رواية عشق الرجال
الفصل الثالث والاربعون
كان نديم يقف أمام رامز ينظر إليه ببرود وكان الآخر ينظر إليه بخوف بل رعب قاتل
جثى نديم أمام رامز وقال
- أنت قدامك حل من اتنين يا تنفذ إللى أنا عايزه أو
ليقول رامز سريعاً
- من غير أو أنا هعمل كل إللى أنت عايزه
أخرج نديم من جيب بنطاله الهاتف ومد يده به لرامز وقال
- هتتصل دلوقتى بأندورا وتقوله أنه لازم ينزل فوراً علشان أنت أكتشفت أن الأسدى و حمزه لسه عايشين
لتجحظ عينيى رامز من الصدمه ليبتسم نديم بجانب فمه وقال
- ولا تحب تشوفهم بنفسك
كان نديم يتحدث وهو يتذكر ما سمعه حين تكلم خالد مع أكرم بأنه ينوى أخذ ثأر حمزه من رامز بحق ما فعله فى حق علياء هو لم يعلم ماذا فعل بالضبط ولكنه لن يمرر الأمر مرور الكرام
وكان خالد يشعر بالاندهاش من كلمات نديم ولكنه وعده أن لا يتدخل وأيضاً أعجب بتفكيره وطريقة تنفيذه
أمسك رامز الهاتف وأتصل برقم أندورا مرت الثوانى طويله حتى استمع رامز لصوت أندورا قال سريعاً
- الأسدى و حمزه طلعوا عايشين أنت لازم تنزل فوراً .... أنت مش فاهم كده ممكن يعملوا أيه
صمت لثوانى يستمع لمحدثه ثم قال
- خلاص أنا مستنيك
وأغلق الهاتف وهو يقول
- هيوصل آخر الأسبوع
ليقترب نديم من وجه رامز وقال بالقرب من أذنه
- لو لعبت بديلك أقسم بالله لخلى أكبر حته منك أصغر من عقلة صباعك
ليزداد خوف رامز وهو يقول
- أنا هنفذ كل إللى هتطلبه منى ..... بس ... بس هو حمزه فعلاً لسه عايش
ليبتسم نديم بجانب فمه وقال
- أنت متسألش أنت تنفذ وبس
ليهز رامز رأسه بنعم ليضرب نديم على وجه رامز بقوه وهو يقول
- Good boy
وقف على قدميه ونظر إلى أحد رجاله وقال
- عايزه على آخر الأسبوع يكون سوبر نجم سينمائى مش عايز يبان فيه خدش
ثم وقف أمام خالد الذى كان يتابع كل ما يحدث وعلى وجه إبتسامة صغيره تحمل الكثير من الإعجاب والاستحسان وقال
- مش يلا بينا أحنى
لتتسع إبتسامة خالد وهو يسبقه إلى الخارج
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان ينتظرها فى الغرفه الكبيره فى بيت النادى يريد أن يتحدث معها لآخر مره قبل عودته إلى العاصمة فالخطوات القادمة لابد أن تكون نابعه منها هى فقط دلفت إلى الغرفه بهدوء وحيته بصوت هادئ وجلست أمامه وهى تقول
- أنا عرفت هعمل أيه
ليقطب أكرم حاجبيه وأبتسم إبتسامة تعجب وقال
- هتعملى أيه
قالت بهدوء وهى تريح ظهرها على ظهر الكرسى
- هفتح دار للمسنين
ليزداد أكرم تعجباً لكلماتها وقال
- مش فاهم ممكن توضحى أكتر
اعتدلت وقالت بحماس
- خالد صاحب حمزه أتصل بيا وقال أن فى فلوس هخدها أسمها ... مممم مستحقات فا أنا فكرت شقة حمزه كانت دور أرضى وليها جنينه تجنن والشقه إلى جمبها فاضيه وصاحبها مسافر اشتريها منه أو أجرها وأفتح دار مسنين صغيره كده صدقه جاريه بأسم حمزه وكمان أنا أشغل نفسى بحاجه مهمه ومفيدة
كان يسمعها وهو يشعر بالفخر بها أنها تحاول أن توجه موجة شعورها بالذنب إلى شىء إجابى حتى يكون لديها رصيد كبير من الأعمال الجيدة وأيضاً حتى تقوم بشىء جيد لحمزه أبتسم إبتسامه صغيره وقال
- حلوه جداً الفكرة دى وأنا أيدى فى إيدك وهساعدك بكل إللى أقدر عليه
لتعتدل فى جلستها و هى تقول
- أنا مش عارفه أشكر حضرتك إزاى أنت تعبت معايا الفتره إللى فاتت وكمان هحتاج مساعدتك فى الفتره الجايه..... كمان المقدم خالد هطلب منه يساعدنا على التراخيص والأوراق الرسمية أيه رأيك
ليقف أكرم وهو يقول
- بجد أنا فخور بيكى ..... هنتظرك فى العاصمة
وظل ينظر إليها كثيراً وهو يشعر بعدم الرغبه بالرحيل يريد أن يبقى جوارها ولكن ما يهدىء قلبه أنها آتيه إلى العاصمة وستصبح قريبه منه دائما
مد يده وهو يقول
- عارف أنه مينفعش أسلم عليكى .... بس بجد أنا محتاج أسلم عليكى لأنى محتاج أشكرك لو أنا كنت ساعدتك فى أنك تقدرى ترجعى للحياه وتفكرى صح أنتِ كمان خلتينى أحس أنى كفرت ولو عن جزء صغير من أخطاء الماضى
شعرت بالاندهاش من كلماته و أيضاً بالسعاده .... مدت يدها التى تغطيها القفزات وقالت
- ربنا أدانى فرصه جديده وأنا قررت استغلها أعمل كده أنت كمان
ليهز رأسه بنعم وعيونه تمتلىء بالفخر ثم حياها برأسه وغادر
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يخرج من حمام غرفتها القديمة فى بيت الوريدى ليجدها ترتب السرير ليقترب منها سريعاً وهو يقول بلوم
- هو مش الدكتور قال راحه طول الأسبوعين دول
لتبتسم إبتسامه صغيره وهى تقول
- هو ترتيب السرير تعب ... وأهو أحرك رجلى شويه أنا مش بحب قعدة السرير
ليضمها من كتفيها وهو يجلسها على السرير ويرفع قدميها ويضع عليها الشرشف وقال بحب
- معلش نستحمل شويه لحد ما نخلص من الموضوع ده و أى حاجه تحتاجيها أنا موجود وماما صفيه كمان
لتلوى فمها كالأطفال وقالت
- حاضر يا بابا
ليضحك بصوت عالى وربت على وجنتها برفق وقال
- بنوتى الحلوه المؤدبه إللى بتسمع الكلام هجبلها شوكولاتة وأنا جاى من الشغل
لترفع حاجبها تنظر إليه باندهاش لينحنى يقبل رأسها ثم قال
- أنتِ بنتى
ثم قبل انفها وقال
- وحبيبتى
ثم أخذ شفتيها فى قبله عاشقه مشتاقه ثم أبتعد عنها وهو يقول
- خفى بقى علشان أنتِ وحشتينى اوووووى
لتبتسم بسعاده وهى تقبل يده وقالت
- ادعيلى يا عامر وخليك جمبى على طول أنا بقوى بيك
ليعود يقبل رأسها من جديد وقال
- أنا جمبك ومعاكى .... وبكره هتبقى كويسه ومحضرلك مفاجئه كمان هتعجبك اوووى بس تقومى بالسلامة
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يرتدى ملابسه حين دلفت إلى الغرفه وبين يديها الصغيره ليبتسم بسعاده وهو يقترب منهم يقبل رأس حسناء ثم حمل الصغيره وهو يقول
- صباح الخير يا حبيبة بابا
وظل يقبل كل قطعه من وجهها ويدها وقدميها وكانت هى تتابعه وعلى وجهها إبتسامة سعادة أم الصغيره خطفت قلبها وروحها هى ابنتها التى لم تنجبها وقرارها فى محله خرجت من أفكارها على صوته وهو يقول
- أحلى صباح فى الدنيا ده
لتبتسم بسعاده وهى تقول
- كارما جايه تقولك الفطار جاهز
ليقبل رأس كارما من جديد ثم قال
- هكمل لبسى وهحصلكم
لتهز رأسها بنعم وتأخذ الصغيره وغادرت الغرفه ليكمل ارتداء ملابسه ثم خرج من الغرفه وتوجه إلى المطبخ ليجد كارما جالسه على السرير المحمول الخاص بها وحسناء تنتظره عند طاولة المطبخ تضع أكواب الشاى
جلس بعد أن قبل يدها وقال
- تسلم إيدك يا حبيبتى
وبدأو فى تناول الطعام لتقول حسناء
- راشد أنا كنت عايزه أقولك حاجه
لينظر إليها باهتمام وقال
- خير يا حبيبتى فى أيه ؟
اخفضت رأسها وظلت تفرك فى يديها ليشعر بالقلق و يضع يده فوق يديها وقال
- قلقتينى يا حُسن فى أيه ؟
لتنظر إليه وقالت بهدوء خجول
- أنا كنت عايزه أروح للدكتورة
ليقول بلهفه وخوف
- أنتِ تعبانه قومى نروح المستشفى
لتبتسم وهى تقول
- متخافش يا حبيبى أنا كويسه كل الحكاية أنى عايزه أاجل الحمل شويه لحد ما كارما تكبر شويه
كانت نظراته مصدومه و مندهشة وقال
- أنتِ بتتكلمى بجد
قالت باستغراب
- أيوه يا راشد فى أيه مستغرب ليه كده؟
ليعتدل فى جلسته ينظر إليها باهتمام وقال
- لأن كارما مش بنتك يا حسناء فأكيد أنتِ نفسك تحملى ويبقى معاكى بيبى ابنك أنتِ
لتقاطعه وهى تقول
- كارما بنتى و مش هسمح لحد يقول غير كده وأنا أكيد نفسى فى بيبى يكبر فى رحمى يوم بعد يوم ويكون حته منى ومنك وده ان شاء الله هيحصل بس بعد ما كارما تكبر وتشد حيلها
كانت هناك إبتسامة سعاده وفخر تملىء وجهه ليقبل يدها بحب وإحترام وتقديس وقال
- ربنا يخليكى لينا يا أم كارما.... أنتِ ملاك حقيقى كارما محظوظه لأنك أنتِ أمها
لتبتسم حسناء بسعاده وهى تنظر إلى الصغيره بحب حقيقى .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
خرجت من جناحها بعد أن دلف تمام إلى الحمام وأخرجت له ملابسه ولمعت حذائه هى تتذكر ما حدث بالأمس حين عاد من عمله بعد أن أتصل بها وطلب منها تحضير العشاء لهم بمفردهم فى جناحهم الخاص لتجد نفسها ترتدى إحدى منامتها الطويلة ولأول مره ..... نظرت إلى نفسها فى المرآة لتشعر بالخجل لقد رأت نفسها جميله حقاً رغم أنه لا يظهر من جسدها شىء سوا ذراعيها وعنقها لكنها شعرت بالخجل أن يراها بتلك الهيئة ولكنها ظلت تفكر أنه يستحق منها ذلك يستحق أن ترضى عينيه بالاستمتاع حين ينظر إليها أعادت تسريح شعرها ووضعت بعض مساحيق التجميل وتعطرت وخرجت من الغرفه لتجده يدلف من الباب لتقف مكانها متوتره وقلقه وكان هو يقف مبهوت بما يرى كان يشعر أن قلبه الذى يتسارع داخل صدره الأن حتى يخرج منه ويذهب إليها يضمها ويقبلها
اقترب ببطىء يتأمل كل إنش فيها قدميها الصغيرتان العاريتان على أرضية الغرفه غلالتها الطويلة ذات الخامه الناعمة ذراعيها المكشوفتان عنقها الناعم الذى يتخيل رائحته عن بعد شعرها المفرود بطول ظهرها وجهها الصغير التى تخبئه عنه وهى مطرقه الرأس أرضاً .... وقف أمامها مباشرةً لا يعلم ماذا عليه أن يفعل الأن
يتغزل بها أم يقبلها أم يحملها ويركض بها إلى السرير يبثها كل شوقه وحبه وعشقه لها
وضع يده أسفل ذقنها يرفعها و ينظر إلى عمق عينيها وقال
- أنتِ أكيد حوريه من الجنه صح
كانت تنظر إليه بخجل شديد بوجنتان شديدى الاحمرار ليقبل وجنتها اليمنى ثم اليسرا وانحنى يقبل ثغرها برقه وكأنه يخشى عليها من الخدش وحين وجدها تتجاوب معها حملها بين يديه ودلف بها إلى الغرفه مره أخرى ووضعها على السرير برفق خلع شاله وعبائته وحذائه وصعد بجانبها ينظر إليها من علو وقال
- أنا دخلت الجنه ومعايا ملكة جمال حور العين صح ..... أنتِ عارفه أنى أنا بعشقك و أنى أسير عنيكى و قلبى بين اديكى
أغمضت عينيها ووضعت يدها تخبىء بها وجهها وقالت بصوت خجول
- بلاش الكلام ده أرجوك أنا مكسوفه لوحدى
ليرفع يدها عن وجهها وقال بلوم
- بتحرمينى من نور حياتى ليه .... بتبعدى عنى شعاع شمسى وبتحرمينى من نور قمرى ... وبعدين مكسوفه منى أنا ... ليه ... ده أنتِ ملكة حياتى وعمرى
رغم سعادتها وفرحه قلبها بتلك الكلمات الرائعه إلا أنها كانت تشعر بالخجل يقتلها .... وكان هو يتابع كل حركه منها ثم اقترب بوجهه أكثر وقال
- تسمحيلى أعيش
لتنظر إليه باستفهام ليقول هو بحب
- قربى منك حياه ... تسمحيلى
لتبتسم وهى تغمض عينيها من جديد ... لينحنى هو يقبلها بشوق جارف ويده تداعب خصلات شعرها واليد الآخر تحتضن يدها التى بعد قليل تجرأت على مفاتن جسدها ليذهبا معاً إلى عالمهم الخاص الذى لا يوجد به أحد غيرهم .... يسقيها من عشق حبه شهداً وترويه هى بعد طول ظمأ
عادت من أفكارها وهى تقف أمام باب غرفة حماتها وطرقته ... وحين فتحت وداد الباب قالت ورد بأدب
- صباح الخير يا ماما ... أنا كنت عايزه أستأذنك فى حاجه .... ممكن تسمحيلى أعمل الفطار والغدا النهارده
كانت وداد تنظر إلى ورد باندهاش وبدأت تلوم نفسها بشده أنها قد ظلمتها لقد أكتشفت كم هى فتاه طيبه خجوله وقريبه من القلب إجابتها بابتسامه صغيره مشجعه
- صباح النور يا بنتى .... أنتِ فى بيتك يا بنتى أعملى إللى تحبيه
لتبتسم ورد بسعاده وانحنت تقبل يد وداد وقالت
- شكراً يا ماما ... وأنا هعملك فطار وغدا تكلى صوابعك وراهم
سحبت وداد يدها سريعاً وهى تقول بلوم
- ليه يا بنتى كده بس ... ربنا يبارك فيكى ... أنا واثقه أن الأكل هيبقى تحفه
وكان هو يتابع ما يحدث من بعيد بسعاده لا توصف أن وردته آثرت أمه بعطرها الأخاذ وكم هو فخور بها
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
جلس نديم وخالد فى ذلك المكان الذى تقابلا فيه أول مره بعد غياب خمس سنوات كان خالد ينتظر حديث نديم لكنه ظل صامت ليقول خالد بنفاذ صبر
- ما تفهمنى يابنى أيه إللى فى دماغك
أبتسم نديم وظل صامت ينظر إلى صديقه لعدة ثوانى ثم قال
- شوف يا خالد أنا باتصالاتى عرفت قد أيه أندورا بيكره الاسدى ... وفرح جداً أنه مات وكمان عرفت أنه كان مخطط يقتل حمزه بس بأسلوبه و إللى حصل سبقه
صمت لثواني ثم قال
- الجديد بقى أن فى شخص جديد أنضم للمافيا من حوالى شهرين والشخص ده بيتم تجهيزه علشان يكون أيديهم هنا
وابتسم إبتسامه صغيره لكنها تحمل فى طياتها خبث كبير ليقول خالد مستفهما
- والشخص ده مين ؟
ليأخذ نديم نفس عميق وهو يقول
- الشخص ده عميل فى المافيا برضوا بس سلاح .... وكده بقى نقدر نقول إن فى تحالف بيحصل وده مش فى مصلحتنا
ليقول خالد بشىء من العصبية
- ونزول أندورا ده هيفرق فى أيه دلوقتى ... أنا كنت عايز اقبض عليه كنت فاكر أنه الكبير لكن كده المواضيع بتكبر
لتظل إبتسامة نديم تزين وجهه ثم قال
- أندورا مش نازل لوحده .... متقلقش كله تحت السيطرة .
كان خالد يشعر بعدم الفهم وعدم الراحه أيضاً ولكنه يثق فى عقل نديم وتخطيطه وخاصه مع تلك النظرة التي يراها فى عينيه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان جالسا خلف مكتبه حين دلف سليمان إليه وهو يقول
- أنت مريح روحك وقاعد هنا وسايبنى أنا لابس المشروع لوحدى
نظر إليه كامل باندهاش وهو يقول
- والله كل واحد فينا وله شغله أنا بصمم على الورق وحضرتك بتنفذ
ليجلس سليمان قائلاً بضيق
- أنا عايز أجازه محتاج أنا و حور نسافر مكان بعيد عن هنا محتاجين نبنى حياتنا من الأول
وقف كامل وتحرك من خلف مكتبه ليجلس على الكرسى المواجه لسليمان وقال
- أنا كمان زيك محتاج أنا ونجاة نسافر مكان نغير جو ونقرب من بعض أكتر بس أديك شايف
صمت لثوانى ثم قال
- الشغل كتير واحنى مصدقنا بعد المشروع الكبير إللى ضاع مننا قبل كده .... ده غير كمان تعب فدوى لازم كلنا نبقى جمبها
نفخ سليمان بضيق ليقول كامل بابتسامه
- أيه رأيك أحنى خلاص فاضل شهر على تسليم المشروع ... نكون اطمنى على فدوى ونطلع كلنا رحله شهر عسل مؤجل وفدوى فترة نقاهه
أبتسم سليمان وهو يقول
- الحمد لله مش لوحدى يعنى كنت فاكر أنى البائس الوحيد إللى فيكوا
ليضحك كامل وهو يقول
- لا يا أخويا متخفش كلنا فى الهوا سوا
فى تلك اللحظه دلف راشد من الباب وهو يقول
- أحب أبشركم أن الفتره الجايه فتره ازدهار وبغدده
ظل الاثنان ينظران إليه دون رد ليقول
- جايبلكم ثلاث مشاريع جديده
ليقف كامل يعود خلف مكتبه وهو يلوى فمه بضيق ونظر سليمان إلى السقف بيأس حين جلس راشد على الكرسى الذى غادره كامل منذ ثوان وقال
- بس متقلقوش ... مش هنبدء فيهم قبل شهرين يعنى محتاجين شغل من نار
ليضحك الاثنان بقوه وهم يقولوا بصوت واحد
- أيوه كده يا أبو كارما يا جامد
ليقلب نظره بينهم باندهاش ولكنه أبتسم ولم يعلق
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس بجانبها يتأملها و هى نائمه .... كم تشبه الأطفال كان يتأمل شفتيها الصغيرتان الورديتان بلون طبيعى جذاب مد يده يداعب خصلات شعرها بأطراف أصابعه ثم بدء فى لمس وجنتها لتتململ فى نومها ليبتسم هو بسعاده وشقاوه لتفتح عيونها تنظر إليه ..... عيونها التى مازلت غارقه فى النعاس بنظرات بريئه ثم تحولت إلى مندهشة ثم غاضبه وكان هو يبتسم بسعاده جلست سريعاً وهى تقول
- أنت برضوا خليتنى أنام جمبك أنت قليل الأدب على فكره
ليضحك بصوت عالى ثم قال
- عادى على فكره لما الراجل يكون قليل الأدب مع مراته .... ده لو مبقاش قليل الأدب يبقى عيب فى حقه يا قطتى
كانت تنظر إليه بعدم فهم ليضحك بمشاغبه ثم صمت فجاءه وهو يقول
- يلا يا حلوه قومى جهزيلى الفطار نفسى أكل من أيد مراتى حبيبتى
كانت تنظر إليه ببلاهه ليقطب جبينه وهو ينزل قدميه إلى الأرض ويقف ينظر إليها بجديه مصتنعه
- أخرج من الحمام ألاقى الفطار جاهز يا حبيبتى ماشى
وتوجه إلى باب الغرفه ووقف أمامه وقال
- اه وأنا بحب الشاى مع الفطار
وخرج من الغرفه وهو يكتم ضحكاته على هيئتها المندهشة الغاضبة
ظلت هى جالسه مكانها تشعر بالغضب فعلاً أمسكت هاتفها واتصلت بجدها الذى أجابها قائلاً
- وحشتينى يا بنت الغالى
لتقول هى بحزن
- وأنت كمان يا جدى ... يا جدى تعالى خدنى من هنا
ليقول بلهفه وخوف
- مالك يا مسك فيكى أيه يا حبيبتى ؟ وفين رحيم ؟
لتقول بصوت باكى
- يا جدى ده قليل الأدب خلانى نمت جمبه فى سرير واحد وعايزنى أعمله فطار ويقولى لو مبقاش قليل الأدب يبقى عيب فى حقه .... تعالى خدنى يا جدى
كان يشعر بالقلق عليها حين استمع لصوتها الباكى ولكنه الأن لا يستطيع أن يتوقف عن الضحك لتقول هى بغضب
- أنت بتضحك يا جدى
ليقول هو بهدوء
- أيوه يا بنتى أنا مش شايف مشكله فى إللى أنتِ بتقوليه ما أنتِ مراته وهو جوزك عادى تناموا جمب بعض وتعمليله فطار وأى حاجه تانيه يقولك عليها
لوت فمها كالأطفال وقالت
- يعنى مش هتيجى تخدنى
ليقول باقرار
- مكان الست جمب جوزها يا مسك... وأنتِ شطوره وهتسمعى كلام جوزك وتفرحى جدك بيكى مش كده
لتصمت لعدة دقائق ثم قالت باستسلام
- حاضر يا جدى
ليقول الحج نعمان
- بنتى شاطره ... هرجع أكلمك تانى وأطمئن عليكى
أغلقت الهاتف مع جدها وخرجت من الغرفه متوجه إلى المطبخ تشعر بالحيره ماذا عليها أن تفعل فتحت الثلاجه وظلت تنظر إليها ثم أخرجت بعض الجبن والبيض وبدأت فى إعداد الإفطار كانت لا تعلم هل ما تفعله صحيح أو لا ليدخل رحيم فى تلك اللحظه وهو يقول
- الله عليك يا شيف حسن ... يا حركاتك يا تكاتك
لتنظر إليه بوجه طفولى حزين وقالت
- مش عارفه إللى أنا عملته ده صح ولا غلط
ليقبل يدها وهو يقول
- مهما كان طعمه هيكون يجنن كفايه أنه من إيدك و كفايه أنك أول مره تطبخى علشانى
تحولت نظراتها من حزينه إلى سعيده وقالت
- طيب يلا ندوق ونعرف طعمه أيه
وها هم الأن يجلسون فى إحدى الكافيهات الصباحيه يتناولون إفطارهم ويضحكون
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
مر أسبوع سريعاً سافر خالد إلى علياء وسلمها أوراقها الخاصه بالدار مع مستحقات حمزه وتوجهت هى إلى العاصمة مع والدها للتحقق من أمر الشقه الأخرى
وكان أكرم قد عاد إلى حياته الطبيعية البقاء فى المنزل نهاراً والعيادة ليلاً ويذهب إلى نفس المكان الذى ألقت سمر نفسها منه ينعيها ويعتذر منها والجديد أنه بدء فى التفكير فى علياء التحدث مع نفسه عنها
وكانت حور تحاول بكل طاقتها أن تكون زوجه جيده أن تقترب من سليمان أن تراه من الداخل ... أن تكون صديقته حبيبته
وكان هو دائماً يحاول طمئنتها وخفض جناحه لها يحاورها ويستمع لها
وعند نجاة وكامل كان كل منهم شغوف بمعرفة الآخر كانوا يجلسون بالساعات بعد عوده كامل من العمل
تقص عليه ما كانت تفعله وهى صغيره خوفها من خالها بسبب إظهاره الدائم لكرهه لوالدها ارتباطها القوى بأمها وأخيها عدم وجود أصدقاء
وكان هو يستمع إليها بتركيز واهتمام ويعدها أن يكون لها كل شىء الأب والصديق والأخ والزوج المحب دائماً
وكانت هى تستمع لكلماته عن نفسه بسعاده حيث أنها أكتشفت كم هو طيب القلب رجل يعتمد عليه وسهل الوثوق به
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان نائم وبين ذراعيه إحدى الفتايات الذى يحضرهم. إلى بيته من وقت لآخر .... حين علا صوت هاتفه فتح عيونه بتثاقل ليجده رجله السرى أبتسم وأجابه قائلاً
- فرح قلبى
ليبتسم بسعاده وهو يسمع رد محدثه
- الفار دخل المصيده
