رواية الوحش والنمرة الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم داليا السيد


رواية: الوحش والنمرة

الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون


بقلم داليا السيد


الفصل الرابع والعشرين 

واخيرا مشاعر

فى الصباح استيقظت فوجدته بجانبها كان الوقت مازال مبكرا نظرت اليه واندهشت من انه 


بجانبها ماذا تفعل انها لم تنسي ما فعله بها ليس فقط بعد الحفل ولكن ما قبل ذلك كله. والان يطالبها بالبقاء فهل تفعل كيف...

تحرك فى اتجاهها وفتح عيونه. تواجهت العيون دون اتفاق ودار برأس كلا منهما مليون سؤال ابعدت عيونها بل واعتدلت ببطء فتألمت من ساقها

 فاعتدل وقال " هل انتى بخير؟ مازالت تؤلمك "

 لم ترد قام واشعل سيجارته واتجه اليها وجلس امامها وقال " اعلم انكى مازلتى غاضبه منى وربما. ربما لا تريدين وجودى. اعلم ايضا اننى ارتكبت    الكثير من. لا اعلم ماذا يسمى ما فعلته ولكن انا الان احاول الا اكون ادهم الوحش الذى تعرفيه.." 

ابعدت عيونها فقال " ريم من فضلك لنمنح نفسنا فرصه اخرى.."

 نظرت اليه وقالت " والمرة القادمة ماذا ستفعل بي لم يعد متبقي من العذاب الا الموت ووقتها سأرحب به ربما ارتاح وترتاح.." 

قام وتحول بالغرفة وقال لم تصعبين الامر على انا اعلم مقدار الالم الذى اصابك بسببي.." 

قاطعته بقوة " لا .. انت لا ولن تعلم لن يشعر بي احد سوى انا..انا فقط من تألم واهين ابعدني عن حياتك اخرجنى منها وارحمنى لقد تعبت.."

 نظر اليها ورأى الدموع بعيونها فشعر بألم بصدره كاد يذهب ولكنه استدار اليها وقال " تصدقيني لو اخبرتك اننى حاولت ان ابتعد واخرجك من حياتى ولكنى لم استطع. نعم لم استطع ريم من فضلك حوالى ان تفهمى ربما أخطأت. حسنا أخطأت ولكن انتى ايضا شاركت فى الخطأ لم تمتصي غضبي لم تعرفي كيف تنالين منى...فتماديت ريم من فضلك لابد ان ننال فرصه اخرى لن اخبركى انه من اجل اختك..وذلك الحديث الذى لا معنى له وانما من اجلنا نحن الاثنان فرصه اخيرة واذا تصدع الامر بيننا مرة اخرى لن اقيدك بى وسأمنحك حريتك هذا وعد "

كانت الحيرة تملؤها هل هذا هو ادهم الذى يتحدث هل تصدقه ولكن كرامتها تأبي ان تتركه فى حياتها حتى ولو كان بداخلها مشاعر تجاهه كرامتها تأبي الا الرحيل وهو ما قالته 

" وانا من الان اخبرتك ان الصدع قائم وانت بذلك تضيع وقتك وترفض الاعتراف بفشل علاقتنا فدع كلا منا يذهب في طريقه " 

نظر اليها وقال " انا لن اجبرك على شيء مرة اخرى ولكن طلبي يتضمن فرصة حتى زفاف اختك ربما تمنحنا الايام ما لم نستطع ان نقتبسه نحن فقط اتمنى ان تنبع الرغبة من داخلك فى البقاء دون اى تهديد او خوف او اى ضغوط فقط زوجتى برضائك دون اى اهانات او الم.." 

وتحرك الى الحمام وهى تحاول ان تفهم ما التغيير الذى اصابه وهل يمكنها ان تصدقه. بل هل يمكنها ان تسامحه وتنسي..

فى الايام التاليه كانت تصرفاته بالفعل غريبه امتلأت بنظراته بالحنان .. واصبح يأتى المنزل مبكرا ليهتم يقدمها المصابة ودواءها كان كمن يريد ان يعبر عن شيء ولكن دون كلمات... 

وكثيرا ما كان يحملها لينزل بها الى الحديقة حيث يتبادلون بعض الاحاديث الغير هامه او مشاركة الجميع فى الطعام ولم يتحدثا مرة اخرى فى الماضي القريب ولكنها كانت متحفظة معه وهو كان يشعر بذلك ويعلم انها لن تغفر بسهوله ويعلم انه حقها 

ة" صباح الخير " قالها وهو خارج من الحمام وهو يلف المنشفة حول رقبته وينظر اليها على الفراش كانت على وشك الاستيقاظ.

 اعتدلت وقالت " صباح النور انا اصبحت كسوله هذه الأيام " 

قذف بالمنشفة واتجه الى غرفة الملابس وقال " لا ابدا مازال الوقت مبكرا " 

خرج وقد ارتدى زيا رياضيا غير زي العمل نظرت اليه وقالت " لم ترتدى هكذا الن تذهب للشركة " 

نظر اليها فى المرآة وقال " اليوم الجمعة انتى نسيتى "

 لم تنسي فقالت " لم انسي منذ متى وانت لا تذهب للشركة فى اى يوم "

 اتجه اليها على الفراش وجلس بجانبها وقال " اليوم قررت ان لا اذهب ليس لدى الكثير من العمل..ام يضايقك وجودى يمكننى قضاء اليوم بالمكتب " 

نظرت بعيونه كما فعل لم تفهم منهم اى شيء وقالت وهى تخفض نظرها " لم اقصد. فيم سيضايقني وجودك انه بيتك "

 امسك يدها فاندهشت ونظرت اليه وربما هو نفسه اندهش من تصرفه. قال " وبيتك..الم ننتهى من هذا الامر واتفقنا ان هذا البيت بيتك رغم اى شيء ومهما كان قرارك.." 

سحبت يدها وقالت " ماذا تريد منى لم اعد افهمك " 

نظر اليها وقال بصدق " ما طلبته من قبل فرصه واعتقد اننى حافظت على وعدى خلال الايام القليلة السابقة وربما ستدركين اننى احاول ان اتغير فقط لا ترحلي " 

نظرت اليه بدهشه ولم تصدق اين الكبرياء والغرور هل هذا هو ادهم الذى تعرفه بالتأكيد هناك خطأ قالت " ماذا تخفى لى هذه المرة. لا اصدق انك ادهم الذى اعرفه لا يمكن ان تكون انت.."

 ابتعد وقال وهو يعلم انها على حق " هلا تتقبلين الامر الان حتى يمكننا ان نتعايش فى جو من الهدوء والسكينة دون اى خناق او الم او اهانات ربما كما طلبت الى حين زواج اختك وربما بعدها ساترك لكى الاختيار "

 احتارت للمرة الثانية يطلب ذلك ولم تعرف بماذا ترد فصمتت فقال " سأعتبر صمتك هذا موافقه ضمنيه.."

قضوا اليوم سويا ولم يتحدثا بالماضي مرة اخرى تحدث كثيرا عن عمله وهى ايضا حكت له عن حياتها منذ وفاة والديها ضحكا كثيرا وتألما سويا لذكرى مؤلمة مر بها أيا منهما وكأن ذلك اليوم كان مفترق الطرق فى علاقتهما وكان كلا منهما كان ينتظره ليبدء منه الطريق..طريق جديد للخروج من غابة الوحش والنمرة..

بنهاية الاسبوع اتجه بها الى المشفى اطمأن عليها الطبيب واخبرهم انها في خير حال واصبح يمكنها التحرك علي قدمها خرجا وهو يساندها واركبها 

وما ان انطلق حتي قال " ما رأيك ان نحتفل ونتناول الغداء فى اى مكان " 

ضحكت وقالت " وماما وحنان " ابتسم وقال " سنخبرهم ولن يتضرروا هيا ما رأيك " 

نظرت اليه وقالت " حسنا ولكن عملك " " اعتبريه نصف يوم اجازة "

 ضحكت وقالت " اجازاتك كثرت ولا اعتقد ان فتحي سيعجبه ذلك "

 ضاقت عيونه وهو يركب السيارة بجانبها وقال. " فتحي يعمل عندى وليس العكس " قالت " ولكنه اعتاد على وجودك الدائم " 

نظر اليها وقال " والان عليه ان يعتاد على العكس ام ليس من حقى "

 اخفضت عيونها وقالت "هذا يعتمد على ما اذا كنت انت تريد ذلك ام لا فانا اعلم انك تعشق عملك ولا يمكنك التوقف عنه " 

لم ينظر اليها وهو يقود السيارة وقال " لأنه لم يكن بحياتى سواه "

 قالت دون تفكير " وما الذى تغير "

 نظر اليها لم يكن هو نفسه يعلم ماذا تغير ولكنه اراد ان يكون معها اكبر وقت ممكن احب ذلك ارتاح للكلام معها لا يريدها ان تختفى عن عيونه...عيونها تطارده فى كل وقت صوتها يتردد فى اذنيه طوال الوقت

 قال " انتى بحاجه الى تغيير هكذا قال الدكتور "

 اخفضت عيونها هروبا من عيونه وقالت " ولكنه عملك "

 قال دون تردد " وانتى  زوجتى " نظرت اليه دون ان تتحدث ولكنه لم ينظر اليها قالها وهو يحاول ان يعرف ما الذى يقوله ويفعله ولكنه لم يجد اى اجابه 

 اتجه الى مطعم معروف علي البحر احبته جدا وطلبا الغداء وتناولوه فى جو مرح قالت " احببت المكان جدا انا اعشق البحر احيانا ما كنت اركب مع حنان مركب ونبحر لبعيد كنت اتمتع بالرحلة " 

ابتسم وقال " الا تخشين منه " 

قالت " الاعمار بيد الله لن اموت قبل أواني انا احب ان اكون وسط المياه ولأتأمل البحر من حولى واشتم رائحه اليود من حولى واشعر بتلك النسمات   المحملة برزاز البحر وأتأمل امواجه القوية وهى تتكسر على الشاطئ وتفقد قوتها مخلفه وراءها مجرد رغاوى بيضاء لا تقوى على شيء.. ولكنني مع ذلك لا اسبح بالبحر فلا اعرف السباحة ههههه" 

ضحك هو الاخر...

جاءته مكالمه انهاها فنظرت اليه وقالت " تحب ان نذهب ؟ " قال " لا " 

قالت " هل يمكن ان اسالك عن عملك ؟" نظر لعيونها التى انعكس ضيها الازرق علي صفحة المياه وقال " اسالى "..

" انت لا تعمل بالسياحة فقط اليس كذلك ؟ فما دخل الاعمال الاخرى بالسياحة "

 ابتسم وقال " فى البداية كانت خدمة لاحد الاصدقاء ان اورد صفقة اغذية لمطعمه بسعر ارخص مما كان يحصل عليه من شركة اعرف صاحبها جيدا وبيننا معاملات فى السياحة...وفى المقابل الشركة الموردة تحصل منى على خصم في رحلاتها السنوية معى وكذلك شركه صديقي ايضا اشترط عليه التعاقد معى على افواج من العاملين معه بتخفيضات متاحه وهكذا وجدتنى اربح من الجانبين أعجبتني الفكرة وأكسبتني صداقات اكثر وفتحت لى ابواب اكثر " 

ضحكت وقالت " ولكن بالتأكيد اكسبتك اعداء ومنافسين "

 هز رأسه وقال " بالتأكيد فى كل مجال المنافسين والاعداء...امثال مصطفي العسال و.." 

ولم يكمل كاد يقول ياسين فلم يرد ان يفتح الجرح مرة اخرى ولكنها فهمت اخفضت عيونها فتراجع اشعل سيجارة وقال " لم اقصد ان افتح ما اغلقناه انسي ما قلت " 

قالت " انا اعلم انى تصرفت باندفاع وقتها لكن " عاد واقترب امسك يدها وقال " كلانا لم يحسن التصرف لذا دعينا ننسي ما حدث ونحاول ان نحسن التصرف فيما هو ات كما اتفقنا ." 

نظرت الى يده التى تمسك يدها ثم الى عيونه التى امتلأت بمعان مختلفة تمنت لو تفهمها.. 

انهيا الغداء ثم اخذها وساربها على شاطئ البحر وهما يراقبان تلك المراكب الصغيرة للصيد كانت سعيدة وهى معه لأول مرة تشعر انه انسان اخر لديه روح المرح تناولوا الذرة المشوي وهو ساخن وتبادلوا الضحكات وهم يحاولون تناوله ساخنا ثم مروا على مسجد ابى العباس المرسى وهناك كانت المراجيح الخاصة بالأطفال والالعاب الاخرى ولمح عرائس صغيرة فجذبها اليها وجعلها تنتقى احداها وهى سعيده بتلك الهديه البسيطة ولكنها جميله.

 ابتسمت وقالت " لأول مرة احصل على عروسه ولكن الا تظن ان وجودك هنا غريب "

قال ولم يترك يدها " الانه مكان شعبي وبسيط. لا انا اتيت هنا كثيرا وانا صغير مع اصحاب السوء ههههه وبصراحه احب المكان رغم بساطته ولا يمكن ان امضي حياتى كلها فى الاماكن الثرية احيانا افكر كيف يعيش هؤلاء الناس " 

قالت وهى تتذكر حالها واختها " فى ترقب من الغد وما سيحمله معه من مفاجأة.." نظر اليها وقال " ذكرتك بشيء ؟"

 هزت رأسها وقالت " ربما " اشارت لرجل الايس كريم وقالت "اريد ايس كريم " ابتسم وقال وهو يجذبها برقه " حسنا هيا.."

مضى الوقت سريعا الى ان رن هاتفه مرة اخرى وكان فتحي هذه المرة وكان لابد ان يذهب...فقاما 

عادا الى المنزل ليغير ملابسه ما ان دخلا غرفتهم حتي لحقت بها الممرضة لموعد الدواء كان قد اغتسل ودخل غرفة الملابس اعطتها الدواء وخرج ولم يرتدى قميصه بعد وقال موجها كلامه للمرضة " نور هلا تحضري لي شيء للصداع "

 نظرت اليه كيف يخرج امامها هكذا اخرجت الفتاه بعض الحبوب من حقيبتها واتجهت اليه وهي تقول " تفضل يا فندم الف سلامه عليك "

 بالطبع لم تخفي عليها نظرات الفتاه لعضلات ادهم البارزة امامها فانتابها الغيظ منها رأته يبتسم لها ويقول " انتى جاهزة دائما تجيدين عملك اذا تستحقين مكافأة " 

قالت بعصبيه والغيظ يأكلها " ما رأيك ان تأخذها فى نزهه او تعزمها علي السينما ؟ تتبادلان الحديث وكان كلا منكما ليس لديه عمل "

 شعرت الفتاه بالخجل بينما حدق هو فيها وهو يحاول ان يفهم موقفها استأذنت الفتاه وخرجت بينما تحركت هى الى الحمام ولاح شبح ابتسامه علي شفتيه وهو يوقفها ويقول " ترى ما لذى أغضبك الى هذا الحد الفتاه لم تخطيء " 

نظرت اليه بنفس الغضب وقالت دون وعى " تحولت الى محامى خاص بها الان ؟ الم تكن متعجل من اجل عملك ثم كيف تخرج امامها هكذا ام احببت ان تستعرض عضلاتك امامها " 

تراجع من الغضب الذى راه بعيونها... بينما تحركت هي الى الحمام واغلقت الباب بعنف يدل على غضبها توقف لحظه محاولا ان يفكر فيما حدث...هل يمكن ان تكون...بالتأكيد هي تغير عليه ولكن الغيرة تعني..حب..هل يمكن ان تكون قد احبته اكمل ارتداء ملابسه وقد تملكه احساس جديد ربما بالسعادة لتلك النمرة التى بدأت تنفض عنها قناع القوة والبرود ولتمتلئ بالحيوية والغضب والغيرة وربما الاثارة 

انتهى من ارتداء ملابسه وانتظرها حتي خرجت كانت قد هدأت قليلا وقد ادركت انها تهورت في رد فعلها 

نظر اليها وقال " مازلتى غاضبه ؟ " 

لم تنظر اليه وقالت " لست غاضبه لقد انتهي الامر فقط ظننت انك سعيد بوجودها ربما.." 

اتجه اليها ووقف امامها وقال " ربما ماذا ؟ انا لا انكر انى سعيد بوجودها " اطل الشرر من عيونها وكادت ترد لولا ان ابتسم واسرع يقول " حسنا هلا تهدأي. اتعلمين انكى مجنونه ولا اعلم كيف تفكرين انها مجرد ممرضه وهي هنا من اجل امى واجلك فقط لا غير هل تفهمين ؟" 

هدأت من كلماته نظر الى ساعته وقال " هيا لقد تأخرت لا تنتظروني علي العشاء سأتأخر " 

مر الاسبوع المتبقي علي زفاف اختها تحسنت علاقته بها ولكن لم يحاول ان يأخذ منها اى شيء الا عندما ترضي وتتراجع عن الرحيل... وان كانت العيون   تتحدث فى صمت فان القلوب تهمس فى خوف هل للمشاعر مكان بينهم ام تزاحمت القلوب من الالام..والصمت الذى يلفهم هل هو لغة القلوب ام شبح الماضي يحارب اتفاق واهي لا يستند الا على امنيات لا تحمل معها قوة تعينها على محاربة الخوف من القادم.....



الفصل الخامس والعشرون 

الفرح....غيرة

..نظرت لأختها في فستان الفرح كانت جميله قبلتها وقالت " تبدين جميله حبيبتي الف مبروك " نظرت حنان لها كانت تبدو شاحبه في الفترة الاخيرة رغم ان الطبيب طمأنهم فى اخر مرة ولكن ربما لكثرة التفكير وانشغالها مع اختها.

.قالت حنان " منذ شهرين او اكثر ظننت انني لن اتزوج ابدا وان الامل ضاع. وعندما رأيتك في فستان الزفاف كنت سعيدة ولكن تمنيت ان اكون مثلك وها انتى تحققين لي حلمي انا اشكرك ريم علي كل ما فعلتيه لي كنتي لي الام والاخت وتحملت من اجلي الكثير انا مدينه لكي بالكثير " 

احتضنت اختها وقالت " انتى ابنتي واختي وما فعلته واجب علي وسأفعله مرة اخرى اذا اضطررت اليه من اجلك " 

نظرت اليها وقالت " لا لن نبكي في مثل ذلك اليوم. هيا دعيني اكمل فرحتي بكي " 

رأته يقف مع محمد كانت الفترة الاخيرة تراه كثيرا بل واصبحت تبحث عنه وتنتظر مجيئه وتتضايق اذا تأخر كانت تعلم انها تنساق وراء مشاعرها وانها خطأ ولكن من منا يملك مقاومة القلب اذا حكم... 

ابتسمت جيلان هانم للفتاتان وقالت " انتما اجمل من بعضكما حقا الف مبروك "

 تقدم محمد واخذ عروسته ونظر هو اليها كانت تزداد جمالا رغم ذلك الشحوب الذى لازمها مؤخرا ورغم انه كان يراها كثيرا ويتحجج للبقاء بالمنزل.. الا انه قد قرر الا يلمسها مرة اخرى وقد حاول ان يحافظ علي ذلك كى لا تفسد علاقتهم مرة اخرى ولو انه كان كثيرا ما يشتاق    اليها ويشعر برغبه في ان يضمها لأحضانه كان يريدها ولكن برغبة منها وبرضاها لن يكرر ما كان يفعله معها لم يعد بحاجه لان يثبت رجولته لها بل بحاجه لان يشعر بأنوثتها معه بين ذراعيه سعيدة وليست حزينة راضيه وليست رافضه راغبه فيه كرغبته فيها ....

كان يريد ان يشعر بضعفه معها لا بقوته عليها لقد تغير كثيرا من اجلها فترى ماذا يخفى قلبها تجاهه تمنى لو يجتاز بحر عيونها الزرقاء ليدخل الى قلبها ويعلم ماذا يخفي له ذلك القلب المتألم بسببه. هل غفرت له. هل ستبقى..

 تقدم هو الاخر منها وقال " هل انتى بخير تبدين متعبه " 

كانت بالفعل تشعر بالتعب فى الآونة الاخيرة خاصه بعد ان شفيت من اصابتها الاخيرة ولكنها لم تكن تتحدث من اجل اختها 

قالت " لا انا بخير شكرا علي ما فعلته من اجل حنان "

 نظر اليها وقال " لم انسي اتفاقنا "

 اخفضت عيونها وقالت " وانا علي استعداد ل.." قاطعها " انا لم اقصد ما تفكرين به " 

نظرت اليه فطالت نظرتهم الي ان اعادتهم اصوات الموسيقي فامسكها من ذراعها وهمس " ما رأيك لنرقص " 

نظرت اليه وهزت رأسها اخذها بين ذراعيه ونظراتهم تنطق بالكثير وبدأت اغنيه تامر حسنى "قرب كمان" وتلاعبت الكلمات على اوتار قلبيهما...

وانا جنبك حبيبي بجد مش عارف اقولك ايه...معاك الوقت بيعدى ما احسش بيه. وأي كلام هيوصف ايه في لحظه بعيشها وانا وياك. كفاية عليه تبقي    فى حضني وابقي معاك. قرب كمان من حضني وحس باللي بحس بيه...ده انا من زمان مستني اعيش وياك اللحظه دي يا حبيبي قول بحبك وانا اقولها معاك...

وكأن الكلمات تمسهم وتسري بينهم وكأنها تعبر عما يريد ان يقول ويخشي ان يقول فقربها اليه اكثر والتقت العيون واقتربت الوجوه وتلاحمت الانفاس واختلطت المشاعر نعم يريدها بجانبه بكل جزء من رجولته ينادى بها تمنى لو تشعر وهى بحضنه عما يعجز ان يقوله. 

نعم تريده وتشتهى قربه ذلك الوحش الذى لم يعد بالنسبة لها وحش وليس ذلك الحلم فقط وانما هى ايضا ترغب لمساته قبلاته التى اشعرتها بانها انثي فقد علمها مشاعر لم تعرفها من قبل اشعرها بانها امرأة فقط لو كان. ماذا يعاملها كزوجه اوليس هذا ما طلبه ثم  اليست   هى الحقيقة انها زوجته وتريده وتتمناه لم تعد تتحمل ان يكون بجانبها دون ان يأخذها بين ذراعيه الان هى تطير. تحلم تنسي الجميع تضيع بين عيونه تشتعل من انفاسه تمنت لو يحملها كما كان يفعل ويبتعد بها الى دنيا اخرى ليس فيها ما كان بينهم ليس بها الا الحب نعم هى تحبه تتمناه تشتهى قربه. 

ضغط على خصرها وقربها اكثر واقترب بشفتيه من وجنتها وتمنى ان يقبلها ولكنه تحكم فى مشاعره وابتعد قليلا نظر اليها كانت تغمض عيونها وهى تلهث من انفاسها التى تسارعت من هذا القرب اسند راسه على راسها ففتحت عيونها فراته يحدق فيها ثم الى شفتيها الحمراء المكتنزة وكأنها ثمرة ناضجه تناجيه بان يقطفها اقترب منها اكثر وكاد يطبق عليها لولا ان انتهت الأغنية وقد فقدت هى كل حصونها امامه ولكن لابد ان تعود لنفسها وتتذكر الواقع انها كانت تحلم نعم حلم جميل مثل احلام سندريلا ولكن للأسف لا توجد جنية طيبه لتحقق لها حلمها..

لذا ما ان انتهت الأغنية حتى تركته وابتعدت بأسرع ما تبقي لديها من قوة كى لا يفضحها قلبها وعيونها اكثر من ذلك فقد كان جسدها كله يرتعش وحرارة شديده تسرى فى جسدها اسرعت للحمام لماذا كانت تشعر بسعادة من نظراته وبين يديه هل كانت عيونه تخبرها بذلك الكلام الذى عجز لسانه عنه...ام كشفتها عيونها له ..

 استعادت نفسها واطمأنت على شكلها وخرجت...بينما ابتسم هو من ذلك الخجل الذى راه من احمرار وجنتيها هل يمكن ان تكون له ولكن برضاها هل تريده كما يريدها انها لم ترفضه ما حدث الان اختلف عن كل مرة كانت ترتجف بين يديه وربما سمع دقات قلبها وشعر بأنفاسها المتلاحقة تنباه انه ليس وحده الذى تغير هى ايضا تغيرت.

كان الفرح جميل حقا وتابعت اختها وهي ترقص مع اصحابها وعريسها وسلمت علي جيرانها من المنطقة...

واخيرا راته يتجه لامه ويجلس بجانبها ويقول " كنت اتمني ان امنحك رغبتك في زوجه من اسرة معروفه ولكن انا اسف لقد كذبت عليكى و.."

 ابتسمت الام وقاطعته قائله " لا تكمل انا اعرف كل شيء "

 نظر اليها بدهشه فاكملت " هي اخبرتني من اول يوم احضرتها لي. لذا تمسكت بها اكثر." 

كانت صدمته كبيرة هل يمكن ان تكون فعلت ذلك ورغم ذلك تحملته بل ولم تخبره بشيء كل يوم يتأكد انه أخطئ في حقها ولم يفهمها جيدا وانه هو الان يفقد حصونه تجاهها وتزداد رغبته فيها كزوجه وربما.. 

اكملت امه " زوجتك انسانه رائعة لا تعرف الا الاخلاص والحب امينه علي بيتها تحفظ سرك وتتحمل الالم دون ان تبوح به كثيرا ما كنت ارى الالم والحزن في عيونها ولكنها ابدا لم تبوح بما داخلها ورغم ذلك زاد احترامي لها ويكفي ما فعلته من اجلي كما لو كنت امها هل اتحدث مرة اخرى ام وصلتك رسالتي ؟؟." 

نظرات الحيرة ملأت عيونه ربتت امه علي يده وقالت " لن اتحدث عن الحب يا بنى ولكن ماذا عن المودة والرحمة انها تستحق ..لا تتركها ولا تتنازل عن ان تظل هى زوجتك بل وتمنى ان تكون ام اولادك لان من تفعل كل ذلك ستكون ام ناجحة ومربيه عظيمه لديها من القوة لان تحارب العالم دون استسلام "

 كان ينظر لامه وقد ادرك كلماتها واصبحت تملاء قلبه وتنطلق من عيونه انها حقا انسانه غريبه رغم كل ما فعله معها لم تفكر يوما ان تشكيه والدته او تبوح بآلامها لاحد كيف تحملت كل ذلك وحدها الان ادرك انه كان انسان بلا قلب لا يعرف عن الرحمة او الشفقة اي شيء وحش كما اطلقت عليه .. 

نظر اليها نظرته اليها كانت غريبه ولم تفهمها. توقفت الموسيقي كي يتناولون العشاء ذهبت الي مائدته بعد ان اطمأنت علي اختها لم يتبادلان اى حديث بعد ان رقصا سويا ليس اكثر من نظرات..

عاد الرقص والموسيقي ولكنه اختفي. خشيت ان يكون ذهب وتركها خرجت لتبحث عنه ولكن ما رأته اثار غضبها..

.كان يقف مع امرأة شقراء جميله وترتدى فستانا عاريا وكان يتحدث معها بجدية ثم بدء الاثنان بالضحك بشكل ظنت انه ملفت.

 لم تتمالك نفسها ووجدت نفسها تندفع اليهم وما ان وصلت حتي قالت بنبرة حاولت ان تكون هادئة " يبدو اننى جئت في وقت غير مناسب او قاطعت شيء هام "

 نظر اليها بدهشه بينما قالت المرأة " ومن انتى ؟ "

 نظرت اليه فتدارك الامر وقد شعر بانها ليست على ما يرام وقال " ريم زوجتي. جوليا صاحبة شركات ... للسياحة " 

ضاقت عيونها وبدأت الغيرة تأكلها كيف يضحك هكذا مع تلك المرأة ويتجاهل وجودها...بينما ابتسمت جوليا وقالت " ذوقك جميل ادهم زوجتك جميله حقا "

 كان الضيق يتملكها والغضب يشتعل داخلها ولكنها حاولت ان تبدو هادئة وهي تقول " ميرسي انتى ايضا جميله " 

نظرت جوليا اليها وقالت " ميرسي "

 ثم نظرت لادهم وقالت " حسنا سنلتقى مرة اخرى ادهم قبل ان اسافر ليتك تحضر المدام معك الي اللقاء فرصه سعيدة مدام " 

حاولت الابتسام حتي انصرفت المرأة كان متابعا لنظرات الغضب في عيونها وشعر انها ستنفجر في جوليا مثلما انفجرت في الممرضة و ما ان انصرفت جوليا حتي تركته هي الاخرى كى لا تفضح نفسها امامه فهو لن يهتم بمشاعرها. 

ولكنه اسرع اليها وجذبها من ذراعها فنظرت اليه بغضب فقال " هلا تخبريني ماذا اصابك الان "

 قالت بغضب " لا شيء انا اذكرك بوجودى واننى مازلت زوجتك واذا كنت امثل عائقا في طريقك فهيا طلقني وافعل بعدها ما شئت فانا اخبرتك اننى لن اقبل بتلك المهزلة لن اقبل بعلاقاتك هذه وانت الذى طلبت لهذا الزواج ان يستمر فلماذا طلبت وهو عائق فى طريقك هيا  فلتطلقني وبعدها افعل ما تشاء " 

ضاقت عيونه وهو يتابعها. لقد ظنت انها احدى النساء اللاتي كان على علاقه بهن ابتسم وكأنما شعر بالسعادة فالان تأكد من غيرتها.... 

بينما تركته هي بغضب الي داخل القاعة توقفت قليلا حيث شعرت بدوار يصيبها امسكت رأسها حتي استعادت نفسها ثم اتجهت الي حماتها وجلست بجانبها في صمت..




الفصل السادس والعشرين 

هذا هو الحب

انتهي الفرح وقرر هو ان يوصل العروسين معها ولم يتحدث معها كان الغضب الذى رآه بعيونها جعله سعيد ولكن ليس متأكد وربما يخشي لو سألها تنطق بما لا يريد ان يسمع المرة السابقة عندما رأته مع امرأة كانت باردة ولم تتصرف هكذا ولكن هذه المرة كانت مختلفة...

لازمهم الصمت الى ان وصلوا القصر وتركته وهى مازالت غاضبه ولا تريد ان تتحدث لذا تحركت الي غرفتها بالإضافة الى انها كانت مرهقه جدا....بينما توجه هو الي والدته..

اخذت حمام وبحثت عن الروب فلم تجده زفرت في ضيق التفت في الفوطة وخرجت قبل ان يعود اخرجت ملابس للنوم وكادت تعود لولا ان رأته يدخل الغرفة امامها...

لم تتحرك حتي عندما بدء يتقدم منها وانما بدء صدرها المبلل بالماء يعلو وينخفض من انفاسها المتلاحقة احمر وجهها وسرت الحرارة في جسدها بينما نظر هو اليها كانت فاتنه بشرتها البيضاء شعرها المبلل المنساب على كتفيها العاريتان اى دعوة هذه لأى رجل زادته رغبه فيها  خاصه انه بدء يتمناها ويريد حضنها ودفء ذراعيها وحلاوة انفاسها ...

تمالكت نفسها وتحركت ولكنه كان قد وصل امامها وقد سد طريقها لا لا يمكن ان تضيع من يده لقد حان قطاف تلك الثمرة التى اثارته طوال تلك الليلة ولم يعد يستطيع ان يتحكم فى رغبته  اكثر من ذلك ولم لا يترك نفسه لها فهى زوجته ولكنه يريدها برضاها نعم لم يعد يريد الغصب لم يعد يريد ان يكون الوحش بل الانسان الزوج وربما  يحلم الان ان يكون هو سجينها اى جنون هذا الذى عصف به قربها منه....

ولكنه مازال يتذكر ما حدث الليلة و طلبها للطلاق ترى هل مازالت تريد هل ستخل بالاتفاق اليوم انتهت المهلة فهل سترحل لن يتحمل رحيلها ولن يمكنه اجبارها على البقاء فماذا سيفعل اذا اصرت على الرحيل لقد بدأت حياته عندما وجدها ادرك معنى ان السعادة وهى بقربه تنظر اليه تلمس يده تبتسم له فهل يمكن ان ينتهى كل ذلك وماذا سيفعل اذا رحلت هل يمكنه ان يحيا دونها انها الهواء الذى يتنفسه فكيف يحيا دونها..

 لم تنظر اليه وهي تحاول ان تخفي تلك المشاعر المتضاربة داخلها نتيجة قربه منها وهى بذلك الوضع وغضبها مما رات فحتى لم ينكر او يبرر...

حاولت ان تتحرك وهى تقول " انا..سأذهب للحمام و.." 

ولكنه زاد قربا وكانه لم يسمعها وقال بنبرة لم تعهدها فيه " هل حقا تريدين الطلاق ؟ هل هذا قرارك "

ترى هل يهتم ام هل سينفذ رغبتها قالت " بالتأكيد كى افسح لك ولنسائك المجال"

 اقترب منها وقال " ليس لى نساء انتى مجنونه اخبرتك انى لم اخونك "

 استدارت لتواجهه بغضب وقالت " كاذب انت كنت معها ووقفتكم كانت تنم عن السعادة والضحك و.."

 لمس وجهها بيده فتوقفت فقال " انا لا اكذب هى عميل هام لشركتي وربما صديقه قديمة فقط ولا يربطني بها اى جنون مما براسك الجميل هذا "

 حدقت بعيونه ولم تعد تعرف هل تصدقه ام لا. وكانه ادرك ما يدور بذهنها فهمس " صدقينى لم اخونك "

 ضعفت استدارت لتخفى ضعفها فهمس " مازلتى تريدين الطلاق؟ اليوم تنتهى مهلتي فهل سترحلين "

 ادارها اليه ..فنظرت لعيونه وهو يقترب منها ويشتم عبيرها وتذكرت الاتفاق وطلبه المهلة فقد نست الامر...نظرة طويله كانت عيونه مختلفة نظراته لم تعد تحمل القسوة احتارت ولم تعرف بماذا ترد استدارت لتهرب من عيونه وربما تدارى ضعفها 

فقال " لماذا لا تردين ؟" 

اغمضت عيونها لحظه وتسارعت انفاسها..ابتعد عنى ايها الوحش الذى امتلك احاسيسي لم اعد املك القوة لمواجهتك قذفت بكل حصوني عرض الحائط اسقطتها..لم اعد املك اى قوة لمقاومتك لذا ابتعد عبيرك يشجيني انفاسك تحييني لمساتك تحملني للسماء وتنسيني كل ما مررت به...

عادت لنفسها وقالت " وهل اذا طلبت انا ستفعل انت ستحررني"

 شعرت به يقترب منها ويهمس في اذنها " وهل ستطلبين "

 شعرت بأنفاسه علي كتفها العارى فسرت رعشه في جسدها استدارت لتبتعد ولكنه كان قريب منها جدا ارتبكت وكأنها اول مرة يقترب منها قالت بصعوبة " ربما انت بحاجه لحريتك لتفعل ما تشاء "

 تسللت يده الي شعرها المبلل وقال وهو يزداد قربا ليقطف ثمرته فهى له ملكه وحده هذا الجمال هذه الأنوثة الطاغية تنادى رجولته التى لم يعد يستطيع كبح جماحها " تعلمين ان لا شيء يمكن ان يمنعني مما اريد" 

وفجأة احاط خصرها بيده وقال وهو ينظر في عيونها " شيء واحد فقط يمنعني " 

كانت شفتاه قريبه منها جدا همس وهو ينظر لشفتيها ويكاد يلمسها بشفتيه قبل ان يقول  " انتى!! "

 انهارت بين ذراعيه واغمضت عيونها وهو يطبق علي شفتيها في قبله لم تذقها من قبل اختلفت تماما واخيرا ابعد شفتيه ولكن لم يبعدها وقال " هل المتك " 

نظرت اليه وهى تهز راسها تحاول ان تفيق من ذلك الاحساس الذى لم  تشعر به من قبل. 

فقال " هل تمانعين ان نخرق الهدنه.. لا اريدك غصبا" 

اخفضت عيونها لم تعد تملك اى رغبه سوى رغبه واحده. رغبه به نعم تريده من كل قلبها ان تنال مثل ذلك الرجل وليس الوحش الذى المها... هو الحلم وكأن الجنيه الطيبة اتت لتحقق لها حلمها..

صمتها كان المفتاح الذى فتح باب الحاجز الذى كان بينهم... فشعرت بشفتيه تجول علي وجهها بقبلات رقيقه اذابتها غريب هو ذلك الرجل كيف يتحول هكذا من القسوة الى الرقة ومن القوة الى الحنان.. وهى استسلمت له 

ابتعد ليمنحها الهواء وقد شعر بها ترتجف بين ذراعيه " مازلتى تخافين منى "

 لا تعلم لماذا هزت راسها بالنفي فالان هى لا تخافه هى تريده وتتمناه. وكان ردها هو الآمر له على ان يمتلكها ولكن ليس ككل مرة وربما هو الذى يريدها ان تمتلكه فعاد الى شفتيها برغبه اكبر وبقوة اكثر ربما تشعر بما يجول بصدره ووجدت نفسها تحيطه بذراعيها لتؤكد على رغبتها فيه مما زاده رغبه اكثر فحملها واتجه بها الفراش وتعلقت برقبته من المفاجأة  وهو ينظر اليها وضعها علي الفراش ولكنها لم تفلته ظل ينظر اليها الى ان عاد الي شفتيها مرة اخرى ولكنها غير كل مرة والغريب انها لم تمانع ولم تبعده....

عندما استيقظت وجدت نفسها بين ذراعه وراسها علي صدره وانفاسه المنتظمه تنبا عن نومه لم تمنحه ظهرها كالمرات السابقة وانما سعيدة بين ذراعيه تشعر بالأمان والدفء ولم تكن غاضبه ككل مرة بل علي العكس كانت راضيه....

 لأول مرة يعاملها برقه وكانه يخشي من ان يؤلمها مرة اخرى...ترى ما الذى اصابها واصابه كيف لم ترفضه ولماذا لم تصر علي الطلاق...بالطبع ما حدث بينهم لا يعنى الا شيء واحد انهما اتفقا على ان يكملا ذلك الزواج ولكن ليس كما بدء وانما كما كان امس وامس فقط فهى لن تسمح للماضي ان يندس بين  سعادتها ليجتذبها منها لقد تغيرت وارادته بل واحبته..

كيف ومتى واين لا اجابه عندها المهم انها الان معه بين ذراعيه امتلكته وربما بل بالتأكيد غيرته متى و كيف تغير كلها أسئلة لم تجد لها اى اجابه ولن تهتم بالإجابة...لان بالتأكيد هذا هو الحب افعال بدون مبررات مشاعر بدون اسماء نظرات تملؤ الاجواء حنان بلا حدود رغبه طاهرة في الحبيب قربه لمساته احضانه نعم هذا هو الحب ...

تحركت من جانبه بهدوء واتجهت للحمام. عندما خرجت كان يتحدث بالهاتف ويدخن سيجارة سرحت شعرها وراته يتقدم تجاهها لم تنظر اليه بينما وقف امامها وهو يتأملها كان سعيد بما كان بينهم طبع قبله على عنقها وهو يرفع شعرها 

ضحكت برقه اندهشت هى من اين اتتها وقال " صباح الخير ما رايك في رحله لقبرص " 

نظرت اليه بسعادة وقالت " قبرص ؟ " قال " اه هناك اماكن خاليه علي الفوج المغادر غدا ظننت اننا جميعا بحاجه الي الراحة حتي امي "

 ابتسمت وقالت " حقا " قال " نعم هل تريدين الذهاب "

 هزت رأسها وقالت " نعم " ازاح خصله اخرى من شعرها ثم جذبها اليه وقال " حسنا اخبري امي واجهزوا سنغادر غدا صباحا " 

هزت رأسها بسعادة اقترب منها وهمس " الا استحق مكافأة على ذلك "

 اخفضت عيونها واحمر وجهها " ضحك من خجلها وقال " لم اتصور ان النمور تخجل هكذا " 

نظرت اليه فضمها اليه وقال " ولكنه فاتن وجميل وانا اغرم به "

 خطف قبله من شفتيها ثم ابعدها وقال " انا تأخرت ابتعدى عنى والا سيتحطم مستقبلي بسببك " 

ضحكت بدلال اثاره اكثر لذا تحرك للحمام وقال " احتاج لحمام بارد كى اذهب.. الن نتناول الافطار انا جائع " 

لم تتوقف عن الضحك وقالت بسعادة على حياتها الجديدة التى لا تصدق انها بدأت  " حاضر " 

حاولت ان تقنع والدته بالذهاب معهم ولكن المرأة ادركت ما بداخل ابنها فابتسمت وقالت " انا مكاني هنا ببيتي ولن اتركه هذه الرحلة لكما انتم "

 حاولت ان تقول " ولكن ماما ادهم يريدك "

 امسكت المرأة بيدها ونظرت بعيونها وقالت " ادهم يريدك انتى ولكنه لا يعلم كيف يبدء اعلم انكي تالمتي كثيرا بسببه وانكي تحملت. لكن هو ابني وانا اشعر به هذه الرحلة بمثابة اعتذار عما حدث فتمتعي بها واطلقي لمشاعرك العنان "

 احمر وجهها واخفضت عيونها ابتسمت المرأة وجذبتها اليها وقالت " مازلت اقول لكى حبيه كي ترى ادهم الحقيقي " هزت رأسها وكأنها تريد ان تخبرها انها بالفعل احبته وانها امس اطلقت لمشاعرها العنان وربما هو ايضا اختلف كثيرا فربما هو ايضا احبها 

امضى اليوم كله بالعمل قبل ان يسافر ثم شرد قليلا فيما حدث امس نعم كان سعيد نعم يريدها بل ربما اكبر من الرغبة شعور اقوى ترى هل هى تريده مثلها ولم لا لقد كانت بين يديه تستجيب معه رقيقه كالنسمة لمساتها الجميلة حضنها الدافىء انفاسها العطرة  كلها اشياء تدل على رغبتها به مثله تماما بالتأكيد لم يعد الامر مجرد عند وانما شيء اخر هو الذى يجذبه اليها ويجعله يتمنى قربها ويضعف امام عيونها ويهوى انفاسها ويسعد بسماع دقات قلبها بالتأكيد كل ذلك ليس له الا مبرر واحد الحب. نعم هذا هو الحب الذى جمعه بها نعم هذا هو الحب..

" ادهم بيه لماذا لا ترد " نظر لفتحي وقال " ماذا .. ماذا قلت ؟ "

 قال فتحي " اقول ان مدام جوليا وافقت علي العرض ويمكنك امضاء العقد الليلة " 

قال " تمام سامر عليها بالفندق بعد الشركة و.." 

سمع صوت السكرتيرة " المدام يا فندم ضاقت عيونه وقال " اي مدام " 

" مدام ريم يا فندم هنا " نظر لفتحي بدهشه وقال "دعيها تدخل في الحال "

 تراجع فتحي بينما نظر اليها وهي تدخل بابتسامه رقيقه قالت " اسفه ان عطلتك "

 رحب بها فتحي ثم استأذن .. قام واتجه اليها ووقف امامها وقال " هل هناك شيء هل انتى وامي بخير ؟ الم تكونى عند اختك "

 زادت ابتسامتها وقالت " لا شيء كلنا بخير انا انهيت زيارتي لحنان واشتريت بعض الاشياء للسفر وجدتني قرب الشركة فمررت عليك وايضا لأخبرك ان ماما لن تأتي معنا" 

زفر براحه وتخلص من القلق ابتسم وقال " مفاجأة سارة عزيزتي علي العموم كنت اعلم انها لن توافق هل تناولت غداؤك "

 هزت راسها نفيا وقالت " لا ليست لى شهيه انا جئت لأطلب منك خدمه " اتجه لمكتبه اشعل سيجارة وقال " خدمة ؟ ترى ما هي "

 جلست فتوجه اليها وجلس امامها فقالت " محمد زوج اختي " 

تراجع فى مقعده وقال " ماذا عنه ؟" قالت " هل يمكن ان تنقله هنا لا اريد لحنان ان تحرم من زوجها " 

ضاقت عيونه وقال " تحبين اختك جدا " اخفضت عيونها وقالت " هي ابنتي واختي " 

صمت قليلا ثم قال "حاضر من اجلك " 

ابتسمت وقالت " شكرا لابد ان اذهب الان حتي لا اعطلك اكثر من ذلك "

 قامت فجأة فشعرت بذلك الدوار ترنحت فاسرع اليها وتلقاها بين يديه وهو يناديها " ريم. ريم انتى بخير  ؟ " 

عندما لم ترد عليه اجلسها علي الفوتيه واحضر بارفان من مكتبه ورشه عليها واخيرا عادت الي الواقع نظرت حولها كان قريبا منها وعلامات القلق تبدو علي وجهه

 اعتدلت فساعدها وهو يسالها " هل انتى بخير الان ؟" 

هزت رأسها رغم وجهها الشاحب  وقالت " نعم اطمئن انا بخير من الواضح انني مازلت مرهقه " 

اتجه لمكتبه اخذ جاكتته ثم عاد اليها وقال "هيا دعينا نذهب للدكتور"

 قالت بجديه " لا..لا انا بخير فقط دعني اعود البيت وانال قسط من الراحة وسأكون بخير " 

"ولكن انتى شاحبه وهذا الدوار " 

ابتسمت وقالت " لا تقلق بالتأكيد غدا عندما نسافر سأصبح بخير "

 حاول ان يقتنع بكلماتها فقال " حسنا هيا دعينا نتناول الغداء ثم اوصلك البيت "

 قامت وقالت " لا داع عد لعملك فهو اهم "

 نظر اليها وقال بحنان اندهش منه " ليس هناك شيء اهم من صحتك هيا " اسعدتها كلماته وتمنت لو تعلم مشاعره هل هو فعلا يريدها مثلما تريده فها هى نست كل شيء ولم تعد تتمنى سوى قربه ولم تعد تتساءل عن السبب لأنها تعلم ان هذا هو الحب 

نظر اليها وهي بجانبه بعدما تناولوا الغداء ثم ها هو يذهب بها الى البيت...

كان سعيد انها مرت عليه وكانه تمنى وتحقق حلمه فمنذ امس وهو يريدها معه بين احضانه ان يراها فى كل لحظه يشعر بأنفاسها على وجهه ويديها الناعمة على صدره وضعفها كامرأة تزيد قوته كرجل...

سمعها تقول " ستعود للعمل ام انتهيت.."

 قال " عندى موعد مع جوليا لإمضاء التعاقد مع شركتهم ثم اعود " 

ثار غضبها مرة اخرى وقالت "جوليا مرة اخرى " 

نظر اليها وقال " الم ننتهى من هذا الموضوع واخبرتك انها صديقه وعميله لدى فقط ..انه العمل عزيزتي "

 " الا يوجد عمل الا معها " 

كان سعيدا بغضبها ولكن قلق من انها لا تصدقه فقال "ولماذا يغضبك امرها "

 " لا ابدا ظننت انها لا تشغل بالها الا بلبسها ومظهرها "

 قال بتحد وكانه يثير غضبها اكثر " لا ضرر ابدا من الاهتمام بالمظهر خاصه اذا كانت شخصيه ذات مكانه مثلها "

 قالت وقد نجح فى اغضابها " ارى انك معجب بها "

 لاحت ابتسامه علي وجهه وقال " ربما ما الضرر من الاعجاب بالنجاح " 

تعصبت وفركت يداها وقالت "ولماذا لم تتزوجها كانت تصلح لك من الواضح انها ليست مجرد صديقه  "

 ضحك بصوت مرتفع وقال " بصراحه هى لم توافق على الزواج فاكتفينا بالصداقة  " 

كادت تثور وتغضب ولكنه امسك يدها وقد اكتفى بتعبيراتها والشرر المتطاير من عيونها 

فقال "لم لا تثقين بي... انا لا اكذب لأنى لا اخاف من احد.... ثم انا تزوجتك انتى واردتك انتى فلو كنت اريدها لفعلت لا يمكن لاحد ان يمنعني نساء كثيرة مرت بحياتى ولكنى لم افكر بهن الا مجرد متعه اما اسمى وشرفي فلم اضعهم الا بين يديكى الا يكفيك ذلك " 

هدات بل شعرت بالسعادة وتركت يدها بيده كانت ابتسامته جميله لم تبعد عيونها عنه وهى تبتسم بسعادة وتقول " بلى يكفيني " 

كان قد وصل قال " علي الفراش مباشرة هل تفهمين " 

هزت رأسها وقبل ان تنزل جذب يدها وقال " هل تثقين بي ؟"

 ابتسمت وهزت رأسها فقرب يدها لشفتيه وطبع قبله رقيقه عليها احمر وجهها فقال " اموت انا فى الخجل والخدود الحمراء... "

 ضحكت من كلماته فقبل يدها مرة اخرى وقال " لا تنتظرينى سأتأخر " 

دق قلبها من كلامه تغير كثيرا ليس هذا سجانها وانما شخص اخر احن وارق بكثير سحبت يدها ونزلت لتهرب من عيونه التى كانت تتابعها بأعجاب   وحنان و.... ولم يعد يعلم ماذا اصابه هل يمكن ان يكون. ماذا نسي الماضي انه بالفعل لم يعد يتذكر سمر لقد سكن حبها بقلبه 


وظن ان قلبه   معها ولن يدق لسواها ولكن ماذا يسمي ما يحدث له معها. هل احبها الى هذه الدرجة...ولم لا اليست زوجته وهو الذى اختارها وربما القدر ساقها اليه كي يتغلب علي احزان الماضي ويعود للحياة ربما. بل بالتأكيد هذا هو الحب



         الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>