زينة
روني محمد
الفصل السادس
( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
كان هيما يقف امام النادي ، ممسكا بيده الهاتف يتحدث الى سلوى
هيما :انا لقيتها ركبت العربيه ودخلو النادي وانا معرفتش ادخل الامن وقفني بيقولي عاوز الكرنيه.....
صمتت لثواني ثم قالت
-: وهي السنيورة كان معاها كرنيه ؟
حك رأسه ليقول
-: مظنش ده لسه عارفها من كام يوم مظنش انه هيكون عملها كرنيه، وبعدين العضوية هنا بشئ الفولاني ده الناس النضيفة بس الي بتدخله ..
_: اسكت انت مش فاهم حاجه دي بت عاملة زي الحية ، بتلعب على كل لون قال وعيشالنا فيها دور الشريفة.....
_: طب اعمل ايه دلوقتي امشي ولا اعمل ايه ؟
- : تمشي ايه لا خليك دانا مصدقت اعرف امسك عليها حاجه روح لبتاع الأمن واديله اي قرشين خليه يعديك ، وانا هديك الي انت عاوزه...
هيما-: حاولت معاه مرضيش..
سلوي : طب كنت صورهم وهما فالعربية ...
هيما : ملحقتش وبعدين العربيه مطفيمة ميبنش الي جواها ...
سلوي : يا دي النيله اتصرف المهم مترجعليش بايدك فاضية ، فتح دماغك كده وليك عندي هديك على كل صورة حلوة متين جنيه....
اتسعت عينيه بطمع وهو يحسب عدد الصور التي قد يلتقطتها ليجني مبلغا كبيرا من المال....
هيما : طيب..... طيب هروح عالبوابه التانيه يمكن الامن يدخلني ، سلام دلوقتي .....
***********************
داخل النادي
جلس كلا من ذياد وزينة في الكافيتريا ، يتبادلون الحديث
ذياد: مقولتليش بتدرسي ايه ؟
زينة : انا في اخر سنه كليه فنون جميلة
ذياد :وناويه علي ايه بعد الكلية..
زينه بحزن : مش عارفه لسه ربنا يسهل ...
ذياد : على كده انتي ممكن تعلمي عز الرسم
ده بيحبه اوي...
زينه بتوتر : طبعا ....طبعا.... معنديش مانع انا مبحبش في حياتي اد الرسم والالوان....
(زينه لنفسها : بس معتقدش بعد الي هتسمعه مني النهارده هتوافق انه يعرفني اصلا.... )
ذياد : مقولتليش بقي ايه الموضوع الي عاوزاني فيه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول
زينه : احم الموضوع صعب عليه شويه بس اتمني ان حضرتك تفهمني وتقدر موقفي ..
قاطع حديثم صوت انثوي
--------: ازيك يا ذياد... فينك من زمان مبشوفكش فالنادي يعني (ساره طليقه ذياد)
ذياد: الحمد لله... كنت جايب عز للتمرين وقلت استناه ...
نظرت لزينة من أعلاها لأسفلها ، ثم قالت بسخرية
- : اها مستنيه ومعطل نفسك مع الناني بتاعت عز.... طب ما هي ممكن تروحه عادي ...
شعرت بالاحراج من مما قالته ساره ، فأغمضت عينيها بحزن وألتزمت الصمت ، وهي منكسه رأسها الى اسفل ، اما ذياد فلم يتحمل تلك الاهانه ، كور قبضته ليضرب المنضده امامه لتنتفض الفتاتان بينما هو يطالع سارة بمزيج من الغضب والحقد قائلا
- : لا دي مش الناني وبعد اذنك عشان زمان عز قرب يخلص تمرين وهنروح ناخده ونمشي...
كاد ان يهم بالنهوض الا ان سارة اسرعت وجلست على الكرسي المجاور له ، فاقتربت منه حتى لا تسمح له بالنهوض لتحاول ان تتحدث معه بصوت منخفض بعيدا عن مسامع زينة
- : انا كنت عاوزه اقولك حاجه علي فكره انا اطلقت...
لوى شفتيه وهو ينظر لها بسخرية
-: طب ماتطلقي ولا تتجوزي وانا مالي ...
شعرت بالاحراج ، وهي تنظر الى زينة بغيظ لتقول
-: انا كنت عاوزه اتكلم معاك لوحدنا ...
شعرت زينة بالأحراج لتقول
-: احم..... طب انا هقوم امشي دلوقتي وممكن نبقى نكمل كلامنا بعدين ...
ساره لنفسها : احسن بردو
وقفت زينة وجذبت حقيبتها وتنوي والرحيل ، الا ان صوت ذياد اوقفها حينما قال
-: استني يا زينه متمشيش ...
ثم وجه كلامه لسارة قائلا بسخرية بعدما فهم نواياها
-: احنا مفيش كلام بينا لما تعوزي تشوفي ابنك ابقي كلميه علي تليفونه وهو هيقولي وهبعت السواق يوصله للمكان الي تحبيه ، غير كده معتقدش ان في حاجة ممكن نتكلم فيها....
رجع بكرسيه للخلف وهم بالنهوض ، ولكن كانت يد سارة الاسرع اليه لتجذبه ليجلس مرة أخرى ، اما زينة فقد وقفت مبتعدة عنهم قليلا حتى تسمح لهم بالحديث بحريه...
ساره باستعطاف : ذياد لو سمحت انا عاوزاك تديني فرصه عشان خاطر عز
ذياد بسخريه : فرصة !!! ... فرصة ايه !!!! .... دانتي رميتي ابنك بعد ماخلفتيه بسنه عشان تلفي مع صحابك براحتك....
فكرتي تسألي عليه كام مره.... طب تشوفيه كام مره.... لا وايه رحتي بعد العده اتجوزتي... ولا همك .... واهو كررتي تاني الي حصل زمان رميتي ابنك االتاني وبتفكري في جوازه تالته
انتي عمرك ما هتتغيري يا ساره هتفضلي طول عمرك انانيه مبتفكريش غير في نفسك وبس...
فاجأها بحديثه الجاف معها لتقول بأسف ودموع
-: أنا أسفه يا ذياد انا عارفه اني غلطت في حقك كتير وفي حق عز ، انا كنت بعرف اخباره من ندا ، وكنت بحاول مكلمهوش كتير عشان كان قلبي واجعني عليه.... انا ندمانه اوي يا ذياد ونفسي نرجع نعيش مع بعض وأعوض عز عن كل الي فات...
ذياد : ندمك جه متاخر ، وأسفك ده مش ليه لأبنك الي سبتيه السنين دي كلها بعيد عن حضنك ، ولحد هنا خلص الكلام ، سلام... سلاااام يا سارة....
نهض سريعا قبل ان تستكمل حديثها ، بعد ان شعر بغليان الدماء بعروقه لينتفض مبتعدا عنها تركها تغوص في دموع الندم....
صدمت زينة حينما راته مقتربا منها ، قبض على كفها بقوه وسحبها بعيدا عن مكان سارة الى ان اختفوا عن انظارها ، توقف فجأه وهو مازال قابضا على يد زينه بقوه حتى انها سمعت صوت صك اسنانه ببعضها ، علمت من هيأته انه على وشك الانفجار من الغضب ، حاولت سحب يديها فقد شعرت بالم لا يحتمل بينما هو انتبه لذلك ليتركها وهو ينظر لها بأسف
ذياد : احم.... انا اسف ...مكنش قصدي انا اتعصبت ومحستش بنفسي ...
نظرت له وهي تحاول ان تتماسك حتى لا تبكي أمامه لتحاول ان ترسم ابتسامه على وجهه
-: لا عادي ولا يهمك
-: أصل دي بنئ ادمه مستفزه مفكرتش حتي تسأل علي ابنها ولا تشوفه وجيه دلوقتي ...... وقال ايه اطلقت...... وعاوزه ترجعلي... انا مندمتش في حياتي اد ما ندمت اني اتجوزتها بقالنا اكتر من 4 سنين منفصلين مبتفكرش تشوفه غير كل سنه مره .... وهو ديما يسأل عليها وعاوز يشوفها.... انا لو مكنش حرام عليه كنت خليته ينساها وقطعت كل حاجه توصلها بيه..
اطمئنت قليلا واخذت انفاسها حينما تحدث واخبرها عما يضيق به صدره ، ولكنها سرعان ما تذكرت ماذا سيفعل بها ان علم حقيقتها
زينه بحزن وتردد : .... يمكن كانت مضطره تعمل كده... احيانا الانسان بيضطر يعمل حاجات ويجي علي قلبه وممكن يخالف ضميره ويضغط علي نفسه لاسباب خارجه عن ارادته...
ذياد بسخريه : وايه الي يخلي ام تتخلى عن ابنها الي مكملش سنه... لمجرد انها عاوزه تسافر وتبقى حره ،، مش عاوزه حاجه تقيدها تحت مسمي الجواز والأمومه... فاختارت حريتها
زينه بتردد: اديها فرصه تانيه يمكن تكون اتغيرت فعلا
ذياد : خلاص مبقاش ينفع انا مبقتش طايقها ولا بطيق المكان الي هي فيه .... المهم.. اليوم راح علي الست هانم وحكايتها... ها ايه بقى الموضوع الي كنتي عاوزاني فيه ....
نظرت له طويلا ثم قالت بتردد
- : ل.. لا... لا خلاص خلينا بعدين انا اتاخرت... انا لازم امشي دلوقتي ...
وكأن ما فعلته ساره كان لصالحه ليبتسم قليلا قبل ان يقول
_: خلاص يبقى المره الجايه تعزميني عالغدا ...
زينه : ان شاء الله
- : طب يلا زمان عز خلاص خلص تمرين تعالي ناخده ونوصلك في طريقنا...
بعد قليل
كان الجميع داخل السيارة ، اصر ذياد على ركوب زينة في الكرسي المجاور له بينما عز كان بالخلف ....
كان الصمت هو السائد بين الجميع حتى قطعه عز قائلا
- : النهارده الكابتن قالي علي ميعاد المسابقه يوم الجمعة الجايه انت هتيجي يا بابا مش كده..
ذياد : طبعا يا حبيبي هاجي واشجعك ...
ثم وجه انظاره الى زينه واستكمل قائلا
-:ايه رأيك يا زينه تيجي معانا ؟
كانت متردده قليلا ، الا حينما لمحت ذياد وهو يرجوها بعينيه لتقول
-: معنديش مانع بس عز يوافق
عز : ماشي... انا موافق...
ذياد: عرف يا عز مس زينه بتعرف ترسم حلو أوي ، ايه رايك لو تعلمك الرسم .... مش انت كنت عاوز تتعلم الرسم زي ميرال...
عز : بجد!! ياريت انا بحب الرسم اوي...
ذياد : ايه رأيك يا زينة نبدأ امتي ؟
زينه : الوقت الي حضرتك تحدده انا تحت أمرك...
ذياد : الأمر لله وحده ايه رايك يا زيزو
عز : النهارده انا عاوزها تعلمني النهارده نشتري الالوان وكرسات الرسم وتيجي تعلمني النهارده...
ذياد : لا خلينا يوم تاني احنا اخرنا زينه معانا النهارده ... ووجه كلامه لزينه حددي اليوم الي يناسبك وعلي تليفون. ...
زينه : خلاص ماشي ان شاء الله ..... ياريت تنزلني هنا وانا هكمل للبيت
ذياد : لا وليه انا هوصلك للبيت
زبنه : لا معلش انا هنزل هنا واتمشي للببت
ذياد باصرار : انا مبحبش اتكلم كتير انا هوصلك للبيت زي قولت...
زينه لنفسها : ربنا يستر وعماد ميشفنيش منك لله يا عزت انت الي حطتني في الموقف الزفت ده.... يارب استر يارب ...
