رواية الوحش والنمرة الفصل الحادى والعشرون والثانى والعشرون والثالث والعشرون بقلم داليا السيد

 

رواية: الوحش والنمرة

الفصل الحادى والعشرون والثانى وتلعشرون والثالث والعشرون

بقلم داليا السيد



الفصل الواحد والعشرين

مرض. هدنه

انتهي الطبيب من الكشف وقال " التهاب بالحلق بالطبع هو سبب الحرارة انا اعطيته ابرة لتخفضها سأكتب له علي مضاد ابر لتكون اسرع هل هناك احد يعطيها له " 

هزت رأسها وقالت " نعم هناك ممرضه مع الحاجه " 

" حسنا هو بحاجه للراحة يومين علي الاقل هذا باقي الدواء ارجو المحافظة علي المواعيد " " حاضر " 

انصرف الطبيب وعادت اليه جلست بجانبه كان نائما لامست وجهه بيدها هل يمكن ان ينهار وحشها هكذا وهى ماذا تريد ان تفعل ابعدت يدها وقامت لتبتعد ولكنها عادت ونظرت اليه .. لماذا لا تكرهه الان لماذا تخاف عليه كيف قلقت هكذا من اجله بالتأكيد لأنه زوجها ولابد ان تثبت له انها افضل مما ظن فيها وانها ليست مجرد فتاه اشتراها بأمواله وانما هى امرأة وزوجه وتعلم ما لها وما عليها لذا لن تتركه...هكذا اقتنعت نفسها..

سهرت بجانبه تضع له الكمادات حتي اطمأنت علي حرارته كان النهار قد بزغ اخذت حمام وطلبت افطار خاص له وما ان وصل الافطار حتي فتح عيونه نظرت اليه شعر بصداع والم في جسده وحلقه حاول ان ينهض فاتجهت اليه وساعدته ووضعت الوسادات خلفه تراجعت فنظر اليها 

اخفضت عيونها نظر الي الدواء الذي بجانبه فقال " ماذا حدث ؟"

 قربت مائدة الطعام وقالت " حرارتك ارتفعت جدا لدرجه انك كنت تهذي احضرت الطبيب وها انت افضل.. " 

لاحظ الكمادات التي بجانب الفراش وادرك انها سهرت بجانبه من عيونها التى احاطتها الهالات السوداء لم ينكر سعادته لأنها اهتمت لأمره واصبح حائر اكثر فى امرها تتمرد عليه وتراعيه ترفضه وتمرضه اى امرأة انتى ليتنى اعرف...

جلست علي طرف الفراش وقالت " لابد ان تتناول الطعام كي تأخذ الدواء ساعدته في الطعام واعطته الدواء ثم نادت علي الممرضة وطلبت منها ان تعطيه الابرة ففعلت في وجودها ثم ساعدته علي العودة للنوم مرة اخري وهو بالفعل لم يقو على اى حوارات...

اعتذرت لأختها عن الذهاب معها بسبب مرضه وتركتها تذهب وحدها واطمأنت علي جيلان هانم دون ان تخبرها بمرضه كما امرت الممرضة الا تخبرها 

اخذت حمام وغيرت ملابسها وللأسف مازالت الكدمات واضحه في جسمها ولكن ماذا عساها تفعل ليست المشكلة فى الكدمات الظاهرة المشكلة فى الم قلبها هل يمكنها ان تنسي ما فعله بها وقسوته معها كيف ولكن ها هى نست ووقفت بجانبه وقت مرضه. ولكنها كان لابد ان تفعل نعم هى خلقت هكذا تقابل السيئة بالحسنة .. 

علي مساء اليوم بدء يفيق بعد ان حافظت علي مواعيد الدواء كان سعيد من تصرفها معه كان من الطبيعي ان تتركه ولا تهتم به خاصه بعد كل ما فعله بها ولكنها لم تفعل وسهرت بجانبه. لم يعد يفهمها حقا ولكنه سعيد وربما مازالت كلمات مي ترن فى اذنه ...ذهب ليطمئن علي والدته ثم عاد واتصل بفتحي ليراجع عمله ...

احضرت نادية العشاء اعدت المائدة وعندما انتهي عاد فقالت " العشاء.."

 جلس امامها وقال " تبدين مرهقه " 

كانت بالفعل كذلك فهي لم تنم فقالت " لا تحاول ان توهمني ان امرى يهمك "

 توقف عن تناول الطعام وقال " هل نتوقف عن ذلك ؟" نظرت اليه وقالت " عن ماذا ؟ " " تلك الحرب التي بيننا دعينا نحصل علي هدنه يتراجع فيها كلا منا عن افعاله ربما نهدئ " 

ابعدت عيونها عنه فقام اشعل سيجارة فقالت " هل تعتقد ان ذلك بالأمر السهل او اني يمكن ان انسي ما فعلته بي او..." 

قاطعها " تعلمين انكى كنتي السبب وانكى تستحقين ما فعلته..." اوقفته نظرتها فابعد عيونه وقال " حسنا دعينا نوقف كل ذلك اختك بحاجه اليكى فانتبهى لها حتي يتم زفافها وانا عملي بحاجه الي واعدك ان ابتعد بالقدر الذى يمنعنا من اثارة اى حرب اخرى بيننا ولكن عليكى ان تتوقفى عن عندك واثارة غضبى "

قالت " من الواضح انك استمتعت معها لذلك عفوت عنى " 

ضاقت عيونه ولم يفهم فقال " معها من لا افهم " قالت بجرأة " تلك التى سافرت معها " 

ضحك وقال " اه اراكى تذكرين " 

قالت بضيق " هل تنسي الخيانة تستبيح لنفسك الخيانة وغضبت لأنى فقط تحدثت مع الطبيب اى هدنه التى تريدها وانت تخونني "

 اندهش انها تهتم اشعل سيجارته وقال "أغضبك الامر ؟" 

ارتبكت وقالت " كرامتي " اقترب منها ومال عليها وقال " فقط ؟ " نظرت اليه بغضب فضحك مما زاد غضبها " انت..ماذا تقصد انا لن اقبل بذلك "

 مرر يده على وجهها  فأبعدت يده فقال " تقبلي بماذا ؟" 

لم ترد فهمس " لم اخونك " سعادة تلك التى شعرت بها بالتأكيد ثم تراجعت بالتأكيد يكذب لن يعترف بالطبع. نظرت اليه كان قريب منها وعيونه تنظر لعيونها ثم شفتيها تمنى لو قبض عليها كعادته ولكنه تراجع ابعدت وجهها واندهشت منه ومن تغيره 

سمعته يكمل " هل نعود للهدنه تكفى عن شراستك فاكف عن وحشيتي ما رأيك ؟"

 لم ترد فنظر اليها اخفضت عيونها ثم هزت رأسها بالموافقة فهى لا تستمتع بتلك الحياة المؤلمة والمهينة ولكن لم تكن ترغب فى مجرد هدنه ولكن شيء اخر.. عادت ورفعت رأسها وقالت "هل لى بطلب ؟ "

 نظر اليها وتساءل " ماذا ؟ "

 اخفضت عيونها وقالت " اعلم انك لن توافق ولكنى لم اعد اتحمل انا فقط انتظر حتي شفاء والدتك وربما لا انكر انى انتظر زواج اختي ثم...ثم اريد الطلاق " 

حدق فيها ثم ابتعد يفكر لا يمكن ان ترحل ليس الان بعد ان بدء يظن انه لا يمكن ان يعيش بدون وجودها ولكنه يعلم ان ما فعله بها هو سبب رغبتها... حاول الا يغضب كما اعتاد لان الغضب الان لم يعد له مجال...لا مجال لادهم الوحش لان نمرته تكاد تهرب من كهفه 

تراجع ثم قال " ظننت انكى وافقتى على الهدنه لا ان تطلبي الطلاق "

 حدق فى عيونها قليلا فقالت " لم يعد من الممكن ان اعيش مثل تلك الحياه المهينة والمؤلمة لم اعد اتحمل انا اقاوم وانت لا تتوقف وانا تعبت "

 لا يعلم لماذا تألم من كلماتها. اطفأ السيجارة ثم قال "هلا تؤجلين الامر لما بعد زواج اختك سأفكر في الموضوع واذا كنتي تصرى..." 

ولم يكمل لم يعد يجد اى كلمات وربما تفضحه عيونه وتنطق بما يجول بذهنه لذا تحرك خارجا من الغرفة وهو لا يعلم ما هي مشاعره ولماذا لم يثور ويرغمها علي التراجع وهل يوافق علي الطلاق هل يريد ذلك أسئلة كثيرة دارت بذهنه وهي ايضا لم تعلم كيف تركها دون ان يعنفها او يثور عليها ربما عاد لضميره وادرك ما كان يفعله بها. بينما لم تعلم هى ماذا يدور بداخلها ولكنها قالت ما املاه عليها عقلها لن تتحمله حتى ولو تعارض ذلك مع قلبها....


الفصل الثانى والعشرين

حفل

لم تراه فى تلك الليلة فقد نامت من التعب بينما امضي ليلته كلها بالمكتب ربما يقنع نفسه بان العمل يشغله ولكن ذهنه كان غائب عن الواقع ولكنه استسلم الى ان الهدنه ربما تغير الشرخ الذى اصاب علاقتهم وتجعلها تتراجع عن الطلاق ولكن لماذا يريد ذلك لماذا لا يريد الطلاق لماذا يريدها ولكن دون الم او غصب او تجريح ما الذي اصابه.... 

فى الصباح تناولوا جميعا الافطار نظرات صامته تبادلها  الاثنان هى احتارت فى تغييره لقد كانت تظن انه سيكمل ما بداه قبل السفر وسيظل يعذبها ولكن ها هو يطلب هدنه فما الذى يعنيه بذلك وهل سيوافق على الطلاق ولكن المهم هل هى تريد فعلا الطلاق ؟؟ 

اكتفى كلا منهما بالهدنة ولم يتواجها مرة اخرى فى اليوم التالى اخبرها انهم مدعويين على حفل اعده احد رجال الاعمال اندهشت من انه سيأخذها معه... استعدت للحفل وانتقت افضل ما عندها وصففت شعرها افضل من اى كوافير ووضعت ميك اب اظهر جمال عيونها الزرقاء كانت سعيدة لأنه سيأخذها معه ربما سيعاملها كزوجته.

 وصل متأخرا ولكنه دخل لوالدته اولا ثم اتجه الى غرفتهم خلع جاكتته وهو يدخل وفك ربطة عنقه وما ان دخل غرفتهم حتى رآها وهى تقف امام المرآه بدت امامه فاتنه بفستانها الفضي المفتوح وطويل يغطى ساقيها ولكنه يحدد كل جسدها فيظهر قوامها الملفوف حدق فيها بشعرها المتأرجح على كتفيها تأملها وشعر انه يريد ان يتجه اليها ويجذبها الي احضانه ان انوثتها تثيره حقا هو يدرك انها جميله ولكنها اليوم تبدو كالقمر ليلة اكتماله تبرق بضي فضي لون فستانها الذى اضفي بريق مثير لعيونها التى غرق في لونها كمن يغرق بالبحر العالي وبين الامواج يصارع للنجاة ..

انتبهت اليه فقالت "انت تأخرت وانا استعديت " 

افاق من شروده وتحكم فى رغبته الرجولية فيها كامرأة تضج بالأنوثة لن يخرق الهدنه... تحرك اليها ووقف امامها وقال " استطيع ان ارى ذلك "

 نظرت اليه وقالت " الن تجهز ؟ "

 كانت نظراته النارية اليها تخيفها ولكن اندهشت لأنه تركها واتجه الى غرفة ملابسه ليبتعد من نار جمالها الذى كاد يحرقه.. وانتقى ملابسه وارتداها وهو الاخر يفكر في تلك الهدنه وهل يمكن ان تنجح ؟....هى الاخرى تأملته بعد ان انتهى كانت تعلم انه وسيم ولكن اليوم كان اكثر من ذي قبل واخيرا انطلق الاثنان فى صمت ..

كانت الحفل بإحدى الفيلات الصغيرة ولكن تدل على ثراء اصحابها تعلقت بذراعه وهما يدخلان كانت سعيده بوجودها معه ورغم انه يعتبر اول حفل تحضره معه الا انها كانت تتحرك بثقه ربما نابعه من انها تعلم زوجة من هى.. 

تعرفت على الكثيرين وهى معه وعلى زوجاتهم واندمجت معهن ولم تنتبه الى انه ابتعد عنها شعرت بالتعب وبصداع ورغبه في الرحيل فالضغوط كانت كثيرة الايام الماضية ومرضه الذى ارهقها.. وهى ايضا تريد ان ترتاح وتستمتع بالهدنة فنظرت حولها تبحث عنه لتخبره ولكنها لم تجده نظرت الى الحديقة حيث هيأ لها انها رأته فتحركت بعيدا الى مكان لم يكن به احد

 وهناك سمعت صوت تعرفه يقول " ما هذا الجمال الذى اراه لو كنت رأيت هذا الجمال من قبل لما تركته "

 كانت تعلم انه ياسين استدارت لتعود ولكنه وقف امامها وقال بوقاحه " لم العجلة يمكننا تقضيه بعض الوقت الجميل سويا "

 نظرت اليه وقالت بغضب " انت مجنون ابتعد عن طريقى " 

ولكنه لم يفعل وقال " الست حبيبك الاول والحب الاول لا ينسى انا نادم على ان ضيعتك هيا عودى الى وانا اعدك ان أمتعك اكثر من زوجك الذى ... " 

ولكنه لم يكمل حيث صفعته على وجهه وقالت " ايها الجبان انا لا يمكن ان افكر فى ندل مثلك حبى لك كان وهم لا احب ان اتذكره ليتنى املك ان امحيه من ذكرياتي "

 كادت تبتعد ولكنه سد طريقها وقال وكأنها لم تصفعه على وجهه منذ لحظه " ولكنى احبك واريدك "

 قالت " وانا اكرهك انا لست تلك المرأة التى تخون زوجها والان ابتعد من امامى والا صرخت ولا اعلم ماذا سيحدث لو ادهم عرف بما فعلته معى .." 

ولكنه لم يبتعد وانما زاد قربا منها وهى تتراجع حتى اصطدمت بشيء صلب ادركت انها شجرة. اقترب منها وقال " هل تظنى انى اخافه انتى لا تعرفيني اذن انا اريدك واعتدت على ان احصل على ما اريد "

 صدته بذراعيها ولكنه امسك ذراعيها بقوة وقال " لولا المكان لما نجيتي من احضانى " بصقت علي وجهه وقالت بقوة " انت كلب جبان ابتعد عنى " 

كاد يقرب وجهه منها اكثر وهى تفكر كيف تبعده فهى لن تستسلم ابدا لندل مثله....ولكن  فجأة رات قبضه تتوجه الى وجه ياسين ففلتت من ذراعه وتراجع هو من قوة القبضة ورأت ادهم وهو يتقدم اليه ويلكمه لكمه تلو الاخرى واخيرا بدأ الموجودين يشعرون بما يحدث ولكنها لم تتحرك وهى تراه يؤدب ذلك الجبان ويلقنه درسا لن ينساه 

واخيرا جذبه احدهم من فوق ياسين وادهم لا يريد ان يتراجع وهو يسبه بالشتائم...ورأت جاسمين وهى تندفع تجاه زوجها...

بينما قال ادهم " اذا مسستها مرة اخرى او حتى فكرت فلا اعلم ماذا يمكننى ان افعل بك هل تفهم " 

ثم التفت اليها وامسك يدها وجذبها الى الخارج دون اهتمام بما اخلفه وراءه من حيره عند البعض واعجاب او غضب عند البعض الاخر واتجه الى سيارته اركبها وركب وقاد فى غضب لا يمكن وصفه 

لم تعرف بماذا يمكن ان يكون فهم او رأى لذا كان عليها ان تشرح له ما حدث فقالت " ادهم هلا تسمعنى " 

لم يرد عليها فقالت " هلا تقف وتسمعني انا لم افعل شيء انا ذهبت ابحث عنك فلم اجدك وهو..." 

اوقف السيارة بقوة ونظر اليها والغضب بعيونه وقال " اذا كان حبيبك وتريدينه فلماذا تركتيه لماذا لم تكملي معه ولم ادعيت البراءة بالتأكيد جاسمين على حق من انكى ربما تريدين استعادته  " 

غضبت هى الاخرى وقالت " جاسمين ؟ انها كاذبه بالطبع. انه ليس حبيبي ولن يكون انا اكرهه انه ماضي انتهي منذ ان عرفت انه ندل وجبان..."

 قاطعها بغضب " لا ارى انه انتهى فقد ذهبتي اليه " قالت " لا لم افعل اخبرتك انه هو الذى اتى ورائي ثم اننى لم اكن اعلم بوجوده .. انا لم افعل اى شيء "

 قال " هل مطلوب منى ان اصدق " 

حدقت فيه وقالت " تصدق جاسمين اذن ؟ بالطبع لابد ان تصدقني انا لا اكذب ليس هناك ما يجعلني اكذب فانا لم افعل اى شيء خطأ " 

امسكها من ذراعها وقال " وهل وجودك معه فى هذا المكان ليس خطأ وجوده بقربك هكذا ليس خطأ ان يوشك على تقبيلك ليس خطأ اين الخطأ عندك اذن اسمعى انا لن اسمح لكى ان تشوهي اسمى وسمعتي انا لن اقبل ذلك ولم تخلق بعد المرأة التى تطعن ادهم البحراوي فى شرفه واذا فكرتي انه يمكنكى ان تفعلي ذلك وتظني انى لن اعرف فانتي تحلمين فانا لن اقبل حتى ان تفكرى في خيانتي سأقتلك قبل ان تفكرى فيها "... 

للمرة الثانية تفقد نفسها وبكل قوتها تصفعه على وجهه ولكنه هذه المرة امسك يدها ونظر اليها والغضب يتطاير من عيونه وواجهته بعيون قويه وخلصت يدها من قبضته وهى تقول 

" اخرس..انا اشرف منك هل ظننتني مثل تلك النساء اللاتي تعرفهن ؟لا انا لن ولم اكن مثلهم الى هنا وانتهى كل شيء لن استمر معك طلقني لا يمكننى ان ابقي معك يوما واحدا بعد الان انا كل يوم ازداد كرها لك طلقني  " 

حدق فيها ثم قال بنفس الغضب " طلاق. وهل ظننتى اننى سأطلقك من اجل ان تعودى اليه اذن انتى تحلمين لن افعلها ستظلين حبيستي الى الابد

ربما يتسلل الحب متخفيا الى قلوبنا فلا نشعر به والاغرب اننا دائما ما نقع فرائس له ونتقبل طعناته بل ونتلذذ بها رغم المها وعندما نفيق وندرك مشاعرنا وان الحب قتلنا لا نملك الا ان نسامح ونغفر وننسي آلامنا 

كانت تحاول ان تكون اقوى مما كانت تشعر فقالت " لا لن افعل انا لست تلك المرأة الضعيفة التى تتحمل الاهانات والمعاملات البذيئة انا لن ابقى هل تفهم لن ابقي مهما كان الثمن " 

وفتحت باب السيارة ونزلت... انطلقت تجرى وسط ظلام الليل ولم يكن هناك احد فى ذاك الوقت المتأخر الذى قارب الفجر... ظلت تجرى والدموع تمحى الرؤيا من حولها ولم تلحظ تلك الحجر الكبيرة التي كانت تعترض طريقها فاصطدمت رجلها به بقوة فصرخت من الالم وشعرت برجلها تلتوى وتفقد توازنها وتسقط وهى تمسك قدماها وتتلوي من الالم.. 

كان قد وصل اليها رأى ما اصابها ورأى الدم ينزف من ساقها فاتجه اليها لينظر الي ساقها وركع بجانبها ولكنها صرخت فيه " ابتعد عنى لا تلمسنى انا لا اريدك لا اريدك انا اكرهك انت وحش كرية وانا لم اعد اريد ان ابقي معك طلقني طلقني.." 

ظلت تضرب فيه بذراعيها وهى تصرخ بشكل هستيري فاضطر الي ان يضربها علي وجهها لتتوقف ولكنها فقدت الوعى نظر اليها خبط على وجهها فوجدها لا تفيق حملها واسرع بها الى السيارة واتجه الى اقرب مشفى 



الفصل الثالث والعشرين 

براءة 

وقف فتحي بجانبه فى المشفى وقال " علي الذى يتولى مراقبة المدام اخبرنى بما حدث بالحفل " 

نظر اليه ولم يرد فقال فتحي وهو يمنحه هاتفه " هذا الفيديو لك " 

اخذ الفيديو ورأى ما دار بينها وبين ياسين فادرك انها كانت صادقه.. فى كل مرة تهزمه ويكون هو الظالم الى متى سيظل يفعل بها ما يفعل ... كان يعلم ان غيرته هى التى اغضبته لم يتحمل قرب ذلك الرجل او غيره منها هى ملكه هو فقط نعم لابد ان تعلم ذلك. ولكن هى لا تستحق تلك المعاملة لقد عاهد نفسه الا يؤلمها فلماذا الان.. 

اعاد لفتحي الهاتف وقال " احترس من ياسين لن يتركنا " هز فتحي رأسه ولم يرد

خرج الطبيب فاتجه اليه وقال " هل هى بخير ؟ " 

" ساقها اصيبت بشدة جرح عميق خمس غرز داخل وخارج والتواء في القدم " مرر يده بشعره وقال " العلاج ؟ " 

" الراحة علي الاقل اسبوع لا تقف عليها..."

 " حسنا هل يمكن ان نذهب " هز الطبيب رأسه بالنفي وقال " لا لا يمكن انها مصابه بانهيار عصبي انهارت بشكل صعب وانا اعطيتها مهدئ لن تفيق قبل الصباح ربما اذا تحسنت يمكنها ان تخرج واذا لم تتحسن ربما تحتاج لطبيب نفسي او على الاقل لا تتعرض لضغوط نفسيه اخرى " لم يعرف بماذا يرد فانصرف الطبيب فى صمت...اغمض عيونه ولم يعرف ماذا يمكنه ان يفعل 

الحنان ليس كلمه تقال ولا سلعه تشترى...الحنان داخل الانسان ينمو ويزداد ليصبح كالجوهرة...ولكن من اين تأتى الجواهر فهى من باطن الارض تستخرج قبل ان تباع او تشترى...فيا من تفتقد الحنان...نقب عنه تحت هموم الدنيا قبل ان تجده بعد ان يواريك الثرى... 

شعر بان قلبه يؤلمه ليس الم المرض وانما الم من نوع اخر ربما الم الذنب عما فعله ويفعله معها.. كلما حاول ان يوقف الحرب معها تعود وتشتعل هل يكرهها الى هذا الحد لا هو يعلم انه لم يعد يكرهها بل انه لم يكرهها بأى يوم ولكن هو يعلم انها تكرهه وكل يوم يزداد كرهها له...ولكن هو لا ان الكره الذى وهم نفسه به مجرد ستار يخفى وراءه مشاعر اخرى لا يعترف بها هى المشاعر التى جعلته يتزوجها ويأخذها غصبا مشاعر جعلته يضعف امام انوثتها ولكن يأبى ان يعترف بضعفه فيلقي باللوم عليها ترى ايهما اصدق الرغبة ام الكره ... واذا كان يكرهها لماذا الان يتقطع عليها ويتألم الانه هو السبب ام ان هناك اسباب اخرى وربما ليست حتى الرغبة ...

رآها تنام فى سلام وعيونها الجميلة التى ابهرته مغلقه ترى ماذا ترى الان فى احلامها مرر يده على وجنتها ومرت ذكرياته القريبة والقليلة لها معه امام عيونه حاول ان يمحيها ويتذكر سمر ولكن لم يستطع جلس امامها علي المقعد وهو يحاول ان يفكر في هذه الزيجة التى ورط نفسه فيها. ثم عندما تعود بالتأكيد ستتمسك بالطلاق فهل سيقبل....

شعر بيد توقظه وتعيده الى الحياه عندما فتح عيونه رأى الممرضة اعتدل علي الكرسي ونظر اليها كانت مازالت نائمه قال وهو يعدل شعره جاكتته " لم تستيقظ " 

تحركت الممرضة تجاهها وقالت " ليس بعد يا فندم " كاد يخرج لولا ان رآها تفتح عيونها فعاد واقترب ودقات قلبه تجعله يلعن نفسه على انها تدق بهذا الشكل..

فتحت عيونها بصعوبة. الصداع يدق رأسها والم ساقها بدأت تستعيد ما حدث فتحت عيونها فرأته يقف امامها فأشاحت بوجهها كانت تريد ان تصرخ به وتطرده ولكنها رأت الممرضة التي دفعت بالحقنة فى المحلول المعلق بيدها وهى تقول " حمد الله علي السلامة مدام " 

قالت بضعف " شكرا "

 خرجت الفتاه فجلس مرة اخرى امامها وقال " هل انتى بخير ؟ "

 لم ترد فعاد يقول " ريم.. اريد ان.." تمنى لو يستطيع ان يجعل لسانه يعتذر ولكنه لم يعتاد على ذلك لذا تراجع فى كرسيه وقال " اريد ان اعلم ما اذا كنت افضل الان فنعود للبيت " 

قالت دون ان تنظر اليه " لن اعود معك "

 قام وتحرك بالغرفة وقال " لا يمكن ان تفعلي هل نسيتى ماما واختك و.."

 قاطعته وهى تواجهه بقوة واهنه " لم يعد يهمنى احد لن اعود الى هنا وانتهى كل شىء ثم اننى لن اقبل على كرامتي ان اتهم بالخيانة لن اقبل " 

جلس علي طرف الفراش امامها فأشاحت بوجهها بعيدا وقال " لقد عرفت كل شيء وعرفت انكى بريئة هلا تهدأي الان " 

نظرت اليه وقالت بدموع المته " تأخرت "

 قال بنبرة مختلفة " لا لم أتأخر سنعود للمنزل انتى لا يمكنكى تغيير الواقع انتى زوجتى " 

قالت ببكاء منعته كثيرا ولكن لم تعد تستطيع " تقصد سجينتك او عبدتك لا انا لا اريد تلك الحياه لا اريدها ليتنى مت اليوم بدلا من ان تجرح قدمى " 

رفع يده ليمسح دموعها ويربت عليها ولكن لم يجرؤ قام مبتعدا وقال " ستعودين انتى تعلمين ان حياة زوج اختك ومصير اختك بيدى لابد ان تعودى من اجلهم " 

نظرت اليه وقالت " انت ايه ؟ اليس لديك قلب او احساس انا لا اعرف كيف وافقت وتزوجتك انت كل يوم تثبت انك وحش بدون قلب انا لم اعد اريد كهفك الذى تحبسني به اخرجنى من حياتك ..."

 وابعدت عيونها عنه اتجه اليها لم يعد يتحمل ما يراه انحنى عليها وقال " اعلم انكى تكرهيني ولكن انا الان لا اهددك من اجل ان ترضخي لطلباتي وانما افعل ذلك لتعودي لبيتك بيتك وليس كهفي... ريم انتى لا مكان لكى الان سواه من اجل امى واختك بل من اجلك انتى. سأبتعد عنكى ربما انتى بحاجه لذلك ولكن لن اتركك ولن اطلقك قبل ان تعودى الى صحتك.."

 نظرت لعيونه وظنت انها رأت نظرة رجاء.. اغمضت عيونها هى تعلم ان احلام اختها بيد ذلك الرجل وان ليس لها مورد رزق وديونها و... 

سمعته يكمل " لا مجال للعند الان انتى متعبه وقدمك مصابه فالي اين تذهبين فكرى بعقلك وانا واثق انكى ستوافقين وترجعين " 

كانت تعلم انه علي حق ليس لها مكان سوى ذلك الكهف...السجن...القصر الذى تتمناه اى فتاه الا هى اذا تركته الان من اين ستعيش لم يعد لها مورد رزق وهو لن يتركها واختها وزواجها. 

سمعته يقول " عندما تشعرين بالرغبة فى الذهاب اخبريني ..." وشعرت به يخرج فتحت عيونها والدموع اخيرا لا تتوقف....

فكرت كثيرا لماذا تتحمل كل ذلك. فى البداية كانت مشاكلها المادية وبجانبها انبهارها بشخصيته وربما اعجابها به. ولكن بعد ذلك اصبح الامر حرب كلا منهما يحاول استخدام اقوى الاسلحة ولكن فى كل مرة تنهزم امام قوته وسطوته...ولكن الان لماذا ستستمر هل لأنها بالفعل ليس لها مكان اخر ؟؟

 ام لديونها التى اصبحت بيده.. ام رغبتها فى زواج اختها.. ام ان هناك سبب اقوى من كل ذلك وهو انها رغم كل شيء ما زالت تنبهر به او..لا بالطبع لا لن تنبهر بوحش ليس لديه اى مشاعر اذن لماذا. لماذا تضعف فى كل مرة وتظل معه ما السر وراء ذلك ما الذى يخفيه قلبها ويتستر عليه عقلها وهل ستعود.؟؟ 

الغريب انها لا تعرف ما القرار الذى يجب عليها اتخاذه. تنهدت واغلقت عيونها وفوضت أمرها الى الله عله يلهمها الصواب...

واخيرا قررت ان تعود علي منتصف النهار حيث قرر الطبيب انها يمكنها الذهاب ركبت بجانبه وقاد فتحي السيارة تولاهم الصمت الي ان وصلا القصر وما ان توقفت السيارة حتي نزل وانحني عليها نظرت اليه كما فعل هو مد لها يده ولكنها لم تعطيها له وتحركت ولكن تألمت من ساقها وكادت تقع

 وفجاه وجدت نفسها بين ذراعيه وهو يحملها كادت تصرخ به لولا ان رأت فتحي واقفا وبداخل القصر كانت اختها وامه يجلسون فزعا عندما وجدوه يحملها صعد بها الى اعلي وتبعه الجميع وضعها في الفراش 

اسرعت اختها اليها وهى فزعه وقالت " ريم ماذا حدث ما الذى اصابك ؟ " 

حاولت ان تبتسم ولكن بدا عليها التعب بينما ابتعد هو خارجا وتقدمت امه منها بنفس الفزع وجلست بجانبها علي الفراش اعتدلت وقالت " انا بخير لا تقلقوا مجرد اصابه فى ساقي والتواء "

 احتضنتها حنان وقالت بخوف " لا.. تبدين متعبه جدا كيف حدث كل ذلك ومتى هلا تخبرينا " 

نظرت لجيلان وكأنها تستنجد بها من أسئلة اختها فلا نفسيتها ولا صحتها تسمح لها بالكلام. نظرت لها جيلان والتي قالت " حنان هلا تتركيها حتى ترتاح يبدو عليها التعب ثم بعدما ترتاح نأتي لنعرف ماذا حدث. هيا دعينا نذهب وسأرسل الممرضة اليكى لترعاك "

 قالت حنان بتردد " ولكن..انا اريد ان ابقي معها "

 حاولت ان تبتسم كى تطمن اختها وقالت " لا تقلقي انا بخير ولكنى بحاجه للراحة والنوم " 

هزت حنان رأسها فهى تعلم اختها ذلك الحزن المختلط بالألم فى عيونها يخبرها ان الامر ليس مجرد اصابه بالقدم ولكنها تعلم ايضا انها مهما انتظرت فلن تتحدث اختها...

 فقامت علي مضض وكادت جيلان تقوم ولكنها قالت " هلا اسالك ماذا حدث ام كعادتك لن تتحدثي " ترقرقت الدموع فى عيونها فربتت المرأة علي يدها وقامت الى الخارج تبعتها حنان فى هدوء 

نزلت والدته الي اسفل تبحث عنه رأته في المكتب يدخن سيجارته ويتمدد على الكنبة اغلقت الباب خلفها فشعر بها اعتدل وهو ينظر اليها كان الارهاق باديا عليه تقدمت اليه وجلست امامه لم ينظر اليها وانما سمعها تقول " الى متي ستظل تلك الحياه بينكما ؟ " 

تفاجأ من سؤالها ونظر اليها اطفأ السيجارة وقال " اى حياه انا لا افهم "

 قالت " اسمع يا ادهم انا عندما اردتك ان تتزوج وضغط عليك لتفعل لم اكن افكر في تعاستك وانما كنت اريد ان اراك سعيد مع امرأة تختارها وتحبها وتحبك " 

قام من امامها وقال بعصبيه " ماما أيا كان ما قالته لكى لابد ان تعرفي انني.." 

قاطعته المرأة وقالت " ليتها تتحدث ليتها تحكي عما تقوله عيونها ولا ينطق به لسانها لو كنت اعلم انك ستاتي بها لتعذبها من اجل إرضاءي لما وافقت علي زواجكما انا لن اسمح لك ان تفعل بها كل ذلك انت تدمرها الا ترى ما وصلت اليه ماذا تريد ان تفعل بها اكثر من ذلك انا التى سأوقفك نعم كفي يا ادهم وافق لنفسك "

 اشاح بذراعه وقال " امى انتى تبالغين انا لم افعل شيء وما حدث.."

 قامت بعصبيه ووقفت امامه وقالت " انت لم تعد صغير لتبحث عن مبررات لا خطاءك اين ادهم الذى تتحدث عنه نساء إسكندرية من معاملته لهن ودلاله لهن اليست هى احق اليست زوجتك ماذا فعلت لتستحق منك ذلك " 

نظر اليها ثم ابعد عيونه وقال بغضب " تحدتني وانتى تعلمين انه لم يخلق من يتحداني بعد خاصه اذا كانت امرأة "

 ربتت علي كتفه وقالت "وهل قوتها تعنى تحدى. هل رفضها للإهانة تعنى تحدى انت فقط اعتدت على الصنف الرخيص ولم تجرب الغالي ثم هل جربت الحنان الحب ؟"

 ابتعد من امامها فقالت " سمر ماتت يا حبيبي والحى ابقي من الميت انت لا تخونها اذا احببت سواها لابد ان تعيش هذا حقك ولو كانت هي هنا لقالت ما اقول لا يمكنك ان تعيش باقى حياتك وحيدا دون حب فالحب هو نبض الحياه كالدم يسرى بعروقنا لا يمكن ان نحيا بدونه ولا اعتقد انك ستجد افضل من ريم لتحظى بقلبك " 

لم يرد اتجهت اليه ووقفت امامه وقالت " حبها يا بني اطلق لقلبك العنان ولا تحرمه من لذة الحب ومتعته فهذا حق قلبك وحقك والفتاه تستحق " 

لاحت نظرة حزن بعيونه وقال " لقد تأخرت انها تكرهنى لم تعد تريد البقاء ... تريد الطلاق "

 لم تتفاجأ المرأة ولكنها ابتسمت وقالت " ليس كره بقدر ما هو الم ولو لم تكن تكن لك بعض المشاعر لما آلمها جرحك لها ابحث عن قلبها وداويه. المرأة تحتاج فقط للحب والحنان للكلمة الجميلة والحضن الحنون امنحها اياهم يا حبيبي وانا واثقه انك ستربح " 

ابتعد من امامها وقال " ومن قال اننى اريد انها لا تهمني ما ان ينتهى زواج اختها وسوف .."

 ولم يكمل ابتسمت والدته وقالت " وانا لا اطلب اكثر من تلك المهلة.. انت عنيد وكبرياءك يطغي علي مشاعرك ربما خلال ذلك الوقت تتعلم ان لا كرامة في الحب افق يا بني قبل ان تخسرها وقتها انا متأكدة من انك ستندم "

 نظر لها وقال " ربما هي لا تريد ان تكمل امي ارجوكى لقد انتهي الامر.." ربتت علي كتفه وقالت " كما تشاء يا حبيبي فقط تذكر كلماتى " 

وتركته وخرجت تابعها بنظراته وهو يحاول ان يستوعب كلماتها عن الحب هل يمكن ان يحبها لقد حاول ان يوقف حربه معها ولكن ما حدث افسد كل شيء ولكن في النهاية هى التي فازت وخسر هو هو يريدها ان تبقي بل يريدها هى هل هذا يسمى حب هل يحبها هل...

اغمض عيونه وزفر بضيق وشعر بالإرهاق اخذ سجائره وهاتفه وصعد تردد قبل ان يدق الباب ويدخل اتجهت اليه الممرضة وقالت " لقد نامت يا فندم " هز رأسه وقال " يمكنكى الذهاب لو احتجت شيء سأطلبك " " حاضر " 

تأملها كانت كالأطفال وهى نائمه اخرج ملابس للنوم واخذ حمام كاد يتجه لغرفه اخرى لولا ان تذكر كلمات امه عن الحنان ربما لو جرب لاستطاع ان يمنحها بعض الحنان علي الاقل ليعتذر عما فعله خاصه طعنه لها فى شرفها...فاتجه الي الفراش وتمدد بجانبها .. لحظات وراح في النوم 



              الفصل الرابع والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>