشركة
ليتوقفوا في انتظاره بالخارج ثم تقدم هو وصعد برفقة أحد الموظفين إلي فهر الذي ينتظره..
وصل الرجل إلي مكتب فهر وما أن وقف أمام الباب حتي فتح تلقائياً ليري فهر يقف في استقباله بوجه جامد وهيئه رسمية هم أن يرحب به ويصافحه حتي يبدأ الكلام معه باللين لكن مع من يجدي فهو فهر النعمان الذي لم يحسب له حساب
أردف فهر مباشرة وهو يجلس علي آل أريكة ويضع قدما فوق الاخر قائلا بعنجهية :- حاولت ألاقي مبرر لقلة أصلك ما لاقيتش أي سبب غير إنك بني آدم وسخ مُرتشي واطي ناكر للجميل
تلعثم الرجل وهو يرد عليه :- ف ف فهر ب ب بيه والله أنا ما عرفتش غير بعد المناقصة إن حضرتك انفصلت عن شركة النعمان ليث بيه هو اللي بلغ رئيس المناقصه أنا ما كانش ليا أي دخل خالص أنا مستحيل أعمل معاك ده أنا كل اللي وصلت له ده بفضلك أنا ما أقدرش أنسي
رفع فهر حاجبيه وهو يقول بسخريه وعدم تصديق :- وانت مفكر بقي اني بالكلمتين دول هصدقك صح
أردف الرجل قائلا بصدق :- أنا مستعد أعمل أي حاجه تؤمرني بيها حتي لو عايز أرجع المناقصه وخلي الشركه المساهمه تنسحب خالص منهم أنا هعمل ده
صمت فهر قليلا بتفكير ثم أردف ببرود :- هديك فرصه أخيره ياصديق بس الاخيره سامع
استعاد الرجل هدوئه وبدت الراحه ترتسم علي معالم وجهه ثم أردف :- أنا سامع بس مش علشان خايف منك لأ علشان أنا بعتبرك إبن ليا وعمري ما هنسي اللي إنت عملته معايا
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄
خرجت من غرفتها بعد أن شعرت بالملل وقررت أن تخرج من حالتها قبل عودة فهر من سفره وأول خطواتها ستكون عودتها إلي الشركه يكفيها أنها أضاعة أول عام لها بالجامعه، أمسكت بطرفي الجاكيت الذي ترديه ثم ضبطته وتحركت إلي الأسفل، لتري حنان تجلس في ردهت المنزل يبدو أنها تذاكر ألقت عليها التحيه وهمت للمغادره قبل أن تسمع صوتها وهي تقول :- إنتي خارجه ياحسناء ولا إيه؟
التفتت حسناء إليها بابتسامة ثم قالت :- أيوه هخرج أغير جو شويه هروح الشركه وكمان هحود أشوف عشق
صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة
نظرت إليها حنان ثم قالت بسخط وغيره :- وإيه اللي هيوديكي الشركه تاني أني مش عارفه إيه غيتك فيها المرمطه دي
ردت حسناء بنفي :- ما فيش مرمطه ولا حاجه أنا بحب شغل الشركه جدا وكمان بيفيدني في دراستي
عبثت حنان بفمها وأولت وجهها بعيدا عنها لتبتسم حسناء ببشاشة ثم همت برحيل لكن قطعها صوت عمر وهو ينزل من أعلي يقفز درجات السلم بخفيه وما إن وصل أمامهم حتي اردف بابتسامة :- صباح الخير.. إيه ده إنتي خارجه ولا إيه ياحسناء
أبتسمت حسناء وردت عليه تحية الصباح ثم قالت :- أيوه إيه الاستغراب الجامد ده النهارده كلكم عمالين تسأله إنتي خارجه إنتي خارجه
هز عمر رأسه مع ابتسامه قائلا : مش لسبب والله ده مجرد سؤال مش اكتر. المهم يعني رايحه فين
حسناء :- رايحه الشركة وحشني أوي الشغل فيها وكأني كنت مقضيه عمري كله فيها مش كام شهر بس
عمر بابتسامه :- وإنتي كمان وحشتي الشركه تخيلي بتسألني عليكي كل يوم
ضحكت حسناء وهي تقول بمزاح :- ياراجل الشركه سألتك عليه
تابع عمر بنفس الخفة :- أيوه... يلا بينا أنا كمان رايح الشركه.. ثم التفت إلي حنان التي تتابعهم بوجه غاضب وهي تصك أسنانها بقوه :- عايزه حاجه ياحبيبتي
هدرت بغضب وهي تنهض وتلقي بالوساده بعنف :- كويس والله ياعمر بيه إنك اخدت بالك إني جاعده كنت مفكراك مش شايف غير الست حسناء وبس
ثم غادرت إلي أعلي وسط نظراتهم المندهشه ونظرات حسناء بالأخص
نظرت حسناء إلي عمر :- اطلع شوفها ياعمر وأنا السواق هيوصلني
هز عمر رأسه بنفي قائلا :- لأ مش هطلع تفلق دماغها في الحيط هي بقي لها فتره أصلا جالبه نكد وخناق علي طول يلا بينا سيبك منها
همت حسناء أن تتحدث ثانية لكنه قطعها وهو يتحرك نحو الخارج :- يلا ياحسناء لازم اكون في الشركه خلال نص ساعه
وقفت حسناء في حيرة من أمرها هل تري حنان وتراضيها أم تلحق بعمر لتذهب إلي الشركه، ترددت كثيراً ثم حسمت أمرها وغادرت خلف عمر ولتري حنان بعد عودتها لتهدأ قليلاً حتي المساء....
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄
في قصر النعمان :-
نظر فهد إلي رهف التي تنزل وهي ترتدي ملابس للخروج، ظل يراقبها حتي اقتربت منه وجلست بجواره ثم همست له بابتسامه :- بتبص لي كده
رد فهد بنفس الهمس وهو يقترب من أذنها :- زي القمر وكالعادة بتسحري نظري
صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة
أبتسمت رهف بخجل ليتابع فهد بتساؤل :- إنت لبسه كده ورايحه فين إنتي من المفروض أجازه النهارده صح
اومأت برأسها قائلة بهدوء بينها وبينه :- عايزه أروح أشوف بابا وماما
تبدلت نظرات فهد الي التوتر ثم أمسك بيدها وتوجه ناحية الخارج :- تعالي معايا بره شويه
خرجت هناء من المطبخ وما إن رأته وهو يمسك بيدها حتي غلت الدماء بداخلها من فرط حقدها وغيرهتا، صكت أسنانها بغصب وهي تقول بوعيد لنفسها :- طفح الكيل يابت الشحاتين وما بجاش جمر النعمان ولو ما خليت ايامك في الجصر ده تبجي معدوده وحول عيشتك فيه لجحيم
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄
في حديقة القصر هدرت رهف بتساؤل وعدم فهم قائلة :- ليه مش عايزني أروح عندنا من ساعة جوازنا وما حدش فيهم سأل عليه وأنا نفسي أشوفهم
رد فهد بحزم يريد منعها بأي شكل :- خلاص يارهف قولت لك مش وقته بعدين هروح أنا وإنتي في وقت تاني
تسللت الريبة داخلها ولكنها جارته وهي تومئ بموافقه :- حاضر بس ياريت قريب
ابتسم ببساطة ثم انحني وطبع قبله رقيقه علي جبينها ثم اردف بحب قائلا :- حاضر.. همشي أنا لازم أروح الشركه قبل الجامعه الأول
رهف :- طيب والفطار إنت قومت من غير ما تفطر
مسد علي وجنتها بحنان ثم غادر وهو يقول علي عجلة :- هرجع نتغدي سوي وعايز أكل من إيدك
إبتسمت وهي تومئ برأسها ثم أخذت تتبعه حتي غادر واختفي أثره نهائيا ومن إن تيقنت من مغادرته حتي توجهت إلي أحد السيارات الموجوده وطلبت من سائقها أن يوصلها إلي حيث عزمت
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
في شركة المهدي :-
قضبت حاجبيها بدهشة بعد أن تحدثت إليها السكرتير المساعده لها قائلة أن السيد عز الدين الخولي في الخارج يريد مقابلتها بالإسم وقد طلبها شخصيا
شردت حسناء قليلاً ثم عادت إلي انتباهها علي صوت السكرتيرة
_أدخله لحضرتك يافندم
أخذت نفسا عميقا ثم أردفت قائلة :- خليه يدخل
صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة
مصمصت حسناء شفتيها ثم ابتلعت ريقها بتوتر واعتدلت علي الكرسي تحاول أن تظهر شخصية مختلفه عن حسناء التي كان يعرفها في الصعيد هي الآن ليست حسناء الخولي بل هي حرم فهر النعمان علي سن ورمح
دلف عز إلي المكتب بعد أن سمحت له السكرتيره وما إن رأته حسناء حتي ازداد توترها ولكنها حاولت أن تبدو طبيعيه فأردفت بنبرة جاده وحاده في نفس الوقت :- خير ياعز جاي هنا ليه
جلس عز علي الكرسي أمامها ووضع قدما فوق الأخري ثم اردف بلهجته الصعيديه ساخراً:- الحمد لله يابت عمي أني زين
تابعت حسناء بنفس اللهجة الحاده قائله وهي تصك أسنانها بغضب :- وأنا ما بسألش علي صحتك.. أنا بقولك انت جاي هنا ليه يابن عمي مش كفايا اللي حصلي منكم فهر لو عرف إنك هنا مش هيسيبك تخرج علي رجلك
ضحك عز ثم اردف بخبث :- يعني ده جزاتي إني جيت أطمن عليكي يابنت عمي بعد ما عرفت إنك خسرتي إبنك
حسناء :- فيك الخير ياعز شكراً ياريت بقي تطلع بره
نهض عز من مكانه ثم تحرك خلف مقعدها وهمس بفحيح قائلا :- عندي معلومات مؤكده إن فهر جوزك هو اللي سقطك
انتفضت من مكانها وكأنه لدغها بكلماته السامه ثم هدرت به :- اطلع بره ياعز اطلع بره إنت مفكر فهر وسخ زيك إنت وأخوك اطلع بره برررره
علي آثر صوتها المرتفع حضر عمر بسرعة إليها وما إن رأي عز حتي غلت الدماء في عروقه وامسكه من ملابسه بعنف :- هو إحنا مش هنخلص منكم كانت بتربط بينا عمتي وماتت عايز إيه تاني
صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة
أبعد عز يده ببرود ثم أردف وهو ينظر إلي حسناء :- أنا ماشي وقريب أوي هأكد لك كلامي ياحسناء
صرخت حسناء به وهي تشير بسبابتها نحو الخارج قائله :- اطلع بررره ياعز برررره
بعد خروجه ألقت بجسدها علي الكرسي وهي تتمتم بصوت مسموع :- مستحيل ده أكيد كداب فهر لأ لأ مستحيل
┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
سمعت طرقات الباب فخرجت وهي تضبط رابطة المنديل علي رأسها قائله :- حاضر جايا أهو
وصلة إلي الباب وما إن فتحته حتي فتحت عينيها بدهشة وهي تردد إسمها بعدم تصديق :- رهف
ضمتها بقوه وهي تبكي باشتياق :- بنتي حبيبتي وحشتيني وحشتيني اوي يارهف عامله إيه ياضنايا
ابتعدت رهف عنها ثم أمسكت بيدها وقبلتها وبعدها اردفت بلوم :- لو كنت وحشتك فعلاً ياماما كنتي سألتي عليه بس واضح إنك ما صدقتي تخلصي مني
هزت رأسها بنفي ولا زالت دموعها تجري علي وجنتيها ثم أمسكت وجهها بين راحتي
يدها بحنان :- علي عيني ياضنايا ربنا الاعلم قلبي بيتقطع كل يوم بيعدي عليه وانا ما أعرفش عنك فيه حاجه بس غصب عني
قبل أن تتحدث رهف سمعت صوتا غليظا يهدر بعنف من خلفها :- إيه اللي جايل البت دي هنا تاني إحنا مش خلصنا منها
إلتفتت رهف علي صوت والدها فابتسمت ظنا منها أنه يظنها شخصاً أخر واقتربت منه بلهفة
ليقابلها هو بغلظة وجفاء :- ما أنا عارف إنك المصيبه اللي
ابتليت بيها في حياتي.. أنا حالف يمين طلاق لو شوفت وشك هنا ما هطلع غير بروحك هو جوزك البيه ما قالكيش ولا إيه
هم أن يقبض علي رقبتها إلا أن أمها وقفت حائلا بينهما وهتفت بتوسل وهي تنحني
علي قدمه :- أبوس إيدك أبوس رجلك سيبها تمشي وأنا أوعدك إنها هتكون أخر مره تشوفها
أزاحها من أمامه ثم أمسك برهف من حجابها وجرها إلي الخارج بلا رحمه وأردف
قبل أن يلقي بها :- المره دي هسيبك تخرجي علي رجلك ولو مستغنيه عن روحك ابقي تعالي هنا تاني
ألقها خارج البيت وما إن همت أن تقع علي الأرض إلا أن هناك درع حماية التقطها لتقع بين أحضانه
وهي تطلق صرخه بسيطه، رفعت رأسها إليه لترفع عينيها إليه بضعف وحزن وانكسار مما رآها فيه ومن من من أبيها، همست باسمه بضعف :- ف ففهد
رفعها فهد لتستقيم في وقفتها ثم صك أسنانه بغضب ونظر إلي والدها الذي يتابعهم بعيون
جاحظه تملأ نظراته الفظاظة والغلظه، اقترب فهد منه ووقف أمامه مباشرة ثم لكمه بقوة لدرجة أنه سقط علي الأرض
، عاد وأمسك به مجددا وقبل أن يعاود ضربه أمسكت رهف بذراعه وهتفت :- سيبه يافهد ده بابا..... سيبه علشان خاطري
صراع الاحفاد. هاجر محمد. حبيبة
ضغط علي أسنانه السفليه بقوة حتي يتمالك نفسه ولا يفشي السر المخبأ عنها يكفيها ما نالت
من الحزن والأسي، عاود النظر إليه ثانية ثم اقترب منه ثانية وهمس بجوار أذنه :- أنا لو مش خايف علي رهف كنت
دفنتك دلوقتي.. بس ورب الكعبه لو قربت منها مره تانيه ما هرحمك
نفض يده عنه ثم أردرف وهو يشوح بيده نحو الخارج بصوت مرتفع :- خدها ومش عايز
أشوف خلقتها تاني داهيه تلعنها وتلعن الساعه اللي اتبليت بيها فيها
هم فهد أن يقترب منه ثانية ويضربه إلا أن رهف أمسكت بكفه وضغطت عليه برجاء ثم اردفت بخفوت :- خدني من هنا يافهد لو سمحت خلينا نمشي
┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
جلست علي الفراش منذ عودتها من العمل وهي تدفن رأسها بين راحتيها ودموعها تنساب
بلا توقف وهي تفكر في السم الذي ألقاه هذا الثعبان في
أذنها فهر لا يمكن بل إن حال المستحيل ففهر لا يفعل
بها هذا، جففت دموعها وهي تسمع رنين الهاتف ثم جلبته من جوارها لتري إسمه يضيئ في منتصف الشاشة، ارتجفت
شفتيها تلقائيا وأخذت أنفاسها تعلو وتهبط بسرعه ثم تمالكت نفسها بصعوبة وحاولت أن تكون طبيعيه.
ابتلعت ريقها وهي تلمس باصبعها ترفع الشاشه لاعلي، ثم وضعته علي أذنها وأردفت بهدوء :- الو
آتاها صوته يهتف باشتياق وهو ينطق إسمها بلهفه :- حسناء وحشتيني أوي ياحبيبتي
حسناء بهدوء :- هترجع إمتي؟
فهر :- بكره ان شاء الله..... ما كنتش عارف إنك هتوحشيني أوي كده من المفروض كنت أخدتك معايا
ردت حسناء بنفس النبرة البارده التي يشوبها بعض الجفاء قائله :- المره اللي جايا بقي
قضب فهر حاجبيه وأردف بتساؤل :- مالك ياحسناء صوتك متغير ليه إنتي تعبانه
ضبطت حسناء صوتها نوعا ما وأردفت بنفي :- لأ خالص أنا أنا أنا بس كنت نايمه
أجاب فهر بعدم اقتناع :- ماشي هسيبك تكملي نومك وهقوم علشان عندي شغل
حسناء :- ماشي يا حبيبي مع السلامة
┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅┄.
جلست علي الفراش تبكي بمرارة وهي تهذي بكلمات أمر من الصبر :- هو ليه بيعمل معايا
كده هو أنا مش بنته ليه بيكرهني كده أنا طول عمري بحاول أقرب منه وعمري ما عملت حاجه تزعله ليه كده
أمسك فهد يديها بإحدي يديه وأخذ يمسح بالآخري دموعها وهو يواسيها ببعض الكلمات
محاولات التخفيف عنها :- مين قالك إنه بيكرهك يمكن فيه حاجه مزعلاه منك وانتي
مش عارفه واكيد لما يهدي هكلمك ويراضيكي
لم تضمد كلماته الجروح التي تخترق قلبها ولكنها اقتربت منه ووضعت رأسها علي
صدره وأردفت بدموع :- خدني في حضنك يافهد أنا حاسه إني
بردانه أوي وضعيفه أوي
اقترب فهد منها أكثر وبالفعل شعر بجسدها ينتفض بين يديه، نهض بسرعة ووضعها تحت
الفراش ثم دثرها جيدا وتسطح بجواره وهو يتملكها داخل أحضانه بقوة حتي غطت
في نومها وذهبت في ثبات عميق.
بعد فتره استيقظ علي صوت الهاتف مسرعا حتي لا تستيقظ ليري أمها هي المتصله.
تحرك بعيدا عنها ثم ذهب إلي الشرفة وتحدث بحذر بعد أن سمع سؤالها المتلهف عليها
فهد :- ما تقلقيش عليها هي كويسه..... جز أسنانه بغضب وهو يتابع :-
قولت لحضرتك أكتر من مره سيبيه وأنا هاخد شقة مستقله وتقعدي فيها معانا.
...... أنا مش لاقي سبب واحد انك تتحملي بني أدم مريض زي ده....
... كده كده هيجي اليوم اللي مسيرها تعرف فيه إنه مش أبوها.
.. براحتك بس خليكي عارفه ان ليكي إبن إسمه فهد رهن إشاره منك في أي وقت... مع السلامة.
أنهي المكالمه معها والتفت حتي يعود ولكنه وجد رهف تقف خلفه ومعالم الصدمه تحتل
وجهها وقبل أن يتلفظ بكلمة سقطت علي الارض مغشيا عليها بينما هو صرخ بإسمها :- رهفففف
