الفَصْلُ الثَانْيِ عَشَرْ والثالث عشر
رواية طفله في صحراء الذئاب..
بقلم الكاتبة الصغيرة
مليكه ببكاء احترافي :انا حامل....!!
رفع ادم حاجبيه ببرود وهب واقفاً من علي مقعده... واستدار للنافذه... معطياً ظهره لمليكة..!!
وبدأ الشك يزداد بداخله..!! شعر بأنه في دوائر من المتاهات.. لا يعلم نهايتها..!! مازال يحتفظ بشحنه الغموض..!! ولكن علي وشك انفجار تلك الذره المشحونة بالغضب.. لتُتفتك كل من في الشركة..!!!
الوقت يمر كالسنوات...!! وتوتر الاجواء يزداد حده...!! ومراد ومليكه اللذان ينتظران رد ادم علي تلك الصدمه..!!
هتف ادم ببرود :مبروك..!!
اختفت ملامح مليكه..! وتخشب جسدها اثر رده عليها..!! كتمت انفاسها كالموتي..!! وتسلل البرود لجسدها..!!
هتفت بحروف متقطعة وخانقه :يعني اي..!! ان..انا...ب..بقولك... حامل..!!
استدار ادم لها لتقابل ظلام عينه الدامس..!! وتلك اللمعه الموقوده في منتصف عيناه..!! يشتعل فتيل الغضب في عيناه..!!
هتف بقسوة وهو يشيح نظره عنها باشمئزاز :وعايزاني اعمل ايه....!! تلاقيكي عملتي علاقه قذره... ما انتي متعوده علي كده..!!
صاحت مليكه بصراخ مصطنع :يعني ايه..!! انا مستقبلي بيدمر..!! ابوس ايدك الحقني..!!
انا امي لو عرفت هتقتلني.. وانا قرايبي صعيدا ولو عرفوا هيقتلوني..!!
اشار ادم بنظره لمراد بالخروج..!!
اومأ مراد راسه بالموافقة.. وغادر المكتب سريعاً دون حتي النظر لمليكة..!!
جلست مليكه علي الارض بانيهار... تقوم بتمثيل دورها باحترافية.. !
وصاحت فيه بتوسل :انت هتسبني كده.. اتصرف اعمل ايه حاجه..!!
بدأ ادم بالاقتراب منها رويداً رويداً... ودنا لمستواها.. وهمس في اذنها بصوت كحفيح الافاعي :وانتي من امتي كان ليكي مستقبل علشان الحقك..!! وبعدين هو انا اللي لمستك.!!
=روحي للي لمسك وخليه يتحمل مسؤولية اللي في بطنك..!!
امسكت مليكه بيده قائله ببكاء مصطنع:وحياه العشره اللي بينا يا ادم اتصرف...!!
نفط ادم يدها بعيداً عنها... قائلاً بحديه وهو ينهض :قومي..!!
ابتلعت ريقها بتوتر وصمت..!! وهبت واقفه بهدوء..!
هتف ببرود وهو واقف امامها :مين اللي لمسك...!!
حدقت مليكه به بتوتر... قائله بقلق :واحد في باريس لما كنت مسافره من شهر...!!
رمقها ادم بنظرات البرود... قائلا بجديه :طيب.. انا عرفت هعمل ايه.. وامري لله.. علشان ما احطش راس عيلتك في الطين بسبب واحده زيك..!!
التمعت عين مليكه عند سماعها لحديثه... قائله بلهفه :هتعمل ايه...!!
ادم بجموديه :هتجوزك..!!
وكادت ان تتحدث ولكن قاطعها ادم قائلاً بحديه :لما اكون بتكلم متقطعنيش فاهمه..!! وبعدين اتفضلي روحي علي مكتبك دلوقتي لاني مش فاضي..!!
اومأت مليكة رأسها بالموافقة.... وسرعان ما خرجت من المكتب.. والفرح والانتصار يملأها لنجاح خطتها...!!!
اندفع مراد ناحيه باب المكتب.. ودلف للمكتب صافقاً الباب خلفه بقوه..!!
هتف مراد بغضب :ممكن اعرف انت قولت اي للزفته دي خلاها طالعه منشكحه كده..!!
رمقه ادم بنظرات الحديه.. وهدره بقوه :مراد وطي صوتك احنا في الشركة...بلاش لعب عيال..!!
رد مراد من بين اسنانه بحده :لا والله.. اللي بعمله شغل عيال.. انت مكنتش شايف منظرها علشان دمك يفور كده..!!
ادم ببرود ؛هتجوزها..!!
صدم مراد من رد ادم عليه.. وقال بجديه :ادم انت بتتكلم جد.. هتتجوزها ازاي..!؟ وندي..! هتعمل معاها اي..! مفكرتش الخبر هيكون عليها ازاي..!!
هتف ادم بضيق :مراد ارحمني.. كفايه اللي انا فيه... مش وقت عتاب..!! انت المفروض تخفف عني.. مش تقعد تقطم فيا..!!
هتف مراد بهدوء :انا ماشي..!! واعمل اللي انت عاوزه.. وبكره الحربايه دي توديك في ستين داهيه.. وندي هيكون زنبها في رقبتك.. دي حياتك وانت حر فيها.. علشان متجيش تحط اللوم عليا..!؟ سلام..!
وخرج مراد من المكتب...!! وهو يلعن تلك الفتاه التي ظهرت في حياتهم..!!
*******************
في مكتب ادم...!
جلس ادم علي الاريكة بتعب.. وهو يشعر بتبعثر قراراته..!! لم يشعر بالامان من الان..!!
بداخله الف صوت يصرخ للتراجع..!!
وصوت مراد الذي كان يجلده الف جلده..!!
تلك المتاهات التي ليس لها نهايه.!!
*******************
عند ندي..!
شعرت وفاء بثقل علي صدرها...!
وجهت نظرها نحو ابنتها فوجدتها في ثبات عميق..!!
امسكت صفاء بيدها ووجدت البرود يتسلل لها..!!
ووجها الذي ظهر عليه الشحوب...!!
انتفضت صفاء من مكانها.. وشعرت بأن قلبها سوف يتوقف من الصدمه..!!
وضعت صفاء ابنتها على الفراش..!
حاولت حكم الجنون التي حل عليها..!!
اتجهت صفاء ناحيه الباب وخرجت منه بهلع متجهة لغرفة منه..!!
دخلت صفاء غرفه منه ووجدت منه مازالت نائمه..!!
هزت صفاء منه بقوه قائله بفزع :منه اصحي في مصيبه..!!
استيقظت منه بكسل قائله بنعاس :مالك يا عمتي في ايه.!
صفاء بقلق :ندي يا بنتي اغمي عليها ومش بتفوق...!!
هبت منه واقفه من الفراش.. قائله بذعر :طيب اهدي.. روحي غيري هدومك وانا هغير همومي علشان نوديها مستشفي.. '!
اومأت صفاء راسها بالموافقه ومن ثم غادرت الغرفه متجه لغرفتها..!!
شعرت منه بالقلق علي ندي..!!
واحست بشئ ما سوف يحدث.!!
بدأ قلبها في النبض بقوه.. حتي شعرت بأنه سوف ينتزع من مكانه...!!
توجهت منه ناحيه خزانة الملابس واخرجت قميص ازرق وبنطلون ابيض وبدات في ارتدائهم....!?
**********************
عند مليكة...!!
دخلت مليكة المنزل.. وهي تدندن.. وعلامات الانتصار علي وجهها..!!
كانت نازلي تراقبها بتعجب..!!
وكان شبح الابتسامه السوداء قد حل عليها..!!
هتفت نازلي ببرود تام :بتدندني لي..!! عملتي مصيبه ايه!!!
رمقتها مليكة بنظرات الانتصار قائله ببرود :هو انا لما ادندن.. ابقي عملت مصيبه..!!
مش قولتلك بكره تشوفي لما اكون حرم ادم السوهاجي!!
رمقتها نازلي بنظرات الاستفهام.. وايضاً الدهشة ترسم علي وجهها...!!
مليكة بغرور :بقيت حرم ادم السوهاجي. !!
حدقت نازلي بمليكة.. وشعرت بتلك الصدمه التي افاقتها..!!
هتفت نازلي بجديه :ازاي..!! وامتي..!!
تنهدت مليكة ببرود قائله هحكيلك..!!
وبدات مليكة في قص كل شئ علي والدتها..!!
*****************
عند ندي..؟!
انتهت صفاء من ارتداء ملابسها.... واتجهت لغرفة ندي.. ووجدت منه داخل غرفه ندي. !!
منه بجديه :يلا يا عمتي مفيش وقت..!! شكلها تعبان.!!
هزت صفاء راسها بالموافقه...وقاموا بتسنيد ندي للنزول للخارج...!!
نزلت صفاء ومنه للخارج وفي يدهم ندي..!!
دخلت صفاء السيارة ومعها ندي التي حرصت صفاء علي دخولها السياره برفق. . وجلست منه بجانبهم..!!
هتفت منه بجديه :اطلع علي مستشفي السوهاجي الفرع اللي هنا بسرعه..!!
اومأ السائق رأسه بالموافقه وانطلقوا ذاهبين للمشفي..!؟
كانت صفاء تحتضن ابنتها بذعر. !! للمره الثانيه تفقدها...!!
شعرت ان ندي علي حق.. فإنها لن تنجي من بين براثِنُ ادم وعاصم..!!
كان صراخها متألماً بداخلها..!!
بدأت تلك اللحظات تخترق عقلها..!!
لا تستطيع ترويض ادم وعاصم..!!
***********************
عند مليكة..!!
انتهت مليكة من قص كل شئ علي والدتها..!!
كانت تجلس نازالي علي الاريكة بهدوء..!! وسرق الشرود عقلها..!!
تفكر في حديث ابنتها..!!
وبداخلها صوت صراخ صاخب... يريد عدم الموافقه علي ذلك..!!
تحول لون عيناها للدماء..!!
كانت في اشد حالات جنونها وغضبها..!!
ثم هدرت ابنتها بقسوة :انتي ازاي تعملي كده.. للدرجه دي رخصتي نفسك..!! اي فجرتي للدرجه دي..!! محدش هيلمك...!!؟
تعجبت مليكة من قسوه والدتها.. فظنت انها سوف تفرح بحديثها وتشجعها علي ذلك.. ولكن حدث العكس..!!
هتفت مليكة ببرود وهي تنهض بثقة :انا معملتش غير اللي المفروض كان يتعمل..!!
فمتجيش تحطي اللوم عليا. !!
مهو كله بسبب بستفتك..!!
وبعدين الفرصه جاتلي اقول ليها لا..!!
ثم اكملت حديثها بسخريه..!!
=اشوفك في الفرح يا نازلي هانم..!!
وصعدت لغرفتها بخطوات جامده..!! والثقة تتمكن منها..!!
اما نازلي فجلست علي الاريكة بتعب.. فلا حل بيدها. فقد وضعت امام الامر الواقع..!!
************************
في المشفي.!
وصلت صفاء ومنه للمشفي..!!
نزلت صفاء ومنه وفي يدهم ندي الغائبة عن ما يحدث حولها..!! تلك الروح البريئه التي تناجي ربها..!! بأن تتخلص من العذاب.!!
تركت نفسها للرياح لتقضي عليها..!!
دخلت صفاء ومنه المشفي.. ومن ثم صاحت منه في المشفي.. جعلت الجميع ينتبه لها قائله بجديه :عاوزين ترولي بسرعه..!!
جاء الطبيب عندما علم انها شقيقه ادم السوهاجي..!
وضع الممرضين ندي علي الترولي..!!
هتف الطبيب بهدوء :متقلقوش.. خير بأذن الله..!!
وتوجه الطبيب والممرضين للداخل..!!
توجهت صفاء ومنه وراء الطبيب.. حتي كادوا ان يتوجهوا معه.. ولكن الممرضين منعوهم من الدخول..!! وقاموا باغلاق الباب. !!
جلست صفاء علي الارض بحسره..!!
والدموع تنهمر علي وجهها..!!
اصبحت كمومياء..!!
دموعها فاقت المطر بغزارته..!!
شعرت بأن جروحها لن تشفي..!!
فقد فقدت اعز ما تملك..!
*************
كانت منه تاخذ الممر ذهاباً واياباً..!!
وحقاً قلبها لم يكذب بأن هناك شئ حدث..!!
اصدر القدر الحكم علي تلك الفتاه.. لتكن الفتاه ضد احكامه...!!
كانت تشعر بأن جسدها ينتفض بذعر..!!
وعيناها التي حل بها الغيوم..!!
كانت تحضر حرباً سوف تسجل في التاريخ..!!
اللعنه علي تلك الايام البائسه.!!
********************
في شركة ادم السوهاجي..!!
هب ادم واقفاً من علي المكتب.. عندما شعر بنفاذ قدرته علي العمل.!!
ازاح ادم ذلك الستار التي علي النافذه..!
ليري ضوء النجوم..!!
التي تجعل عقله يُسرق من الشرود..!!
كان يشعر بأنه سلب روح تلك الفتاه المسكينه..!!
لم يسمع عن العشق الا عندما دخلت حياته. !!
كان هو الجانب القاتل في علاقتهما..!!
تنهد ادم بعمق..!!
والقي نظره اخيره علي النجوم..!!
وخرج من المكتب..!!
ولم يتحدث مع احد.. فقط اعطي اشاره بأن يغادر الجميع الان. !!
وخرج من الشركه دون اي كلمه.. فشعر بأن كلامه لن يستطيع الخروج من حلقه ..!!
ركب ادم سيارته.. ووضع راسه علي مقبض السواقة.. وهو مازال يفكر في تلك الفتاه التي سلبت كيانه الشامخ..!! وجعلت حصونه تنهار امامها. !!
يفكر كيف سيعيد ثقتها به..!؟ ويجعلها تشعر بالأمان الذي افقتقدته لسنوات. !!
وانطلق ذاهباً لمنزله..!!
************************
في المشفي.!!
كان الوقت يمر كسنوات...!!
وحده الاجواء تزداد..!!
وفرط التوتر يزداد علي قلوب صفاء ومنه..!!
حتي حانت تلك اللحظة الذي سوف تقوم بإنهاء كل شئ..!!؟
خرج الطبيب من الغرفه.. ومن ثم قامت منه وصفاء بسرعه..!!
هتفت منه بتوتر :ها يا دكتور هي كويسه..!!
تنهد الطبيب بعمق...!! وهتف بعد صمت دام لدقيقه قائلاً بهدوء.........!!
********************
💞💋
الفَصْلُ الثَآلثُ عَشَرْ من رواية طفله في صحراء الذئاب..
تنهد الطبيب بعمق... ووجهه الذي تحول للون الاصفر من تلك الصدمه الذي اخذها..!! شعر انه سوف يسلب روح اولئك الذين ينتظرون رده..!!
هتف الطبيب بعد صمت دام لدقيقه :انا عارف ان الخبر ده هيأثر علي حضرتكم..! بس انا مكنش في ايدي اي شئ اتصرف بيه..!!
=المريضه جالها فقدان نطق مؤقت.. بسبب الحاله النفسيه اللي عندها... والضغوطات الكتير عليها..!! انا متأسف جداً!! بس اللي اقدر اقوله حافظوا عليها... وحاولوا متتعرضتش لأي ضغط نفسي..!!
=وهي هتقعد معانا 48 ساعه تحت الملاحظة..!! علشان لو حصل اي شئ ليها..!!
عقدت منه حاجبيها بتعجب... ثم هتفت بضيق :حاجة زي اي يا دكتور...!!
هتف الطبيب قائلاً بهدوء لينفي الشك بداخل تلك الفتاه :متقلقيش حضرتك..!! يعني لو انفعلت او هبطت فجاه.. وده عادي جداً في حالتها..!!
هتفت صفاء بلهفة :طيب يا دكتور احنا نقدر نشوفها دلوقتي..!!؟ ولا هيكون غلط عليها..!!؟
الطبيب بابتسامة خفيفة :لا تقدروا تدخلوا ليها عادي...!!
=ولو حصل اي شئ بلغوني فوراً... عن اذنكم..!!
وغادر الطبيب من الممر..!!
جلست صفاء علي الارض بقهر.... فهي تشعر بأن قدميها لا تقدر علي حملها من الصدمه.....!!
شعرت بأن حياتها متناثرة كلياً...!!
شعرت بنسيم الخوف يتمكن من قلبها...!!
شعرت بأن عاصم وادم هما من قتلوها نفسياً قبل جسدياً.... وأصبحوا هم المذنبين..!!
انكسرت روحها..!!
هتفت صفاء بقهر والدموع تنهمر علي وجهها كالشلال :بنتي بقت مبتتكلمش...!! لي يارب.!!
بنتي كانت دايماً ماشيه جنب الحيط..!! مأذتش حد علشان يحصل ليها كل ده...!!يارب شيل وجعها كله وحطوا فيا... انا مش عاوزة حاجة غير اني اشوفها كويسه ومبسوطه..!!
رمقتها منه بنظرات الندم..!! شعرت بألمها..!!
شعرت بالخذلان اتجاه نفسها..!! لانها لم تتمكن من مساعده والدتها في حمايه ابنتها..!!
علمت الآن بأن ابنتها مجرد ضحيه لافعال والدها.!!
شعرت بأن روحها تُجلد بقسوة من تأنيب الضمير..!!
ولكن ليس بيدها اي شئ لتفعله..!!
هتفت منه بألم :عمتي.. قومي علشان ندخل ليها..!! وتطمني عليها..!!
رفعت صفاء رأسها بتعب..!! ونظرت لمنه..! كأنها تستنجدُ بها..!
اقتربت منها منه ومدت لها يدها لتساعدها علي النهوض.!!
امسكت صفاء بيدها بضعف يغمر جسدها..!!
وتوجهت معها لغرفة ابنتها..!!
دخلت صفاء الغرفه.. ووجدت ابنتها نائمه بسلام.!! ولكن التعب يغمر وجهها..! وتلك الدموع التي لم تجف!!
اخذت صفاء الكرسي الذي بجانب النافذة.. وسحبته بجانب سرير ابنتها.. وجلست عليه.!!
اخذت صفاء تنظر لها كأنها تتشبع من ملامحها..!!
هتفت منه بهدوء :انا هروح اجيب لحضرتك اكل.. انتي مكلتيش بقالك يومين وكده غلط عليكي.. علشان لو ندي صحيت وعرفت انك مكلتيش هتتعب اكتر... واحنا مش عاوزينها تتعب..!!
نظرت لها صفاء بلا حول ولا قوة.. ثم هتفت بهدوء :مليش نفس.. عاوزة اشوف بنتي كويسه الاول.. وبعدين كل حاجة تتعدل..!!
هتفت منه بمكر :يعني انا مكلتش برده.. ترضي ما اكلش يومين..!! ما انتي لو مكلتيش انا مش هاكل...!!
هتفت صفاء بخوف :لا يا بنتي حرام عليكي صحتك.. خلاص هاكل بس تاكلي انتي كمان.! علشان متتعبيش..!!
اومأت منه رأسها بالموافقة وابتسمت ابتسامه اطمئان لصفاء وخرجت من الغرفه...!
امسكت صفاء بيد ابنتها بقوه.. وضمتها لقلبها.. كأنها تستمد منها الطاقه..!!
وظلت تدعي ربها بأن تكون بخير... وتستيقظ سريعاً..!!
***********************
عند ادم السوهاجي..!!
وصل ادم لمنزله وهو هالك الجسد..!!
يطالب بالنوم..!!
نزل ادم من سيارته ببطء
ودخل ادم منزله..!! ووجد المنزل هادئ..!!
تعجب ادم من هدوء المنزل..!!
وصعد لغرفة ندي سريعاً ليطمئن علي صغيرته..!
اندفع ادم لباب غرفه ندي.. ولم يجدها..!!
كانت الغرفه بارده.. كالثليج..!!
جُن جنون ادم... وعقله قد سلب منه.!!
اخذ ينظر للغرفه بذهول..!!
اندفع من الغرفه.. واتجه لباقي الغرف. !؟
ولم يجد عمته او اخته..!!
اصبح كالثور الهائج..!! لم يستطع احكام جنونه..!!
تحول لون عيناه للون الدموي من شده الخوف..!!
شعر بأغلال تحاصر رقبته..!!
لم يكن بحاله متزنه..!!
شعر بأنه قد قضي عليها كلياً..!!
شعر بأنه ذئب مفترس قضي علي فريسته..!!
التقط هاتفه من جيبه سريعاً..!!
واخذ يتصل علي اخته.. لكي يعرف اين ذهبوا..!!
***********************
في الخارج... (عند منه..)
التقطت منه هاتفها عند سماع صوت رنين هاتفها... لتنظر في شاشه هاتفها لتجد اخاها يتصل عليها..!! توترت منه بشده.. ولم تعرف ماذا سوف تقول له.!! وكيف سيصبح هذا الخبر عليه..!!
اجابت منه علي الهاتف بتوتر قائله:ايوه يا ادم..!!
صاح ادم بها بغضب عند سماع صوتها قائلاً بغضب ممزوج بحديه وقلق :انتوا فين. !! وفين ندي وعمتي..!!
اغمضت منه عيناها بقلق وخوف عند سماع صياحه... قائله بتوتر :ادم اهدي بس كده واعقل..!! ندي اغمي عليها وفي المستشفي..! وعمتي معاها.. وانا برا بشتري اكل لعمتي وندي علشان لما ندي تصحي تاكل حاجة..!
اتسعت عين ادم من شده الصدمه من. وشعر بأن روحه قد سلبت منه.. قائلاً بخوف:طيب انتوا في مستشفى اي..!!
منه بهدوء :مستشفى السوهاجي.. الفرع الرئيسي اللي هنا..!!
اغلق ادم الخط دون ان يتحدث بأي كلمه اخري...!!
واندفع للخارج...!!
خرج ادم من المنزل بسرعه وركب سيارته.. مما اثار اندهاش الحراس من سرعته وتوتره..!!
انطلق ادم بسرعه جنونية للمشفي..!!
وكانت الدموع تتجمع في عيناه.. ولكن تأبي النزول...!! لكي لا يكن ضعيفاً مهدماً.. بلا قوه..!!
شعر بأنقسام قلبه لنصفين بلا رحمه..!!
شعر بأنه هو من انهك قلبها..!! سلب منها كل شئ..!!
والآن قتلها نفسياً وجسدياً..!!
احساس بألآلم والخزي يرواده مهما ذهب..!!!
ولكن الآن عرف ما سبب ذلك الشعور..!!
**********************
اغلقت منه هاتفها لتتنهد بضيق..!!
وهربت تلك الدمعه الساخنه علي وجهها..!!
لأول مره تبكي بعد وفاة ابيها وامها..!!
شعرت بالضعف..!! والقهر. !! ولكن لماذا..!! وكيف!!
شعرت بوخز في قلبها..!! شعرت بخوف اخيها عند سماع صوته..!!
لأول مره تشعر بأن مشاعر اخيها قد افاقت حقاً..!! مسحت منه دموعها بسرعه.. وعادت لاستجماع قوتها.. لكي لا تشعر صفاء واخيها بأي شئ..!!
وأكملت طريقها لشراء الطعام..!
***********************
عند جاسر الحديدي...!
كان يجلس علي الكرسي بضيق..!!
يدخن بشراهه...!! وينظر للسماء..!! يناشد ضيقه لها..!!
يفكر في طريقه للانتقام من ندي..!!
لكي يصلح انكسار قلبه..!!
جعلت قلبه يتحطم.. محت ذكراهم...بدون اي رحمه..!!
زفر بضيق.. يتمني لو ان يجد وسيله للانتقام منها..!!
ليجعلها تشعر بنفس الالم الذي يمر به..!!
تنهد بضيق.. واخذ يمسح علي شعره بقوه..!!
واخذ يغرق في شروده وأفكاره..!!
***************************
عند ادم السوهاجي..
وصل ادم للمشفي.. ونزل مسرعاً من سيارته..!
ومن ثم اتجه للداخل...!! اخذ ادم يتجول في المشفي باحثاً عن غرفه ندي.. حتي اوقف ادم احدي الممرضين.. قائلا بجديه :البنت المريضه اللي لسه جايه هنا مع اهلها وكانت فاقده الوعي فين!
الممرض بهدوء :هي اتنقلت غرفه عاديه.. ورقم الغرفه 233...!!
اخذ ادم يركض سريعاً باحثاً عن تلك الغرفه.. وهو في حاله من الدمار..!! يشعر بتأنيب ضميره..!!
وجد ادم الغرفه وسرعان ما اندفع لها..!!
دخل ادم الغرفه.. ووجد صفاء جالسه علي الكرسي محتضنه يد ابنتها...!!
اقترب ادم منهم.... ونظر لندي.. النائمه بسلام..!!
وشعرها المتناثر حولها كحوريه من الجنه..!!
ينظر لها بعمق كأنه يتشبع من ملامحها..!!
دنا ادم لمستواها وقبل رأسها بعمق..! كأنه يعتذر لها عن ما حدث لها..!!
ابتعد ادم عنها.. وجلس علي الارض..!!
وامسك بيدها التي بها اسلاك المحاليل برفق..!!
شعر بوخز في قلبه عند رؤيتها لهذا الشكل..!!
يشعر بتلك النيران المحترقة بداخل قلبه..!!
لأول مره يجرب ذلك الشقاء..!
لا يستطيع ان يغمض له جفن..! ومازالت صغيرته متعبه..!!
بدأت ندي في الاستيقاظ تدريجياً.. لتفتح عيناها الخضراء بهدوء.. ولكن الرؤية شبه مشوشه لها..!!
رمشت عده مرات.. لتبدأ باستكشاف ذلك المكان..!!
نظرت ندي لذلك المكان بهدوء..!!
لتجد والدتها جالسه بجانبها..!
وادم جالس بجانبها علي الجهه الاخري..!!
نظرت ندي لادم بقهر وخذلان... نظرات لا يقدر احد علي تحملها. لتسقط الدموع من عيناها بدون اشاره منها.. لنتذكر حادث امس..!! والشجار الذي بينهم..!!
شعرت بفقدان الطاقه من جسدها..!!
شعرت انها مقيده بسلاسل حديدية..!!
شعرت بأنها تجلد بلا رحمه او شفقه..!!
تحولت نظراتها للذعر والخوف ومن ثم...!!