رواية طفلة في صحراء الذئاب الفصل الثامن والتاسع بقلم الكاتبة الصغيرة


 الفَصْلُ الثَامِنُ و التاسع

 روايه طفلهُ في صحراء الذئاب.. 

بقلم الكاتبة الصغيرة

دخل ادم الغرفه ووجد الغرفه فارغه...!!!

انقبض قلب ادم...! لا يقدر علي ثبات نفسه..!! 

والالم يتملك قلبه..!! الفزعه ذبحت روحه..!! 

انهدم كيانه...!!! جز علي اسنانه بقوه.. وحل العبوس في وجهه... وتوجه ناحيه المرحاض.. وفتحه ولم يجد به اي شئ!! 

تلك الصعقات التي احتاجت كيانه العميق.. وخبط بيده علي باب المرحاض.. وخرج مسرعاً من الغرفه متجهاً ناحيه باب المستشفي...!! 

وفق ادم امام الامن.. يلتقط انفاسه وهو يلهث بشده صاح ادم في الامن بقوه قائلاً :في بنت خرجت هنا من المستشفى بدون علمكم..!! 

هزت الامن رأسهم نافين كلام ادم..!! 

صمت ادم فجاه... قمم الثبات التي حاول الحفاظ عليه.. ذبحتها تلك الصدمه..!! بدات عيناه تتسع تلقائياً... تُرك في صمام ذهوله..!! 

لم يُعيرهم اي اهتمام... وخرج من المستشفى.. 

وركب سيارته وانطلق ذاهباً لكي يجدها..! 

كان يقود بسرعه جنونيه..!! لم ينكر تلك الرجفه التي اصابت كيانه..!! اصبحت صلابته مهزوزة..!! قتلها نفسياً بيده..!! لأول مره يشعر بنسيم الخوف يدخل قلبه.. عند فقدان تلك الفتاة..!! حاول أن يقاوم تلك الغيوم التي في قلبه..!! كان يشعر بعذاب الضمير..! دقت علي باب قلبه لتدخل فيه.. وتُحي ذلك القلب الدموي.! 

لمحها وهو يقود بسيارته.. جالسه علي احدي الأرصفة... تبكي بشده.. وتحتضن نفسها بحماية...!! 

اوقف السياره بسرعه..!! واتسعت عيناه من الصدمه...!! لأول مره يراها في تلك الحالة..!!

طفله في جسد فتاه..!! حكم عليها بالموت وهي علي قيد الحياة.. !!

نزل من سيارته مسرعاً... واتجه لتلك الفتاه..!! 

دنا هو لمستواها... ومد انامله لذقنها ليرفع رأسها له....!!

رفع رأسها له... ووجد الدموع تنهمرُ علي وجهها الباهت.. الذي رغم حزنها والمها.. مازال متوجهاً في نظره..!! 

كانت صامته.. لا ملامح لوجهها..!! 

فقط تعطي الاشاره لعينها بزياده دموعها التي تنهمر مثل الشلال..!! شعرت بأنها قد اخذت خذي كبير في حياتها...!! استرخصت نفسها لانها قبلت بهذا الوضع...!! قتلها مره اخري.. ولكن كانت جروحها لم تُشفي...!! كانت روحها في سجن.. وكان هو السجان...!! 

وبدون اي حديث بينهم... سحبها من يدها... وهي كانت دميه خشبية.... كانت شهرزاد تصمت عن الحديث..!! 

وضعها في سيارته... وركب هو بجانبها..!! 

نظر لها بحده..!! ونظرت له هي الاخر بصمت... كانت نظرات العيون هي التي تعطي كل مغزي كلامهم... كان القهر محفور في عيناها..!! 

كانت في عالم اخر.!! يجمعها هو والمها وصرخاتها...!! 

كانت روحها محبوسه...!! 

هتف ادم بحديه قائلاً :انتي اي اللي خرجك من الاوضه..!! اي وحشك السجن بتاع ابوكي ونفسك تروحي ليه..!!!؟

هدرته ندي بحديه وغضب هيستيري وانفجرت تلك الذره المشحونة بالغصب :انت اي يا بني آدم.. ارحمني... عاوز مني اي..!! انا مليش دخل ما بينكم.... انت وابويا حُرين مع بعض.. انا ذنبي اي... مش كفاية انه رماني بالرخيص...!! 

ثم صمتت لتأخذ انفاسها.. والدموع تنهمر علي وجهها..!! 

برغم ان حديثها هز كيانه بشده.. ولكنه صمم علي التمسك بقناع بروده الحاد..!! 

كان ينظر لها ببرود... ونظراته البارده تمشطها من اعلاها لاسفلها.. قائلاً بنبره سخريه :والمفروض يعني ان اتأثر بالكلمتين دول.. واطبطب عليكي يعني ولا ايه!!؟ بلاش دموع التماسيح دي..!! 

مش ادم السوهاجي اللي يتعمل عليه الشويتين دول...!! 

صاحت ندي بحديه :انا بكرهك.. مبكرهش في حياتي قدك...! ربنا ياخدك وارتاح منك..!

=رد عليها ادم ببرود قائلاً :مش هتستجاب.. العاهرات اللي زيك اللي بيرموا نفسهم علي الرجاله.. دعوتهم مش بتستجاب..!! وانطلق عائداً للمستشفى...!! 

كانت كلمته كالصاعقه التي لجمتها لارض الواقع بقسوه..! 

كان كلامه يسري في ورديها كالسم..!! 

اخترق كلامه اذنها...!! 

كانت تعتقد انها في كابوس..!! 

ولكن حقاً الواقع جعلها تفيق مما فيه..!! 

***********************

في شركة ادم السوهاجي..!! 

دخل مراد الشركه..!! 

ووقف الجميع احتراماً له..!

وكانت نيروز تختلس النظرات له دون علمه..!! 

حتي دخل المكتب..! 

غمغمت نيروز بغضب :بقي كده.. عامل نفسك مش شايفني ماشي..!! يا انا يا انت..!! 

دخلت نيروز الغرفه بهدوء..! 

وبدات بالاقتراب من مراد بدلال قائله :مستر مراد.. حضرتك مضايق!!؟ 

ارتدي مراد قناع البرود الذي يقتلها.. فهو يستمتع بقتل تلك الفتاة من الغيظ..!! 

تنهد ببرود قائلاً بوتيره هادئه :خير يا نيروز في حاجة!!؟ 

ردت عليه نيروز بهدوء قائله :لا ابدا بس حسيت حضرتك مضايق فجيت اشوف مالك!!؟ 

لوي شفتاه بتهكم واضح... والقي الورق من يده.. واتكأ علي كرسيه قائلاً ببرود :انا كويس.. مش محتاج سؤالك!! وبعدين انتي من امتي بتسألي يا نيروز الا لما يكون وراكي حاجة!! اي اللي جد!! ناويه علي لعبه قذره زي الاعيبك!! 

برغم تلك الهزه التي احتاجت كيانها.. اثر اعترافه المُهين لها..!! وعلمه بأنها قد كُشفت..!! 

ردت عليه باستنكار قائله :لا ابداً.. حضرتك بتظن فيا ظن مش خير..! وانا مش كده والله!!؟ 

كانت ضحكه ساخره ترسم علي شفتاه..! وعاد لتهجمه المخيف والواضح قائلاً بحديه :انتي اوسخ من كده ... انا صابر عليكي لمده..! بس وحياة الاعيبك الوسخه دي اول ما المده تخلص لهرميكي في الشارع..!! ومش مراد الهاشمي اللي واحده زباله زيك تستغفله،.!!،؟وريحي نفسك السؤال اللي جايه علشانه وهيقتلك وتقوليه :ادم مش هيرجع الشركه النهاردة.. واخذ اجازه راحه..!! علشان يرتاح من اشكالك!! 

ثم صمت لدقيقه ونظراته البارده تمشطها من اعلاها لاسفلها باشمئزاز وفجاه هدرها بحديه قائلاً :اتفضلي روحي علي شغلك.. واي اهمال منك مش هسمح بيه.. يلا..!! 

انتفضت نيروز من مكانها واتجهت سريعاً خارج المكتب... ساحبه انفاسها المذعوره معها..! 

***************

عند ادم السوهاجي..! 

وصل ادم للمستشفى... ونظر لندي ووجدها صامته... والدموع متحجره في عيناها..! 

شعر بانه ذبح روحها بحديثه القاسي..!! 

ولكن متى ينتهي صراع عقله وقلبه..!! 

هتف ادم بجديه :انزلي وصلنا.!! 

نزلت ندي دون ان تعيره اي اهتمام..؟!! 

وتوجهت امام باب المستشفى.. ولكن لمحت عاصم واقف امام باب غرفتها. ! 

تراجعت ندي بخوف حتي اصطدمت بادم..! 

حاوطها ادم من خصرها بهدوء ثم هتف ببرود :واقفه كده لي!! 

ابتعد ندي عنه بعنف قائله بحديه :ملكش دعوه..!! حاجه متخصكش اقف في الحته اللي تعجبني ووقت ما احب!! 

امسك ادم من ذراعها بعنف قائلا بحديه :صوتك ميعلاش عليا بدل ما اعرفك مقامك.. انتيلي ادخلي يلا..!! 

نظرت له ندي باشمئزاز... كم كانت تريد قتله بيدها حتي تنتهي من شره..!! 

دلفت ندي للمشفي.. وكانت نظرات عاصم تتابعها بغل.!ونظراته تخترق عيناها بحده..! 

دلف ادم للمشفي.. ووجد عاصم امام غرفه ندي.. 

علم ادم انها وقفت امام باب المشفي لوجود عاصم..!! 

نظر له ادم بخبث.. ومال علي اذنه يهمس بشراسة:اياك تقرب منها.!! هقتلك ساعتها..!! 

ودفعه بعيداً عنه كانه وباء.! 

ودلف وراء ندي ممسكاً بيدها بقوه..! 

حاولت ندي مقاومته... ولكن احست بذلك الامان الذي غمرها... لم تكن قبضه علي يدها.. بل كانت حياه جديده لها..!! 

دخل ادم للغرفة هو وندي..! 

هبت صفاء واقفه من على السريره.. واختضنت ابنها بقوه...!

بادلتها ندي العناق وسرعان ما انفجرت تلك الدموع التي في عيناها..!! 

كانت صفاء في صمام ذهولها..!! 

ما الذي حدث لابنتها..!! 

صفاء بقلق :اي يا بنتي مالك!! 

شعرت ندي بأنها اثارت فتيل مشاعر الخوف في قلب امها..!! 

ولكن شعرت ندي بأنها اصبحت فقط حطام انثي..!! 

كانت كل دمعه تنزل من عيناها كجلده تجلدها بقوه..!! 

كان آلمها خنجر سام طابعاً في قلبها..!! 

ابتعدت ندي عن امها بهدوء. !! 

قائله بابتسامة باهته حاولت اخراجها :انا كويسه يا امي.. بس انتي وحشتيني مش اكتر..!! 

ربتت صفاء عليها بحنان قائله :وانتي اكتر يا بنتي..!! حمد الله على سلامتك..! 

شعرت ندي بتلك الاهات التي في قلبها..!! 

كانت تشعر بتلك الصفعات التي في قلبها.!! 

حاولت ندي تجميع شتات نفسها قائله بهدوء :انا عاوزة امشي مش قادره اقعد هنا..!؟ اتخنقت..! 

هتف ادم بجموديه :يلا علشان نسافر في النور..!! 

اتجهت ندي ناحية منه قائله بخفوت :ممكن اجي معاكي لو مش هيضايقك!! 

اومات منه راسها بالموافقة..! 

وخرجوا جميعهم من المستشفي... وركبوا السياره...! وانطلقوا ذاهبين. ! 

اما عاصم فكان يشتعل غضباً اشتعل فتيل الكره في عيناه..!! 

وخرج من المشفي ممصماً علي الانتقام من ادم. وندي..!! 

*********************

في مساء اليوم 💛

في سكون ليل مقمر.. قد اسدل ستاره تاركاً نصفه الاخر لكي يسمع انين تلك القلوب التي تشبه الاموات..!! 

كان مراد قد انتهى من عمله.. بعد انهماك شديد في العمل لانجاز مهام الشركه.! 

نهض مراد من مقعده..! 

وتوجه ناحية النافذه.. ينظر للسماء التي تضئ بها النجوم..!! 

تنهد مراد بشرود..!! يفكر في ادم.. وما الذي سوف يقوم به!! 

=وايضاً كان خائفاً علي تلك الفتاه..التي ستكون ضحيه لذنب ابيها..!! 

توجه مراد ناحية الباب وخرج من المكتب.. بعد ان اغلقه جيداً..! 

كانت نيروز تتابعه بشده. وهي تري وجهه الهالك اثر العمل..! 

رمقها مراد بنظرات البرود.. والاشمئزاز... معلناً عند تقبله لها..!! 

توجه مراد ناحيه باب الشركة خارجاً منها بعد ان امر الامن باغلاق الشركة..!! 

وركب سيارته.. وانطلق ذاهباً لمنزله.!! 

***********

عند ادم السوهاجي..!! 

وصل ادم ومنه وصفاء وندي للمنزل..!! 

ادم بتعب :انزلوا وصلنا..!! 

اومأ الجميع راسهم بالموافقة ونزلوا من السياره.. متجهين لباب المنزل.!! 

كانت ندي تسير بخطوات ثقيله.. كانت في سكون ظاهري..!! وانين قلبها يستمر في الارتفاع..!! 

كان ادم وعاصم هما كابوسها الابدي...!! 

لم تجد في ذكرياتها سوي الم وقهر..!! 

وقفوا جميعهم امام الباب.. وقام ادم بإخراج مفتاحه وفتح الباب... 

دلف الجميع للمنزل.. ولكن كانت الصدمه حلت عليهم عندما دخلوا المنزل..!! 


الفَصْلُ التَاسِعُ من رواية طفله في صحراءالذئاب..

دخل ادم المنزل..! ورفع عيناه ليجد مليكة جالسه علي الاريكة وتضع قدم فوق الاخري بغرور وكبرياء.. وتمسك ذلك البرواز الذي يعتز به..!تنظر له بلا مبالاة. .!! 

هتف ادم بحديه وشرارات الغضب تطيح في حروفه :انتي بتعملي اي هنا..!! ويتمسكي حاجة مش بتاعتك لي!! 

تنهدت بصوت مسموع قبل ان تنهض واقفه وتأفأفت بغرور وهتفت ببرود :مفيش.. كنت جايه اطمن عليك... اصلك بقالك كتير مش بتيجي الشركة..!! 

اقترب منها بسرعه كالفهد وامسك بذراعيها بقوه وهو يهدر فيها بحده وشراسه :انتي ملكيش اي حق تدخلي في حاجه متخصكيش.... والبرواز اللي انتي مسكتيه ده ترجعيه مكانه وتغوري من هنا..!! 

شهقت هي بألم اثر قبضته علي ذراعيها.. وهتفت بحده ممزوجه بالحقد. الواضح التي لم تستطع اخفائه :انت بتعاملني كده لي!! اوعي تنسي اني شريكتك في كل حاجة..!! 

شدد هو قبضته علي ذراعيها بعنف وارتسمت ابتسامه السخريه على شفتيه... قائلاً بصلابه كالفولاز :واظن برده انا اللي وقفتك علي رجلك.. وشغلتلك شويه الملاليم التافهين دول معايا.. وكبرتك.... والعنجه اللي انتي فيها دي بسببي انا.... وفي لحظة ممكن اهدها وترجعي تشحتي..!!! 

وبحركة مباغتة منه كان يلوي ذراعيها خلف ظهرها... ويهمس بجانب اذنها بشراسة قائلاً :والمفتاح اللي تحت المشايه اللي دخلتي منه.. هغيره.. ووحياة امك يا مليكة لهربيكي... مش انا اللي واحده زيك تتكلم معاه بالطريقة دي.!! 

وابوكي هو بس اللي مصبرني عليكي لانه وصاني عليكي..! لكن غير كده لرميتك في الشارع وارتحت!! 

ودفعها بعيداً عنه.. حتي ترنحت للوراء اثر دفعته القويه...! 

 وتوجه ادم ناحيه البرواز وامسكه بهدوء ووضعه علي الدرج..!

كانت ندي تتابع ما يحدث بصمت تام.. وسقيع المنزل يزذاد بهدوئها..!! وتعبيرات وجهها التي مُحيت منه اي مشاعر...!! 

كانت تشعر بأنها في حلم... وروحها كانت محبوسه في ذلك الحلم.. !! 

كانت تحاول تجميع شظايا روحها...!! 

كان صراخها يزداد في قلبها..!! 

والدموع تتجمع في مقلتيها..!!

افاقت من شرودها الذي تمكن من عقلها علي صوت انثوي.. لا يمس بالانوثه بصله قائله بعنف :وانت بقي جنونتك طلعت لي علشان السنيورة دي!!! 

هتفت ندي بحديه ولكن علي وتيرة هادئه :وانتي عاوزة اي من السنيورة دي.. يا نص شبر واقطع انتي..!! ده انتي لا تمسي للانوثه بصله.... ومتعليش صوتك عليا.. انا مش شغاله عندك.. بدل ما اعرفك مقامك كويس.. واعلمك تتكلمي معايا كويس ازاي..!!!الظاهر ان محدش علمك الادب..!! 

فلو مش عاوزة تتنقلي علي كفنك دلوقتي امشي من وشي..!! 

نظرت مليكة لادم بغضب.. ووجها محتقن باللون الأحمر قائله بغضب :انت هتسيبها تهني في بيتك كده عادي وتسيبها.. خد حقي..!! 

رمقها ادم بنظرات البرود... وارتسمت ابتسامه خبيثة علي شفتيه قائلا :عندها حق... انتي لسه دلوقتي عارفه انه بيتي.. بعد ما دخلتيه بدون اذني. !! وانا للاسف مش هقدر ائذي بنت عمي..!! هتبقي عيب في حقي..!! 

ثم صمت فجاه وصاح بها بحديه :اطلعي برااا...! 

اتسعت حدقتها بذهول..!اثر حديثه المُلطخ بالاهانه لها. !! 

هزت رأسها نافيه بطريقة هيستيريه قائله بحديه :ماشى... بس والله ما هسيب حقي للبتاعه دي. !! 

وتوجهت امام ندي ورمقتها بنظرات الحقد والكره.... واندفعت امام باب المنزل... وخرجت منه صافقه الباب خلفها بقوه... هزت جدران المنزل..!! 

كانت الابتسامه تريد ان تُرسم علي شفتي ادم.. ولكنه حاول جاهداً الا تظهر عليه.. وتمكن من ارتداء قناع البرود...!! 

اقترب ادم من ندي خطوات بطئيه... وامسك بيدها بهدوء وهتف بصوت رجولي خشن :يلا علشان اوريكي اوضتك...!! 

اومأت ندي رأسها بالموافقة.. ولكن ابعدت بيدها عنه بعنف...!! ومازالت بهدوئها الذي يثير اهتمامه.!!

قطع ادم ذلك الصمت قائلا بجموديه :منه.... اطلعي مع عمتك وريها اوضتها... وانا هطلع مع ندي اوريها اوضتها..!! 

اومأت منه رأسها بالموافقة.. وامسكت بيد صفاء وصعدت بها لفوق..!! 

اختفت منه وصفاء عن اعين ادم وندي وسرعان ما.. هتف ادم بجموديه :ممكن اعرف لي البوز اللي ضرباه مترين قدام..!! 

رفعت عيناها لتقابل ظلام عيناه الحاد..!! 

قائله ببرود :بوز اي منا كويسه اهو..!! دي طبيعتي!! ولا انت كنت معشم نفسك بحاجه تانيه...!! 

ابتسم بسخرية..!! ونظر لها بعيون صقر التي يُجيد تصويب هدفه..!! قائلا ببرود :اعشم نفسي بأيه.. انا تقريباً متجوز واحد صاحبي..!؟ بصراحه مش شايف اي انوثة فيكي اصلاً..!! 

وسحبها من ذراعها بقوه وصعد بها لفوق..!! 

دخلت منه وصفاء الغرفه. ! 

هتفت منه بهدوء قائله :دي اوضه حضرتك يا عمتي..!! 

نظرت صفاء للغرفة باطمئنان قائله بابتسامة خفيفة :شكراً يا بنتي..!! 

منه بهدوء :العفو..وهدومك في الدولاب..!! هتحتاجي حاجة تانية!! 

هزت صفاء راسها نافيه...! 

وخرجت منه من الغرفه ذاهبة لغرفتها.! 

***********************

في غرفه صفاء..

جلست صفاء بهدوء علي الفراش الذي اراح جسدها من الارهاق..!! وهي تشعر بأمان بعيداً عن عاصم وحقده..! 

نهضت صفاء من الفراش واتجهت ناحيه خزانة الملابس.. وخرجت منها بيجامه هادئه.. وبدات في ارتدائها..! 

***************

في غرفه منه.. 

دخلت منه غرفتها.... وتنهدت بصوت عاالي... تخرج تلك الانفاس المحبوسه...! 

توجهت منه الي خزانة ملابسها وخرجت منه بيجامه ورديه وبدات في ارتدائها والشرود يتمكن من عقلها...!! 

************

عند ادم...... 

وصل ادم لغرفته... وفتح باب الغرفه ودلف لها.. ومازال يسحب ندي خلفه..!! 

دخلت ندي الغرفه معه.. وسرعان ما نزعت يدها بعنف... قائله بصوت حاولت تخشينه :ابعد بقي.. انت ساحبني وراك زي الجاموسه.. مفيش احترام خالص..!! 

التف لها ونظر لها بمكر.. وبدأ في الاقتراب منها ببطء.. حتي التصقت بالحائط... 

شعرت هي بأنفاسه الحاده.. التي تصفع وجهها.. من سخونتها..!! وهمس بين انها قائلاً بصوت خشن كالاسود :تقصدي ان انا مش محترم!!!! 

ابتلعت ريقها بتوتر وصمت.. شعرت بجفاف حلقها اثر قربه الشديد منها.... بدأ المكان يضيق.. ووتيره انفاسها في حاله اضطراب..!! 

بدأ صدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر.. كأن انفاسه مياه نار.. سُكِبت بين ثناياها...!! 

ردت ندي عليه بتلعثم... وشعرت بأن شجاعتها قد سُحِبت منها قائله :ابعد عني... انت مش من حقك تقرب مني..!!وحاولت دفعه.. ولكنه كالصخره.. لا يترنح...!! 

هتف ادم بجمود قائلاً :بعد كده تبقي تعرفي انتي بتقولي اي..!! علشان ما تشوفيش وش وحش مني...!! وانا قد كلمتي..! 

شعرت هي بتلك الرجفه التي اجتاحت كيانها.. رغماً عنها..!! وشظايا الخوف تتناثر داخلها.. اثر صوته الحاد....!

استقامت في وقفتها.... وحاولت تجميع شتات نفسها قائله ببرود حاولت اظهاره :طيب دلوقتي انا هنام فين..!! دي باين عليها مش اوضتي!!!؟ 

التوت شفتاه بسخرية قائلاً :فيلسوفه عصرك.. لا يختي دي اوضتك..!! اظن انك مراتي.. وهتتخمدي معايا في اوضه واحده..!! 

رفعت ندي حاجبيها باستنكار.! واتسعت حدقتها بذهول.. وصاحت فيه بجنون :انت اتجننت... انام فين..!! استحاله انام معاك في اوضه واحده..!! 

علي جثتي..!! انام في الشارع اكرم ليا..! 

اقترب ادم ناحيه باب الغرفه وقام بفتحه.. ورفع حاجبه الايسر ببرود. !! 

ندي بتساؤل :اي مش فاهمه..!! 

ادم ببرود وهي يتكئ علي الباب :اتفضلي روحي نامي في الشارع..!! مش ده طلبك..!! 

شعرت ندي بشئ من الاهانه في حديثه..!! 

وكانت تشعر بغضه من البكاء... وحاولت التظاهر ببرود مصطنع قائله :تمام... وانا هروح انام في الشارع...!! 

وخرجت ندي من باب الغرفه.! 

ونزلت للخارج.... ومازال ادم واقف امام باب الغرفه... والبرود مرتسم علي وجهه. !! فهو يعلم انها لا تستطيع الخروج..!

خرجت ندي للخارج ووقفت امام بوابه القصر ولكنها لم تستطع الخروج بسبب كثره الحراس... 

ندي بجديه :خرجوني من هنا..!! 

احدي الحراس :اسف يا انسه بس مينفعش.... ادم بيه منبه عدم خروج اي حد...!! دي اوامر واحنا بنفذها..؟!! 

حاولت ندي دفعهم بعيداً حتي تستطيع الخروج ولكن كان الحراس يمسكونها بجديه قائلين :يا انسه مينفعش.. كده انتي بتجيبي المشاكل لينا..!! 

القت ندي بجسدها علي الارض.. فلم تستطيع الخروج من هنا.. اصبحت سجينه تحت اوامره..!! 

هتف ادم ببرود وانتصار :مش قولتلك مش هتعرفي تخرجي من هنا..!! اي بقي لزوم القطه الشرسه بتاعتك دي...!! 

لم يجد رد منها.. بل تزداد شهقاتها ويزداد بكائها بقوه..!! لاول مره تشعر انها مقيده... خرجت من متاهه.. لتدخل في متاهه اخري..!! 

همست بصوت مبحوح دون ان تنظر له :انا بكرهك...!! 

شعر بتلك الصاعقة التي لجمته لارض الواقع بقسوة...!! شعر بذلك الوخز الذي حل عليه .! 

ولكن دون ان يرد عليها..! 

حملها علي كتفيه كشوال البطاطا..!.

شهقت هي بقوه... وزاد بكائها وهي تخبط علي ظهره بعنف قائله :نزلني يا بني ادم.. نزلني..!!

لم يُعيرها اي اهتمام... فكان كالجماد.. لا يستمع لصراخها او بكائها.  !! 

وصعد بها لفوق..!! 

دخل ادم القصر... وصعد لغرفته... وهو مازال يحملها علي كتفيه..!! 

دخل ادم الغرفه... وانزلها من علي كتفيه.. ودفعها علي الارض لتسقط بقوه..!! 

شهقت بألم...!! لم تستطيع اخفاء ضعفها اكثر من ذلك... ولكن لا حل لديها... استسلمت للواقع،.!! 

اقترب ادم منها رويداً رويداً ودنا لمستواها... وشعرت ببرود انفاسه.. عكس المره السابقه.. وسقيع قلبه.. الذي يكاد ان يقتلها..!! ويجعلها حطام انثي.... و...!!



                   الفصل العاشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات