رواية حب اجبارى
الفصل الخامس عشر والسادس عشر
بقلم سوسو سمير
مر يومان على هذا الحال حتى استيقظت هدير فى الصباح ويبدوا على وجهها الارهتق
فلاحظ جاسر هذا عليها فطلب منها ان تستريح فى الغرفه فرفضت وجلست فى الشرفه
قليلا فدخل هو يغير ملابسه ونزل فرأته هدير وافق مع فتاه تميل عليه وهو يضع يده على خصرها ويتهامسان سويا ويضحكان معا فغلى الدم فى
عروقها فأدرات وجهها سريعا ودخلت واخذت تفكى فيما سوف تفعله حتى توقف عقلها من كثره التفكير فأستقرت على انها سوف تنزل الى
الشاطى قليلا فأخذت تتصل بجاسر فلم يرد عليها حاولت مرار وتكرارا حتى فشلت فبعتت له رساله "انا هنزل اتشمى لما تقرء الرساله كلمنى"
ثم لبست ونزلت كان الليل قد حل عليها فقررت العوده الى الفندق مره اخرى ولكن كانت المفاجاه انها رأت جاسر خارج من نادى ليلى وحوليه الفتيات
يهمسون فى اذنه وهو يضحك لهذه وهذه فأدمعت عيناها فجرت سريعا الى الفندق كى لا يراها فأبدلت ملابسها واخذت فى البكاء مع نفسها حتى نامت.....
اما عند جاسر خرج من النادى مع الفتيات ولكنه احس بان التليفون يرن فأخذه ورد كان
المتصل فارس وعندما اغلق معه رأى رساله هدير التى كانت من حوالى ثلاث ساعات فاتصل بها فلم ترد عليه فنتابه قليلا من
القلق فذهب سريعا الى الفندق لكى يراها وعدما صعد الى الغرفه وجدها نائمه فأيقظها وعندما رأها وجد عيناها منتفخه فقلق بشأنها وقال:مالك فى اى؟!
فظرت له بأعين دامعه ثم اعتدلت فى جلستها ونظرت له وانهمرت دموعها على خديها وقالت: انت كنت فين؟
فنظر لها باستغراب وقال بشئ من العصبيه:يعنى اى كنت فين؟؟!!
فقالت بصوت عالى وهى تبكى:يعنى كنت فانهى مكان ومع كام بنت وكام مره.......وسكتت
فقال لها:انتى بتراقبينى ولا اى؟!
فقالت له بعصبيه وصوت عالى:دا كل اللى همك ومنظرى قدام الناس ميهمكش لما اشوفك الصبح وانت واقف مع بنت بتضحك وتهزر معاك وانت حاطط ايدك على
وسطها واشوفك بالليل خارج من المكان اللى انت كنت فيه والبنات كلها ملمومه عليك وانت تتكلم فى ودنهم دا اسمه اى لاء دا والنهارده بس اومال بعد كدا ومن ورايا اى اللى بيحصل..
فقال لها ببرود تام:انتى ايه اللى مضيقك.
كانت قد تعبت من كثر الكلام معه فيما لا يفيدها فنظرت له من اعلى الى اسفل فقام سريعا وامسك بيدها وقال:انتى ازاى تبصى كدا.
فقالت بهدوء مثلما فعل :وانت ايه اللى مضيقك
فتعصب عليها قائلا :انتى بتردهالى يعنى
فقالت:انا حبيت اوريك جزء من شعورى نحيتك هوا نفس الشعور اللى انت حسه او يمكن دا كمان جزء صغير من اللى انت
حاسس بيه دلوقتى ونزعت يدها منه ونامت لى الكنبه ودثرت نفسها جيدا فنامت ..اما جاسر فدخل الى الغرفه وحجز الطائره غدا ..
قامت هدير فى الصباح وجدت ورقه على المنضده امامها مكتوب عليها"حضرى نفسك احنا مسفريين على الساعه 3 هاجى
اخدك على الساعه2 تكونى جاهزه" اسغفرت هدير ربها وصلت فروضها وجهزت الشنط ثم لبست
وعندما انتهت وجدته يفتح باب الغرفه فأخذ الشنط ونزلت وهى نزلت خلفه ثم ركبوا سويا ولم احد فيهم يتكلم الى الاخر ووصلوا الى المطار وركبوا حتى
وصلوا الى مدينتهم الغاليه الاسكندريه وذهبوا لمنزلهم اخذت هدير شنطتها فقط وصعدت بها ودخلت الغرفه الخاصه
بيها ..غضب جاسر كثيرا فطلع ورائها وفتح الباب دون ان يطرقه فوجدتها تبدل ملابسها
فتسمر امامها فأخذت الروب سريعا ولبسته ثم قالت بعصبيه:انت ازاى تفتح الباب كدا مش من الذوق انك تخبط الاول
فقال وهو يقرب منها:انا جوزك على فكره ومن حقى ادخل فى اى وقت
كان لا يوجد بينهم الا مسافه قليله فقالت هدير فى تلعثم:انت كنت عاوز اى؟
فكاد ان يقترب اكتر فجريت هدير بعيدا وقالت:اطلع ولا اقولك خليك .
اخذت هدومها ودخلت الى الحمام واغلقت الباب ورائها جيدا واخذت
حمامها وخرجت لم تجده فكانت ترتدى بطلون جينز وتيشرت موف كانت رقيقه جدا ورفعت شعرها لاعلى
ونزلت الى الاسفل فوجدت ان العفش قد اكتمل فأخذت تشاهده جيدا
وعندما دخلت غرفه المكتب وجدت الصندوق الزجاجى الذى كان يوجد بغرفته فلم تأبه له......
فشعرت بالجوع فذهبت الى المطبخ وفتحت الثلاجه فوجدت طعام لم يكن جاهزا فعرفت ان اهلها لم يعرفوا بخبر وصولهم
فاخرجت الطعام وحضرت السفر من العصائر الى الطعام ثم صعدت لكى تخبره بأن الطعام جاهز فطرقت الباب فأذن لها بالدخول
عندما دخلت وجدته جالس على السرير بيده اللاب الخاص به فقالت بهدوء:الاكل جاهز تحت.
فنظر الى ساعته وقال:لحقتى.
فقالت:اه هتنزل ولا اشيل الاكل.
فنظر لها كان كل مره ينظر اليها يراها اجمل من المره السابقه فابتسم ابتسامه جميله وقال:ثوانى واكون تحت.
فهزت رأسها ونزلت ثم بعد ثوان رأته نازل وعندما رأى السفره جلس
ثم بدأبتناول الطعام فقالت هدير:هوا فى حد يعرف ان احنا رجعنا.
فمظر لها بطرف عينهوقالأ:لاء هما عارفين ان احنا هنرجع بعد بكره
فهزت رأسها وقالت:طيب.
انتهى جاسر من الاكل وقامت هدير بشيل الاطباق وبدأت فى غسيل الاطباق فوقف جاسر امام باب المطبخ وقال:تعرفى تعملى قهوه
هدير:اه بعرف
فحاول ان يستفزهاوقال:شطووره ممكن بقى تعمليلى فنجان كدا يا شاطره انتى بس يكون مظبوط
فنظرت له وهى غاضبه وقال:هوا انت بتكلم طفله اتفضل وهجبها بنفسى حاجه تانيه.
فاقترب منها وامسك بخدودها فنزعت يده عنها فضحك وخرج ذاهبا للمكتب فعملت هدير ما طلبته فدخلت المكتب ووضعت
له القهوه امامه دون ان تبث بحرف كلمه وخرجت فشربت فنجانها امام التلفاز وصعدت لاعلى لكى تصلى
وعندما انتهت من صلاتها اخذت اللاب الخاص بيها وجلست فمرت دقائق وطرب جاسر الباب عليها ودخل على الفور فاعتدلت وقالت:نعم
جاسر:عاوزك فموضوع.
هدير:اتفضل
جاسر:انا مش عاوز اجيب لا واحده تطبخ ولا سفرجى ولا الكلام دا..
هدير:وانا متلبطش منك حاجه انا مش حابه حد يكون معايا.
جاسر:كويس تصبحى على خير
خرج جاسر من الغرفه ونامت هدير وعندما استيقظت على الفجر شعرت بمغص فى بطنها فنزلت شربت مشروب ساخن
حتى بطنها تهدء فلا يوجد فائده فأخذت مسكن وقرءت وردها ونامت فامت صباحا فلم تجد جاسر بالفيلا فشعرت بأن الوجع يزداد سوء فقررت............
الفصل( 16 )
فقررت هدير الذهاب الى الدكتوره فلبست ونزلت وعندما وصلت ودخلت اليها طلبت الدكتور تحاليل منها لكى تعرف فذهبت
هدير لتتم ما طلبته منها الدكتوره كانت طول هذه الفتره لم تتصل بجاسر حتى تخبره اين هيا .
..فتنظرت حتى تظهر نتيجه التحاليل ثم عاودت مره اخرى للدكتوره وانتظرت دورها ودخلت وعندما
رأت الدكتوره التحاليل قالت:انا عندى ليكى خبرين واحد حلو وواحد وحش
فقلقت هدير وبدا على وجهها القلق وقالت:خير يا دكتوره
فقالت الدكتوره وهى مبتسمه:انتى هتكونى ام ان شاء الله بعد 8 شهور.
صدمت هدير من هذه الجمله ولكنها ابتسمت على الفور وقالت:بجد!!
فهزت الدكتوره رأسها وقالت:ايوه والخبر التانى بقى ان الجنين محتاج راحه تامه جدا لانك اخدتى دوا هوا اللى تعبتك انا هكتبلك
على دواء تستمرى عليه ان شاء الله وهبقى اشوفك كمان شهر .
استمعت هدير للدكتوره باهتمام وحرص لان يوجد جزء منها ومن حبيبها وزوجها جاسر بداخلها ولكن تذكرت كيف أتى هذا
الجنين وكيف نمى فى بطنها.شكرت الدكتوره وخرجت ثم ركبت عربتها ووضعت يدها على بطنها قائله:هحاول انسى القديم وابتدى ما باباك صفحه جديده.
وادارت محركها وذهبت للبيت على الفور وعندما فتحت الباب وكانت على
وجهها الابتسامه وجدت جاسر امامها كالوحش الهائح ودون ان تتكلم بحرف واحده نزل على وجهها بصفعه قويه وقال بزعيق:كنتى فين يا هانم
انا من الساعه 12 للساعه5 وانا بدور عليكى وموبايلك مقفول كان ناقص انى انزل ادور عليكى فى الشارع زى الاطفال كنتى فيـــــن انطقى.
فلم ترد عليه وكانت دموعها تنهمر بغزاره فتركته وصعدت لأعلى الى غرفتها ودخلت واغلقت الباب ورائها فجرى جاسر ورئها
وفتح البا وقال:انا لما اسألك تردى عليا مش تمشى وتسبينى وبعدين محدش من اهلك يعرف عشان تروحلهم انطقى كنتى فين..
فنظرت له فى اعينه مباشره وقالت:كنت بشوف ابنك او بنتك
صدم جاسر من كلامها وقال:ابنى مين
ففتحت هدير شنطتها واخرجت ملف التحاليل وعنوان الدكتوره ووضعتهم على صدره ودفعته الى الخارج وقالت:روح للدكتوره وهيا هتقولك انا تعبت.
وأغلقت الباب فسمت صوت سياره فأستغفرت ربها وابدلت ملابسهاثم جلست على السرير حتى نامت.
اما جاسر فذهب الى الدكتوره وفهمته وضعها ويجب عليها ان ترتاح كان
جاسر لا يصدق ما يسمعه كان سعيد جدا فشكر الدكتور وخرج وعندما جلس فى العربيه تذكر معاملته
لحبيبته هدير نعم انها حبيبته ولكنه حاول ان يفكر بعقلها ففكر بأنها تتذكر كيف اتى هذا الطفل ففكر سريعا
فيما تحب وافتكر فذهب الى محل مجوهرات واشترى خاتم رقيق ثم ذهب الى المنزل مره اخرى وعندما دخل غرفتها وجدها نائمه مثل الملائكه فجلس
بجانبها وملس على شعرها وقبل راسها فشعرب به فكانت تنهض فأراحها بيده واسك يدها وقبلها وقال بهدوء:انــا أســــف .
كانت هدير تنظر له باستغراب وعندما تأسف فرغ فمها من المفاجأه فحاولت القيام وساعدها فى ذلك فوقفت وجهها للشباك
وظهرها له وقالت:تفتكر انا ممكن اسامحك على اللى انتى عملتوا فيا ؟!
فلم يرد عليها فأكملت قائله:طول عمرى بقول ان غرورك وانانيتك مش هينفعوا كان نفسى تعاملنى زى ما بعاملك وتحبنى زى
مانا بحبك لكن مع الاسف زى ما قلت قبل كدا انت دبحتنى لاء وكمان
كنت بتكمل عليا عارف مين اللى حاول يحافظنى منك ربنا انو بعت ابننا اللى جه
بالغصب عنى لكن دى روح عمرى ما هحاول اذيه عارف ليه لأنو حته منك قبل ما يكون حته منى وانا عمرى ما
هجرحك فى حياتى عارف ليه لانى...لانى بحبك اوووى ونفسى تحاول تحافظ عليا .
كانت تقول هذا الكلام والدموع تنزل على وجهها فأجلسها على كرسى
وجلس امامها ثم رفع وجهها وجفف دموعها وقال:هتسمعينى للأخر.
هزت رأسها بالايجاب فنظر لها واخذ نفس عميق وقال:من 3 سنين انا كنت بحب واحده اسمها ...ساره وكنت هتجوزها بس
بابا رفض وهى زعلت وقالتلى انت مش بتحبنى وان باباك هوا اللى ممشيك وكلام كتير فاشتريت سقه
فى منطقه شعبيه عشان محدش يعرف واتجوزتها بس فى السر من الاخر كدا عرفى ويوم الفرح اكتشفت
ان هيا مش بنت وان انا مش اول واحد يلمسها فسبتها ومن ساعتها وهى بتحاول ان هيا توقعنى فى
مشاكل كتير اوى وخلتنى معنديش ثقه فى حد غير نفسى وبــس ولولا انى اعرف فارس من زمان
مكنتش اشتغلت معاه وكل يوم بقيت اجيب واحده فى نفس الشقه واكتشف ان
كلهم واحد ممكن يبيعوا نفسهم لاى واحد معاه فلوس وكل يوم كان
بيثبت الموضوع قدامى انا عملت معاكى كدا لانى مكنتش
متخيل ان فى واحده زيك حتى يوم الغردقه حاولت انى اثبت لنفسى ان كلوا كدا بس انتى كنتى ساعتها قدامى على طول..
كانت هدير تنظر له وتستمع له من قلبها وكانت تصدقه فى كل كلمه
يقولها فأكمل كلامه وقال:انا عارف اللى بطلبه دا صعب بس حاولى تنسى كل اللى فات وهنفتح صفحه
جديده ثم اخرج الخاتم من جيبه والبسها اياه وقال:دى اول حاجه انا البسهالك ويوم ما تشيليه هعرف انك زعلانه منى .
ابتسمت هدير له ونظرت للخاتم فبكت على حال جاسر ومن الفرحه باعترافه
لها فاحتضنها واجلسها على السرير ثم نظرت له هدير بكل حب فأنها لاتصدق انه بهذا الحنان كله فنامت
بين احضانه مطمأنه تشعر براحه ما بعدها راحه حاول جاسر ان يقوم من جانبها ولكنها كانت متشبسه بقميصه فابتسم واكمل نومه بجانبها.
