رواية المنتقبة الحسناء الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم شيماء عفيفي


 سبحان الله العظيم
رواية المنتقبة الحسناء 
بقلم شيماء عفيفي 

السابع والعشرين والثامن والعشرين

الفصل السابع والعشرون

(في مساء اليوم التالي ذهب أسعد إلى بيت عمه عبد الرحمن.)

عمه بابتسامة: "إزيك يا أسعد كيف أخبارك؟ وليه بقالك يومين مسألتش يعني؟!"

أسعد بابتسامة: "الحمد لله بخير؛ كنت بس مشغول بشوية أفكار كده هاقولك عليها بس لما يوصل علي من شغله".

نظر إلى ساعته وقال: "صحيح هو اتأخر كده ليه؟!"

عمه بحيرة: "مش عارف؛ يمكن مفيش مواصلات"..

أسعد: "يوصل بالسلامة إن شاء الله".

التفت عمه إليه ثم قال له بسعادة: "مش حسناء لبست النقاب امبارح؟!!"

نظر أسعد له بذهول قائلا: "حضرتك بتقول إيه يا عمي؟ شكلي سمعت الاسم غلط!!"

أومأ برأسه بالنفي قائلا: "لا سمعت صح؛ باقولك حسناء لبست النقاب امبارح هي ومها"..

حملق بعينيه وزاد بريقها؛ ثم هز رأسه قائلاً: "أنا مش مصدق نفسي!!"

ضحك بعفوية: "كلنا امبارح كنا زيك كده مش مصدقين لما دخلت علينا لابسة النقاب؛ بس اللي فرحني إنها لابساه عن اقتناع وعايزة ترضي ربنا وبتجاهد نفسها؛ ودي حاجة كويسة". 

أسعد بفرح عارم: "اللهم ارزقها الثبات".

غمز له عمه قائلا: "أعتقد إنك هتطير من الفرح؛ كنت على طول بتتمنى حسناء تغير لبسها"..

ضحك بعفوية ثم قال: "أنا سعيد بيها جدا؛ ونفسي أتقدم لها بأه وأتمنى توافق؛ بس خايف بصراحة من رد الفعل, إيه رأيك يا عمي ده وقت مناسب اتقدم لها ولا نستنى شوية؟!"

عمه بحيرة: "بص أنا شايف إننا نستنى لحد أما تخلص امتحانات عشان منشغلهاش بالتفكير؛ وبعد كده أنا هاتكلم معاها وآخد رأيها".

أومأ برأسه إيجابا: "اللي تشوفه يا عمي؛ طيب إيه رأيك ناخد رأي علي؛ ولا إيه؟!"

أخذ برهة من التفكير؛ ثم قال: "عادي؛ مفيش مشكلة".

طرق باب الغرفة ثم دخل مسرعا محييا واتجه نحو أسعد ومد يده وسلم عليه؛ ثم قال: "معلش اتأخرت عليك؛ المواصلات بأه".

أسعد بابتسامة: "معلش؛ الشركة بعيدة بردو عن البيت؛ الله يعينك".

زفر بضيق: "هاعمل إيه بأه؟ أكل العيش!"

ربت أسعد على كتفه قائلا: "اقعد بس كده وخد نفسك عشان جايلك في موضوع مهم".

جلس علي ثم قال في دهشة: "موضوع إيه؟! خير؟!"

أسعد بجدية: "أنا قررت استقر في مصر؛ وبافكر أعمل شركة استيراد وتصدير؛ وبصراحة كده أنا عايزك معايا في الشركة؛ لأنك هتفيدني كتير في تصدير الملابس؛ ها إيه رأيك؟!"

قال بحيرة: "هي فكرة كويسة ومضمونة الاستيراد والتصدير؛ بس اللي مش مضمون أنا؛ يا عم أنت فاكرني عندي خبرة كبيرة؟ ده أنا ميح خااااالص".

ضحك أسعد ثم قال: "يعني أنا اللي بافهم أوي؟ احنا نفتح الشركة ونساعد بعض وواحدة واحدة نتعلم مع بعض؛ وبعدين أنت مش هتشتغل عندي؛ أنت هتبقى شريك بالمجهود".

هرش رأسه وبدت الحيرة في عينيه؛ ثم نظر إلى والده قائلا: "إيه رأيك يا والدي في الموضوع ده؟!"

والده بابتسامة: "طيب أنا هاقولكم حل حلو أوي، علي يبقى شريك معاك يا أسعد؛ بس مش بالمجهود؛ لا بنص المبلغ".

نظر له علي بدهشة: "منين يا والدي؟ حضرتك عارف البير وغطاه".

والده بتساؤل: "مش أنت معاك الوديعة ولا صرفتها؟!"

أومأ برأسه قائلا: "أيوة معايا؛ بس كنت عامل حسابي اتجوز بيها".

أسعد بثقة: "بإذن الله في خلال ست شهور نكون اشتغلنا كويس وكسبنا الضعف كمان؛ بس قول يا رب واستعين بالله".

هز رأسه ثم قال: "خلاص على خيرة الله؛ أنا هادخل معاك شريك بـالمية ألف كلهم".

أسعد بسعادة: "تمام وأنا كمان هدخل بنفس المبلغ؛ يبقى كده معانا مبلغ كويس ندخل بيه السوق واحنا مطمنين".

والد علي بفرح عارم: "وكمان يا علي أسعد عايز يتقدم لحسناء؛ إيه رأيك؟!"

رفع حاجبه إلى أعلى ثم قال بفرح: "طب يا ريت؛ أسعد إنسان ملتزم ومحترم وجدع؛ وبصراحة أنا أتمنى لحسناء زوج زي أسعد؛ على الأقل هيخاف عليها ويراعيها وكمان من دمه".

أسعد بإحراج: "جزاك الله خيرا يا علي؛ كنت عارف إنك هتوافق".

علي بتريقة: "ومالك واثق أوي كده يا أبو نسب؟!"

ضحك والده ونظر إلى علي قائلاً: "أنت لحقت ترجع في كلامك ولا إيه يا علي؟!"

علي بابتسامة: "أنا باهزر يا والدي؛ شايف وشه جاب ألوان إزاي؟!"

نظر أسعد له بابتسامة: "ماشي يا خفة, بكرة تروح تخطب وافضل أتريق عليك كده".

ضحك بعفوية: "ما أنا فعلاً هاخطب اليومين دول؛ بس قول يا رب يوافقوا".

أسعد بدهشة: "ما شاء الله؛ خبر حلو أوي؛ هيوافقوا بإذن الله ما تقلقش".

تنهد بقلق: "يا رب؛ عارف مين العروسة؟!"

هز رأسه قائلا: "مين؟!"

علي بابتسامة: "فاكر البنت اللي توفيت في المسجد؟ أختها طلعت بتشتغل معايا في الشركة وبنت محترمة وملتزمة؛ حسناء راحت كلمتهم امبارح ومنتظرين ردهم"..

أسعد في دهشة: "سبحان الله! ده نصيب وبإذن الله تكون من نصيبك يا عليوة".

علي بفرح عارم: "يا رب آمين".

نظر علي لوالده؛ ثم قال باهتمام:  "أخدت رأي حسناء في الموضوع ولا لسة؟!!"

أومأ والده برأسه بالنفي قائلا: "لا مش هنتكلم معاها دلوقتي؛ نستنى لما الامتحانات تنتهي وناخد رأيها عشان ما نشغلهاش".

علي: "تمام كده؛ ربنا يسهل الأمور بإذن الله".

نهض أسعد وقال: "أنا هاقوم بأه أمشي عشان أعمل دراسة جدوى للشركة؛ وهادور على مكان كويس نفتح فيه الشركة".

عمه بابتسامة: "يا مسهل الحال يا رب؛ تمام وبلغنا أول لما تحتاج المبلغ وتستقر على مكان ويكون كمان علي استقال من الشركة".

أومأ علي برأسه إيجابا: "على خيرة الله".

أسعد: "تمام؛ يلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

علي بابتسامة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".

عمه: "في رعاية الله يا ابني؛ وعليكم السلام".

******************

(ذهب علي إلى غرفة حسناء وطرق الباب؛ وعندما فتحت له حسناء كانت ممسكة بهاتفها.)

حسناء بابتسامة: "علي وصل أهو يا زيزو".

زياد بحنين: "ده واحشني أوي؛ أما أخلص كلام معاكي ادهولي أكلمه أسلم عليه"..

حسناء بابتسامة: "ماشي,المهم أنت عامل إيه؟ طمني عليك.

زياد بفرح عارم: "فرحان جدا؛ ألف مبروك يا حبيبتي على النقاب؛ ربنا يثبتك أنتِ ومها ويسعدكم ويتقبل منكم".

تنهدت بفرح: "الحمد لله؛ عارف يا زياد أجمل قرار أخدته في حياتي إني لبست النقاب,أسأل الله الثبات".

زياد بابتسامة: "آمين يا رب".

قالت بابتسامة: "شفت عمو سعيد عمل إيه في مها امبارح؟" افتكرها حرامي وجرى وراها بالمأشة.

ضحك بصوت عالٍ: "آآآه حكتلي؛ عمي ده دمه زي العسل.

تبسمت قائلة: "أيوه فعلا".

زياد: "اديلي علي أسلم عليه وابارك له مقدما".

أمسك بالهاتف وقال في سرور: "واحشني يا روح قلبي وحياتي؛ عامل إيه؟!"

زياد بلهفة حنين: "مش أكتر مني؛ أنت اللي واحشني أوي؛ ألف مبروك مقدما؛ ربنا يسعدك ويجبر بخاطرك".

علي بامتنان: "آمين يا رب أنا وأنت وجميع المسلمين؛ ربنا يبارك فيك يا حبيبي".

زياد: "هاقفل بأه عشان أنام؛ عشان أنت عارف الشغل هنا من الفجر"..

علي بابتسامة: "ربنا يعينك ويقويك يا حبيبي؛ ماشي؛ مع السلامة".

زياد: "الله يسلمك".

بعد أن أغلق الهاتف نظر علي إلى حسناء؛ وقال في قلق: "حسناء؛ مريم ما جتش الشركة النهاردة؛ وسمعت كده تلطيش كلام إنها اتصلت بالإدارة وعايزة تقدم استقالتها؛ بصراحة قلقت أوي!!"

نظرت بقلق قائلة: "يا ترى في إيه؟! قلقتني بصراحة".

أمسكت بهاتفها:  "استنى هاتصل أشوف في إيه!"

أومأ برأسه إيجابا: "ماشي".

قالت بابتسامة بعد أن ردت عليها مريم: "السلام عليكم؛ إزيك يا مريم؟"

مريم بفرح: "وعليكم السلام؛ الحمد لله؛ إزيك يا سمسمتي أخبارك إيه؟!"

حسناء بقلق: "الحمد لله؛ قوليلي أنتِ ما رحتيش الشركة ليه النهاردة؟ وإيه حكاية الاستقالة دي؟!"

دق قلب مريم بفرح ثم قالت: "بصي يا ستي؛ بعد أما مشيتوا امبارح أنتِ ومها فضلت أبكي؛ وقلت إزاي حسناء ومها يطلعوا أجدع مني ويلبسوا النقاب وأنا بسبب الشركة مش عارفة ألبسه؟!"

قالت بدهشة: "هاااا وبعدين؟!"

استكملت كلامها بفرح: "الحمد لله؛ ربنا أكرمني زيكم ولبست النقاب".

قالت بفرح عارم: "الحمد لله؛ ألف مبروك يا حبيبتي؛ يعني احنا التلاتة لبسنا النقاب في يوم واحد أنا وأنتِ ومها؛ يا رب تقبل منا وارزقنا الثبات".

مريم بسعادة: "آمين يا رب العالمين".

قالت بتعجب: "طيب والشركة؟!!"

مريم بضيق: "قدمت استقالتي؛ "من ترك شيئا لله؛ عوضه الله أحسن منه.".

حسناء بامتنان: "صح؛ ربنا يعوضك خير؛ طيب صليتِ استخارة وفكرتوا في الموضوع أنتِ وأسرتك اللي كلمتكم فيه؟!!"

مريم بخجل: "أيوه, الحمد لله صليت ومرتاحة أوي؛ وأمي كلمت أبي وهو قال إن علي شاب كويس أوي وطيب وموافقين الحمد لله؛ حددوا معاد تيجوا فيه"..

قالت بسعادة: "أيوة كده فرحتي قلبي؛ ألف مبروك حبيبتي ربنا يتمم بخير".

استكملت كلماتها بضحكة عفوية: "علي بيشاورلي بيقولي قوليلها بكرة".

ضحكت مريم بإحراج: "خلاص تمام مفيش مشكلة؛ بابا مش بيخرج كتير أصلا وهيبقى موجود؛ طيب الساعة كام؟!!"

نظرت إلى علي وسألته: "هنروح الساعة كام يا عريس؟!"

علي بصوت خافت: "الساعة ستة".

حسناء بابتسامة: "الساعة ستة يا مريم".

مريم بفرح: "خلاص تمام؛ في انتظاركم".

حسناء بابتسامة: "بإذن الله؛ أشوفك بكرة بإذن الله؛ السلام عليكم".

مريم بسعادة: "بإذن الله يا حبيبتي؛ وعليكم السلام".

أغلقت حسناء هاتفها وقالت لعلي: "مريم استقالت من الشركة عشان لبست النقاب, لأن الشركة طبعا رافضة أي بنت تلبس النقاب".

هلل علي بفرح: "الله أكبر؛ بلا شركة بلا بتاع؛ رضا ربنا أهم".

أومأت حسناء برأسها إيجاباً: "ونعم بالله؛ روح يلا بلغ ماما وبابا المعاد عشان يحضروا نفسهم".

نهض علي سريعا ثم قال: "ربنا يخليكِ ليا يا أجمل حسناء في الدنيا".

ابتسمت قائلة: "يا رب يا أخويا".

******************

(هو ليه كل شوية بقيت أفكر فيه؟!! ليه كل شوية أفتكره واحنا صغيرين واحن لأيام الطفولة؟ لا يا حسناء اوعي تعلقي قلبك بحد غير ربنا؛ اللهم لا تعلق قلبي بأحد غيرك وارزقني الزوج الصالح التقي عاجلًا غير آجل..

تمتمت محدثة نفسها: وبعدين هو لو بيحبني زي ما مها قالتلي قبل كده؛ كان اتقدملي؛ يبقى هو بيعتبرني أخته؛ أنا زهقت من المذاكرة؛ وجاي في دماغي خاطرة جميلة أوي؛ أما افتح اكتبها على الصفحه قبل ما تطير من دماغي واقفل على طول اكمل مذاكرة.)

(فتحت صفحتها لكي تكتب ما يدور في عقلها وبدأت بالفعل تكتب)

<أوقات كتيرة ربنا بيبعتلِك رسائل

رسالة تطمنِك وتطبطب عليكِ

رسالة تلفت انتباهِك لشيء ما

رسالة تقولِك ارجعي لربك

رسالة تقولِك بلاش تظلمي نفسك

رسالة تانية تقولِك ليه ظالمة غيرك

رسالة تقولِك الظالم له نهاية

رسالة تقولِك بلاش معاصي

رسالة تقولِك فوقي بأه امتى التوبة

رسالة تقولِك ربنا بيحبك وواقف جنبك

رسالة تقولِك اثبتي على الحق ومتخفيش

رسائل ربانية كتيرة أوي؛ بس الأهم نفهم رسائل ربنا لينا وننفذها صح.>

انتهت ثم أغلقت اللاب توب وهي تتثاءب؛ ثم قالت محدثة نفسها: "أنا فصلت؛ هنام أحسن والفجر أبقى اقوم أصلي واكمل مذاكرة".

******************

(في مساء اليوم التالي في السادسة مساءً وصل أسعد واستقل علي ووالده ووالدته وحسناء السيارة لكي يذهبوا إلى بيت مريم.)

علي بامتنان: "شكرا يا أسعد إنك وافقت تيجي معانا؛ أنت عارف بأه ظروف عمك والمكان بعيد".

أسعد بتكشيرة: "بتشكرني على إيه يا ابني؟ اسكت بدل ما اضربك وتروح عند العروسة متعور".

ضحك عمه ثم قال: "بس يا ولاد بأه بطلوا نقار عاملين زي القط والفار".

زينب بابتسامة: "ربنا يخليكم لبعض يا ولاد ويوفقكم".

ابتسم أسعد وقال: "يا رب يا خالة".

كانت بجانب النافذة بالمقعد الخلفي بجانب والدتها وعلي؛ مرتدية نقابها كانت تشعر بفرح شديد؛ ظلت تنظر للطريق والأشجار وغروب الشمس؛ ثم تمتمت بصوت خافت: "يا رب ارزقني ما أتمناه في الحلال".

(بعد أن وصلوا لبيت مريم دخلت زينب وحسناء إلى غرفة مريم؛ أما الرجال كانوا جالسين بغرفة الضيوف.)

والدة صفية بفرح عارم: "نورتِ يا حجة زينب؛ شرفتينا والله

زينب بابتسامة: "ده نورك؛ ربنا يخليكِ؛ حسناء بتكلمني عليكِ كتير أوي؛ دي بتحبك أوي".

والدة صفية: "ربنا يجبر بخاطرك؛ حسناء دي حبيبة قلبي".

نظرت زينب إلى مريم التي كانت تجلس صامتة ووجهها يزداد احمرارا من كثرة الخجل؛ ثم قالت: "بسم الله ما شاء الله؛ مريم هادية وزي العسل؛ ربنا يتمم على خير يا بنتي؛ تعالي اقعدي جنبي؛ مكسوفة ليه بس؟"

ضحكت حسناء قائلة: "قومي يا عروسة؛ ما تتكسفيش.

ضحكت والدة صفية: "بكرة مريم هي اللي تعمل فيكِ كده يا حسناء".

حسناء بابتسامة: "أنا باهزر معاها يا خالة".

******************

قطع صمتهم والد صفية بابتسامة:"شرفتونا يا جماعة".

والد علي بابتسامة: "الشرف لينا احنا؛ بص احنا هندخل في الموضوع على طول؛ أنا يشرفني اطلب إيد بنتك المصون مريم لابني علي؛ إيه رأي حضرتك؟!"

اعتدل والد صفية في جلسته؛ ثم قال بفرح: "ده شيء يشرفنا؛ علي شاب ملتزم ومحترم".

ثم نظر لعلي قائلا: "أنا أهم شيء عندي يا علي تراعي ربنا في كل أمور حياتك عشان ربنا يرضى عنك".

علي بإحراج: "أهم حاجة رضا ربنا علينا؛ اللهم اجعل كل همي الآخرة".

ردد الجميع: "اللهم آمين يا رب العالمين".

(ظلوا يتنقاشون في أمور الخطبة؛ وانتهى الحوار بإرضاء جميع الأطراف.)

والد علي: "طيب نستأذنك يا حج تنادي على العروسة؛ لازم بردو العريس يشوفها ويتكلم معاها؛ وأنا وأسعد هنروح نقعد في البلكونة؛ وحضرتك اقعد معاهم".

أومأ والد مريم برأسه إيجابا: "طبعا لازم يقعد معاها رؤية شرعية ويتكلم معاها؛ هاقوم أنادي عليها".

(دخل والدها وهي بخلفه تمشي على استحياء وقلبها تتسارع دقاته بقلق وارتباك.)

والدها يشير للكرسي: "تعالي اقعدي هنا يا بنتي".

ظل علي يحني رأسه إلى الأرض؛ فقال له والد صفية: "ارفع راسك يا ابني؛ لازم تشوف مريم وتتكلم معاها".

نظر علي بإحراج قائلا:حاضر يا عمي؛ إزيك يا آنسة مريم؟

مريم بإحراج وصوت خافت: "الحمد لله".

علي بابتسامة: "مبروك النقاب؛ ربنا يعوضك خير بإذن الله".

مريم بخجل: "ربنا يبارك في حضرتك".

علي: "مش عايزة تسأليني أي سؤال؟!"

مريم بالنفي: "لا".

علي بخجل: "موافقة على زواجك مني؟!"

ظلت مريم صامتة ووجهها يزداد احمرارا؛ ثم قال والدها بابتسامة: "علامة الرضا السكوت".

قال علي بجدية: "معلش يا عمي؛ لازم أسمعها منها".

مريم بابتسامة كسوف: "موافقة".

علي بانشكاح: "الحمد لله؛ طيب موافقة على كتب الكتاب؟!"

مريم بخجل: "موافقة".

نظر علي لوالدها قائلا: "خلاص يا عمي؛ أنا قلبي كده اطمن؛ وما عنديش أي أسئلة تانية".

نظر والدها لها قائلاً: "مش عايزة تسألي علي في أي حاجة يا بنتي آخر كلام؟ فكري!"

قالت مريم بجدية وهي تنظر للأرض: "عايزة أسأله سؤال واحد؛ ممكن؟!"

نظر علي لها بقلق؛ ثم قال: "اتفضلي اسألي!!"

******************

__________________________________________

الحمدلله

سبحان الله وبحمده

الفصل الثامن والعشرون

(دارت برأسها بعض التساؤلات؛ وكان أهم سؤال منهم لماذا لم يطلق لحيته؟!! فكرت كثيراً كيف تسأله دون أن يشعر بإحراج؛ فكرت بأن تذكره بحديث نبوي عن إطلاق اللحية.)

تغلبت على خجلها قائلة: "كنت عايزة بس أذكر حضرتك بحديث رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ: "قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين".

قال مبتسماً: "صدق رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ؛ جزاكِ الله خيراً لتذكيري بالحديث".

كان يعرف جيداً هذا الحديث؛ لكنه أحب أن يشكرها لكي تذكره دائما أن يعبد ربه فتكون هي الزوجة التي تأخذ بيده وتقربه من ربه وتكون هي ضميره الحي إن غفل هو؛ ويساعدا بعضهما لينالا الجنة.

استكمل كلامه قائلا بحزن شديد: "للأسف حاولت كتير إطلاق لحيتي بس كان بيظهر فيها مرض جلدي ويلتهب ويحمر؛ اضطريت إني أحلقها كل مرة؛ لكن أنا باتعالج منها دلوقتي ومع المراهم والكريمات الحمد لله بدأت تطلع شوية أهو؛ وملاحظ إن ما بقاش فيها أي التهاب بفضل الله؛ والله المستعان".

تنهدت بارتياح ثم قالت في هدوء: "الله المستعان؛ أنا آسفة إني فهمت غلط".

علي بابتسامة:"من غير أسف ولا حاجة؛ في أي أسئلة تانية؟"

ابتسمت قائلة: "لا خلاص".

تنهد علي بقوة ونظر إلى والدها قائلا: "خلاص يا عمي؛ أنا كمان ما عنديش أي أسئلة".

والد صفية بضحكة عفوية: "الكلام هرب منك يا علي.؟"

علي بإحراج: "بعد كتب الكتاب بإذن الله أكيد هيبقى في كلام".

أشار والد صفية لابنته أن تذهب؛ ثم خرج إلى الشرفة ونادى على والد علي وأسعد؛ بعد أن جلسوا جميعا قطع صمتهم والد علي بابتسامة: "صلوا على النبي".

الجميع بصوت عالٍ: "صلوات ربي عليك يا حبيبي يا رسول الله؛ وعلى آله وأصحابه أجمعين".

استكمل والد علي كلامه: "دلوقتي حسناء عندها امتحانات كمان يومين وهتخلص كمان شهر؛ ولو عملنا الخطوبة وكتب الكتاب دلوقتي هنشغلها عن المذاكرة وهتتشغل مع علي ومريم؛ احنا طالبين من حضرتك إنهم ينزلوا يشتروا الدهب ويفضل عندكم؛ وكمان شهر بعد انتهاء امتحانات حسناء تتم الخطوبة وكتب الكتاب".

أومأ والد صفية برأسه إيجابا قائلا: "ما فيش أي مانع؛ على خيرة الله؛ واهو تكون مريم جهزت نفسها لكتب الكتاب".

أسعد بفرح عارم ينظر لعلي قائلا: "ألف مبروك يا عليوة؛ بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير"..

علي بفرح: "آمين يا رب؛ ربنا يبارك فيك يا أسعد؛ عقبالك عن قريب أوي".

رفع يده بابتسامة وقال داعياً: "يا رب آمين".

قال والد علي بفرح: "مبروك يا حبيبي".

نهض وقبل يد والده: "ربنا يبارك فيك يا والدي ويخليك ويحفظك".

والده بابتسامة: "آمين يا رب؛ نستأذن احنا بأه عشان الوقت اتأخر".

والد صفية بتكشيرة: "ليه بس ما أنتم قاعدين شوية".

علي بابتسامة: "معلش بس عشان والدي له معاد دوا دلوقتي وكمان بينام بدري".

أومأ برأسه ثم قال بابتسامة: "خلاص ماشي؛ في رعاية الله.

علي بابتسامة: "بعد إذنك يا عمي بلغ الحجة أم مريم تقول لوالدتي وحسناء يجوا عشان نمشي".

نهض والد مريم وهو يقول: "ماشي ثواني أنادي عليهم، وبلاش تقول أم مريم قدامها؛ أصلها بتحب إننا نقولها يا أم صفية".

قال والد علي بعزاء: "البقاء لله؛ ربنا يعوضكم خير، وبعدين بعد كتب الكتاب يقولها يا أمي بأه ولا إيه؟!"

والد صفية: "فعلا عندك حق".

بعد أن خرج الجميع على باب الشقة؛ والد علي بابتسامة: "في حفظ الله وأمنه؛ نشوف وشك على خير بإذن الله؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

بابتسامة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".       

******************

(بعد مرور يومين جاء موعد الامتحانات؛ كانت أول مرة تذهب حسناء ومها إلى كليتهما وهما منتقبات؛ وقفت حسناء ومها وألقوا السلام على بعض صديقاتهما؛ تعجبن كثيرا من ارتدائهما النقاب؛ منهن من باركت لهما وفرحت لهما جدا وطلبت منهما الدعاء لها بالهداية؛ ومنهن من ظهر على ملامحها التعجب والرفض؛ ومنهن من ابتسمت بمكر ومطت شفتيها بغيظ وعدم رضا وحاولت الابتعاد عنهما؛ لاحظت حسناء حركة شفتيها وابتعادها عنهما).. نظرت حسناء لمها باستغراب شديد قائلة: "شايفة يا مها زميلتنا بسمة عملت إيه؟ لوت شفايفها وبعدت عننا وما جتش تسلم علينا؛ غريبة دي كانت بمجرد لما اوصل للكلية تجري عليا وتفضل قاعدة ترغي وتهزر معايا".

نظرت إليها مها قائلة: "كبري دماغك يا سمسمة؛ اللي بيحبك بجد هيفضل جنبك على طول؛ وشفتِ صحباتنا البنات فرحوا لينا إزاي لأنهم بيحبوا لينا الخير؟ ده لدرجة إنهم طلبوا ندعي لهم إن ربنا يرزقهم ارتداء النقاب".

حسناء بابتسامة: "عندك حق؛ أنا فعلا مكبرة دماغي؛ يلا بأه روحي على لجنتك وأنا هروح أشوف لجنتي".

أوقفتها مها قائلة: "استني قولي الدعاء ده الأول قبل دخولك اللجنة؛ "رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا."

بعد أن رددت حسناء الدعاء قالت بابتسامة: "ما تنسيش يا ميهو بردو تقولي الدعاء ده قبل ما تمسكي ورقة الأسئلة؛ "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي؛ بسم الله الفتاح العليم؛ اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا."..

مها بابتسامة: "آمين يا رب العالمين؛ يلا سلام مؤقت".

(دخلت حسناء اللجنة؛ كانت مرتبكة قليلاً؛ ظلت تردد بعض الأدعية؛ وبعد قليل بدأ الامتحان؛ عندما رأت ورقة الأسئلة فرحت كثيرا؛ تمتمت محدثة نفسها: الحمد لله الامتحان سهل أوي؛ ربنا يباركلك يا بابا؛ فهمتني أنا ومها كل اللي كان واقف قدامنا؛ ثم قالت بسم الله وبدأت في حل الأسئلة؛ وبعد مرور ساعة ونصف كانت انتهت من الإجابة سلمت ورقتها وخرجت.)

تمتمت محدثة نفسها بابتسامة: "يا رب الامتحانات الجاية كلها تبقى سهلة كده..

ولم تستكمل كلماتها وإذ بها ترى زميلتها بسمة تكلم فتاة وتشير على حسناء بقرف وبطريقة مستفزة؛ لم تنتظر حسناء؛ ذهبت إليها مسرعة؛ وقالت بضيق: "بسمة لو سمحتِ عايزة أتكلم معاكي شوية".

نظرت إليها بسمة ورفعت حاجبها قائلة: "أنا ما بقفش مع الأشكال اللي زيك".

قالت التي كانت تقف مع بسمة: "عيب يا بسمة؛ إيه اللي بتقوليه ده؟!"

نهرتها بسمة قائلة: "أنتِ مالك أنتِ؛ دي تلاقيها لابسة النقاب تستخبى فيه؛ تلاقيها عاملة عملة ولا مصيبة".

(كلماتها نزلت كالصاعقة على حسناء؛ ودق قلبها بشدة وارتعش كل جسدها؛ صمتت حسناء قليلا ودعت في سرها: اللهم ألهمني رشدي وأعوذ بك من شر نفسي؛ اللهم اجعلني من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس.)

قالت حسناء بهدوء: "تعرفي يا بسمة يعني إيه كلمة قذف المحصنات الغافلات؟!!"

ردت بسمة بغضب: "لا مش عايزة أعرف!"

ردت زميلتها التي تقف معهم وقالت: "استني بس يا بسمة لما حسناء تخلص كلامها".

زفرت بملل ثم قالت: "قولي يا ستي خلصينا".

حسناء بابتسامة حزينة من وراء نقابها: "يعني الرمي بالفاحشة لمن هو بريء منها؛ حضرتك دلوقتي اتهمتيني اتهام خطير؛ طيب عندك صحة لكلامك بالاتهام ده؟!"

بسمة: "لا ما عنديش؛ بس اللي أعرفه؛ اللي تلبس النقاب فجأة كده يبقى أكيد عاملة عملة وبتستخبى فيه".

حسناء بكل هدوء: "وليه ما تقوليش إن اللي لبست النقاب دي طالبة رضا ربنا وغفرانه؟ وبعدين اللي هتلبس النقاب دي عشان ما يبقاش فجأة؛ لازم تروح لكل الناس تستأذنهم الأول إنها هتلبس النقاب؟!"

نظرت زميلة بسمة بإحراج: "بصراحة عندك حق يا حسناء".

نظرت حسناء لبسمة قائلة: "ولا كان المفروض إني آجي لحضرتك أستأذنك؟! ولا اللي بيعمل حاجة بيعملها عشان ربنا ويخلص النية في كده؟!"

بسمة بابتسامة خبيثة: "لا يا ستي من غير ما تستأذني؛ وخلاص طالما لابساه لوجه الله يبقى أنتِ ونيتك بأه"..

حسناء بابتسامة: "كلامك صح؛ كل إنسان ونيته ومحدش مطلع على نيته إلا ربنا؛ يعني ما كانش ينفع من الأول تتهميني كده".

بسمة بإحراج: "خلاص يا ستي حقك علينا؛ يمكن اتخطبتي ومش عايزة تقولي وخطيبك طلب يلبسهولك!!"

نظرت لها بتعجب قائلة: "ما ينفعش يا بسمة بنت تلبس نقاب لمجرد إنها هتتجوز وخطيبها طلب منها كده؛ اللي تلبس النقاب لازم تكون مقتنعة بيه ولابساه لوجه الله تعالى".

زميلتها بدهشة:بس في بنات كتير اتخطبوا ولبسوا النقاب.

حسناء بابتسامة: "ده شيء كويس؛ ربنا كاتب لهم الهداية فبعت لهم أزواج صالحين وبسببهم لبسوا النقاب؛ المهم النية إن البنت ما تبقاش لابسة النقاب عشان بس خطيبها أو زوجها طلب منها كده؛ لا تلبسه باقتناع وبنية إنها بترضي ربنا".

نظرت لها بسمة بتعجب قائلة: "بس على فكرة النقاب مش فرض!!"

صمتت قليلا ثم أجابت: "لو فتحتِ سورة الأحزاب وقرأتِ الآية؛ بسم الله الرحمن الرحيم؛ "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين..."؛ وقال أكثر المفسرين إن معنى الآية الأمر بتغطية الوجه؛ لأن الجلباب هو ما يوضع على الرأس؛ وقيل إن معنى الجلباب ما يستر جميع البدن".

قاطعتها بسمة قائلة: "ماشي بردو الشيخ اللي اسمه... مش فاكرة اسمه دلوقتي قال إن النقاب مستحب بس مش فرض".

تنهدت حسناء بهدوء قائلة: "أيوة في بعض العلماء قالوا إنه سنة ومستحب؛ بس أنا بأيد قول العلماء اللي قالوا إنه فرض؛ الآية موضحه نفسها، بس بردو أنا لما فكرت أرتدي النقاب دعيت ربنا وقلت يا رب إذا كنت أمرتنا بارتداء النقاب يبقى أنا نفذت أمرك؛ وإذا كان سنة فأنا باقتدي بسنة رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ وبتشبه بأمهات المؤمنين؛ فيكفيني إني أرتدي ما يليق بحفيدات عائشة وأمهات المؤمنين؛ وإذا كان فضل يبقى لست فى غنى عن فضله؛ وكمان يا بسمة أنا ارتديت النقاب عشان أحمي نفسي من أي معصية؛ لما الشيطان يوسوس لي بارتكاب أي ذنب؛ نقابي يوقفني عند حدي ويقولي ما ينفعش تشيلي ذنوب وتغضبي ربنا؛ خليكي قدوة حسنة لأخواتك في الله".

تنهدت بسمة بندم ثم قالت: "أنا آسفة يا حسناء حقك عليا؛ أنا غلطت في حقك وبصراحة أي بنت تانية كانت هتزعق جامد وترد عليا وحش؛ لكن أنتِ باحترام أخجلتيني من نفسي؛ أرجوكِ تقبلي أسفي".

حسناء بتنهيدة ارتياح: "من غير أسف يا بسمة؛ كلنا أخوات في الله؛ هاستأذنكم عشان اتأخرت على مها أوي؛ السلام عليكم".

بسمة وزمليتها: "وعليكم السلام".

ذهبت حسناء إلى مها؛ فقالت لها مها بقلق: "إيه يا بنتي؟ قلقتيني عليكِ جدا؛ اتأخرتي كده ليه؟ اوعي تكوني ما عرفتيش تجاوبي, ده عمي الله يكرمه لولا إنه فهمنا المادة دي كان زمانا معرفناش نجاوب".

أومأت حسناء برأسها إيجابا: "فعلا عندك حق؛ الامتحان كان سهل جداً الحمد لله".

مها بقلق: "أومال صوتك ماله؟"

حسناء بحزن: "هاحكيلك واحنا ماشيين".

تحركت مها ثم قالت: "طيب يلا نتوكل على الله".

(حكت لها حسناء ماذا حدث مع بسمة).. مها بابتسامة: "بسم الله ما شاء الله عليكِ يا سمسمة؛ عرفتِ تردي عليها كويس وتقنعيها كمان؛ بارك الله فيكِ؛ بس يا أروبة عرفتِ تردي كويس كده إزاي؟!"

قالت بثقة: "أول لما بسمة قالت الكلمتين بتوعها؛ دعيت ربنا في سري أن يلهمني رشدي, ودعيت الدعاء ده "اللهم اجعلني من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس""..

مها بفرح عارم: "بسم الله ما شاء الله؛ معلوماتنا بدأت تتحسن اهو".

ابتسمت وقالت: "قبل ما ألبس النقاب فضلت أبحث على النت على وجوب النقاب وكلام العلماء, واستفدت كتير أوي".

مها بابتسامة: "جدعة يا سمسمة؛ عايزة أتفق معاكي بعد الامتحانات إن شاء الله نروح نحفظ قرآن ونتعلم التجويد وكمان ناخد دروس دينية؛ إيه رأيك؟!"

هزت رأسها مؤيدة كلام مها: "يا ريت؛ خلاص بإذن الله؛ يلا وصلنا المحطة اهو؛ روحي اركبي يلا ولما توصلي طمنيني عليكِ".

مها بابتسامة: "حاضر, في رعاية الله".

تبسمت قائلة: "في حفظ الله وأمنه؛ السلام عليكم".

مها: وعليكم السلام.

******************

بعد مرور ثلاثة أيام؛ أمسك بهاتفه وضغط على زر الاتصال بعلي، بعد أن أجاب علي قال أسعد بفرح: "يا عليوة خلاص لقيت المكان؛ بكرة حضر نفسك تيجي معايا عشان نشوفه ونتفق على كل حاجة, وبإذن الله على آخر الشهر نكون فتحنا المكتب واشتغلنا"..

علي بفرح قائلاً: "هو ده الكلام؛ خلاص ماشي بإذن الله بكرة نتقابل ونروح نشوفه".

أسعد بابتسامة: "خلاص ماشي على خيرة الله".

يستكمل كلامه بقلق: "قولي يا علي؛ حسناء عاملة إيه في الامتحانات؟!!"

ضحك قائلاً: "ما تقلقش؛ حسناء بتقول إن الامتحانات سهلة أوي الحمد لله".

تنهد بارتياح قائلاً: "الحمد لله؛ بالتوفيق إن شاء الله؛ خلاص أشوفك بكرة بأه بإذن الله".

علي بابتسامة: "الله المستعان؛ السلام عليكم".

- وعليكم السلام.

******************

أخيرا انتهت الامتحانات على خير؛ قرر وقتئذ والدها أن يُفاتحها في موضوع زواجها من أسعد؛ نادى عليها وبعد أن دخلت الغرفة وتساؤلات الحيرة تظهر على ملامحها؛ قالت بحيرة: "خير يا بابا؟ عايزني في إيه؟!!"

ابتسم وقال: "خير بإذن الله؛ بصي يا بنتي؛ أنتِ متقدم لكِ عريس وبصراحة أنا ووالدتك وعلي شايفين إنه عريس مناسب جدا وكويس وملتزم وابن ناس"..

قالت في دهشة: "وكمان ماما وعلي عارفين؟! العريس ده جه امتى وإزاي أنا ما اعرفش؟!!"

والدها بابتسامة: "هو طلب إيدك قبل الامتحانات؛ وأنا طلبت منه ينتظر بعد امتحاناتك عشان ماشغلكيش بالتفكير؛ واهو خلصتِ؛ وفكري براحتك يا بنتي ماحدش يقدر يغصبك على حاجة؛ القرار الأول والأخير لكِ أنتِ"..

رفعت حاجبها قائلة: "ماشي, بس هو مين العريس؟!!"

نظر إليها مبتسما: "أسعد ابن عمك".

اتسعت عيناها كأنها أصيبت بصدمة؛ سألت بدهشة: "أسعد؟!!"

أومأ برأسه إيجابا: "أيوه يا بنتي؛ أسعد شاب ملتزم ومتدين ومحترم وجدع ومكافح؛ أهم شيء يا بنتي تعرفي تختاري الزوج الصالح".

هزت رأسها قائلة:"ربنا يسهل؛ هافكر وأرد على حضرتك.

قال بجدية: "صلي استخارة الأول؛ وفكري براحتك خالص؛ ومنتظر ردك".

نهضت حسناء وما زالت علامات الدهشة على وجهها؛ ثم قالت: "حاضر هاصلي؛ عن إذنك".

يوقفها والدها قائلا: "أنا اتصلت بوالد مريم واتفقت معاه على كل حاجة؛ بإذن الله الأسبوع الجاي يوم الخميس خطوبة علي وكتب كتابه؛ وهتبقى حفلة على الضيق كده في قاعة المسجد".

حسناء بابتسامة: "ألف مبروك؛ علي قالي من شوية؛ واتصلت بمريم واتفقنا بكرة بإذن الله هانزل أنا ومها ومريم عشان نشتري شوية حاجات لزوم الخطوبة".

ابتسم والدها ومد يده إليها قائلا: "ماشي يا بنتي؛ خدي الفلوس دي خليها معاكي عشان لو احتجتِ حاجة"..

ردت بكسوف: "معايا يا بابا فلوس".

والدها بتكشيرة: "عارف إن معاكي؛ بس خدي دول كمان عليهم".

حسناء بابتسامة مدت يدها وأخذتهم؛ ثم قالت بامتنان: "شكراً يا بابا؛ عن إذنك".

والدها بسعادة: "اتفضلي حبيبتي".

******************

أمسكت بهاتفها تتصل بمها؛ مها بدهشة: "سمسمة؟! بتتصلي تاني ليه؟ نسيتِ تقولي حاجة ولا إيه؟!"

حسناء وما زالت في صدمة ترد قائلة: "آه في حاجة حصلت من شوية كان لازم تعرفي".

مها بتعجب: "خير حبيبتي؟!!"

اغرورقت عيناها بالدموع من شدة فرحتها: "أسعد عايز يخطبني يا مها!!"

قالت في ذهول: "الله أكبر؛ مش قلتلك قبل كده شكله بيحبك وما صدقتنيش؟ ده أجمل خبر سمعته؛ طيب وأنتِ رديتي عليهم ولا لسة؟!!"

شعرت بدوار وأمسكت رأسها ثم قالت: "هاصلي استخارة الأول وهارد على بابا".

مها بسعادة: "خلاص تمام؛ بإذن الله خير".

أغمضت عينيها قائلة: "يلا عايزة حاجة؟! هاصلي استخارة وبعدين هاروح أنام عيني بتغمض أصلًا".

تبسمت قائلة: "نوم الهنا حبيبتي؛ مع السلامة".

حسناء: "الله يسلمك".

وقفت تصلي صلاة استخارة وبعد أن انتهت سجدت لله سجدة شكر؛ أطالت في سجدتها؛ ظلت تدعو ربها وتشكره على تحقيق حلمها؛ ثم ارتمت على سريرها في سعادة وظلت تفكر بأسعد إلى أن غفت عيناها؛ ثم غطت في النوم.)

******************


            الفصل التاسع والعشرون من عنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>