الفصل الحادى والاربعون والثانى والاربعون
بقلم سارة مجدي
الفصل الحادي والاربعون
كان فى طريقه إلى ذلك العنوان القديم الذى لم يذهب إليه منذ أكثر من خمس سنوات منذ إنتقل نديم إلى المخابرات أخذ نفس عميق وهو يتذكر آخر مره ذهب إلى هناك مع حمزه حين كانوا يعملون لوقت متأخر على إحدى القضايا حينها وصل أتصال لحمزه جعله ينتفض واقفا وقال
- خلينا نتحرك فوراً
وفى الطريق أكتشف خالد أن نديم الشريك الثالث لهم قد وصل إلى المكان الذى كان يخطط هو وحمزه كيفية اقتحامه.... فكان يشعر بالغضب من تصرفات نديم الذى دائما يعالجها هو أو حمزه
وصلا إلى المكان ليجد نديم يقف فى مكان ما خلف ذلك المخزن القديم وأسفل قدميه ثلاث جثث ظل خالد وحمزه يشعران بالصدمه مما يروا وكان عليهم تكملة ما بدئه نديم وبعد أن انتهوا منه وقبل ذهابهم إلى المشفى لتلقى العلاج وقف حمزه أمام نديم وقال بعصبيه وغضب
- أنت مش هتبطل تهور بقى هو أنت عايز تبقى بطل ولا مستبيع ولا أيه حكايتك
كان نديم ينظر إلى حمزه بابتسامه صغيره ثم قال
- تعرف أنك هتوحشنى وهيوحشنى خوفك عليا
ليقطب كل من خالد وحمزه حاجبيه بعدم فهم ليقول نديم
- دى آخر عمليه ليا معاكم وحبيت تكون شاقوتى زياده علشان تكون الذكرى الأحلى
ليقول خالد باستفهام
- آخر عمليه إزاى يعنى
ليضع نديم يديه فى جيب بنطاله وقال
- صدر قرار نقلى للمخابرات
لتظهر الصدمه على وجوههم والحزن أيضاً فرغم كل ما يقوم به نديم من تصرفات متهوره ومجنونه إلا أنه ضلعهم الثالث وصديق صدوق رغم كل مشاكله وجنونه عاد من أفكاره و هو يوقف سيارته أمام المخزن ترجل من السيارة ليجد نديم يقف أمامه كما شاهده من خمس سنوات
اقترب منه ووقف أمامه ليشير له نديم برأسه إلى المخزن وقال
- العريس جوه ومستوى ... وجاهز ليلة دخلته
ليرفع خالد حاجبيه بيأس فدائما نديم يضيف لمسته على كل شىء وكما توقع حين دلف إلى الداخل كان رامز وكأنه سيفارق الحياه اقترب نديم ووقف خلف خالد وقال
- أنا مش عارف ده دخله أيه بموت حمزه بس طالما الموضوع يمس حمزه فأنا كمان ليه تار وأنا كده أخدته لأنى خليته ميتحسبش من الرجاله أصلاً
أخذ خالد نفس عميق ثم قال
- والله يا نديم أنا نفسى أعمل إللى أنت عملته ده وأكتر لكن فى هدف أكبر عايزين نوصله
ليهز نديم رأسه بنعم ثم قال
- أوعدك من دلوقتى أشتغل بأسلوبك ومعاك للآخر
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
لم يرد رحيم البقاء فى البلده أكثر من ذلك فأخذ مسك وعاد إلى بيته بالعاصمة وأيضاً لأن خالد قد طلب منه الحضور هو و زوجته للأدلاء بشهادتهم وأيضاً حتى يكون على حريته فى تغير وجهة نظر مسك فى حبه لها ألقى نظره إليها جالسه بجانبه صامته تنظر إلى الطريق أبتسم وهو يفكر أنها تشبه الأطفال بشده تستند بذراع فوق الآخر وتضع قبضه يدها أسفل ذقنها أراد مشاغباتها فقال
- تحبى أشغلك أغنيه اسبونچ بوب
قطبت جبينها ونظرت إليه شزراً وقالت
- ما تقف تجبلى مصاصه ولبان بالمره
كان ينظر إليها باندهاش أنها المره الثانية الذى يجدها تتحدث بطلاقه دون تئتئه رفع حاجبه وقال
- أنتِ بتقولى فيها
وعند أول ماركت أوقف سيارته وقال أمراً
- أنزلى
ظلت مكانها تنظر إليه وهو يترجل من السيارة ويدور حولها حتى وقف بجانب بابها وفتحه ظلت جالسه بعناد ليقول بصوت منخفض
- لو منزلتيش هشيلك
لتنظر إليه بصدمه وعدم تصديق ليكمل قائلاً
- قدامك ٣ ثوانى لو منزلتيش هشيلك
وبدء فى العد
- ١ ، ٢ ، ٣
وحين أنتهى اقترب خطوه لتترجل هى سريعاً ليضحك بصوت عالى ثم أغلق السيارة واقترب منها وقال
- لو على العند والتصرفات الطفولية فأنا عيل لسه فى KG فبلاش تتحدينى
نظرت إليه بخوف وقلق ليبتسم لها بمشاغبه ثم بدء فى شراء بعض الحلوى والعصائر لهم ولم ينسى أن يحضر لها (( مصاصه و لبان ))
وعادا إلى السيارة ليكملا طريقهم إلى البيت
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فتح باب البيت وأشار لها بالدخول لتدخل بصمت ليغلق الباب بقوه وتحرك خطوتان ليقف أمامها مباشرةً لترفع رأسها تنظر إليه بعيون تتجمع بها الدموع ولأول مره يراها قالت
- طبعا خدت تصريح بملكيتك ليا وختم حريه التصرف وهتزل فيا براحتك
ظل صامت ينظر إليها دون أن يظهر على ملامحه أى شىء
لتنحدر تلك الدمعات من عيونها وتسيل فوق وجنتها وكان هو يتابع تلك الدمعات بعينيه حتى وصلت أسفل ذقنها وكادت أن تسقط أرضاً ليمد يده بهدوء ويلتقطها كان يظهر على ملامحها الاندهاش ليرفع يده قليلاً أمام وجهها وقال
- مش ممكن أسمح حتى لدموعك أنها تقع على الأرض ولا يمكن أسمح أن حتى دموعك يكون مكانها تحت رجلى
وبيده الأخرى ضمها إلى صدره وأكمل قائلاً
- دموعك مكانها فوق صدرى وآهاتك يسمعها قلبى وحزنك يخرج منك ويسكن روحى
كانت تبكى بصوت عالى وهى تكتشف غرورها و غبائها وسذاجتها وعندها إلى أين كانوا سوف يصلوا بها
غرورها الذى لم يسمح لها برؤيه سليمان على حقيقته وعندها الذى لم يجعلها ترى حبه الكبير وغبائها الذى كان دائماً يصوره فى شكل والده
وسذاجتها فى تخيلها أن ما كانت تفعله كان سوف يغيره ويجعله الشخصيه التى تريد هى
رفعت رأسها تنظر إليه لتجد حب كبير يسكن عينيه لماذا لم تكن يوماً ترى ذلك الحب
لماذا كانت تراه دائما كبر وغرور وتسلط لماذا لم ترى ذلك الحنان الساكن داخل روحه وكانت دائماً تراه تجبرا رفعت يدها تتحسس مكان صفعه والدها على وجنته وقالت
- أنا كنت أستاهل القلم ده ليه أخذته مكانى
ليبتسم إبتسامه صغيره و قال بثقه
- أيد والدك تترفع علشان تطبطب عليكى مش تضربك .... ولو أنا قبلت أنه يضربك ابقى مش راجل ومستحقش أكون جوزك ... لأن معنى كلمة جوزك يعنى سند وأمان وحمايه وظهر
ألقت بنفسها بين ذراعيه تبكى بصوت عالى وهو يربت على ظهرها بحنان وكانت هى من بين شهقات بكائها تعتذر وبشده
وبعد عدة دقائق كانت قد هدأت تماماً ابعدها عن حضنه ونظر إلى وجهها شديد الاحمرار وابتسم بحنان ورفع كفيه يمسح عينيها وجنتيها من الدموع ثم قال وهو يسير بها فى إتجاه غرفه النوم
- أحنى محتاجين نتكلم يا حور فى حاجات كتير جوا كل واحد فينا ولازم تخرج علشان نرتاح
هزت رأسها بنعم ليبتسم وهو يجلسها على السرير وجثى أمامها يخلع عن قدميها حذائها لتتسع عين حور بصدمه ليبتسم وهو يتغاضى عن تلك الصدمه وقال
- ارتاحى النهارده أنتِ من أمبارح فى ضغط عصبى وده مجهود كبير عليكى وبكره نتكلم فى كل حاجه
لتقول هى بصدق حقيقى
- بكره هنتعرف على بعض من جديد
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف أكرم من باب الغرفه ينظر إليها بنظرات غامضه و كانت هى تبتسم إبتسامه صغيره سعيده دون أن تفارقها نظرة الحزن والدموع
اقترب إلى الداخل ليحيى والدتها بأحترام ثم جلس على الكرسى القريب منها صامت دون حديث
كانت تنظر إليه وهى تسترجع كل كلماته عن ماضيه الذى يشبه ماضيها فهو مكان حمزه وهى مكان سمر مع إختلاف النهايات وأيضاً حجم الأفعال والأخطاء
طال الصمت بينهم فقط نظراتهم لبعضهم البعض حتى أنهم لم يشعروا بمغادرة عبله الغرفه
ظل الصمت هو سيد الموقف حتى قال أكرم بهدوء
- أخبارك أيه يا مدام علياء
ابتسمت إبتسامه صغيره وقالت
- عايشه الحمد لله
أبتسم إبتسامه صغيره وقال
- مدام علياء أحنى أكيد عايشين وعلشان كده حاسين بالألم نتيجة أخطأنا ... لكن كمان أحنى لسه عندنا فرصه نصلح أخطأنا ونفرح ونعيش بجد
كانت تستمع وهى تعلم صحة كلامه ولكن التنفيذ صعب ظلت تفرك يديها ثم قالت
- هو أنت قدرت تعيش إزاى بعد موتها .... قدرت تسامح نفسك .... طيب سامحتها
رفع عيونه إليها بنظرات غامضه وظل صامت يفكر ماذا عليه أن يقول لها أنه قد مات بعدها أنه كان يفكر كل يوم فى الأنتحار مثلها ولولا خوفه من الله لفعلها ليقول لها أنه لولا ظهور حمزه والأمل فى أن يجعل الأمور تتحسن بينهم حتى يشعر أن هناك أمل فى الحياه يعيش من أجله ... وحلم أن لا يتكرر ما حدث معه
أبتسم إبتسامه صغيره وقال مغير دفة الحديث
- أيه أكتر حاجه حمزه كان بيحبها ؟
تفاجئت من سؤاله ولكنها قالت بفخر حقيقى
- شغله كان بيحبه جداً كان كل تفكيره ومجهوده فيه وعلشان كده كان بيترقا بسرعه وكل القاده بيحبوه
هز رأسه مع إبتسامه صغيره ثم قال
- وأنتِ ؟
قطبت جبينها باستفهام
ليكمل هو قائلاً
- أنتِ كمان مكنتيش أكثر حاجه بيحبها
اخفضت رأسها تنظر إلى يديها المرتاحة على قدميها وقالت
- مكنتش أعرف أنى غاليه وحاجه كبيره عنده إلا بعد ما حصل إللى حصل أكتشفت أنى كنت غاليه اووووى ورخصت نفسى
ليقاطعها من رثاء نفسها وقال
- تفتكرى غلطك أكبر ولا غلط سمر
نظرت إليه بعدم استيعاب وظلت حدقتيها ترتعش داخل عينيها بتوتر ليقول هو
- غلط سمر أكبر وأنا مرحمتهاش ..... أنتِ عندك فرصه يا علياء استغليها ربنا بيحبك رغم وجع موت حمزه وألم فراقه لكن لسه عندك فرصه تكفرى عن خطئك ... بس لازم تقفى على رجليكى من جديد وتعملى كل جهدك مينفعش تستسلمى علشان خاطر حمزه ... ماشى
هزت رأسها بنعم وظلت تفكر فى كل ما قاله ولم تلاحظ رحيله ولا غياب والدتها التى كانت تقف بالخارج تتحدث فى الهاتف مع عامر
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس أمام غرفة العمليات يشعر بالخوف والقلق خاصه وهى قد رفضت أن يخبر أى شخص من عائلتها أو عائلته بحالتها حتى يطمئنوا أولا فيكفى ما بهم وما حدث معهم طوال تلك الفتره
أغمض عينيه وهو يتذكر حين دلفت الممرضة تخبرها أن تستعد من أجل أخذ العينة كانت تجلس بين ذراعيه رفعت رأسها تنظر إليه بخوف ليقترب أكثر ويضمها بقوه أكبر وقال و هو يحاول كتم دموعه
- ان شاء الله خير .... ربنا عايز يسمع منك كلمه الحمد لله عايزك تقولى يارب مليش غيرك
لتظل تردد بعض الدعوات حتى دلفت إلى غرفة العمليات عاد من أفكاره على صوت هاتفه ليجدها أمه أخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء حتى يهدء ثم أجابها قائلاً
- اذيك يا أمى وأخبار علياء أيه
لتقول والدته بقليل من الغضب
- أنت فين يا عامر من ساعه ما روحت أنت ومراتك أمبارح ولا سألتوا فيا أو فى أختك
ليغمض عينيه وهو لا يعلم ماذا عليه أن يقول الأن ولكنه أجابها قائلاً
- معلش يا أمى حقك عليا بس أنا فى مشوار شغل ضرورى وفدوى تعبانه شويه ومش هتقدر تيجى ليكى النهارده وأنا بس أول ما أخلص إللى ورايا هعدى عليكى
لتلوى عبله فمها بضيق وقالت
- تعبانه ..... لا ألف سلامه عليها ماشى يا حبيبى هستناك
أغلق الهاتف ونظر إلى باب غرفة العمليات وكأنه يناجيه أن يطمئنه عنها فعقله أبعد ما يكون عن التفكير فى حزن والدته الأن .... سوف يراضيها فيما بعد لكن الأن يطمئن فقط على نبض قلبه وكل شىء سيكون بخير وبعد نصف ساعه خرج الطبيب ليقف عامر سريعاً أمامه وقال
- خير يا دكتور طمنى
ليبتسم الطبيب إبتسامه صغيره وقال
- حضرتك خايف كده ليه أحنى بس كنا بناخد العينه و دلوقتى فى المعمل وان شاء الله النتيجه تكون مطمئنه
ليقطب عامر حاجبيه وهو يقول
- وأخد العينه محتاج أوضة عمليات وبنج
ليربت الطبيب على كتفه وقال
- طبعا لأنه مش سهل على العموم أطمن هى كويسه وهتكون فى اوضتها بعد دقايق
ذهب الطبيب من أمامه ليفتح الباب من جديد و يجد فدوى تخرج على السرير النقال ليمسك يدها وهو يسير بجانبها يحتضنها بعيونه بخوف وقلق ورجاء فى الله أن تكون بخير
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
طوال اليوم هو نائم وكانت هى كل بضع دقائق تدلف إلى الغرفه تضع يدها على جبينه تطمئن على حرارته كان مع كل مره يشعر بها وبيدها على جبينه ولكنه لا يفتح عينيه حتى لا تخجل ولكنه كان يشعر بسعاده كبيره ويتأكد أنها حقاً طيبه ورقيقه بشده استيقظ فى صباح اليوم التالى يشعر ببعض الراحه كاد أن ينهض من السرير ليجدها تدلف إلى الغرفه وبين يديها حامل طعام كبير وحين وقعت عينيها عليه قالت سريعاً
- رايح فين أنت لسه تعبان
ليبتسم إبتسامه صغيره وهو يقول
- أنا مش مشلول يا نجاة دول شويه برد وراحوا لحالهم وأنا عندى شغل
لتضع حامل الطعام أمامه وهى تقول
- بعيد الشر عنك بلاش الكلام ده أنت زى الفل بس مفيش مانع من الراحه يوم كمان
ثم جلست أمامه و أكملت قائله
- أفطر الأول وبعد كده نشوف ماشى
هز رأسه بنعم وبدأو فى تناول طعامهم و كان هو ينظر إليها من وقت لآخر وهى الأخرى كانت تخطف بعض نظرات له حتى علا صوت هاتفه لينظر إليه وقطب جبينه حيث وجد رقم غير مسجل يظهر على الشاشة أمسك هاتفه وأجاب
ليقطب حاجبيه بضيق وتظهر علامات التقزز على وجهه ثم أغلق الهاتف سريعاً
شعرت بالغرابة وظلت نظراتها ثابته عليه وهو يزداد عبوساً و ضيق ثم وقف على قدميه وقبل رأسها وقال
- تسلم إيدك على الفطار بس أنا لازم أروح الشركه
هزت رأسها بنعم وهى تشعر أن هناك شىء خاطىء
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
استيقظ تمام مبكراً واعتدل ينظر إلى وردة روحه وحياته وهى غارقه فى النوم داخل صدره وكأنها طفل صغير يختبئ داخل صدر أمه أبتسم بسعاده لذلك التفكير مد يده يبعد تلك الخصلة السوداء الحريرية من فوق عينيها ليتأمل ملامحها الذى يعشقها وهو يتذكر ما حدث بالأمس حين عادوا إلى البيت كم كانت هى كطفلة تمسك فى يد والدتها خائفه من تعنيف معلمتها لها ولكن والدته كما عاهدها ويعرفها جيداً استقبلت ورد بود و قبلتها وضمتها هو متأكد من أنها لم تصفى بالكامل ولكن مع الوقت ستكون كل الأمور بخير
اجتمع الجميع على طاوله الطعام وكان الوقت لطيف وهادىء حتى أن ورد كانت على طبيعتها ولو قليلاً
عاد من أفكاره على تململها فى نومها لينظر إليها وعلى وجه إبتسامة سعاده لتفتح عيونها تنظر إليه لعدة ثوان ثم أبتسمت وقالت
- صباح الخير
ليداعب وجنتها بأصبعه وهو يقول
- صباح القشطة والعسل
لتتسع ابتسامتها ليعتدل ويقترب منها أكثر وينظر لها من علو وقال
- تعرفى لا الأوضه ولا الجناح ولا البيت كله كان له طعم من غيرك .... روح البيت كانت غايبه ورجعتله برجوعك
كانت تنظر إليه و هى تشعر بالاندهاش من كلماته و أسعدتها واشعرتها أن لها قيمه قالت بعدم تصديق
- أنا كل ده
ليمسح بأصبعه فوق حاجبها وقال بتأكيد
- وأكتر من ده .... نفسى افتحلك قلبى وتشوفى حبك جواه قد أيه
لتقول سريعاً
- ده كتير عليا أنت نفسك كتير عليا
ليقطب جبينه وهو ينظر إلى عمق عينيها وهو يقول سألاً
- أنتِ مفيش حاجه كتير عليكى حتى أنا ..... وبعدين هو أنتِ ليه مش بسمعك بتقولى أسمى خالص
توترت ملامحها وزاغت عيناها ليضع يده على وجنتها ويربت برفق وقال
— ورد أنتِ أحلى حاجه حصلت فى حياتى أنتِ الشىء الوحيد إللى بحس معاه بالأمان والسعادة والحياه ارجوكى أنا محتاج حبك وحنانك واهتمامك أنا محتاج كل حاجه جوه ورد حتى إللى ورد متعرفش انه جواها
كانت نظراتها إليه كلها فخر به وسعاده وفرح وأيضاً ثقه وأمان وكان هو ينظر إليها بابتسامته المميزة ثم انحنى يقبل رأسها ثم وجنتيها وأنفها وانخفض ولأول مره ليخطف شفتيها بقبله ..... حلم بها طويلاً ولكن ما أسعده أكثر هو استجابتها له ومشاركتها الخجولة له جعلته يتعمق أكثر ويتلمس جسدها الذى ارتعش تحت يديه بخجل البتول ليرفع رأسه ينظر إليها مغمضه العينين ناداها برفق
- ورد
لتنظر إليه بعيون زائغه وأنفاس متلاحقه ليناديها مجدداً وكأن أسمها هو صيغه استفهام لتغمض عينيها من جديد و ترفع يديها تحاوط عنقه وقالت
- تمام
ليبتسم إبتسامه صغير سعيده و كأنه أخذ التصريح بالموافقه ليعود بوجه لتجويف عنقها يقبله بعشق و حب ويغرق معها فى عالم وردى لا يوجد فيه أحد غيرهم
*********************************
كان يجلس على الكرسى بشكل عكسى ينظر لذلك القزر الذى تشوه وجهه بسبب لمسات نديم السحريه
وكان الآخر ينظر إلى خالد بخوف وعدم فهم وقال بصوت ضعيف
- أنتو مين وعايزين منى أيه ؟
نظر خالد إلى الخلف ليتأكد من مغادرة نديم المكان ثم عاد بنظره لرامز وقال
- أسمع يلا أنت شفت هو عمل فيك أيه أنا لا عايز ملاوعه فى الكلام ولا كذب هتتكلم دُغرى هتعامل معاك بأحترام هتفكر بس تلف وتدور هسيبه يعمل فيك إللى هو عايزه ..... آمين
هز رامز رأسه بنعم وعلامات الخوف واضحه على وجهه رغم تلك الجروح والدماء التى تغطيه
صمت خالد لعدة دقائق ينظر إليه بتمعن وهو يطرق بقدمه على الأرض ويفكر كيف يبدء معه الحديث وكان الآخر يحول نظره بين قدم خالد ووجهه الغير مفسر يفكر متى سيخرج من هنا
تكلم خالد أخيراً وقال ببرود
- أندورا ...... نزل البلد هنا قبل كده
ليشعر رامز بالصدمه ليضرب خالد الأرض بقدمه ليقول رامز سريعاً
- ولا مره
ليرفع خالد حاجبه ثم قال
- يبقى لازم نعزمه ولا أيه ؟
زاد خوف رامز ولكنه هز رأسه بنعم ليقف خالد على قدميه واقترب الخطوات الفاصله بينهم وجثى أمامه على ركبتيه ليمسكه من مقدمه ملابسه بعنف ثم قال
- مين إللى قتل سعد ؟
انتفض رامز وهو يقول سريعاً
- مش أنا والله ده غيث بعد ما أكتشف أنه كان بيعمل شغل لنفسه ولأندورا من وراه
ظل خالد ينظر إليه بصمت ليكمل رامز قائلاً
- أصله قتل الست إللى كان مرافقها وطلع جوزها أخو الدكتور إللى غيث قتله وكمان هو إللى أدى لأندورا نسخه من الملف إللى كان فيه كل المعلومات إللى تخص العيلتين وكان بينفذ أوامر أندورا إللى كانت ديماً عكس أوامر غيث
كانت الخيوط تتجمع فى يد خالد الأن وكان هذا الرامز يحركه خوفه من نديم عليه أن يشكر نديم على ما فعله به
ترك خالد ملابسه وربت على كتفه بقوه ليتأوه رامز بشده لتتسع إبتسامة خالد الباردة ثم قال بصوت ثلجى
- عجبتنى صراحتك وتعاونك معايا ولو فضلت كده أوعدك تخرج حى من هنا
هز الآخر رأسه سريعاً وقال
- أنا تحت أمرك بس أبوس إيدك من غير ضرب تانى أنا هقولك كل حاجه أنت عايزها
ليبتسم خالد بجانب فمه ثم قال بصرامه
- أنت كنت تعرف مرات الشهيد حمزه منين يلا ؟
لتجحظ عين رامز وينتفض جسده كله برعب وخوف ولم ينطق بحرف ليحركه خالد بعنف و هو يقول
- انطق يالا بدل ما ادفنك حى مطلعش شياطينى
لترتعش شفاه رامز فى محاوله لإخراج الحروف وقال بصوت ضعيف
- والله ما كنت أعرفها أندورا هو إللى جابلى كل حاجه تخصها وطلب منى أعمل كده
- وعملت أيه بقى يا روح أمك ؟
ليقص عليه كل ما حدث مع علياء وكيف بدء يجذب انتباهها له وإلى حديثه و كيف بدء بسحبها إلى التجاوب معه وإلى أين وصلوا
- لكن الشهاده لله هى ست محترمه يمكن حودت شويه عن الصح لكن كتير كانت بتبقى عايزه تتراجع وتقطع كلام لكن أنا إللى مكنتش بديها فرصه وكمان عمرها ما تجوزت فى الكلام
ليرفع خالد قدمه ويضربه فى صدره بقوه وهو يقول
- أومال التسجيلات الصوتية دى أيه
تأوه رامز بشده ورأسه مستريحه أرضاً يرى فقط حذاء خالد قال باستسلام للألم
- كان مجرد كلام عادى والتسجيل إللى فيه كلام مش تمام ده تركيب علشان أوهم جوزها أننا كنا بنتكلم فون كمان
أشتعلت نار حارقه داخل صدر خالد ليضربه بقوه بقدمه فى معدته ثم بصق عليه وغادر سريعاً
كان نديم يجلس خارج المخزن على صخره كبيره ينتظر خروج خالد الذى جلس بجانبه بصمت نظر إليه نديم وقال
- أيه الخطوه الجايه ؟
نظر خالد إليه ثم قال
- عايز حراسه جامده عليه .... وبلاش ضرب أحنى لسه محتاجينه .
ليهز نديم رأسه بنعم ثم قال
- الرجاله موجوده متخافش
ليكون الدور على خالد فى هز رأسه بنعم ثم وقف على قدميه وهو يقول
- أنا همشى لأنى لازم أروح أشوف مرات حمزه
ليقف نديم سريعاً وهو يقول
- أنا جاى معاك
لينظر خالد إليه باندهاش ليقول موضحاً
- عايز اعزيها هى وعيلة حمزه
ظل خالد صامت ينظر إليه بصدمه ليقول نديم وهو يتحرك فى إتجاه السيارة
- يلا أنت لسه هتفكر
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف إلى الشركه وهو مقطب الجبين من أين أحضرت رقم هاتفه ولماذا ..... دلف إلى مكتبه بعد أن طلب من سكرتيرته الحاق به
وحين وقفت أمامه قال بشىء من العصبية
- أنتِ أديتى رقمى الشخصى لحد
لتشعر الفتاه أنها سوف تنال عقاب قوى ولكنها قالت
- جالى شخص و قال أنه عنده شغل مهم ولازم يكلم حضرتك ضرورى ولما عرضت عليه أنى أنا أتصل بحضرتك رفض بشده واتهمنى بقلة الزوق علشان كده أديته الرقم أنا أسفه يا فندم والله
ليرفع يده يسكتها وهو يفكر أنها مازالت تستطيع التخطيط والتنفيذ بنجاح أيضاً
رفع رأسه لسكرتيرته وقال
- طيب روحى على مكتبك
ظل جالسا يفكر فيما حدث لبعض الوقت ثم أنتبه لعمله الذى غاب عنه ليومين وبعد مرور أكثر من ساعتين علا صوت هاتفه ليبتسم حين وجدها نجاة أجابها قائلاً
- أيوه يا ماما أخدت الدوا ومش هرهق نفسى ومش هتأخر شاطر أنا وعارف كل التعليمات
لكنها لم تجب لعدة ثوانى ثم قالت بصوت ثلجى
- فى ضيوف هنا مستنينك ياريت تشرفنا
ثم أغلقت الهاتف دون كلمه أخرى ليسقط قلبه أرضا و يركض خارجا من الشركه الى السيارة وبأقصى سرعه إلى البيت
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
خرج من الحمام لم يجدها فى الغرفه ارتدى ملابسه وخرج يبحث عنها لم يجدها شعر بالاندهاش ولكنه ذهب للبيت الكبير ليجدها تقف بجانب والدته تحاول إطعامها شىء ما ارتسمت على وجهه إبتسامة سعاده كبيره وظل واقف مكانه يتابع ما يحدث باستمتاع
- بصى يا ماما ما هو لازم تقوليلى رأيك ولا عايزاهم يضحكوا على مرات ابنك ويقولوا ما بتعرفش تطبخ
كانت أمه تنظر إليها بطرف عينيها دون أن يظهر عليها أى شىء حتى قالت ورد
- على فكره أنا عادى هقول أنا عروسه جديده ولسه بتعلم لكن أنا يهمنى شكلك قدام المجتمعات الراقية يقولوا أيه عليكى يا ست وداد
ورغم محاولاتها المستميتة فى منع إظهار ضحكتها إلا أنها لم تستطيع لتقول ورد بوجه شبه باكى
- ممكن بقى تدوقيها
لتفتح وداد فمها وتلتقط ما كان بيد ورد وظلت لعدة دقائق صامته و ورد تنظر إليها وكأنها تنتظر نتيجة تخرجها أو شهادة تميز وتقدير حتى قالت وداد
- طعمه حلو جداً عملتيه إزاى ده يا قرده
لتقفز ورد عاليا وهى تقول
- هيااااااااا بجد عجبك
ليضحك تمام بصوت عالى وهو يقترب منهم قائلاً
- أحلا صباح فى الدنيا .... أمى الغاليه
وانحنى يقبل يدها ثم نظر لزوجته وغمز لها وقال
- ومراتى القمر ..... أنا أمى دعيالى والله
لتضحك وداد من جديد وهى تقول
- باين عليكم اتنين مجانين وأنا مش فايقلكم أنا رايحه ألبس علشان أفطر وأروح لأختك
وغادرت لينظر تمام لورد بسعاده وحب ثم اقترب منها يقبل رأسها ثم يديها وقال بصدق ورجوله
- ربنا ما يحرمنى منك أبدا ... أنا بحبك اووى يا ورد ... يا وردة حياتى
لتحمر وجنتاها خجلاً و اخفضت رأسها أرضا ليقول بصوت آثر
- ارفعى رأسك يا ورد ومتخبيش عينك عنى لأنهم نور حياتى
اجتمعت العائله على طاوله الإفطار والجميع شكر فى الطعام التى اعدته ورد
نظر عمران إلى حسان وقال
- بنتك هتخرج أمتى من المستشفى أنا لما زرتها أمبارح كانت كويسه
نظر حسان إلى والده وكان على ملامحه يرتسم الإرهاق والتعب بشكل واضح قال
- مستنين بس الدكتور النفسى يسمح بخروجها يمكن النهارده أو بكره
لينظر تمام إلى عمه وقال
- مرات عمى كانت قالتلى أن الزيارات ممنوعة وإلا مكنتش فرقت المستشفى علياء أختى الصغيره ومرات الغالى
لتتجمع الدموع فى عيون الجميع تأثراً بذكر أسم حمزه وهز حسان رأسه بنعم وقال
- عارف يا ابنى ... عامر وفدوى على طول معانا وربنا يشفيها ويخرجها بالسلامة ما بقاش القلب مستحمل ألم جديد
ليحل الصمت على الجميع ولكن القلوب جميعاً تبتهل لله أن تمر الأمور على خير
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس بالصغيرة على الأريكة الكبيره تطعمها وتغنى لها حين سمعت طرقات على الباب نظرت إلى الساعه المعلقة على الحائط وشعرت بالاندهاش أن راشد لم يمر على خروجه أكثر من نصف ساعه وضعت ما بيدها على الطاولة أمامها وتوجهت لتفتح الباب والصغيرة بين ذراعيها لتشعر بالصدمه حين وجدت والدتها تقف أمامها أبتسمت حسناء بسعاده وقالت
- ماما أنتِ بجد هنا
لتدلف وداد إلى داخل الشقه وهى تقول
- مش هتقوليلى اتفضلى ولا جوزك مانع دخولى بيتك
لتظهر الصدمه على وجه حسناء وقالت سريعاً
- أيه إللى أنتِ بتقوليه ده يا ماما راشد بيحبك جداً والله
لتجلس وداد على أقرب كرسى وهى تقول
- حتى بعد آخر موقف
لتجلس حسناء على الكرسى المواجه لوالدتها وقالت
- راشد مقدر موقفك وعارف أنك خايفه على ولادك
صمتت وداد قليلاً تنظر إلى الصغيره بين يدى حسناء لتلاحظ حسناء ذلك فوقفت سريعاً وتوجهت إلى أمها وقالت
- شفتى كارما يا تيته
لترفع وداد رأسها تنظر إلى حسناء بغضب لتجثوا أمامها وهى تقول
- ماما كارما ملهاش علاقه بأى حاجه دى ملاك صغير لو راشد غلط هى تتحمل نتيجة غلطه ليه دى طفله يتيمه ومحتاجه حب وحنان
ظلت وداد تنظر إلى الصغيره لتمد حسناء يدها بالصغيرة لتلطقتها وداد وتضمها إلى صدرها ليرق قلبها للصغيره وتدمع عيناها أمسكت يدها الصغيره بأطراف أصابعها وقبلتها ثم قبلت رأسها وكانت حسناء تتابع ما يحدث بعيون دامعه مصاحبه بابتسامه سعيده
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يطعمها بيده وهو يتغزل فى ارنبه انفها وهى تضحك بصوت عالى وتقول
- يعنى أنت سبت كل وشى ونزلى حب فى
ليقاطعها وهو يقبل ارنبه انفها ويقول
- أنا بعشق كل تفاصيلك ملامحك بالنسبه ليا هى رمز الجمال ..... والأهم من كل ده روحك إللى شبه الملايكه
لتدمع عيناها وهى تقول
- أنا ربنا بيحبنى اووى علشان رزقنى بيك بس
ليداعب خصل شعرها بأطراف أصابعه وهو يقول
- بس أيه يا قلبى
أخذت نفس عميق ونظرت إلى النافذه وقالت
- تفتكر هيطلع خبيث .... طيب مش هعرف أخلف
نظرت إليه والدموع تغرق عينيها
- هتسبنى وقتها صح
ليضع ما بيده على الطاولة واعتدل جالساً ينظر إليها بعمق ثم قال
- هو أنتِ تقدرى تضمنى أنى أفضل بصحتى .... أو أفضل عايش أصلاً ... طيب تضمنى منين أن ربنا لما يرزقنا بالأطفال ميكونش عندهم مشاكل أو يرزقنا بيهم وبعدين يخدهم تانى
كانت تنظر إليه بلا تعابير واضحه على وجهها هى تعلم جيداً أن ما يقوله صحيح ولكنها خائفه تحتاج من يطمئنها وهو لم يتأخر ليقترب منها ويحتويها بين ذراعيه وقال
- فدوى أنتِ مراتى وكل حياتى ولادى هيكونوا منك ان شاء الله وحياتى هتكون معاكى وان شاء الله ده أختبار صغير من ربنا واحنى قده صح
لتهز رأسها بنعم حين استمعا لطرق على باب الغرفه لترفع حجابها فوق رأسها وسمح عامر بدخول الطارق الذى لم يكن غير الطبيب لينظرا لبعضهم بخوف ليقول الطبيب بابتسامه صغيره
- الحمد لله الكتله طلعت حميده
ليبتسم عامر بسعاده وانحنى ليسجد لله شكراً ثم وقف واحتضن فدوى وقال للطبيب
- طيب وأيه الخطوه إللى بعد كده
ليقترب الطبيب من السرير وقال
- حالياً هناخد علاج لمدة أسبوعين وبعد كده هنعمل عملية الأستئصال
- للرحم
قالتها فدوى برعب حقيقى ليقول الطبيب نافيا
- لأ طبعاً للكتله .... وبعدها هنمشى على علاج معين لمده وان شاء الله كل الأمور هتكون بخير
نظرت فدوى إلى عامر ليقول الأخير
- طيب كل ده هيأثر على الحمل والخلفه
ليبتسم الطبيب وهو يقول
- لسه بدرى على الكلام ده بس لو مشيتوا على التعليمات ان شاء الله كل حاجه هتكون كويسه
ليهز عامر رأسه بنعم وانحنى يقبل رأس فدوى وقال لطبيب
- يعنى نقدر نخرج النهارده
ليهز الطبيب رأسه وقال
- هكتبلها إذن الخروج
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل أمام البيت بسرعه كبيره لا يعلم كيف ولكنه ترجل من السيارة دون أن يغلقها ودلف إلى الجناح سريعاً ليجد مها تجلس على الأريكة الكبيرة وأمامها نجاة بملامح غير مقرؤة دلف إلى الداخل سريعاً ووقف أمام مها وقال ببرود
- أنتِ أيه إللى جابك هنا ؟
لتقف مها وهى تنظر إليه بعيون ناعسه يشع منها العشق الزائف ثم نظرت إلى نجاة باحتقار وقالت
- زوقك من بعدى بقى وحش
لتشعر نجاة بنار حارقه داخل قلبها ولكنها لم تتحرك أو تظهر ذلك اقتربت مها منه و وضعت يدها على كتفه ليبعدها عنه بقوه وهو يقول
- سألتك أنتِ فى بيتى بتعملى أيه ؟
- توتوتوتوء أيه المعاملة الوحشه دى يا كامل ده أنا حب عمرك
قالت جملتها وهى تنظر إلى نجاة بكيد الأنثى تخبرها أن لها دلال على زوجها أكثر منها هى تخبرها أن لا مكان لها هنا فى بيت كامل وهذا ما كانت نجاة تشعر به بالفعل فهم كامل غرض مها ليبتعد خطوتان للخلف ليقف بجانب نجاة وأمسك يدها وقال
- حضرتك مش مرحب بيكى فى بيتنا لو سمحتى اخرجى بره
لتتحول لهجتها و تقول سريعاً وبطريقه عمليه
- أنا كنت جايه فى شغل
- هنا البيت مش مكان للكلام فى الشغل وأساساً أنا آسف الشغل مع حضرتك مرفوض
قالها سريعاً وهو يشير إليها بيده أن تخرج لتنظر إليهم بغل ثم قالت
- مهما تحاول يا كامل أنا هفضل جواك لأنى مخرجتش أصلاً من قلبك
ثم ألقت نظرة احتقار لنجاة وغادرت دون أن تضيف كلمه أخرى لتبعد نجاة يدها عن يده ونظرت إليه بكسره وحزن ودلفت إلى غرفة النوم و أغلقت الباب ظل واقف فى مكانه ينظر أرضا بغضب شديد أن نظرة عين نجاة الجريحه ألمت قلبه بشده
دلف إلى الغرفه وجلس بجانبها كانت صامته تماماً كلوح ثلج قال بصوت يملئه الألم
- نجاة ارجوكى اسمعينى
لم يصدر منها أى ردة فعل ليبدء هو فى قص كل ما حدث معه هو ومها وفى النهاية قال
- نجاة أنا كنت مجروح وشايف كل الستات خاينين كنت شايف كل الناس مها أنا آسف على إللى حصل منى من أول يوم ارتبطت بيكى وآسف على إللى حصل النهارده
ظلت صامته تنظر إلى الأمام ثم قالت
- ببساطه كده تقولى آسف فا أنا أقولك ولا يهمك متشغلش بالك ونعيش وكأن ولا أى حاجه حصلت وكأنك مثلاً دوست على رجلى مش على كرامتى
كانت نظراته تائه راجيه لتقف هى أمامه وقالت بصوت عالى
- أنت عارف .... أنا بكرهكم كلكم ... كلكم خونه ... كلكم صنف واحد
كانت تنظر إليه ودموعها تملئ عينيها .... ولكنها قالت
- أنت إللى جبان ... أنت إللى ضعيف ... ربنا مخلقناش خونه ... زى ما مخلقكوش عنيكم زايغه
اقتربت خطوه وهى تقول بقوه لا تعلم من أين لها بها
- أنت جبان ... اتجوزتنى ليه وأنت ناوى تظلمنى .... اتجوزتنى ليه وأنت ناوى تعيشنى فى ذل ومهانه ... اتجوزتنى ليه وهى لسه جوه قلبك... أنا نفسى انكسرت ... روحى شاخت ... قلبى مات .... وكله منك ... طول عمرى بحلم بالبيت إللى هبنيه وأعيش فيه ملكه. .. وفى قلب شريكى ميكونش فى غيرى ... أحس أن فى حد بيحبنى من قلبه بجد وأن أنا عنده الدنيا كلها ... حلمت أنى أحس بأهميتى ... منك لله ... أنت دمرتنى .
لتسقط أرضاً تبكى بحرقه وألم
كان ينظر إليها وهو يستمع لكلماتها التى تشبه النصال الحاده التى تنغرز فى قلبه دون رحمه وشفقه ... انهيارها الأن كان يتوقعه منذ تزوجها ....... وأيضاً حضور مها وتلميحاتها التى لا تخفى على أحد مع تاريخهم سوياً كل ذلك يجعلها تقول أكثر من ذلك ...كان يتابع رعشة يديها جسدها الذى ينتفض من أثر البكاء وقوته جعلت عيناه التى لم تعرف للدموع طعماً يوماً تزرفها بقوه الأن ... ليجثوا على ركبتيه أمامها وهو يقول
- أنا كنت ميت وعلشان كده مقدرتش احيكى ... كنت جسد من غير روح ... وعلشان كده سجنت روحك ... كنت خايف وترجمت خوفى بأنى اقهرك ... بس كل إللى حصل بينا كوم وإللى مها كانت عايزه توصله ليكى كوم تانى مها ملهاش مكان فى قلبى اقسملك بالله ..... من أول ما بقينا فى بيت واحد وأنا اتعلقت بيكى وما بقتش بفكر فى حد غيرك
صمت لثوانى ثم قال
- تعرفى التصرف الصح دلوقتى أيه ؟ المفروض دلوقتى أحررك منى علشان أصلح غلطى فى حقك ... لكن أقسم بالله ما هقدر أعمل كده ... مش هقدر أتحمل بعدك ... مش هقدر أتحمل خسارتك ... ارجوكى متسبنيش لأمراضى وشياطينى وألم الماضى
اقترب منها لينظر لعينيها الزاهله المصدومه وهو يقول
- أنا مش همسح دموعك ... أنا هخليها علشان تفضلى فاكره أن أنا سببها ... وتفكرى إزاى تنتقمى منى ... وتعذبينى ... وتذلينى .... بس وأنتِ معايا مش بعيد .... متخليش إنسانه حقيره زى دى تنجح فى أنها تفرقنا ... وأنا من النهارده ... ملكك ... مستعد لكل إللى تأمرى بيه ... و من إيدك دى لإيدك دى
واقترب أكثر ليقبل رأسها ثم يديها .... ثم وقف على قدميه وغادر ليتركها
تنظر إلى الفراغ الذى كان يحتله منذ قليل بصدمه وكلماته تتردد فى عقلها
- وأنا من النهارده ... ملكك ...مستعد لكل إللى تأمرى بيه ...ومن إيدك دى لإيدك د
الفصل الثانى والاربعون
كان جالساً معها يحاولون الوصول إلى أول شىء عليها فعله حتى تعود إلى حياتها ولكن بهدف قوى ليسمعوا طرق على الباب ليقف أكرم يفتح الباب لينظر إليه خالد باندهاش وقال
- مش دى أوضة مدام علياء حرم الشهيد حمزه النادى
ليهز أكرم رأسه بنعم وقال
- أيوه هى يا فندم ممكن أعرف حضرتك مين
ليرفع خالد حاجبه باندهاش وقال
- المقدم خالد علم الدين صديق حمزه الله يرحمه ممكن أقابل مدام علياء
ليشير له بيده أن يدلف إلى الداخل وحين وقعت عين علياء على خالد وقفت سريعاً ورغم النقاب الذى يغطى وجهها إلا أن الدموع والتأثر بوجود صديق حمزه المقرب كان واضحه فى عيونها وكان نديم يقف خلف خالد يشعر بالرهبة من الموقف ككل تكلمت علياء بصوت مهزوز حين وجدت نظرات خالد المستفهمه تجاه أكرم
- الدكتور أكرم الدكتور النفسى إللى بيباشر حالتى
ليهز خالد رأسه وخاصه حين دلفت والدة علياء فى نفس اللحظه و أكدت كلمات علياء
ليتقدم نديم خطوه ووقف أمام علياء وقال
- نديم الهلالى صديق حمزه .... البقاء لله وشدى حيلك
ظلت تنظر إليه طويلاً ثم قالت
- الدوام لله ...شكراً
ليقول خالد بصرامه
- محتاج أتكلم معاكى ضرورى
ليشعر أكرم برغبه خالد فى إخراجه من الغرفه ليقول بهدوء يصل إلى حد البرود
- أعتقد أن حضرتك ممكن تتكلم وأنا موجود
لينظر إليه خالد ببرود مماثل وقال
- هو حضرتك ليك صفه تانيه هنا غير أنك الدكتور النفسى الخاص بمدام علياء
لتقول علياء بهدوء
- سيادة المقدم فى أيه أنا بدأت أقلق
نظر خالد لنديم وقال
- ممكن تخرج بس شويه
ليهز رأسه ونظر نظره خاطفه نحو علياء التى بصوتها جعلت دقات قلبه تتسارع
حين أغلق الباب نظر خالد إليها بغضب شديد وشعور طاغى بالحصره على صديقه وقال
- أيه مش فارق معاكى يعرف أنك إنسانه خاينه ولا أنتِ أصلاً بتتفاخرى بنفسك وحكياله مغامراتك
- حمزه إللى حكالى
قالها أكرم بثبات وثقه لينظر إليه خالد باندهاش ليكمل أكرم قائلاً
- حمزه قبل استشهاده كان بيتعالج عندى وهو إللى حكالى ويمكن كمان أنا أعرف أكتر من إللى أنت تعرفه
صمت خالد وهو يشعر بالصدمه فمؤكد صديقه لم يخبره شىء ولكنه لجىء لطبيب نفسى أغمض عينيه وهو يتخيل عمق الألم الذى كان يعانى منه صديقه
أخذ نفس عميق وهو يتذكر كلمات رامز عنها ثم قال بهدوء
- أنا كنت جاى علشان أقولك أنك كنتى هدف لتدمير حمزه بسبب قضية دكتور حسن الله يرحمه وكمان
صمت لثوانى و كانت تبكى بقهر وهى تجمع فى عقلها خيوط اللعبه القزره التى بسبب غبائها وقعت هى ضحيتها وجعلتها تخسر حمزه ليكمل خالد قائلاً بثقه
- أنا هنتقم لحمزه وهجيب حقه ... وحقك
كانت دموع السعاده تغرق وجه علياء أسفل نقابها ليتقدم خالد خطوه وهو يمد يده لها شاعراً بواجب تقديم واجب العزاء لها وبكامل الأحترام و قال
- البقاء لله .... شدى حيلك
ظلت تنظر إلى يده على هذا السلام يدل على حصولها على وسام المسامحة رفعت وجهها تنظر إليه لتجد نظرة إحترام جعلت دموع عينيها تنزل بغزارة مدت يدها وهى تقول
- ونعم بالله .... شكراً
غادر خالد الغرفه ليقف بالخارج مع نديم بعد ان أشار لأكرم بعينيه أن يخرج خلفه
وقف أكرم أمام علياء وقال بابتسامه
- دلوقتى أقدر أسمح بخروجك من المستشفى
لتنظر إليه باندهاش ليبتسم إبتسامه صغيره ويغادر الغرفه دون أن يغلق الباب ووقف أمام خالد يتحدث معه وكانت هى تبكى من السعاده لترفع نقابها وهى تجلس على ركبتيها أرضا تبكى بحرقه وقوه تخرج كل ما بداخلها من أحزان من خوف ومن احتقار لذاتها وكان نديم يتابع حركاتها بعدم فهم حتى رفعت النقاب ليغادر قلبه صدره ويذهب يجثوا بجانبها يتمنى أن يربت عليها ويطمئنها ويهدئها ..... لا يعلم كم من الوقت مر عليه فى هذا الحال حتى استمع لصوت خالد يخبره باللحاق به
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقود سيارته حين أتصلت به والدته تخبره أن يحضر إلى البيت الكبير بدل المستشفى فأخته قد غادرتها وكان حديثها يحمل من اللوم الكثير ..... ظل يفكر فى زوجته وحالتها الصحيه ..... أنها تحتاج لدعم الجميع لا للوم أو العتاب أمسك هاتفه من جديد وأتصل بالحج عثمان يطلب منه الحضور إلى بيت النادى لتنظر له فدوى بصدمه وهى تقول
- أنت بتكلم بابا ليه ؟
ليمسك يدها يقبلها بحب وهو يقول
- أنتِ طلبتى منى أنى ماقولش لحد حاجه لغايه ما نعرف أيه الحكاية بالتحديد ودلوقتى عرفنا الكل لازم يعرف ويساندك ويقف معاكى
لتتنهد بضيق وهى تقول
- ليه اخوفهم وأقلقهم
ليقول بهدوء
- مافيش حاجه تخوف بس كمان الحاله النفسيه مهمه جداً ولما تلاقى كل إللى بيحبوكى جمبك أكيد ده هيساعدك فى العلاج
لتأخذ نفس عميق وهزت رأسها باستسلام
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل رحيم ومسك إلى بيتهم وحين دلفوا إلى البيت توجهت مسك سريعاً فى إتجاه الغرفه التى كانت تنام بها ليلحقها سريعاً وهو يقول
- رايحه على فين ؟
لتنظر إليه باستخفاف وقالت
- داخله أنام عندك مشكله
ليلوى فمه كالأطفال وهو يقول
- لأ طبعاً أكيد معنديش مانع ... بس مش هنا
وأشار بأصبعه إلى الغرفه لتقطب جبينها بضيق ليقول هو بابتسامه واسعه
- من النهارده مكانك هنا
وأشار إلى غرفته لتكتف يدها أمام صدرها وقالت بعناد
- ليه بقا ان شاء الله
ظل صامت ينظر إليها بتمعن ثم قال
- أنتِ بتحبينى ومطمنه معايا وعلشان كده بتتكلمى من غير أى توتر أو قلق مش كده
لتقطب جبينها وهى تنظر إليه بصمت ثم قالت
- أنت عايز أيه ؟
ليقترب منها وهو ينظر إلى عمق عينيها وقال
- عايز أحبك وتحبينى عايزك تثقى فيا
اخفضت رأسها تنظر أرضا وتجمعت الدموع فى عينيها وقالت بتوتر
- باااااابببا ووووحححشنى اااااوى هوووو بس الللى كككنت بثق فففففيه
ليضمها بقوه وقال بصدق
- وأنا موجود هنا علشانك ومستعد أكون ليكى كل إللى بتتمنيه أنتِ مكنتيش بتثقى فى غيرى طول الوقت إللى فات أيه إللى أتغير
لم تجيبه بشىء ظلت فقط تبكى بصمت وبعد عدة دقائق رفعت يديها تحاوط خصره بقوه وهى تبكى بصوت عالى ولكن بكاء ليس حزناً بل لإخراج كل ما بداخلها حتى تهدء روحها وكان هو على شفاه إبتسامة سعاده ورضا
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس فى شرفه منزلهم ينتظر استيقاظها وهو يفكر فى كل ما حدث هو لا يبرىء نفسه فهو أيضاً أخطاء كان يرى بوضوح خوفها من كونه منصور جديد وتخشى أن تكون نعمات جديده ولكنه تجاهل ذلك وكان يعاند نفسه قبلها إذا وصلا لهذا الموقف الأن فهو له النصيب الأكبر فكان عناده وغروره الذكورى يمنعه من إظهار بعض الرفق واللين لها حتى يطمئنها
استيقظت من نومها العميق تنظر فى أنحاء الغرفه تبحث عنه فلم تجده لتعتدل فى جلستها قليلاً تفكر فيما حدث وكيف سوف تتعامل مع سليمان أخذت نفس عميق ثم دلفت إلى الحمام أخذت حمام ساخن ثم ارتدت ملابسها وخرجت تنظر فى أنحاء المنزل لتجده يجلس بالشرفة اقتربت ووقفت عند الباب تنظر إليه بجلسته المميزة والمعتاده قدم فوق الأخرى وقبضه يده أسفل فمه ظلت واقفه مكانها تتأمله وداخلها رهبه من لحظه الإلتقاء ...... شعر بوقفتها منذ أول لحظه ولكنه ترك لها مساحتها كلها وحين طال صمتها نظر إليها وعلى وجهه إبتسامه صغيره لتهتز شفتيها لمحاوله فاشله للأبتسام فى نفس الوقت التى امتلئت عينيها بالدموع ليقف سريعاً أمامها وقال بلهفه
- أهدى يا حور ليه الدموع دى
لتقول بصوت مبحوح
- كرهتنى مش كده
ليرفع حاجبه باستنكار وقال باندهاش
- كرهتك ..... أيه الكلمه الكبيره دى .... لأ طبعاً مفيش حاجه أسمها كده
ارتعاشة شفتيها و بروده يديها جعله يقطب جبينه وهو يسحبها حتى تجلس على نفس الكرسى الذى كان يجلس عليه وجثى أمامها يحتضن كفيها بكفيه وهو ينظر إليها بحب و ثقه وقال بثبات
- حور أنتِ حب حياتى ..... حب سنين عمرى كله .... قلبى أول ما عرف معنى الحب كان ليكى ومن يومها مشفتش ستات تانيه على وش الأرض .... تفتكرى بعد كل الحب ده أكرهك لمجرد خلاف صغير ما بينا
كانت إبتسامه رقيقه ترتسم على وجهها ثم تحولت مع آخر كلماته لاندهاش وقالت
- خلاف صغير
ليبتسم وهو يعتدل ليجلس على الكرسى المجاور لها وهو يقول
- هو أنتِ فاكره أنك أنتِ بس إللى غلطانه لأ يا حور أحنى الاتنين غلطنا أحنى إللى مخلقناش لغة حوار بينا لو كان كل واحد فينا بيتكلم مع التانى فى كل إللى شاغله وخايف منه والتانى وضح وجهة نظره مكناش وصلنا للى حصل ده
أخذت نفس عميق وهى تنظر إلى الأمام بهم وتثقال وهى تفكر فى كلماته أنه محق هى كانت تعاند وترفض فكرة تصديق أنه سليمان ليس منصور و كان يتابع تعابير وجهها حين خطرت على عقله فكره مجنونه ليبتسم بسعاده وهو ينظر إليها بصمت ثم مد يده وقال
- مهندس سليمان الوريدى .... ممكن نتعرف
لتضحك بصوت عالى ويظهر على وجهها علامات الاندهاش والصدمه ثم مدت يدها وقالت
- حور عثمان.... أتشرفت بمعرفتك
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
حين وصل عامر وفدوى بيت النادى كان الحج عثمان وزوجته فى انتظارهم هناك وحين دلفوا إلى الداخل شعر الجميع أن هناك شىء خاطىء حيث كان واضح على فدوى التعب خاصه وعامر يدعمها فى سيرها وقفت صفيه سريعاً تمسك ابنتها و أيضاً اقتربت ورد تقف بجانبها بخوف لتسألها صفيه بخوف
- مالك يا بنتى فى أيه ؟
أجلس عامر زوجته ونظر إلى أمه بلوم التى شعرت أن هناك خطب ما ثم توجه إلى أخته ضمها وقبل رأسها وقال
- حمد الله على سلامتك يا حبيبتى
ربتت علياء على يد عامر وقالت
- الله يسلمك مالها فدوى فيها أيه ؟
أبتسم لها إبتسامه صغيره ثم عاد ليقف بجانب زوجته وقال
- أنا وفدوى بقالنا يومين فى المستشفى
لتعلوا الشهقات وظهرت الصدمه على وجه عبله واقترب عثمان من ابنته يقول بخوف
- مالك يا بنتى ألف سلامه عليكى
لتبتسم فدوى بإرهاق وقالت
- أنا كويسه يا بابا
ليقاطعها عامر قائلاً
- فدوى عندها ورم فى الرحم
وحين علت أصوات الشهقات وظهر الخوف على الجميع
قال هو بهدوء
- بس الحمد لله طلع حميد وبعد أسبوعين من دلوقتى هنعمل عملية الاستئصال
ظهرت ملامح الخوف على الجميع وقالت ورد بصوت يرتعش
- الرحم
ليقترب منها تمام يضمها حتى يطمئنها حين قال عامر موضحاً
- لأ طبعاً للورم
اقتربت عبله من فدوى وقبلت رأسها وقالت
- ألف سلامه عليكى يا بنتى ربنا يطمنا عليكى
ظل الجميع جوار فدوى يدعموها حتى قالت صفيه برجاء
- ممكن يا بنى تيجوا تقعدوا عندنا لحد معاد العمليه لينظر عامر إلى فدوى التى تضع رأسها على صدر والدتها ليهز رأسه بنعم لتضم صفيه ابنتها بقوه وعيونها تمتلىء بالدموع
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان كالأسد الحبيس يدور فى أركان الصاله لا يعلم ماذا سيكون قرارها هل سيكون هناك مجال لفرصه جديده
يجلس قليلاً على الأريكة ثم يقف يقترب من باب الغرفه يضع أذنه عليه ثم يعود ليقف فى وسط الصاله ينفخ بضيق يتوجه إلى الشرفه ثم يعود إلى الداخل
وكانت هى جالسه فى مكانها تفكر فى كل ما حدث أن قلبها الذى بدء بالتعلق به كان يتألم بشده من كلمات تلك الفتاه وكم شعرت بالسعادة حين أمسك يدها وأفهم تلك الفتاه أنها غير مرغوب بها بينهم ولا للعمل أيضاً
وقفت على قدميها وتوجهت إلى النافذه تنظر إلى الخارج أخذت نفس عميق وهى تغمض عينيها تتذكر نظرات عينيه توسله كلماته ظلت واقفه فى مكانها لعدة دقائق ثم أبتسمت إبتسامه صغير وهى تقرر ماذا ستفعل
توجهت إلى الخزانه وأخرجت إحدى ملابسها البيتيه المريحة المكونة من بنطال قصير حتى الركبه وتى شرت بحملات رفيعة دلفت إلى الحمام أخذت حمام ساخن وارتدت ملابسها وقامت برفع شعرها بطريقه عشوائيه لطيفه ثم وضعت بعض مساحيق التجميل البسيطه وأغرقت جسدها بعطر مميز ابتعدت عدة خطوات للخلف تنظر إلى نفسها باستحسان ثم توجهت إلى باب الغرفه
كان هو يجلس على الأريكة يفكر أنه لم يعد يحتمل سوف يدلف إليها حين استمع لصوت باب الغرفه يفتح لينظر بلهفه لتلك الحورية التى خرجت الأن من إحدى القصص الخيالية أول مره يرى بشرتها السمراء سمار محبب ويراها أيضاً منفتحه فى ملابسها بهذا الشكل نظرت إليه نظره خاطفه ثم دلفت إلى المطبخ دون أن توجه إليه ولو كلمه واحده
ظل واقف مكانه يشعر بالاندهاش ماذا يعنى هذا بماذا يفسر حركتها تلك شعر بأنه يريد أن يذهب إليها ولم يمنع نفسه توجه إلى المطبخ ووقف عند الباب ينظر إليها وهى تعد القهوة وأيضاً كان بجانبها بعض الأشياء التى اخرجتهم من الثلاجه لإعداد الغداء
اقترب خطوه كانت هى تضع القهوة فى الكوب ثم التفتت إليه ووضعت كوب القهوة أمامه كان يشعر بالاندهاش ولكن هناك سعاده كبيره بداخله أخذ نفس عميق ثم قال بنوع من التوسل
- نجاة
نظرت إليه لعدة ثوانى ثم أخذت نفس عميق وقالت
- بص أنا هصدقك وهقتنع أنك نسيت البنت دى وأنك عايز تبدء معايا من جديد ونفتح صفحه جديده سوا .... بس
ليقاطعها وهو يقترب منها يقف أمامها مباشرةً وهو يقول
- من غير بس هنبدء صفحه جديده سوا واوعدك أنى بكل طاقتى هحاول أننا ننجح سوا و أوعدك أنى أسعدك
لتهز رأسها بنعم ليبتسم هو وفى حركه سريعه ضمها بقوه وهو يقول
- أسف مره تانيه .... وشكراً
لتبتسم هى إبتسامه صغيره وهى تقول بصوت يملئه المشاغبة
- عفواً
ليبتعد ينظر إلى وجهها وعلى وجه إبتسامة سعاده ثم رفع يدها يقبلها وقال
- تسلم إيدك على القهوة
كانت تشعر من داخلها بسعاده كبيره وكان هو يشعر بالراحة والاطمئنان
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقف عارى الصدر أمام باب الشرفة ويضم بشفتيه لفافة التبغ يحرق بها صدره الذى ضاق مما هو فيه نظر خلفه إلى تلك الفتاه الغارقة فى النوم بعد ليله ساخنه وصاخبه ..... فتاه كأى فتاه يحضرها كل ليله وأخرى يخرج فيها شهواته وغضبه ولكن اليوم الأمر كان مختلف كان أكثر عنفاً أكثر غضباً أنه يلوم نفسه وبشده كيف يفكر فيها كيف عيناه تنظر إلى ما كان لصديقه ألقى الفافه أرضا ودهسها بقدمه العاريه دون أن يشعر بحرقة نارها على قدمه ثم أغلق باب الشرفة ودلف إلى السرير من جديد ولكنه بدل من النوم ايقظ تلك الفتاه ليخرج كل ما بصدره من ضيق بها وهى تقبلت ذلك بصدر رحب وسعاده
وحين أنتهى زاد غضبه من نفسه لدرجة أنه لم يترك الفتاه للصباح فأخرجها من منزله وأغلق الباب خلفها وجلس أرضا ينظر إلى الفراغ و داخله يتصارع وكأن وحشان داريان يتصارعان على فريسه واحده ظل يضرب رأسه إلى الحائط خلف منه وكل ثانيه تمر كان شدة ضربه لرأسه بالحائط تزداد ولا يستطيع التوقف عن التفكير بها ... حتى توقف فجاءه ثم وقف على قدميه ودلف إلى الحمام ليقف تحت المياه الباردة علها تطفىء نار عقله وقلبه
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يستمع لشرح خالد لجميع تفاصيل القضيه وكيف أنهى حمزه الجزء الأول منها والأن عليهم وضع خطه لحضور أندورا إلى البلد حتى يستطيعوا القبض عليه
تعامل نديم طوال الخمس سنوات الماضيه فى المخابرات جعلت له أسلوب مميز فى العمل وأيضاً أصدقاء كثر يستطيع الإعتماد عليهم وأيضاً أفراد من المافيا فى البلد الذى كان بها
وهذا سهل عليه معرفة معلومات كثيره كان خالد سوف يأخذ فى جمعها وقت أطول من مجرد محادثه هاتف
أخذ الاثنان القرار أخيراً وتم وضع الخطة والأن حان وقت رامز
توجها الاثنان إلى المخزن وحين وقفا أمام الباب طلب نديم من خالد أن يترك له حرية التصرف بالداخل
ظل خالد ينظر إلى نديم ليقول الأخير
- صدقنى ... هبهرك
ليرفع خالد حاجبه وينظر إليه بتعجب ليغمز له نديم بشقاوة وقال
- صدقنى بس سيبلى الطالعة دى
ليأخذ خالد نفس عميق وهو يقول
- ماشى يا نديم خلينا نشوف
ودلف الاثنان إلى الداخل ونديم يرتب أفكاره لخطته و خالد لا يعلم أنه ينتظره مفاجئه من العيار الثقيل ثقل عمل شخص كنديم فى المخابرات لخمس سنوات ومع أكبر رجال المافيا
