رواية عشق الرجال الفصل الحادى والثلاثون31 بقلم ساره مجدي


رواية عشق الرجال

 الفصل الحادى والثلاثون  


ركض الجميع إلى الطابق الخاص بالعناية المركزة ليجدوا الكثير من الأطباء والممرضين يدلفون إلى الغرفة وممرضه تركض إلى الخارج ثم تعود ومعها أغراض وبعد قليل أخرى تخرج وتعود بأغراض كان القلق يقتل الجميع فى الخارج وكان هو بالداخل يعافر مع الموت حيث توقف قلبه وعاد إلى الحياه مرتان كانت حاله الأطباء حين غادروا الغرفة تؤلم القلوب ... قلوب تعبت من كثرة الفراق وتخشى أن تفقد الوتد الذى يستند عليه الجميع وقف الطبيب المعالج أمامهم ليخبرهم بكل شىء بوضوح وصراحه  لتسقط قلوب الجميع من الخوف 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


فى بيت الوريدى غادرت النساء التى حضرت لمساعده أهل البيت ومساندتهم ولم يتبقى سوى أهل البيت وبيت النادى 


لم تتوقف نعمات عن البكاء وكانت ورد تتابعها بعينيها وتشعر بداخلها بغضب قوى يزداد رغم أنها صامته منذ معرفتها بما حدث حتى إتصالات تمام لا تجيبها هى ولكن الأن هى فى قمه غضبها من أمها غادرت حضن حور ووقفت على قدميها وتوجهت إلى أمها ووقفت أمامها لترفع نعمات عيونها الحمراء إليها لترى ورد بهم حزن حقيقى وألم الفراق كل شىء حقيقى وهى من تخيلت للحظه أن يكون كل هذا من أجل الناس فقط أو هى دموع سعاده وفرح لتخلصها من ذلك الذل والمهانة والألم التى عاشتها بسنوات ولكن صدمها ما رأته منها لتبتعد خطوه للخلف ثم قالت بصوت ضعيف 


- أنت زعلانه عليه بجد ... رغم كل إللى عمله فيكى زعلانه عليه 


ظلت نعمات صامته تنظر إليها بزهول وانتبه الجميع لما يحدث وشعرت حسناء أن القادم لن يكون جيدا فاتصلت بتمام تطلب منه الحضور سريعاً 


وقفت نعمات أمام ورد وقالت بهدوء 


- يا بنتى ده جوزى من ثلاثين سنه ورغم كل إللى عمله فيا لكن مكنتش أتخيل أبدا أن دى تكون نهايته 


أبتسمت ورد باندهاش وهى تقول 


- أيه زعلانه أنه مات وأن ذله ليكى أنتهى ... كنت عايزاه يفضل عايش علشان يهينك أكتر ويذلك  أكثر  ده هو مكتفاش أنه يهينك جوه جدران البيت ده خلى البلد كلها تشهد وتشمت فيكى وبردو زعلانه


كان الجميع يشعر بالاندهاش من كلمات ورد.... ورد الرقيقه التى تخاف التحدث ولكن من الواضح أنها ليست بحالتها الطبيعية 


لتقترب من أمها تنظر إليها والدموع تغرق وجهها رغم تلك الإبتسامه الواسعة التى ترتسم على وجهها بشكل غريب جعل الجميع يشعر بالخوف عليها ومنها


- ده ربنا نفسه ما كنش راضى عن إللى بيعمله فينا وانتقم منه بأبشع الطرق وأنت زعلانه عليه 


اقتربت حور من ورد وقالت بهدوء بعد أن ضمتها 


- ورد حبيبتى الموت له هيبه وإللى حصل لعمى مش سهل أنا متأكده أنك أنت كمان زعلانه عليه 


نظرت إليها ورد بشر ودفعتها بعيد عنها لتسقط حور أرضا وهى تشعر بصدمه كبيره فى نفس اللحظه التى دلف فيها تمام يلهث 


يستمع إلى كلمات ورد المتألمة 


- زعلانه عليه ... ليه هو أنا كنت شفت  منه أيه حلو من يوم ما وعيت على الدنيا .... شفت أيه .. أقولك أنا مشفتش منه غير ايهانات وضرب وأسوء الألفاظ أسوء معامله عمرى ما حسيت بحضن أبويا إللى يحمينى من العالم كله عمرى ما حسيت أن ليا سند وظهر عمرى ما حسيت أن من حقى أفرح . وأعيش .... أزعل عليه ليه وهو موت ورد طفاها أزعل عليه ليه وهو خلاها جبانه عايشه بصمت وماشيه جمب الحيط وخلاص .... حتى لو حد عاملنى كويس أخاف ... خلانى عندى إستعداد أبوس رجل جوزى كل يوم بس يفضل يعاملنى بطيبه وحنيه مستعده أعمل أى حاجه علشان أفضل أحس بالأمان فى وجوده الأمان يا حور إللى عمرى ما حسيته فى بيت أبويا وفى حضن اخواتى .... ده ميتزعلش عليه ده يتوزع شربات على موته 


الصدمة هى ما كانت مرسومه على وجوه الجميع كل ذلك داخل تلك الرقيقه تحمله بمفردها ولكن نعمات شعرت أن ابنتها تهزى ولابد من إيقافها فاقتربت منها ورفعت يدها لتصفعها بقوه ولكن تلك الصفعه لم يسمع لها صوت أو تشعر بها ورد لوقوف تمام أمامها و أمسك يد أمها وهو يقول 


- مش مسموح لحد يمد إيده على مراتى حتى لو كانت أمها ...... وزى ما ليكى حق أنك تعيطى وتحزنى على موت جوزك هيا كمان من حقها تعبر عن إللى جواها وإللى عاشته وشافته مش من حق أى حد يسكتها أو يمنعها من الكلام 


كانت نعمات تنظر له باندهاش وصدمه وخوف وكانت نظراته صارمه وحاسمة


ترك يد نعمات ليلتفت لورد التى تنظر إلى أمها باندهاش وصدمه .....  ثم رفعت يدها تتشبث بجلباب تمام فى محاوله للحصول على الأمان ولكن عقلها أراد أن يرحمها من كل ذلك فسقطت مغشى عليها 


ليحملها تمام سريعاً وصعد بها إلى غرفتها القديمة بعد أن ألقى نظرة لوم وعتاب لنعمات.... تقدمت  حور أمامه ترشده إلى غرفتها.... مددها على السرير وطلب من حور أن تتصل بالطبيب 


جلس بجانبها يتأملها بحب وقلق .... كان يشعر بالخوف عليها فحالتها ليست طبيعية بالمره 


وبالاسفل كان الجميع حقاََ فى حاله صدمه واندهاش لم يتوقع أحد تلك الحالة التى وصلت إليها من تدمير الروح والثقة 


جلست نعمات أرضا بتهالك وهى تنظر إلى الأمام بشعور قاتل بالألم ألم أم خذلت ابنتها الوحيدة طوال حياتها وليس الأن فقط ألم احساسها أنها خسرت ابنتها للأبد


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


مر اليوم بكل ما فيه من ألم وخوف وقلق وتوتر حين أعطت الطبيبه حقنه مهدئة لورد لتريح أعصابها وظل تمام بجوارها مستيقظ بقلق فكلماتها كانت تضرب قلبه بقوه أشعرته بكم الألم الذى فى داخلها وأيضاً الخوف كذلك بعض التصرفات التى كان يرفض تفسيرها رغم وضوحها هذا الأمر أصبح خطير ولابد من حل سريع 


فى الصباح كانت النيابة العامة أصدرت قرار بقدرتهم على إستلام جثه منصور بعد الإنتهاء من تشريحها وعدم قدرتهم على الوصول إلى أى شئ أو دليل على الفاعل وبالفعل تمت كل الإجراءات سريعاً وها هم يقفون ليصلون صلاه الجنازة على شخص كان يتجبر على الجميع كان يرى نفسه كبير على كل شىء وذو سلطه وبأس وها هو لا حول له ولا قوه ذاهب إلى المكان الذى لا يفرق بين الناس إلا بالعمل الصالح فقط ذاهب إلى هناك بنهايه بشعه 


انتهوا من كل شىء وغادر الناس بعد تقديم العزاء على المقابر وظل سليمان وراشد واقفان أمام شاهد القبر كل منهم بداخله حرب ضروس 


كان راشد يلومه على كل ما حدث معه هو لا ينفى خطئه ولكن الأبناء دائماً مرآه لنفوس وشخصيات الآباء 


وكان سليمان حزين على والده لكن ليس على فراقه ربما على خاتمه سيئه ونهايه بشعه  


كان باقى الشباب يقفون على مسافة منهم يريدون أن يتركوا لهم مساحتهم الخاصة وفى نفس الوقت يكونون بالقرب 


حتى علا رنين هاتف حمزه وحين أجاب ظهر الارتباك والقلق على وجه وتوجه إلى مكان وقوف سليمان وأخبره بشىء ما فى أذنه لينظر إليه سليمان بصدمه


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


صوت طرقات على باب أعادتها من أفكارها السارحه بعيداََ وحين فتح الباب قطبت جبينها بضيق مصتنع ليبتسم فارس وهو يقول 


— شكلى مزعل الجميل منى جدا بس أنا كمان  مُصر أنى اصالحه 


وقفت على قدميها وهى تقول ببرود وعمليه 


- أهلاً يا أستاذ فارس أى خدمه 


ليقترب منها وهو يمد يده بعلبه صغيره من القطيفة وقال 


- عايز القمر يقبل منى الهديه دى 


نظرت إلى العلبه بين يديه ثم إليه وقالت 


- فاكر هتضحك عليا بالهدية دى لا يا أستاذ فارس أنت غلطان مش


ليقاطعها وهو يمسك يدها وابتسم وهو يقترب منها بشده وقال 


 - لا أنا مش عايز أضحك عليكى أنا عايز أنول رضاكىِ ولو وافقتى أنى اعزمك على الغدا واحكيلك إللى حصل معايا 


ظلت تنظر إليه لعدة ثوانِ ثم هزت رأسها بنعم ليبتسم وهو يقول 


- هستناكى فى العربيه 


وغادر بعد أن وضع العلبه فى يدها وقبلها مره أخرى 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


ذهب الجميع إلى المستشفى وهم جميعاً يشعرون بصدمه قويه لم يكن أحد يصدق أو يتخيل أن يكون كلام حمزه صحيح رغم كل ما هو واضح وضوح الشمس ولكن كان هناك أمل ألا تكون تلك الفضيحه من نصيب عائلتهم ذو الأصل العريق حين أتصل الطبيب بحمزه أخبره أن عفاف لم تتحمل الألم وقد توفت ولكن ما لم يتخيله هو تلك الكلمات التى قالتها قبل وفاتها وأيضاً نتيجه التحليل 


وقف الجميع أمام الطبيب الذى كان يشعر بالارتباك من تلك الرسالة المحرجة 


- الست عفاف قبل ما تموت بدقايق طلبت منى أبلغكم أن سعد هو إللى حرق البيت وإن الطفل ابنه وهى كانت عايزه تشوف حد منكم علشان تطلب منكم السماح بس للأسف ملحقتش


نظر الجميع إلى بعضهم البعض باندهاش وصدمه ليكمل حمزه قائلا 


- سعد هو الأيد اليمين للاسدى الموضوع كل ما دا عمال يتعقد 


ليكمل الطبيب كلماته قائلا 


- نتائج التحليل بتأكد كلام الست عفاف الطفل مش ابن المرحوم منصور الوريدى .... أنا آسف عن إذنكم 


جلس راشد أرضا ووضع رأسه بين يديه بهم 


واستند سليمان إلى الحائط يشعر أن الدنيا تميد به 


وكان الجميع فى حاله صمت فالموقف حقاً لا يحتمل أى كلام 


وقبل أن يستوعبوا ما يحدث وجد سليمان أتصال من حور وحين أجابها استمع لصوت صراخها وطلب النجدة ليركض إلى الخارج سريعاً والباقى خلفه فى قلق وكأن هموم العالم قررت أن تخلص منهم كل ما فات وما هو قادم


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


وصل الشاب جميعاً إلى بيت الوريدى ليجدوا علام والد عفاف يقف فى حديقه البيت بهيئه رثه يهزى بكلمات غير مفهومه ويكسر كل ما تصل إليه يده وحين وقعت عينيه على راشد وسليمان ركض فى اتجاههم و تهجم عليهم وبدء فى ضربهم وركلهم كانوا يدافعون عن نفسهم والشباب الباقين يحاولون ابعاده عنهم والسيطره عليه


وقف يلهث وهو يقول 


- قتلتو بنتى .... أنتوا إللى قتلتوها مكنتوش عايزين أنها تورث وتاخذ فلوسكم منكم لله عملتلكم أيه 


وابتعد خطوات عديده للخلف ثم جلس أرضا ليكمل قائلا


- لا عملت وعملت كتير خانت أبوكم وذلته وكسرته ....مش أنتوا إللى موتوها لا سعد هو إللى قاتلها ..... أنا كنت عارف إنه شمال وشرانى علشان كده رفضت أنه يتجوزها ... بس هى  إللى بنت (......) كانت بتحبه اهى ماتت هى وابنها ابن سعد هى اللى موتت نفسها هى اللى موتت نفسها 


أبتعد حمزه خطوتان للخلف وأخرج هاتفه وأتصل بشخص ما ثم عاد يقف بجوار سليمان وراشد اللذان أصبحا يشبهان القنبله الموقوتة من الممكن أن تنفجر فى أى لحظه 


كانت جميع النساء يقفن عند الباب الداخلى للبيت يتابعون تلك الفضيحة المدوية بصدمه كبيره فالجميع كان مستنكر من فكره زواج منصور وعفاف ولكن ما يحدث الأن لا يتحمله أحد فى غضون دقائق كانت سياره الشرطة تدلف إلى بيت الوريدى و ألقو القبض على علام الذى فقد عقله بعد ما حدث لابنته وبيته وسوف يضعونه فى المكان المناسب له 


ظل الجميع على وقفته فى حاله اندهاش وصدمه تحرك سليمان دون كلمه إلى الحديقة الخلفيه ومنها إلى غرفة الغضب الخاصة به 


تحركت خلفه حور فهى لن تتركه بمفرده  فى تلك الحالة ومهما فعل سوف تتحمله 


كان راشد يقف مستند على عكازه بتعب واضح لتقترب منه حسناء وتربت على يديه وتجذبه ليسير معها وصعدت به إلى غرفته القديمة 


نفخ تمام بضيق وثقل كبير يشعر به فوق صدره لتسقط عينيه على معشوقته تقف فى الشرفة بحاله غير مفهومه فمن الواضح أنها شاهدت كل شىء 


فتحرك سريعاً ليصعد إليها فلن يغامر بأحد آخر غيره يصعد لها الأن 


تحرك كل من كامل وعامر ووقفوا مع زواجاتهم يطلبون منهم عدم ترك نعمات بمفردها وأن يراعوا الجميع وأنهم سوف يتوجهون إلى المستشفى من أجل اجرائات دفن عفاف 


وقف رحيم أمام حمزه بعد أن أخذ نفس عميق وقال 


- الله يكون فى عونهم صدمات من النوع التقيل و ورا بعض 


هز حمزه رأسه بنعم ثم قال 


- وكله بيصب فى الآخر على الاسدى نفسى أفهم ليه 


كان رحيم ينظر فى كل مكان بتفكير حتى وقعت عينيه عليها تقف مُنزويه فى مكان ما بمفردها 


ليشعر بألم قوى فى قلبه ولكنه عليه ترتيب أولوياته الأن وتنفيذ ما هو أهم ثم يبدء معركته فى إثبات حبه لها عاد بنظره إلى حمزه وقال 


- أنت لسه وراك حاجه هنا ولا خلصت كده


ليضع حمزه يديه بجيب بنطاله ورفع كتفيه قائلاً


- لا أنا موصى كل الناس هنا بس ليه 


نظر رحيم أرضا ثم قال 


- مسك عايزه تروح شقه والدها .. و قالتلى  أنها عايزه تسلمك أمانه ... وصيه أبوها 


قطب حمزه حاجبيه وقال باهتمام 


- أمانة ايه 


ليرفع رحيم كتفيه بلا أعلم ثم قال 


- معرفش بس أعتقد حاجه تخص موت دكتور حسن 


لتنتبه كل حواس حمزه ليقول سريعاً 


- وساكت يا رحيم ..... ناديها وخلينا نتحرك بسرعه


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان يقف أمام المستشفى ينتظر الوقت المناسب لدخوله بعد أن أرسل إليه سيده أن التنفيذ اليوم وفى الوقت المحدد دلف إلى المستشفى من المكان الذى حدده ليكون الأقرب لمكان غرفه الفتاه  


ظل مختبىء حتى هدئت الحركه فى قسم الحالات المستعصية وبدء هو فى التحرك ودلف إلى الغرفة المقصودة ليجد الصدمة التى لم يتوقعها حين وجد فتاه أخرى غير تلك المطلوبة وقف حائراً لا يعلم ماذا عليه أن يفعل الأن ولكن أوامر سيده واضحه لا أخطاء كاد أن يغادر ولكنه عاد مره أخرى وأخرج هاتفه ليلتقط لها صوره حتى تكون إثبات لكلامه أمام سيده  ثم خرج سريعاً 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


حين عاد سعد إلى سيده وجده يبتسم وكأنه كان يعلم أن تلك الفتاه فى المستشفى ليست هى ابنة الطبيب 


هز رأسه ووقف أمام النافذه الزجاجية الكبيرة لعدة دقائق صامت وكان سعد ينظر إليه باندهاش من هدوءه ولكنه ظل صامت ينتظر أوامر سيده الذى فاجئه بأمره 


- روح أرتاح ونام علشان تبقى مستعد للى جاى 


ظل سعد واقف لعدة ثوانى ثم تحرك بإتجاه الباب ليقف من جديد حين سمع كلمات سيده


- الدنيا مولعه هناك أنت مش حرقت البيت بس أنت ولعت بيت الوريدى 


نظر سعد لسيده بقلق 


لينظر إليه غيث بنظرات مبهمه وقال 


- بعد ما تخلص العمليه الأخيره لازم تختفى لأن رد الفعل مش مضمون 


كاد سعد أن يجيبه حين أشار له غيث بأن يصمت ثم أن يرحل 


ليغادر سعد وهو يشعر أن القادم ليس سهلاً ولن يكون جيدا 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانوا فى طريقهم إلى العاصمة كانت مسك تشعر بالخوف والقلق  فهى تريد أن تنفذ وصية أبيها الذى أخبرها بها قبل موته بأيام 


أغمضت عينيها تتذكر ما حدث 


كانت تجلس بغرفتها ككل يوم تقرأ حين دلف إليها والدها بابتسامته الحنونه وجلس جانبها ينظر إلى ذلك الكتاب الذى بين يديها ثم قال 


- بكره تعيشى قصه حبك الخاصه وأكيد هتكون أحلى من الروايات 


لتبتسم بخجل ثم قالت 


- لو هيكون حنين وطيب ذيك شبهك فى حبك وقلبك الكبير  يبقى هعيش كل  قصص الروايات 


ليداعب خصلات شعرها وهو يبتسم بحنان ابوى وهناك فى عمق عينه خوف وشوق خوف من نهايه أوشكت وخوف من تركها بمفردها فى تلك الحياه الصعبة ومع هذه المسؤليه الكبيرة 


وضع رأسه على كتفها لتقطب جبينها ثم قالت مازحه 


- أنا مسك على فكره مش أمانى 


ليضحك وهو يقول


- رغم أنك شبهى فى الشكل لكن أنت هى بكل طيبة قلبها وحنيتها أنا ساعات بحس أنك أمى 


ابتسمت له ابتسامتها البريئه وقالت بمزاح


- طبعاً يا حسن يا ولدى ده أنت الحيله 


ليضحك بصوت عالى ثم صمت فجاءه وأمسك يدها وهو يربت عليها وقال 


- مسك عايز أطلب منك طلب 


نظرت له باهتمام ظل يداعب أصابع يدها بتوتر وهو يكمل قائلاً 


- أنتِ عارفه عن العلاج إللى أنا اكتشفته مش كده 


لتهز رأسها بنعم ليكمل هو


- بصى يا بنتى أنا مكنتش عايز اشيلك الهم بس لكل أجل كتاب وأنا لازم آآمن حد على اكتشافى


لتعتدل فى جلستها وهى تمسك يده بقوه وتتجمع الدموع داخل عينيها وقالت


- بعيد الشر عنك .... يا .... يا بابا ... حبيبى بلاش .... بلاش الكلام إللى يخوف ده 


ليضمها إلى صدره بيد وباليد الأخرى يضع شىء صغير فى يديها 


وهمس بالقرب من أذنها 


- عايزك تخبيها فى مكان محدش يعرفه ولو حصلى حاجه اطلبى من جدك أو حد من عمامك أو أولادهم يوصلك لظابط حمزه النادى 


كانت دموعها تغرق وجهها وقلبها يؤلمها بشده وإحساس بالخوف من فقد قريب تفوح رائحته فى الهواء 


عادت من ذكرياتها على توقف السيارة وصوت رحيم يطلب منها الاستيقاظ ظنًا منه أنها نائمه 


دلفت إلى المنزل بصعوبه فمنذ أخر يوم خرجوا منه يوم تعب والدتها وخروجهم منه ولم يعد أحد إليه وذهب والديها بعيداً جداً كانت تحتضن البيت بعينيها ودموعها تغرق وجهها كان الرجلان ينظران إليها بشفقه  ولكنهم لم يستطيعوا أن يتحدثوا


اقترب منها رحيم يضمها بقوه لتبكى بصوت عالى بكاء منعته لأكثر من سنه دموع حبستها داخل قلبها حتى تنفذ كل ما طلبه أبيها والآن حان الوقت لابد أن تنهى كل ذلك ابتعدت سريعاً عند تلك النقطه ودلفت إلى غرفتها لتقع عينيها على سريرها مكان جلوس أبيها لآخر مره معها توجهت مباشراً للمكان التى خبئت فيه الفلاشه 


فتحت خزانتها وامسكت إحدى حقائبها القديمه  وفتحتها وفتحت الجيب السرى بها وأخرجت الفلاشه ووقفت  أمام حمزه و مدت يدها بها لحمزه وقالت 


- بابا كان واثق .... واثق فيك .... ارج .... ارجوك ر ... رجع ح.... ح ... حقه


أمسك حمزه الفلاشه وهو يقول 


- أوعدك هرجع حقه ولو كان التمن حياتى 


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


خرج حمزه سريعاً ليذهب إلى مكتبه وقرر رحيم أن يظلوا اليوم فى منزله و غداً يعودا إلى البلد 


وصلا إلى المنزل وترجلا من السيارة وصعدا إلى المنزل دون أن ينتبهوا لتلك العيون التى كانت تتربص بهم

               الفصل الثانى والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>