رواية طفلة في صحراء الذئاب الفصل السادس والسابع بقلم الكاتبة الصغيرة


 روايه طفلهُ في صحراء الذئاب.. 

الفصل السادس والسابع 

بقلم الكاتبة الصغيرة

ادم بحديه وقد اخرج ورقه من جيب بنطاله ووضعها امامها بعنف ووضع عليها قلم قائلاً :امضي... اما اشوف هتصرف مع اشكال ازاي..!!؟ 

نظرت له ندي برعب.. وشعرت بأنها تهشمت حقاً..... وحدقت بوجهه الجامد.. وعيونه التي تشبه عيون الصقر.. 

ارتدت في لحظات قناع البرود.. وحل البرود والظلام في عيناها.. كانت عيناها كغابات حاده.. 

قائله بدون تفكير :انا مش همضي علي حاجه.. انت مش هتمشيني علي مزاجك.. مش ندي السوهاجي اللي واحد زيك يفكر يمشيها علي مزاجه...!؟ 

التوت شفتاه بما يشبه الابتسامة السوداء.. وحل عليه شبح الخبث... وبدأ هو في الاقتراب منها رويداً رويداً... حتي التصق بوجهها....وشعرت بانفاسه الحاده الهادره تحرق وجهها الانثوي... 

وسرعان ما جذبها من خصلات شعرها البندقي بعنف قائلاً بغضب :انتي تعرفي اللي يعصي اوامر ادم السوهاجي بيحصله اي!؟ 

انتي واحده عاصيه... عصت اسيادها.. والظاهر انك غبيه وفاكرة نفسك هتقدري تتحديني.. بس علي العموم. طلعي ضوافرك يا حلوه.. فاكره نفسك قطه شرسه.. بس علي العموم انا بقي بحب اقص الضوافر دي... امحيها خالص..! 

اكتفت فقط باطلاق كلمه "اه"حتي يشعر بتألمها.... ولكنه زاد اكثر علي جذب شعرها له..! 

ادم بحديه :صوتك ميطلعش خالص... انتي فاهمه... بدل وديني اخرسك خالص. 

ثم اكمل حديثه وهو يصيح في وجهها :امضي... 

امسكت ندي الورقه بيد مرتعشه والقتها ارضاً باشمئزاز... 

هدرته بقوه قائله :انت مجنون... انا مش همضي علي حاجه....  واعمل ما بدالك...! ولا تفرق معايا..!!ثم مطت شفتيها ببرود وهمست بهسيس مستفز قائله :بس الظاهر انك بتاع نسوان... وعاوز واحدة تكفي غرضك القذر... بس احب اقولك ان انت جيت للشخص الغلط.... روح شوف واحدة من الشارع تكفي غرضك... وفي علمك مهما تعمل.. عمرك ما هتطول شعره واحده مني... مش ندي السوهاجي اللي تستسلم لاشكالك القذرة دي بسرعه...!!

وبدون أن تردد منه.. صفعها بعنف.. جعلت انفها تنزف بغزارة... وجذبها مره اخري من خصلات شعرها بقوه قائلاً بصوت كحفيف الافاعي :اسمعي بقي اللي هقولك عليه.. علشان انا كلامي مش بيتكرر مرتين.! يا تمضي علي الورقه دي وجوازنا يبقي شرعي.. يا اما هاخد اللي انا عاوزة... وهخليكي جاريه تحت رجلي... وهتكوني بالنسبة ليا واحدة رخيصه من الشارع.. وانتي اصلاً في كلتا الحالتين رخيصه....!! 

ندي ببرود :ده عشم ابليس في الجنه... مش همضي... اوعي تفتكر نفسك انك هتتشطر عليا.. احب اقولك ان انا اوسخ مما تتخيل.. وجبروتي لو طلع.. هيهد مية واحد زيك...!! 

رمقها ادم بنظرات السخريه واقترب منها وهمس في اذنها باستفزاز :مش قولتلك طفله غبيه.. وقفت قدام النار.. واهي بتحرقها دلوقتي.. بس علي العموم.. انتي الاشكال اللي زيك.. مبتخدش في ايدي غلوتين... يعني هتوقعي هتوقعي... مش انا اللي طفله زيك تتحداه.. 

وابتعد عنها واخذ يرمقها بنظرات البرود قائلاً :بس انتي اللي اختارتي.. وتتحملي بقي نتيجه اختيارك...!! 

وكاد ان يذهب ولكن اوقفه صوت ندي الذي يظهر عليه الذعر قائله بخوف :خلاص همضي...!! 

اعتلت الابتسامة الخبيثة ثغره.. والتف لها... وبدا بالاقتراب منها... 

دنا لمستواها وهمس امام وجهها قائلاً بخبث :ما كان من الاول... امال عملتي فيها السبع رجاله في بعض لي....!!؟ ثم اكمل حديثه بسخرية قائلاً :بس طلعتي بسكوته. وما اخدتيش غلوه في ايدي..! يا حرام.. صعبتي عليا...!!؟ 

وابتعد عنها.. وبكل هدوء اخرج الورقه من جيب بنطاله ووضعها امامها ومعها القلم...! 

رفعت عيناها الخضراء.. لتقابل ظلام عيناه المُخيم.. وتلك اللمعه الموقوده في منتصف فجوه عيناه... ظلت تنظر له لعده دقائق بصمت وتوتر........! ونظر لها هو الاخر في عيناها التي تجعله في عالم اخر!!؟ لم يعرف لما يشعر بتلك المشاعر المضطربة عند النظر لها!!

افاقت هي من شرودها وامسكت القلم بيد مرتعشه.... ووقعت علي تلك الورقه اللعينه..!!

القت الورقه من يدها في وجهه قائله بغضب مكتوم :اهي الزفته بتاعتك... بس والله العظيم.. مش هتلمس شعره مني.....اللي في دماغك ابقي خده لما ابقي ميته...!! غير كده يبقي بتحلم..!! 

ادم بجموديه :انا مش عاوز اللي في دماغك.. انا عاوز طاري... هو خلاص شربك الكره والقرف منه.. وانتي بقيتي نسخه طبق الاصل منه.. . وانا معنديش عزيز غالي.... ومتقلقيش انتي موتك قرب يا بنت السوهاجي....! 

ابتلعت ريقها في توتر وصمت... ولم تنكر ذلك التخشب الذي حل بها عند سماع اعترافه المُهين لها..!علمت ان جنود تلك الحرب الذي ستخوضها... سوف يقضون عليها بالكامل...!! فلا جدوي من تبرير موقفها له...!! 

ندي بتوتر :تقصد اي بكلامك!!؟ 

ادم بحديه :حاجه متخصكيش.. ومن النهاردة انتي مجرد جاريه... وملكيش الحق في انك تتدخلي في حاجة متخصكيش.. والا هتشوفي الويل مني.. 

ثم هدرها بحديه قائلاً :فاهمه..!! 

اومأت راسها بالموافقة ولكنه اقترب منها بسرعه الفهد وامسك فكها بيده وكاد ان يعتصره قائلاً:انا عاوزة اسمعها.. مش هنقضيها نظام خرس...!! 

تأوهت هي رغماً عنها وزمجر هو بخشونه.. ونفضها بعيداً عنه كأنها وباء... قائلاً بحديه :استلقي بقي وعدك يا بنت السوهاجي..!! 

ندي بحديه :هتعملي اي يعني..!!؟ انت بني ادم مريض.. عندك شيزوفرينيا... بتطلع عقد نقصك علي الناس...!!

رمقها ادم بنظرات الغضب... واصبحت شياطين الغيره والغضب تطارده.. .. اصبح يريد قتلها بيده.. حتي يتخلص من كلامها المشئوم.. اللعنه عليها حقاً... ما الذي يحدث له..!!؟ 

استدار واعطاها ظهره وكاد ان يذهب ولكن اوقفه صوت ندي قائله بخوف :ماما فين!!؟ انا عاوزاها!؟ 

ادم بحديه ومازال يعطيها ظهره :والدتك نايمه دلوقتي... وانتي اتخمدي انتي كمان علشان هنخرج من المستشفى بكره...! 

وتركها وغادر الغرفه صافقاً الباب بقوه جعلتها تنتفض من مكانها.. 

اطلقت هي انفاسها المذعوره... وتقعوقعت في نفسها بحماية.... خائفه من مستقبلها مع ذلك الشخص..!! كان ذلك الشعور اللعين يراودها... العلو الزائف.. تكتمُ حروفها المتوسله.. حتي لا تنطقها... لكي لا تكون ضعيفه امامه... وتخسر تلك المعركة...! كان النوم يجافي عيناها رغماً عنها بسبب الارهاق..! 

*********

وقف هو امام الباب... يتنهد بفروغ صبر..! يلعن تلك الفتاة..! لما يشعر بالخوف عليها اتجاهها..! 

اطلق تلك الانفاس الحاده ليعود لطبيعته...! 

وخرج من المستشفى... تاركاً ذعره وخوفه علي ذلك الباب..! 

***********

في غرفه عاصم.... 

استيقظ بتعب.. وشعر بثقل شديد في  رأسه كانها صخره موضوعه علي رأسه..! بدأ يفتح جفنيه بتعب... وبدأت الرؤية بالوضوح... وجد امامه بعض الممرضين... جالسين امامه... 

عاصم ببرود :اي ده.. هو اي اللي حصل..!! 

الممرضة بهدوء :حضرتك ارتاح انت لسه تعبان..!وادم بيه مانع خروجك دلوقتي من المستشفى.....! 

ضاقت عين عاصم متمردة.. وصاح بها بحده قائلاً :انتي اتجننتي.. هو ملوش دربه لازمة عليا.. اوعي يا ست انتي خليني اخرج من ام المخروبه دي..!! 

وحاول القيام ولكن منعه الممرضين..!! 

عاصم بحديه :بقولك اوعي... انتي هتشوفي نفسك عليا ولا ايه!!؟ ودفعها للوراء حتي ارتطمت بطاوله الدواء... 

وتوجه هو تاركاً الغرفه وصفق الباب خلفه بحده.. 

************

عند ادم السوهاجي.. 

كان هدير انفاسه عالياً... تضخم الافكار في عقله.. يمر الوقت عليه وأنه سنوات عديدة..!! 

اخرج انفاسه الحاده المتحجرشه بوتيره متفرقة....!! كان يشعر بأنه فقد الاكسجين عند ابتعاده عنها..!! 

صاح هو باستنكار قائلاً بحديه :انت اتجننت يا ادم خلاص.. حتت بت زباله زي دي هتاكل عقلك... دي زي ابوها خبيثة وتاكل حق الناس... كلهم عجينه واحده.... محدش فيهم عدل....! هتحط في عقلك اوهام... دموع التماسيح بتاعتها دي هتفرق معاك.. كلهم صنف كداب...!! 

واغمض عينه بتعب... محاولاً عدم الاستسلام.!! 

****************

عند عاصم...! 

ذهب عاصم لغرفه ندي بعد ان تسائل عن رقم غرفتها...!

اقتحم عاصم الغرفه... وانتفضت ندي من مكانها..!!! كانت كالارنب المذعور... اصبحت طفله في صحراء الذئاب...!! لا احد يقدم لها المساعده..!!! 

حاولت الصراخ ولكن عجز لسانها عن ذلك..!! 

لم تدري بنفسها الا وهو يقترب منها ويصفعها بعنف علي وجهها..!! 

عاصم بحديه :بقي انا يا زباله تتحديني.. فاكره نفسك هتعصي اوامري... ده انا اقتلك واغسل عارك بأيدي قبل ما تفكري تلوي دراعي..!! 

ندي بارتجاف :ابعد عني انا بكرهك.. انت عاوز مني اي تاني.. كل ده علشان الورث خده وابعد عني.... وابعد عن امي اللي طفحت الدم بسببك..!! اشتغل الغضب في اوردته... وكاد ان يصفعها وتجمدت هي في نفسها كطفل خائف..!! وجسدها يتلوي من الارهاق.. الا ان يد ادم منعته من ذلك...!!!؟ 

ادم ببرود :.......

كااااااااااااااااااات


بارت 7 

 ادم بحديه ومازال يرفع يد عاصم بعيداً عن ندي :لا عاش ولا كان اللي يمد ايده علي مراتي... وتقريباً انا حظرتك انك متجيش جنبها... بس الظاهر انك ما شاء الله بتحب تعصي كلامي كتير...!! وانت عارف انا اللي بيعصي كلامي ممكن اعمل فيه اي!. واظن انك لسه مجرب ها!!؟ ولا افكرك!!؟ 

جف الكلام من حلق عاصم من فرط التوتر عليه.. 

هتف عاصم بتلعثم :دي... بن..بنتي.. وانا.. ح..حر. فيها..!؟ انت... مل. ملكش دخل بيها..!! 

شدد ادم قبضته علي يد عاصم وجز علي اسنانه بحده وشعر بأن هناك دخان سوف يتصاعد من اذنه اثر كلامه السمج...

هدره ادم بحديه :لا يا عاصم.. اسمعني بقي كويس.. لانك الظاهر نسيت انت باعت بنتك لمين...!!؟ 

اللي هتعيد تربيتها دي مراتي... وملكش اي حق عليها دلوقتي... لاننا خلاص اتجوزنا... ومش هطلقها....فاسمع بقي... لو شوفتك بتقرب منها.. او بتفكر تكلمها انت حر.. وبنتك مش هتعتب باب بيتكوا تاني.. ووالدتها هتيجي تعيش معانا.. وانت اترزع بقي في البيت لوحدك.. علي الاقل نرتاح من قرفك...! وانزا يده من قبضته بقسوه... 

لم يقدر عاصم علي التفوه بأي كلمه.. ولكن اكتفي فقط بالنظر به بغل وكره لا يستطيع اخفائه..!!! 

وترك عاصم الغرفه وصفق الباب خلفه بحده.. وشياطين الغل والكره تطارده اينما ذهب..!! 

**********

في غرفه ندي.. 

كان ينظر لها وعيناه كشعاع حاد مُسلطه علي عيناها التي تشبه الغابات الحاده... 

كان قلبه يُنتزع من مكانه اثر نزيف انفها المستمر.... بسبب تلك الصفعه اللعينه التي مازالت علي خدها الباهت.... ولكن كان يحاول التماسك بقناع البرود...! حتي لا يُثير اهتمامها..!

شعرت هي بطعنات الألم.. والقهر.. والذل...! 

كانت لا تعي بأي شئ.. كانت مجرد جماد.. 

طبقاً لقانون حياتها ستظل صامته رغماً عنها..! 

فلا جدوي من الحديث..! 

اقترب منها بهدوء تام... واخرج بهدوء من جيب بنطاله منديل... واقترب من انفها..  وبدأ في مسح تلك الدماء.. وكان يحدق النظر بعيناها.. التي رغم حدتها مازالت متوهجه في نظره...! 

لم تدري بأي شئ الا عندما وجدته يمسح تلك الدماء من انفها... حاولت ابعاده عنها ولكنه كصخره جامده..

حاولت ابعاد رأسها عنه.. ولكنه امسك برأسها وثبتها بيده...

وهتف بصوت متحجرش :لما اكون بعمل حاجة.. متقظعيش عملي فيها فاهمه ولا لا..!! 

واديكي عرفتي قانون جديد في حياتي علشان متكرريش الغلط مرتين. ..! 

مطت شفتيها ببرود قائله :وانت بقي المفروض تمشيني علي مزاجك..!!؟ 

قرب ادم راسها بقوه قائلا بحده :سميه زي ما تسميه..! 

انتهي ادم مما يفعله وابتعد عنها والقي المنديل.. 

تمتمت ندي بغيظ قائله: سم ودمك  يلطش..!! 

نظر لها ادم باستفهام :بتقولي حاجة.. سمعيني!؟ 

نظرت له ندي بغيظ قائله بخفوت :مبقولش..! 

تنهد ادم بهدوء وجلس علي المقعد المجاور لسريرها... واقترب من وجهها قائلا بهدوء ؛نامي.. وانا هعقد معاكي.. لحد ما تصحي...! وشك اصفر من التعب... نامي..!! 

كادت ندي ان تتفوه ولكن وضع ادم يده علي فمها قائلاً بأمر :نامي... يلا متجادليش...!! 

نزعت ندي يده من علي فمها واعتدلت في جلستها.... وبدات في اغماض عيناها براحه.. حتي ذهبت في بحور النوم العميق...!! 

لم ينكر ادم تلك الابتسامة التي اعتلت ثغره... علي طفوله تلك الفتاة المشاكسه..!! 

كانت الافكار تتصاعد في عقله كالبركان...!! لما دخلت تلك الطفله في تلك الالاعيب... اصبحت دميه خشبية..!! 

اصبحت كالاسطوره السحريه بالنسبة له..!! 

لما تثير تلك المشاعر بداخله..!!؟ 

لا يفهمها ولو واحد في المئه..!! 

*********************

عند عاصم..! 

كان واقفاً امام باب المشفي... والجميع يرمقه بنظرات السخريه والاستحقار... وتعالت الهمهمات 

اثناء وقوفه امام باب المشفي..! 

كان عاصم يرمقهم بنظرات الغضب.. وكاد ان يتصاعد البركان. كان يهز رأسه بعنف.. لكي يُخمد ذلك الثور الهائج بداخله... حتي لا يتسبب في مشاكل.. ويقوم ادم بطرده حقاً..!! 

جلس علي الارض... صامت.. وساكن.. جلبابه مُلطخ بالدماء... علم انه لا جدوي من تحدي ادم السوهاجي.... وكان يحاول حكم ذلك الجنون بداخله..! 

حدث نفسه بعنف وهو يجز علي اسنانه قائلاً :بقي كده يا خلفه العار.. بتتحامي فيه .... شكلها كده الجوازه دي هتيجي علي دماغي بالخراب والمرار الطافح...!!

************************

في غرفه صفاء.. 

استيقظت صفاء صارخه بقوه... والدموع تتجمع في عيناها... متحجره.. تأبي الدموع ان تسقط... 

نهضت منه من فراشها قائله بهلع ؛اي يا عمتي.. مالك!!؟ 

صفاء ببكاء هيستيري :بنتي.. عاوزة اشوف بنتي.... عاصم مش هيرحمها...!! 

هب عليها اعصار الجنون..!! 

واختطف الذعر ملامحها..!! 

نهضت منه من فراشها بهدوء.. وتنهد ببطئ.. 

وجلست بجانبها واحتضنها قائله بشرود :اهدي يا عمتي... ندي زمانها نايمه.. وادم معاها.. خايفه لي دلوقتي..!!؟ 

صفاء بقهر :هيبعدها عني.. عاصم كل همه يخلص عليها...!؟ عاوز يحرمني منها..!! 

ربتت منه علي كتفها بحنان قائله بصوت هادئ :متخافيش... ادم مش هيسمح بكده..!! 

=نامي يا عمتي علشان تقدري تواصلي بكره.. اليوم بكره طويل...! 

هزت رأسها بعنف نافيه حديث منه وهتفت بجديه :لا انا هروح اشوف بنتي.. مش هستني للصبح..!! 

هيجرالي حاجة.. حرام عليكي...!! 

تشبتت بها منه اكثر قائله بقله حيله :اهدي يا عمتي... خير ان شاء الله..! 

صفاء بخيبه امل :يارب كدب ظني.. انا معنتش مستحمله وجع قلب..! 

وجلسوا كلاهما منتظرين طلوع النهار.. 

*****************

في صباح اليوم التالي 💛

استيقظت ندي وفتحت عيناها براحه.. فلأول مره ذلك الشعور بالراحه يراودها..!! وجههت نظرها في الغرفه... ولكنها لم تجده... اعتدلت في جلستها مسرعه.. والخوف تجمع في قلبها مره اخري... 

شعرت بأن جزء كبير سلب من روحها..!! 

اصبحت ضعيفه وهشه... دميه خشبية..!! 

جلست وضمت ركبتيها لصدرها... صامته.... وقعت تحت يد ذلك الذئب القاضي.. وحكم عليها بإحكامه اللعينه..!! 

تركها بمفردها... كان يجعلها تشرب من نفس الكأس الذي شرب منه.. ولكنها حتي لا تعلم ما هو ذلك القهر الذي ذاقه في حياته ليصبح هكذا غليظ القلب... متجمد كالصخره..!! 

ولكنه.. وجدت احد يفتح الباب... رفعت نظرها امام الباب. ووجدته يدخل بكل برود ولا مبالاه... 

لم تنكر ذلك الفرحه التي حلت عليها داخل قلبها...

ولكنها خافت من مشهده.. الذي يجعلها تفقد صوابها...كان يرمقها بنظرات البرود... 

وكان في يده فنجان القهوة الخاص به....

انعقدت تلك الحروف التي بداخل ثغرها.. لم تستطع علي التفوه.. او الاندفاع بأي كلمه..!! 

اقترب ادم منها ووضع فنجان القهوة علي ذلك الدرج... 

شعرت ندي بقربه منها.. وانفاسه الحاده تلفح رقبتها... 

لم ينكر ان رائحتها تدغدغ عقله.. ولكنه زاد من التمسك بقناع البرود... 

كشف ادم ذلك الجرح الذي في رقبتها ببطئ..ونظر له بتقييم!! 

ومن ثم اغلق الجرح مره اخري... وابتعد عنها قائلاً بخشونه اثارت فرعها :تقدري تمشي النهاردة علفكرة.. انا سألت الدكتور...!! 

قومي جهزي نفسك.. وانا هروح ابلغ منه ووالدتك... يلا...!! 

اومأت ندي راسها بالموافقة.. وخرج هو ساحباً ذلك الانفاس الحاده معه...!! 

تنهدت هي بصعوبة... ونهضت من فراشها. وشعرت بأن قدمها لا تقدر علي حملها.   بسبب قوة انفعالها...! 

تمتمت ندي بغيظ قائله :الله يسامحك.. رجلي مش شايلاني بسبب قلقي..!! 

وتوجهت ندي ناحيه المرحاض...! 

****************

دلف ادم لغرفه صفاء ومنه... 

وطرق الباب عده طرقات... 

هتفت منه بخفوت :ادخل...! 

دخل ادم الغرفه  ووجد صفاء ومنه مازالوا مستيقظين... وعيناهم متهدله اثر الاستيقاظ... 

وكانت صفاء تجلس بهدوء شارده... لا تدري بأي شئ سوي ان ابنتها في غرفه في المستشفى..! 

حدقت بذلك الفراغ المزعج..!! وعيناها التي بها براكين الغضب... يتطاير منهم شظايا الحده والغضب... كان بداخلها بركان... وغضبها الذي زاد لحد السماء..!! 

هتف ادم بشرود وعلي مهل :انتوا لسه صاحيين لي!!؟ المفروض ان اليوم طويل النهاردة وكان لازم تناموا..!! 

صاحت صفاء بغضب قائله :بنتي فين يا ادم... بنتي فين...!! سبتها لوحدها علشان عاصم يقتلها.. دي الامانه اللي سلمتهالك...!! 

اقترب منها ادم بهدوء وجلس بجانبها.. ورد بوتيره هادئه خاليه من الحياه :بنتك بتلبس يا عمتي...! وعاصم مجاش جنبها... وكنت قاعد معاها لحد ما صحيت..!! في تحقيق تاني!؟ 

شعرت صفاء بأنها قد جرحته بكلامها.. وحاولت تبرير الموقف ولكنه لم يعطيها اي فرصه قائلا بهدوء :قومي يا عمتي يلا علشان نلحق نسافر..! واغسلي وشك بمايه بارده..! عن اذنك.. 

وخرج ادم من الغرفه... معلناً نفاذ قدرته علي الاحتمال ..!! اغمض عيناه محاولاً تهدأت نفسه.. ومن تلك العواصف التي بداخله..!! 

اتجه ناحيه غرفه ندي وقام بالدخول للغرفه.. فوجد..!! 

                   الفصل الثامن من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات