رواية الحب الاول
الفصل الثانى عشر والثالث عشر
بقلم ماري نبيل
غادر فريد المستشفى بأكملها كان الوقت لا يتعدى الثانيه عشر ظهرا فلقد كانت كل هذه الأحداث مبكرا
عاد للقصر ليجد مريم وزياد فى الحديقه يلعبون ركن سيارته وعاد للحديقه ليدخل للقصر
لقد سألت مريم مادلين عنه واخبرتها مادلين أنه غادر مبكرا
لاحظت مريم أنه متجهم الوجه ينظر لها نظره لم تفهمها ولكنها تشعر أن نظرته يشوبها انكسار غير معتادة عليه
اقترب منها كاد أن يتكلم ولكنه قرر أن يغادر مره اخرى فهو يعلم أن رامى يأخذ استراحه من العمل فى المستشفى ساعتين فى منزله ...أنه يعرف عنه الكثير لربما لانه اعتقد يوما أنه خصمه
غادر فريد القصر دون أن يتكلم مع مريم
كان رامى عاد لمنزله ليأخذ استراحه الظهيره من المستشفى ليسمع طرق على باب منزله فتح باب المنزل ليجد فريد فى وجهه رجع للخلف وشاور له بالدخول
دخل فريد وهو يشعر أنه غير مرحب به
ليجلس على الأريكة للمقابله لرامى
رامى .انا هشرب نسكافيه هعملك معايا
وبالفعل حضر المشروب الساخن وجلس قبالته ليبدء فريد بالحديث
فريد .رامى انا بعتزر على اللى صدر منى
تكلم رامى بعدم مبالاه
رامى.مش زعلان
فريد....
رامى .على فكره انا حاسس بيك
نظر له فريد بتعجب
فريد.حاسس بيا ازاى مش فاهم
ارجع رامى ظهره للخلف
رامى. من اول مره شفتك وانا قاريك وفاهم انك بتحب مريم ....على فكره قلت لها كدا كذا مره وقلت لها كمان بلاش تستفزك ....
وأكمل رامى بمشاكسه
رامى. بس بصراحه انت بتشد اللى قدامك أنه يستفزك
ضحك فريد ليكمل رامى وهو يرفع إحدى حاجبيه
رامى.قلت لها كمان تروح معاك القصر
فريد.يعنى لو مكنتش انت قلت لها كنت انا هسيبها
تعيش لوحدها عادى كدا
ضحك رامى فلقد استفزه كما أراد.... فضحك فريد بدوره فلقد فهم ما يرمى له رامى
رامى.بص يافريد نصيحه متغلطش غلطتى
عبس فريد باستفهام
ولأنهم لم يكونوا يوما اصدقاء فاختصر رامى الكلام
رامى.انا كنت بحب واحده ممكن تقول بجنون خنقتها لدرجه انها كرهتنى ....اللى عايز أقولهولك سبيلها حريتها شويه وصدقنى انا واثق أنها هتختار انك تكون معاها
نظر له فريد باستنكار
رامى.ثق فيا يافريد مريم بتحبك مريم بس محتاجه مساحه علشان تفكر وتعرف هى عايزه ايه وانا واثق أنها عايزاك وبتحبك...يعنى بلاش تجبرها على كتب الكتاب مثلا
عبس فريد مره اخرى
فريد.انت عرفت منين أنى أجبرتها على كتب الكتاب
رامى.اكيدا منها ....اهدى يافريد انا ومريم اصدقاء بس ومريم ملهاش حد تتكلم معاه ولا تاخد بنصيحته فبتلجألى ....
رجع فريد بظهره للخلف وكأنه يفكر وسأل بمنتهى التلقائيه التى لا تليق به ابدا
فريد.اعمل ايه انا احترت معاها
رامى.سيب ليها وقت تفكر بهدوء بلاش تعنفها ولا تمد ايدك عليها .....صدقنى هتندم ..حاول تكسبها هى فى أمس الحاجه لحد حنين معاها .... فاهمنى
قام فريد من مكانه
فريد .شكرا يارامى....وبجد انا اسف
قام رامى بدوره وتكلم بود
رامى.صدقنى مش زعلان منك
وشاور على قلب فريد
رامى.اصلى عيان بقلبى زيك ....يعنى فمسامحك
شاور له فريد وابتسم وغادر فى هدوء
عاد للقصر ليجد مريم تجلس مع زياد كما تركها فى الحديقه ولكنها تقرا له إحدى القصص .... من الواضح أن كلامه معها أتى بثمارها
فريد.مريم انا عايز اتكلم معاكى سيبى زياد لمادلين وتعالى معايا
دخلو بهو القصر ووقفوا وجها لوجه
تنهد فريد من اعماقه
فريد .مريم انا اسف ...اسف انى كنت قاسي معاكى امبارح واوعدك انى مش هجبرك على اى حاجه ابدا. ...انا اتصلت بالمأذون ولغيت ميعاد كتب الكتاب النهارده ......هسيبلك وقتك تفكرى براحتك لازم تكونى واثقه انى بحبك جدا بس انا فعلا مينفعش اجبرك ....فكرى....خدى وقتك ...قررى وردى عليا ...وقت ما انتى عايزه انا هستناكى العمر كله
نظرت له مريم لا تصدق ما تسمع

نظر فريد بعيد عن أعينها واكمل
فريد.كل اللى هطلبه منك بس انك تهتمى بشغلك وبزياد
لاتعلم ماتقول تشعر انها تريد أن تنتهره على ما يقوله لها ....لا تريد حريتها تريد أن يستمر فى أسرها
تحرك خطوتان فى اتجاه أن يغادر ولكنه عاد واقترب من اذنها وهمس بمشاكسه
فريد.المره الجايه اللى تكلمى فيها رامى ابقى سلمى لى عليه
رجعت للخلف برأسها ليغمز لها ويتركها ويصعد لحجرته
هل هو احمق ....لابد أنه كذلك كيف يحررها من أسره ليجعلها تأهه فى مشاعر لا تعلم ماهيتها
انها تنظر لفراغه وتشعر بانقباض فى قلبها يؤلمها لا تستطيع أن تقول له انتظر هيا نتزوج ولا تستطيع أن توافقه على أن يحررها هكذا بسهوله
ما الذى جعل هذا التنين يتراجع عن التهام فريسته .....لقد كان ينفس أمس نيران كادت أن تحرقها لشعوره فقط أنها من الممكن أن تبتعد عنه أما الان فيعطيها حريتها بمنتهى السهولة .....كادت أن تجن من افكارها
تناولت الطعام مع زياد ومادلين وأتت المربيه لتأخذ زياد وصعدت إلى غرفتها
ظلت تفكر كادت أن تجن مر الوقت وهى لاتشعر
إلى أن سمعت صوت إصطدام شئ فى باب بلكونتها فتحت لتجد فريد يسند على صور بلكونه ويلقى بحجاره صغيره على باب بلكونتها .....هل هو أصبح كالمراهقين
ابتسم فريد بهدوء
فريد.يعنى قلت آكد عليكى أن بكره شغل
ثم اكمل كلامه محاولا أن يشاكسها
فريد.انا عارف انك مش بتعرفي تصحى لوحدك تحبى اصحيكى الصبح....
هزت مريم راسها بالايجاب
فريد . وطبعا انتى يتحبى تروحى الشركه لوحدك فبراحتك يعنى هستناكى وكل واحد يروح الشركه بعربيته ايه رايك
مريم.اوكى
أعطاها قبله فى الهواء
فريد.اشوفك الصبح ...وغمز لها ودخل حجرته
يالله قلبها يدق بجنون فتح باب بلكونته مره اخرى وتكلم بسخريه ليست لاذعه
فريد.مريم متفكريش كتير ونامى
نظرت له مريم وهزت راسها بالايجاب ودخل كلاهما لغرفته
لياتى يوم جديد لربما يحمل ماهو جديد
ال23
غادرت مريم القصر لتذهب لرامى كانت غاضبه جدا من ما رأت باى حق يحضن فيولا .....هل تقول لرامى
تعلم أنه يغير وأنه قد يغضب من فيولا ولكن الآن يجب أن تعرف طبيعه العلاقه بينهم
كان رامى ينتظرها فى الحديقه المقابله لمنزلها القديم كانت مسافه كبيره من القصر ولكنها هى التى أصرت ان تأتى له
حكت له كل ماحدث ....لا تنكر أنها رأت فى عين رامى الغيره ....ولكنه قال ببرود لربما يدعى البرود
رامى.هم اصدقاء يامريم وفيولا غيرنا متنسيش أنها عاشت حياتها كلها هنا تقاليدها وعادتها غيرنا
مريم.وانت مش فارق معاك يعنى
تكلم بمشاكسه
رامى.عايزانى اروح اقتلها مثلا
مريم.مش قصدى
رامى . طالما بتحبى فريد مستنيه ايه يامريم
حكت مريم كل شىء لرامى كان مستمع جيد لن يقول لها أن فريد أتى له ولكنه قال
رامى. مريم انتى بتحبى فريد كفايه كدا تضيع وقت
مريم.وهو بقى ايه بيحبنى ولا بيحب فيولا هانم
ضحك رامى
رامى .فريد وفيولا اصدقاء زينا كدا
مريم. ياسلام ماهو كان هيجنن لما شافنى ماسكه ايدك
رامى.ماانا هتجنن أنه حضن فيولا بس فى النهايه انا عارف انهم اصدقاء وواثق أن فيولا بتحبنى بس دا ميمنعش انى هفهمها أنها لازم تحترم العادات اللى انا بقدسها
تكلمت معه كثيرا وللاسف كان الوقت أصبح متاخر
انتبهت لنفسها وحقيقتا شعرت بخوف من فريد لربما يعنفها على تأخرها .....
أصر رامى أن يوصلها للقصر بسيارته واتفق معها أنه سيحضر لها سيارتها غدا عند الشركه
أما عند فريد فهو متاكد انها ذهبت لرامى
لقد ظل يهدأ فى نفسه وبمجرد أنه علم بوصولها قرر أن يصعد لحجرته فيكفى ان اطمن عليها
دخلت مريم القصر لم تجد فريد فى انتظارها لم تتوقع هذا ابدا
توقعت أنه سيكون هناك خلاف لتاخرها مع رامى ولكن هذا لم يحدث
دخلت لحجرتها شعرت أنها ستجن من تعامله البارد أنها حقا لا تفهم نفسها فلقد كانت تشعر أنها مخنوقه من تحكمه والان ستجن من بروده
ظلت تنتظر أن تسمع طرق باب بلكونتها كما يفعل ولكنه لم يحدث فتحت بلكونتها وجدت بعض الحجاره الملقاه على الأرض لقد كان فريد يقذف بها باب بلكونتها
مسكت هذه الحجاره وقذفت باب بلكونته
لم يصدق نفسه هل تقذف باب بلكونته بالحجاره
فتح فريد لها لينظر لها بعتاب
تكره تلك النظرات والشبه بينه وبين عاصم هذا الشبه يجعلها تائهه فى مشاعرها ...لما تراه ينظر لها بعيون عاصم الان
تكلمت اولا
مريم.انا اسفه يافريد انى كلمتك بطريقه وحشه وانا خارجه من القصر
لم يصدق فريد مايسمعه هل تعتذر له
ضيق عينيه يتساءل
مريم.انا كنت متضايقه شويه
فريد. ورامى عرف يخليكى مش متضايقه؟
ببساطه هكذا يسألها عن رامى
نظرت له بحيره
فريد.ردى على سؤال يامريم رامى عرف يخليكى مش متضايقه
مريم .لا....هو
حاول أن يتكلم بلا مبالاه
فريد.عادى براحتك عايزه تقابليه مش همنعك
كادت أن تجن من بروده
مريم .تمام يافريد براحتك
فريد.بس دا ميمنعش انى اسألك ايه اللى مزعلك
نظرت أمامها للحديقه ولم ترد
مريم.....
فريد.اتضايقتى ليه يامريم لما سلمت على فيولا
نظرت له بوجنتان متلونتان
مريم.مين قالك انى زعلت لما انت حضنتها
تكلم فريد بمشاكسه
فريد.احساسى
تنهدت مريم بغضب
مريم.....
فريد.لو دا بيزعلك انا ممكن معملش كدا ....فيولا عملت حادثه وكان بقى لها تلت ايام فى المستشفى وفرحت جدا أنها بقت كويسه وبيتهى لى انتى اخدت بالك أن دراعها مكسور
نعم لقد لاحظت ذلك ولاحظت أيضا إحدى الكدمات فى وجهها....لم يقل لها رامى شئ عن الحادثه ....كل ما قاله أنهم أصبحوا معا ثانيا وان الأمور بينهم على مايرام
مريم. انا مكنتش اعرف
قال فريد بمشاكسه
فريد.غريب اوى رامى ازاى ميقولش حاجه مهمه زى دى ليكى.....
نظرت له مريم لا تعلم بما تجيب
فريد.ايه يامريم حاسك متلخبطه اوى ....على فكره انا ممكن ابقى صديق كويس اوى وبيتهى لى انتى لاحظتى انى مستمع جيد
أرادت أن تقول انها لا تريده صديق أنها تريده حبيب وزوج ولكنها لم تقل شئ
مريم....
فريد.ايه اللى محيرك يامريم
بتلقائية
مريم....انت
تسأل بتقرب
فريد.ليه طيب
مريم......
ارادت أن تقول له كيف تحولت من تنين ينفس نيران عند اقتراب أحدهم منها إلى هذا البارد المستفز ولكنها لم تقل سوا
مريم.مش فهماك
تكلم فريد وكأنه يقرا افكارها
فريد.ببساطه يامريم قررت انى اسيب ليكى حريتك يعنى لو انتى حبيتى نكون مع بعض هنتجوز بس هنتجوز بجد مش هيكون فى حاجه اسمها جواز على ورق.....حبيتى تاخدى وقتك وتفكرى براحتك.....حبيتى انك تفضلى اسيرة حبك لعاصم براحتك.....بس اللى مش براحتك فيه انك تروحى لحد غيرى(وابتسم باستفزاز)
لم تعرف مريم بما تجيب فى حقيقه الامر أنها تريد اول اختيار أنها تحبه ولكنها تريد ان تقول له أيضا أنها لن تنسى عاصم ابدا
تفاجئت عندما اكمل كلامه فلقد تأكدت أن روحها مكشوفه أمامه
فريد.مريم انا مش بقولك انسي عاصم ....انا بقولك خلى قلبك يسيطر شويه(وغمز لها بمشاكسه)
ضحكت مريم من طريقته كم هو رائع فى عيونها الان
جاد احيانا ....ربما صارم...واحيانا حنون وترى فى عيونه نظرات عاصم الحانيه... مشاكس احيانا ...خفيف الظل احيانا....ناجح فى عمله ايضا......ربما هو مختلف عن عاصم فهو ليس متهور مثله ومثلها ولكن اختلافه الان تعشقه
قررت أن تطرق لحوار أكثر اهميه فى وجهه نظرها
مريم.اتفرجت على رسوماتك
نظر لها فريد باهتمام وقال
فريد .انا اتعلمت الرسم علشانك
ضحكت مريم لقد توقعت ذلك
مريم.مانا حسيت كدا.....بس ليه فى علامه استفهام فى اخر صفحه
فريد.لانى مش عارف ايه اللى هيحصل بعد كدا
مريم .بيتهى لى انا عارفه
دخلت مريم واحضرت مجلد الرسومات وعادت به إليه
مريم.ردى عليك فى اخر رسمه يافريد
دخلت سريعا وأغلقت باب البلكونه وراءها
لقد كان اليوم التالى اجازه وهذا جيد فى وجهه نظرها لتستطيع أن تختبأ منه فى حجرتها حتى تستطيع أن تستجمع قواها بعد أن يعرف قرارها
لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا
لقراءة الجزء الاول لن تصمدي جميع الفصول كامله الفصول من هنا
