رواية عشق الرجال الفصل السادس والثلاثون36 بقلم ساره مجدي

رواية عشق الرجال

الفصل السادس والثلاثون  


فتح الحج نعمان عينيه ثم اغلقهم من جديد من شدة الأضائه وعاد وفتحهم من جديد 


ونظر حوله ليجد إحدى الممرضات التى تضع له بعض الأدوية فى المحاليل الواصلة بذراعه وقال بصوت ضعيف  


- أنا فين يا بنتى وأيه إللى حصل 


نظرت إليه الممرضة بابتسامه واسعه وقالت 


- حمدالله على سلامة حضرتك .... حضرتك فى المستشفى بقالك أكتر من ثلاث أيام 


أخذ نفس عميق ثم قال 


- طيب أنا عايز اشوف ابنى أو أى حد من احفادى 


ظلت تنظر فى كل الاتجاهات بتوتر ثم قالت 


- حاضر يا حج 


وخرجت سريعاً وكان هو يشعر بالغرابة من تصرفها 


بعد عدة دقائق عادت ويسبقها الطبيب الذى أبتسم وهو ينظر إلى الحج نعمان بسعاده وقال 


- حمد الله على السلامه يا حج خوفتنا عليك جداً 


أغمض الحج نعمان عينيه وهو يشعر أن هناك شىء غير مريح فى الأجواء ولكنه قال بضعف 


- الله يسلمك يا ابنى هو أيه إللى حصل 


صمت الطبيب قليلاً ثم قال 


- حضرتك كان عندك هبوط حاد فى الدوره الدمويه أثر صدمتك بوفاة إبنك وكمان قلبك وقف مرتين بس الحمد لله حضرتك رجعتلنا بالسلامة 


أغمض نعمان عينيه بألم ثم قال 


- الله يرحمه أنا عايز اشوف ابنى أو أى حفيد من احفادى 


نظر الطبيب إلى الممرضة بحيره لترفع كتفها بلا أعلم ليأخذ الطبيب نفس عميق ثم قال 


- فى الحقيقه يا حج نعمان مفيش حد منهم هنا حتى مدام نعمات مفيش حد معاها 


تغيرت ملامح الحج نعمان ليشعر الطبيب أنه أخطاء وظل يلوم نفسه على ذلك الغباء المستحكم الذى جعله يقول ذلك الكلام لرجل عاد من الموت بأعجوبة 


قال الحج نعمان بلهجه أمره 


- هو فى أيه ما تقول إللى حصل كله مره واحده 


شعر الطبيب بالخوف وقص عليه كل ما حدث وكل ما يعرفه 


ليأمر الحج نعمان الطبيب بالاتصال بكامل وطلب حضوره بمفرده وبالفعل نفذ الطبيب ذلك 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


فى خلال دقائق كان كامل بين يدى جده يقبلها بسعاده وفرح لعودته ربت جده على رأسه وهو يقول 


- ودينى لعمران يا كامل لازم أقف جمبه


رغم خوفه عليه وحرصه على بقائه فى المستشفى حتى يطمئن علي صحته ولكنه يعلم جده جيداً لن يهدء حتى ينفذ ما يريد 


وبالفعل خلال دقائق كان الحج نعمان الوريدى يدلف من باب بيت النادى بعد أن أطمئن على نعمات وتأكد من الطبيب على حالتها وأنها ستظل نائمه حين وقعت عيون نعمان على صديق عمره وأخيه رق قلبه وهو يعلم جيداً ما يشعر به هو فقد ولديه وصديقه فقد حفيده ويال ذلك الألم أنه قوى وغير محتمل 


اقترب منه وجلس بجانبه صامت لعدة ثوانى ثم وضع يده على كتفه وقال 


- شد حيلك يا عمران


رفع عمران رأسه ينظر إلى صديق عمره بحزن دفين وقال 


- كنت بصبرك على موت إبنك وبقولك خليك قوى ودلوقتى حمزه قطم ظهرى  قلبى واجعنى اوووى يا نعمان 


لم يجيبه نعمان بشىء ليقول هو بعد عدة دقائق 


- بشرحلك أيه وأنت وجعك ضعف وجعى ربنا يصبر قلبى وقلبك 


كان عبد العزيز صامت تماما لا يتحدث لا يتحرك وكأنه فى مكان آخر و كان تمام يشعر بالخوف عليه ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل أمه وأبيه وجده وحزنه الذى يحاول مدارته عن الجميع حتى يحتويهم جميعاً ولا يفقد أحد آخر 


وصل أكرم إلى البلده و بعد أن سأل أحد الماره عن بيت النادى وقف أمام البيت الكبير ترجل من سيارته وأتصل برحيم الذى استقبله بلهفه وقص عليه كل ما حدث ليشعر أكرم بثقل كبير فوق عاتقه الأن هو كان يخشى أن يكون حمزه ذات يوم مثله ولكن الأن لديه قضيه أكبر وصدمات أكبر ومسؤليات أكبر رفع عينيه لرحيم وقال 


- أنا مش فاهم أنت طالب مساعدتى فى مشكله مراتك ليه أنت كنت بتعالجها من البدايه أيه إللى أتغير دلوقتى 


أخذ رحيم نفس عميق ثم قال 


- مسك واخده منى موقف دلوقتى ده غير أنى حاسس أنها مبقتش تحس معايا بالأمان أنا مش هسيبها بس محتاج حد تانى معايا يلاحظ إللى بين السطور لأنى وأنا معاها قلبى هو الى بيحركنى مش عقل الدكتور  


هز أكرم رأسه بنعم متفهما ما يقوله رحيم وضع يديه فى جيب بنطاله ثم قال 


- وحالة مدام علياء 


أخذ رحيم نفس عميق وأخرجه بهدوء وقال 


- كانت فى حالة انهيار كامله وكانت بتقول كلام كتير عن أن حمزه مات علشان مش عايز يسامحها وأنه ساب الدنيا كلها بسببها وحاجات زى كده 


ليشعر أكرم بحجم المأساة التى تمر بها علياء هى لم تفقد زوجها فقط أو حبيب طفولتها وشبابها هى فقدت رمز المغفرة وقبول التوبه وذلك ينبئ بشىء خطير


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


مر اليوم على الجميع بصعوبه وحل المساء لتعلوا مكبرات الصوت بآيات الذكر الحكيم وتجمعت كل البلده فى بيت النادى لأداء واجب العزاء كان الجميع حزين حقاً فحمزه لم يكن متكبراً أو متعالياً  كان الجميع يحبه 


مرت ساعات العزاء وصعد كل إلى غرفته أطمئن تمام على والديه وذهب عامر مع جده حتى يطمئن عليه ثم يذهب إلى المستشفى لأمه وأخته 


دلف تمام إلى جناحه ليجدها تجلس على الأريكة الكبيرة فى منتصف الصاله ليتوجه إليها مباشرةً وجلس بجانبها ظلت هى صامته لبعض الوقت حتى اعتدل هو ليضع رأسه على فخذها وخبىء وجه فى تجويف معدتها وضمها بذراعه بقوه ورغم ضخامته إلا أنه لم يتحرك رغم طلبها منه أن يدلفا إلى الغرفه وينام بحريته على السرير وحين ظل كما هو رفعت يدها و وضعتها على شعره تداعبه باصابعها  بحركه رتيبه لعدة دقائق ثم قالت 


- عيط الدموع هتريحك أنت كنت ماسك نفسك طول الوقت و بتحاول تتماسك طول اليوم عيط


لم يجيبها ولكنها شعرت به يضمها أكثر وجسده ينتفض ظلت تربت على كتفه برفق دون كلمات ولسانها يردد بعض آيات القرآن حتى هدء جسده وارتخت أعصابه ظلت جالسه تنظر إلى جسده غير المستريح على تلك الكنبه وهى تشعر بالشفقة والحزن من أجله ثم غلبها النوم وهى جالسه


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان قائد حمزه مجتمع مع بعض الضباط و خالد الذى كان حزين بشده لقد فقد صديقه الوحيد  تحدث اللواء شاكر أسماعيل قائلاً


- انا مصدوم من كل إللى حصل خساره حمزه خساره كبيره  رغم أنه زى العاده أنهى المهمة بنجاح 


ليتكلم أحد الضباط قائلاً


- حقيقى حمزه قفل القضيه و أخد حق دكتور حسن 


بس للأسف غيث الاسدى مات 


وقف خالد ليقول بغضب 


- أيوه مات .... مات بعد ما صاب حمزه برصاصه خلتنا كلنا نخسره لو كان لسه عايش أنا كنت قتلته بأيدى 


وقف شاكر على قدميه وتوجه إلى خالد ووضع يده على كتفه وقال بهدوء


- أهدى يا خالد كلنا هنا زعلانين على حمزه وأكيد مكملين لحد ما ناخد بتاره متنساش أن لسه فى رامز وسعد 


نظر إليه خالد بانتباه شديد ثم هز رأسه بنعم وهو يعلم جيداً كيف سيأخذ بثأر صديقه 


عاد شاكر إلى مكانه وهو يقول 


- بكره الصبح فى حفله تأبين وتكريم لحمزه فى الوزاره لو سمحت يا خالد حاول تخلى أى حد من أهله يحضر 


هز خالد رأسه بنعم دون رد


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


فى صباح اليوم التالى استيقظت نعمات تشعر بألم قوى فى رأسها نظرت حولها لتجد سليمان نائم على الأريكة الموجودة بإحدى أركان الغرفه أغمضت عينيها من جديد ثم نادت عليه بصوت ضعيف عدة مرات حتى سمعها وفتح عيونه ثم اعتدل جالساً  ليستيقظ جيداً ثم ذهب إليها وقبل أعلى رأسها ويدها وقال 


- عامله أيه دلوقتى 


أغمضت عينيها بألم ثم هزت رأسها بنعم ثم قالت 


- هو أيه إللى حصل 


قص عليها كل ما حدث لتبكى بصمت ضعيف ثم قالت  بألم 


- و ورد مجتش تشوفنى 


أبتسم إبتسامه صغيره حزينه وقال 


- حمزه استشهد أمبارح وجوزها محتاجها وهى كانت معاكى هنا ومقرره تفضل معاكى لحد ما تطمن عليكى  بس الظروف 


شهقت نعمات بصوت عالى وهى تقول 


- لا حول ولا قوه إلا بالله إنا لله وإنا اليه راجعون 


مدت يدها تمسك يده بقوه ثم قالت 


- شوف الدكتور أنا عايزه أخرج عايزه أعزى وداد وأكون جمب أختك 


انحنى يقبل يدها وهز رأسه بنعم وغادر ليرى الطبيب


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


استيقظ راشد من نومه ومدد جسده ووقف ينظر إلى حسناء التى لم تنم حتى الصباح ظل ينظر إليها وهو يتذكر انهيارها أمس بعد أن صعد إلى غرفتها كلماتها ودموعها أخذ نفس عميق وهو يتذكر حين ألقت بنفسها بين ذراعيه وهى تبكى بصوت عالى و تقول 


- ليه هو أنا غلط فى أيه علشان ربنا يعاقبنى كل العقاب ده كله... انجرح من حب حياتى واتحمل نتيجة أخطائه وأخسر أخويا و سندى للأبد ليه 


ابتعدت عنه لتجلس أرضاً وهى تقول 


- يمكن حمزه كان بعيد عنى ومش موجود طول الوقت بس بردوا مجرد وجوده فى الحياه وأنا عارفه أنى وقت ما هحتاجه هلاقيه كان كفايه عندى ليه يسيبنا ويروح ليه يوجع قلوبنا عليه 


نظرت إليه ودموعها تغرق وجهها 


- أنت شفت بابا كان شكله أيه وامى إللى دموعها موقفتش تمام واااااه على تمام إللى واخد باله من الكل وهو قلبه هيقف من كتر الحزن ومش عارف يعبر 


جثى بجانبها يضمها بقوه وهو يقول رغم ألمه من كلماتها وحزنه الشديد عليها  


- أهدى يا حُسن أهدى يا حبيبتى أهدى ربنا يصبركم


عاد من ذكرياته على صوت شهقه عاليه منها وهى نائمه دلف إلى الحمام  وبعد عدة دقائق أخرى خرج وارتدى ملابسه وجلس بجانبها على السرير ينتظرها أن  تستيقظ


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


دلف تمام غرفة جده بعد أن أطمئن على والده و والدته  رغم أنه لم يجدهم بخير بأى شكل ولم يطمئن أيضاً 


جلس بجانب جده بعد أن قبل يده 


لينظر عمران إلى حفيده بشفقه ثم قال 


- انكسر ظهرنا يا تمام الوجع جامد يا ابنى 


تنهد تمام وهو يقول 


- عارف يا جدى يوم ما الدكتور حسن مات أنا كنت شايف حالة جدى نعمان وكنت حاسس بحزنه بس متخيلتش ألمه ولما عمى منصور مات حسيت بالصدمه والشفقه على شخص خسر اتنين من ولاده فى حياته لكن دلوقتى شايف أن الراجل ده جبل أنه يستحمل كل ده أنا حاسس بوجع جامد اوووى فى قلبى يا جدى اووووى 


ظل عمران صامت لبعض الوقت ثم قال 


- محدش بيتكوى من النار غير إللى ماسكها بأيده ومحدش بيحس بالوجع غير إللى جربه 


هز تمام رأسه بنعم ثم قال 


- ربنا يصبرنا ويصبره ... صحيح يا جدى الوزاره عايزين يعملوا حفله تأبين لحمزه وعايزين حد مننا يحضر 


نظر عمران لحفيده طويلاً وهو صامت تماما ثم قال بضعف 


- لو عايز تروح أنت روح أحنى لسه  مفهمناش  هو مات إزاى و لينا تار ولا لأ 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت عبله تجلس على الأريكة  الكبيرة المواجه لسرير ابنتها الغائبة عن الوعى منذ أمس ولكن من وقت لآخر تصرخ بأسم حمزه تبكى بصوت عالى ينتفض جسدها بشكل عصبى وتهزى بكلمات غير مفهومه دلف عامر من باب الغرفه ألقى نظره على أخته الغائبه عن الوعى وقبل رأسها ثم جلس بجانب أمه وأمسك يدها وقبلها وهو يقول 


- أمى السواق تحت روحى البيت ارتاحى أنا وبابا هنا ومش هنسيبها متخافيش


نظرت إليه بحزن وهزت رأسها بنعم ثم وقفت على قدميها وهى تقول 


- جدك وعمك ومرات عمك عاملين أيه 


اخفض عامر رأسه بحزن وهو يقول 


- أصعب مما تتخيلى 


أخذت نفس عميق ثم قالت 


- الله يرحمك يا حمزه ويصبر قلوبنا على فراقك 


كان عامر يغمض عينيه حتى لا يبكى فحمزه ليس فقط ابن عمه وزوج أخته أنه درع الحماية الذى لم يفارقه يوما وعلى أثر وجوده كان عامر يشعر بالقوه والأمان والعائله اجمع


غادرت عبله المستشفى فى نفس الوقت الذى دلف فيه رحيم وأكرم فلابد من مقابله سريعه ومساعده أسرع 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


وصلت نعمات بيت النادى لترى الحزن يخيم على جميع البيت حين يموت شخص جيد تشعر أن حيطان بيته والأثاث يبكيان غيابه ودون أن تشعر أغرقت الدموع وجهها 


كانت ورد تغادر المطبخ تحمل بين يديها كوبان من القهوة وعصير ليمون حين وجدت أمها تقف عند الباب وضعت ما بيها على الطاولة الصغيره واقتربت منها ضمتها وهى تقول 


- ماما أنتِ كويسه 


أغمضت نعمات عينيها بألم وهى تأخد نفس عميق محمل برائحه ابنتها ثم قالت 


- أنتِ كويسه يا بنتى .... و حماكى وحماتك فين 


هزت ورد رأسها بنعم وقالت 


- أنا كويسه ياأمى 


ثم أمسكت ورد يد والدتها وهى تدخلها إلى القاعة الكبيرة الذى يجلس بها الجميع وأخبرتها أن تمام سافر للعاصمة من أجل حضور الحفل التى تقيمه وزاره الداخليه من أجل تكريم حمزه 


جلست نعمات بجانب وداد الصامته تماما سوى من دموع عينيها التى لا تتوقف 


ظلت نعمات صامته لعدة دقائق رهبه من الموقف ثم قالت بصوت ضعيف 


- رغم انى أم وعارفه غلاوة الضنا لكن أكيد مش حاسه بالنار إللى جواكى لكن ممكن أتخيلها واتصورها  ..... لكن افتكرى ديماً أن ده أختبار من ربنا وان شاء الله تخرجى منه ناجحه وبتفوق 


نظرت وداد لنعمات نظره طويله صامته ثم وقفت وهى تقول بغضب 


- اطلعى بره وخدى بنتك معاكى وكمان إبنك أنتوا عيله نحس ابعدوا عن عيالى أنا خلاص مليش غيرهم اطلعوا من حياتنا بقى 


وقف الجميع يستمع لكلمات وداد بصدمه زوجها والحج عمران ورد وحسناء وراشد اللذان يقفان عند الباب اقتربت ورد من أمها وأخذتها من أمام وداد  وغادرت القاعة الكبيرة دون كلمه  نظر راشد لحسناء وكاد أن يتحرك خلف أمه وأخته ولكن يد حسناء منعته من الإبتعاد وقالت بصوت منخفض 


- أرجوك متمشيش أنا محتجاك أمى مصدومه أرجوك يا راشد 


قبل راشد أعلى رأسها ثم قال 


- انا عمرى ما هبعد عنك بس مش هينفع أفضل هنا دلوقتى كمان لازم اشوف أمى واختى 


قبل رأسها من جديد ثم قال 


- خليكى جمبها ووصى تمام عليها  


وغادر خلف ورد وأمه اقترب عبد العزيز من وداد التى ظلت واقفه مكانها تنظر إلى الجميع بنظرات غير مفهومه وقال


- حزنك مش مبرر أنك تعملى كده ولو أنتِ عايزه تحافظى على ولادك بالى أنتِ عملتيه ده أنتِ كده بتخسريهم 


وغادر من أمامها وكذلك فعل الحج عمران ولكنه لم يقل أى شىء فقط نظر إليها نظره حزن وخزلان


اقتربت حسناء من أمها التى ألقت بنفسها باحضان ابنتها تبكى بصوت عالى


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


دلفت نعمات إلى جناح ابنتها وجلست على اقرب كرسى وهى تقول 


- ربنا ما يكتب عليكى يا بنتى حرقه قلب أم على إبنها   الله يكون فى عونها 


نظرت ورد إلى أمها بغضب وقالت 


- واحنى كان ذنبنا أيه فى إللى حصل لحمزه ده عمره ونصيبه 


قالت نعمات بهدوء 


- يا بنتى ما يحس بالنار غير إللى ماسكها الله يكون فى عونها 


طرق راشد الباب ودلف قبل رأس والدته ثم احتضن أخته ثم قال وهو ينظر إلى أمه 


- أنتِ كويسه دلوقتى يا أمى  أنا أسف والله يا أمى أنت شايفه الدنيا كلها 


لم تدعه نعمات أن يكمل وهى تقول 


- عارفه يا ابنى عارفه ولا يهمك المهم أنكم كلكم بخير 


أبتسم إبتسامه صغيره دون رد فوقفت نعمات على قدميها وهى تقول 


- يلا يا راشد تعال وصلنى علشان سليمان وصلنى ومشى على طول علشان عنده شغل 


نظر راشد لورد وهو يقول


- وأنتِ يا ورد جايه معانا ولا أيه 


هزت رأسها بلا وهى تقول 


- هستنا تمام لأنه طلب منى أفضل جمب أمه ومش عايزه أخلف وعدى معاه وأول ما يوصل هخلى السواق يوصلنى 


أبتسم  راشد بفخر وهز رأسه بنعم ثم قال 


- لو احتجتينى فى أى وقت كلمينى على طول ماشى 


هزت رأسها بنعم وغادر هو وأمه 


جلست ورد تبكى بصوت مكتوم هى تشعر بجرح كبير فى كرامتها ولكن تمام لديه رصيد كبير بقلبها يجعلها تصمد لبعض الوقت حتى يصل هو ويكون بجانب أمه حتى تغادر هى وبعد عدة دقائق وقفت لتلملم بعض من أغراضها داخل الحقيبه 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


 دلف خالد على مكتب السيد شاكر دون أن يطرق الباب وقال بصدمه 


- أحنى لقينا سعد مدبوح على الطريق الصحراوى

            الفصل السابع والثلاثون من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>