روايه طفله في صحراء الذئاب
الفصل السادس والعشرون {والاخير }..
بقلم الكاتبة الصغيرة
صرخت ندي بقوه ودموعها تتساقط رغماً عنها :"منة استني... انتي راحه فين..!!"
ومن ثم كانت سياره سوداء ضخمه تقفُ امام منة فجأة وينزل منها رجال عمالقة وبحركة مباغتة منهم كانو يمسكون ندي ومنه ويقدونهم جيداً... كان ندي تصرخ بقوه.. تحاول التملص من بين يديهم... كانها تحارب وحوش... بعثر الامان من روحها المشروخه... لبضربونها علي راسها بقوه لتسقط بين يديهم وتسقط معها اخر دمعه من عيناها.. غائبه عن ماذا سوف يحدث لها..!!
وضعوا الرجال كلاهما في السياره وانطلقوا مسرعين قبل ان يراهم احد...!!
********************
{في شركة ادم السوهاجي }
هتف ادم بحديه وقسوة :"عملت ايه لاختي يا مراد خليتها تعيط وتطلع تيجري....!! انطق عملت اية...!! اختي عمرها ما انهارت بسبب حد بالطريقة دي!!"
كان مطأطأه الراس... عيناه مغلقه بتلك الدموع المتحجره.... كان يشبه كالطفل الصغير التائه..!
كان يريد الصراخ عالياً ويقول بأن روحه قد قتلت حقاً..!! ولكن الصراخ حتي يريك الحياه..!!
كان يناشد وجعه للسماء...!!كل شئ تحول لسراب...!!
هتف ادم بوعيد شيطاني :"ماشي يا مراد انا هعرف كل حاجة بنفسي... بس لما اعرف كل حاجة متجيش تلوم الا نفسك علي اللي هعمله فيك.. لانه كله الا اختي... حتي لو علي حساب نفسي انا شخصياً...!!"
وخرج ادم من الشركة والغضب يشق طريقه في عيناه.!!كان يشعر بانه مسلوب العقل...!!
الغضب يسري في اوردته...!! نار تحرقه بقوه..!!
كانت الصدمه تاخذ مكان كبير في قلبه.!!
كان يشعر بانه سيسقط من ذلك المشهد الذي حفر باتقان في عقله.. !!
ليركب سيارته بهدوء ويتجه للمنزل... ليواسي صغيرته...!!
************************
{عند مراد}
تنهد بضيق.... وهو يشعر بانسحاب الهواء من رئتيه..! شعر بأنه ملكوم.... مستكين بداخله..!!
انعقدت الحروف في لسانه.. عاجزة ان تخرج..!!
كانت عيناه خاويه..!! تتجمع بها تلك الغابات البارده....!!شعر بأنه في دوامه كبيره..!!
اصبحت تلك الفتاه بالنسبه له كأحدي الاساطير المعقوده....!!
ليتجه ناحيه باب الشركة ويندفع للخارج.!!
معلناً عدم تحمله اكثر من ذلك... فقد خرت قواه حقاً...!!
لم يعرف ما ذلك الالم الذي حل عليه اهو الم جسدي ام قلبي...!!
شعر بأنه في سحر اسود... نعم سحر اسود.. لن يذوب الا بالهلاك...!!
كان يشعر بانه لن يتخلص من براثن الألم..!!
ركب سيارته بتهدل.... ووضع رأسه علي مقبض السواقة... وهو شارد... مغمض العينين بقوه..!!
كان كالمسحور... اخضعه سحر العشق الجارف للقلوب..!!
وسرعان ما رفع راسه وانطلق ذاهباً لمنزل ادم وليس لمنزله...!ليقوم بقص كل شئ عليه..!! "
**********************************
{في مخزن مهجور.... }
كان عاصم وجاسر الحديدي ومليكه جالسين امام منه وندي..!!
وفجأة القي عاصم وجاسر وعاء من الماء علي وجههم... ليشهق كلاهما بفزع... وهما يبدأوا في فتح اعينهم بقوه.. لتكن الرؤية مشوشه لهم..!!
تلك الضبابية السوداء التي يرونها اثر تلك الفزعه..!!
بدات اارويه بالوضوح لترى ندي جاسر الحديدي امامها وعاصم ومليكه..!!
لتنكمش في نفسها بفزع...!! وهي تهتف بداخلها بأسم ادم... تتمني لو ان يأتي وينجدها..!!
شعرت بأنها محاصرة من جميع الاتجاهات..!!
لسانها ملجم من الصدمه..!!
شعرت بأن روحها بدات تسلب تدريجياً..!!
ليقترب جاسر منها بهدوء تام وعيناه بها حمم بركانيه...!! ليمحي ذلك الطفيف الذي بينهم..!!
يشق الغضب طريقه في عيناه..!!
كان غليان الدم يسري في اوردته...!! ليشعر بتلك الشظايا الحاده التي اصابته بين ثناياه...!!
هتف جاسر بوعيد شيطاني :"اي فكراني مكنتش هعرف اوصلك.... غبيه.... غبيه وهتفضلي طول عمرك غبيه.... مش جاسر الحديدي اللي واحده ذيك تكسره كانه حاجه متسواش... انا اكسر مش اتكسر..!! وقولتلك قبل كده مش جاسر الحديدي اللي تتاخد حاجه من ايده غصب عنه...!! واديني اهو جتلك وهطلع فيكي كل القديم والجديد... علشان تدوقي السواد اللي انا دوقته...!!"
ومن ثم صفعها بقوه..... لتسيل دمائها من انفها بغزارة... وهي تشعر بأن خدها كان سيقتلع من شده الصفعه.. !!
كانت تلك الصفعه تتسلل لبواطن جوارحها ببطء..!! وتتعمق اكثر.. لتدخل في سجن ذكرياتها....!!
نهرها جاسر بقسوه وهو يقبض علي كفيها بقوه لتتأوه بألم :"والله العظيم لهقتلك يا ندي وابوكي هيقتل اخت ادم علشان يتحسر عليها...!! بس مش هقتلك غير لما اخد اللي انا عاوزه منك... علشان اكسرك...!! وترك فكها وركلها بقدمه بعنف...!!
وجلس علي ذلك المقعد...!!
اقترب عاصم من منة.... وشظايا الغضب تتناثر من حروفه ليهتف بقسوة :"وقعتي ومحدش سمي عليكي يا زباله... وانتي دلوقتى بقيتي تحت رحمتي....!! وهدفعك تمن كل كلمه قولتيها ليا.!!وهكسرك. علشان احط عين اخوكي في الطين.. يا عاهرة...!! ليركلها بقدمه بعنف.. لتكتم بداخلها ذلك التأوه..... لتشعر بأن قلبها سوف يتوقف عن النبض حقاً...!!
ليعود عاصم للمقعد ويجلس عليه..!!
هتفت مليكة بانتصار :"مكنتش عارفه انكم هتبقوا شويه كتاكيت في نفسكوا كده اوي.. !! امال راح فين كلامك يا ندي هانم.. او اقولك يا حرم ادم السوهاجي...!! بس يا حرام هخلي ادم يتحسر عليكي..!ويدفنك بايده ..!! مش انا اللي يتلعب بيها الكوره...!! واديكوا اهو جيتوا ليا زي الكلاب..!! وهيتخلص عليكوا قريب!!
**********************
كانت ندي جالسه مقيده علي ذلك المقعد بخوف...!! تتمني ان ياتي ادم وينقذها..!
تعجز الحروف عن وصف مظهرها...!!
الخوف يشق طريقه بعمق لعيناها..!! كانت دقات قلبها عاليه تكاد ان تُسمع...!! كان انين خوفها مكتوم بداخلها...!! كانت تعجز شهرزادت عن وصف الالم والخوف بداخلها..!! كانت تشعرُ بان احدها يطعنها بخنجر سام ولا يزال الخنجر موجود...!! لينزف قلبها وجعاً وليس دماءً.!!
لتستسلم للالم والشقاء...!!
************************
كانت منه تجلس مطأطأه الراس.... عيناها تلتمعُ بوميض الخوف والرعب..! سوف تظل اسيرة تلك الالم والذكريات مهما حاولت النسيان.. او الظهور بالتناسي....!!
انهارت حصونها ارضاً مع طيات القهر والذعر..!!
شعرت بأنها اصبحت مومياء...!حطام انثي حقاً...!! تركت نفسها للرياح... لتجعلها تهدم..!!
كانت دموعها كالشلال اختلط بالخوف..!!
كانت تشعرُ بان كهرباء تسري في عروقها..!!
****************************
{عند ادم السوهاجي }
وصل ادم للمنزل.... ووصل مراد ورائه في نفس اللحظة...!! نزل ادم من سيارته مسرعاً ونزل مراد ورائه ليهتف مراد بقوه :"ادم استني..!!"
توقف ادم لوهله والتف للوراء ليجد مراد امامه..!!
عقد ادم حاجبيه بتذمر... وضاقت عيناه بتنمر..!!
وهتف بحديه :"خير يا مراد عاوز اي...!!"
هتف مراد بهدوء :"انا عاوز اقولك علي حاجه كنت مخبيها عليك من سنتين...!!"
تعجب ادم من حديث مراد ليردف بشك:"قول يا مراد في اي!!"
هتف مراد بثقه ونبرة عاشقه :"انا بحب منة اختك.... انا مش بحبها انا بعشقها... انا عارف انك مش هتصدقني وانا بقول الكلام ده علشان اللى عملته فيها من شويه....!! بس والله انا مش عارف كان عقلي فين وانا بقول الكلام ده...!! بس عمري ما كنت اتوقع اني اشوفها بعد كل الوقت ده... سنتين واحنا منعرفش عن بعض حاجة..!!
كان ادم صامتاً....يعلم ما يدور في عقل مراد.. وهو يستشعر حبه لشقيقته...!!
هتف ادم بجديه :"وتفتكر هي هتكون بتحبك بعد اللي عملته ده...!!"
كاد مراد ان يتكلم.. ولكن قطع حبل حديثه صوت رنين هاتف ادم..!!
التقط ادم هاتفه من جيبه... ويجد رقم مجهول.. يدق عليه...!!
اجاب ادم بخشونه :"الو...!! مين معايا..!"
هتف المجهول ببرود ووعيد شيطاني :"مش لازم تعرف انا مين... بس اللي احب اقوله ليك ام حبيبت القلب بتاعتك واختك معايا...!! وهيتخلص عليهم قريب اوي...!! سلام يا ادم بيه..!!"
وسرعان ما اغلق الخط مسرعاً دون حتي ان ينتظر رد ادم عليه..!!
ليخشب جسد ادم مما سمعه... ويتسمر مكانه..!!
يشعر بتلك الصاعقة التي لجمته لارض الواقع بقسوة....!! كان يكره حياته بأكملها..!! وكان لا يخاف ابدا..!! ولكن دق الخوف علي بابه عند رؤيته لتلك الفتاه..!! كان يشعر بالحقاره من نفسه عندما جعلها تدخل في وسط ذلك الالعيب..!!
كان هو الجانب القاتل في علاقتهما..!!
اصبحت حياته هشه حقاً...!! وهو يشعر بفقدان صغيرته وشقيقته امامه..!
هتف مراد بجديه :"ادم في اي...!! مين اللي كان بيتصل...!!"
كانت الكلمات لا تقدر علي الخروج من فم ادم.!!
انعقدت الحروف في لسانه.. !! ليصبح لا يقدر علي الحديث...!! شعر باليأس..!! يحاول تجميع شتات نفسه قدر الامكان...!!
هتف بتهدل :"منة وندي اتخطفوا...!!
صاح مراد بشده :"انت بتقول اي.... ايه التخريف ده...!!"
ليلتقط مراد الهاتف فجاه من بين يد ادم... ويقوم بعمل شئ ما...!!
وبعد دقائق معدودة...!!
هتف مراد بجديه :"اهم.. عرفت هما موجودين فين..!! يلا علشان نلحقهم مفيش وقت ندلع...!!
افاق ادم من شرود ليهتف بلهفه ووعيد شيطاني :"يلا.... ووحيات امي لهندم اللي عمل كده وانا عارف هو مين...!!
ليتجه مراد وادم والحراس معهم للمكان المحدد..!!
وبداخلهم يتواعدون لمن فعل ذلك.. ليجعلوهم يشربون من نفس كأس الخوف والانتقام...!!
لا يلحظون شئ سوي الانتقام منهم اشد انتقام.!!
كانوا يشعرون بألم مُميت... وخوف يسكن داخلهم.....!!
كانوا يشعرون بالحقاره من نفسهم عندما تركوهم يذهبون لوحدهم...!!
كانت ألام ذكرياتهم لن يمحيها الزمن بسهوله..!!
ليكملوا طريقهم.... وهم في اشد حالات الغضب والخوف..!!
*******************************
{في المخزن المهجور }
اقترب عاصم من منة بوعيد شيطاني... وخبث يحلق في عيناه...!!
انكمشت منة في نفسها بخوف... تريد النجاه بأي طريقه...!! تشعر بعدم شعورها بالامان... كانت تشبه كطفل مرتجف...!! تحاول لملمه شظايا نفسها..!! كانت تشعرُ كأنها في بحر ذكرياتها السوداء..!!
ليهتف عاصم بقسوه :"جه وقتك يا حلوه علشان اصفي طاري منك...!! ومن اخوكي... علشان احسره عليكي...!!
وقبل ان يلمسها عاصم كانت اصوات الرصاص تقتحم المكان وتندفع سياره ادم امام الباب لتحطمه اجزاء صغيره...!!
ليبتعد عنها عاصم بخوف...!! وينتفض الجميع بعيداً عنهم...!! وهم يرون مصير هلاكهم..!!
نزل ادم مسرعاً من السياره هو ومراد.. بعد ان قام الحراس يتقيد عاصم وجاسر ومليكه..!!
امسك ادم عاصم من رقبته ليلصقه في الحائط ويزيد من ضغطه علي رقبه عاصم... وينهره بقسوه وهو يسدد لكماته في وجه عاصم بيده الاخري" بقي انت يا زباله... عاوز تلمس اختي... وتضيع شرفها وتحسرني عليها... ده انا هقتلك..!! هشرب من دمك النهاردة يا عاصم.. !! "ليقوم بتسديد اللكمات في وجهه حتي لم يستطع عاصم الرؤية بوضوح بعد ذلك ليقع مغشياً علي الارض..!! والدماء تسيل منه..!!
**********************
اما مراد... فكان ممسكاً بجاسر ويسدد تلك اللكمات في وجهه ويركله بعنف وهو يهدره بحده وجنون :"بقي انت تخطف ندي ومنة يا زباله... بقي فاكر اننا مش هنجيبك...!! هتدفن صاحي هنا يا جاسر...!! عاوز تنتقم من ندي يا عره..!! ابقي خلي ابوك بقي يطلعك من الحبس... وانت هيتلف حولين رقبتك حبل المشنقه..!!
*************
اتجه ادم بخطوات جنونيه امام مليكة.. الوافقه بذهول... وقدماها لا تستطيع علي حملها... وهي تشعر بهروب شجاعتها منها..!!
ليجذبها ادم من خصلات شعرها... ويصفعها بعنف.... لتسقط ارضاً من شده الصفعه وهي تشعر بان قواها قد خرت حقاً..!!
ليهتف بقسوه :"عاوزة تطعنيني في ضهري يا مليكة...!! فكراني ضعيف وهسكتلك للدرجه دي غبيه...!! بتوقفي قدام النار علشان تحرقك.!!
لتأتي فجاه سياره الشرطة... وينزل منها الضباط..!! ويقومون باخد جاسر ومليكه وعاصم..!!
ليهتف ادم بقوه ؛"ابقي اتوصي بيهم يا حاضره الظابط... اصل هما عمرهم ما حد اتوصي بيهم..!!
ليهز الظابط راسه بالموافقة وترتسم شبح ابتسامه سوداء علي وجوههم... ويذهبوا من حيث اتوا..!!
اتجه ادم ناحيه ندي وقام بفك قيدها ليحملها علي ذراعه وكذلك مراد هو الاخر.. !!
ويتجهوا للخارج.. بعد انتهاء تلك العقبه الملعونة..!!
ركب ادم سيارته وبجانبه ندي..
وركب مراد في الخلف وبجانبه منة..!!
كان كلاهما ينظر لصغيرته بحنو... ولكن كان بداخل كلاهما حديث يريدون اخباره لهم..!!
هتف ادم بهدوء :"منة... مراد كان عاوز يتجوزك... ها اي رايك... ومن ثم اكمل حديثه بمرح"انا من راي ترفضي مراد واحد صايع صح..!!"
رمقت منه مراد بنظرات الدهشه... والحمره تزحف لوجهها وهتفت بضيق :"بس انا مش بحبه..!!"
صاح مراد بها بدهشه :"ناعم يختي..!!"
هتفت منة بمرح :"انا بعشقه..!!"
ومن ثم احتضنها مراد بشوق وشغف.. والجميع ينظر لهم بحنو ولطف...!! ليحتضن ادم ندي.. ويقبل اعلي راسها...!!
وهم يشعرون بأن حياتهم اصبحت خاليه من الحوادث والعقبات ليعود الحلم الوردي مره اخري.... ولكن ملئ بالزهور والحب...!!
*****************************
ثقبت قلبي برصاص حبك 💚
كأنك كنت تزداد في قلبي اقتراباً 💚💙
احببتك لاكسر غرورك لاجعلك تدمن اقترابي لك
هنا في كرنفال الروايات. ستجد.كل.ما هوا جديد.حصري ورومانسى.وشيق.فقط ابحث من جوجل.باسم. الروايه علي مدوانة. كرنفال الروايات.وايضاء.اشتركو على
قناتنا 👈 علي التليجرام من هنا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمدالله💙💙💙